تنظيم الدولة

إسرائيليون يستجمون في سيناء خلال عيد العرائش – سوكوت- 2016 (Johanna Geron/FLASH90)
إسرائيليون يستجمون في سيناء خلال عيد العرائش – سوكوت- 2016 (Johanna Geron/FLASH90)

سيناء.. عودة الفردوس

عادت سواحل شبه جزيرة سيناء إلى جذب السياح من إسرائيل بعد سنوات من تحولها إلى منطقة "سيئة السمعة" من الناحية الأمنية، حافلة بالمخاطر والمسلحين

01 أبريل 2017 | 09:50

شكّل شبه جزيرة سيناء، لا سيّما ساحل البحر الأحمر الجنوبي الشرقي، طوال سنوات عديدة مركز جذب للسيّاح. فمنذُ توقيع معاهدة السلام بين إسرائيل ومصر، وعودة شبه الجزيرة إلى السيادة المصريّة، قام المصريون بتطوير المنطقة كموقع سياحيّ مُعدّ لجمهور أوروبي وإسرائيلي، وبُنيت بها قرى استجمام عديدة وفنادق فاخرة تابعة لشبكات فنادق دولية.

دهب, سيناء (Amr.moustafa.shalaby)
دهب, سيناء (Amr.moustafa.shalaby)

والأسباب التي تجذب الإسرائيليين إلى سيناء عديدة: أسعار المبيت المنخفضة، والقُرب من إسرائيل، والأمن النسبي، والخدمات باللغة العبرية. حتى قبل سنوات معدودة، في كل إجازة امتدّ طابور كبير من الإسرائيليين الذين أرادوا عبور الحدود إلى سيناء. وقد كانت بانتظارهم هناك سواحل طبيعية وواسعة، رمل وماء نقيّ، وطاقات مكّنتهم من الهدوء والشعور بشكل أفضل.

إضافة إلى الطبيعة الساحرة، إسرائيليون كثيرون اكتشفوا فيها أفضلية كبيرة لتوفّر الحشيش والماريجوانا، غير الشرعيّين وغير المتوفّرَين كثيرًا في إسرائيل، فيما كانت وافرة، رخيصة، وبجودة عالية في سيناء، دون احتمال كبير للقبض عليهم. أدّى هذا إلى أن يُنظَر إلى كثير من المسافرين إلى سيناء على أنهم “مُخدَّرون” أو “مهملون”، لكنّ هذا لم يمنع عائلات مع أولاد أو سيّاحًا أكبر سنًّا ومستقرين من السفر إلى هناك.

ومن مناطق الاستجمام المفضّلة للإسرائيليين رأس الشيطان، دهب، بير سوار، نويبع، المحاش، طابا، وغيرها. في هذه الشواطئ ثمة فنادق فاخرة إلى جانب “خُشَش”، أكواخ من قشّ مفروشة، أحيانًا غير موصولة بالكهرباء. يمكن لكلّ شخص أن يختار الظروف التي تناسبه، وفقًا لموازنته وطبيعة الإجازة التي يحبّ.

طابا، سيناء (Photo: Amr.moustafa.shalaby)
طابا، سيناء (Photo: Amr.moustafa.shalaby)

كذلك، على طول الكيلومترات الستمئة لشواطئ البحر الأحمر في شبه الجزيرة يقع بعض أجمل مواقع الغطس في العالم، التي تشكّل قبلة يحجّ إليها الغطّاسون من كافّة أرجاء المعمورة. الحيود البحرية، الممتدة على طول شبه الجزيرة، هي في وضع مُمتاز بالنسبة للحيود الموجودة شمال الحدود مع إسرائيل على طول شواطئ إيلات، سواء بسبب قلّة الغطّاسين نسبيًّا، أو بسبب التطوير السياحي القليل نسبةً إلى كمية الشواطئ.

تروي إسرائيلية كانت معتادة على الذهاب إلى سيناء للاستجمام بشكل دائم: “بدأت رواية عشقي لسيناء قبل 13 سنة. كنتُ في الثامنة عشرة حين انبهرت عيناي أول مرة بالشواطئ الذهبية، البحر الفيروزي، و”الخُشَش” الملوّنة. رحّب البدو بنا ترحيبًا حارًّا، كان الطعام ممتازًا، تسلّل الهدوء الساحر سريعًا إلى داخلي، ونسيتُ هموم العالم بأسرة لحظةَ جلستُ على الأرجوحة الشبكية القريبة. وجدتُ إجازة الأحلام، في الظروف المثالية: أقرب ما يمكن إلى الطبيعة والبحر، أقلّ نفقات مالية، والمقابل – أكبر قدر ممكن من السعادة”.

موقع الغطس "Blue Hole"، سيناء (photo: meir, wikipedia)
موقع الغطس “Blue Hole”، سيناء (photo: meir, wikipedia)


“كانت سيناء مكانًا عُذريًّا وآمنًا جدًّا. نبع الإحساس بالأمان عن البدو أيضًا، الذين عبّروا عن مشاعر دافئة تجاه الإسرائيليين حسب أصول الضيافة لديهم، وكذلك لأنّ الوضع بين إسرائيل ومصر كان جيّدًا نسبيًّا. لم تكن هناك تحذيرات، لم تُحّذر وزارة الخارجية من السفر إلى هناك مرارًا، وكان الوضع السياسي لدى الجيران هادئًا. كان الصخب الوحيد الآتي من الجنوب نابعًا عن دويّ الأمواج”.

لكنّ كل ذلك بدأ بالتغيُّر عام 2004. في تشرين الأول، الذي يقضي الكثير من الإسرائيليين إجازة فيه بسبب الأعياد اليهودية، وقع عدد من التفجيرات ضمن ما يُدعى “هجمة الإرهاب على سيناء”. بدأ الهجوم بتفجير في فندق هيلتون طابا، ثم وقع في الليلة نفسِها تفجيران آخران هزّا شاطئ رأس الشيطان الهادئ. أودى التفجيران في مركزَي السياحة الشعبيَّين بحياة 34 شخصًا، بينهم 13 إسرائيليًّا، فيما أصيب 171 آخرون.

