قاسم سليماني، قائد فيلق القدس الإيراني (AFP)
قاسم سليماني، قائد فيلق القدس الإيراني (AFP)

قيادي عراقي: قاسم سليماني يتواجد في العراق “متى ما نحتاجه”

القيادي العراقي هادي العامري، زعيم احدى ابرز الفصائل الشيعية المقاتلة ضد تنظيم الدولة الاسلامية: سليماني "كان يقدم الاستشارة الطيبة الجيدة. انتهت المعركة الآن، وعاد الى مقر عمله"

قال القيادي العراقي هادي العامري، زعيم احدى ابرز الفصائل الشيعية المقاتلة الى جانب القوات الامنية ضد تنظيم الدولة الاسلامية، الاحد ان قائد “فيلق القدس” في الحرس الثوري الايراني اللواء قاسم سليماني، يتواجد في العراق “متى ما نحتاجه”.

ويأتي ذلك بعد نحو ثلاثة اسابيع من بدء القوات العراقية وفصائل شيعية وابناء بعض العشائر السنية، بدعم ايراني بارز، عملية عسكرية واسعة لاستعادة مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين، من التنظيم. وتمكنت هذه القوات من استعادة مناطق محيطة بتكريت، الا ان تقدمها تباطأ داخل المدينة بسبب العبوات الناسفة التي زرعها الجهاديون، ما حول العملية في الوقت الراهن الى ما يشبه الحصار للمدينة.

وقال العامري لوكالة فرانس برس من منطقة العلم شمال تكريت، ان سليماني “كان يقدم الاستشارة الطيبة الجيدة. انتهت المعركة الآن، وعاد الى مقر عمله”.

واضاف زعيم “منظمة بدر”، ان “قاسم سليماني موجود متى ما نحتاجه”.

وسبق لوسائل اعلام ايرانية ان نشرت مع بدء عملية تكريت، صورا لسليماني وهو متواجد في الميدان في صلاح الدين.

ولاقى الدور الايراني في معركة تكريت، انتقاد واشنطن التي تقود تحالفا دوليا ينفذ ضربات جوية ضد مناطق تواجد التنظيم في سوريا والعراق.

ولم يشارك طيران التحالف في العملية العسكرية في تكريت، وهي اكبر هجوم عراقي ضد تنظيم الدولة الاسلامية منذ هجومه الكاسح في حزيران/يونيو، وسيطرته على مساحات واسعة في شمال العراق وغربه.

وادى سليماني وغيره من الضباط الايرانيين، ادوارا استشارية للقوات العراقية بعد هذا الهجوم، وينسب اليه الدور الاكبر في مساعدة العراق على وقف زحف التنظيم، ومنعه من التقدم نحو بغداد او المراقد الشيعية.

ويعد سليماني من أبرز القادة العسكريين الايرانيين، وصاحب ادوار واسعة في دول تحظى فيها طهران بنفوذ واسع، لا سيما العراق وسوريا ولبنان.

غالبا ما يوصف بانه اقوى مسؤول امني في الشرق الاوسط. يعمل في الظل، ونادرا ما يدلي بتصريحات. الا ان تواجده الميداني ودوره باتا اكثر علانية في الاشهر الماضية، مع انتشار صور له على مواقع التواصل، وحتى اشرطة ترويجية لفصائل شيعية عراقية مسلحة تشيد بدوره.

اقرأوا المزيد: 294 كلمة
عرض أقل
مقاتلو الدولة الاسلامية، داعش ، في سوريا (Facebook)
مقاتلو الدولة الاسلامية، داعش ، في سوريا (Facebook)

“الدولة الاسلامية” يذبح اربعة اشخاص بتهمة “تجنيد” مقاتلين الى جانب القوات العراقية

تداولت حسابات مؤيدة للتنظيم على مواقع التواصل الاجتماعي تقريرا مصورا بعنوان "اعتقال ونحر خلية تجنيد عناصر في الحشد الرافضي"، وهي التسمية التي يعتمدها الجهاديون للاشارة الى الشيعة

اعلن تنظيم الدولة الاسلامية انه ذبح اربعة اشخاص في محافظة صلاح الدين العراقية، ومركزها مدينة تكريت، بتهمة “تجنيد” عناصر للانضمام الى قوات الحشد الشعبي التي تقاتل الى جانب القوات الحكومية لاستعادة مناطق يسيطر عليها الجهاديون، وذلك بحسب صور نشرت الثلاثاء.

