متظاهرون خلال مواجهات مع قوى الامن في وسط بيروت (AFP)
متظاهرون خلال مواجهات مع قوى الامن في وسط بيروت (AFP)

أكثر من 70 جريحاً في مواجهات لليوم الثاني بين محتجين وقوى الأمن اللبنانية

أزمة القمامة في لبنان: تمام سلام يتعهد بمحاسبة المسؤولين عن "استخدام القوة المفرطة" في مظاهرة بيروت

شهد وسط بيروت لليوم الثاني على التوالي مواجهات بين محتجين على استمرار أزمة النفايات والقوى الأمنية تسببت بإصابة أكثر من سبعين شخصاً بجروح، ما يزيد الضغط على الحكومة العاجزة عن اتخاذ أي قرار بفعل الانقسام السياسي.

وبدأ الاعتصام الذي دعت اليه حملة “طلعت ريحتكم” المكونة من ناشطين في المجتمع المدني بشكل سلمي بعد ظهر الأحد احتجاجاً على عجز الحكومة عن إيجاد حل لأزمة النفايات المنزلية التي تغرق فيها شوارع بيروت ومنطقة جبل لبنان منذ أكثر من شهر.

وفيما كان المعتصمون يرددون هتافات “سلمية سلمية” في إشارة الى الطابع السلمي لتحركهم في ساحة رياض الصلح القريبة من مقري مجلس النواب ومجلس الوزراء، بادرت مجموعة من الشبان بعضهم كان ملثماً الى رشق العناصر الأمنية وقوات مكافحة الشغب الذين وقفوا صفوفاً متراصة خلف عوائق حديدية وأسلاك شائكة بعبوات المياه المخلوطة بالرمل الذي جمعوه من حديقة ساحة رياض الصلح وبالأخشاب والحجارة التي اقتلعوها من ارض الحديقة.

وبعد محاولة دفع المتظاهرين للتراجع الى الخلف عبر إطلاق خراطيم المياه تجاههم من دون تحقيق ذلك، عمدت القوى الأمنية الى إطلاق القنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين.

متظاهرون يحاولون سحب الاسلاك الشائكة في محيط السراي الحكومي (AFP)
متظاهرون يحاولون سحب الاسلاك الشائكة في محيط السراي الحكومي (AFP)

وقال الأمين العام للصليب الأحمر اللبناني، جورج كتانة، أن 43 متظاهراً على الأقل نقلوا الى خمسة مستشفيات للعلاج بعد إصابتهم بحالات اختناق، فيما تلقى نحو مئتين إسعافا أولياً من دون حاجة لنقلهم الى المستشفى.

من جهته، أفاد مصدر أمني أن ثلاثين عنصراً من قوات الأمن أصيبوا خلال المواجهات، أحدهم في حالة حرجة.

ومع تصاعد المواجهات الأحد، دعا منظمو التحرك المعتصمين السلميين الى التوجه نحو ساحة الشهداء المجاورة وترك ما سموه المجموعة “المندسة” التي قررت مواجهة القوى الامنية.

وكان الألاف من اللبنانيين بينهم نساء وأطفال ومن مختلف المناطق والفئات العمرية توجهوا بعد ظهر الأحد الى ساحة رياض الصلح للمشاركة في الاعتصام الاحتجاجي أمام السرايا الحكومية (مقر مجلس الوزراء). ورفع المعتصمون الاعلام اللبنانية واللافتات المنددة بأداء الحكومة والقوى السياسية مرددين هتافات “الشعب يريد اسقاط النظام” و”حرية حرية” و”ثورة ثورة”.

وكان رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام أقر في وقت سابق الأحد بأن “التظاهر السلمي حق دستوري (…) وعلينا أن نحميه وأن نواكبه وأن نكون جزءا منه لا أن نكون في الضفة الأخرى أو خارجه”.

واعترف سلام بعدم وجود “حلول سحرية” في ظل التجاذبات السياسية القائمة في لبنان، وقال “قصة النفايات هي القشة التي قصمت ظهر البعير لكن القصة أكبر بكثير وهي قصة النفايات السياسية في البلد والتي تلبسها كل المرجعيات والقوى السياسة”.

اقرأوا المزيد: 358 كلمة
عرض أقل
Lebanese Flag- You Stink
Lebanese Flag- You Stink

طلعت_ ريحتكم: لبنان تحتج

منذ أكثر من شهر تتراكم النفايات في شوارع العاصمة بسبب تعامل الحكومة السيء. تظاهر أمس الآلاف ضدّ هذا العجز. ردّت الشرطة بإطلاق النار الحيّ وجرحت ما لا يقلّ عن 30 متظاهرا

بعد أكثر من شهر من النفايات في الشارع، تظاهر الآلاف أمس (السبت) في بيروت ضدّ الفساد الحكومي وأداء السلطات السيء. أطلقت قوات الأجهزة الأمنية النار من أجل تفريق المتظاهرين الذين تجمّعوا في أحد الميادين أمام مبنى الحكومة. جُرح ما لا يقل عن 30 متظاهرا، أحدهم في حالة خطرة.

في لبنان، هناك انتقادات كثيرة حول تصرّف الأجهزة الأمنية. استخدمت القوات أيضًا قنابل الصدمة، الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه من أجل تفريق المتظاهرين، الذين صرخوا “الشعب يريد إسقاط النظام” و “ثورة”.

كانت المظاهرة أمس هي الأكبر منذ أن توقف إفراغ النفايات. ينتمي منظّموها إلى مجموعة تأسست في الشبكة بعنوان “You Stink!”، والتي تدعو اللبنانيين إلى الانضمام إلى الثورة ضدّ الحكومة الفاسدة.

يخطّط منظّمو الاحتجاج إلى التظاهر قرب مبنى الحكومة والبرلمان. “هناك نفايات لا يمكن أبدا تدويرها”، كما جاء على أحد الملصقات جنبا إلى جنب مع صور سياسيين لبنانيين.

https://twitter.com/Nathaliek92/status/635411274747146240

رغم أن الحكومة تقوم بدورها بصعوبة ولأكثر من عام ليس هناك رئيس، لم يعتد اللبنانيون على الخروج بأعداد كبيرة للتظاهر في الشوارع إذا لم يكن هناك حزب ينظّم المظاهرة. يدعو منظّمو موجة المظاهرات الأخيرة المزيد من اللبنانيين إلى الانضمام إليهم.

احتجاجات شعبية عارمة وسط العاصمة اللبنانية، بيروت (AFP)
احتجاجات شعبية عارمة وسط العاصمة اللبنانية، بيروت (AFP)

تحظى العبارات الحادة ضدّ الحكومة والسياسيين اللبنانيين بتعزيز أيضًا في مواقع التواصل الاجتماعي حيث لا يُوفر الشباب هناك الانتقادات الشديدة ويرفعون صورا ومقاطع فيديو عن الفساد المستشري والنفايات المتراكمة في الشوارع وعدم كفاءة القيادة اللبنانية.

ويثني الكثير من الشباب على هؤلاء الشباب والمتظاهرين الذين خرجوا إلى الشوارع للاحتجاج على عجز السلطات. ويطالب الكثير من اللبنانيين باستقالة تمام سلام ويتساءل آخرون كيف تحولت مظاهرة احتجاجية هادئة إلى ساحة معركة بين المتظاهرين وقوات الأمن التي سحقت المظاهرة بقوة وفرّقت المتظاهرين.