شاطي نوبيع، سيناء (photo: Cairocamels, vikipedia)
شاطي نوبيع، سيناء (photo: Cairocamels, vikipedia)

مباشرةً بعد التفجيرات، نشرت وزارة الخارجية الإسرائيلية تحذيرات من السفر، وطلبت من الإسرائيليين عدم السفر إلى سيناء. وأخبرت المواقع الإخبارية عن “آلاف الإسرائيليين الذين يعودون أدراجهم من سيناء”، كما امتنع سيّاح عديدون من الاقتراب إلى المنطقة. بعد شتاء هادئ نسبيًّا، ينخفض فيه النشاط وعدد السيّاح بشكل طبيعيّ، ورغم آمال القيّمين على المنشآت السياحيّة في المنطقة، لم يكن الصيف القادم “ما كان يومًا ما”.

قُبَيل بدء الصيف، بدأت التقارير في إسرائيل تعرض سواحل بديلة “للمُحبَطين من سيناء”، وبدأ المستجمّون يبحثون عن مكان آخر للاستجمام والهدوء. لكن رغم التجارب، استمرّ كثيرون في الادّعاء أن لا بديل لشواطئ سيناء. “إذا كانت الشواطئ قريبة ورخيصة، في البلاد مثلًا، فإمّا أنها غير جميلة كفاية، أو أنها مكتظّة بالسيّاح، مثل إيلات، ناهيك عن شواطئ اليونان وتركيا. إذا كانت جميلة ومنعزلة كفايةً، مثل تايلاند، فهي بعيدة جدًّا، والوصول إليها باهظ الثمن ومُضنٍ”، يروي أحد سكّان القدس الذي اعتاد على الاستجمام كلّ صيف في سيناء.


“للوصول إلى سيناء، كان كلّ ما علينا فعله أن نستقلّ الحافلة بسعر باخس، أن نجتاز الحدود، فنصل مباشرة إلى الفردوس – قريب، رخيص، والأهمّ جميل وهادئ جدًّا. هذا ناهيك عن محبي الغطس، الذين وجدوا عالمًا مذهلًا تحت المياه بعيدًا بضع ساعات فقط عن البيت”.

وهكذا، رغم المساعي المصرية للحفاظ على أمن السيّاح، قلّت جدًّا السياحة الإسرائيلية في سيناء. فأقفل عدد كبير من مواقع الاستجمام التي كانت تعتمد على السيّاح الإسرائيليين أبوابه، أو بدأ بالاتّكال على السياحة الأوروبية.

ورغم ذلك، ظلّ بعض الإسرائيليين أولياء لفردوسهم الخاصّ دونما خوف، محافظين على علاقات وديّة مع البدو هناك. في الفترة التي كانت التفجيرات الانتحارية تحدث في كل حدب وصوب في إسرائيل، كان الهروب إلى سيناء بالنسبة لبعض الإسرائيليين بمثابة “شاطئ الأمان”، بالمعنيَين، واستمرّت مجموعات صغيرة من السيّاح في السفر إلى هناك سنويًّا.

لكن عام 2011، حدث تغيير كبير مجدّدًا، هذه المرة بشكل متطرّف أكثر، بعد أن اجتازت مصر انقلابًا. تابع الكثير من الإسرائيليين بترقّب ما جرى في ميدان التحرير، استمعوا إلى الأخبار، وقرأوا التحليلات. لكن من عدم اليقين الكبير، كان ثمة استنتاج واضح جدًّا – السفر إلى سيناء أصبح أصعب من ذي قبل.

الخوف والشكّ، اللذان لم تنجح التفجيرات في زرعهما في عدد من الإسرائيليين، امتدّا مع وصول تقارير عن فوضى عارمة في مصر، عدم استقرار في السلطة، مناطق كاملة خارجة عن سلطة القانون، وعناصر إرهابيّة ملأت الفراغ الناتج. أضحت سيناء أرضًا مهجورة، منطقة حدودية يخاف حتى القانون من أن يدخلَها.

برهن انعدام الهدوء الذي شهدته الحدود، والتفجيرات التي خرجت من منطقة سيناء وأنفاق التهريب التي استمرّ يُكشَف النقاب عنها أنّ المخاوف مبرَّرة. اكتمل في سيناء المسار الذي بدأ عام 2004، إذ تحوّلت إلى مكان غير آمن بشكل جليّ بالنسبة للإسرائيليين.

استهداف زورق للجيش المصري قبالة سواح سيناء (Abed Rahim Khatib / Flash90)
استهداف زورق للجيش المصري قبالة سواح سيناء (Abed Rahim Khatib / Flash90)

وازدادت الأوضاع الأمنية سوءا بعد دخول تنظيم الدولة الإسلامية إلى شبه الجزيرة عبر حركات جهادية هناك بايعته، ووقوع مواجهات دامية بين عناصر مسلحة تنتمي إلى تنظيم الدولة وقوات الأمن المصرية. وكان الهجوم الأقسى في الأول من يوليو/ تموز 2015، إذ شن تنظيم “أنصار بيت المقدس” هجمات متزامنة في شمال شبه الجزيرة، أودت بالعشرات من قوات الجيش المصري.

ورغم تحول سيناء في العشر سنوات الأخيرة وأكثر إلى منطقة سيئة السمعة من الناحية الأمنية، وتصدرها قائمة المناطق الخطرة التي تحذر الدول مواطنيها من السفر إليها، إلا أن السياحة فيها لم تمت يوما. فقد واصل إسرائيليون كثيرون السفر إليها، متجاهلين التحذيرات المتعلقة بها من مكتب مكافحة الإرهاب. وحتى أن المعطيات الرسمية للعام المنصرم تدل على أن مئات الآلاف من الإسرائيليين قضوا عطلة فيها.

