نتنياهو وعباس يجتمعان في البيت الأبيض مع الرئيس الأمريكي أوباما (White House Flickr)
نتنياهو وعباس يجتمعان في البيت الأبيض مع الرئيس الأمريكي أوباما (White House Flickr)

إدارة أوباما تتوقع من الحكومة الجديدة في إسرائيل أن تعترف بحل الدولتين

ردًا على تراجع نتنياهو عن تصريحاته السابقة بأنه سيعترف بدولة فلسطينية، منزوعة السلاح، إلى جانب إسرائيل، إدارة أوباما تتوقع من الحكومة الجديدة أن تعترف بالدولة الفلسطينية

قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، جنيفر ساكي، البارحة (الإثنين) إن إدارة الولايات المتحدة الأمريكية تنتظر من الحكومة الإسرائيلية الجديدة التي سيتم تشكيلها بعد الانتخابات أن تلتزم بحل الدولتين. قالت ساكي هذا خلال قراءتها البيان الموجز اليومي للصحفيين ردًا على التراجع الذي صرّح به رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بخصوص خطاب بار إيلان (2009) وتصريحه بأنه “لن تكون هناك تنازلات ولا انسحاب” في ظل الواقع الراهن في الشرق الأوسط.

وقالت ساكي “التزامنا بحل الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني لا زال قائما”. “نحن على ثقة بأنه سيكون لدينا شُركاء إسرائيليين وفلسطينيين مُلتزمين بذلك أيضًا. أشياء كثيرة تُقال خلال الحملات الانتخابية. سنرى ماذا سيحدث في الانتخابات وماذا ستكون سياسة الحكومة الجديدة، ولكننا نُريد شُركاء يريدون المضي قُدمًا بذلك، فيما يخص حل الدولتين”.

نشر مقر انتخابات الليكود، البارحة، بيانًا جاء فيه أن نتنياهو مُقتنع بأن خطاب بار إيلان منذ حزيران عام 2009، الذي صّرح فيه عن استعداده للموافقة على إقامة “دولة فلسطينية منزوعة السلاح تعترف بالدولة اليهودية”، لم يعد يتناسب والواقع الراهن في الشرق الأوسط حاليًا.

نشر ديوان رئيس الحكومة، بعد ذلك البيان ببضع ساعات، بيانًا ينفي ذلك وفيه أن “نتنياهو لم يقل أن خطاب بار إيلان مُلغى”. رغم ذلك، جاء في بيان ديوان رئيس الحكومة بأنه: “يوّضح نتنياهو منذ سنوات بأنه في ظل الظروف الحالية في الشرق الأوسط أي منطقة سيتم تسليمها – ستتم السيطرة عليها من قبل الجماعات الإسلامية المُتطرفة، كما حدث في غزة وفي جنوب لبنان، وتحديدًا بما أن السلطة مُتحالفة مع منظمة حماس الإرهابية”.

اقرأوا المزيد: 231 كلمة
عرض أقل
الشرطة خارج متجر اغذية مطابقة للتعاليم اليهودية شرق باريس (AFP)
الشرطة خارج متجر اغذية مطابقة للتعاليم اليهودية شرق باريس (AFP)

غضب في إسرائيل لزلة لسان أوباما: “إطلاق النار في باريس كان عشوائيا”

يواصل البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأمريكية نفي كون إطلاق النار في أحد محلات المأكولات في باريس في شهر كانون الثاني "عملية إرهابية على خلفية معاداة السامية"

خلال مقابلة قدّمها أوباما، قبل عدة أيام، للموقع الأمريكي – الليبرالي، Vox، سُئل الرئيس، هل يضغط الإعلام ويفرط في المبالغة تجاه الجمهور حول مواضيع مثل الإرهاب. وكانت إجابته أن: “وظيفتي الأولى هي حماية الشعب الأمريكي. هذا شرعي تماما للشعب الأمريكي أن يكون قلقا جدا عندما تكون لديه مجموعة من المتعصّبين العنيفين، الوحشيين، الذين يقطعون رؤوس الناس أو يطلقون النار بشكل عشوائي على مجموعة من الناس في محل مأكولات في باريس…”.