اقرأوا المزيد: 248 كلمة
عرض أقل
مواجهات بين متظاهرين وقوات الامن في بيروت في 22 اب/اغسطس (2015  © اف ب)
مواجهات بين متظاهرين وقوات الامن في بيروت في 22 اب/اغسطس (2015 © اف ب)

16 جريحا على الأقل في مواجهات بين متظاهرين وقوى الأمن اللبنانية على خلفية أزمة النفايات

الفوضى سادت حين أقدم عشرات المتظاهرين على رشق عناصر قوى الأمن بالحجارة. وكان هؤلاء قد اقاموا حواجز حديدية لمنعهم من الاقتراب من البرلمان

اندلعت مواجهات عنيفة مساء السبت في وسط بيروت بين عناصر في قوى الأمن الداخلي ومتظاهرين يطالبون بحل جذري لأزمة تراكم النفايات في لبنان المستمرة منذ أسابيع، ما أدى إلى 16 جريحا على الأقل وفق الصليب الأحمر اللبناني.

وكان الاف المتظاهرين تجمعوا بعد الظهر احتجاجا على عجز الحكومة عن إيجاد حل لأزمة النفايات المنزلية التي تغرق فيها شوارع بيروت ومنطقة جبل لبنان منذ لأسابيع.

وقال مصدر في الصليب الأحمر “هناك على الأقل 16 جريحا ما بين قوى الأمن ومدنيين”.

ولبى المتظاهرون دعوة حركة “طلعت ريحتكم” التي تضم ناشطين في المجتمع المدني وتجمعوا في ساحة رياض الصلح قرب مبنى مجلس النواب حيث بدأوا يرددون الشعارات المناهضة للحكومة.

وأفاد مصور فرانس برس أن الفوضى سادت حين أقدم عشرات المتظاهرين على رشق عناصر قوى الأمن بالحجارة. وكان هؤلاء قد اقاموا حواجز حديدية لمنعهم من الاقتراب من البرلمان.

ثم حاولت المجموعة إزالة الحواجز فاستخدم العناصر الأمنيون الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريقهم. وعمدوا ايضا إلى ضرب متظاهرين. ثم سمع إطلاق نار كثيف.

ومساء، طلب وزير الداخلية نهاد المشنوق الموجود خارج لبنان من قوى الأمن التوقف الفوري عن إطلاق النار مؤكدا عبر وسائل الإعلام أن من قاموا بذلك سيلاحقون.

كما أطلقت قوات الأمن سراح جميع المتظاهرين المحتجزين بأمر من وزير الداخلية وفق ما أفادت المديريــة العامــة لقـوى الأمن الداخلـي. وتحدثت قوى الأمن الداخلي عن سقوط 35 جريحا في صفوفها في الصدامات دون تحديد خطورة الإصابات. كما أكدت وجود جرحى بين المتظاهرين.

وتوقفت المواجهات مساء السبت لكن بضع مئات من المتظاهرين ظلوا متجمعين في ساحة الشهداء وسط بيروت. ونظمت حركة “طلعت ريحتكم” عدة تظاهرات في الأسابيع الأخيرة سعيا إلى حل شامل لمشكلة جمع النفايات.

وبدأت الأزمة منتصف تموز/يوليو مع غلق مستاكني الجوار مكب الناعمة خارج العاصمة اللبنانية.

ورغم استئناف جمع النفايات بعد عدة ايام فان النفايات تم رميها في مساحات فارغة هنا وهناك بسبب غياب المصبات.

وكان تم فتح مكب الناعمة للنفايات في 1997 وصمم لاستقبال نفايات العاصمة وسكان الجبل وذلك لبضع سنوات في إنتظار حل شامل. لكنه لا يزال قائما بعد 18 عاما.

ولم ينجح البرلمان اللبناني المشلول الحركة والمنقسم في التصويت على قانون مناسب والنتيج أن مكب الناعمة الذي يفترض أن يستقبل مليوني طن من النفايات أصبح يحوي 15 مليون طن.

اقرأوا المزيد: 334 كلمة
عرض أقل
رسم لعلم الاستقلال على احد الابنية في بيروت (AFP)
رسم لعلم الاستقلال على احد الابنية في بيروت (AFP)

الغاء الاحتفال الرسمي بعيد الاستقلال في لبنان للمرة الاولى منذ الحرب الاهلية

انتهت ولاية الرئيس السابق سليمان في 25 مايو. الا ان مجلس النواب فشل في انتخاب رئيس جديد بسبب عمق الانقسام السياسي في البلاد على خلفية الازمة في سوريا

ألغت السلطات اللبنانية الاحتفال السنوي الرسمي بذكرى الاستقلال التي تصادف غدا السبت بسبب استمرار شغور موقع الرئاسة، وذلك للمرة الاولى منذ نهاية الحرب الاهلية العام 1990، بحسب ما ذكر وزير الاعلام رمزي جريج لوكالة فرانس برس.

وقال الوزير الجمعة ان رئيس الوزراء تمام سلام “وجه رسالة الى اللبنانيين في مستهل جلسة الحكومة امس اعلن فيها اننا لن نحتفل بذكرى الاستقلال هذا العام بسبب شغور منصب رئيس الجمهورية”.

وهي الذكرى الواحدة والسبعين لاستقلال لبنان الذي اعلن استقلاله في 22 تشرين الثاني/نوفمبر 1943، منهيا انتدابا فرنسيا استمر 23 عاما.

واوضح مصدر عسكري انها “المرة الاولى التي يلغى فيها الاحتفال بذكرى الاستقلال منذ نهاية الحرب الاهلية التي شهدتها البلاد بين عامي 1975 و1990، مضيفا “في عيد الجيش الذي صادف في الاول من آب/اغسطس، تم كذلك الغاء العرض العسكري  الذي كنا نقوم به سنويا”.

وانتهت ولاية الرئيس السابق ميشال سليمان في 25 ايار/مايو. الا ان مجلس النواب فشل في انتخاب رئيس جديد بسبب عمق الانقسام السياسي في البلاد على خلفية الازمة في سوريا المجاورة.

وتتطلب جلسة انتخاب رئيس حضور ثلثي اعضاء مجلس النواب (86 من اصل 128). ولم يتمكن البرلمان على الرغم من دعوته الى جلسة انتخاب رئيس 15 مرة، من تحقيق نصاب بسبب مقاطعة تكتل حزب الله وحلفائه للجلسات. ويدعو هذا التكتل الى “التوافق مسبقا” على رئيس قبل عقد الجلسة. ويتهمه الفريق المناهض له (قوى 14 آذار) بمحاولة فرض الرئيس الذي يريده.

ضحايا الحرب الأهلية في سوريا (AFP)
ضحايا الحرب الأهلية في سوريا (AFP)

ويتخلل الاحتفال الرسمي بعيد الاستقلال في لبنان اجمالا عرض عسكري تشارك فيه فروع القوات المسلحة والدفاع المدني والكشافة ومؤسسات اخرى، وتحضره الشخصيات السياسية والامنية، على راسهم رئيس الجمهورية.

واوضح مصدر امني لفرانس برس من جهة اخرى ان “جزءا من قرار الغاء الاحتفال يعود ايضا الى قضية الجنود وعناصر الامن المخطوفين” في سوريا.

والى جانب الانقسام السياسي، يتعرض لبنان الى هزات امنية متتالية ناتجة عن تداعيات النزاع السوري.