ويمكن القول، بحذر شديد، إن الأوضاع الأمنية في شبه الجزيرة، لا سيما في المناطق السياحية، شهدت تحسنا كبيرا. ويعود ذلك إلى الحملة الأمنية غير المسبوقة التي شنها الجيش المصري ضد الحركات الإرهابية هناك ومواجهة المسحلين بقوة وردم الأنفاق بين شبه الجزيرة وغزة، وإلى رغبة السكان البدو في إعادة السياحة إلى شواطئ سيناء والتي تعد مصدر رزق لكثيرين.

فهل تعود سيناء لتكون الفردوس الذي فقد في السنوات الماضية؟ نأمل أن يكون الجواب نعم.

اقرأوا المزيد: 1071 كلمة
عرض أقل
عناصر تنظيم الدولة الإسلامية، ولاية سيناء (النت)
عناصر تنظيم الدولة الإسلامية، ولاية سيناء (النت)

توتر شديد بين حماس وولاية سيناء

وصف قائد تنظيم داعش ولاية سيناء، ابو هاجر الهاشمي، قيادة حماس في قطاع غزة بالكفرة، وقام التنظيم بتعطيل مرور البضائع المهربة في الأنفاق إلى غزة، مسببا أزمة اقتصادية كبيرة في القطاع

27 ديسمبر 2016 | 17:29

وصلت العلاقات بين حركة حماس في قطاع غزة، وتنظيم الدولة الإسلامية في شبه جزيرة سيناء، إلى منعطف خطير، بعدما قام تنظيم الدولة الإسلامية، ولاية سيناء، بضرب عمل الأنفاق التي تهرب البضائع من سيناء إلى القطاع، مسببا أزمة اقتصادية ملموسة لدى حماس. وقام مؤخرا قائدة ولاية سيناء بتهديد قادة الحركة داعيا عناصر حماس إلى الهجرة إلى سيناء والانضمام إلى الحركة.

وتفاقمت الأزمة بين التنظيمين في أعقاب شن حملة اعتقالات واسعة من قبل أمن حركة حماس في القطاع، ضد عناصر جهادية – سفلية، موالية لحركة داعش أو تعبر عن تأييدها لقيم التنظيم. وقامت حماس وقف تقارير إخبارية عربية باعتقال 350 عنصرا.

وبالمقابل، قام تنظيم داعش، ولاية سيناء، بتعطيل عمل الأنفاق من سيناء إلى غزة، التي تنقل البضائع والوسائل القتالية لحركة حماس، وذلك عبر تهديد العاملين البدو من سكان سيناء بقتلهم، إذا واصلوا العمل لصالح حماس. وتسبّب هذا التعطيل في أزمة اقتصادية قوية في غزة، برزت بتذمر التجار في غزة على النقص في البضائع، وتأخر صرف المراتب لموظفي حماس في القطاع.

وانتقلت الأزمة بين التنظيمين من مستوى النشطاء وتبادل الاتهامات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إلى القيادة، حيث هاجم قائد ولاية سيناء، ابو هاجر الهاشمي – كاشفا عن هويته بصورة غير مسبوقة، كما أوردت مواقع أخبار عربية نسبت تصريحات الهاشمي لصحيفة “نبأ” التابعة لإعلام تنظيم داعش- قيادة حركة حماس، متهما إياها بالتكفير وداعيا نشطاءها إلى شن الحرب عليها.

وقال الهاشمي إن حركة حماس تلاحق نشطاء الحركات السلفية – الجهادية لأنهم يطلقون الصواريخ على الدولة اليهودية، ويهددون سلطة حماس الكافرة، وقال “ألا تعلمون أن من حكم بغير شريعة الله فهو كافر ولو صلى وصام وقاتل اليهود”. ودعا شباب غزة إلى الهجرة إلى ولاية سيناء.

وفي خطوة جديدة، نشر إعلام تنظيم الدولة صورا لنشطاء وقادة سابقين في حركة حماس، انضموا إلى التنظيم أو قتلوا في الحرب إلى جانبه، الأمر الذي سبب الإحراج للحركة التي تحاول تحسين علاقتها بمصر، وإظهار التزامها بالحرب ضد داعش وملاحقة نشطائه في القطاع.

تنظيم داعش ولاية سيناء يعلن مقتل عبدالله قطشة، العنصر في حماس سابقا (موقع ميمري الإسرائيلي)
تنظيم داعش ولاية سيناء يعلن مقتل عبدالله قطشة، العنصر في حماس سابقا (موقع ميمري الإسرائيلي)
اقرأوا المزيد: 296 كلمة
عرض أقل
قوات كردية توقف شخصا يشبته بأنه منتسب لتنظيم الدولة داعش (AFP)
قوات كردية توقف شخصا يشبته بأنه منتسب لتنظيم الدولة داعش (AFP)

داعش ضد الأكراد في كركوك: نقطة تحوّل

وفرت معركة الموصل دراما جانبية عندما سيطرت خلايا نائمة لداعش على أحياء في "جوهرة التاج" الكردي، كركوك. نجت البشمركة من الإخفاق بفضل مقاتلي حزب العمّال الكردستانيّ (PKK) - الذين هرعوا لمساعدتهم من تركيا

“انتهت الهجمة على مدينتنا وعادت الحياة إلى طبيعتها”، كما أنهى حاكم كركوك، الكردي نجم الدين كريم، البيان الموجز الذي قدّمه للصحفيين أول البارحة مساء. ولكن الأمر لم ينتهِ في الحقيقة، لا في مدينة كركوك ولا في سائر جبهات قتال القوات العراقية والكردية ضدّ داعش. فقد أصبحت كركوك رغما عنها الهدف الأول الذي نشطت فيه داعش كما توقّع الكثيرون: نقل جبهة القتال إلى الجبهة المدنية.

بدءًا من ساعات الصباح الباكرة، منذ يوم الجمعة الأخير، سيطرت عدة خلايا نائمة لداعش على مباني حكومية، مساكن ومساجد في كركوك وشنّت قتال شوارع ضدّ قوات البشمركة الكردية التي تحرس المدينة. سيطرت قوات داعش المتحصّنة في مساجد المدينة على مكبّرات الصوت وبثّت من المآذن نداءات لسكان المدينة للانضمام إليها ومبايعة التنظيم. في يوم الثلاثاء بعد الظهر، نُشرت أنباء حول سيطرة عناصر داعش أيضًا على بلدة الرطبة في محافظة الأنبار القريبة من الحدود العراقية الأردنية. ويبدو هذا الحدث، الذي ما زال في ذروته، كما لو كان المرحلة الثانية من تحويل جبهة القتال إلى الجبهة العراقية من خلال خلايا داعش النائمة.

