أعلنت وكالة الأونروا، أمس (الأحد) عن تعليق عمل سهيل الهندي، رئيس اتحاد الموظفين في قطاع غزة، الذي انتُخبَ لقيادة حماس.
وجاء على لسان الأونروا أن القرار اتُخِذ قبل أن تطلب إسرائيل إقالة الهندي. في وقت باكر أمس طلب منسق شؤون الحكومة في الأراضي، اللواء يوآف بولي مردخاي، من الأونروا “إقالة أحد عمالها، سهيل الهندي، بزعم انتخابه عضوا في قيادة حماس”. حسب تعبيره، عُين الهندي “رغم انتخابه في الانتخابات الأخيرة عضوا في قيادة حماس ورغم أنه كذب في التحقيقات التي اجتازها في وكالة الأمم المتحدة”.
وأدى التحقيق مع محمد خليل الحلبي، عضو في حماس، نجح في الانتماء إلى منظمة مساعدة دولية (World Vision) إلى اعتقاله من قبل إسرائيل، في آب 2016، والكشف عن منظومة عمل مُحكمة لحماس. يتضح أن حماس استغلت بشكل ممنهج تنظيمات مساعدة دولية تعمل في القطاع، لنقل أموال لصالحها وتطوير قدارتها العسكرية. كانت دول مثل الولايات المتحدة، أستراليا، ألمانيا، وبريطانيا شريكة دون معرفتها في بناء أنفاق غزة وشراء وسائل قتاليّة لحماس من خلال تبرعاتها التي استُخدمت لهذه الأهداف، وفق تقديرات عسكريّة إسرائيلية.
ويتضح من الوصف في لائحة الاتهام التي قُدّمت ضد الحلبي في آب 2016، أن هذا كان نمط عمل منظما. في المرحلة الأولى، جندت حماس عمال في تنظيمات مساعدة دولية في غزة، أو أنها دمجت في هذه التنظيمات عناصرها. في المرحلة التالية، عملت عناصر حماس في تلك التنظيمات في مناصب ذات تأثير، مستغلة وظيفتها لتقديم المساعدة لحماس.
هكذا ودون علم الدول الغربية، التي تدعم تنظيمات المساعدة الكثيرة في غزة، نجحت عناصر حماس في الانخراط في مناصب رفيعة فيها مما أتاح لها إمكانية الوصول إلى موارد التنظيمات الكبيرة. بدءا من العام 2007، بدأ الحلبي بنقل مئات آلاف الأطنان من الحديد إلى حماس، فاستخدمتها لبناء الأنفاق ونقل عربات داخل هذه الأنفاق. تحت غطاء من الحاجات الزراعية، نقل الحلبي إلى حماس جدران حديدية وأنابيب بلاستيكية لنقل كوابل اتصالات وكهرباء داخل الأنفاق، وأدوات حفر كانت تُستخدم لحفر أنفاق جديدة.
ثمة حالة أخرى نُشرت في حزيران 2016، اعتقل فيها جنود الجيش الإسرائيلي عاملا في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) بتهمة استغلال عمله لمساعدة حماس، وهو وحيد عبدالله البرش ابن 38 عاما من جبلية، بسبب مساعدة حماس.
منذ عام 2003 عمل البرش مهندسا في UNDP، وكان مسؤولا عن مشاريع إعادة تأهيل وتطوير قطاع غزة، بما في ذلك إعادة تأهيل منازل تضررت أثناء المواجهات العسكرية. في إطار عمله، كان البرش مسؤولا عن هدم البيوت التي تضررت أثناء المواجهات العسكرية وإخلاء أنقاض ومخلفات الأبنية التي تضررت.
وفي التحقيق معه في الشاباك عام 2014، اتضح أن البرش جُندَ من قبل مسؤول رفيع المستوى في حماس كان قد طلب منه فحص كيف يمكن الاستفادة بحد أقصى من عمله في UNDP لصالح حماس. ردا على ذلك، قام البرش بعمليات كثيرة لمساعدة حماس. مثلا، في عام 2015 ساعد على بناء مرسى بحري من أجل الجناح العسكري في حماس في شمال القطاع، مستخدما موارد وكالة الأمم المتحدة.
اتضح أيضا أنه في إطار الأعمال التي كان مسؤولا عنها في تلك السنة، عمل مع المسؤولين عنه مفضلا إعادة إعمار مناطق سكن نشطاء حمساويين. بالإضافة إلى ذلك، كُشف أنه عندما كان يتم الكشف عن وسائل قتاليّة أو فتحات أنفاق في منازل كانت تهتم بها الـ UNDP، كانت تسيطر حماس على موقع العمل وتأخذ موارده.
هناك حالات أخرى تعاون فيها عمال مسؤولون في تنظيمات مساعدة إنسانية أو أن حماس جندتهم لينقلوا معدات وأموالا لصالح مشاريع بنى تحتية.