قضية “الجنس والتعيينات” تزداد تعقيدا

إيفي نافيه (Yonatan Sindel/Flash90)
إيفي نافيه (Yonatan Sindel/Flash90)

يدعي المتهم الرئيسي في قضية الجنس والتعيينات في الجهاز القضائي الإسرائيلي أن الأدلة ضده مرفوضة لأنه تم التوصل إليها بعد اختراق هاتفه الخلوي

21 يناير 2019 | 13:46

ما زالت قضية تعيين القضاة والترقية مقابل رشوة جنسية تعصف في إسرائيل. بعد أن استقال المتهم المركزي في القضية، رئيس نقابة المحامين، إيفي نافيه، من منصبه، أصبح يشكك محاميه فيما إذا كان جمع الأدلة ضده قانونيا. نافيه متهم بارتكاب مخالفات خرق النزاهة فيما يتعلق بتعيين القضاة، وبإقامة علاقات جنسية بهدف تعيين قضاة وترقيتهم.

وفق النشر، قدّم نافيه، أمس الأحد، شكوى في الشرطة مدعيا أنه تم سرق هاتفه واختراقه. تستند التهم المنسوبة إليه تحديدا إلى مواد تم الحصول عليها من هاتفه الخلوي القديم، الذي وصل إلى أيدي الصحفية الإسرائيلية هداس شتايف. يبدو أن الحديث يجري تحديدا عن رسائل نصية قصيرة ومحادثات مسجّلة، مثيرة للشك. وفق الشكوى التي قدمها نافيه، حصلت شتايف على هاتفه الخلوي خلافا للقانون، وقدمته إلى خبير أمن قام باختراقه، ثم نظرت إلى المضامين التي فيه، حتى أنها عرضت هذه المضامين على زملائها في البث.

السؤال المثير للاهتمام هو هل نشر رسائل نصية قصيرة ومحادثات شخصية أجراها مستخدم أيا كان من جهازه الخاص، لا سيما عندما يجري الحديث عن شخصية جماهيرية كبيرة يعتبر قانونيا وأخلاقيا. فمن جهة، من الواضح أن الحديث يجري عن انتهاك الخصوصية بشكل مهين، وقد يكون مخالفا للقانون، ومن جهة أخرى، يُطرح السؤال، ماذا يتعين على صحفية أن تعمل في حال كشفت أن الرسائل النصية والمكالمات الهاتفية تشير إلى وجود رشاوى خطيرة تتعلق بموضوع هام، مثل تعيين القضاة.

يشكل الهاتف الخلوي التابع لنافيه مصدرا للدفاع عنه من جهة محاميه، الذي يدعي أنه يجب حظر استخدام الرسائل النصية التي عُثِر عليها في هاتف موكله لأن هذه الخطوة مخالفة لقانون حماية الخصوصية، إذ إنه ينص قانون حماية الخصوصية بشكل خاص على أن المواد التي يتم الحصول عليها من خلال المس بالخصوصية لا يمكن أن تُستخدم دليلا في المحكمة، إلا إذا سمحت المحكمة بخرق الخصوصية أو إذا حدث خرق كهذا بموجب أحد الإعفاءات القانونية. جاء في بيان شرطة إسرائيل المتعلق بالتحقيق في هذا الموضوع أن التحقيق يجري بموجب مصادقة الجهات المؤهلة، وأن الشرطة طلبت مصادقة المحكمة للنظر في المواد المتعلقة بالقضية وحصلت على موافقة كهذه.

اقرأوا المزيد: 316 كلمة
عرض أقل
زوجان يهوديان متدينان (Nati Shohat/Flash90)
زوجان يهوديان متدينان (Nati Shohat/Flash90)

دراسة مميزة لحاخام.. الجنسانية لدى الرجال المتدينين

في إطار الدراسة للقب الثاني في علم النفس، بحث حاخام إسرائيلي شاب موضوع لا يجري الحديث عنه غالبا وهو التجربة الجنسية لدى الرجال المتدينين

فحص بحث جديد أجراه الحاخام حننال روس، في إطار دراسته للقب الثاني في علم النفس التربوي، ما هو رأي الرجال المتدينين الإسرائيليين حول الجنسانية. أثناء العمل على البحث أدرك روس إلى أي مدى يعتبر موضوع الجنسانية لدى الرجال محرما في المجتمَع المتدين، واستنتج أنه يجب تغيير التعامل مع الموضوع.

روس ابن 29 عاما، متزوج من شابة تدرس الطب ولديه طفلان. ترعرع في بلدة متدينة، خدم في الجيش الإسرائيلي، حتى أنه اجتاز تأهيلا حاخاميا رسميا قبل أن يبدأ بدراسة علم النفس في الجامعة. وصل إلى موضوع الجنسانية لدى الرجال بشكل مفاجئ، وذلك بعد أن التقى الخبيرة بعلم الجنس، والباحثة الجندرية ميخال فرينس، الرائدة في الحوار الجنساني في المجتمع المتدين. وفق أقواله، تحدثت معه ميخال عن عدم تناول موضوع الجنسانية لدى المتدينين اليهود موضحة أهمية بحثه.

“لم أجد حتى يومنا هذا أبحاث تتحدث عن النواحي العاطفية في التجارب الجنسية لدى الرجال. فهي تتحدث عن الأداء، الجنسانية، لكنها لا تتحدث عن مشاعر الرجال، عن التجارب التي يمرونها، ولم أجد مقالات تتحدث عن الموضوع”، قال روس لموقع YNET. “الأبحاث عن جنسانية الرجال أقل مقارنة بالأبحاث عن النساء”.

جند روس المشاركين في البحث عبر إعلان في الفيس بوك. “يمكنني القول إنني تفاجأت من مستوى الاهتمام”، قال روس. “ولكن من الواضح أن من شارك كان مستعدا للتحدث عن الموضوع. كتبت أني متدين وأب لطفلين، ولكن لم أذكر أني حاخام، خشية من أن يشكل الموضوع مصدر انتقاد أو أن يحكم عليه”.

“اكتشفت أن الرجال المتدينين لا يتحدثون عن جنسانيتهم، فيما عدا مع الزوجة. فهم لا يشاركون الوالدين، الأصدقاء، أو المعالجين”، قال روس. “كانت هذه إحدى المفاجآت”. يدحض بحث روس الصورة الاجتماعية السائدة التي تتحدث عن الجنسانية “السطحية” والتقنية لدى الرجال. لا يشعر الرجال المتدينين المشاركين في البحث بمشاعر تشكل جزءا لا يتجزأ من متعتهم الجنسية فحسب، بل هم معنيون بالمساواة في العلاقات الجنسية أيضا. “يرغب الرجال في المشاركة في المتعة. كلما أبدت النساء اهتمام أقل شعر الرجال بمعاناة، وضرر في الصورة الذاتية”، أوضح روس.