إنّ المسّ بكركوك هو مسّ بـ “جوهرة التاج” بالنسبة للأكراد في العراق. تعتبر هذه المدينة، التي تسمى في أحيان كثيرة “قدس الأكراد”، بالنسبة للأكراد عاصمة الإقليم الكردي في العراق. في حزيران 2014، بعد يوم من سيطرة داعش على مدينة الموصل وعلى خلفية انسحاب الجيش العراقي من المنطقة كلها، سيطرت قوات البشمركة على كركوك قبل ساعات من وصول عناصر داعش إليها. منذ ذلك الحين، تخضع المدينة وآبار نفطها الغنية، للسيادة الكردية بحكم الأمر الواقع، ممّا أثار استياء السلطات في بغداد.

في البيان الموجز للصحفيين أول البارحة قال حاكم كركوك إنّ معظم الإرهابيين الذين تسلّلوا إلى المدينة في يومي الجمعة والسبت قد قُتلوا في المعارك ضدّ القوى الأمنية وإنّ معظم مناطق كركوك قد أصبحت تسيطر عليها القوى الأمنية مجددا. بحسب كلامه، فإنّ عناصر داعش قد فشلوا في جهودهم لصرف الانتباه عن فشلهم في جبهة القتال بالموصل، رغم أنهم يملكون خلايا نائمة أخرى في المدينة وسيفعّلونها في المستقبَل. وبعد وقت قصير من ذلك تجددت المعارك في المدينة، وكان عدد الجرحى كبيرا على الأقل كعدد الجرحى في اليوم الأول من القتال. قُتل نحو مائة كردي، معظمهم من عناصر البشمركة والشرطة، وداهم نحو 75 من بين 100 مسلّح من داعش المدينة وفقا للتقديرات.

كانت الأحداث في كركوك “إخفاق يوم الغفران” بالنسبة للبشمركة. كان ضرب المكان الذي أقسموا على حمايته أكثر من أي مكان خطيرا ليس فقط من حيث الخسائر البشرية، ولكن أيضا من الناحية الأخلاقية. في الأيام الأولى من المعارك انسحبت قوات البشمركة من عدة أحياء من المدينة (وهي تقارير تذكرنا بأحداث سنجار في آب 2014)، وقد عمل على إنقاذهم من الحصار في حينها مقاتلون ومقاتلات من حزب العمّال الكردستانيّ (PKK) من كردستان التركية، التنظيم الذي صرّح مسؤولو الإقليم الكردي مرارا وتكرارا أنّه الخطر الأكبر على الأمن القومي للأكراد في العراق.

إنّ استدعاء قوات حزب العمّال الكردستانيّ إلى كركوك يمثّل إهانة ذاتية كبرى للسلطات الكردية في العراق، ومن الواضح أنّها لم تتخذ خطوة كهذه لولا أنّ قوات البشمركة كانت في مأزق في كركوك. ينسى حاكم المدينة والرئيس مسعود برزاني، اللذان أثنا على بطولة (بطولة حقيقة) قوات البشمركة والشرطة في المدينة، الإشارة إلى المقاتلين الذين هرعوا لمساعدتهم من كردستان التركية. إنّ تجربة الماضي القريب تعلّمنا أنّ قادة البشمركة المسؤولين عن هذا الإخفاق لن يتعرّضوا للمحاكمة على فشلهم، ولكن من المحتمل أن يتم الحديث كثيرا في الإقليم الكردي وفي العراق عن الإخفاق الكردي في كركوك.

الأحداث في كركوك ذات أهمية أيضا من جهة داعش. فكلّما تقلّصت الأراضي التي يسيطر عليها التنظيم، وموارده الاقتصادية والبشرية، يبتعد عن فكرة “الدولة الإسلامية” عودة إلى صورته الأصلية – تنظيم إرهابي، رغم أنه فعّال ومنظّم، ولكنه يفتقد إلى القوة، الزخم و”السحر” التي حظي بها بفضل غزواته للأراضي وإقامة الخلافة الإسلامية.

نُشر هذا المقال للمرة الأولى في منتدى التفكير الإقليمي (موقع باحثين إسرائيليين)

اقرأوا المزيد: 585 كلمة
عرض أقل
قوات أمن تابعة لحركة حماس في قطاع غزة (AFP)
قوات أمن تابعة لحركة حماس في قطاع غزة (AFP)

حماس تعتقل العشرات من الجهاديين

قالت مصادر حمساوية إن حملة الاعتقالات استهدفت مجموعات خطيرة خططت لشن هجمات عنيفة ضد مواقع أمنية تابعة لحماس، ومجموعة متورطة في إطلاق النار على موقع عسكري في السابق

26 أكتوبر 2016 | 09:43

اعتقل جهاز أمن حماس الداخلي العشرات من الجهاديين في قطاع غزة، لا سيما أولئك الذين يظهرون ولاءهم لتنظيم الدولة، داعش. وقام بإصابة أشخاص منهم خلال عمليات اعتقالهم من منازل تم مداهمتها في مناطق عديدة في غزة.

وقالت مصادر حمساوية إن هناك مجموعات خطيرة خططت لهجمات عنيفة ضد مواقع أمنية لأجهزة الأمن في غزة، وضد مواقع عسكرية خاصة بالجناح المسلح كتائب القسام، اعتقلت وكانت تنسق فيما بينها لتوجيه ضربات في أوقات متزامنة من مناطق مختلفة.

وقالت إن مجموعة من المعتقلين تورطوا في إطلاق نار على موقع عسكري خاص بكتائب القسام في منطقة “نتساريم” في شهر أغسطس الماضي، ولم يحدث الهجوم أي إصابات.

