أين الجندي ؟
أين الجندي ؟

هل يمكنكم التعرّف على الجنود في الصورة؟

95٪ من الناس لا يميزون للوهلة الأولى الجنود المموهين. هل أنتم تستطيعون التعرّف عليهم؟

التمويه في الجيش هو استراتيجية أساسية بهدف مفاجئة العدو.

يجبر فن التمويه الجنود على التستر في المنطقة التي يتواجدون فيها سواء كانت صحراوية أو في غابة أو في مناطق مدنية.

في السلسلة التالية من الصور يختبئ العديد من الجنود. هل يمكنكم التعرّف على الجنود في الصور التالية؟

أين الجندي ؟
أين الجندي ؟
ها هو !!!
ها هو !!!
أين الجندي ؟
أين الجندي ؟
ها هو !!!
ها هو !!!
أين الجندي ؟
أين الجندي ؟
ها هو !!!
ها هو !!!
أين الجندي ؟
أين الجندي ؟
ها هو !!!
ها هو !!!
أين الجندي ؟
أين الجندي ؟
ها هو !!!
ها هو !!!
أين الجندي ؟
أين الجندي ؟
ها هو !!!
ها هو !!!
أين الجندي ؟
أين الجندي ؟
ها هو !!!
ها هو !!!
أين الجندي ؟
أين الجندي ؟
ها هو !!!
ها هو !!!
اقرأوا المزيد: 45 كلمة
عرض أقل
مقاتلون من وحدة قصاصو الثر في الجيش الإسرائيلي (Noam Moskowitz)
مقاتلون من وحدة قصاصو الثر في الجيش الإسرائيلي (Noam Moskowitz)

أسرار وحدة قصّاصي الأثر في الجيش الإسرائيلي

بنظرة واحدة إلى الأرض يستطيعون العودة بالزمن إلى الماضي - معرفة متى اجتاز أحدهم السياج، إذا كان أعرج، إذا كان يحمل شيئا ما على ظهره وإلى أين هو ذاهب. فريق تحرير المصدر ينضمّ إلى تدريبات وحدة قصّاصي الأثر في الجيش الإسرائيلي

تتألف وحدة قصاصي الأثر في الجيش الإسرائيلي من عدة مئات من المقاتلين، غالبيتهم العظمى من أبناء الطائفة البدوية. في كل يوم وفي كل حالة طقس يخرجون للمهمة وهم مسلّحون بسترة واقية خفيفة الوزن وبندقية M-16 وبشكل أساسي بحاسة بصر وشمّ متطوّرتين. يتجوّلون في جميع الحدود الإسرائيلية في بحث مستمر عن الإرهابيين والمهرّبين. حتى في الأيام التي تطلق فيها إسرائيل إلى الفضاء أقمارا صناعية عالية التكنولوجيا، وتُدخل إلى الوحدات أنظمة متطورة ووسائل مراقبة متقدّمة، فليس هناك بديل لتقفي الأثر.

على مرّ السنين، لحقت بهم الكثير من حالات الخسارة في ساحة المعركة، وبالإضافة إلى ذلك اضطرّوا إلى مواجهة تعامل سلبي تجاههم في بيئتهم وصورة سلبية لمن يُعتبر في المجتمع العربي – المسلم في إسرائيل “عميلا للاحتلال الإسرائيلي”.

خرج فريق تحرير المصدر للالتقاء بوحدة قصاصي الأثر في التدريبات الميدانية الراهنة بقيادة زهير فلاح الهيب. مارس الجنود الشباب والقدماء الذين التقينا بهم في مكان ما وسط البلاد تدريبات قاسية في التعرّف على المتفجرات والأنفاق وكل ذلك اعتمادا على ما توفره الطبيعة كشهادة صامتة: آثر، شجيرة مكسورة، تحرّك حجر أو لون الأرض.

كان الحديث مع قائد الوحدة رائعا. حاولنا فهم سرّهم، ماذا يرون في آثار الأقدام العادية التي لا يراها الشخص العادي إطلاقا. الإجابة، كما تعلّمنا، هي الكثير جدّا.