ولجأت الحكومة العراقية الى “الحشد الشعبي”، المكون بمعظمه من فصائل مسلحة ومتطوعين من الشيعة، للقتال الى جانب قواتها لاستعادة المناطق التي يسيطر عليها التنظيم منذ هجومه الكاسح في حزيران/يونيو.

وتداولت حسابات مؤيدة للتنظيم على مواقع التواصل الاجتماعي تقريرا مصورا بعنوان “اعتقال ونحر خلية تجنيد عناصر في الحشد الرافضي”، وهي التسمية التي يعتمدها الجهاديون للاشارة الى الشيعة. ويحمل التقرير توقيع “المكتب الاعلامي لولاية صلاح الدين”، التابعة للتنظيم.

وتظهر الصور اربعة اشخاص يرتدون زيا اسود اللون، راكعين على الارض، علما ان التنظيم عادة ما يظهر اسراه بزي برتقالي قبل قتلهم.

وقيدت يدا كل من هؤلاء الاربعة خلف ظهره، ووقف خلف كل منهم عنصر من التنظيم يحمل سكينا. وبدا ثلاثة من العناصر ملثمين، في حين ابقى الرابع وجهه مكشوفا.

واظهرت الصور العناصر الاربعة وهم يقومون بقطع رأس الاسرى.

ولم يحدد التنظيم مكان تنفيذ عملية الذبح او تاريخها. كما لا يمكن التأكد من صحة هذه الصور من مصدر مستقل.

وسبق للتنظيم المتطرف ان نفذ عمليات قتل واعدام جماعية وعرضها في اشرطة مصورة مشغولة بما يشبه الاخراج السينمائي، او عبر صور يتم تداولها عبر منتديات جهادية او حسابات مؤيدة له. وشملت العديد من العمليات اشخاصا في مناطق سيطرة التنظيم في سوريا والعراق، بتهمة حمل السلاح ضده او مخالفة اوامره او رفض تأييده.

وبدأت القوات العراقية، مدعومة بعناصر من الفصائل المسلحة وابناء بعض العشائر السنية، عملية واسعة في الثاني من آذار/مارس لاستعادة تكريت (160 كلم شمال بغداد) ومحيطها من سيطرة الجهاديين.

وفي حين تمكنت هذه القوات من التقدم تدريجا واستعادة مناطق جنوب وغرب وشمال المدينة، تواجه صعوبة في التقدم داخل المدينة نظرا لكثافة عمليات القنص والهجمات الانتحارية والعبوات الناسفة التي زرعها الجهاديون.

اقرأوا المزيد: 287 كلمة
عرض أقل
داعش يعرض صاروخ سكود
داعش يعرض صاروخ سكود

قوات عراقية تفشل في استعادة تكريت من مقاتلي الدولة الإسلامية

القوات العراقية توقف التقدم صوب تكريت جراء مقاومة شرسة من مقاتلي الدولة الإسلامية

قال ضباط في غرفة العمليات لرويترز إن القوات العراقية أوقفت تقدمها من أجل استعادة تكريت اليوم الثلاثاء في مواجهة مقاومة شرسة من مقاتلي الدولة الإسلامية.

وأضافوا أن القوات العراقية تعرضت لنيران كثيفة بالمدافع الرشاشة وقذائف المورتر جنوبي تكريت في حين أن الألغام المزروعة على الطريق في الغرب ونيران القناصة قوضت جهود الاقتراب من المدينة التي حاولت القوات استردادها عدة مرات.

وقال سكان في وسط تكريت عبر الهاتف إن مقاتلي الدولة الإسلامية يسيطرون بثبات على مواقعهم وينظمون دوريات في الشوارع الرئيسية.