وأشارت المصادر إلى أن خلال أسبوع واحد اعتقل جهاز أمن حماس الداخلي العشرات من الجهاديين، وأن العدد فاق ال 25 جهاديا، وأغلبهم من مدن رفح وغزة، وأن الاعتقالات تتصاعد ومستمرة حتى ساعات ليلة أمس.

وذكرت المصادر أن جهاز أمن حماس شدّد رقابته على المنطقة الحدودية في رفح مع سيناء، خشية هروب بعض المطلوبين إليها، ومنهم متورطون في التخطيط لتلك الهجمات، وقد وفروا أسلحة ومتفجرات لاستخدامها في الهجمات.

اقرأوا المزيد: 164 كلمة
عرض أقل
الأسبوع في 5  صور (AFP)
الأسبوع في 5 صور (AFP)

الأسبوع في 5 صور

من مواضيع هذا الأسبوع: توتر شديد في نابلس إثر اشتباكات بين مسحلين وقوات الأمن أسفرت عن قتلى، زلزال قوي يهز إيطاليا، وكيف تبدو عطلة اليهود المتدينين؟

26 أغسطس 2016 | 09:21

شهد هذا الأسبوع أحداثا كثيرة لا نملك المساحة الكافية لتغطيتها في زاويتنا، الأسبوع في 5 صور، وأبرزها التوغل التركي في الأراضي السورية. وقد ركزنا على مواضيع مهمة ثانية، حظيت على متابعة كبيرة على موقعنا. تابعوا القصص المثيرة للأسبوع الجاري:

توتر شديد في مدينة نابلس

شهدت مدينة نابلس سلسة حوادث أمنية خطيرة هذا الأسبوع، كادت أن تفجّر الأوضاع في المدينة، بدأت بمقتل شرطيي أمن مرورا بمقتل مسلحين مطلوبين، وانتهاءً بقصة ما زالت تثير الغضب في المدينة، وهي إعدام مطلوب للأمن باسم أحمد حلاوة، بعد ضربه من قبل جهاز الأمن الفلسطيني. وكل هذا على خلفية استعداد السلطة لإجراء انتخابات محلية في غضون شهر ونصف الشهر.. فهل سيكون لهذه الأحداث تأثيرا على قرار المضي بالانتخابات؟

عنصر من جهاز الأمن الفلسطيني يعرض الأسلحة التي تم ضبطتها خلال حملة السلطة في نابس(AFP)
عنصر من جهاز الأمن الفلسطيني يعرض الأسلحة التي تم ضبطتها خلال حملة السلطة في نابس(AFP)

زلزال قوي يهز إيطاليا

بالنسبة للإيطاليين كان الأسبوع الراهن واحدا من أسوء الأوقات على الإطلاق في العقد الأخير، إذ هزّ زلزال قوي، بقوة 6.2 على مقياس ريختر، وسط البلاد، وأسفر عن تدمير بلدات بالكامل، وموت المئات (وفق آخر متابعة كان العدد 247). وما زالت السلطات الإيطالية تبحث عن مفقودين. شاهدوا الصور المؤلمة

زلزال بقوة 6.2 يضرب وسط إيطاليا ويخلف دمارا هائلا (AFP)
زلزال بقوة 6.2 يضرب وسط إيطاليا ويخلف دمارا هائلا (AFP)

أشبال الخلافة

برزت هذا الأسبوع مرة ثانية ظاهرة تجنيد تنظيم الدولة الإسلامية للأطفال والشباب، وذلك عبر مقطع فيديو لاعتقال صبي انتحاري عمره 12 عاما قبل تفجير نفسه، وضلوع صبي عمره 13 عاما في تفجير غازي عنتاب في تركيا. كيف يستخدم التنظيم المجرم الأطفال؟ ومتى يبدأ في تدريبهم بهدف دفعهم إلى العمليات الانتحارية؟ تابعوا تقريرنا عن الظاهرة

أشبال الخلافة
أشبال الخلافة

عيد ميلاد الملكة نور الحسين

احتفلت الملكة نور الحسين هذا الأسبوع، بعيد ميلادها ال65، والذي صادف يوم 23 من الشهر الجاري. وخصّص الموقع مقالة عن الملكة التي ولدت في أمريكا واسمها الأصلي ليزا حلبي، قبل أن يقع ملك الأردن الراحل، الحسين بن طلال، بحبها، وتصبح شخصية معروفة في الشرق الأوسط. اقرأوا مزيدا من الحقائق عن الملكة

الملكة نور الحسين (AFP)
الملكة نور الحسين (AFP)

عطلة اليهود المتدينين، كيف تبدو؟

نشر موقعنا هذا الأسبوع تقريرا خاصا، ربما لن تجدوه على موقع آخر، عن عطلة اليهود المتدينين، متى تكون؟ وكيف تبدو؟ ونقلنا صورا للمستجمين منهم في البحر والبر. شاهدوا الصور

رجل يهودي متديّن في شاطئ البحر (Flash90)
رجل يهودي متديّن في شاطئ البحر (Flash90)
اقرأوا المزيد: 300 كلمة
عرض أقل
رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، غادي أيزنكوت، ورئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو (AFP)
رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، غادي أيزنكوت، ورئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو (AFP)

الدور الوهمي لإسرائيل في الحرب الأهلية في سوريا

يحاول أطراف الصراع في سوريا، كل واحد بدوره، الزج بإسرائيل في الحرب المندلعة هناك منذ عام 2011، إذ يخلق كل طرف دورا وهميا لإسرائيل يبرّر من خلاله موقفه، ويبرئ نفسه من المسؤولية

13 أغسطس 2016 | 09:24

نشر معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي، مقالا مشتركا لإعلامي سوري وباحث إسرائيلي، عرض فيه الأدوار الوهمية المنسوبة لإسرائيل في إطار الحرب الأهلية في سوريا، التي يتناقلها أطراف الصراع في البلد من النظام والمعارضة، في وصفهم للأحداث التي عصفت بالبلاد منذ عام 2011.