وفق أقواله: “يعتقد الرجال المتدينون أن المتعة الجنسية هي متعة مشتركة. تشكل الجنسانية جزءا من الحياة الزوجية، والحياة الزوجية هي العلاقة الأوسع للجنسانية. حقيقة أن الوصايا اليهودية تحظر إقامة العلاقات الجنسية قبل الزواج، تجعل الأزواج، شركاء حياة جنسية وشركاء في العيش في الوقت ذاته”.

اقرأوا المزيد: 346 كلمة
عرض أقل
زوجة تطالب طليقها الخائن بأن يدفع لها 5.555.555 مليون شيكل (المصدر/Guy Arama)
زوجة تطالب طليقها الخائن بأن يدفع لها 5.555.555 مليون شيكل (المصدر/Guy Arama)

إسرائيلية تطالب طليقها الخائن بأن يدفع لها 5.555.555 شيكل

وفق الشريعة اليهودية، التزم العريس بأن يدفع لزوجته مبلغا خياليا قدره 5.555.555 شيكلا في حال الطلاق. مع مرور الوقت، خان الزوج زوجته لهذا طالبته بأن يدفع المبالغ كاملا. هل دفعه حقا؟

بعد سنوات عاش فيها زوجان إسرائيليّان معا، وأنجبا ثلاثة أطفال، اختلفا.

وذلك بعد أن اكتشفت المرأة أن زوجها، مصفف شعر من مدينة حيفا الشمالية، يخونها مع امرأة أخرى، لهذا طلبت الطلاق. وفق أقوالها، لم تكن هذه المرة الأولى التي يخونها، وادعت أنه لم يمارس معها علاقات جنسيّة في السنوات الثلاث الماضية، ما يعتبر خطيرا وسببا للطلاق وفق الشريعة اليهودية. لهذا أقر القضاة في المحكمة الربانية أن على الزوجين أن يتطلقا.

في هذه المرحلة، عرضت الزوجة المهر الأصلي الذي عُقد بينها وبين زوجها، وجاء فيه أن الزوج يلتزم به وسيدفع مبلغا غير مسبوق قدره 5.555.555 شيكلا، أي ما يعادل مليون و 600 ألف دولار تقريبا.

كما هو الحال في الإسلام، في اليهودية أيضا يوقّع العريس على وثيقة قانونية مكتوبة تفصّل التزاماته تجاه زوجته، لا سيما التزامه المالي إذا تطلقا أو إذا أصبحت زوجته أرملة. يوقع العريس على العقد ما قبل الزواج قبل مراسم العرس ويسلمه للزوجة المستقبلية.

وقد اعتقد العريس من مدينة حيفا أن المبلغ الرمزي الذي يتكون من الأرقام خمسة فقط (يحمي الرمز “خمسة” من الشر والحسد وفق اعتقادات مختلفة) قد يحميهما من الشر ويقوي علاقتهما، لكنه لم يتصوّر أنه في يوم من الأيام سيحدث طلاق بينهما، وسيلتزم بدفع هذا المبلغ الخيالي بموجب المهر.

نظر ثلاثة قُضاة في هذه القضية الخطيرة. في النهاية، قرروا العمل وفق ثلاثة قرارات حكم مختلفة والدمج بينها.

ورد في أحد القرارات أنه إذا ذُكِر في المهر مبلغ غير واقعي، يتعين على الزوج الذي يطلق زوجته أن يدفع مبلغا وفق راتبه (ما يعادل ثلاثة آلاف دولار شهرياً) طيلة سنة أي نحو 36.000 دولار. وورد في قرار حكم آخر أنه يمكن الافتراض أن يكون المهر مبلغا قد يجمعه الإنسان طيلة حياته. وجاء في قرار محكمة آخر أن دفع مبلغ راتب شهري لمدة سنة يعد قليلا، وفي المقابل، فإن دفع مبلغ كان من المتوقع أن يجمعه الإنسان طيلة حياته يعد مرتفعا جدا، لهذا يجب أن يكون المبلغ ما بين هذين المبلغين.

وبعد نقاش، قرر القضاة تبني القرار الأخير وإلزام الزوج الخائن بدفع 240.000 شيكل أي نحو 72.000 دولار.

اقرأوا المزيد: 313 كلمة
عرض أقل
المراهقات الإسرائيليات (Flash90/Miriam Alster)
المراهقات الإسرائيليات (Flash90/Miriam Alster)

لمحة إلى حال الشباب الإسرائيلي في عام 2017

كم فتى يعيش في إسرائيل، كم من بينهم قد استهلك المخدرات، كم من هم يقضي ساعات طويلة في مشاهدة التلفزيون والهواتف الذكية، وكم منهم تزوج في سن مبكرة جدا؟

2,851,911‏ فتى يعيشون في إسرائيل في عام 2017‏ – هذا ما يتضح من المعطيات التي نشرها المجلس لسلامة الطفل في إسرائيل. المجلس لسلامة الطفل هو منظمة تعمل على رفع الوعي حول حقوق الأطفال في إسرائيل المعرضين لخطر الفقر والعنف الجسدي وتعزيز رفاهيتهم.

2,851,911‏ فتى يعيشون في إسرائيل (Flash90/Serge Attal)

ويتضح من البيانات أيضا التي نشرتها دائرة الإحصائيات المركزية أنه في حين كان يشكل الأطفال في عام 1970 نحو %40 من إجمالي سكان إسرائيل، فقد انخفضت نسبتهم في عام 2016 ووصلت إلى %33.

وتشكل الفتيات والشابات اللاتي أعمارهن أقل من 19 عاما %7.5 من إجمالي المتزوجات في إسرائيل – وهو معدل عال جدا مقارنة بمعظم البلدان الغربية.

الإدمان على الإنترنت، التلفزيون، والهواتف الخلوية

يتصفح %87 من الفتية الذين أعمارهم 7 حتى 17 عاما الإنترنت لمدة ساعتين وأكثر يوميا (Flash90/Mendy Hechtman)

أعرب أكثر من %77 من الفتية الذين تتراوح أعمارهم بين 7 حتى 17 عاما أنهم تعرضوا للإهانة عبر الإنترنت، وهذه الظاهرة أصبحت منتشرة أكثر فأكثر مؤخرا، وقال أكثر من نصف المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 13 وحتى 17 عاما إنهم يحتفظون بصور حميمة في هواتفهم المحمولة.

ويتصفح %87 من الفتية الذين أعمارهم 7 حتى 17 عاما الإنترنت لمدة ساعتين وأكثر يوميا. يستخدم %90 من الفتية الذين أعمارهم 13 حتى 17 عاما الواتس آب، %75 الفيس بوك، %61 الإنستجرام، ويستخدم نصف الشبيبة تقريبا تطبيق سناب شات. يرفق %56 من المستخدمين رسومات الإيموجي في كل رسالة نصية قصيرة تقريبا.