اقرأوا المزيد: 78 كلمة
عرض أقل
جنود في الجيش العراقي يستعدون لمواجهة الإسلاميين المتشددين المتوججين إلى بغداد (AFP)
جنود في الجيش العراقي يستعدون لمواجهة الإسلاميين المتشددين المتوججين إلى بغداد (AFP)

الأمم المتحدة: المئات قتلوا مع تقدم المتشددين الإسلاميين في العراق

يقول مسؤولون إن إيران ستوفد مستشارين وترسل أسلحة لمساعدة حليفها رئيس الوزراء نوري المالكي للتصدي لما تعتبره طهران خطرا كبيرا على استقرار المنطقة

قال روبرت كولفيل المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان اليوم الجمعة إن المئات قتلوا ومنهم من نفذ فيه إعدام بدون محاكمة بعد أن اجتاح متشددون إسلاميون مدينة الموصل هذا الأسبوع.

وأضاف أن القوات الحكومية العراقية أوقفت أشخاصا عند نقاط تفتيش ومنعتهم من الفرار من الموصل التي سيطر عليها متشددو الدولة الإسلامية في العراق والشام. واليوم بات التنظيم يستخدم نقاط تفتيشه الخاصة في اقتناص كل من هو مرتبط بالحكومة العراقية.

وقال كولفيل في افادة صحفية في جنيف “حجم الخسائر بين المدنيين ليس معروفا بعد ولكن التقارير التي تلقتها بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق حتى الآن تفيد أن عدد الذين قتلوا في الأيام الأخيرة قد يصل إلى المئات ويقال أن عدد المصابين يقترب من ألف.”

وتابع أن لبعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق شبكة اتصالات خاصة بها وأجرت مقابلات مع عدد من الذين نزحوا من الموصل وعددهم 500 ألف. وتقول المنظمة الدولية للهجرة إن هناك تقديرات بأن 40 ألفا آخرين نزحوا من مدينتي تكريت وسامراء.

وقال كولفيل “تلقينا تقارير عن إعدامات خارج نطاق القانون لجنود في الجيش العراقي خلال عملية اجتياح الموصل وعن إعدام 17 مدنيا في شارع واحد في مدينة الموصل في 11 يونيو.”

وتابع أنه “كان هناك أيضا إعدام موظف في محكمة في منطقة الدواسة في وسط الموصل وإعدام 12 شخصا في الدواسة يعتقد أنهم يعملون لدى أجهزة الأمن العراقية أو ربما يكونون أفرادا من الشرطة.”

ونسب كولفيل إلى تقارير لبعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق القول إن “الغالبية العظمى” للمتشددين عراقيون.

وقال كولفيل إن السجناء الذين أفرج عنهم من سجن الموصل خرجوا يسعون للانتقام من المسؤولين عن حبسهم وبعضهم توجه إلى تكريت وقتل سبعة من ضباط السجن هناك.

وأضاف “لدينا أيضا تقارير تفيد أن القوات الحكومية ارتكبت تجاوزات وبخاصة قصف مناطق مدنية في السادس والثامن من يونيو حزيران.. مما أسفر عن خسائر كبيرة في صفوف المدنيين.”

وتابع قوله “هناك مزاعم بأن ما يصل إلى 30 مدنيا قتلوا.”

“تلقينا تقارير مفادها أن القوات الحكومية لم تسمح في لحظة معينة للناس بمغادرة الموصل بينما كانوا يهمون بذلك.. وأعيد الناس في واقع الأمر من نقاط التفتيش الموجودة على أطراف المدينة.”

وفي غضون ذلك، قال مسؤول إيراني كبير لرويترز إن إيران تشعر بقلق بالغ بشأن المكاسب التي يحققها المتشددون المسلحون السنة في العراق لدرجة أنها قد تكون على استعداد للتعاون مع واشنطن في مساعدة بغداد على التصدي لهم.

وقال المسؤول لرويترز طالبا عدم نشر اسمه إن الفكرة مطروحة للنقاش بين زعماء إيران. ولم يكن لدى المسؤول علم إن كانت الفكرة طرحت مع أطراف أخرى.

ويقول مسؤولون إن إيران ستوفد مستشارين وترسل أسلحة لمساعدة حليفها رئيس الوزراء نوري المالكي للتصدي لما تعتبره طهران خطرا كبيرا على استقرار المنطقة. لكن من غير المحتمل أن تدفع الجمهورية الإسلامية بقوات.