يذكر أن الموقف الإسرائيلي الرسمي إزاء الحرب في سوريا هو عدم التدخل، باستثناء تقديم مساعدات إنسانية أو شن هجمات جوية، حسب تقارير أجنبية، ضد أطراف معادية لإسرائيل تستغل الظروف لتضع يدها على معدات قتالية تهدد أمن إسرائيل، وذلك دون اعتراف رسميّ أو نفيّ من قبل إسرائيل لهذه الممارسات.

ويورد كاتبا المقال وهما الإعلامي والكاتب السوري، ثائر الناشف، والكاتب والباحث الإسرائيلي، دكتور أوفير وينتر، 3 أدوار وهمية ينسبها النظام السوري، والمعارضة السورية على أشكالها، وتنظيم الدولة الإسلامية، كل وفق مصالحه، لإسرائيل.

رواية النظام السوري

عكف النظام السوري منذ انطلاق المظاهرات ضد نظامه على اتهام معارضي النظام بأنهم “وكلاء للصهاينة”، وأنهم ينفذون مخططا صهيونيا يهدف إلى تدمير سوريا وتقسيمها. وطوّر النظام نظريته هذه إلى أن الحرب هي في الأساس ضد مخطط رسمه العدو الصهيوني الذي يسعى عبر وكلاء المعارضة إلى تدمير آخر معقل للمقاومة ضده في العالم العربي.

وقد جاءت هذه الاتهامات على لسان الإعلام السوري الرسمي، وكذلك على لسان المتحدثة باسم النظام السوري، بثينة شعبان، التي قالت مرارا إن “التنظيمات الإرهابية تخدم المخطط الصهيوني في المنطقة”، وكذلك على لسان الرئيس السوري بشار الأسد، الذي قال في تصريحات إعلامية إن إسرائيل تشن هجمات جوية داخل سوريا بتشجيع من المعارضة السورية، مشيرا كذلك إلى المساعدات الإنسانية التي تقدمها إسرائيل إلى جرحى سوريين، مشددا على أن هؤلاء ينتمون إلى المعارضة.

وقد وسّعت أبواق النظام نظرية المؤامرة لتشمل جميع التطورات السياسية التي تمر بالمنطقة، إذ تحوّل “الربيع العربي” على لسان متحدثين موالين للنظام السوري إلى “الربيع العبري”، وراج التحليل أن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية والأمريكية هي التي تقف وراء كل الاضطرابات التي تشهدها المنطقة العربية، من تونس إلى سوريا.

وساهمت هذه الادعاءات في تبرير المجازر التي ارتكبها النظام ضد المتظاهرين، والتنصل من مسؤوليته المباشرة للوضع في سوريا، في إلقاء اللوم على إسرائيل.

رواية المعارضة السورية

قامت المعارضة السورية، مثلها مثل النظام، باستثمار نظريات المؤامرة المتأصلة في ثقافة الشعوب العربية، الخاصة بإسرائيل، بهدف تبرير حربها وموقفها ضد نظام الأسد، فقد نشر فصائل معارضة محسوبة على الحركات الإسلامية واليسار المعارض، الادعاء أن الأسد هو “كلب إسرائيل الوفي”.

وجاءت هذه الادعاءات على ألسنة المتحدثين من المعارضة السورية، ومنها قول المتحدث باسم الإخوان المسلمين في سوريا، زهير سالم، الذي اتهم بشار الأسد بأنه يحمي حدود الجولان و”يترك للصهاينة أن يستمتعوا بأرضه ومياهه دون أي إزعاج منذ أربعين سنة”.

وتوسع مثقفون ينتمون إلى التيار الليبرالي المعارض، في طرحهم نظريات المؤامرة الخاصة بإسرائيل، لتفسير كل ما يجري في المنطقة، وتلخيص الدور الأمريكي في المنقطة على أنه خاضع للإرادة الإسرائيلية، وهو السبب الذي يدفع الغرب إلى عدم التدخل في سوريا، لأن إسرائيل تريد بقاء الأسد.

ثوار سوريون يطلقون النار نحو قوات النظام في أطراف مدينة حلب (AFP)
ثوار سوريون يطلقون النار نحو قوات النظام في أطراف مدينة حلب (AFP)

وكان هناك من روّج إلى تحالف إسرائيلي – إيراني سريّ قائم حول سوريا، وهدفه التوسّع على حساب الدول العربية، وتستر خلف ستار العداوة. واسترسل البعض في خيالهم بالادعاء أن الرئيس الإسرائيلي في السابق، موشيه كتساف، وهو من أصول إيرانية، يقيم علاقات جيدة مع خامنئي، مع العلم أن الأول يقبع في السجن.

كما واستثمرت المعارضة في هذه النظريات لتبرير هزائمها وعدم قدرتها على حسم المعركة ضد النظام السوري، بالقول إنه مدعوم من دولة قوية مثل إسرائيل، وكذلك كجواب على السؤال لماذا العالم الغربي لا يساهم في مجهود إسقاط الأسد؟

وساهم هذا الحديث في التغطية على الانقسامات التي شهدتها المعارضة، وتحول أجزاء كبيرة منها إلى قوات مسلحة متطرفة يرفض العالم التعاون معها.

رواية تنظيم الدولة الإسلامية

وصف تنظيم الدولة الإسلامية، داعش، نظام الأسد بأنه “خط الدّفاع الأول” لإسرائيل، وأنه حليف لها في حربها ضد المسلمين، وكذلك أنه رئيس علماني لا يؤدي فريضة الجهاد ضد إسرائيل.

وقد بيّن تنظيم الدولة أنه بعد حروبه الداخلية ضد من يطلق عليهم الرافضة، وهم المسلمون الذي يقفون ضد الأمة الإسلامية، سينتقل إلى حروبه ضد إسرائيل. وفي وصف تنظيم الدولة الإسلامية، فإن سوريا هي بلاد الشام، والمدخل لفلسطين في طريق تحرير القدس.