أغضبت إجابة الرئيس جدّا الأمريكيين وخصوصا الجالية اليهودية في الولايات المتحدة والتي اندهشت كيف يقول أوباما إن العملية الإرهابية في محلّ المأكولات “‏Hyper Cacher‏” في فرنسا هي عملية عشوائية. وكما هو معلوم، فإنّ منفّذ عملية إطلاق النار نفسه قد اعترف أنّ الإضرار بأهداف يهودية كان مخطّطا له. الرئيس الفرنسي، هولاند، سمّى العملية “عملا معاديا للسامية”.

رئيس الولايات المتحدة، باراك أوباما (AFP)
رئيس الولايات المتحدة، باراك أوباما (AFP)

ولكن القضية لم تنتهي بزلّة لسان الرئيس، التي أثارت غضبا كبيرا في إسرائيل أيضًا، وبعد يوم من نكران أوباما بأنّ العملية في محلّ المأكولات الشرعية دينيا (بحسب اليهودية) كان مخطّطا لها ضدّ اليهود، واصل الناطقون باسم الإدارة اتخاذ نفس الخطّ. وذكرت صحيفة “واشنطن بوست” بأنّ الناطق باسم البيت الأبيض أيضًا بالإضافة إلى الناطقة باسم وزارة الخارجية قد واصلا التصريحات المثيرة للجدل.

قالت الناطقة باسم وزارة الخارجية، جين ساكي، خلال مؤتمر صحفي: “إذا كنت أذكر جيّدا، لم يكن لجميع الضحايا في المتجر اليهودي خلفية وقومية مماثلة”. لقد أجابت عن سؤال أحد الصحفيين وبدأت بالتلعثم عند الإجابة: “لا أعتقد أننا قادرين على الحديث باسم السلطات الفرنسية، هل كان المتجر اليهودي هدفا أم الأشخاص (اليهود) الذين كانوا بداخله”.

وقبل ذلك صرّح بشكل مماثل الناطق باسم البيت الأبيض، جوش إرنست. “واضح جدّا ماذا كان هدف المهاجمين. هؤلاء الأشخاص الذين قُتلوا في محل المأكولات لم يموتوا بسبب هويّتهم، وإنما لأنهم كانوا في المكان الخطأ في الوقت الخطأ. كان داخل محل المأكولات أشخاص ليسوا يهودا”. وواجه إرنست أحد المراسلين الذي طالبه بالاعتراف بأنّ الرئيس قد أخطأ، عندما قال إن الهجوم على المتجر اليهودي لم يتمّ على خلفية كون الأشخاص يهودا. وبدا إرنست أيضًا مشوّشا، ووجد صعوبة في تقديم إجابة واضحة.

اقرأوا المزيد: 315 كلمة
عرض أقل
وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان (Miriam Alster/FLASH90)
وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان (Miriam Alster/FLASH90)

ليبرمان سيوبخ السفير السويدي

التوبيخ- في أعقاب إعلان حكومة اليسار الجديدة في السويد أنها تنوي الاعتراف بفلسطين كدولة. يُتوقع أن تكون السويد هي الدولة الأولى في الاتحاد الأوروبي التي ستعترف بفلسطين

توتر دبلوماسيّ بين إسرائيل والسويد، بعد تصريح رئيس حكومة السويد الجديد، ستيفان لوفين، في خطابه الأول في البرلمان السويدي أن السويد تنوي الاعتراف بفلسطين كدولة. لقد أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية أمس أن السفير السويدي في إسرائيل سيُستدعى إلى محادثة توبيخ في وزارة الخارجية في القدس.

أبدى وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، دهشته من أن لوفين قد اختار في خطابه الأول التعمق في الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني. “إن كان كل ما يقلق رئيس حكومة السويد في خطاب أداء القسَم، هو وضع الشرق الأوسط، فمن المفضل له أن يركّز على مشاكل أكثر اشتعالا في الإقليم، مثل القتل الجماعي اليومي الذي يجري في سوريا وأماكن أخرى”.