الفتية في إسرائيل يعانون من مشاكل في الوزن

من بين 40 دولة شاركت في الدراسة، تحتل إسرائيل المرتبة الثانية في مؤشر نسبة الطلاب الذين يشاهدون التلفزيون لمدة أربع ساعات يوميا أو أكثر، واحتل الطلاب الإسرائيليون مرتبة واحدة قبل المرتبة الأخيرة في مؤشر نسبة الطلاب الذين يمارسون نشاطا بدنيا. يعاني %18 من طلاب الصفّ الأول و %30 من طلاب الصفّ السابع من السمنة. بينما يعاني %2 من طلاب الصفّ الأول و %4 من طلاب الصف السابع من نقص الوزن.

المخدرات، الكحول، والعنف

6.7%‏ من الطلاب الإسرائيليين الذين أعمارهم ‏15‏ عاما قد تعاطوا المخدّرات مرة واحدة على الأقل (Flash90/Tomer Neuberg)

6.7%‏ من الطلاب الإسرائيليين الذين أعمارهم ‏15‏ عاما قد تعاطوا المخدّرات مرة واحدة على الأقل، مقارنة بـ ‏26.8%‏ من الطلاب في فرنسا، ونحو ‏20%‏ من الطلاب في سويسرا، إنجلترا، وإسبانيا.

8.6%‏ من الطلاب الذين أعمارهم ‏15-11‏ عاما كانوا ثملين مرة واحدة على الأقل‏‎‎‏، وهذه النسبة هي الأقل من بين النسب التي حققتها 40 دولة شاركت في الدراسة فيما عدا دولة واحدة.‎

كان معدّل القاصرين الذين لديهم ملفات جنائية والذين ينحدرون من عائلات لا يكون فيها الوالدان متزوجين أعلى بثلاثة أضعاف تقريبا من العائلات ذات الوالدين المتزوجين.

وصل 773 فتى وشاب في عام 2016 إلى غرف الطوارئ بعد محاولات انتحارية. من بينهم كان هناك 608 شابة حاولت الانتحار وهذا العدد أعلى بأربعة أضعاف من عدد الشبان.

الشبيبة الفقراء

أكثر من مليون طفل إسرائيلي فقير (Flash90/Yonatan Sindel)

31.2%‏ من الأطفال الإسرائيليين وعددهم ‏881,369‏ طفلا، يعيشون تحت خطّ الفقر. 58.7%‏ من الأطفال اليهود المتدينين و ‏62%‏ من الأطفال العرب، هم فقراء.

في عام 2015، تعرض %34.5 من الأطفال الإسرائيليين إلى خطر الفقر، وهذه النسبة أعلى بكثير مقارنة بالدول الأخرى التي فُحصت وهي تصل إلى ضعف معدل دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD).

وقد جُمِعت البيانات من مصادر عديدة، منها دائرة الإحصاء المركزية، مؤسسة التأمين الوطني، الشرطة، وزارة التعليم، وزارة الصحة، واتحاد الإنترنت الإسرائيلي، وغيرها.

اقرأوا المزيد: 460 كلمة
عرض أقل
محلات تجارية في القدس الشرقية- صورة توضيحية (Flash90/Hadas Parush)
محلات تجارية في القدس الشرقية- صورة توضيحية (Flash90/Hadas Parush)

اعتقال فلسطينية بتهمة إغواء تجار وسرقتهم في القدس الشرقية

قالت الشرطة الإسرائيلية إنها اعتقلت شابة فلسطينية للاشتباه بها سرقة محافظ أصحاب مصالح تجارية في القدس الشرقية بعد إغوائهم جنسيا

تلقت الشرطة الإسرائيلية مؤخرا شكاوى من أصحاب المصالح التجارية في القدس الشرقية بأن امرأة فلسطينية شابة، مقيمة غير قانونية، كانت قد دخلت إلى المصالح التجارية وسرقت محافظ أصحابها التي تحتوي على أموال نقدية ووثائق الشخصية وذلك بعد إغرائهم جنسياً.

“فتح محققو الشرطة تحقيقا وجمعوا الأدلة والنتائج الأخرى.. وأمس (الأحد)، عُثر على المشتبه بها في القدس الشرقية واعتقلتها الشرطة”، هذا وفق ما جاء في بيان الناطق باسم شرطة إسرائيل.

وقد تم استجواب المشتبه بها بتهمة السرقة، الدخول غير الشرعي إلى إسرائيل، والاعتداء على الآخرين.

وكشف التحقيق أن المشتبه بها اعتادت على الدخول إلى إسرائيل منذ عدة أشهر والوصول إلى القدس الشرقية، حيث تعمل وفق طريقة عمل شبيهة تدخل من خلالها إلى المصالحة التجارية المختلفة، ثم تقترب من الباعة، وبينما تشتت انتباههم تنجح في إغوائهم جنسيا وسرقة محافظهم التي تحتوي على الأموال النقدية والمستندات الشخصية ثم تغادر المكان.

وتم تمديد اعتقال المشتبه بها وفرضت المحكمة أمر حظر النشر على تفاصيل تلك اللصة.

في هذه الأثناء، ما زال التحقيق مستمرا للعثور على المزيد من الضحايا الذين تضرروا من اللصة “الموهوبة”.

اقرأوا المزيد: 162 كلمة
عرض أقل
نساء يتظاهرن ضد نوادي التعري في تل أبيب (Flash90)
نساء يتظاهرن ضد نوادي التعري في تل أبيب (Flash90)

نهاية نوادي التعري في تل أبيب

قرار محكمة غير مسبوق في تل أبيب لإغلاق نوادي الجنس في المدينة قد يؤدي في المستقبَل إلى إغلاق كل نوادي التعري في إسرائيل. "تشيء النساء ليس تسلية"

أقرت المحكمة في تل أبيب هذا الأسبوع، في قرار غير مسبوق، أنه لا يمكن السماح بعمل نوادي التعري في أحد المواقع المركزية في المدينة، الذي أصبح مؤخرا موقعا مشكوكا فيه ويقدم خدمات ترفيه جنسيّ لزبائنه.

وللوهلة الأولى، يجري الحديث عن قرار محكمة جاء بعد أن تلقت المحكمة التماسا من بلدية تل أبيب طلبت فيه إغلاق نادي تعري يعمل في المنطقة منذ 24 سنة، بحجة أن النادي لم يحصل على رخصة عمل. أقرت القاضية أن برنامج البلدية حول الموقع، الذي يسمح باستخدامه لأهداف “الترفيه” و “النوادي”، لا يتضمن إدارة مصالح تجارية في مجال الجنس مثل نوادي التعري. وأوضحت أيضًا أن عروض الجنس تعمل على تشيء النساء، تحقيرهن، والمس بكرامتهن.

رغم هذا، لم تستكفِ القاضية بمصادقة ادعاءات لجنة التخطيط والبناء التابعة للبلدية، التي تنص على أن نوادي التعري لا تلبي تعريف “الترفيه” – لهذا يحق للبلدية عدم منح رخصة عمل لها – بل وضعت بندا حول تحديد القيم والأخلاقيات فيما يتعلق بقرارات مستقبلية أخرى توصي بإغلاق نواد أخرى.

