جمال خاشقجي

ترامب: السعودية تخدم مصالحنا ومصالح إسرائيل في المنطقة

ترامب في زيارة إلى السعودية (AFP)
ترامب في زيارة إلى السعودية (AFP)

قال الرئيس الأمريكي إنه قرر الحفاظ على العلاقات القوية مع المملكة السعودية رغم وصفه قتل الصحفي جمال خاشقجي جريمة فظيعة، مشددا على الدور السعودي للحفاظ على المصالح الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة

21 نوفمبر 2018 | 10:02

نشر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الثلاثاء، بيانا رسيما، أوضح فيه الموقف النهائي لإدارته إزاء أزمة اغتيال الصحفي السعودي، جمال خاشقجي، في القنصلية السعودية في تركيا، معلنا أنه لن يمس بالعلاقات الوطيدة بين أمريكا والمملكة السعودية لأنها تصب في مصالح أمريكا في الشرق الأوسط.

وكتب ترامب أن المملكة العربية السعودية ستستثمر في الولايات المتحدة أكثر من 450 بليون دولار، مؤكدا أن الحفاظ على العلاقات مع السعودية يعني الحفاظ على الاقتصاد الأمريكي. “إذا تصرفنا بغباء وألغينا العقود المالية مع السعودية، الصين وروسيا ستكونان سعيدتان للانقضاض على هذه الأموال.. ستكون هذه هدية منا إليهم” أوضح ترامب.

وأضاف الرئيس الأمريكي أن العدو الأكبر لأمريكا في منطقة الشرق الأوسط هي إيران، وأن العلاقات مع السعودية تساهم في محاربة إيران وتحافظ على مصالح أمريكا ومصالح إسرائيل في المنطقة.

وكان الرئيس الأمريكي قد تحدث في السابق أنه ينوي إنزال عقوبات شديدة ضد السعودية في حال اتضح أن هناك دورا لولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، في قتل خاشقجي، لكنه تراجع في النهاية وفضّل إبراز أهمية استمرار العلاقات مع السعودية على تقصي حقائق الجريمة.

وتعرض ترامب لانتقادات حادة من سياسيين أمريكيين قالوا إن الرئيس الأمريكي أوضح للعالم أن القيم الأمريكية لها ثمن ويمكن شراؤها بالمال. وقال آخرون إن رسالة ترامب للعالم هي أن أمريكا يمكنها أن تغض النظر عن قيمها في سبيل تحقيق مصالحها.

اقرأوا المزيد: 203 كلمة
عرض أقل

نتنياهو يدافع عن ابن سلمان بعد قضية خاشقجي

ولي العهد السعودي محمد بن سلمان (AFP)
ولي العهد السعودي محمد بن سلمان (AFP)

مسؤول إسرائيلي: المصلحة الإسرائيلية هي أن تبقى السعودية مستقرة.. واشنطن بوست: نتنياهو والسيسي قالا للإدارة الأمريكية إن ابن سلمان "شريك استراتيجي مهم في المنطقة"

02 نوفمبر 2018 | 09:03

إسرائيل تخرج عن صمتها إزاء قتل خاشقجي وتدافع عن المملكة السعودية: تطرق رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، اليوم الجمعة، في مؤتمر صحفي في بلغاريا، إلى اغتيال الصحفي السعودي في تركيا داخل القنصلية السعودية قبل نحو شهر من الزمن، واصفا الحادث بأنه “فظيع”.

ورغم ذلك، أوضح نتنياهو أن استقرار المملكة السعودية مهم جدا للمنطقة والعالم، مذكرا أن الخطر الحقيقي في المنطقة هي إيران وليس السعودية. “يجب التعامل مع الحادثة بصورة جدية، وفي نفس الوقت مهم جدا – من أجل الاستقرار في المنطقة والعالم- أن نحافظ على استقرار السعودية، لا بد من إيجاد حل يحقق هذين الهدفين” قال رئيس الحكومة الإسرائيلي.

وتأتي هذه التصريحات من جانب نتنياهو بعد تقارير أجنبية قالت إنه حاول تهدئة غضب واشنطن من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، بعد قتل خاشقجي.

وقد أكدّ مسؤولون إسرائيليون كبار تقريرا نشرته صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، أمس الخميس، عن أن رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، دافع عن ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، في حديث مع مسؤولين كبار في الإدارة الأمريكية قبل أيام، على خلفية قضية اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي.