اقتفاء الأثر – صفة فطرية؟

قائد قصاصو الأثر زهير فلاح الهيب (Noam Moskowitz)
قائد قصاصو الأثر زهير فلاح الهيب (Noam Moskowitz)

قطاع غزة، الحدود بين إسرائيل ومصر، الأردن، سوريا أو لبنان جميعها مشبعة بوسائل المراقبة أو الاستخبارات التي يتم السيطرة عليها عن بُعد، وما زالت لا تقترب أية قوة من السياج دون قصّاص للأثر في المقدمة. “هي حدود خطرة وقصاصو الأثر هناك يعتبرون هدفا ذا جودة بالنسبة للقناصة والفرق المضادة للدبابات”، كما يقول الهيب.

“قصّاص الأثر هو مهنة نعيشها منذ الطفولة، رعاة الغنم الذين ترعرعوا في المزارع وساروا خلف الماعز والإبل. الأشخاص الذين يعيشون على الأرض”، كما يوضح لنا الهيب. رغم أنّ التقاليد البدوية آخذة بالتلاشي لأنّ المجتمع يمرّ بتحضّر سريع، فلا زالت التقاليد موجودة، الإحساس بالطبيعة بالإضافة إلى فهم المنطقة. قال لنا أحدهم – أشك إنْ كان مازحا أو جادّا – إنّه قد تكون هذه القدرات وراثية، كامنة في الجنود البدو الذين يخدمون في الجيش الإسرائيلي. فكيف يمكن أن نفسّر حقيقة أنّ قصّاصي الأثر وحدهم، من أبناء المجتمع البدوي يستطيعون شمّ وتحديد فطر الكمأ في وادي العربة والنقب؟

“يأتي قصّاص الأثر مع هذا الإحساس ونحن نطوّر له ذلك زيادة بما في ذلك العمل مع سائر قوى الجيش”. يوضح الهيب بأنّ وحدة قصاصي الأثر تعمل في المقام الأول على الخبرة. يجتاز قصّاص الأثر الذي ينهي التدريب الأساسي دورة من أربعة شهور ويكتسب لاحقا مراحل مهنية. ” بحسب الظل والشمس وهطول الأمطار أستطيع أن أعرف إذا كانت هناك محاولة للتهريب على الحدود، هل من اجتاز الحدود كان أعرجا، فالشخص الأعرج يُدخل الرجل السليمة بشكل أعمق في الأرض. أستطيع أن أعرف إذا ما كان يحمل شيئا على ظهره وإلى أين هو ذاهب”.

تحاول التنظيمات الإرهابية طمس آثار العناصر لتضليل قصاصي الأثر، غالبا دون نجاح. “هناك العديد من الطرق، على سبيل المثال عندما يمرّون مع إسفنجة على الحذاء، وأكثر ندرة أولئك الذين يجتازون مع أحذية وُضع تحتها جلد الغنم. هناك من يحاول التغطية بواسطة فرع وهو الأكثر شيوعا. ليس لدى قصاصي الأثر أية مشكلة في كشف ذلك وكل تغيير في الأرض تكشفه عيوننا. تدرك مباشرة أن شيئا ما ليس على ما يرام”.

منذ 23 عامًا وهو في الجيش. بدأ طريقه كمقاتل في لواء جولاني وتقدّم هناك حتى منصب نائب قائد كتيبة. وهو في السنوات الأخيرة ضابط قصاصي الأثر في شعبة الأغوار.

قصاص الأثر هو طليعة العمليات العسكرية

مقاتلون من وحدة قصاصو الثر في الجيش الإسرائيلي (Noam Moskowitz)
مقاتلون من وحدة قصاصو الثر في الجيش الإسرائيلي (Noam Moskowitz)

يتحدث الهيب عن مهنة خطيرة لسبب بسيط: “نحن في الطليعة ونسير دائما في مقدمة القوة. يعتبر قصاص الأثر جزءًا لا يتجزأ من الدفاع وهذا أمر يجب فهمه. رغم كل التكنولوجيا فليس هناك بديل للعيون. لأنّ هناك عدة عوامل مؤثرة، حالة الطقس أو الليل والضباب، ليس هناك تأثير تقريبا على عيني قصاص الأثر، ولكن الأهم هو قدرة قصاص الأثر على التحليل. لأنّه إلى جانب الأثر فأنا ملزم بتقديم صورة الوضع الحالي عن العدوّ الذي يواجه القوة”.

