منذ كنت طفلة صغيرة، كان هناك في كل وجبة احتفالية صحن صغير من الفلفل الحار، المقلي والمقشر، المتبل بالقليل من الثوم والملح. بفضل المطبخ المغربي الذي ترعرعت فيه، والذي تنتشر فيه التتبيلة الحارة بشكل كبير، “تم تعويدي” على الطعم الحار منذ جيل باكر نسبيًا، وأحب جدًا حتى اليوم أن أضيف طعمًا حارًا على الطبيخ الخاص بي.
في الحقيقة، إن مصدر الفلفل الحار هو أصلًا في المكسيك، ولكنه منتشر اليوم في كل العالم وتحوّل إلى عنصر هام ومركزي في مطابخ عديدة في الشرق الأقصى (مثل تايلاند، الهند، إندونيسيا واليابان) وكذلك في الشرق الأوسط وشمال إفريقية. (على فكرة، يدعى الفلفل الأكثر حرا في العالم “دورست ناغا”، إنه ينمو اليوم في إنجلترا، وتم تطويره بالأصل في بنغلاديش). يُعتبر القادمون من اليمن ومن المغرب في إسرائيل آكلي المأكولات الحارة الجديين، وبالمقابل، غالبًا ما يبدي القادمون من أوروبا (البولنديون والألمان) حساسية مفرطة للتتبيل الحار.
أحب التتبيل الحار الخاص بي، بشكل عام على شكل سحوق (فلفل أحمر مطحون مع الثوم، بإضافة القليل من الزيت والملح، يصنعون المدهون الحار والممتع بشكل خاص). يمكن إضافة السحوق إلى السندويشات بالدهن على الخبز، أو إضافته إلى الطبيخ الذي يحصل فورًا على طعم غني ولاذع أكثر. على سبيل المثال، حين أجهز الكفتة، أضيف إلى خليط اللحم المطحون ملعقة صغيرة ممتلئة بالسحوق الأحمر الذي يحسّن الطعم من دون الكثير من الجهد. بمساعدة السحوق أضيف طعمًا وحرا إلى صلصات الباستا أيضًا، طبيخ اللحم والدجاج وحتى الشوربة.
ولكن الفلفل الطازج أيضًا (هنا أفضل الأخضر بالذات) يتألق لدي في الوجبات، في السلطات الطازجة بالأساس. إحدى السلطات المحببة إلى قلبي هي “سلطة طازجة” من الخضار الطازجة (طماطم الكرز، بصل أحمر وأخضر، زيتون أسود، فجل صغير، وفلفل أخضر حلو) مع حبات الحمص، أعشاب التتبيل (نعنع، الكزبرة والبقدونس) والكثير من الفلفل الأخضر، بصلصة اللبن وزيت الزيتون. سلطة منعشة وصيفية، من السهل جدًا تحضيرها، ومن الممتع أكلها مع الخبز الطري والساخن (الذي يساعد أيضًا من لا يحب المأكولات الحارة ويهدئ اللثة بعض الشيء).
إحدى الوجبات الحارة المحببة إليّ والتي تميز جدًا المطبخ الإسرائيلي هي الشكشوكة – صلصة الطماطم والفلفل الغنية، المطبوخة مع البيض. الصلصة سهلة جدًا للتحضير – عند تحضيرها، نقلي البصل المقطع بالقليل من الزيت، نضيف الثوم، الكثير من البندورة المقطعة إلى مكعبات والقليل من الفلفل الأحمر المقطع إلى شرائح رفيعة، والفلفل الحار حسب الحاجة. يمكن إغناء الصلصة وإضافة الجبنة المالحة، الباذنجان أو أعشاب التتبيل على أنواعها، ولكن الشكشوكة التقليدية هي مع صلصة الطماطم فقط. حين تغلي الصلصة نضيفها إلى مقلى البيض على الفور، نغطي ونخفض النار تحتها حتى يصبح البيض صلبًا. من المقبول أكل الشكشوكة مع الخبز الأبيض المقطع أيضًا، أو الكامل الذي نقسمه باليد. بالصحة والعافية!