نتنياهو يلتقي ترامب في البيت الأبيض (AFP)

وقال نتنياهو للجانب الأمريكي، حسب التقرير، إن ولي العهد “شريك استراتيجي هام في المنطقة” وذلك على خلفية الغضب الأمريكي من جريمة القتل الشنيعة التي ارتكبها السعوديون للتخلص من الصحفي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في تركيا. يجدر الذكر أن ديوان نتنياهو رفض التطرق إلى التقرير.

وأفاد التقرير بأن نتنياهو لم يكن الزعيم الوحيد الذي تحدث مع الأمريكيين بعد قضية خاشقجي وأبدى رأيه بولي العهد، فقد أعرب زعماء آخرون في المنطقة عن رأيهم بمحمد بن سلمان، أبرزهم الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، الذي أكد كذلك، وفق التقرير، أن ابن سلمان شريك استراتيجي هام في المنطقة.

ووصف مسؤول إسرائيلي كبير تحدث مع الصحافة الإسرائيلية في أعقاب التقرير الأمريكي السعودية بأنها “دولة مهمة جدا في المنطقة. لإسرائيل ودول أخرى مصلحة كبيرة بأن يستمر الاستقرار هناك. هذه مصلحة الأمريكيين أيضا”. وأضاف “لا أحد ينكر أن ما حدث (اغتيال خاشقجي) مقلق جدا. للأسف هذا يحدث في دول أخرى. لدينا مصالح شديدة الأهمية مع السعودية، تخيلوا لو تضعضعت المملكة، هذا سيؤثر على المنطقة كلها”.

اقرأوا المزيد: 321 كلمة
عرض أقل

تحليل إسرائيلي.. هل تجاوز ابن سلمان أزمة خاشقجي؟

محمد بن سلمان (AFP)
محمد بن سلمان (AFP)

خبيرة إسرائيلية في شؤون الشرق الأوسط تكتب أن قضية خاشقجي ما زالت في العناوين بفضل ماكنة الإعلام القطرية والتركية.. وابن سلمان لن يكون نفس الشخص بعد الأزمة والسعودية لن تكون نفس السعودية

26 أكتوبر 2018 | 15:57

قالت الخبيرة الإسرائيلية في شؤون الشرق الأوسطـ، شيمريت مئير، في مقالة تحليل نشرت في صحيفة “يديعوت أحرونوت” هذا الأسبوع، إن قضية خاشقجي تأبى أن تهدأ بسبب الماكنة الإعلامية القطرية والتركية التي تكتب عن القضية من دون انقطاع، وتأثر في الإعلام الأجنبي الذي أصبح كذلك يتابع القضية بصورة مكثفة ومتواصلة كأنها مسلسل درامي.

وكتبت شيمريت أن ولي العهد محمد بن سلمان يحاول في الراهن إعادة الأمور إلى مجراها ويبث للعالم أن القضية مجرد أزمة وليست قضية كونية، بدءا من مصافحة ابن سلمان لنجل خاشقجي وتعزيته، مرورا بمشاركته في المؤتمر الاقتصادي في الرياض وظهوره منفرجا هناك.

“يبدو أن ولي العهد سيتجاوز الأزمة ويحافظ على منصبه لكنه لن يكون نفس الشخص قبل الأزمة، والسعودية لن تكون نفس السعودية” كتبت شيمريت وأوضحت: “واحدة من نتائج الأزمة هي تراجع المكانة الدولية للمملكة وسمعتها، فإذا كانت دول الغرب تبرر علاقاتها مع المملكة بالإشارة إلى المساهمة السعودية الكبرى في استقرار المنطقة، فهذا أصبح ادعاء ضعيفا”.

وأضافت شيمريت أن “الخطوات الضخمة التي استثمرها ولي العهد لتحسين صورة السعودية في العالم تهاوت، فالعالم لا ينظر إليها على أنها مركز للإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية في العالم العربي بعد الأزمة”.

وأشارت المحللة الإسرائيلية إلى أن أحد المتضررين الكبار في الولايات المتحدة من القضية هو جارد كوشنر، صهر ترامب، الذي عوّل كثيرا على ابن سلمان، و”استثمر جهودا كبيرة في بناء وتطوير العلاقات بين إسرائيل والسعودية، لتكون أساس “صفقة القرن””. وقللت شيمريت من احتمالات وقوف ابن سلمان بعد أزمة خاشقجي خلف الصفقة، كاتبة أن “ماكنة الدعاية القطرية ستنقض على الفرصة لتصوره القائد الذي باع فلسطين”.

وعن الموقف الإسرائيلي، قالت المحللة الإسرائيلية إن ابن سلمان توعد بأنه لن ينسى من وقف إلى جانب المملكة أثناء الأزمة ومن تخلى عنها، وعلى الأغلب إسرائيل ستكون في الشق الجيد من هذه المعادلة. وأضافت أنها تعتقد أن إسرائيل يجب أن تحافظ على السرية بشأن العلاقات مع السعودية وتبقيها علاقات عملية في الحاضر.