وفضلا عن قدرتهم على تحليل الآثار فلدى قصاصي الأثر عقيدة عمل مرتّبة جدا والتي تحتوي على عقيدة قتالية عسكرية مع قدرات بدوية قديمة. حاسّة الشمّ القوية، القدرة على العمل في مناطق واسعة، القدرة في البقاء على قيد الحياة والجهد المادي الأمثل لظروف المنطقة الصعبة والتي لا تنتهي.

قصاصو الأثر في غزة، الضفة الغربية ولبنان

مقاتلون من وحدة قصاصو الثر في الجيش الإسرائيلي (Noam Moskowitz)
مقاتلون من وحدة قصاصو الثر في الجيش الإسرائيلي (Noam Moskowitz)

في حين أنّ أساس المواجهة في قطاع غزة بالنسبة لقصاصي الأثر هو المتفجرات والأنفاق، فإنّ أساس عمل قصاصي الأثر في الضفة هو الكشف عن الإرهابيين الفارّين، خلايا القتل بالرصاص، ملقو الحجارة والعبوات. كان أول من برز بعد العملية التي قُتل فيها رئيس الشرطة باروخ ميزراحي هم قصاصو الأثر الذين أرسِلوا للكشف عن آثار الإرهابي. حتى لو لم يمسكوا به فهم الذين قدّموا للشاباك وجهة التحقيق الأولية بعد أن أخبروا المسؤول عن عدد الإرهابيين وفي أي قرية انتهت الآثار.

تختلف قواعد اللعبة تماما بين قطاع وقطاع. في غزة هناك سياج ومحور تمويه مرتّب ممّا يحدّد منطقة النشاط. في قطاع الضفة الغربية لا يتوفر ذلك، ويتم الاعتماد على شيء واحد وهو قصاص الأثر. يشتمل التحدّي الأكبر لدى قصاصي الأثر في الضفة الغربية على إطلاق الزجاجات الحارقة، المجهّزة لمهاجمة المواطنين والجنود، إلقاء الحجارة، الهجوم بنيران القناصة ومحاولات تهريب السلاح والعناصر. وظيفة قصاص الأثر هي أن يخبّر من أين تأتي مجموعة ما، كم رجلا بها، هل جلسوا في المنطقة من قبل وكم من الوقت جلسوا بل وحتى إذا ما كانوا قد خطّطوا لذلك من قبل. “وفقا للآثار يحتاج قصاص الأثر أن يعرف ماذا فكرت المجموعة أن تفعل وكيف”، قال لنا الهيب.

بعض الأدوات التي يستعملها المهربون لطمس الأثار (Noam Moskowitz)
بعض الأدوات التي يستعملها المهربون لطمس الأثار (Noam Moskowitz)

الحدود الشمالية مع لبنان، هي حدود تبدو هادئة ولكنها في الواقع تشتعل تحت وجه الأرض. معظم عمليات قصاصي الأثر هي الكشف عمّ لا يستطيع معظم الناس مشاهدته. اقتفاء الأثر الجديد، العلامة الجديدة واقتراب عناصر حزب الله من السياج الحدودي. “بالنسبة لنا فكل عملية لاجتياز الحدود، سواء تم الإشارة للأمر بعد ذلك كعملية تهريب جنائية أو عملية إرهابية، فهي عملية إرهابية معادية. لكل منطقة تحدّياتها، أرضها، غطاؤها النباتي، وبواسطة هذه النتائج الجغرافية نقوم بتفسير مختلف الساحات”، أضاف الهيب.

“بحسب تقديري فمن يحاول الإضرار بإسرائيل، المهربون والعناصر الإرهابية ولا يهم في أي قطاع، يخاف من قصاصي الأثر أكثر بكثير من سائر وسائل المراقبة المتطوّرة. فهم يعرفون أنّ قصاص الأثر يعرف كيف يحلّل المنطقة ويفهم الوضع الحالي. يتحدث قصّاص الأثر العربية ويمكن أن نفهم بأنّه عقل عربي يعرف كيف يدخل إلى العقل العربي ولهذا ميزة كبيرة”.