في مطلع آب/اغسطس، شهدت بلدة عرسال (شرق) الحدودية مع سوريا مواجهات بين الجيش اللبناني ومسلحين قدموا من سوريا ومن مخيمات للاجئين السوريين داخل البلدة استمرت خمسة ايام وتسببت بمقتل عشرين جنديا و16 مدنيا وعشرات المسلحين.

وانتهت هذه المواجهات بانسحاب المسلحين من عرسال الى الجرود والى سوريا، الا انهم خطفوا معهم عددا من العسكريين وعناصر قوى الامن الداخلي، قتلوا منهم ثلاثة ولا يزالون يحتجزون 27.

وتعود رئاسة الجمهورية في لبنان الى الطائفة المارونية. ومنذ انتهاء ولاية سليمان، تتولى الحكومة المؤلفة من ممثلين عن غالبية القوى السياسية ويرأسها تمام سلام (سني)، مجتمعة، بموجب الدستور، صلاحيات الرئيس لحين انتخاب رئيس جديد.

اقرأوا المزيد: 373 كلمة
عرض أقل
الحكومة اللبنانية الجديدة, يناير 2014 (AFP PHOTO / HO / DALATI AND NOHRA)
الحكومة اللبنانية الجديدة, يناير 2014 (AFP PHOTO / HO / DALATI AND NOHRA)

فشل البرلمان اللبناني في اختيار رئيس للمرة الثالثة

معظم النواب من تحالف الثامن من آذار بقيادة حزب الله الشيعي تغيبوا عن الجلسة مما حال دون اكتمال النصاب اللازم للتصويت

فشل النواب اللبنانيون للمرة الثالثة في اختيار رئيس للبلاد اليوم الأربعاء (7 مايو أيار) مما أثار مخاوف من أن يظل المقعد شاغرا بعد انتهاء ولاية الرئيس ميشال سليمان خلال أقل من ثلاثة أسابيع.

ووصل بعض النواب إلى مبنى البرلمان في وسط بيروت لكن معظم النواب من تحالف الثامن من آذار بقيادة حزب الله الشيعي تغيبوا عن الجلسة مما حال دون اكتمال النصاب اللازم للتصويت.

وستعقد الجلسة الجديدة في 15 مايو أيار قبل عشرة أيام من انتهاء ولاية سليمان.

ولم تتفق بعد الكتلتان السياسيتان الرئيسيتان وهما تحالف الثامن من آذار بقيادة حزب الله الشيعي وتحالف 14 آذار المنافس له بقيادة السنة على مرشح توافقي حتى يفوز بالأغلبية اللازمة من أصوات نواب البرلمان البالغ عددهم 128 نائبا.

وأكد النائب هاني القبيسي من حركة أمل الشيعية التي تنتمي إلى تحالف الثامن من آذار ضرورة التوصل إلى مرشح توافقي.

وقال لرويترز من أمام مبنى البرلمان “لم يكتمل النصاب والبلد بحاجة إلى توافق لنصل إلى انتخاب لرئيس جمهورية رئيس تحدي لا يوصل إلى أي نتيجة ولا يمكن لأي فريق أن يفرض على فريق آخر اسما أو مرشحا وبالتالي لا يمكن أن ننتخب اسما مطروحا كتحدي على الساحة اللبنانية. نحن بأمس الحاجة لأن نتوافق كأطراف ككتل نيابية لنصل إلى إخراج لبنان من هذه الأزمة ويكون لنا رئيس.”

وهذا الجمود ناجم عن الانقسامات السياسية والطائفية القائمة منذ فترة طويلة والتي تفاقمت بسبب الحرب الدائرة منذ ثلاثة أعوام في سوريا المجاورة وقد يستمر بعد أن يترك سليمان المنصب في 25 مايو أيار.

وقال النائب محمد قباني من تيار المستقبل “من الواضح من يحضر ومن لا يحضر وبالتالي استعمال النصاب كسلاح للوصول إلى نتيجة سياسية وهي لن ينتخب رئيس إلا بموافقتنا وإلا لا رئيس.. هذا ما يمارس حاليا ويقال أصلا بعض الفرقاء قالوه.. الشيخ نعيم قاسم قالها.. نحن نسير نحو الشغور بعد 20 (يوما) تقريبا.”

وتأتي المحاولة الثالثة لإفساح الطريف أمام انتخابات رئاسية في لبنان بعد أزمة مماثلة الأسبوع الماضي عندما فشل النواب في استكمال النصاب اللازم للتصويت.

ويأتي البحث عن رئيس جديد بعد أقل من شهرين من إنهاء رئيس الوزراء تمام سلام فراغا في الحكومة استمر عاما حين فاز باقتراع على الثقة في حكومته الجديدة.

وقد يعيد التأخر في انتخاب رئيس جديد لبنان إلى مأزق في وقت هو في أمس الحاجة فيه لقيادة جديدة لاحتواء الصراع الطائفي المستمر منذ شهور والتعامل مع تدفق اللاجئين السوريين وتباطؤ حاد في النمو الاقتصادي.

اقرأوا المزيد: 362 كلمة
عرض أقل
مقاتلي حزب الله (AFP)
مقاتلي حزب الله (AFP)

الوضع السياسي والأمني لحزب الله: نقلة نوعية؟

حزب الله يحتاج أن يتعامل وقتيًّا مع تحديّات داخلية وخارجية في لبنان، المقسّمة أكثر من أي وقت كان. إن الصراع المستمرّ في سوريا يؤدي إلى ضغوط إضافية على لبنان وحزب الله، وعدم الاستقرار يستمرّ

منذ اندلاع الحرب الأهلية الدامية في سوريا، أصبحت البيئة السياسية والأمنية لحزب الله أكثر تركيبًا. رغم أن حزب الله بقي التنظيم العسكري الأقوى في لبنان، فإنّ اشتراك التنظيم اللبناني الشيعي بشكل عميق في الحرب الأهلية ولفترة طويلة مع الآثار الإقليمية المكثّفة؛ يؤدّي إلى تقويض تدريجي لمكانته داخل لبنان ويضرّ بحرية العمل وقدرته على إبراز قوّته تجاه أعدائه.

يحتاج حزب الله أن يتعامل وقتيًّا مع تحديّات داخلية وخارجية. في لبنان، المقسّمة أكثر من أي وقت كان بين داعمي بشار الأسد وبين معارضيه، يواجه حزب الله فقدان الاستقرار المستمرّ.

يؤدي الصراع المستمرّ في سوريا إلى ضغوط إضافية على لبنان والذي هو نابع من قدوم اللاجئين السوريين إلى أراضيه، والذين بلغ عددهم حتى نهاية عام 2013 إلى نحو مليون شخص؛ أكثر من 20% من مجموع سكّان لبنان، ومن المتوقع أن يزداد العدد ليصل إلى مليون ونصف حتى نهاية عام 2014.

على ضوء الوضع غير المستقرّ، فقد كانت لحزب الله مصالح واضحة في ملء الفراغ السياسي في لبنان، والذي استمرّ أحد عشر شهرًا والتي أديرت خلالها الدولة دون حكومة. انتهت هذه الأوضاع في منتصف شباط 2014، حين نجح رئيس الحكومة المكلّف، تمام سلام، في كسر الجمود السياسي وإعلان إقامة حكومة وحدة وطنية مؤسسة على اتفاق ائتلافي مقسّم وفق صيغة 8-8-8.