“لا أعتقد أن هناك دولة أخرى في العالم تسعى لتسويق علاقاتها مع النظام السعودي (بعد أزمة خاشقجي). يجب على إسرائيل أن لا تكون استثناء في هذا المشهد”، ختمت شيمريت مقالتها.

اقرأوا المزيد: 317 كلمة
عرض أقل

“ليت تركيا تبدي نفس الحزم ضد حماس”

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان (AFP)
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان (AFP)

قال الصحفي الإسرائيلي المعروف رونين برغمان في صحيفة "يديعوت أحرونوت" إن الاستخبارات الإسرائيلية تنظر إلى جهود الاستخبارات التركية في قضية خاشقجي وتتعجب لغضها النظر عن نشاطات حماس

24 أكتوبر 2018 | 10:42

قال مصدر إسرائيلي استخباراتي كبير، اليوم الأربعاء، تحدث مع الصحفي والمحلل المعروف في إسرائيل والعالم، رونين برغمان، إن إسرائيل تتمنى لو كانت تركيا تبدي نفس الحزم في تعاملها مع نشاطات حماس على أراضيها مثل الحزم والجدية التي تبديها في قضية الصحفي السعودي، جمال خاشقجي.

وأوضح المصدر للصحفي كما أوردت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن تركيا تحولت في السنوات الأخيرة من شريكة استخباراتية فعالة إلى شريكة غير فعالة، تغض النظر عن نشاطات معادية لإسرائيل على أراضيها.

واتهم المصدر الرئيس التركي رجب أردوغان بأنه السبب وراء تدهور التعاون الاستخباراتي بين إسرائيل وتركيا. إضافة إلى ذلك، ينظر مسؤولون إسرائيليون كثر إلى قائد مخابرات تركيا، هاكان فيدان، بأنه مقرب إلى الإيرانيين وحزب الله، أعداء إسرائيل، أكثر من إسرائيل. فقد قوبل لقاء فيدان مع قاسم سليماني، قائد قوة القدس، بامتعاض كبير في إسرائيل.

وواحدة من قرارات أردوغان التي تمنع التواصل الاستخباراتي بين البلدين، منع قائد مخابراته من الوصول إلى إسرائيل منذ سنوات عديدة. وما يدل على تدهور العلاقة الاستخباراتية بين البدلين مثلا وجود صالح العاروري، نائب رئيس حماس والمسؤول عن نشاطات الحركة في الضفة، في تركيا، وضلوعه في تطوير أسلحة حماس وتهريبها دون تدخل من قبل السلطات التركية.

وأشار الصحفي الإسرائيلي إلى الجهد الكبير الذي تبذله تركيا في التحقيق في اغتيال الخاشقجي، مثل: زرع وسائل مراقبة في القنصلية السعودية، واستخدام طائرات من دون طيار، حسب تقارير أجنبية، خارج القنصلية لمراقبة التحركات في محيطها.

أما عن قضية اغتيال خاشقجي، فتساءل الصحفي الإسرائيلي على ضوء الصورة التي تتضح في الأيام الأخيرة “إن كان الفشل السعودي سببه الكبرياء السعودي أم أن السعوديين هواة في مجال الاغتيال؟”. وقال “كان يجب عليهم أن يعرفوا أن القنصلية مراقبة قبل أن يخططوا لاغتيال الصحفي داخل القنصلية”.

وأضاف: “لماذا أرسل السعوديون رجالا مقربين من ولي العهد ليقوموا بمهمة الاغتيال؟ ألم يفكروا أن ذلك سيورط ابن سلمان؟”.

اقرأوا المزيد: 276 كلمة
عرض أقل

محمد بن سلمان والعلاقة الإسرائيلية.. حان وقت التفكير مجددا

ولي العهد السعودي محمد بن سلمان (AFP)
ولي العهد السعودي محمد بن سلمان (AFP)

كيف سيؤثر تورط ولي العهد السعودي في قضية خاشقجي في العلاقات بين إسرائيل والعالم العربي؟

رغم أن الجهود التي بذلها محمد بن سلمان “‏MBS‏”، في عرض صورته الذاتية، كانت هائلة، إلا أنه يمكن التقدير أنه من دون صلة بالدولارات الكثيرة التي استُثمرت في العلاقات العامة الخاصة بالملك السعودي، قد كان هناك اهتمام إعلامي بالبضاعة الساخنة: ملك شاب، بهي الطلعة، يحبه الشبان السعوديون، وهو يتبع أسلوبا قياديا مختلفا. وصوله إلى العرش يكاد يكون أعجوبة بالنظر إلى المصائب التي حلت بالمنطقة جرّاء الربيع العربي.