وقال المسؤول الإيراني الكبير إن طهران منفتحة على خيار التعاون مع الولايات المتحدة لدعم بغداد.

وقال في إشارة للأحداث الجارية في العراق “بإمكاننا العمل مع الأمريكيين لانهاء أنشطة المسلحين في الشرق الأوسط.”

وأضاف “نتمتع بنفوذ قوي في العراق وسوريا ودول كثيرة أخرى.”

اقرأوا المزيد: 448 كلمة
عرض أقل
جهاديون في محافظة صلاح الدين (AFP)
جهاديون في محافظة صلاح الدين (AFP)

المسلحون المتطرفون يتقدمون باتجاه بغداد وأوباما يدرس “كل الخيارات”

بعدما جددت الادارة الاميركية التأكيد على انه من غير الوارد ارسال قوات على الارض، أشار مسؤول أميركي الى احتمال غارات لطائرات بدون طيار

واصل المسلحون الاسلاميون المتطرفون الخميس تقدمهم باتجاه العاصمة بغداد وذلك بعد ان استولوا على مناطق واسعة في شمال غرب العراق من جيش نظامي مستمر في التقهقر، في حين قالت الولايات المتحدة انها لا تستبعد اي خيار لوقف هذا الزحف.

وخشية زحف المسلحين المتطرفين على مدينة كركوك، اغتنمت قوات البشمركة الكردية الفرصة وبسطت للمرة الاولى سيطرتها بشكل كامل على المدينة النفطية المتنازع عليها منذ سنوات بين الحكومة المركزية وسلطات اقليم كردستان العراق.

وازاء الفوضى التي غرق فيها العراق منذ ان تم الاستيلاء الثلاثاء على الموصل، ثاني كبرى مدن البلاد، ومحافظتها نينوى ومناطق في محافظتي كركوك وصلاح الدين المجاورتين، اكد الرئيس الاميركي باراك اوباما ان فريقه للأمن القومي يدرس “كافة الخيارات”.

وقال اوباما “نحن نعمل بلا كلل لتحديد كيفية تقديم المساعدة الأنجع (للسلطات العراقية). لا استبعد اي خيار”، دون المزيد من التوضيح.

ولئن جددت الادارة الاميركية التأكيد على انه من غير الوارد ارسال قوات على الارض، فان مسؤولا اميركيا اشار الى احتمال غارات لطائرات بدون طيار.

من جانبه دان مجلس الامن الدولي الخميس كل الاعمال الارهابية التي يشهدها العراق داعيا كل الفرقاء العراقيين للبدء بحوار وطني عاجل.

وعلى مدى ساعتين عقد أعضاء المجلس الخمسة عشر مشاورات مغلقة في مقر المجلس في نيويورك، استمعوا خلالها بالخصوص الى عرض بشأن الوضع في هذا البلد من مبعوث الامم المتحدة الى العراق نيكولاي مالدينوف الذي تحدث اليهم عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة.

وفي ختام الاجتماع عبر المجلس بإجماع اعضائه عن دعمه الكامل للحكومة والشعب العراقيين في تصديهما لمقاتلي تنظيم “الدولة الاسلامية في العراق والشام” (داعش). وقال السفير الروسي في الامم المتحدة فيتالي تشوركين الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للمجلس لشهر حزيران/يونيو ان “هذه مناسبة استثنائية لان تكون هناك بداية جديدة عبر اطلاق حوار وطني مفتوح وعبر حل المسائل المتعددة” العالقة.

واكد تشوركين على وجوب “بذل جهود مكثفة لاطلاق هذا الحوار”.
ودعا مجلس الامن ايضا الحكومة العراقية والمجتمع الدولي الى مساعدة بعثة الامم المتحدة في العراق على تلبية الاحتياجات الانسانية الناجمة عن الاوضاع الراهنة.

وبحسب تشوركين فان اعضاء المجلس ال15 دانوا “كل الاعمال الارهابية والمتطرفة” التي ارتكبت في العراق، ولكنهم حذروا من انه يتعين على بغداد ان تعالج في آن معا العديد من الملفات المعقدة السياسية والاجتماعية والطائفية والنفطية.