ووفقًا لهذه الصيغة فمن المفترض أن تحظى الحركتان الرئيسيّتان – معسكر الرابع عشر من آذار برئاسة سعد الحريري ومعسكر الثامن من آذار بقيادة حزب الله – بثمانية مناصب وزارية لكل واحدة منها، حيث يعيّن رئيس الحكومة مع الرئيس سليمان بقية المناصب الثمانية المتبقّية.

ولد سوري في مخيم عرسال في لبنان (AFP)
ولد سوري في مخيم عرسال في لبنان (AFP)

ألزم الاتفاق جميع الأطراف بإجراء تنازلات، وأُجبر حزب الله على الموافقة بأن تكون وزارات مهمة مثل وزارة الدفاع، القضاء والداخلية، بيد معسكر الرابع عشر من آذار. ومع ذلك، لم يخاطر حزب الله بشكل كبير بدخوله في الحكومة الجديدة، حيث إنّ لكلا الحركتين هناك حقّ النقض على قرارات الحكومة.

ففي الأشهر القادمة سيكون على الحكومة اتخاذ سلسلة من القرارات الحاسمة؛ إجراء إصلاح في قانون الانتخابات كجزء من التحضيرات للانتخابات البرلمانية في تشرين الثاني 2014 والرئاسة، مواجهة العنف الداخلي المتزايد واستمرار مشاركة حزب الله في الحرب الأهلية السورية، وأيضًا الحاجة إلى التعاون مع المحكمة الدولية الخاصة في قضايا لبنان ضدّ المتّهمين في اغتيال رفيق الحريري والتي بدأت في 16 كانون الثاني 2014، فإنّ حقّ النقض المعطى للتنظيم يضمن عدم اتخاذ أي قرار وطني مصيري دون موافقته.

فضلًا عن ذلك، فإنّ استقلالية التنظيم في حمل السلاح وتراجعه عن المشاركة في الساحة السورية، تُناقش في نقاشات البرلمان الأولى للحكومة الجديدة في لبنان، وقد أعلن حزب الله بأنّه لا ينوي التنازل عنها. وهكذا، في المفاوضات الصعبة مع خصومه السياسيّين، نجح التنظيم في التأكد من إدخال بند يدعم “المقاومة” إلى برنامج الحكومة.

عناصر حزب الله (MAHMOUD ZAYYAT / AFP)
عناصر حزب الله (MAHMOUD ZAYYAT / AFP)

ومع ذلك، اضطر التنظيم إلى التنازل عن بند متعلّق بشكل واضح بالصيغة الثلاثية (تريبارتي) والتي وحّدت في الماضي كلّا من الجيش، الشعب والمقاومة، والاكتفاء بصيغة غامضة تعترف بحقّ كل مواطن لبناني في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي. وبالإضافة إلى ذلك انتقد حزب الله دعوة الرئيس سليمان في الحفاظ على إعلان بعبدا؛ وهو وثيقة خُصّصت للحفاظ على حيادية لبنان إزاء الصراعات الإقليمية المستمرّة بشكل عامّ، وبإزاء الحرب الأهلية السورية بشكل خاص. ‎ ‎

وتمنح الحكومة الجديدة فرصة لحزب الله في دفع خصومه السياسيّين إلى التعاون في الصراع ضد ما يسمّيه التنظيم “التحدّي التكفيري”؛ أي صعود التنظيمات السلفية – الجهادية، التي تعمل من داخل لبنان.

أعلن الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، عن ذلك خلال خطاب ألقاه في يوم القدّيسين، بمناسبة وفاة عدد من الشخصيات البارزة في التنظيم، من بينها عماد مغنية واللقيس وآخرين. وقد تطرّق في خطابه إلى الخطر الذي جلبته التنظيمات التكفيرية العاملة في سوريا ولبنان، وحذر من أن تكون هذه التنظيمات مستغلّة من قبل إسرائيل و”داعمين عرب” آخرين (يقصد المملكة العربية السعودية) لزرع التقسيم والنزاع.

أمين عام حزب الله، حسن نصرالله (AFP)
أمين عام حزب الله، حسن نصرالله (AFP)

إن مشكلات حزب الله مع التنظيمات السلفية الجهادية المحلية ليست سياسية فحسب: ففي السنة الأخيرة حدث ارتفاع كبير بالهجمات ضدّ حزب الله، بما في ذلك الاغتيال الذي طال أحد مسؤولي التنظيم حسن اللقيس، والعمليات الإرهابية ضدّ أهداف متعاطفة مع حزب الله مثل العمليّة الانتحارية في سفارة إيران وأهداف مدنية في بيروت والبقاع.

لا شك أنّه من الناحية العسكرية فإنّ حزب الله منظّم، ومجهّز ومؤسّس بشكل أفضل من أعدائه في الجهاد السني، ولكن ارتفاع أعمال العنف الموجهة إليه وإلى جمهور منتخبيه الشيعة، هو إشارة تدلّ على تغيير في دوره السياسي وسمعة التنظيم “الذي لا يهزم” ومتأثرة بمشاركته في الحرب الأهلية السورية.

تجبر التهديدات الداخلية حزب الله على زيادة رقابته وحراسته لنقاطه القوية التي تحت حمايته وبالمقابل تلزمه بتكريس المزيد من الجهود لإثبات مشاركته وحضوره في المجتمع الشيعي بلبنان.

وهذا للحفاظ على هيبة ومصداقية التنظيم أمام المجتمع الشيعي، ومن أجل إقناع داعميه التقليديين بقدرته على حمايتهم والتقليل من الضرر الذي يحلّ بهم كنتيجة مباشرة لسياسته في سوريا.

اعتمد التنظيم طريقة أخرى في مواجهة الهجوم ضدّه وذلك من خلال التعاون مع القطاع الأمني في لبنان. فمساعدة كهذه لها أهمية كبيرة من ناحية العمليات الميدانية ومن الناحية السياسية، حيث إنّه من المهم لدى حزب الله أن يضمن بأن تشيع وتُعالَج الهجمات ضدّه وضد جمهوره على أنّها هجمات إرهابية ذات طابع وطني، وليست هجمات موجّهة بشكل خاص ضدّه بحيث تكون مشكلة محصورة به وعليه أن يقوم بحلّها بقواه الذاتية.

أصبحت التحدّيات الداخلية اللبنانية أمام حزب الله أكثر تعقيدًا بعد مشاركته العميقة في سوريا. فمشاركة التنظيم في عمليات الدفاع والهجوم حولته سوية إلى مضاعف لا يستهان به لقوة نظام الأسد.

بكلمات أخرى، فإنّ حزب الله “مُستَوعَب كلّه” في سوريا، ويبدو أنّه من غير المحتمل تغيّر ذلك في المستقبَل القريب. إنّ هذه الاعتبارات الاستراتيجية تساعد في تفسير سبب كون الحفاظ على قواعد هادئة في أرض الوطن بلبنان مصلحة عليا للتنظيم، وفي المقابل في منع، أو على الأقل تأخير تصاعد التوتّر الحالي مقابل عدوّه التاريخي؛ إسرائيل.‎ ‎

جنازة لأحد مقاتلي حزب الله في قرية خيام اللبنانية بعد مشاركته في الحرب السورية (ALI DIA / AFP)
جنازة لأحد مقاتلي حزب الله في قرية خيام اللبنانية بعد مشاركته في الحرب السورية (ALI DIA / AFP)

وفي هذا السياق فقد تم في الأسابيع الثلاثة الأخيرة تنفيذ أربع عمليات إرهابية مختلفة على الأقل من إطلاق القذائف ووضع العبوات الناسفة على الحدود الإسرائيلية في هضبة الجولان ومنطقة جبل دوف، وكانت أخطرها يوم الثلاثاء، 18 آذار 2014.