دافعية المقاتلين البدو آخذة بالارتفاع

مقاتلون من وحدة قصاصو الثر في الجيش الإسرائيلي (Noam Moskowitz)
مقاتلون من وحدة قصاصو الثر في الجيش الإسرائيلي (Noam Moskowitz)

يخبرنا الهيب أنّه على الرغم مما يحدث في إسرائيل مع المعارضة لمحاولات الحكومة لتجنيد الشبّان العرب أيضًا لخدمة الجيش، فنحن نشهد في الآونة الأخيرة تحديدًا استمرار توجه التجنّد والتطوّع البدوي في صفوف مقاتلي الجيش الإسرائيلي. “أنا مندهش من هذا التوجه. انضمّت مقاتلة بدوية من الشمال إلى وحدة الكاراكال في الجنوب، وحدة البنات المقاتلات في الجنوب. يدرك المجتمع في غزة دلالة التجنّد في الجيش الإسرائيلي. هناك بالطبع من يعارض ذلك ولكن التجمعات البدوية تستمر في التجنّد وليس فقط لأدوار المعارك والقتال. يفتح الجيش الإسرائيلي أمام الشبان البدو آفاقا جديدة للاندماج في سلاح الطب وفي مسارات الدراسة في الجيش الإسرائيلي. وأقول لك أيضًا أكثر من ذلك. فقد طُرح مؤخرا موضوع قتل المواطن العربي من كفر كنا. غطّت وسائل الإعلام الاضطرابات التي أشعلها الحدث في المنطقة، ولكن وسائل الإعلام لم تعرف بأنّ هناك أيضًا أشخاص في هذه القرية يخدمون في الجيش الإسرائيلي، وكان هناك من عارض أحداث العنف التي جرت هناك”.

مقاتلون من وحدة قصاصو الثر في الجيش الإسرائيلي (Noam Moskowitz)
مقاتلون من وحدة قصاصو الثر في الجيش الإسرائيلي (Noam Moskowitz)

يعمل قصاصو الأثر في الجيش الإسرائيلي في ظروف قاسية غير موجودة في الوحدات الأخرى. هناك في المجتمع العربي في إسرائيل بل وحتى في المجتمع البدوي نفسه عدد ليس بقليل من الأشخاص الذين لا يتقبّلون بروح جيّدة تجنيدهم في الجيش. لقد اضطروا إلى تلقّي الكثير من المقالات السلبية أيضًا من وسائل الإعلام وفي العديد من المرات أن يتلقوا صفعات من النظام الذي ينتمون إليه. كشفت محاولات الحكومة الإسرائيلية في تنظيم الاستيطان البدوي في النقب عن فجوات بين الواقع والمنشود على الأرض، بين المؤسسة والشتات البدوي. ولم يتأخر سيف التقليصات من الوصول إلى قصاصي الأثر وتمّ تسريح قادة كبار في وحدات قصّ الأثر. ورغم كلّ ذلك فهم مستمرّون في المخاطرة بحياتهم. في استيعاب القتلى والجرحى والعمل على تأمين الحدود الإسرائيلية.

اقرأوا المزيد: 1242 كلمة
عرض أقل
مقاتل من وحدة ريمون الصحروية (IDF Flickr)
مقاتل من وحدة ريمون الصحروية (IDF Flickr)

مقاتلو الصحراء: لمحة عن وحدة “ريمون” في الجيش الإسرائيلي

أدرك الجيش الإسرائيلي أنّ الوضع في الحدود مع مصر لم يصبح أمناً، ولذلك تم تجنيد خيرة المقاتلين والقادة من وحدات النخبة في الجيش الإسرائيلي وأسّسوا وحدة "ريمون"

إنّ التحدّيات الأمنية الجديدة والقديمة، والتي تشهدها وحدة “ريمون” في جنوب إسرائيل على الحدود بين مصر وإسرائيل ليست سهلة. مع تقويض الشعور بالأمن في سيناء على الجانب المصري: تغلغل التنظيمات الإرهابية السلفية، الضرر الميؤوس منه في شبكات نقل الغاز من مصر إلى إسرائيل قبل نحو عامين وما لا يُحصى من الكمائن وحوادث إطلاق النار الصعبة بين الجيش المصري والشتات البدوي المدعوم من قبل التنظيمات الإرهابية، مع كل ذلك؛ تصبح القصة أكثر تعقيدًا.