وكما ذُكر آنفًا، في خطابه الأول، اختار لوفين أن يتحدث عن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وقد صرح: “يمكن أن يحل الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني حصريَّا بواسطة حل الدولتَين لكلا الشعبَين، والذي يمكن إحرازه بطريق المفاوضات وبما يوافق القانون الدولي. على الحل أن يفي بالمتطلبات المشروعة للسيادة والأمن لكلا الجانبين: الإسرائيليين والفلسطينيين. حل الدولتَين يتطلب اعترافا متبادلا وإرادة للتعايش الثنائي وبسلام. لذلك، ستعترف السويد بالدولة الفلسطينية”.

رئيس حكومة السويد الجديد، ستيفان لوفين (Wikipedia)
رئيس حكومة السويد الجديد، ستيفان لوفين (Wikipedia)

عن هذه الأمور قال ليبرمان: ” من المؤسف أن رئيس الحكومة الجديد سارع إلى إطلاق تصريحات بخصوص موقف السويد من الاعتراف بدولة فلسطينية، يبدو أنه لم يستدرك بعدُ التعمق في الأمور ويفهم أن ما يشكل العائق في العشرين سنة الأخيرة أمام التقدم والوصول إلى اتفاق بين الإسرائيليين والفلسطينيين- هم الفلسطينيون أنفسهم”.

أعلنت أيضًا الولايات المتحدة الأمريكية أنها تعارض الخطوة السويدية، التي ستكون هذه المرة الأولى التي تعترف بها دولة عضو في الاتحاد الأوروبي بدولة فلسطين. “نحن ندعم قيام الدولة الفلسطينية، لكن لم تتهيأ الشروط لذلك”، هذا ما صرحت به الناطقة باسم البيت الأبيض، جين ساكي “يمكن للدولة الفلسطينية أن تقوم فقط بطريق المفاوضات والاعتراف المتبادل من كلا الجانبين”.

يتوقع أن يكون الاعتراف بفلسطين كدولة هو القرار الأول لحكومة السويد الجديدة، والتي هي حكومة يسارية في الأساس وبها يتحالف حزبان: الحزب الاجتماعي الديمقراطي، والحزب الأخضر. اليوم، ما لا يقلّ عن 19.6 % من مواطني السويد مهاجرون أو أبناء مهاجرين، وهناك محللون يقدّرون أن الاعتراف بفلسطين غايته حشد التأييد من هذه الجماعة، التي يصوت أغلبها للحزب الاجتماعي الديموقراطي.

مسجد في السويد (AFP)
مسجد في السويد (AFP)
اقرأوا المزيد: 328 كلمة
عرض أقل
رئيس الولايات المتحدة بااراك أوباما (AFP)
رئيس الولايات المتحدة بااراك أوباما (AFP)

امريكا تسعى لتشكيل ائتلاف دولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية

حذر الرئيس السوري بشار الأسد من ان تنفيذ اي ضربات دون موافقة دمشق سيعتبر عملا عدوانيا وهو ما يحتمل أن يضع اي تحالف تقوده الولايات المتحدة في صراع أوسع نطاقا مع سوريا

قال مسؤولون بالإدارة الأمريكية أمس الأربعاء إن الولايات المتحدة تكثف مساعيها لبناء حملة دولية ضد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا بما في ذلك تجنيد شركاء لاحتمال القيام بعمل عسكري مشترك.

وأضاف المسؤولون الأمريكيون أن بريطانيا واستراليا مرشحتان محتملتان. وكانت ألمانيا قالت أمس الأربعاء إنها تجري محادثات مع الولايات المتحدة وشركاء دوليين اخرين بشأن عمل عسكري محتمل ضد تنظيم الدولة الإسلامية لكنها أوضحت أنها لن تشارك.

وقالت جين ساكي المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية للصحفيين “نعمل مع شركائنا ونسأل كيف سيكون بمقدورهم المساهمة. ثمة عدة وسائل للمساهمة: انسانية وعسكرية ومخابراتية ودبلوماسية.”