الناس عادة يسمعون ما يريدون سماعه، لهذا عندما تحدث ابن سلمان مع الأمريكيين، ومن بينهم يهود كثيرون، وإسرائيليون أيضا، عن الإصلاحات التي ينوي إجراءها في السعودية، الثورة الاقتصادية، الحرب ضد التربية على التطرف والكراهية، سمع الكثيرون تصريحات لم تذكر في حديثه، مثلا: تعزيز حقوق الإنسان، حرية التعبير، والمساواة بين الرجال والنساء. إلا أن ابن سلمان ينحدر من خلفية مختلفة تماما. بصفته وطنيا سعوديا، الهدف الأعلى لديه هو أن ينقل الاقتصاد السعودي إلى عهد جديد ويتخلص من الاعتماد على النفط: على النساء أن يقدن السيارات ليصلن إلى العمل، وليس لأن ابن سلمان يؤمن بالحركة النسوية. هو يعتقد أن الاقتصاد النشط يمكن أن يتماشى مع الحكم السلطوي الملائم للثقافة السياسية المحلية، مثل الصين. بكلمات أخرى، هناك من اعتقد أن ابن سلمان أراد أن يكون مثل أوباما، ولكنه في الواقع أراد أن يكون مثل بوتين.

بسبب وجود أعداء داخليين في المملكة، مثل أصحاب الملياردات الفاسدين، نشطاء حقوق الإنسان، أو صحفيين جريئين جدا مثل خاشجقي، استخدم ابن سلمان القوة بشكل غير مسبوق، سعيا للتغلب على المعارضة أو التهديد، وترهيب الآخرين. ربما تنجح طريقة العمل هذه، ولكن قد تحقق النتائج العكسية، كما نشهد في هذه الأيام.

على أية حال، يعتبر ابن سلمان، البالغ من العمر 33 عاما، في المنطقة، وفي السعودية، شابا. وقد بدأ مسؤولون سعوديون في القصر الملكي يتحدثون عن أنه يحدث أضرارا أكثر من الفوائد، وأن تسرعه يشكل خطرا على استقرار السعودية. السؤال هو: هل يملك هؤلاء المسؤولون القوة والجرأة للعمل ضد الأمير، طالما أن الإدارة الأمريكية تدعمه؟

ربما شاهد ولي العهد أفلاما أمريكية كثيرة في صغره، ولعب كثيرا بألعاب الفيديو، ولكن بسبب نقص خبرته، أخطأ ابن سلمان في تقديره سرعة التقلبات في الإعلام الغربي. عندما يعتاد الشخص على السيطرة بشكل تام على وسائل الإعلام متعددة الأذرع، بما في ذلك مواقع التواصل الاجتماعي، يبدو أنه من الصعب تقييم حجم الرد بشكل صحيح على اختفاء كاتب العامود في صحيفة “واشنطن بوست” (خاشقجي). بالطبع، نلاحظ في هذه الأيام حجم تورط الأمير: في الأيام الماضية أصبح يعتبر الأمير دكتاتورا ومصدرا للخطر على السلام الإقليمي، بعد أن كان يعد المثل الأعلى في العالم العربي، وبعد أن ظهرت صوره على أغلفة مجلات كثيرة، وبعد أن كُتِبت مقالات المديح والإطراء الكثيرة له. في هذه الأيام، ازداد عدد أعداء السعودية، وقد انتظر الكثيرون هذه الفرصة: القطريون وقنوات الإعلام القطرية هي العدو الأكبر، علاوة على ذلك، استغل الإيرانيون ومنتقدون يساريون الفرصة لشن هجوم ضد الإدارة الأمريكية.

ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان (AFP)

تستند الاستراتيجية الإقليمية الخاصة بالإدارة الأمريكية والحكومة الإسرائيلية على التوالي، إلى ركيزتين أساسيتين: التحالف مع مصر، والتقرب من محور الدول المعادي لإيران، وأهمها السعودية. كان يفترض أن يحدث المحور الإسرائيلي – السعودي تغييرا في النظام الدولي في المنطقة، فيما يتعلق بالجبهة المقاومة لإيران، وبالتطبيع، اقتصاديا على الأقل، مع الدول. لقد ترك ابن سلمان حقا انطباعا رائعا لدى الإسرائيليين واليهود الذين التقوا معه (كان جزء منه مبررا وجزء آخر متعلقا بالرومانتيكيا المبالغ بها التي تبديها إسرائيل لزعيم عربي يوافق على الالتقاء معها). مثلا، حدثني أحد الأشخاص الذين التقوا ابن سلمان أنه يتحدث الإنجليزية بطلاقة، لكن لغته الإنجليزية، في الواقع، متوسطة وأقل من ذلك. نذكّر ثانية أن ابن سلمان صرح تصريحات معينة، ولكن الناس سمعوا ما أرادوا سماعه.

