805 مليون شخص يعانون من الجوع (AFP)
805 مليون شخص يعانون من الجوع (AFP)

يُعاني واحد من بين كل تسعة أشخاص من الجوع حول العالم

تقرير هيئة الأمم المتّحدة: 805 مليون شخص يعانون من الجوع، معظمهم في قارة آسيا؛ الوضع في اليمن، خصوصًا، عصيبٌ جدًا، بسبب عدم الاستقرار المتواصل

16 سبتمبر 2014 | 19:27

يُعاني شخص واحد من بين كل تسعة أشخاص من الجوع في العالم. وهذا وفقا لما أظهره التقرير السنوي لهيئة الأمم المتحدة، الذي نُشِر اليوم الثلاثاء، حول قضيّة الجوع في العالم. إذ أنّه حسب التقرير، يُعاني حاليّا ما يُقارب 805 مليون إنسان حول العالم من “سوء التغذية المُزمِن”. يدور الحديث عن تحسّن معيّن مُقارنة بالعام الماضي حينَ نُشِر أنّ حوالي 842 مليون شخص يُعانون من الجوع.

تبيّن من التقرير أيضا، أنّه خلال عشر سنين تمّ إنقاذ 100 مليون شخص من براثن الجوع، ومنذ عام 1990، انخفض عدد الذين يُعانون من سوء التغذية بأكثر من 200 مليون شخص. لكن مع ذلك، ينبغي ألا يؤدي “هذا التقدم” إلى تناسي الهدف الذي وضعته الأمم المتحدة سنة 2000 للتقليص إلى النصف عدد الجياع في البلدان النامية بحلول العام 2015، هذا ما صرح به جوزيه غرازيانو دا سيلفا المدير العام للفاو.

وقال دا سيلفا خلال مؤتمر صحافي عقد في روما إنه “بفضل الجهود التي يبذلها الجميع، لا سيما المنظمات الأممية الثلاث التي تتخذ في روما مقرًا لها (أي الفاو وبرنامج الأغذية العالمي والصندوق الدولي للتنمية الزراعية)، يمكننا معًا أن نحرز تقدما أكبر وأفضل”.

فخلال العقد الأخير، انخفضت نسبة الأشخاص الذي يعانون نقصًا في التغذية من 18,7 % من إجمالي سكان العالم إلى 11,3 %. لقد تراجعت هذه النسبة من 23,4 % إلى 13,5 %لكن نتائج هذا التقدم اختلفت باختلاف البلدان.

حريّ بالذكر أنّ الوضع خطير في اليمن على نحو خاص، إذ حوّل هناكَ عدمُ الاستقرار السياسي والاقتصاديّ والصراعُ العنيف القائم في هذه الدولةَ الإسلاميّة إلى إحدى أكثر المناطق افتقارا للأمن الغذائيّ. وليس هناك لدى  526 مليون شخص في آسيا، وهي أكثر منطقة مأهولة بالسكان على وجه الأرض، ما يكفي من الطعام.

اقرأوا المزيد: 261 كلمة
عرض أقل
التغيير في المناخ العالمي يزيد احتمال الفقر (AFP)
التغيير في المناخ العالمي يزيد احتمال الفقر (AFP)

حروب المستقبل، بسبب الانحباس الحراري؟

طاقم المختصين التابع للأمم المتحدة يركّز على التوقعات المستقبلية ويفحص مدى جاهزية دول مختلفة للنتائج العسيرة التي يُتوقع للتغييرات في المناخ أن تسفر عنها

تسبب التغييرات المناخية على سطح الكرة الأرضية ضررًا جسيمًا للطبيعة، وستسبب خلال القرن القادم تفاقم المشاكل مثل النقص في الغذاء، انتشار الأمراض، والنزاعات بين الدول والشعوب. هذا ما أفاد به تقرير شامل لطاقم المختصين من قبل الأمم المتحدة، الذي يتناول التغييرات المناخية، والذي تم نشره في مطلع الشهر الجاري (نيسان) في اليابان، الذي اجتمع فيها طاقم الأمم المتحدة الذي كان مسؤولا عن التقرير.

لا يقرّ المختصون أن الانحباس الحراري سيؤدي إلى العنف، لكنهم يقرون بأنه سيشكّل عاملا آخر من شأنه تحويل الأمور إلى أسوأ مما هي عليه. النزاعات على موارد مثل الماء والطاقة، الجوع والطقس المتطرف، ستضعضع أكثر فأكثر الثبات في العالم بموجب تقرير “الطاقم متعدد الحكومات للتأقلم مع التغييرات المناخية”.

حروب المستقبل، بسبب الانحباس الحراري؟ (AFP)
حروب المستقبل، بسبب الانحباس الحراري؟ (AFP)

وفق المحرر الرئيسي للتقرير، كريس فيلر، يجري الحديث عن تغيير كبير مقارنة بما كان عليه الوضع قبل سبعة أعوام، حيث تطرقت حينئذ مجموعة المختصين إلى الطريقة التي يؤثر فيها الانحباس الحراري على الكرة الأرضية نفسها. في التقرير الذي تم تمريره إلى قادة سياسيين في بداية عام 2007، لم يتم ذكر شؤون أمنية، إلا أنه منذ ذلك الحين طرأ تقدم على البحث. “هنالك ما يكفي من الدخان لكي يدل على أننا يجب فعلا أن نولي لذلك انتباهًا”، يقول جيف دبلكو، بروفيسور في الأمن وجودة البيئة في جامعة أوهايو، أحد الكتاب الرئيسيين للفصل الذي يتناول الأمن والتغييرات المناخية في التقرير الجديد. وجد باحثون في مجال علوم الاجتماع في السنوات السبع الأخيرة علاقات أكثر بين المناخ والنزاعات، ويشمل التقرير مئات التوجيهات إلى أبحاث حول الموضوع.

الانحباس الحراري، عاملا آخر من شأنه تحويل الأمور إلى أسوأ مما هي عليه اليوم (AFP)
الانحباس الحراري، عاملا آخر من شأنه تحويل الأمور إلى أسوأ مما هي عليه اليوم (AFP)

في التقرير الذي نشرته في وقت أسبق من هذا الشهر وزارة الدفاع الأمريكية، شُبّه التغيير في المناخ بـ “مضاعف للتهديدات”، الذي يزيد احتمال الفقر، عدم الثبات السياسي، والتوتر الاجتماعي في أنحاء العالم. وفق البنتاغون، سيُولّد الانحباس الحراري مشاكل جديدة، لكنه سيمنح كذلك الدول فرصًا جديدة في كل ما يتعلق بالموارد وخطوط الملاحة في مناطق كالقطب الشمالي، حيث الجليد هناك آخذ في الذوبان.

لا يكتفي التقرير الجديد فقط بتوقعات كئيبة لذلك يفصّل سلسلة من الخطوات المعدّة من أجل مساعدة مناطق مختلفة في العالم على التأقلم والجاهزية للتأثيرات المناخية. على سبيل المثال، بالنسبة لإفريقيا، يوضّح التقرير الحاجة للبدء والإدارة بطريقة مراقبة موارد المياه الجوفية، استخدام وسائل للري أكثر توفيرًا، وتطوير نباتات ذات قدرة أعلى على مقاومة الحر. تحسين الوصول إلى وسائل التعقيم والمياه النظيفة سيقوّي من صمود الدول في المنطقة أمام حالة انتشار الأوبئة نتيجة استمرار التغييرات في المناخ.

اقرأوا المزيد: 366 كلمة
عرض أقل