“لا يشكل تشيء النساء “ترفيها” أبدا”، قالت القاضية. “تعمل عروض الجنس على تشيء النساء واحتقارهن والمس باحترامهن كبشر. يعمل القانون الإسرائيلي على حظر كل هذه الانتهاكات. على المحكمة أن تحرس على منع واقع يسمح بالترفيه الجنسي”.

وبالمقابل، ادعى أصحاب نوادي التعري أن النوادي تقدم ترفيها للكثير من الزبائن وأن العاملات فيها يمارسن عملهن بمحض إرادتهن. ردا على ذلك، قالت القاضية إنه عندما يؤدي تصرف معين إلى المس بكرامة الإنسان – يجب حظره لأنه يمس بالقيم الأساسية في المجتمَع. “يمكن أن نحدد أن نشاطا معينا يؤدي إلى تشيء النساء ويمس بكرامتهن، حتى وإن كانت تعتقد النساء خلاف ذلك”، كتبت القاضية في قرارها، وجاء فيه أيضا أنه ينطبق الحال على الشخص الذي ليس في وسعه أن يختار أن يكون “عبدا”، حتى وإن كان هذا الخيار بمحض إرادته.

اقرأوا المزيد: 277 كلمة
عرض أقل
الجنسانية لدى النساء (iStock)
الجنسانية لدى النساء (iStock)

نساء إسرائيليات يتحدثن عن تجربتهن الجنسية

محور كتاب "يقظات" الذي رأى النور جديدا في إسرائيل، جسد المرأة وتجربتها الجنسية.. إنه وثيقة جريئة لما هو محظور ومسكوت عنه، يبدأ بالجسد والمتعة وينتهي بالروح والفكر النسائية

11 أبريل 2017 | 19:55

إن كنتم تعتقدون أن أشعار نزار قباني في مديح نهدي المرأة وجمالها جريئة، فكتاب “يقظات” (AWAKEN) الإسرائيلي أجرأ بكثير. هو ليس كتاب مديح لجمال المرأة، دُوّن بقلم رجل، إنما وثيقة نسائية دونت بقلم نساء قررن “تمزيق الملابس” عن تجربتهن الجنسية، والخوض في عالم الشهوة الجنسية المسكوت عنه في مجتمعنا الذكوري. وكما تقول الكاتبة، تمار مور سيلع، “الكتاب يجمع أصوات نساء قررن الاحتفال بالرغبة الجنسية الخاصة بهن، وبالنار المتقدة في داخلهن”.

يضم الكتاب الذي يتصدر هذه الأيام قائمة الكتب الأكثر مبيعا في إسرائيل، 23 قصة قصيرة، جمعتها مور سيلع على مدار سنوات من محادثات مع نساء تحدثن معها في موضوع واحد وهو الجنس على مراحله وتقلباته، والصراع بين شهوات الجسد، المكبوتة عادة، والدور الاجتماعي للمرأة كأم وزوجة. إنه كتاب يبدأ في الجسد، فيخرج منه إلى الزواج والأمومة والخيانة والإخلاص، ويكشف على نحو أصيل كيف يبدو العالم الجنسي للمرأة من “مصدر أول”.

فجنسانية المرأة حسب الكاتبة لا تقتصر على ممارسة الجنس، إنما معرفة ما يرضي المرأة وما يجعلها إنسانة سيعدة. “هي الانسجام بين أنت الحقيقية وأنت التي تعيش في العالم” كما تكتب مور سيلع. يراكم الكتاب تجارب نسائية عديدة، منها المؤلم، ومنها المضحك، ومنها المفيد، وجميعها تكشف هذا العالم الذي يخص النساء، لكن تجدر معرفته من قبل الرجال، فهو مدخل لعالم غامض وسحري.

إليكم نظرة إلى ما روته النساء في الكتاب بترجمة “حرّة”:

آلام التجربة الأولى

كاتي، 45 عاما، أم ل3 أطفال تروي عن تجربتها الجنسية الأولى حين كانت تبلغ 17 عامًا: “المرة الاولى كانت مؤلمة جدا. الألم كان مثل تشقق زجاجي. مثل تمزيق شيء رقيق وجامد. لقد علمت مسبقا أن هذا ممكن، وأن هنالك احتمالا لظهور دم، لكن الشاب الذي نمت معه أصيب بالذعر لمشهد الدم. لم يتحمل الفكرة أنه يسبب لي الألم.. لقد كان تمزيق الغشاء العذري بالنسبة لي انتقال إلى عالم آخر. رفعت راية الوضع الجديد الذي أنا فيه بفخر”.

وتتابع “بلغت من العمر 26 عاما، ولم أحقق ذورة النشوة الجنسية. كان هذا الأمر يشغلني جدا. حاولت وبحثت في الموضوع لوحدي ومع آخرين، داعبت نفسي بطرق مختلفة وغربية واشتريت كتبا عن الجنس. أردت أن أعرف ما هي النشوة الجنسية (أورغازم) التي يتحدث عنها الجميع، وكيف أن الجميع يشعر بها إلا أنا”. وتقول كاتي إنها اكتشفت لاحقا في حياتها أن هنالك نشوتين، واحدة عبر البظر، تكون غير عميقة ومرتبطة بالجسد، ونشوة أكثر عمقا وترتبط بالشريك الجنسي، وهي نشوة المهبل.

غلاف كتاب "عيروت" (يقظات) (صورة من النت)
غلاف كتاب “عيروت” (يقظات) (صورة من النت)

الجنس ذنب

عاليزا، 65 عاما، أم ل4 وجدة ل10، نشأت في بيت محافظ وعالمها الجنسي ارتبط بالمفاهيم التقليدية التي شدّدت عليها أمها منذ الصغر إلى اليوم. تكتب عاليزا أن والدتها كانت تسألها دائما بعد أن بدأت الدورة الشهرية عندها وهي طفلة هذا السؤال: “على ماذا يجب أن نحافظ؟”، وكانت عاليزا بدورها تشير إلى عضوها التناسلي وتقول “على هذا”، دون أن تفهم ماذا تعني أمها ولماذا يجب الحفاظ على هذه المنطقة”.

وتتابع عاليزا أن موضوع الجنس بالنسبة لها ارتبط دائما بمفهوم الذنب والممنوع. ففي فترة الخطوبة كانت تسمع من أمها نفس التحذيرات “يا ويلك إن أقدمت على تلك الخطوة.. لو تزوجت ولم أجد الدم. يا ويلك!”.

“بعد أن تزوجت لم أسمح لزوجي أن يقترب مني لمدة 3 أشهر. أمي بعثت شقيقاتي إليّ لكي يستفسرن عن أحوالي فقلت لهن أننا لم نفعل شيئا بعد.. فغضبت أمي وقالت “يجب عليك أن تمارسي الجنس معه وإلا سيتركك”. لكن الأمور لم تتقدم بيننا لأنني لم أرغب في أن يقترب مني”.

