قبل عدة سنوات أحيى أبناء الديانة الدرزية في إسرائيل ذكرى ألف عام على تأسيسهم. حاول الكثير من الأشخاص خلال التاريخ فهم وتعريف الديانة دون الكثير من النجاح ولكن في السنوات الأخيرة وبسبب ثورة المعلومات الحديثة، بدأ الكثير من الأسرار بالكشف عن أجزاء من العادات الدينية والاجتماعية للديانة الدرزية.
التاريخ هو شيء متوفر، وعندما نقول إنّ الديانة الدرزية تحتفل بذكرى مرور أكثر من 1,000 عام، فهذا صحيح بشكل أو بآخر. في الواقع، تشكّلت الديانة في مصر، بين عامي 996 حتى 1,021 للميلاد. في تلك الفترة، نشأ انقسام في الإسلام، استقلّ مذهب يُسمى الإسماعيلية وشكّل ما أصبح بعد ذلك الديانة الدرزية.
ومثل كل ديانة، فللديانة الدرزية رؤيا خفية فريدة من نوعها للعالم. فهم يعتقدون أنّه وعلى مدى التاريخ البشري عاش وعمل سبعة أزواج من الأشخاص – نبي وعارف الحكمة. هذه الأزواج هي التي نقلت في وقتها أسرار الدين للمؤمنين. موسى وشعيب – هما من الأزواج المعروفة أيضًا لليهود. زوج آخر هو بطبيعة الحال محمد وعلي. والأخير في سلسلة الأنبياء هو محمد بن إسماعيل، مؤسس المذهب الإسماعيلي ومن أنشأ في الواقع الديانة الدرزية.
الديانة الدرزية هي ديانة توحيدية، أي إنّ الدروز أيضًا يؤمنون بإله واحد. وهنا، بالمناسبة، لن تجدوا النظرة المتعالية التي يكون فيها الدروز هم أيضا من اكتشف الحقيقة، وسائر الأديان كاذبة. وفقا للتقاليد الدرزية فهي ليست ديانة جديدة، وإنما ظاهرة متجددة من الإيمان القديم، بنسخة أكثر صفاءً.
ويتمثّل التواضع النسبي للديانة الدرزية أيضًا في أنه لا يمكن الانضمام إليها. في فترة تشكّل الديانة، استطاع سكان المنطقة (لبنان، إسرائيل وسوريا اليوم)الانضمام، ولكن عام 1,043 “أُغلقت” الديانة أمام المؤمنين الجدد. وبالتالي، يُحظر الزواج المختلط على أبناء الطائفة، وفي غالبية الحالات فمن يتزوج من شخص خارج الطائفة، فلن يمكنه أن يكون جزءًا منها بعد. حتى يتم الطلاق.
تتباهى معظم الديانات بنظرتها المفصّلة إلى العالم، وفي وقتنا هذا يمكن لكل شخص أن يتعلم المذاهب الأكثر سرية، مثل الكبالا في اليهودية، أو الصوفية في الإسلام. ورغم ذلك، فالقليلون هم من يعرف حكمة الديانة الدرزية. ليس فقط في أوساط أبناء الديانات الأخرى: فإنّ أسرار الديانة الدرزية معروفة فقط لدى “العقّال”، وهم شيوخ الطائفة والمتعلّمين. لا يعرف سائر أبناء الطائفة في الواقع ديانتهم. تُسمى الكتب التي تدرس أسرار الديانة “رسائل الحكمة”، وهي تشمل 111 رسالة تم نسخها بخطّ اليد فقط. يدعى مكان الصلاة الدرزي خلوة، ويُسمح للعقّال فقط بالصلاة فيه.
ومن القليل الذي اكتُشف على مدى السنين، من المعروف أنّ الديانة الدرزية تؤمن بإله واحد وكذلك بتناسخ الأرواح. لقد أخذوا تسعة من أصل عشرة من الوصايا، ولكنهم تخلّوا عن الوصية التي تقدّس السبت، وذلك لأنّه وبحسب رؤيتهم فقد استمرّ خلق العالم أكثر من ستّة أيام. اعتقاد آخر معروف في الديانة الدرزية هو الإيمان بالزواج الأحادي.
للدروز أيضا أعياد، ولكن كما يليق بديانة غامضة، فهي معروفة فقط لبعض الأشخاص. العيد الأهمّ هو عيد الأضحى، الذي يتمّ الاحتفال به مع العيد الإسلامي في نفس الوقت. يتم تحديد الأعياد الأخرى وفقا للتقويم الغريغوري، وهي عيد النبي شعيب، عيد النبي سبلان وعيد النبي الخضر. وبينما يحتفل جميع أبناء الطائفة بعيد الأضحى وعيد النبي شعيب، فإنّ سائر الأعياد يشير إليها العقّال فقط.
أصل التسمية “الدروز” ليس واضحا حقّا. تقول إحدى الروايات إنّ الدروز، الذين كانوا يسمّون في البداية “الموحّدون”، تمّت تسميتهم بهذا الاسم لذكرى نشتكين الدرزي، وهو داعية ديني نشط في فترة معينة في إطار الموحّدين، حتى حاول تأسيس ديانة جديدة.