في جميع الأحوال فقد ظهر حزب الله باعتباره منفّذ ممكن، الذي يحاول من جهة تأكيد سمعته كزعيم للمقاومة الوطنية في لبنان وحاميها ضد العدوانية الإسرائيلية، ومن جهة أخرى منع التصعيد العسكري ضدّ إسرائيل.

من خلال التركيز في العمليات ضد إسرائيل بواسطة الجولان، يستطيع التنظيم الإشارة لإسرائيل بأنّ المجموعة قادرة على تقويض المشاكل على حدود إسرائيل من خلال سوريا دون توسيع ساحة المعركة إلى لبنان. المصلحة الإسرائيلية هي عدم الانجرار إلى الحرب الأهلية السورية وانعدام الاستقرار في لبنان. ستحسن إسرائيل الفعل لو حاولت منع التصعيد من خلال الحفاظ على ردود فعل عسكرية مركزة وموزونة.

نُشرت المقالة للمرة الأولى في موقع معهد أبحاث الأمن القومي

اقرأوا المزيد: 1007 كلمة
عرض أقل
2001، صلاة في الكنيس الرئيسي في دمشق (AFP)
2001، صلاة في الكنيس الرئيسي في دمشق (AFP)

يهود الشام يشعرون بالحنين إلى دمشق وبيروت

تعتبر جالية يهود سوريا ولبنان إحدى الجاليات الأكبر والأهمّ في الشرق الأوسط، ماذا تبقّى منها؟ وما مصير أولئك الذين بقوا في موطنهم؟

في قلب بيروت، غير بعيد عن مكتب رئيس الحكومة اللبناني، تمام سلام، يقع الكنيس الكبير “نجمة إبراهيم”. الحالة المادية للكنيس صعبة، ولكن لا يزال بالإمكان مشاهدة نجمة داود تزيّن كل عمود في المبنى. كان يرمز المكان إلى عظمة الجالية اليهودية في المدينة. وهو اليوم معرّض للرياح، ليس له سقف، وهو يمثّل حالة من تبقّوا من الجالية اليهودية الذين لا يزالوا في لبنان.

وقد لاقت أدلّة على قيام صلاة يهودية مقلّصة جدًّا بمناسبة عيد الفصح الماضي (2013) ترحيبًا في إسرائيل. احتفل سبعة أفراد يهود من بين عدد قليل ممن تبقى من اليهود في سوريا بذكرى العيد الماضي في الكنيس الصغير الذي تبقّى في مدينة دمشق بسرّية شديدة.

تظهر هذه الأدلة وغيرها أحيانًا في صفحات الصحف المحلية والإقليمية وتوفّر لمحة نادرة لِما كانت عليه في يوم من الأيام إحدى أكبر الجاليات وأكثرها ازدهارًا في الشرق الأوسط.

جالية حلب ودمشق

لقد عاش اليهود في سوريا منذ الفترة التوراتية. وقد ارتفعت أعداد الجالية اليهودية بشكل ملحوظ بعد طردهم من إسبانيا عام 1492. وعلى مرّ الأجيال، وجدت الجاليات اليهودية الأكبر مكان سكناها في المدن الكبرى دمشق وحلب، بينما كانت هناك أيضًا جاليات أصغر على الحدود التركية السورية، في القامشلي. عام 1943، بلغ تعداد الجالية اليهودية في سوريا 30,000 شخص. وقد تقسّمت هذه الجالية بشكل أساسيّ بين حلب، التي عاش فيها 17,000 يهودي، ودمشق، التي عاش فيها نحو 11,000 يهودي.

في سوريا أيضًا، كما في بلدان إسلامية أخرى عاش اليهود بصفة “ذمّيّ” حتى العصر الحديث. عام 1840 حدثت فرية الدم التي سمّيت “فرية دمشق” (في أعقاب اختفاء راهب نصراني وخادمه المسلم وقد اتهمت شخصيات رئيسية من الجالية اليهودية في دمشق بخطفهما وقتلهما من أجل استخدام دمائهما في خبز المصّة) إبّان الحكم العثماني. وقد أدّت الفرية إلى أعمال شغب واعتداءات جسديّة على اليهود من قبل الرعاع. وقد توقّفت أعمال الشغب هذه فقط حين أصدر العثمانيّون مرسومًا إمبراطوريّا برّأ يهود دمشق من الفرية.‎

2000، الجالية اليهودية في دمشق تصوت لصالح بشار الأسد في الانتخابات (AFP)
2000، الجالية اليهودية في دمشق تصوت لصالح بشار الأسد في الانتخابات (AFP)

وبعد الحرب العالمية الأولى (1920) بدأ الانتداب الفرنسي على سوريا. وخلال الصراعات حول تشكيل سوريا، اندلعت عام 1925 ثورة الدروز ضدّ الفرنسيين. وخلال تلك الثورة، تمّت مهاجمة الحيّ اليهودي في دمشق. قُتل الكثير من اليهود، وجرح العشرات، ونُهبت الكثير من المحلات التجارية والمنازل. وقد حدثت الهجمات ضدّ اليهود أيضًا على خلفية الأحداث في أرض إسرائيل في إطار الصراع اليهودي-العربي. عام 1936، بالتوازي مع اندلاع الثورة العربية في فلسطين، قامت أعمال شغب ضدّ يهود دمشق الذين اتّهموا بأنّهم داعمون للصهيونية.

عام 1948 تفاقمت أوضاع اليهود. وبعد وقت قصير من إقامة دولة إسرائيل، ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” أنّه: “في سوريا، يتم اتّخاذ سياسات اقتصادية للتمييز ضدّ اليهود. في الواقع جميع عمال الخدمة العامة من اليهود الذي تم تشغيلهم من قبل حكومة سوريا، تمّت إقالتهم. يمكننا القول بأنّه تم إلغاء حرية التنقّل. أنشئت مراكز خاصّة للحراسة يتمثّل كلّ دورها في رصد تحرّكات اليهود”.

وخلال سنوات الثلاثينات (حتى اندلاع الثورة العربية الكبرى) حدث ارتفاع في أعداد المهاجرين من سوريا بشكل أساسيّ بسبب الأزمة الاقتصادية في سوريا. خلال سنوات الثلاثينات هاجر نحو 3,100 يهوديّ، والذين سكنوا في تل أبيب وضواحيها وأقاموا جاليات منظّمة.
عام 1945 نظّم الموساد هجرة 1,400 طفل من سوريا إلى مستوطنات الشمال.

2000، لقاء بين ممثلي الجالية اليهودية في دمشق بالرئيس بشار الأسد (AFP)
2000، لقاء بين ممثلي الجالية اليهودية في دمشق بالرئيس بشار الأسد (AFP)

في السنوات بين 1945-1947 لم تتوقف الهجرة من سوريا ولكنّها ضعفت. عام 1946 بدأ يهود سوريا ولبنان في تنظيم هجرتهم غير الشرعية ووصل أكثر من ألف منهم إلى البلاد بقواهم الذاتية بين السنوات 1946-1947، بشكل خاصّ في أعقاب اضطرابات عام 1947.‎ ‎

بعد إقامة دولة إسرائيل أجبر معظم يهود سوريا على الهجرة، ومن بين 30,000 يهودي عاشوا فيها قبل الهجرة الجماعية بقي نحو 5,000 فقط. ومن بين اليهود الذين غادروا قدم إلى إسرائيل نحو 1700 شخص، والبقية هاجروا إلى الولايات المتحدة وأوروبا.