يدلّ الواقع الأمني في السنوات الثلاث الأخيرة في الحدود الجنوبية لإسرائيل على ضرورة وجود وحدة مقاتلة من النخبة. تُعتبر وحدة “ريمون” الأخت الصغرى للقوات الخاصة في الجيش الإسرائيلي. خلال وقت قصير، أصبح مقاتلو الوحدة جزءًا من المنطقة، وهم مندمجون فيه كالحرباء. من أجل الوصول إلى مستوى عال جدا، يجتاز المقاتلون مسار تأهيل طويل وبعده مجموعة متنوعة من التدريبات وورش العمل. وقد أنهت مؤخرا إحدى فرق المقاتلين التابعة للوحدة أسبوع ورشة العمل الصحراوية، ونجح الإعلام الإسرائيلي بشكل نادر جدّا في الحصول على لمحة عن التأهيل والتدريبات القاسية التي يجتازونها.

قدرات لم تظهر حتى الآن في الصحراء

جنود من وحدة ريمون خلال تدريب عسكري (IDF Flickr)
جنود من وحدة ريمون خلال تدريب عسكري (IDF Flickr)

حسب قادة الوحدة، لا تكتفي وحدة “ريمون” بتعلّم تقنيات التمويه على الأرض، بل يجتاز المقاتلون أيضا محاضرات يلقيها المختصّون في موضوعات الجغرافيا والجيولوجيا. يعلّمهم الجيولوجي على سبيل المثال عن بنية التربة وعن ماضيها خلال عشرات ومئات الآلاف من السنين. والعلم كما هو معلوم يساوي القوة. “لقد شرح لهم كيف نشأت المنطقة التي يقاتلون فيها وما الذي مرّت به على مرّ السنين. وهذا يربط المقاتل بالمنطقة، عندما نريد أّن يحبّوا جدّا المنطقة ويرتبطوا بالأرض. في النهاية يتطلّب الأمر منا أن نحيا في المنطقة وهذا يعطينا أدوات تساعدنا”، هذا ما قاله أحد قادة الوحدة في مقابلة قدّمها للإعلام الإسرائيلي، حول الوحدة وعمليّاتها في الصحراء.

وفي إطار أنشطتهم يتطلّب من مقاتلي “ريمون” أن يعملوا في ظروف صعبة للغاية. الصحراء في النهار حارّة، وفي الليل باردة حتى التجمّد، وتضاريس المنطقة ليست سهلة إطلاقا، وتتميّز بالكثير من المنحدرات والصخور. ليس من السهل ربط المقاتل بالمنطقة، ناهيك عن أن يحبّها، ولكنّ ورشة العمل الصحراوية تهدف إلى ذلك تحديدا. “إنّنا ندخل في هذا الأسبوع أيضًا مسائل تجريبية، سواء كان ذلك الطبخ في الهواء الطلق أو رصد النجوم والتوقف عند مناظر طبيعية جنونية”، كما يقول القائد.

تكتيكات القتال

جنود من وحدة ريمون خلال تدريب عسكري (IDF Flickr)
جنود من وحدة ريمون خلال تدريب عسكري (IDF Flickr)

خلال العديد من مسيرات الوحدة جنوبا باتجاه إيلات وعلى الخطّ الفاصل بين الحدود المصرية والإسرائيلية، يتعلّم الجنود كيفية تحديد مواقع المياه في المنطقة وتنقيتها من خلال وسائل يحملونها معهم. تضع المنطقة أمام المقاتلين أوضاعا متطرّفة يتعلمون منها التأقلم والاستجابة. وهناك مجال آخر مثير جدا للاهتمام تعامل معه المقاتلون وهو تدريبات قطع الاتصال.

“لقد قاموا بتدريبات كثيرة في قطع الاتصال. في الوقت الذي يُعطى فيه زمنا للاختفاء فإنّك تنفصل بسرعة عن المنطقة التي توجد فيها”، كما يشرح أحد قادة الوحدة. يهدف قطع الاتصال إلى مساعدة الجنود في الاختفاء بالمنطقة في أوقات المطاردات أو عند الحالات التي تُهدّد حياتهم.