لكن هذه المؤامرات انقلبت على خالقها، فقد استغل أعداء داعش نفس السلاح ضده، حيث نشرت أطراف كثيرة الادعاء أن أبي بكر البغدادي ليس إلا عميل موساد يهودي يعمل لصالح إسرائيل. واستخدم مروجو هذه النظرية لتبرير التناقض الأخلاقي في نشاطات داعش، بالإشارة إلى أن التنظيم يرفع راية الإسلام، لكنه في الواقع لا يمثل روح دين محمد.

وقد انتشرت النظرية أن أبي بكر البغدادي “يهودي”، في مواقع الإنترنت العربية، خاصة السورية، كنار بالهشيم. واستند مروجو هذه النظرية إلى حقائق مشوّهة، منها أن إدوارد سنودن كان قد سرّب مستندات تشير إلى أن البغدادي يهوديّ يُدعى شمعون أيليوت، وهو يقود مخطط صهيوني بثلاث مراحل، الأولى هي اختراق الدول التي تهدد إسرائيل، ومن ثم تدميرها، وفي النهاية تطمح إلى السيطرة على الشرق الأوسط.

وأشار أصحاب هذه النظرية أن المخطط يهدف إلى تحقيق رؤيا “إسرائيل الكبرى”. واجتهد هؤلاء في إبراز أوجه التشابه بين الدولة العبرية والدولة الإسلامية، مثلا أن فكرة “الخلافة” تشابه فكرة “أرض الميعاد”، أو التشابه بين “الأصولية اليهودية” و “الجهادية السلفية”.

من ضحايا هذه النظريات؟

ينتهي كاتبا المقالة إلى أن نظريات المؤامرة التي ينشرها الأطراف المتناحرة في سوريا، تنعكس سلبا على فهم ما يجري في سوريا ، إذ تحجب المشاكل الحقيقة التي تواجهها سوريا.

والضحية الكبرى لهذه الممارسات، حسب المقالة، هم السوريون الذين يقعون ضحية التضليل وليس بوسعهم فهم الحقيقة من وجهة نظر لا تزج إسرائيل بكل شيء، ولا تساهم في خلق أجواء من النقد الذاتي الصريح الذي يمكن المجتمعات من التقدم بعيدا عن مستنقعات التخلف.

ومن ناحية إسرائيل، فبالرغم من الجوانب الإيجابية المرتبطة بنظريات المؤامرة حولها، مثل تصويرها على أنها قادرة على كل شيء، ولها تأثير عظيم على القوى العظمى في العالم، ففي نهاية الأمر تسبب هذه النظريات في تعثر تقدم العلاقات بين إسرائيل وأطراف لها مصالح مشتركة في سوريا، وكذلك في بناء الثقة مع الشعب السوري في المستقبل، الذي سيبقى يرى إسرائيل “شيطانا يسعى إلى تدمير الشرق الأوسط” من منظور نظريات المؤامرة.

اقرأوا المزيد: 904 كلمة
عرض أقل
جنازة احد قتلى عملية أتاتورك (AFP)
جنازة احد قتلى عملية أتاتورك (AFP)

وصل إلى تركيا لإعادة ابنه من داعش فقُتل في المطار

طبيب تونسي عمل كل ما في وسعه لإنقاذ حياة ابنه من صفوف داعش، وعندما وصل إلى تركيا لتحقيق هدفه قُتل إثر عملية مميتة نفذها التنظيم

يفوق الخيال كل شيء. هناك بين القتلى في العملية المريعة التي حدثت هذا الأسبوع في تركيا قصص محزنة، لا يجرؤ أي كاتب سيناريو في هوليوود أن يكتبها – ولكن هذا هو الواقع. رحل أحد القتلى في العملية تاركا ورائه قصة محزنة بشكل خاص. فتحي بيوض، هو طبيب في الجيش التونسي، سافر إلى تركيا لتنفيذ مهمة صعبة: أن يعيد ابنه إلى البيت بعد أن انضم إلى صفوف داعش، التنظيم المسؤول، كما يبدو، عن الموت المأسوي للوالد القلق.

 فتحي بيّوض
فتحي بيّوض

لقد كرس بيوض في الآونة الأخيرة جهودا كثيرة محاولة منه لإعادة ابنه إلى البيت. وكان ابنه قد سافر إلى سوريا قبل بضعة أشهر مع صديقته لينضما إلى صفوف داعش في الحرب في سوريا. رغم أنه من عائلة جيدة ومحترمة، قرر الابن الانضمام إلى الإحصائيات التي تتضمن آلاف الشبان التونسيين الذين قرروا الانضمام إلى صفوف التنظيم الإرهابي القاتل في السنتين الأخيرتين.

في الحقيقة، فإن تصرف الابن أدى إلى درجة معينة إلى تدهور مأسوي لحياة الوالد. وذلك لأن الوالد علم مؤخرا أن ابنه وصديقته قد عبرا الحدود من سوريا إلى تركيا، ومن ثم اعتُقلا في الحاجز. وعندما عرف الوالد بذلك، كرس حياته لإنقاذ حياة ابنه ومساعدته على العودة إلى المنزل. وقد اضطر إلى التغيّب عن عمله، حيث يشغل رئيس قسم الأولاد في مستشفى عسكري في تونس، وقد فكرت إدارة المستشفى في إقالته بسبب ذلك.

ووصلت القصة إلى الذروة، عندما سافر الوالد في رحلة جوية إلى تركيا، وهبط في مطار إسطنبول وهو في طريقه لإنقاذ ابنه. ولكن قُتل الأب أثناء العملية المريعة، وقُتلت معه طموحه وجهوده، ويعود كل هذا إلى الاختيار المروّع الذي اختاره ابنه، مما أدى إلى قتله على يد التنظيم الذي انضم ابنه إليه.