يهود لبنان

عاش اليهود في لبنان منذ العصور القديمة. منذ القرن الأول للميلاد دعم الملك هيرودس الكبير الجالية اليهودية في بيروت ومنذ ذلك الحين استقرّ اليهود على شاطئ بحر لبنان. عام 1492 ازداد عدد السكّان في أعقاب طرد يهود إسبانيا، ولكن مع ذلك كانت الجالية اليهودية لا تزال من الجاليات اليهودية الصغيرة في البلدان العربية.‎ ‎

في النصف الثاني من القرن التاسع عشر وخلال القرن العشرين انتقل الكثير من اليهود إلى المدن الساحلية، وبشكل أساسي إلى بيروت. عام 1901 بلغ عدد أفراد الجالية في بيروت نحو 3500 شخص. وخلال النصف الأول من القرن العشرين توسّعت الجالية اليهودية بشكل كبير بفضل الهجرة من اليونان، تركيا وفي وقت لاحق من سوريا والعراق أيضًا. عام 1948، كان في لبنان نحو 7000 يهودي، حيث تركّزوا في بيروت والقرى المجاورة لجبل لبنان.

كنيس ماغين أبراهام هو الكنيس اليهودي الأقدم والوحيد في بيروت  (AFP)
كنيس ماغين أبراهام هو الكنيس اليهودي الأقدم والوحيد في بيروت (AFP)

كانت أوضاع اليهود في لبنان جيّدة نسبيّا بالمقارنة مع البلدان المسلمة في الشرق الأوسط، بفضل الأقلية المسلمة في البلاد وعلاقات اليهود مع أبناء الطوائف غير المسلمة. خلال القرن التاسع عشر، حافظ يهود جبل لبنان على علاقة مع الدروز وقدموا لهم الحماية من المجرمين. بالمقابل، حافظ يهود بيروت على علاقات مع المسيحيين المارونيين. وقد أنشأ اليهود في بيروت ميليشيا مكوّنة من مقاتلين مسيحيين ومموّلة من قبل اليهود، وعملت بشكل رئيسي في الحيّ اليهودي في بيروت وحمت اليهود من الهجمات. وقد أدّى قيام الانتداب الفرنسي في لبنان إلى تحسّن كبير في حالة اليهود. انضمّ اليهود لحزب الكتائب المسيحية وشاركوا في تأسيس لبنان الكبير عام 1920. ولكنّ وضعهم ازداد سوءًا حين نال لبنان استقلاله عام 1945 وقُتل نحو 12 يهوديًا في مدينة طرابلس.‎

مقبرة يهودية مهجورة في بيروت (AFP)
مقبرة يهودية مهجورة في بيروت (AFP)

وبين السنوات 1948-1950 كانت الحركة قرب الحدود بين لبنان ودولة إسرائيل الفتيّة ممنوعة في أعقاب الحرب الجارية، وهو الأمر الذي شكّل صعوبة في الانتقال بين الدولتين. بين السنوات 1949-1950 ارتفع عدد محاولات تهريب اليهود من لبنان. جدّد الموساد العلاقة مع المهرّبين العرب، وأقام علاقة أيضًا مع شولا كيشك-كوهين، والتي عملت جاهدة في لبنان لدعم الهجرة. وقد تم تنفيذ الهجرة غالبًا عن طريق البحر، في قوارب يتراوح عدد المسافرين بها بين عدد قليل من الأفراد حتى 30 فردًا. كانت العلاقة مع الجانب اللبناني قائمة بواسطة مبعوثين أرسلوا رسائل من المطلّة في أراضي دولة إسرائيل إلى لبنان وسوريا. وكانت هناك أيضًا مجموعات منظّمة وخاصّة قامت بتهريب اليهود عن طريق البرّ بمساعدة مهرّبين عرب، قدموا إلى المطلّة وتم استيعابهم هناك من قبل رجال الوكالة أو الموساد. وابتداء من عام 1958 تزايدت الهجرة من لبنان في أعقاب قلّة المخاطر وانخفاض تكاليف الهجرة من هناك. كان ممثلو الوكالة قادرين على العمل من بيروت بشكل سهل نسبيّا، واستطاع كذلك اليهود من مواطني لبنان الحصول على جوازات سفر وتأشيرات دخول ومغادرة لبنان دون صعوبة كبيرة.

رغم الهجرة يشعرون بالحنين إلى بلاد المنشأ

رغم أنّ معظم يهود سوريا في أيامنا هذه، لم يروا في حياتهم موطنهم أبدًا، فلا يزالوا يذكرون جذورهم ويحافظون على تقاليدهم.‎ ‎إنّ فخر يهود سوريا وإصرارهم على الحفاظ على ثقافتهم تعكس تقريبًا بيتهم الوراثيّ في سوريا. تشعر الجالية بالريبة من الغرباء وأحيانًا توصف بأنّها مؤطّرة. داخل الجالية نفسها هناك منافسة رئيسية بين يهود دمشق ويهود حلب، حيث يدّعي كلّ طرف أنّه أكثر قدمًا. ووفقًا لمقال نشر مؤخرًا في موقع  Middle East Online، تميل العائلات في وجبات الأعياد والسبت بتناول أطعمة سورية والكثير من يهود سوريا يستمتعون بالموسيقى والرقصات العربية. أيضًا، فقد حافظ معظم اليهود الذين هاجروا من البلاد على لغتهم العربية، أحيانًا يتحدّث أولادهم بها بشكل جيّد.‎

احتفالات بار متسفا،حفل يهودي ديني يقام عند بلوغ الشاب اليهودي 13 من عمره، في الكنيس في بيروت (موقع ILAI MEDIA)
احتفالات بار متسفا،حفل يهودي ديني يقام عند بلوغ الشاب اليهودي 13 من عمره، في الكنيس في بيروت (موقع ILAI MEDIA)

يأتي حنين غير متوقّع من الشوارع الفارغة في الأحياء اليهودية بدمشق وحلب. ويحكي العرب المحليّون، الذين اشتروا منازل اليهود الذين غادروا وكذلك محلاتهم التجارية، بفخر اليوم عن علاقات صداقة رائعة كانت تربطهم بهم، قبل الهجرة الجماعية عام 1992.

وعلى الرغم من سمعتهم، التي تصوّرهم على أنّهم منعزلون، أصبح بعض اليهود السوريين من المشاهير. والد مغنية البوب، باولا عبدول، وُلد في سوريا ونشأ في البرازيل، وأيضًا عائلة والدة الفنّان الكوميدي، جيري ساينفلد، من سوريا. ربّما كان ذلك دمجًا بين الفكاهة اليهودية والسمات العربية، مثل وصول ضيوف غير متوقّعين إلى المنزل، والأمر الذي جعل ساينفلد أحد أشهر نجوم الكوميديا في الولايات المتحدة وحتى في سوريا نفسها.