بعد أسبوع قاس تضمّن الكثير من المحاضرات والتدريبات، يتمّ اختبار المقاتلين بتدريب مداهمة ليلية يلخّص الورشة الصحراوية. “هو تدريب في إطار الفريق يبدأ بالتقدّم لعدة كيلومترات ونقوم فيه بفحصهم بناء على حركتهم، كيف تتم، من أين يختارون المشي، وبعد ذلك نجري تخفّيا في إحدى المنشآت. وهناك نفّذ المقاتلون تخفّي الفرق في الميدان وفي النهاية قاموا بالهجوم على مجمّع مبني”.

وكما يمكننا أن نرى من خلال الصور التي تم التقاطها خلال التدريب، فإنّ الوحدة مجهّزة جيّدا لمهمّتها. الزيّ الصحراوي وحتى الأسلحة التي تمّت ملاءمتها بشكل خاصّ للوحدة. كل قطعة قماش، كل نوع من أسلحة المقاتلين تمّت دراستها بعناية شديدة.

تحدّيات أمنية

جنود من وحدة ريمون خلال تدريب عسكري (IDF Flickr)
جنود من وحدة ريمون خلال تدريب عسكري (IDF Flickr)

تُعتبر المناظر الطبيعية على الحدود بين إسرائيل ومصر مذهلة بجمالها ومنطقة مطلوبة للتنزّه. بعضها صحراء مسطّحة فيها بعض الكيبوتسات والقرى والحقول. والجزء الجنوبي جبليّ ومرتفع. 250 كيلومترا من المناظر الطبيعية الخلابة، ولكن دون ترتيبات الدفاع والأمن، فإنّ هذا الجمال قد يتحوّل إلى جحيم بسهولة.

من أجل ذلك أقام الجيش الجدار الحدوديّ الذكيّ ونقل إلى الجنوب عددا كبيرا من نخبة المقاتلين. إنّ الورقة الرابحة للجيش في هذا القطاع، هي وحدة “ريمون” التي أنشأت عام 2010 من قبل اللواء يؤاف غالنت، الذي كان حينذاك قائد المنطقة الجنوبية. يبدو أنّ اللواء غالنت قد رأى ما سيأتي ولا عجب أنّه أصرّ على إنشاء هذه الوحدة.

هيكل الوحدة

يؤاف غالنت (Flash90/Edi Israel)
يؤاف غالنت (Flash90/Edi Israel)

تنقسم “ريمون” إلى كتيبتين: كتيبة التجميع وهي مسؤولة عن الاستخبارات القتالية وكتيبة الهجوم والتي يدلّ اسمها على دورها. وتواجه الوحدة اليوم تحدّيات معقّدة تضع أمامها القبائل البدوية من مصر والتي ترتبط مع تنظيمات الجهاد العالمي. معظم الأشخاص الذين يجتازون الحدود هم من مرتكبي الأعمال الجنائية، ولكن يعلم الجميع أنّ طريق الإرهاب يستغلّ غالبا الطريق الجنائي.

وأوضح أحد ضباط الوحدة بأنّ الوحدة مشغولة في الآونة الأخيرة بشكل أساسيّ في تحديد وتتبع الأنشطة الواسعة لمجموعات تنظيم القاعدة وسائر المجموعات السلفية التي تنشط في سيناء.

في معظم الحالات نحن لا نسمع عن عمليات واستعداد الوحدة التي تكون طوال الوقت على مستوى عالٍ. منذ إنشائها قبل أربع سنوات، اكتسبت نجاحات عمليّاتية وجوانب أخرى ممنوعة من النشر لأسباب مختلفة.

يعلم جنود وقادة وحدة “ريمون” أنّه لا يمكن إغلاق الحدود الجنوبية لإسرائيل تماما، وفكرة الوحدة تتركّز على وضع الكمائن والظهور بشكل مفاجئ ومتابعة أي نشاط معادٍ.

لا يشكّ قادة الجيش الإسرائيلي بأنّ حدود السلام التي تحوّلت إلى واحدة من المناطق الساخنة، تتطلّب منهم المزيد من الاهتمام وبذل الجهد. في الوقت الراهن، يستمرّ جنود الوحدة في تجميع المعلومات الاستخباراتية حول تهريب المخدّرات مدركين الخطر الكامن في تهريب الأسلحة أيضاً.