لصالح ابن سلمان يمكن القول إنه خلافا لما هو متبع في التقاليد الإقليمية التي يتم فيها الاتفاق مع إسرائيل سرا، وبالمقابل، يتم تشهيرها علنا، فإن الزعيم السعودي صرح تصريحات في وسائل الإعلام السعودية ومواقع التواصل الاجتماعي متشابهة.

ولكن كل ما يبدو جيّدا أكثر من أن يكون واقعيا، هو كذلك على الأغلب. يبدو الآن أن ابن سلمان لن يفرض بعد “صفقة القرن” الخاصة بترامب على الفلسطينيين، كما أن قلة الموهبة السعودية (التي تتجسد في تنفيذ العملية المتهاونة لإخفاء خاشقجي) تعني أن إسرائيل، في الواقع، ستبقى وحدها في المعركة ضد الإيرانيين، رغم وجود “المحور الإقليمي” ضد إيران. يتبين أن التصريح العلني لنتنياهو الذي أطلقه في الكنيست بشأن التقارب مع الدول العربية، سيؤجل حتى يفلح ابن سلمان في تثبيت عرشه.

اقرأوا المزيد: 668 كلمة
عرض أقل

“من الواضح أن السعوديين لم يتعلموا من إسرائيل كيف ينفذون اغتيالات”

الصحفي السعودي جمال خاشقجي (AFP)
الصحفي السعودي جمال خاشقجي (AFP)

تترقب إسرائيل التطورات في قضية اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي، ولكنها لا تتطرق إلى الموضوع علنا

14 أكتوبر 2018 | 09:56

“وفق نشرات أجنبية، هناك تعاون بين الاستخبارات الإسرائيلية والسعودية في عدد من المجالات المشتركة…إذا كانت التقارير الواردة من اسطنول صحيحة، فهي تشهد على أن هناك مجالا واحدا على الأقل لم تنقل فيه إسرائيل تعليماتها إلى السعودية: “كيف يمكن تنفيذ الاغتيالات”، هذا ما كتبه اليوم الأحد صباحا، المحلل الكبير للشؤون الاستخباراتية في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، رونين برغمان”، وأضاف “إذا كانت الاستخبارات السعودية هي المسؤولة عن اغتيال جمال خاشقجي والتخلص من جثمانه، من الصعب أن نصدق أنه تمت عملية لا تستند إلى الخبرة”.

تهتم إسرائيل، الولايات المتحدة، ودول المنطقة بقضية اختفاء خاشقجي، الذي ليست هناك معلومات عنه منذ أن دخل إلى بناية القنصلية السعودية في اسطنبول، يوم الثلاثاء الماضي.‎ ‎

تعرف إسرائيل جيدا ظاهرة “الأخبار الكاذبة”، في قطر وتركيا، لهذا تتحفظ من الأخبار في وسائل الإعلام التركية، التي تتبناها وسائل الإعلام الغربية سريعا، مثلا، هناك تقرير عن ساعة لشركة “آبل” كانت على يد خاشقجي  ونقلت على ما يبدو معلومات عندما كان خاشقجي في القنصلية، وهو أمر مرفوض تقنيا، ويبدو أنه ذريعة لدى الأتراك لحقيقة أنهم ثبتوا أجهزة تنصت في المبنى الدبلوماسي السعودي.‎ 

سارع محللون إسرائيليون يساريون، يعارضون نتنياهو بسبب علاقاته السرية مع محمد بن سلمان، إلى القول إن هذه الحادثة تشكل إثباتا إضافيا للآراء الإشكالية التي يبديها ولي العهد السعودي. كما أن هناك جهات في واشنطن تدعم قطر وإيران جدا، سارعت في مطالبة الإدارة الأمريكية بفرض عقوبات على السعودية.‎ ‎

اقرأوا المزيد: 216 كلمة
عرض أقل
متظاهرون يطالبون بالكشف عن تفاضيل اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في تركيا (AFP)
متظاهرون يطالبون بالكشف عن تفاضيل اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في تركيا (AFP)