واضاف ان “الامر الاكثر اهمية حالا هو التوصل الى اتفاق بين القوى السياسية الرئيسية لكي تتمكن من ان تقف سويا وبفعالية في وجه الارهابيين”.

وفي لندن اقر وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري ان قوات الامن “انهارت” في الموصل لكن الان “نسعى الى طرد هؤلاء الارهابيين خارج مدننا الرئيسية”.

وشن الجيش غارات جوية على تكريت كبرى مدن محافظة صلاح الدين التي سقطت الاربعاء بايدي المسلحين المتطرفين، بحسب شهود.

وفي تسجيل صوتي الاربعاء دعا ابو محمد العدناني احد قادة داعش المتمردين الى “الزحف على بغداد”.

وتمكنت مجموعات من المسلحين من السيطرة مساء الخميس على ناحيتي السعدية وجلولاء الرئيسيتين في محافظة ديالى العراقية، بحسب ما افادت مصادر امنية وعسكرية وكالة فرانس برس.

واوضح ضابط برتبة عقيد في الشرطة وضابط برتبة مقدم في الجيش ان المسلحين دخلوا الناحيتين المتنازع عليهما بين العرب والاكراد والواقعتين شمال بعقوبة (60 كلم شمال شرق بغداد) وبسطوا سيطرتهم عليهما بعدما غادرتهما قوات الجيش والشرطة.

وتقع هاتان الناحيتان على بعد نحو 80 كلم من مدينة بعقوبة، مركز محافظة ديالى التي تسكنها غالبية من السنة، والتي لا تبعد سوى 65 كلم عن شمال شرق العاصمة بغداد.

وفي وقت سابق من اليوم، تمكن مقاتلو تنظيم “الدولة الاسلامية في العراق والشام” من احكام قبضتهم على ثلاث قرى قريبة من ناحية العظيم الواقعة عند الحدود بين محافظتي ديالى وصلاح الدين.

ولم تؤكد المصادر الامنية والعسكرية الجهة التي ينتمي اليها المسلحون لكن تنظيم “الدولة الاسلامية” اعلن على حسابه الخاص بديالى على موقع تويتر سيطرته على الناحيتين، متحدثا عن اشتباكات يخوضها في ناحية المقدادية القريبة.

وتسود العاصمة العراقية منذ يومين اجواء من التوتر والترقب، وسط حالة من الصدمة والذهول جراء الانهيار السريع للقوات الحكومية في محافظتي نينوى وصلاح الدين، حيث بدت شوارع العاصمة اليوم اقل ازدحاما مما تكون عليه عادة، بينما فضل بعض اصحاب المحلات البقاء في منازلهم.

وقال ابو علاء (54 عاما) “هناك احساس بين الناس انه تم التخلي عنهم وانهم بلا حماية”.

وتبنت داعش الاعتداءات التي استهدفت شيعة الاربعاء وخلفت اكثر من 30 قتيلا ببغداد، واعلنت انها ستنفذ هجمات اخرى.

وازاء تقهقر الجيش الذي لم تتمكن السلطات واقعيا من اعادة بنائه منذ الاطاحة بنظام الرئيس الراحل صدام حسين في 2003، دعا رئيس الوزراء نوري المالكي كافة القبائل الى تشكيل وحدات متطوعين لمحاربة المتمردين.

وفي تجسيد للأزمة السياسية التي تشل البلاد منذ اشهر تم الغاء جلسة البرلمان التي كان يفترض ان تعلن حالة الطوارئ، بسبب عدم اكتمال النصاب.

وعلاوة على سيطرته على مناطق الشمال فإن داعش، الذي تعتبره الولايات المتحدة احد التنظيمات “الاخطر في العالم”، يسيطر منذ كانون الثاني/يناير على محافظة الانبار (غرب).

وفي الموصل لا يزال المتمردون يحتجزون حوالى خمسين تركيا اخذوا رهائن في القنصلية التركية اضافة الى 31 سائقا تركيا.

وفر حوالى نصف مليون من سكان الموصل من منازلهم خوفا على حياتهم.