اقرأوا المزيد: 811 كلمة
عرض أقل
عثة (Thinkstock)
عثة (Thinkstock)

تمويه كامل: هل يمكنكم رؤية عارضة الأزياء؟

للوهلة الأولى يبدو هذا مثل رسم مبهر لعثّ ضخم، هل يُمكنكم تمييز شيء آخر؟

بول راستن، فنان رسم أجسام من شيكاغو والذي حاز على عدة جوائز على أعماله الرائعة، يثبت قدراته مرة أخرى مع الصور التي أمامكم. للوهلة الأولى تبدو صورة جميلة لعث ضخم باسطًا أجنحته إلى الجانبين. لا شيء غير هذا، حتى وإن دققنا النظر من قريب.

لكن بعدها، نرى المقطع ونعرف الحقيقة: في الصورة تختفي عارضة من لحم ودم، صُبغت بأكملها لتصبح جزءًا من الصورة. قضى راستن سبع ساعات لإكمال الرسم: خمس منها لأجل الخلفية، وساعتين لتلوين العارضة.

“أكثر ما يُبهر في تلوين الإنسان أنه عندما يتحرك يتحوّل إلى فن جديد يمكن النظر إليه وكأن شخص آخر لوّنه”، يقول راستن، الذي يصبغُ أناسا من عشرات السنين ويظن أن لا شيء أفضل من هذا. “أنا مدمن على هذا. لا أفهم لماذا يرسم الناس على ورق أو قماش- إنها لا تستجيب لأي شيء”.

هذه الصورة ذكرتنا بفن آخر لفنان موهوب آخر (johannes Stotter) الذي نجح في تشغيل قدراته وصنع ضفدع من نوع خاص، وهاكم المنتج النهائي:

 

اقرأوا المزيد: 149 كلمة
عرض أقل
يندمج جنود الهندسة القتالية بشكّل جيّد مع الأرض (IDF)
يندمج جنود الهندسة القتالية بشكّل جيّد مع الأرض (IDF)

أبطال التمويه

شاهدوا الجنود وهم يقومون بكل ما يستطيعون كي لا يبرزوا من على سطح الأرض. لن تستطيعوا رؤيتهم إلا بعد فوات الأوان

19 مارس 2014 | 15:21

منذ سنوات طويلة كان التمويه أحد العوامل المهمة جدًا في ميدان المعركة. من ينجح في التمويه عن نفسه يتمتع بأفضلية رائعة في كونه يرى ولا يُرى، ويستطيع أن يشاهد العدوّ بل والإضرار به دون أن يلاحظه. وكلّما تطوّرت التكنولوجيا الحديثة، كلّما تزايدت إمكانيات التمويه. تستطيع المنظومة التي بيد الجيش الإسرائيلي تحويل كل جسم – تقريبًا – حتى لو كان دبّابة ليست قابلة للكشف.

لم يكن التمويه في الماضي ممكنًا بالمرة، فقد اعتادت جيوش العالم على القتال في الصفوف بحيث يرتدي الجنود زيّا موحّدًا ومثيرًا للإعجاب، والمصمّم لردع العدوّ. فضّل المقاتلون معرفة بعضهم البعض في ظروف الظلام، وليس الاختفاء عن العدوّ. وسرعان ما فهم المقاتلون أنّ ما يسهّل عليهم التعرّف على بعضهم البعض يسهّل أيضًا على العدوّ.

مصدر إلهام التمويه العسكري هو بالطبع الطبيعة، والتي توفر نماذج مفيدة، سواء للدفاع أو للهجوم. فعلى سبيل المثال، فإنّ عنق الأسد يمكّنه من التحرك بين الشُجيرات دون أن تلاحظه الفريسة، وأن يسبب الضرب بشكل مفاجئ تمامًا. وتستخدم خطوط الحمار الوحشيّ أيضًا للتمويه الدفاعي، مما يسبّب للمفترس بأن يختلط عليه الأمر وألا يفرق بين حمار وحشيّ وآخر. شاهدوا على سبيل المثال هذه الوعول وهي تموّه عن نفسها في الصحراء على صخرة الجبل:

الوعول تموّه عن نفسها في الصحراء (Wikipedia)
الوعول تموّه عن نفسها في الصحراء (Wikipedia)

يحاكي التمويه العسكري الأكثر شعبيّة التمويه الموجود في الطبيعة، ويركّز على الاندماج مع المكان. يرتدي الجنود سُترات للتمويه وزيّا يصعّب على المُشاهد عملية التفريق بينهم وبين البيئة. وفي الكثير من الأحيان يرتدي الجنود أغطية رأس، قبّعات أو أغطية جسم مرقّطة أو ذات لون بنّي – أخضر من أجل إرباك المشاهد وإيجاد وهم بصري.