على الرغم من الالتزام القويّ لليهود السوريّين تجاه تقاليدهم، فلا يزال بعضهم يخشى من فقدان علاقته مع سوريا ومع اللغة العربية. معظم اليهود السوريين الذين وُلدوا خارج سوريا لم يزوروا في حياتهم موطنهم، وفي هذه الأيام فإن القليل من أبناء هذه الجالية يعلّم أبناءه اللغة العربية.

رغم ذلك، يحاول يهود سوريا في إسرائيل  إعادة جزء من العادات والأذواق لذاكرتهم من حلب ودمشق. وبقي الطعام هو العلاقة القوية بالنسبة لتلك الجاليات مع وطنهم. وتعتبر المأكولات المحشية من العلامات الأكثر ارتباطا بالأكلات السورية (كما هو الأمر بالنسبة للأكلات اللبنانية والفلسطينية)، حيث إنّ القاعدة الرئيسية إزاءها هي: “كل شيء قابل للحشو”؛ الكوسا، الباذنجان، البصل، الطماطم، البطاطا وغيرها. أنواع مثل الكبّة، التبّولة، مدايس (قطع كوسا محشوة باللحم ومطبوخة بالصلصة)، مجدّرة والمعمول، باتت شيئًا من المطبخ السوري التقليدي، والوجبات متعددة المشتركين هي ملكية هدفها الرئيسي الاستمتاع بتناول الطعام وهدفها الثانوي إظهار القدرة على الطبخ أمام الضيوف والتي تتمتّع بها بنات العائلة.

عروس لبنانية يهودية (موقع ILAI MEDIA)
عروس لبنانية يهودية (موقع ILAI MEDIA)

وبخصوص الجالية اليهودية التي أصلها من لبنان فالقليل جدّا هو ما نستطيع أن نقوله عنها لأنّها تضاءلت بشكل ملحوظ في أعقاب سلسلة من الأحداث المأساوية التي حلّت بالجالية في بيروت. الحرب الأهلية الدامية في لبنان، وحقيقة كون اليهود  أقلية مقابل أقليات عرقية ودينية أخرى كثيرة في لبنان (يمكن عدّ 17 من تلك الأقليّات)، العلاقات العدائية والحرب التي كانت بين إسرائيل ولبنان منذ إقامة دولة إسرائيل وحتى اليوم، حرب حزب الله ضدّ إسرائيل وتشتّت الجالية في دول عديدة حول العالم، أدّى كلّ ذلك إلى اختفاء شبه كامل للجالية اليهودية اللبنانية.

في العام 2007، نُشرت وثائق نادرة كان قد جلبها مدوّن مسلم من الولايات المتحدة، مايكل بيضون، والذي زار بيروت؛ وقد عرض صورة صعبة. يعيش في لبنان اليوم بضع عشرات من اليهود فقط. وهم يحافظون على السرّية خوفًا من أن يعرّضهم الكشف عنهم للضرر في ظلّ الوضع الراهن في لبنان. ويغيب ممثّلو الجالية عن الاحتفالات الرسمية أو الأحداث العامة، وكل محاولة للوصول إليهم تصطدم بالحواجز.

ويمكننا أن نستنتج من تقارير في الصحافة العربية أنّ هناك القليل من اليهود فقط في لبنان، ومعظمهم كبار جدّا في السنّ. كثير منهم متزوّجون لغير اليهود. في إسرائيل أيضًا عدد يهود لبنان لا يكاد يُذكر وتقريبًا لا تقام أيّة أنشطة ثقافية أو اجتماعية لأبناء الجالية.

اقرأوا المزيد: 1516 كلمة
عرض أقل
الحكومة اللبنانية الجديدة, يناير 2014 (AFP PHOTO / HO / DALATI AND NOHRA)
الحكومة اللبنانية الجديدة, يناير 2014 (AFP PHOTO / HO / DALATI AND NOHRA)

تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة بعد ازمة استمرت اكثر من 10 اشهر

تضم الحكومة وزيرين من حزب الله الشيعي حيث يتولى النائب محمد فنيش منصب وزير دولة لشؤون مجلس النواب واسندت وزارة الصناعة للنائب حسين الحاج

بعد جمود سياسي استمر اكثر من عشرة اشهر أبصرت النور الحكومة اللبنانية الجديدة برئاسة تمام سلام اليوم السبت في محاولة لتعزيز الامن والاستقرار في بلد يحاول جاهدا منع امتداد العنف اليه من سوريا المجاورة.

وتولت حكومة تصريف الاعمال تسيير شؤون البلاد منذ استقالة حكومة رئيس الوزراء نجيب ميقاتي في مارس اذار الماضي بسبب المشاحنات السياسية بين الاحزاب المتنافسة. وتفاقمت الازمة اثر اصطفاف كل فريق الى جانب حليفه في الحرب الاهلية الدائرة في سوريا منذ نحو ثلاث سنوات.

وتعهد رئيس الوزراء الجديد تمام سلام في كلمة بعد التشكيل بالعمل على ترسيخ الامن ومكافحة الارهاب الذي تواجهه البلاد المتأثرة بالصراع الدائر في سوريا.

وقال سلام “بعد عشرة أشهر من المساعي الحثيثة التي انطلقت اثر تكليفي باجماع من 124 نائبا والتي تطلبت الكثير من الجهد والصبر والتأني والمرونة ولدت حكومة المصلحة الوطنية التي هي حكومة جامعة تمثل في الحكومة الجامعة الصيغة الانسب للبنان بما يمثله من تحديات سياسية وامنية واقتصادية واجتماعية.”

واكد سلام ان الحكومة الجديدة ستعمل على تأمين الانتخابات الرئاسية في موعدها حيث من المقرر ان تنتهي صلاحيات الرئيس ميشال سليمان في مايو ايار المقبل. وينص الدستور على ضرورة انتخاب الرئيس قبل هذه الفترة والا تصبح الرئاسة شاغرة كما حدث في عام 2008.

وفي حال تعذر الوصول الى اتفاق حول شخصية الرئيس المسيحي المقبل عندها تحول صلاحيات رئيس الجمهورية الى الحكومة مجتمعة ريثما يتم انتخاب رئيس جديد.

واشار سلام الى ان الحكومة الجديدة “تهدف الى تشكيل شبكة امان سياسية وتسعى الى انجاز الاستحقاقات الدستورية في مواعيدها وترسيخ الامن الوطني والتصدي لكل انواع الارهاب كما تسهل معالجة الملفات الاقتصادية والاجتماعية الشائكة وابرزها تنامي اعداد النازحين من الاخوة السوريين وما يلقيه من اعباء على لبنان.”

ويعاني لبنان من عبء الأزمة الناشئة عن حرکة النزوح الکثيفة للمواطنين السوريين الذين باتوا يشكلون اكثر من ربع سكان البلاد.

وكان لبنان شهد منذ العام الماضي سلسلة من الاشتباكات الطائفية والمذهبية في طرابلس الشمالية بالاضافة الى التفجيرات الانتحارية في الضاحية الجنوبية لبيروت والهرمل شمال شرق البلاد معقل حزب الله وسقوط صواريخ على مناطق عدة.

وأدى تفجيران انتحاريان متزامنان قرب السفارة الإيرانية في نوفمبر تشرين الثاني إلى مقتل ما لا يقل عن 25 شخصا بينهم دبلوماسي إيراني.