ولم يتضح عدد الدول التي ستنضم للحملة فبعض الحلفاء الموثوق بهم مثل بريطانيا لديهم ذكريات مريرة عن انضمامهم للتحالف الذي قادته الولايات المتحدة لغزو العراق عام 2003 والذي ضم قوات من 38 دولة. وكانت فرنسا قد رفضت المشاركة في الغزو. وتبين كذب الادعاءات بوجود أسلحة دمار شامل لدى العراق وهي الادعاءات التي حفزت التحالف على التحرك.

مقاتلو الدولة الإسلامية في العراق (AFP)
مقاتلو الدولة الإسلامية في العراق (AFP)

وقال المسؤولون إن الولايات المتحدة قد تتحرك بمفردها اذا دعت الضرورة ضد المتشددين الذين استولوا على ثلث الأراضي في كل من العراق وسوريا واعلنوا عن حرب مفتوحة ضد الغرب ويرغبون في اقامة مركز للجهادية في قلب العالم العربي.

واجتمع مسؤولون كبار بالبيت الأبيض هذا الأسبوع لبحث استراتيجية لتوسيع الهجوم على تنظيم الدولة الإسلامية بما في ذلك امكانية شن ضربات جوية على معقل المتشددين في سوريا وهو تصعيد من المؤكد ان يكون اكثر خطورة من الحملة الأمريكية الحالية في العراق.

وفي حين رحبت حكومة العراق بالدور الذي تقوم به الطائرات الحربية الأمريكية في الهجوم على المتشددين فإن الرئيس السوري بشار الأسد حذر من ان تنفيذ اي ضربات دون موافقة دمشق سيعتبر عملا عدوانيا وهو ما يحتمل أن يضع اي تحالف تقوده الولايات المتحدة في صراع أوسع نطاقا مع سوريا.

وقالت حكومة رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون انها لم تتلق اي طلب من الولايات المتحدة بخصوص شن ضربات جوية.

تنظيم الدولة الإسلامية يسيطر على تكريت (AFP)
تنظيم الدولة الإسلامية يسيطر على تكريت (AFP)

وقالت متحدثة باسم الحكومة “هذا الامر ليس موضع مناقشة في الوقت الراهن.”

وأضافت “مازال تركيزنا هو دعم حكومة العراق والقوات الكردية حتى يمكنهما مواجهة الخطر الذي تمثله الدولة الاسلامية وعلى سبيل المثال بزيارة مبعوثنا الامني للعراق هذا الاسبوع وتقديم امدادات للقوات الكردية.”

وقال متحدث باسم رئيس الوزراء الاسترالي توني أبوت إن المساعدات الانسانية في العراق قد تتواصل لكنه رفض الافصاح عما اذا كانت استراليا ستنضم إلى اي عمل عسكري تقوده الولايات المتحدة.

وذكر المتحدث باسم أبوت “ردنا على اي طلب من الولايات المتحدة أو من حلفاء وشركاء مقربين اخرين سيتوقف على ما اذا كان هناك غرض انساني شامل يمكن تحقيقه ووجود دور واضح ومتناسب لاستراليا بالاضافة إلى تقييم دقيق للأخطار.”

ويأمل المسؤولون الأمريكيون أن يؤدي النجاح النسبي للمساعدات الانسانية والضربات التي نفذت في الآونة الأخيرة على أسلحة المتشددين في العراق إلى تبديد مخاوف الحلفاء فيما يتعلق بدعم عمل عسكري جديد.

اقرأوا المزيد: 423 كلمة
عرض أقل
هل يعود خريجو سوريا الى منازلهم لمحاربة حكام بلادهم (AFP)
هل يعود خريجو سوريا الى منازلهم لمحاربة حكام بلادهم (AFP)

وزارة الخارجية الأمريكية تقول إن أمريكيا نفذ هجوما انتحاريا في سوريا

وكالات أمريكية كانت على علم قبل التفجير الإنتحاري إن الأمريكي سافر إلى سوريا للانضمام إلى المتشددين هناك

أكدت وزارة الخارجية الأمريكية أمس الجمعة أن مواطنا أمريكيا نفذ هجوما انتحاريا في سوريا.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية جين ساكي في بيان إن”من المعتقد أن المواطن الأمريكي الذي تورط في التفجير الانتحاري في سوريا هو منير محمد أبو صالحة.” وذكرت صحيفة نيويورك تايمز التي كانت أول من نشر إسمه إنه نشأ في فلوريدا وسافر إلى سوريا العام الماضي.