وتواصل “عندها دخل أبي إلى الصورة ودعا زوجي شلومو إلى حديث صريح وأرشده كيف عليه أن يتصرف لأن زوجي جاء من بيت متدين وكان جاهلا في ما يخص المرأة وعالمها الجنسي. وشرح له والدي أن عليه أن يشتري ورودا، وأن يطبخ وجبة رومانسية، وأن يقبل المرأة بلطف وأن يحضنها قبل الجماع.. وهكذا فعل زوجي وكان الجنس رائعا تلك الليلة”.

الشهوة الجنسية لدى المرأة (iStock/CoffeeAndMilk)
الشهوة الجنسية لدى المرأة (iStock/CoffeeAndMilk)

أنشطة جنسية غير تقليدية

يعارا، 53 عاما، أم لثلاثة أطفال: “عندما انكشفت لعالم الBDSM (أنشطة جنسية قائمة على الاستمتاع بالسيطرة)، علمت أن براعم المتعة موجدة هناك. فجأة فهمت أن العلاقات الجنسية التقليدية لا توقظني”. وتكتب يعارا عن واحدة من تجاربها الجنسية في هذا العالم الذي قررت خوضه في أعقاب طلاقها “في لحظة ما أمرني السيد أن أنام على ركبتيه، وبدأ يضربني على مؤخرتي، شعرت بألم الضربات لكن ذلك كان ممتعا.. إنها لعبة الألم والمتعة، إلا أن ذلك لا يقتصر على هذين القطبين. هنالك أيضا الإعجاب الذي تحظين به من شخص يهتم بك جدا”. وتكتب يعارا أنها بعد أن تركت هذا العالم لكي تجد علاقة طبيعبة، أصحبت تشعر بالإحباط، لأنها كانت تدرك دائما أن هنالك عالما واسعا من المتعة كانت لا تطرق بابه. وتنهي قصتها القصيرة بالقول “العلاقات الجنسية بالنسبة لي اليوم تتلخص بالعادة السرية، كما كانت الحال حين كنت ابنة 14 عامًا. أمتع نفسي بنفسي”.

موت الشهوة الجنسية

إستي، 51 عاما، تروي عن تجربتها الجنسية بعد أن تعرضت وهي في ال14 للاغتصاب: “لقد تجولت في العالم لسنوات طويلة وأنا جنسانية جدا وخائفة جدا. لم أسمح لكثير ممن مارست معهم الجنس أن يلمسونني في مناطق معينة في جسدي. أشياء كثيرة كانت تعيد لعقلي ومضات الاغتصاب.. حين كان الجنس يتخذ منحى عنيفا كنت أدخل إلى ضائقة. لسنوات عديدة كنت أطلب أن أكون المبادرة والمسيطرة في الجنس”.

وتتابع إستي أنها “تعافت” من هذه الحالة الجنسية بعد أن تجاوزت ال50، فأصحبت تسمح لنفسها أن تسلم نفسها لشريكها وتتمتع أكثر في ممارسة الجنس.

نيتع، 46 عاما، تتحدث عن التجربة الجنسية في مرحلة الأمومة وتقول: “بعد أن أصحبت أمّا، توقفت عن أن أكون مخلوقا جنسيا. لم أعد احتمل الفكرة. كيف يمكن ذلك؟ إنني أرضع، إنني الأم تريزا (راهبة). إنني مقدسة. لن أقبل أن يضاجعني أحد.. كنت أنام مع زوجي حين لم يبقَ مفر لكي أحافظ على السلام في البيت”.

وتتابع “حدثتني صديقتي مرة أن أمها كانت تقول لها: “في الزواج يجب عليك أحيانا أن تستلقي على ظهرك وتفتحي رجليك وأن تنتظري حتى ينتهي الأمر”. لقد كانت تشعر بالغضب حين تسمع هذا الكلام من أمها. لكنني وجدت نفسي في نفس الوضع الذي وصفته أمها”. وتتابع “إنه أمر صعب أن ننظر إلى الحقيقة مباشرة وهي أن الحياة الزوجية الطويلة تقتل الجنس”.

دانا، 45 عاما، تقول “جسدنا خُلق لكي يكون جنسيا. ليس لكي يركض ماراثون. لقد خلق ليتحرر من نفسه بواسطة الجنس – هذا الشيء العظيم المحرر – وليس لأن يكون عقلا فقط. إنه شيء روحاني. الامرأة لا تستطيع أن تكون سعيدة من الأطفال فقط. يجب أن يكون لديها عشيق. إنها بحاجة لشخص يلمس جسدها ويواسيه ويحرره”.

وتقول “المرأة حين تبلغ عمر ال40 تكتشف أن الوقت حان ل “الأوديسة” الجنسية الخاصة بها. وعندها تقوم بسحق كل ما يقف في طريقها. إنها لا تستطيع التخلي عن ذلك الشيء. هذا إن كانت المرأة تؤمن أن السعادة لا تكمل دون الجسد”.

اقرأوا المزيد: 1012 كلمة
عرض أقل
حبيبان في تل أبيب (Hadas Parush/Flash 90)
حبيبان في تل أبيب (Hadas Parush/Flash 90)

الرجل أم المرأة.. من يقول أحبك أولا؟

من يعترف أولا بحبه في العلاقة الرومانسية، ومن يقول كلمات الحب الأولى، وكيف يمكن توقع ردة فعل الحبيب أو الحبيبة

26 فبراير 2017 | 17:50

هل ترددتم حول التوقيت الملائم للاعتراف بحبكم للحبيبة أو الحبيب؟ هناك إجابات علمية الآن عن هذه الأسئلة.

يكشف مقال نشر في عام 2011‏ في مجلة “(Journal of Personalit and Social Psychology (JPSP‏”، متى يحب الرجال والنساء كثيرا سماع “أحبك”، ومن يفكر في ذلك أولا. يستند المقال إلى نتائج بعض الأبحاث التي تتطرق إلى هذا الموضوع، حيث شارك فيها مئات المشاركين.

رغم أن معظم الأشخاص يتوقع أن النساء هن من يحاولن التعبير عن مشاعرهن قبل الرجال، إلا أن الواقع مختلف وفق ما يتضح من البحث. يفكر الشباب في التعبير عن مشاعرهم قبل أن تفكر الفتيات في ذلك، ويقولون “أحبك” قبلهن.

ولكن إذا كنتم في مرحلة تشعرون أنكم تحبون شخصا ما، فالسؤال الهام الذي يُطرح هو – كيف سيكون رد فعله عند معرفة مشاعركم؟ هناك بحث إضافي لمجلة JPSP يخفي في داخله الإجابة. اكتشف الباحثون أن كلا الجنسين يحبان التصريح عن حبهما ولكن يتضح أنه في فرص معينة، يحبون سماع هذه التعابير أكثر.