وقتل المصور الصحافي الكردي كامران نجم ابراهيم الخميس خلال اشتباكات غرب كركوك (240 كلم شمال بغداد) بين قوات البشمركة ومسلحين من “الدولة الاسلامية في العراق والشام” اصيب فيها ايضا 14 من عناصر الامن الاكراد، وفقا لمصدر امني. وكامران أول اعلامي يقتل في العراق منذ بدء هجوم تنظيم “الدولة الاسلامية” المباغت الثلاثاء.

ونجا الوزير الكردي المكلف بالبشمركة جعفر مصطفى من اعتداء اوقع قتيلا.

وداعش التي تضم العديد من المقاتلين الاجانب ، تلقى، بحسب محللين، دعما من قبائل مناهضة للحكومة وبعض الدعم من الاقلية العربية السنية التي تعتبر نفسها مهمشة من السلطة التي يسيطر عليها العرب الشيعة والاكراد السنة.

وقال المحلل رياض قهوجي ان بين عشرة آلاف و15 الف مقاتل اسلامي متطرف ينتشرون في شمال العراق.

وتسللت داعش من الحدود مع سوريا حيث تسيطر على مناطق واسعة من محافظة دير الزور (شمال شرق سوريا).

وفي ردود الفعل الخارجية اعتبرت روسيا ان التطورات الاخيرة في العراق تترجم “الفشل التام” للغزو الاميركي للعراق في 2003.

وفي طهران، اكد الرئيس الايراني حسن روحاني ان ايران “ستكافح عنف وارهاب” المتمردين الاسلاميين المتطرفين ، من دون ان يذكر تفاصيل عن التحركات التي قد تقوم بها ايران لدعم جارتها ذات الغالبية الشيعية.

كما قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في بيان “انا قلق جدا من الوضع في العراق. فتقدم تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام يشكل خطرا كبيرا على وحدة وسيادة الدولة العراقية اللتين تتمسك بهما فرنسا”.

واضاف ان تقدم المسلحين الاسلاميين امام جيش متقهقر “يشكل خطرا كبيرا على استقرار المنطقة بمجملها”.

وأجلت شركات اميركية موظفيها من مناطق تقع شمالي بغداد الى العاصمة بسبب الخوف من وقوع تلك المناطق في ايدي داعش.

وفي نيويورك وعلى خلفية التصعيد في العراق، قفز سعر برميل النفط المرجعي الخفيف تسليم تموز/يوليو الى 106,53 دولارات، اعلى مستوى له منذ 18 ايلول/سبتمبر 2013 لدى اقفال جلسة التداول، مسجلا قفزة من 2,13 دولار في سوق نيويورك (نايمكس).

اقرأوا المزيد: 1024 كلمة
عرض أقل
جيش الدولة الإسلامية، داعش (AFP)
جيش الدولة الإسلامية، داعش (AFP)

تنّين في الدرج: داعش والحرب على الهلال الخصيب

سقطت الموصل، المدينة الأكبر في شمال العراق، بيد جيش "الدولة الإسلامية في العراق والشام". وبموجب كل المقاييس، فهي نقطة تحوّل مهمّة في تاريخ المنطقة. هل يستطيع المقاتلون الأكراد أن يوقفوا الجهاديّين السنّة؟

في 9 حزيران عام 2014، قبيل المساء، سقطت الموصل. أثناء كتابة هذه السطور يسيطر جيش “الدولة الإسلامية في العراق والشام” على المدينة الأكبر في شمال العراق. سيطر مقاتلو التنظيم على مكاتب الحكومة في محافظة نينوى العراقية، طردوا رجال الجيش والحكومة من المدينة، ويسيطرون عليها الآن. حتى يتمّ نشر هذا المقال فمن الممكن أن ينجح الجيش العراقي في طردهم، ولكن بموجب كل المقاييس فإنّ هذا الحدث هو نقطة تحوّل مهمّة في تاريخ المنطقة.