وأضاف المسؤول إن وكالات أمريكية كانت على علم قبل التفجير الإنتحاري إن هذا الأمريكي سافر إلى سوريا للانضمام إلى المتشددين هناك على الرغم من امتناع المسؤول عن تقديم تفاصيل آخرى.

وأضاف المسؤول إنه على عكس بعض المقاتلين الأجانب الآخرين في سوريا لم يعرف أن هذا الانتحاري الأمريكي نشر رسائل على تويتر أو مواقع التواصل الاجتماعي الآخرى.

ونفذ الانتحاري الذي أطلق على نفسه إسم أبو هريرة الأمريكي واحدا من أربعة تفجيرات انتحارية في محافظة أدلب السورية يوم 25 مايو أيار الجاري لحساب جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة وتقاتل للإطاحة بحكومة الرئيس بشار الأسد

اقرأوا المزيد: 147 كلمة
عرض أقل
متظاهرون فلسطينيون في حاجز بيتونيا في الضفة الغربية (Issam Rimawi/Flash 90)
متظاهرون فلسطينيون في حاجز بيتونيا في الضفة الغربية (Issam Rimawi/Flash 90)

مطالبة في إسرائيل للتحقيق في مسألة إطلاق النار على متظاهرين فلسطينيين

بعد نشر مقطع فيديو يصور إطلاق النار على متظاهرين فلسطينيين غير مسلحين خلال تظاهرات يوم النكبة، يطالب أعضاء كنيست وشخصيات معروفة في إسرائيل الجيش الإسرائيلي بالتحقيق بشكل عاجل بهذه الحادثة

وقعت الأحداث المروّعة في ذكرى يوم النكبة الأخيرة، التي قُتل خلالها فلسطينيين بنيران جنود إسرائيليين، بعد الاضطرابات التي وقعت ورشق الحجارة في بيتونيا قرب رام الله، ولا يزال صداها يدوي في إسرائيل.

بعد نشر مقطع فيديو تم تصويره من قبل منظمات حقوقية فلسطينية ويظهر فيه المتظاهران الفلسطينيّان حين تم إطلاق النار عليهما دون أن يشكلا تهديدًا مباشرًا على الجنود في المكان، طالبت جهات عديدة في إسرائيل وخارجها الجيش الإسرائيلي التحقق بشكل جاد مما حدث ومحاكمة المسؤولين عن لك، إن دعت الحاجة.

علّقت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الأمريكية، جين ساكي على الحدث مطالبة الحكومة الإسرائيلية بإجراء تحقيق جاد حياله.

“نتابع عن كثب هذه الحادثة ونطلب معلومات إضافية من إسرائيل”، قالت ساكي. نتوقع من دولة إسرائيل أن تجري تحقيقًا جادًا وشفافًا، من أجل تأكيد الحقائق، بما في ذلك إن كان هناك تهديد مباشر (على الجنود) من قبل المتظاهرين”. وأيضًا، توجهت لأسرتي الشابين الذين قتلا بالتعازي.

صرحت الأمم المتحدة أيضًا أنها تتوقع من إسرائيل إجراء تحقيق “مستقل وشفاف” للكشف عن ظروف وفاة الشابين. وعبرت “عن قلقها الجاد من المعلومات الأولية التي تشير إلى أن الفلسطينيَين لم يكونا مسلحَين ولم يشكلا أي تهديد على القوات الإسرائيلية”.

كذلك طالب، عدد من نواب الكنيست عن اليسار، صحفيون ومنظمات حقوقية، الجيش بالتحقيق بالحادث بأقرب وقت ممكن.