وفق البحث، عند قول “أحبك”، قبل ممارسة علاقة جنسيّة، فالرجال يتمتعون بسماع هذه التعابير أكثر من النساء. رغم ذلك، تفضل النساء سماع “أحبك” بعد إقامة علاقة جنسية بشكل خاص.

هناك تفسيرات لهذه الفوارق. يعتقد الباحثون أن النساء يفضلن سماع “أحبك” بعد إقامة علاقة جنسية، لأن توقيت هذا التصريح يشهد على التزام، وترغب النساء في أن يكن على علاقة مع شريك داعم يلتزم بتربية الأطفال. يفضل الرجال سماع “أحبك” قبل الدخول إلى السرير، لأن هذه التعابير تزيد من مستوى التأكيد على أنه ستُمارس علاقات جنسية.

اقرأوا المزيد: 230 كلمة
عرض أقل
صورة توضيحية: AFP
صورة توضيحية: AFP

الجنس، السيطرة، والجهاد: أسرار دوافع الإرهاب

خبراء نفسيّون يؤمنون أن الإحباط الجنسي، القمع، علاقات الحب المحظورة، والتحرشات الجنسية في المجتمع الإسلامي يشكل جميعها جزءا من العوامل الكثيرة لتنامي الإرهاب الإسلامي وانتشاره عالميا

ما الذي يدفع الأفراد لتنفيذ عملية؟ لأخذ سكين، ومحاولة قتل مَن يعتقدون أنه عدو؟. طيلة عشرات السنوات، يحاول باحثون، خبراء نفسيّون، خبراء جريمة، وخبراء إرهاب الإجابة عن هذه الأسئلة.

ففي حين أن الرأي القابع بين الجمهور أن الدافع هو أيديولوجي، حماسي وطني، ورغبة في الانتقام، يعتقد الباحثون أن هذه الدوافع وحدها ليست كافية. إذ هناك دائما دافع شخصي أيضا.

في موجة العمليات الأخيرة التي سادت في الضفة الغربية والقدس طُرِح الموضوع على جدول الأعمال ثانية. الميزة البارزة بشكل خاص لموجة العمليات، التي سُمّيت “انتفاضة الأفراد” أو “انتفاضة السكاكين”، هي حقيقة أن في غالبية الحالات، لم يكن تنظيم معيّن مسؤول عن الفلسطينيين منفذي العمليات، ولا خلية أيُّ كانت، بل عمل الفلسطينيون وحدهم، في معظم الحالات من دون تخطيط.

أظهرت التحقيقات في العمليات لاحقا أنه في معظم الحالات، يدور الحديث عن شبّان في ضائقة مادية أو نفسية على حد سواء. كانت الضائقة النفسية في جزء من الحالات ذات صلة بفضيحة جنسية أو محاولة للتكفير عن فضيحة وإنقاذ “شرف العائلة”.

شابة أصبحت حاملا خارج الزواج فخرجت لتنفيذ عملية

“عندما يرتكب الإنسان عملا متطرفا وانتحاريا إلى حد بعيد، يجب أن يكون هناك أكثر من سبب. في معظم الحالات، تُضاف ضائقة شخصية خطيرة إلى الأيديولوجية”، وفق أقوال باحثة أمريكية. في أكثر من مرة، تنبع الضائقة الشخصية من “الوصمة” الاجتماعية ذات الصلة بالجنس، سواء إذا كان الحديث يدور عن تحرش جنسيّ، علاقة حب خارج الزواج، أو حمل غير مخطط له.

في أيلول 2016، حاول شاب وشابة من قرية بني نعيم بالقرب من الخليل دهس جنود كانوا واقفين في محطة ركّاب محاولين قتلهم. اتضح في التحقيق بعد الحادثة أن عائلة الشابة عرفت بالعلاقة بين الشابة والشاب، لذلك خرج العشيقان لتنفيذ عملية استعادة لاحترامهما.

بعد مرور ثلاثة أشهر قبل ذلك، نفذت شابة قريبة من تلك الشابة عملية دهس في المفرق ذاته أيضا. بعد توقيفها اتضح أنها كانت حاملا خارج الزواج ورغبت في تطهير سمعتها من خلال قتل جنود إسرائيليين.

الموت باحترام

هذه ليست ظاهرة جديدة أبدا. في مستند رسمي نشره الشاباك حول مُشاركة النساء الفلسطينيات في الإرهاب أثناء انتفاضة الأقصى، كُتب بوضوح أن “الدافع الأساسي لمشاركة النساء في العمليات الإرهابية هو شخصي (إلى جانب السبب الأساسي – الدافع الوطني). مثلا، هناك دافع رومانسي – أي علاقات حب مع نشطاء عسكريين ذوي علاقة بتجنيدهن، إضافة إلى ضائقات شخصية”.

ورد في المستند ذاته حادثة ارتكبتها  ريم عواد، التي فجرت نفسها في معبر بيت حانون (معبر إيرز) في كانون الثاني 2004، فقتلت أربعة أشخاص، وجرحت عشرة آخرين. عواد، مواطنة من غزة عمرها 23 عاما، كانت متزوجة من ناشط حمساوي وكان لديهما ولدان صغيران. في المقابل، كانت تربطها علاقة مع ناشط عسكري حمساوي كبير. هناك تقديرات في الشاباك أنه من الممكن أن الهدف من العملية كان تطهير سمعتها.

منذ ذلك الحين وثق الشاباك عشرات العمليات التي نفذها شبان فلسطينيون، لا سيّما شابّات فلسطينيات، ليطهروا اسمهم ويموتوا أبطالا محترمين. أشارت أبحاث أجريت في العالم إلى أن مجموعات إرهابية تتعرف إلى حالات كهذه وتعمل على تجنيد أشخاص بات احترامهم معرضا للخطر  للالتحاق بصفوفها – سواء كانوا نساء تربطهن علاقة غرامية خارج الزواج أو رجال مثليين – مهددة بكشف سرهم، وتعرضهم للموت الشنيع. البديل الذي يقترحه الإرهابيون على هؤلاء الأشخاص هو الموت باحترام.

القمع والسيطرة: الاستغلال الجنسيّ يشكل محفزا للإرهاب

إن العلاقة بين الجنس والإرهاب في المجتمعات الإسلامية عميقة جدا. فهي تتطرق إلى اعتبارات هامة سائدة في المجتمع الإسلامي وفق أقوال الباحثين والخبراء النفسيّين. أولا، ترى الديانة الإسلامية نفسها ديانة مُسيّطرة، عليها أن تكون مسيّطرة وصاحبة نفوذ مقارنة بالأديان الأخرى. إن موضوع السيطرة مُهيّمن أيضا في الحياة اليومية في المجتمعات الإسلامية، والمفهوم القابع هو أن الرجل هو صاحب النفوذ والسيطرة مقارنة بالمرأة.