اقرأوا المزيد: 256 كلمة
عرض أقل
أنصار داعش
أنصار داعش

اعتقال عربي إسرائيلي سافر إلى تركيا للالتحاق بداعش

أتاح جهاز الأمن الإسرائيلي نشر تفاصيل اعتقال إبراهيم أغبارية من أم الفحم، عمره 23 عاما، نوى الالتحاق بصفوف تنظيم الدولة في سوريا

29 يونيو 2016 | 11:28

كشف جهاز الأمن الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، النقاب عن أنه اعتقل قبل ثلاثة أسابيع مواطنا إسرائيليا من أم الفحم، اسمه إبراهيم حسن يوسف أغبارية، عمره 23 عاما، على خلفية محاولته الانضمام إلى صفوف تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.

وقدمت النيابة العامة في إسرائيل لائحة اتهام خطيرة ضد أغبارية، الذي كشف خلال التحقيق معه أنه نوى الانضمام إلى التنظيم في أعقاب مشاهدة مواد تحريضية يبثها التنظيم على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقد تم اعتقال أغبارية على يد السلطات التركية التي أوقفته في مدينة غازي عنتاب بعدما وصل إليها من إسطنبول، وأبُعد إلى إسرائيل. وكشف جهاز الأمن الإسرائيلي أن أغبارية أبقى رسالة في بيت أهله كتب فيها عن خطته.

اقرأوا المزيد: 103 كلمة
عرض أقل
تفجيرات تهز مطار أتاتورك وتقتل العشرات (AFP)
تفجيرات تهز مطار أتاتورك وتقتل العشرات (AFP)

هجوم إرهابي يضرب مطار أتاتورك الدولي في إسطنبول

التفجيرات التي هزت مطار أتاتورك في إسطنبول وأسفرت عن عشرات القتلى ومئات الجرحى، تأتي في أعقاب إنجازات ديبلوماسية كبيرة لتركيا

29 يونيو 2016 | 09:50

أفادت السلطات التركية أن 36 شخصا قتلوا، ونحو 140 جرحوا في عملية إرهابية مركبة، وقعت ليلة أمس الثلاثاء، في المطار الدولي أتاتورك في إسطنبول. وبحسب التقديرات والتسجيلات التي بثت في وسائل الإعلام فقد نفذ العملية 3 أو 4 أشخاص توجهوا إلى المطار، وفور وصولهم إلى نقاط التفتيش بدأوا بإطلاق النار، ورمي القنابل وبعدها قاموا بتفجير أنفسهم.

وحمّل مسؤولون أتراك تنظيم الدولة الإسلامية، داعش، مسؤولية العملية. وقال بعضهم إن قوات الأمن تصدت لمنفذي العملية واستطاعت أن تقتل بعضهم، مانعة مصيبة أكبر.

أم أحد ضحايا العملية الإرهابية في مطار أتاتورك (AFP)
أم أحد ضحايا العملية الإرهابية في مطار أتاتورك (AFP)

ويظهر في أحد الفيديوهات من مسرح العملية، التي انتشرت في وسائل الإعلام، واحد من منفذي العملية الإرهابية وهو يركض مع رشاش، وفجأة يسقط بعد إصابته، وبعد لاحظات يقوم بتفجير نفسه.
https://www.youtube.com/watch?v=AK1HDphgDjE

وكتب المحلل الإسرائيلي لشؤون الشرق الأوسط في صحيفة “هآرتس”، تسفي برئيل، أن العملية الإرهابية تأتي بعد إنجازات ديبلوماسية عظيمة لتركيا – اتفاق المصالحة مع إسرائيل، وتحسين العلاقات مع روسيا- وتذكر الأتراك أن الجبهة الحقيقة هي مكافحة الإرهاب، لا سيما أن هذا الهجوم هو الثاني خلال الشهر الأخير، والسابع في السنة الفائتة.

اقرأوا المزيد: 155 كلمة
عرض أقل
عناصر جهادية من غزة تتدرب في سيناء
عناصر جهادية من غزة تتدرب في سيناء

مقتل ناشط جهادي مطلوب لحماس في سيناء

هذا الناشط الثاني الذي يقتل من أفراد الخلية المتهمة بالتفجيرات التي هزت غزة في بداية شهر يوليو من العام الماضي

كشف النقاب في قطاع غزة، الليلة الماضية، عن مقتل ناشط جهادي من المطلوبين لحركة حماس، خلال قتاله مع تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” في شبه الجزيرة المصرية “سيناء”.

مصادر خاصة قالت إن الشاب “نادر جودة” (22 عاما) من سكان حي الشيخ رضوان شمال غزة، أبلغ عن مقتله صباح أمس الأربعاء، خلال مشاركته في أعمال قتالية مع التنظيم في سيناء، دون أن تتضح الصورة حول ظروف مقتله.

وأشارت المصادر إلى أن جودة انضم للقتال مع ما يعرف بـ “ولاية سيناء” إثر هروبه من غزة بعد ملاحقته من حماس على إثر تفجير سيارات لعناصرها مع عدد من الناشطين الجهاديين في شهر يوليو من العام الماضي.

وهذا الناشط الثاني الذي يقتل من أفراد الخلية المتهمة بالتفجيرات التي هزت غزة في بداية شهر يوليو من العام الماضي، حيث أبلغ عن مقتل “محمد الدلو” في شهر أبريل من العام الجاري خلال قتاله في سيناء.

وتربط بعض أفراد الخلية علاقة خاصة مع الناشط الجهادي، يونس حنر، الذي قتل على يد عناصر أمنية من حماس بعد اقتحام منزل عائلته في شهر يونيو الماضي أي قبل عملية التفجير، وكان ملاحقا في تلك الفترة قبل عملية التفجير المفاجئة التي أظهرت وجود خرق أمني كبير في صفوف حماس بعد عملية التفجير التي تبين أن نشطاء من القسام سهلوا المهمة وتم اعتقالهم فيما بعد.

وتمكن في غضون عدة أيام من عملية التفجير، النشطاء الجهاديون الذين تلاحقهم حماس في كافة مناطق قطاع غزة، من الفرار عبر الأنفاق إلى سيناء، حيث مكثوا فيها وانضموا لتنظيم الولاية. فيما يعتقد أن بعضهم غادر إلى ليبيا أو سوريا والعراق.

اقرأوا المزيد: 237 كلمة
عرض أقل