لقطة شاشة من محاضرة زاك إبراهيم (TEDׂ)
لقطة شاشة من محاضرة زاك إبراهيم (TEDׂ)

ليس “ابن أبيه”

تثبت قصة زاك ابراهيم، ابن الإرهابي المدان في الولايات المتحدة، السيد نصير إبراهيم، أن الإرهاب ليس قدرا وإنما اختيار. وفي محاضرته الشهيرة على "تيد" يروي كيف اختار طريقا آخر، بالرغم من أنه نشأ في جو من التطرف والتعصب

11 يوليو 2015 | 10:26

ما زالت محاضرة زاك ابراهيم على قناة “تيد” التي تعني بنشر “أفكار تستحق النشر”، تستقطب ملايين المشاهدين حول العالم. وهي ذات أهمية خاصة في أيامنا، حيث تفلح الحركات الإرهابية مثل: “داعش”، وغيرها، في تجنيد الشباب إلى صفوفها بهدف القتل وباسم التعصب والكراهية. زاك إبراهيم هو ابن السيد نصير إبراهيم، الأميركي – المصري الذي يقبع في السجن الأمريكي لضلوعه في التخطيط لتفجير برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك، عام 1993، وهو اليوم يحاضر من أجل نشر رسالته السلمية التي تهدف إلى إنقاذ كل من يتعرض إلى التطرف والإرهاب.

ويقول ابراهيم في المحاضرة إن والده كشفه منذ الصغر إلى الإسلام المتطرف، وأراد له أن يحذو حذوه، ويروي كيف أخذه والده إلى ميدان رماية للتمرين ساردا ” حين جاء دوري لإطلاق النار، ساعدني أبي على حمل البندقية على كتفي وشرح لي كيف علي أن استهدف الهدف على بعد 30 ياردة. في ذلك اليوم، أصابت آخر رصاصة أطلقتها الضوء البرتقالي الصغير الذي كان يوجد فوق الهدف وما كان مفاجئا بالنسبة للجميع، خاصة بالنسبة لي، أن الهدف بأكمله قد انفجر مشتعلا. التفت عمي إلى باقي الرجال، فقال بالعربية ،”ابن أبيه””.

ومن ثم يواصل إبراهيم الحديث عن التغيير الذي طرأ على شخصيته وحياته، مشيرا إلى مشاركته في المجلس الوطني للشباب في فيلاديلفيا، وقائلا: “في أحد الأيام، في نهاية المجلس، اكتشفت أن أحد الأطفال الذين صادقتهم كان يهوديا. الآن، لقد تطلب الأمر مني عدة أيام لكي تظهر هذه التفاصيل على السطح، وأدركت أنه ليس هناك أي عداء طبيعي بيننا نحن الاثنين. لم يكن لي صديق يهودي من قبل، وبصراحة أحسست بالفخر أنني استطعت تجاوز عقبة كنت قد حُمِلتُ طوال حياتي على تصديق أنه من المستحيل تجاوزها”.

ويختم إبراهيم رسالته التي تتسم بالتسامح والسلمية راويا للجمهور الذي وقف على رجليه في نهاية المحاضرة وصفق للشاب لمدة طويلة: “اخترت أن أستعمل تجربتي لأحارب ضد الإرهاب، ضد التعصب. أقوم بهذا من أجل ضحايا الإرهاب وأحبائهم، والألم والخسارة الأليمة التي أجبرهم الإرهاب على عيشها. لضحايا الإرهاب، سأتحدث بصوت عال ضد هذه الأعمال الخرقاء وأدين ما قام به والدي. وببساطة، أقف هنا كدليل أن العنف ليس متأصلا في دين أو عرق المرء، وأنه ليس على الابن أن يتبع خطى والده. أنا لست أبي”.