هذا إضافة إلى أن التحرشات الجنسية، لا سيّما أن الاستغلال الجنسي للبنات صغيرات السن والأولاد، ليس سائدا فحسب في أوساط المجتمع الإسلامي، بل يتم التستر عليه غالبا. يُعتبر الجنس من المحرّمات ومصدر “فضيحة”، ويخاف الأولاد والشبان من التحدث بانفتاح حول الموضوع. يُتوقع من الشبان ألا يعملوا على إشباع رغبتهم الجنسية قبل الزواج. إن الميول المثلية الجنسية ليست مقبولة في المجتمع الإسلامي، وتعتبر تكفيرا بالدين الإسلامي وانحرافا شائنا. تشكل كل هذه العادات أرضا خصبة لتطوّر الإرهاب والحروب: تحاول منظمات جهادية التستر على هذه الفضائح من خلال ضمان الاحترام.

يعرف الخبراء النفسيّون في يومنا هذا أن الأطفال الذين يتعرّضون لتجارب سلبية في سن مبكّرة ذات صلة بالجنس قد يشعرون بخجل وضعف عاطفي في سن المراهقة، لا سيّما إذا لم يكن في وسعهم التحدّث عن تجاربهم مع بالغ داعم. يعاني الأطفال الذين يمرون بتحرشات جنسية من ضائقة كل حياتهم.

يثير التحرش الجنسي لدى الفتيات غالبًا شعورا بالانحطاط وتقديرا نفسيا منخفضا إضافة إلى الخوف من ممارسة علاقات جنسيّة. قد تكون التأثيرات أكثر دمارا على الأمد الطويل لدى الشبان الذين تعرضوا لتحرشات جنسيّة. فهي قد تؤدي إلى غضب، شعور قوي بالخجل والإهانة، ورغبة قوية للانتقام من أشخاص ذوي مناصب قوة، وحاجة إلى إثبات السيطرة. إن العلاقة بالإرهاب واضحة: الهدف الواضح من الجهاد هو أن يحتل الإسلام مكانة مهيّمنة على الشعوب والطوائف الأخرى. تتيح التنظيمات الإرهابية للشبان استبدال مشاعر الإهانة بمشاعر الاستعلاء والسيطرة من خلال جعلهم مقاتلين “أبطالا”.

توق الحصول على 72 عذراء في الجنة

يتطرق الباحث المصري دكتور توفيق حميد في كتابه “الجهاد من الداخل : فهم الإسلام الراديكالي ومواجهته” إلى الطريقة التي يشكل فيها الإحباط الجنسي، إضافة إلى الحضارة الإسلامية التقليدية أرضا خصبة للإرهاب. كان دكتور توفيق جزءا من خلايا إرهابية نشطة طيلة سنة.

وفق أقواله، فإن التوقعات ألا يشبع الرجل المسلم غريزته الجنسية حتى الزواج، إضافة إلى حقيقة أن الزواج قد يُؤجل عند حدوث ضائقة مادية حتى سن 40 عاما، تثير إحباطا جنسيا غير منطقي، قلقا، وحتى غضبا مكبوتا. تستغل التنظيمات الإرهابية هذه النقاط مؤكدة للنشطاء حدوث لقاء قريب بـ 72 عذراء في الجنة، وتخلص فوري من الإحباط.

طرح الباحث الأمريكي ريتشارد دوكينس (Richard Dawkins) ‏ادعاءات شبيهة بعد أحداث 11 أيلول في الولايات المتحدة. وفق ادعائه، أحد الدوافع المركزية لدى خاطفي الطائرة الـ 19 هو عدم ممارستهم علاقات جنسية، وتوقهم القوي للالتقاء بـ 72 عذراء في الجنة. قال الصحفي كريستوفير هيتشنس (‏Christopher Hitchens)‏ حول هذا الموضوع إن “المشكلة لدى الجهاديين لا تكمن في التوق إلى 72 عذراء، بل في كونهم لم يمارسوا علاقات جنسية بأنفسهم”.

في كانون الثاني 2016، كشفت الاستخبارات الأمريكية مستندا من بين مستندات أخرى عُثر عليها أثناء الهجوم على مخبأ أسامة بن لادن عام 2011. كان ذلك المستند رسالة من بن لادن إلى شيخ كبير في القاعدة شمال إفريقيا، كتب فيها أن المقاتلين الميدانيين الذين يقاتلون وقتا طويلا وغير قادرين على الزواج، يعانون من “توتر متطرف”، لذلك طلب منه أن يسمح لهم، من خلال فتوى، بممارسة الاستمناء للتخلص من التوتر. في الهجوم ذاته على منزل بن لادن، عُثر على مجلات إباحية، ومواد أخرى تشهد على أن بن لادن اهتم كثيرا بموضوع الاستمناء. يبدو أن من كان يُعتبر أحد الجهاديين الكبار في العالم في القرن الواحد والعشرين، قد فهم العلاقة بين الجنس والجهاد.

اقرأوا المزيد: 1048 كلمة
عرض أقل
مراهقون إسرائيليون (Flash90/Mendy Hechtman)
مراهقون إسرائيليون (Flash90/Mendy Hechtman)

كل ما تريدون معرفته عن الحياة الجنسية لدى الشباب الإسرائيلي

يرغب الشبّان في الزواج أكثر من الفتيات، ويدعم %45 من الشبّان الإسرائيليين الزواج أحادي الجنس. متى يمارس الشبان العلاقات الجنسية للمرة الأولى؟

يشغل الجنس، الجنسانية، والرومانسية الشبّان عامة والشبّان الإسرائيليون على وجه الخُصوص. يُجرى الكثير من الأبحاث في إسرائيل لمعرفة ما الذي يثير اهتمام الشبّان، وكيف يبلور الجيل الجديد هويته الجنسيّة؟ وهل يعيش المراهقون حياة رومانسيّة؟‎ ‎ما هو معدل الجيل لتبادل القبلة الأولى؟ وبالطبع، ما هو معدل الجيل لإقامة العلاقات الجنسيّة للمرة الأولى؟

بهدف الإجابة عن هذه الأسئلة، أجرى موقع الأخبار وقضاء أوقات الترفيه، “معاريف لنوعار” (صحيفة معاريف للشباب) استطلاعا تضمن عينة تمثيلية من 238 شابا، تتراوح أعمارهم بين 13 حتى 18 عاما.

نقدّم لكم إجابات الشبّان عن الأسئلة المختارة في مجال الجنسانية والرومانسية:

كم لقاء رومانسيّا أجريتَ حتّى الآن؟

مراهقون إسرائيليون (Flash90/Matthew Hechter)
مراهقون إسرائيليون (Flash90/Matthew Hechter)

أجاب 48.3%‏ من المستطلعة آراؤهم في كل الأعمار أنهم لم يجروا لقاء رومانسيّا أبدا. 40%‏ من الفتيات الإسرائيليات أجبن أنهن خرجن ما معدله لقاء حتى 5 لقاءات رومانسيّة مع صديق، مقارنة بنسبة ‏32%‏ من الشبّان.