من جهة أخرى، يتمسك الجيش ووزارة الدفاع بوجهة النظر القائلة بأن الجنود أطلقوا النار على المتظاهرين بسبب وجود تهديد حقيقي:  رد وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه (بوغي) يعلون مصرحًا عن عدم صحة الفيديو: “أنا لا أعرف ماذا في الفيديو، أعرف ماذا حدث فعليًا. حدثت حادثة مؤلمة،  قام متظاهرون فلسطينيون بإلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة باتجاه رجال الشرطة وحرس الحدود. بما أن كانت تشكل تلك الحالة تهديدًا على حياة رجال الشرطة فجاء تصرفهم ملائمًا.  شاهدت الكثير من أفلام الفيديو التي تم إعدادها، ولكن لم أشاهد هذا الفيديو بعد ولكنني أعرف هذه الطريقة”، قال الوزير.

تم إعداد الفيديو المنشور بشكل جيد ولا يعكس العنف الذي يتعلق بالإخلال بالنظام”. حسب أقواله، “يبدو من التحقيق الأولي مع القوات التي عملت في منطقة وقوع الشغب أنه لم يتم إطلاق النار الحي. ومع ذلك أمرت النيابة العسكرية بفتح تحقيق شرطة عسكري محدود بخصوص الموضوع”.

عُلم هذا الصباح بأن ضباط من الجيش زاروا مكان إطلاق النار، وعلى ما يبدو أن ذلك من أجل جمع أدلة أو تفاصيل إضافية تتعلق بالحادثة.

اقرأوا المزيد: 353 كلمة
عرض أقل
  • بيل كليتنتون بين ياسر عرفات وإسحاق رابين خلال التوقيع على اتفاقية أوسلو (GPO)
    بيل كليتنتون بين ياسر عرفات وإسحاق رابين خلال التوقيع على اتفاقية أوسلو (GPO)
  • اتفاقيات أوسلو البيت الأبيض 1993 (AFP)
    اتفاقيات أوسلو البيت الأبيض 1993 (AFP)
  • فشل محادثات كامب ديفيد (AFP)
    فشل محادثات كامب ديفيد (AFP)
  • جورج بوش, ايهود اولمرت, ومحمود عباس خلال مؤتمر أنابوليس في الولايات المتحدة (AFP)
    جورج بوش, ايهود اولمرت, ومحمود عباس خلال مؤتمر أنابوليس في الولايات المتحدة (AFP)
  • عباس ونتنياهو في لقائهما عام 2010 (AFP)
    عباس ونتنياهو في لقائهما عام 2010 (AFP)
  • صائب عريقات وتسيبي ليفني مع جون كيري بعد لقائهم في واشنطن (AFP)
    صائب عريقات وتسيبي ليفني مع جون كيري بعد لقائهم في واشنطن (AFP)

المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية: محادثات دون هدف

لم يعط أي أحد تقريبًا فرصة لجهود جون كيري لإنقاذ المفاوضات مع الفلسطينيين، ويبدو أحيانًا أن القضية لا نهائية. هل السبب لذلك "صانعو السلام"، الذي يريدون فقط إجراء محادثات من غير وصول للحسم فيها؟

مضى ما يقرب 21 سنة منذ تصافح ياسر عرفات وإسحاق رابين في حديقة البيت الأبيض واتفقا على بدء عملية تاريخية، من السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. كان الطموح المعلن عنه هو التوصل لاتفاق دائم بين الجانبين خلال خمس سنوات فحسب. لكن خلال 21 سنة من هذه المسيرة، لم يشهد الجانبان إلا الخيّبة والمرارة، وحتى عندما أعلن وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، بغاية الفخر والافتخار عن تجديد المحادثات في نيسان 2013 لم يستجب أحد لآماله.

هل مصير عملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين أن تستمر للأبد بلا غاية؟ كيف وصلنا إلى هذا الوضع العسير، الذي  لا يجرؤ أي أحد فيه على تصوّر حل سياسي يضع نهاية لسفك الدماء، وحدًّا بين إسرائيل وفلسطين؟ إحدى الإجابات المحتملة هي أن في القدس ورام الله من يرغب في إجراء محادثات وألّا يوقّع على أي اتفاق. وهكذا يستمر الحاضر للأبد، ولن يحضر المستقبل أبدًا.