إعلامية إسرائيلية: هذا ما قاله لي خاشقجي خلال لقاءاتنا العديدة

الصحفية الإسرائيلية في يديعوت أحرونوت، سمدار بيري، تنشر تصريحات منسوبة للصحفي السعودي جمال خاشقجي عن إسرائيل ونتنياهو وفرص السلام من لقاءات عديدة جمعتهما في الخليج وأوروبا

10 أكتوبر 2018 | 12:10

نشرت “يديعوت أحرونوت“، اليوم الأربعاء، تقريرا خاصا بالصحفي السعودي المفقود، جمال خاشقجي ، يضم أبرز ما قاله لمراسلة الصحيفة سمدار بيري، خبيرة الشؤون العربية في الصحفية، خلال اللقاءات العديدة التي جمعتهما.

وقالت بيري إنها التقت خاشقجي نحو 6 أو 7 مرات، وأنها حين كانت تلقاه في الخليج كان دائما يظهر بجلبابه الأبيض، وفي أوروبا كان يرتدي “جاكيت” أزرق وبناطلا رماديا، وكان دائما يتوجه إليها ليحادثها.

وأضافت الصحفية أنها التقت خاشقجي حين كان رئيس تحرير صحيفة “الوطن” السعودية وبعدها مستشار خاص لتركي الفيصل، وبعد توليه منصب كبير في صحيفة “الحياة” السعودية واستقالته بعد وقت قصير بأمر من الديوان الملكي. وقالت بيري إن اللقاء الأخير مع خاشقجي كان قبل سنة، بعد تولي محمد بن سلمان منصب ولي العهد، ومغادرة خاشقجي البلاد وعائلته، فراح يتنقل بين أمريكا وتركيا.

وفي اللقاء الأخير سألت بيري خاشقجي إذا كان غيّر رأيه بالإسرائيليين بعد اللقاءات بينهما، فقال لها إنه صار يفهم أكثر الخارطة السياسية في إسرائيل، وأن هناك معسكر يمين بزعامة الليكود ومعسكر يسار ينادي إلى السلام.

وقالت بيري إنه وجه إليها سؤالا: “ماذا عن الشباب لديكم؟ ماذا يفكرون عن السياسة؟” فأجابت أن البعض يبلور نظرته السياسية أثناء الخدمة العسكرية، وقسم آخر يبتعد عن السياسة، والبعض يترك إسرائيل بحثا عن واقع آخر، فقال لها خاشقجي: “هذا يشابه ما يجري لدينا. الشباب السعودي كذلك يترك البلاد للبحث عن حياة جديدة دون ضغط وتوتر”.

وفي إحدى المرات سألته الصحافية إن كان الحديث لامرأة يضايقه فقال بصراحة: “نعم. كنت أفضل التحدث إلى رجل إسرائيلي، تضايقني الحقيقة أنني مضطر لأن أجادلك وأتشجار معك. لا أحب الشجار مع النساء، إنني أفضل معاملتهن بلطف. وأعرف مقامهن. أكاد لا أستوعب أنني أجلس مع صحافية، لكن أنظري! هذا ما يحدث الآن وكل شيء على ما يرام”.

وبالنسبة للسلام في المنطقة، تقول بيري إن خاشقجي كان واقعيا ومتشائما فقال لها ذات مرة: “أعتقد أن لا أحد في الشرق الأوسط يريد السلام أو يعمل من أجل دفع عملية سلام حقيقة لأن ذلك لا يتماشى مع مصالح أحد”. وأضافت أنه قال إن سلوك إيران وطموحاتها في المنطقة هو ما يشغل دول الخليج، ولحسن الحظ السعودية تملك أموالا أكثر من إيران وبإمكانها التصدي لها.

وقال الصحافي السعودي للصحافية الإسرائيلية عن رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إنه لا يحبه لكنه يتعامل معه بجدية. وأشاد بشخصية نتنياهو قائلا: “إنه ذكي جدا ومتعلم جدا ويجيد اللغة الإنجليزية”. وأضاف أن قادة إسرائيل يريدون نشر لقاءاتهم السرية مع مسؤولين من العالم العربي، على عكس الزعماء العرب الذين يفضلون إخفاء هذه اللقاءات. وأشار إلى أن إسرائيل تعرف كيف تُخرج هذه اللقاءات السرية إلى العلن. “إن لم تفعل ذلك عبر الصحافة الإسرائيلية، بإمكانها فعل ذلك عبر الصحافة العربية. كنا ننفجر غضبا من إسرائيل حين كانت تنشر أخبارا سريّة في صحف الخليج” قال خاشقجي.