التفسير لذلك: أصبح العالم عالما افتراضيّا وانتقل الحديث عن الرومانسية والحب إلى مواقع التواصل الاجتماعيّ. لذلك فإن التواصل المباشر يثير الخوف بين الشبّان في إسرائيل.

مَن يجب أن يتخذ الخطوة الأولى – هو أم هي؟

قالت ‏17.4%‏ من المستطلعة آراؤهن إنهن يفضّلن المبادرة إلى الخطوة الأولى ودعوة الشباب للقاء رومانسيّ. وقد دُهِش الباحثون من معرفة أنه في العصر الذي يدور فيه الحديث عن المساواة وتطوّرت فيه النسوية، ما زالت الفتيات يشعرن بعدم ارتياح لإجراء التواصل الأول.

الوضع أكثر اعتدالا بين الشبّان: أجاب 59.7% من المستطلَعة آراؤهم أنهم يفضّلون المبادرة إلى المحادثة الأولى مع الفتيات، في حين أجاب 40.3% أنهم يفضّلون أن تبادر الفتيات إلى اللقاء الأول.

هل كانت لديك علاقة حب؟

بشكل غير مفاجئ، أجاب معظم المستطلَعة آراؤهم أنه كانت لديهم علاقة حب مرة واحدة على الأقل، وأجاب القليلون أنه لم تكن لديهم علاقة حب أبدا. أجاب 60%‏ أنه كانت لديهم علاقة حب، مرة واحدة على الأقل في الماضي، وأجاب ‏18%‏ أنهم لم تكن لديهم علاقة حب حتّى الآن، والمعطى الأكثر إثارة للدهشة هو أن ‏22%‏ أجابوا “لا أعلم”. أي أن خمس الشبّان الإسرائيليين قد أجابوا أنهم لا يعرفون إذا كانت لديهم علاقة حب.

أين يتعرف العشاق على بعضهم؟

مراهقون إسرائيليون (Flash90/Nati Shohat)
مراهقون إسرائيليون (Flash90/Nati Shohat)

أجاب نحو ثلث المستطلَعة آراؤهم أنهم تعرّفوا على حبيب قلبهم في المدرسة (28.6%)، وهذا معطى منطقيّ مع الأخذ بعين الاعتبار أن هذا هو المكان الذي يقضي فيه الشبّان معظم أوقاتهم في سن المراهقة. أجاب 10.5%‏ من المستطلعة آراؤهم أنهم تعرّفوا إلى حبيب قلبهم في حركات شبابية. تعرّف 6.3%‏ من العشاق عبر مواقع التواصل الاجتماعي والبقية عبر أصدقاء مشتركين أو بطريقة أخرى.

هل تدعم الزواج أحادي الجنس؟

لقد أصبح موضوع الزواج أحاديّ الجنس، الذي ازداد زخما في السنوات الماضية، بفضل سن قانون لتسهيل التعامل مع الظاهرة في الكثير من دول العالم، جزءا من الحديث بين الشبّان الإسرائيليين. أجاب نحو نصف – %45 – المستطلَعة آراؤهم أنهم يدعمون زواج المثليّين. أجاب 30.7%‏ أنهم لا يدعمون، وأجاب ‏24.4%‏ أنهم لم يتوصلوا إلى رأي نهائي بعد. شهد 70.3%‏ من العلمانيين المستطلَعة آراؤهم أنهم يدعمون زواج المثليّين، مقارنة بنسبة ‏10.4%‏ من المتديّنين.

هل كانت لديك علاقة مع شخص من نفس جنسك؟

مراهقون إسرائيليون (Flash90/Gili Yaari)
مراهقون إسرائيليون (Flash90/Gili Yaari)

بشكل مطلق تقريبًا، أجاب معظم المستطلَعة آراؤهم سلبا- أي أنه لم تكن لديهم علاقة مع شخص من جنسهم. كان المعطى مرتفعا بشكل خاصّ بين العلمانيين المستطلعة آراؤهم -أجاب 92.1% أنه لم تكن لديهم تجربة مع شخص من جنسهم. تزداد النسبة لدى الشبَان الذين يعرّفون أنفسهم بصفتهم محافِظين ومتديّنين – نحو 95%‏.

هل تعتقد أنك ترغب في الزواج في المستقبَل؟

أجابت الأغلبية المطلقة أنها ترغب في الزواج (‏84%‏). أجاب ‏4.6%‏ أنهم لا يرغبون، في حين أجابت البقية أنها ما زالت لا تعرف.

ويتضح أنه منذ سن أصغر، يبدأ الشبان في التفكير في الزواج، حيث إن المستطلَعة آراؤهم في الفئة العمرية بين 13-16 عاما قد أجابوا أنهم يرغبون في الزواج ونسبتهم هي 78.7%‏.

وإذا كنتم تعتقدون أن الفتيات تحديدًا سيجبن بنسبة أعلى عن السؤال إذا كن يرغبن في الزواج – فستتفاجؤون عند معرفة أن الوضع مختلف تحديدًا. 81.7%‏ من المستطلعة آراؤهن أجبن أنهن يرغبن في الزواج، مقارنة بما معدله ‏86%‏ من المستطلعة آراؤهم الشباب.

حانة "أنا لؤلؤ" في يافا (Ilana Bronstein)
حانة “أنا لؤلؤ” في يافا (Ilana Bronstein)

متى تبادلت القبلة في المرة الأولى؟

أجاب نحو نصف المستطلَعة آراؤهم أنهم لم يتبادلوا القبلات أبدا. أجاب 21.4%‏ من المستطلَعة آراؤهم أنهم تبادلوا القبلات في سن ‏12-14‏، ‏16.4%‏ في عمر ‏15-16‏، ‏5.9%‏ في سن أقل من ‏12‏ عاما، وأجاب ‏4.6%‏ من المستطلَعة آراؤهم أنهم تبادلوا القبلات في سن ‏17 حتى 18‏ عاما.

هل مارست علاقات جنسية؟

أجاب معظم المستطلَعة آراؤهم أنهم لم يمارسوا علاقات جنسيّة بعد، ونسبتهم 87.4%. من المثير للدهشة أكثر معرفة أن الشبّان المستطلَعة آراؤهم الذين أعمارهم أقل بين 13 حتى 16 عاما، قد أجابوا أنهم أقاموا علاقات جنسيّة بنسبة أعلى مقارنة بالشبّان في الفئة العمرية 17 حتى 18 عاما.

كان المعدل في الولايات المتحدة لممارسة علاقات جنسيّة ‏18‏ عاما، في الصين ‏22.1‏، أستراليا ‏17.9‏ عاما، وفرنسا ‏18.5‏.

اقرأوا المزيد: 715 كلمة
عرض أقل