يذكر أن إبراهيم كتب كتابا عن قصة حياته بعنوان “ابن الإرهابي: قصة اختيار”، موثقا حقبة الحياة التي عاشها مع أبيه ومن ثم التحوّل الكبير الذي طرأ على حياته بعد أن دخل والده السجن، حيث غيّر اسمه من زكي السيد نصير إبراهيم إلى “زاك إبراهيم”، لكي يقطع صلته بأبيه، ولكي يعيش في هوية الجديدة التي تنادي إلى التسامح والسلام بعيدا عن الإرهاب والتطرف.

كتاب "ابن الإرهابي" لزاك إبراهيم (صورة من النت)
كتاب “ابن الإرهابي” لزاك إبراهيم (صورة من النت)
اقرأوا المزيد: 399 كلمة
عرض أقل

المحاضرات الخمس الأفضل في “تيد”

منذ 30 عامًا، مؤتمر "تيد" يجعل العالم مكانًا أكثر أهمية بواسطة نشر أفكار مبتكرة وعصرية تؤدي إلى تغيير طريقة نظرتنا إلى العالم. جمعنا لكم أفضل خمسة أفكار من بينها

03 يونيو 2014 | 10:32

بدأت الإمبراطورية التي اسمها “تيد” من مبدأ بسيط جدّا: نشر “أفكار جديرة بالنشر”. عام 1984 جنّد المهندس والمصمّم الأمريكي ريتشارد سول وورمان نحو 250 شخصًا عملوا على أفكار أصلية ومبتكرة جدًا في تلك الفترة، وجمعهم كلّهم في مؤتمر واحد عرضوا فيه الأفكار التي تهدف إلى تغيير العالم. تطرقت الأفكار التي اختيرتْ للمؤتمر الأول بالتكنولوجيا، (Technology) الترفيه (Entertainment) والتصميم (Design)، أو باختصار: TED.

ومن بين الأمور التي تمّ عرضها في مؤتمر  “تيد”، كان بالإمكان العثور على حاسوب “ماك” الأول لشركة “أبل”، و”القرص المضغوط” الأول لشركة “سوني”. ومنذ ذلك الحين، أصبح “تيد” مؤتمرًا سنويّا يظهر فيه أفضل المخترعين.

المبدأ الرئيسي للذين يعرضون في المؤتمر هو إلقاء محاضرات لا تتجاوز 18 دقيقة. هكذا تكون المحاضرة مفصّلة بما فيه الكفاية، ولكن ليست طويلة جدّا. جعل التطوّر الهائل في مجال التكنولوجيا المتفوّقة وتكنولوجيا الإنترنت موقع الإنترنت الخاص بـ “تيد” الشيء الأهم لديه. يمكننا القول إنّ “تيد” تحوّل من مؤتمر سنوي لديه موقع على الإنترنت، إلى موقع إنترنت لديه مؤتمر سنوي. أصبح المؤتمر بحدّ ذاته حصريّا جدّا، وقد تصل قيمة المشاركة به إلى 7,000 دولار.

أصبح نشر المحاضرات في موقع الإنترنت هدفًا رئيسيًّا لدى “تيد”، ويفخر الموقع اليوم بمعطيات مذهلة تصل إلى ما لا يقلّ عن مليون زيارة يومية. يساعد في ذلك حقيقة أنّ محاضرات تيد مترجمة إلى أكثر من 100 لغة. اخترنا لكم المحاضرات الخمس الأكثر إثارة للاهتمام؛ رغم أنّه كان من السهل اختيار مئات أخرى من بين نحو 2,000 محاضرة موجودة في الموقع اليوم.