هناك من يدعي في اليمين الإسرائيلي أن  الإسرائيليين أنفسَهم المنفعلين بشدة لإجراء المفاوضات هم الذين يعثّرون إمكانية الوصول لاتفاق. صرّحت أييلت شاكيد عضو الكنيست من البيت اليهودي، وهي من كبار المعارضين اليوم لإقامة دولة فلسطينية أو حتى مجرد الاعتراف بأي حقوق للفلسطينيين، أن اليسار الإسرائيلي – الذي يعلن مرارًا وتكرارًا عن أهمية المفاوضات- لا يريد قطّ التوصل للسلام.

عضو الكنيست أييلت شاكيد: "اليسار الإسرائيلي مصمم على استيراد التحريض إلى الجامعات الإسرائيلية" (Hadas Parush/Flash 90)
عضو الكنيست أييلت شاكيد: “اليسار الإسرائيلي مصمم على استيراد التحريض إلى الجامعات الإسرائيلية” (Hadas Parush/Flash 90)

حسب ما تقول شاكيد، كل المنظمات الإسرائيلية التي تعمل من أجل منح الدعم لاتفاقيات السلام من الجمهور الإسرائيلي ليست إلا “ترتيبات عمل”، كمصلحة اقتصادية لجماعة اليسار الإسرائيلية. الأمثلة كثيرة: “مبادرة جنيف” هي حركة تعمل منذ 2003 لدفع الاتفاق السياسي، حركة “مستقبل أزرق أبيض” التي تدعم إخلاءً إراديًّا للمستوطنين، وهيئات مثل “مركز بيرس للسلام” الذي يدعم عدة مبادرين للتقريب بين الإسرائيليين والعرب- ترى شكيد (وعامّةُ اليمين الإسرائيلي) في كل هذا عملا غايتُه أن يؤمّن معاشا وربحًا ماليا لكل من يعْرض نفسه كمحب للسلام.

تحظى هذه الهيئات بتمويل كريم للغاية. هكذا مثلا، استلمت مبادرة جنيف سنة 2010 مبلغ 220000 ألف دولار من الوكالة الأمريكية  USAID ،  تقريبًا  نصف مليون فرنك سويسري من وزارة الخارجية السويسرية، نصف مليون شاقل من حكومة النرويج وغيرها من عشرات آلاف الدولارات من حكومة هولندا، إسبانيا والسويد.

طبعًا هذه المعطيات لا تثبت بأي حال من الأحوال ادعاءات شكيد أن منظمات السلام غير معنية حقًا بالسلام، إلا بربحها المالي. لكن مع كل هذا فهنالك دعوى واحدة صحيحة: تُضخُّ ملايين الدولارات كل سنة للحفاظ على مجرى عملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين. ورغم الاستثمار الضخم، ما زال الأفق مسدودًا، ولا يتوقع أحد أن تزدهر عملية السلام.

في اليسار هنالك أيضًا من يوافق على أن المفاوضات أجريت لمجرد القيام بمفاوضات، لا لتمضي نحو سلام حقيقي. كتب مؤخرًا الصحفي الإسرائيلي أوري مسجاف، الذي يدلي بآراء يسارية في صحيفة “هآرتس”: “أنا قلق إن رأيت مرة أخرى ليفني وعريقات يجتمعان مع مبعوث أمريكي لإيجاد “صيغة لاستمرار المفاوضات”، إني قد أفقد تعقّلي”.

مؤتمر صحفي مشترك لكيري والمفاوضين صائب عريقات وتسيبي ليفني في واشنطن (U.S State Department)
مؤتمر صحفي مشترك لكيري والمفاوضين صائب عريقات وتسيبي ليفني في واشنطن (U.S State Department)

حسب ما يقول مسجاف: “في هذه المرحلة تقصي المفاوضات السلام بدلا من أن تُدنيه”. لكنه يدعي، أن المتهمين بذلك هم في الجانب الإسرائيلي: “ربما كانت هذه هي الخطوة العبقرية لجبان السلام نتنياهو. أن يطبع في الوجدان الإسرائيلي الصعوبة العظيمة المطلوبة لكي يستمر فقط في التفاوض. وأما بيت القصيد المطلوب: إن كان هذا هو الثمنَ من أجل إجراء المحادثات، فلا يمكن تصوَر ما يتطلبه تحقيق الأمر في الواقع”.