وفي أحيان أخرى يغطي المحارب نفسه بالنباتات، بطريقة تصعّب التعرّف عليه أكثر. التمويه مهمّ بشكل خاصّ إزاء القنّاصة، والذين يحتاجون إلى تحقيق أكبر قدر من الدقّة دون قلقهم حول ما إذا كانوا سيتعرّضون للخطر. وبطبيعة الحال، فإنّ المركبات العسكرية كذلك والدبابات، الجيبات بل والطائرات والمروحيّات يتم طلاؤها بألوان خضراء وبنّية مصفرّة كي لا تبرز في الحقول أو في الأراضي الصحراوية.

من السهل أن تقوم بالقنص وأنت مستتر بين الشجيرات (IDF)
من السهل أن تقوم بالقنص وأنت مستتر بين الشجيرات (IDF)

نريد التركيز على التمويه الكلاسيكي لمقاتلي الميدان، وهناك بعض المبادئ لمثل هذا التمويه. قبل كل شيء، كما ذكرنا، يجب الحرص على استخدام لون ليس بارزًا عن البيئة. ثانيًا، يجب إزالة كلّ شيء يمكنه أن يبرز أو أن يتألّق لمسافات كالساعة، الأقراط، القلائد والمجوهرات المختلفة.

ثالثًا، يجب الحرص بقدر المستطاع على عدم الظهور كشخصية إنسان، وإنما كشُجيرة بشكل أكبر، صخرة أو شجرة. وبالإضافة إلى ذلك، ينبغي على الجندي المستتر أن يحاول بألا يبرز من خلال الارتفاع، وأن يبقى قريبًا قدر الإمكان من الأرض. وفي النهاية، ربّما كنتم ستُفاجؤون حين تعلمون بأنّ أحد الأمور الأكثر تسهيلا على العدوّ في الكشف عنكم هو ما تتركونه في الميدان. يحرص المقاتل المستتر على عدم إبقاء شيء خلفه: فضلات الطعام، آثار الأقدام على الأرض، بل وحتّى البول والبراز لا ينبغي إبقاؤهما في الأرض. إليكم النماذج:

يموّه هؤلاء الجنود اليابانيّون أنفسهم ومركباتهم (AFP / KAZUHIRO NOGI)
يموّه هؤلاء الجنود اليابانيّون أنفسهم ومركباتهم (AFP / KAZUHIRO NOGI)
حين ننظر من بعيد، سيبدو كلّ رأس وكأنه صخرة (IDF)
حين ننظر من بعيد، سيبدو كلّ رأس وكأنه صخرة (IDF)
بعد بناء ملجأ آمن، يستطيع جنود "جولاني" أن يرتاحوا بسلام (IDF)
بعد بناء ملجأ آمن، يستطيع جنود “جولاني” أن يرتاحوا بسلام (IDF)
حين يأتي المساء، لن يُلاحظه أحد (Flash90)
حين يأتي المساء، لن يُلاحظه أحد (Flash90)
هذا جندي من وحدة "جبعاتي" قرّر أن يتحوّل لشُجيرة (IDF)
هذا جندي من وحدة “جبعاتي” قرّر أن يتحوّل لشُجيرة (IDF)
من المستحسن الحرص على ماكياج مناسب (AFP/SVEN NACKSTRAND)
من المستحسن الحرص على ماكياج مناسب (AFP/SVEN NACKSTRAND)
لون السيارة يصعّب الكشف عنها (IDF)
لون السيارة يصعّب الكشف عنها (IDF)
ماذا ترون؟ (IDF)
ماذا ترون؟ (IDF)
هذه ليست شجرة، هذا جندي (IDF)
هذه ليست شجرة، هذا جندي (IDF)
يبدو كصخرة؟ انظروا جيّدًا أكثر (IDF)
يبدو كصخرة؟ انظروا جيّدًا أكثر (IDF)

 

اقرأوا المزيد: 423 كلمة
عرض أقل