وكان 124 عضوا في مجلس النواب اللبناني المؤلف من 128 قد اختاروا سلام رئيسا للوزراء في إبريل نيسان عام 2013 لكنه لم يتمكن من تشكيل الحكومة لعدة اشهر بسبب التناحر بين الكتل السياسية المؤلفة من 8 اذار بزعامة حزب الله الشيعي و14 اذار بزعامة سعد الحريري السني.

وفشلت محاولة لتشكيل حكومة جديدة الشهر الماضي بسبب اسم من سيتولى حقيبة وزارة الطاقة التي ازدادت اهميتها على نطاق واسع اثر اكتشاف الغاز قبالة ساحل لبنان على البحر المتوسط.

وفي وقت سابق توصل سلام الى اتفاق سياسي مع الاحزاب السياسية على تداول الحقائب الوزارية بين الاحزاب والطوائف المختلفة في الحكومة الجديدة لذا لم يعد بامكان طرف ان يتمسك بحقيبة بعينها.

وخلال المفاوضات اصر التيار الوطني الحر المسيحي المتحالف مع حزب الله على ان يحتفظ جبران باسيل بوزارة الطاقة لكن النزاع حل بعد ان اسندت الحقيبة الى حليفه الارمني آرتور نظريان من حزب الطاشناق الارمني.

وقال باسيل للصحفيين ان الاولوية المطلقة لهذه الحكومة ستكون “‭‭‭‭لتأمين الاستقرار والامن وايضا لتسيير شؤون الناس اليومية والحياتية والموضوع ‬‬‬‬المهم ‭‭‭‭لكل اللبنانيين واساسي هو موضوع النفط اذ ليس مطلوبا من الحكومة الا جلسة واحدة‬‬‬‬‬(‭‭‭‭لاقرار مرسومين يعيقان المناقصات‬‬‬)‭‭‭‬‬‬‬.”

وقال ز‭‭‭‭ير المال‬‬‬‬ ‭‭‭‭ ‬الجديد ‭‭‭‭علي حسن خليل لرويترز ” نريد لهذه الحكومة الجديدة ان تفتح باب التسوية‬‬‬ ‭‭‭الشاملة وتضع البلد على سكة الاستقرار‬‬‬‬”‭‭‭‭ ‬‬‬‬

ورحب وزير الخارجية الأمريكية جون كيري بتشكيل الحكومة ووصف ذلك بأنها “خطوة أولى مهمة” للتعامل مع الاضطرابات السياسية التي عاني منها لبنان في الآونة الأخيرة.

وقال كيري “وسط تصاعد الإرهاب والعنف الطائفي نتطلع إلى أن تلبي الحكومة الجديدة -إذا وافق عليها البرلمان- الاحتياجات الأمنية والسياسية والاقتصادية الملحة للبنان.”

تتألف الحكومة الجديدة من 24 وزيرا برئاسة النائب تمام سلام وتضمنت 14 وزيرا جديدا بينهم امرأة واحدة. ‭‭‭‭‭‭‭وتضم الحكومة الجديدة 8‬‬‬‬‬ ‭‭‭‭‭وزراء‬‬‬‬‬ ‭‭‭‭‭ ‬‬‬‬‬‬‬سمتهم ‭‭‭‭‭‭‭ قوى 8 آذار‬‬‬‬‬‬ بزعامة حزب الله ‭‭‭‭‭‭‭ المؤيد ‬‬‬‬‬‬‬للرئيس بشار الاسد ‭‭‭‭‭‭‭و8 محسوبين على قوى 14 آذار والمعارضة له و8 سماهم كل من سلام ورئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط وهم يشكلون القوى الوسطية‬‬‬.‭‭‭‬‬‬‬‬‬‬

ووفقا للبيان الذي تلاه على الهواء مباشرة في التلفزيون سهيل بوجي الأمين العام لمجلس الوزراء اللبناني يتولى جبران باسيل منصب وزير الخارجية في حين عين وزير الصحة السابق علي حسن خليل وزيرا للمالية.

وأضاف بوجي أن البرلماني نهاد المشنوق من تيار المستقبل عين وزيرا للداخلية في حين عين سمير مقبل المقرب من رئيس الجمهورية وزيرا للدفاع.

وعين المدير العام السابق لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي في منصب وزارة العدل بعد ان رفض حزب الله وحلفاؤه تعيينه في منصب وزير الداخلية وهو الذي يتهمه خصومه بقيادة مجموعات سنية مسلحة في طرابلس بشمال لبنان لمواجهة مسلحين من الطائفة العلوية. ‭‭‭‭‭‭ ‬‬‬‬‬‬‬ وقال سلام “لقد وزعت الحقائب الوزارية الاربعة والعشرون في هذه الحكومة بما يحقق التوازن والشراكة الوطنية بعيدا عن سلبية التعطيل. كما تم اعتماد قاعدة المداورة التي سعيت اليها منذ البداية اي تحرير الحقائب من القيد الطائفي والمذهبي.”

وأضاف “لقد شكلت حكومة المصلحة الوطنية بروح الجمع لا الفرقة والتلاقي لا التحدي. هذه الروحية قادرة على خلق مناخات ايجابية لاحياء الحوار الوطني حول القضايا الخلافية برعاية فخامة رئيس الجمهورية. وقادرة على تأمين الاجواء اللازمة لاجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها فضلا عن الدفع باتجاه اقرار قانون جديد للانتخابات التشريعية.”

ومضى يقول “اني امد يدي الى جميع القيادات واعول على حكمتها لتحقيق هذه الغاية وادعوها جميعا الى التنازل لصالح مشروع الدولة والالتقاء حول الجوامع الوطنية المشتركة ومعالجة الخلافات داخل المؤسسات الدستورية والالتفاف حول الجيش والقوى الامنية وابقائها بعيدا عن التجاذبات السياسية.”

وتضم الحكومة وزيرين من حزب الله الشيعي حيث يتولى النائب محمد فنيش منصب وزير دولة لشؤون مجلس النواب واسندت وزارة الصناعة للنائب حسين الحاج.

وحزب الله هو مجموعة شيعية سياسية مسلحة بدعم من ايران وهي واحدة من اكثر المجموعات نفوذا في لبنان خاض حربا مع اسرائيل عام 2006 وارسل مقاتلين الى سوريا لدعم الرئيس بشار الاسد الذي ينتمي الى الطائفة العلوية المحسوبة على الشيعة. ويدعم تيار المستقبل المقاتلين من ذوي الغالبية السنية في سوريا.

وساهمت الازمة في سوريا في بتفاقم الصراع في المنطقة بين المملكة العربية السعودية التي تدعم مقاتلين سنة ودول اخرى في طليعتها ايران وحلفائها الشيعة في لبنان والعراق والذين يدعمون بشار الاسد.

وقد يكون الاتفاق على الحكومة اللبنانية مؤشرا على ان تلك القوى تريد وقف موجة العنف التي تكثفت في العراق.

وكان الحريري الذي دفع بكل قوته لتشكيل حكومة مع قوى 8 اذار تعهد امس الجمعة في ذكرى اغتيال والده بمواجهة كل محاولات التطرف في الطائفة السنية وتغليب منطق الاعتدال لكنه قال ان مكافحة الارهاب في لبنان تتطلب سحب مقاتلي حزب الله الشيعي الذين يقاتلون الى جانب القوات الحكومية في سوريا “لوقف استدراج لبنان الى محرقة مذهبية.”

اقرأوا المزيد: 1030 كلمة
عرض أقل