سكتتي الدماغية التي فتحت بصيرتي

حظيت العالمة جيل بولتي تايلور بفرصة بحثية لم يكن يأمل بها إلا القليل من باحثي الدماغ؛ ولقد مرّت بسكتة دماغية حادّة بنفسها، وشاهدت كيف أنّ وظائف دماغها؛ مثل الحركة، الكلام، الوعي الذاتي؛ تتعطل الواحدة تلوَ الأخرى. “خلال أربع ساعات، شاهدت دماغي يفقد تمامًا قدرته على معالجة أيّ نوع من المعلومات. في صباح النزيف لم أستطع المشي، الحديث، القراءة، الكتابة أو تذكّر شيء يتعلّق بحياتي. تحوّلت إلى طفلة بجسد امرأة”، هكذا حكتْ في المحاضرة المذهلة التي حظيت بـ 15 مليون مشاهدة في أنحاء العالم.

عشرة أشياء لا تعلموها عن الرعشة الجنسية

تكشف لنا ماري روش العالم الذي لا نتحدّث عنه عادةً؛ النشوة الجنسية. من بين أمور أخرى، تتحدث روش عن حادثة مميّزة لامرأة مرّت بتجربة النشوة الجنسية في كلّ مرة قامت بتنظيف أسنانها، واستطاعت امرأة أخرى الوصول إلى الإشباع الجنسي من قوة التفكير فقط، وعن العلاقة الجنسية كعلاج لهجوم الحازوقة. شاهد أكثر من 12 مليون شخص هذه المحاضرة الرائعة وغير العادية.

لغة جسدك تشكل شخصيتك

“افحصوا جسدكم، ما تقومون به”، هذا ما تطلبه إيمي كودي في محاضرتها التي حظيت بنحو 18 مليون مشاهدة، وتشرح عن العلاقة غير القابلة للانفكاك بين جسدنا وبين الرسائل التي نبثّها في بيئتنا. يتّضح أنّه ليس فقط الأفكار هي التي تؤثّر على الجسد؛ بل الجسد أيضًا يؤثّر على الأفكار.

كيف يُلهم القادة الكبار الناس للتحرك

يجيب سيمون سينك هنا على سؤال صعب جدّا، سؤال يحاول ملايين الأشخاص على مدى التاريخ أن يجيبوا عليه دون أن يفلحوا: كيف يلهم القادة الجماهير؟ كانت إجابة سينك مفاجئة جدّا. يقول سينك: “اكتشفت أنّ هناك شيئًا ما قد غيّر نظرتي لكيفية عمل العالم”. استطاع سينك بهذه الطريقة أن يشرح، من بين أمور أخرى، كيف انتصرت “أبل” على جميع منافسيها. شاهد أكثر من 17 مليون شخص هذا الشرح المذهل، وتلقّوا إلهامًا لأنفسهم.

كيف تقتل المدارس الإبداع

من منّا لم يكره المدرسة حين كان طفلا، وشعر أنّ المعلّمين وانضباطهم القاسي يمنعنا من أن نصبح الأشخاص الذين كنّا نريد أن نكون في الحقيقة. في هذه المحاضرة من عام 2006، يشرح كن روبينسون لنا بأنّنا في الواقع كنّا على حقّ طوال الوقت. يشرح ذلك: “هناك موهبة لجميع الأطفال، ولكنّنا نضيّعها بقسوة”. حسب كلامه، فإنّ الإبداع أكثر أهمية من القراءة والكتابة، والمدارس تدمّره. ليس اعتباطًا أن تتحوّل هذه المحاضرة إلى أكثر المحاضرات مشاهدة في تاريخ تيد، مع أكثر من 26 مليون مشاهدة!

 هل أحببتم المحاضرات؟ تودّون مشاهدة المزيد؟ فيما يلي بعض المحاضرات الأخرى المميّزة التي يمكن لـ “تيد” أن تعرضها عليكم:

عجائب  تحت الماء

القدرات المذهلة لتكنولوجيا الحاسة السادسة

تعرف على تفاعل جهاز “الحاسة السادسة‎”‎‏

العلم المدهش للسعادة

قوة الإنطوائيين

سحر الدماغ

ومحاضرات أخرى كثيرة في الموقع http://www.ted.com

اقرأوا المزيد: 625 كلمة
عرض أقل