لن تجد يومًا تصريحًا متشائمًا من قبل الوسطاء. المتحدثة باسم الحكومة الأمريكية، جين ساكي، تكرر أسبوعًا بعد أسبوع  الأقوال المملة من نوع: “ما زالت الحكومة الأمريكية تؤمن أنه يمكن التوصل لاتفاق يمكنه  تقييم المحادثات”، “الفجوات ما زالت واسعة، لكننا نعتقد بإمكانية تقليصها”، “هذه فرصة عباس ونتنياهو لاتخاذ قرار تاريخي”، وهكذا دواليك، تصريحات لا تؤدي إلى أي مكان. تُسمع بعض التصريحات المماثلة بوتيرة مستمرة من أفواه كبار الاتحاد الأوروبي وعلى رأسهم مسؤولة العلاقات الدولية كاثرين آشتون.

على نقيض التفاؤل الأمريكي والأوروبي حول إمكانية التوصل لاتفاق سلام في الشرق الأوسط،  تقف تصريحات القادة الإسرائيليين والفلسطينيين كشواهد على مدى سوء الوضع القائم. إن محمود عباس وبنيامين نتنياهو حقا  يصرحان كُلَّ الوقت أنهما ملتزمان باستمرار المفاوضات، وأنهما يحترمان جهود الوساطة الأمريكية. لكن يظن بعض المحللين أن كليهما، عباس ونتنياهو، يشكلان مرآة الواحد للآخر: كلاهما لا يوافق على تقدم حقيقي في المفاوضات، وكلاهما ينتظر فشل المفاوضات كي يستطيع  اتهام الآخر بذلك.

 كلينتون مع نتنياهو وعباس (Flash90)
كلينتون مع نتنياهو وعباس (Flash90)

يكفي أن نفحص ما يحدث على مستوى الأفراد من غير القادة، كي نرى إلى أي مستوى يصل العداء: في شهر آذار السابق ألقى عضو اللجنة المركزية لحركة فتح سلطان أبو العينين خطابا أثنى فيه على دلال المغربي، التي قادت عملية إرهابية قُتل فيها 35 إسرائيليًّا- من بينهم 12 ولدًا قُتلوا بسابق الترصد سنة 1978. إن الثناء والمدح لأناس قتلوا أطفالا، يقوي فقط ادعاءات أولئك الذين لا يؤمنون بإمكانية السلام.

من الجهة الأخرى، يتذرع الفلسطينيون بتصريحات الإسرائيليين كدليل على عدم جديتهم في السلام. في مقابلة أجراها مع القناة الإسرائيلية الثانية، اقتبس جبريل الرجوب من كلمات الوزير الإسرائيلي نفتالي بينيت، الذي قال إنه إذا اجتمع في غرفة واحدة مع محمود عباس “فسيطلب منه إعداد القهوة”. “انظروا لأنفسكم في المرآة”، قال رجوب للمقابِلين الإسرائيليين.

جبريل الرجوب (Flash90/Nati Shohat)
جبريل الرجوب (Flash90/Nati Shohat)

على خلفية ذلك، كتب باراك رافيد مؤخرًا، وهو من كبار الكتاب السياسيين في إسرائيل، ويكتب في صحيفة “هآرتس”: يحاول وزير الخارجية الأمريكية أن يطيل أمد مفاوضات عقيمة لا تثمر شيئا”. لذلك، دعا ربيدُ كيري إلى نبذ جهود الوساطة غير الناجعة، حتى يتوسل الجانبان كي يعود وينقذهما. وإذّاك، يُنصح كيري بأن يبقى في الولايات المتحدة وأن يتخلى عن الإسرائيليين والفلسطينيين. إن لم يكونوا يملكون ما يكفي من الشجاعة لإنفاذ السلام، فلن تستطيع الولايات المتحدة إجبارهم على فعل ذلك.

اقرأوا المزيد: 825 كلمة
عرض أقل