الرقيب تومر حزان (20 عامًا) من بات يام، قُتل شمال قرية سنيريا، وخُبّئت جثته في بئر ماء. هذا ما سُمح بنشره يوم أمس (السبت). واقتحمت قوات الشاباك والوحدة الخاصة بيت الإرهابي نضال عامر (42 عامًا) من بيت أمين، واكتشفت أنه قتل الجندي “للمساومة” على جثته لإطلاق سراح أخيه، ناشط في التنظيم (فصيل مسلّح تابع لحركة فتح) حُكم عليه بثلاثين سنة سجن في السجون الإسرائيلية لتورطه في تفجيرات، وبدأ قضاء عقوبته عام 2003.
وبفعل الجهود الاستثنائية للأجهزة الأمنية، جرى تحديد موقع جثة حزان في بئر ماء مجاورة لقرية بيت أمين. وجرى بذل هذه الجهود بهدف منع تكرار الحادثة المخيفة لاختفاء جندي بين سكّان فلسطينيين مُعادين. حدث هذا الأمر في الماضي، وانتهى قبل عامَين تمامًا مع إعادة جلعاد شاليط إلى إسرائيل.
ويتبيّن من تفاصيل الحادث أنّ تقريرًا وصل إلى الأمن العام (الشاباك) يوم الجمعة، قرابة العاشرة ليلًا، يفيد باختفاء جندي من بيته في بات يام منذ ساعات الصباح. إثر التقرير، أنشئ مقر قيادة استخباري مشترك لجيش الدفاع الإسرائيلي والشاباك. بالمقابل، بلغ الشاباكَ أنّ سائق سيّارة أجرة نقل في اليوم الماضي حزان برفقة عامر، الذي يقطن قرية بيت أمين شمال الضفة الغربية والذي كان يعمل في إسرائيل بشكل غير قانوني، إلى مستوطنة شعري تكفا القريبة من القرية.
في أعقاب التقرير، اقتحمت قوات خاصة ليلًا بيت العائلة في القرية، واعتقلت نضالًا وأخاه إلى جانب فلسطينيين آخرين. في التحقيق، أقر نِضال أنه أقنع حزان، الذي عمل معه في مطعم في بات يام، أن يذهب معه إلى بيته في القرية. حين وصلا إلى أطراف القرية، نقل نِضال الجندي إلى أرض مفتوحة شمال قرية سنيريا، حيث قتله وأخفى جثته في بئر ماء.
عملت طواقم كبيرة على تحديد موقع جثة الجندي – الذي يشغل منصبًا إداريًّا في قاعدة سلاح الجو في مركز البلاد – بينهم أفراد وحدة الإنقاذ في سلاح الجو ومدرّبو كلاب من وحدة “عوكيتس”. في ساعات الصباح، أرشد الإرهابيُّ القوى الأمنية إلى الجثة، وأوضح أنه قام بما قام به من أجل المتاجرة بها وإطلاق سراح أخيه من السجن الإسرائيلي. حتى الآن، ليس واضحًا كيف أقنع المعتقَل حزان بالوصول إلى منطقة القرية، وكيف قاده إلى موقع الجريمة. نُقل عن الشاباك أنّ التحقيق في أوجه، وأنه تُتوقّع اعتقالات إضافيّة.
وتحدّثت مصادر فلسطينية للإعلام أنّ حظر تجوّل فُرض على القرية. ووفقًا للمعلومات التي نُقلت إلى أجهزة الأمن الفلسطينية، أجرى الجيش الإسرائيلي مسحًا للمنطقة، وحاول إيجاد سلاح.
وقدّر ضابط بارز في الجيش الإسرائيلي تطرّق إلى الحادثة أنّ الأمر كان مبادرة محلية، لا عملًا إرهابيًّا مُنظَّمًا وذا بنية تحتيّة.
وأرسل رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، أمس برقية تعزية إلى أسرة حزان. وشدّد نتنياهو في برقيّته على أنّ القتل هو “حدث دنيء”، وأنه يثبت أنّ الحرب على الإرهاب لا تتوقّف. وحسب تعبيره، ستستمرّ الحرب على الإرهاب بكلّ الوسائل المتاحة للدولة.
وقال وزير الأمن، موشيه يعلون، صباح اليوم (الأحد) أنه يشاطر أسرة حزان أساها لمقتل ابنها. “الحرب على الإرهاب لها ضحايا أيضًا، لكنّنا سنواصل صراعنا العنيد ضدّ الإرهاب، مرسليه ومنفّذيه”، قال الوزير.