الصحفي السعودي جمال خاشقجي (AFP)

وقالت الصحفية إن المحادثات مع خاشقجي كانت دائما تتعلق بعلاقات إسرائيل بالعالم العربي، فكان الصحفي السعودي يقول لها إن العالم العربي يعرف أن إسرائيل موجودة على الخارطة لكنه لا يحبها. “انظري إلى مبارك والسيسي، يقيمون العلاقات معكم ويستفيدون منها، لكن الشارع لا يطيقكم” قال.

وفي لقاء آخر سألته بيري عن رأيه بالإسرائيليين فقال: “لديكم ثقة عالية جدا بأنفسكم. تعتقدون أنكم تعرفون كل شيء. تقريبا كل شيء. لديكم دولة صغيرة وتحاولون باستمرار مصادقة الدول المجاورة، لكن هذه ليست الحقيقة. هذا مجرد ادعاء لكي تبرروا تصرفاتكم. أعرف أنكم تقيمون علاقات مع دول في الخليج، والمغرب، وتونس، وطبعا مصر والأردن. الموساد الإسرائيلي يصل إلى كل مكان يريده”.

وعن السؤال إن كان يريد زيارة إسرائيل قال: “كثيرون يريدون زيارة إسرائيل من باب الفضول. لكن ذلك غير ممكن. أقدر أن أسمح لنفسي أن أزور الفلسطينيين في الضفة وغزة، لا أريد زيارة إسرائيل، لأن ذلك لن يكون بالسر. وإذا حدث وكشف هذا السر ماذا سأستفيد؟ لن أستطيع بأي شكل شرح سبب وصولي إليكم”.

اقرأوا المزيد: 574 كلمة
عرض أقل
لامير محمد بن سلمان في طائرة سلاح الجو السعودي (صورة من تويتر)
لامير محمد بن سلمان في طائرة سلاح الجو السعودي (صورة من تويتر)

تلميح سعودي: المملكة ستحاول جديا الحصول على قنبلة نووية

قال رئيس قناة سعودية إخبارية، ومقرب من الأسرة المالكة، إن السعودية مستعدة لتحمل ضغوط دولية قد تمارس ضدها في حال قررت أن تسلك مسار التسلح النووي

22 يوليو 2015 | 09:57

يبدو أن الموقف السعودي من الاتفاق النووي المُبرم، قبل وقت قصير، بين إيران والدول العظمى ليس نهائيا، وهو في حالة تطور، فبعد أن أشاد السعوديون بالاتفاق، ومن ثم عبّروا عن معارضتهم، تُسمع الآن أصوات مقربة من الأسرة المالكة تتكلم بحزم أكبر عن إمكانية دخول السعودية إلى لعبة التسلح النووي.

ونقلت “رويترز” أقوالا لجمال خاشقجي، وهو رئيس قناة سعودية إخبارية مملوكة لأحد الأمراء، تدعم الإمكانية الأخيرة. وقال المقرب من الأسرة المالكة “اعتقد أن السعودية ستحاول جديا الحصول على قنبلة اذا حصلت عليها ايران. الوضع مثل حال الهند وباكستان تماما. قال الباكستانيون على مدى سنوات إنهم لا يريدون امتلاك قنبلة ولكن حين حصلت عليها الهند حصلوا عليها”.

وحتى الآن اقتصر موقف المملكة على إشادة علنية فاترة بالاتفاق، وفي نفس الوقت ندد إعلاميون موالون للأسرة الحاكمة بالاتفاق، معبرين عن معارضة المملكة للاتفاق. لكن الآن يبدأ طور الحديث عن إمكانية فعلية لأن تحذو السعودية حذو دول قررت أن تسعى للحصول على قدرة نووية.

وفي حال تجسدت هذه الإمكانية، لن تستطيع المملكة إخفاء مخطط بهذا الحجم، ومن المتوقع أن تواجه ضغوطا دولية مثلما حصل مع دول أخرى قررت الشروع في تطوير الطاقة النووية والوصول إلى قدرة عسكرية نووية.

وحول هذا، قال خاشقجي “أنا واثق أن السعودية مستعدة لتحمل الضغط. إنها مسألة مبدأ. اذا كان الإيرانيون والإسرائيليون لديهم فيجب أن يكون لدينا ايضا”. وعبّر المتحدث السعودي عن اعتقاده بأن صادرات الرياض النفطية ستحصنها من الضغوط.

اقرأوا المزيد: 215 كلمة
عرض أقل
الوليد بن طلال (HASSAN AMMAR / AFP)
الوليد بن طلال (HASSAN AMMAR / AFP)

القناة الإخبارية الجديدة للوليد بن طلال: بين الجزيرة والعربية

سلاح إعلامي جديد يُضاف إلى ذخيرة الأمير الملياردير، والذي يُسوّق قناة "العرب"، ويعلن التحدي على الفضائيات القائمة اليوم. السؤال الأكبر هو كيف سيبدو الاتجاه المنهجي للقناة الجديدة

يُعَرف الملياردير الوليد بن طلال، ابن أخ الملك الجديد سلمان، بأنه لا يخشى أحدا، قوي كما ينبغي. لقد قادته شجاعته هذه إلى تسويق القناة الفضائية “العرب” التي ستُنافس القنوات الفضائية العالمية التي تعمل اليوم. وبدأ البث الحي للقناة الساعة 13:00 بتوقيت غرينتش من مقرها في البحرين.

ستشغل القناة 280 موظفا، من بينهم مراسلون من 30 دولة في أرجاء العالم.

الشق الأيديولوجي بين نهج الجزيرة التنظيمي وبين خط العربية هو الشق الضيق الذي ستُحاول قناة “العرب” أن تعمل فيه

تُعُد خطوة الوليد بن طلال خطوة شجاعة للغاية إذا ما نظرنا إلى الواقع أن الجزيرة والعربية تسيطران سيطرة مطلقة على هذا المجال، ولا تتيح له مجالا لمنافستهما. الشق الأيديولوجي بين نهج الجزيرة التنظيمي وبين خط العربية هو الشق الضيق الذي ستُحاول قناة “العرب” أن تعمل فيه.

لكننا نتحدث عن مهمة صعبة للغاية، وخاصة أمام “العربية”. لأنه سيكون صعبا من ناحية أيديولوجية على القناة الجديدة أن تجد موقفا أصيلا خاصا بها. من الواضح أن “العرب” لن تتضامن مع أيديولوجيّة الجزيرة ولن تدعم معسكر المتطرفين، ومن ناحية أخرى سيكون من العسير عليها طرح بديل لقناة العربية التي تسيطر عليها أيضا مجموعة إم بي سي السعودية.

في المواجهة المستمرة في السنوات الأخيرة بين معسكر الإخوان المسلمين وبين المعسكر الحربي برئاسة عبد الفتّاح السيسي، وقفت الجزيرة والعربية بعضهما أمام بعض. من الصعب أن نصدّق بأن تنجح قناة الأمير وليد في اتخاذ خط مستقل ومنفصل عن خط العربية، التي تبنت موقف الحكم السعودي.

حاليا، يصرح القائمون على القناة الجديدة كما هو متوقع أنهم لن يدعموا أي خط تنظيمي سياسي، وسيحافظون على الحيادية. وهذا ما قاله المدير العام للقناة جمال خاشقجي: “لن نقوم بالاصطفاف إلى جانب أي طرف‎”.

من الصعب الاعتقاد بأن القناة التي يملكها رجل أعمال ستبث أخبارا لا تتماشى مع مصالحه الاقتصادية

سيقف هذا التصريح أمام اختبار الوقت، إذ أن الجزيرة قد افتخرت عبر السنوات بالشعار المألوف “الرأي والرأي الآخر” وكذلك تفاخرت العربية بالتقديم المحايد، لكن لم تنجح أي منهما في الحفاظ على الموضوعية المطلقة لمدة طويلة. من الصعب الاعتقاد بأن القناة التي يملكها رجل أعمال ستبث أخبارا لا تتماشى مع مصالحه الاقتصادية، وما عدا ذلك من الصعب أن نتوقع من القناة أن توجه نقدا حقيقيا إلى الأسرة السعودية المالكة.

ويجب أن نسأل إن كان هناك مكان لوسائل الإعلام المحايدة والموضوعية في العالم العربي اليوم. لا تحظى القنوات التي تحاول الحفاظ على خط غير متضامن ومهني مثل بي بي سي العربية بذلك النجاح في أوساط الجماهير، مقابل الجزيرة.

حسب التقديرات، ستدفع القناة قدما بالحوار التحرري في العالم العربي، وخاصة فيما يتعلق بحقوق النساء. لكن هدفه الأسمى سيكون دفع أمر واحد قدمًا فقط- أعمال الأمير وليد بن طلال التي تجوب العالم.

يجدر بالذكر أن الأمير وليد يسيطر على قسط كبير من أسهم قناة الأخبار الأمريكية فوكس نيوز، والتي تتمسك بمواقف تتضامن مع الجناح الجمهوري المحافظ في السياسة الأمريكية. مع ذلك، فهو ليس عضوا في المجلس الذي يدير القناة، وغير فعال في التدخل بالمحتويات التي تبثها.

اقرأوا المزيد: 447 كلمة
عرض أقل