يعرف التنظيم الإسلامي المتطرّف عادة بحروف الاختصار: داعش (الدولة الإسلامية في العراق والشام). كانت بداية التنظيم في المعركة الخاصة لرجل القاعدة الضالّ أبو مصعب الزرقاوي ضدّ الشيعة في العراق في أعقاب الغزو الأمريكي. ومنذ ذلك الحين، مرّ التنظيم بتقلّبات كثيرة، ويتزعّمه اليوم قائد متشدّد يُدعى أبو بكر البغدادي. مع بداية الثورة ضدّ الأسد في سوريا، انضمّ التنظيم إلى قوى المعارضة، وخلال الثورة تصارع مع الممثّل الثاني للقاعدة في سوريا، جبهة النصرة. قرّرت قيادة القاعدة في أعقاب الصراع وقف رعاية داعش، ومنذ ذلك الحين فهو يعمل كتنظيم مستقلّ، حيث أنّ أيديولوجيّته هي: جهادية، تكفيرية وتكره الشيعة، وهي متطرّفة حتّى أكثر من أيديولوجيّة بن لادن. ينفّذ أعضاء التنظيم بشكل متكرّر عمليات إعدام علنية للكفار والخونة، ومنذ مدّة ليست طويلة قاموا بصلب مشتبه بهم بالخيانة.

ممقاتلو داعش في نينوى (ISIL / AFP)
ممقاتلو داعش في نينوى (ISIL / AFP)

تمركز التنظيم في الأشهر الأخيرة بشكل كبير بين حلب في شمال غرب سوريا وبين بغداد في جنوب شرق العراق، أو، بكلمات أخرى؛ تقريبًا في جميع المنطقة العربية بين نهري دجلة والفرات. ويسيطر التنظيم بشكل تامّ أيضًا على مناطق الفلوجة وبعقوبة في العراق، وهكذا أيضًا أجزاء كبيرة في المنطقة الشرقية من سوريا، دير الزور والرقّة. وقد جاءت مهاجمة الموصل في أعقاب عدد من الانتصارات سواء في المنطقة الكردية في شمال سوريا، أو في المدن على طول نهر دجلة في العراق. نجح مقاتلو التنظيم في هذه الفترة بوضع يدهم على مخازن السلاح، الوسائل القتالية والذخائر الحكومية، وإلى جانبها أيضًا موارد مالية وبنكية ومكاتب حكومية.

يعتبر نموّ داعش نموذجًا إضافيًّا لقصر نظر الحكومات في جميع ما يتعلّق بدعم التنظيمات المتطرّفة. في بداية العمل ضدّ الأسد تم دعم التنظيم من قبل جزء كبير من الأنظمة العربية السنّية في شبه الجزيرة العربية، وأيضًا – كما تشير الأدلّة – من قبل الحكومة التركية نفسها، بواسطة تنظيمات وسيطة مختلفة. هذه المرّة أيضًا، نجحت الحكومات في تربية التنّين في الدرج وأن تكتشف – بعد فوات الأوان – أنّه ينفث النار عليها أيضًا.

ولأنّ التحدّيات التي يضعها التنظيم أمام النظام السوري والحكومة العراقية معروفة؛ فإنّ الصراعات الأكثر إثارة للاهتمام هي الدائرة بين التنظيم وتركيا والأكراد. فقد نفّذ أعضاء التنظيم في الأشهر الأخيرة عدّة هجمات ضدّ أهداف على الحدود التركية، ضربوا دوريات الحدود بل ورجال الشرطة، ولكن هُزموا في هجمة عسكرية قصيرة. من المحتمل أن تكون هذه هي إحدى القضايا الرئيسية في النقاش بين أردوغان والرئيس الإيراني روحاني في لقائهما هذا الأسبوع. اضطر أردوغان إلى الاعتراف الآن – مع الأسف الكبير – بأنّه خائف من الدولة المتطرّفة التي تنمو على حدوده، ومتفاجئ من المصالح المشتركة التي يجدها مع روحاني. هناك من يعتقد في أروقة الحكومة في أنقرة بأنّه من المفضّل إزالة معارضة استمرار حكم الأسد، والتنازل عن أحلام الديمقراطية المحافظة بالصغية التركية. فالبديل الجهادي قد يكون أكثر سوءًا.

عنف وعمليات تفجير سيارات مفخخة في تكريت (AFP)
عنف وعمليات تفجير سيارات مفخخة في تكريت (AFP)

والقصة الكردية هي كذلك مثيرة للفضول. قبل عدّة شهور، ضربت داعش بلدة كردية في سوريا، وفي بداية الأسبوع فجّر انتحاريّون من أعضاء التنظيم أنفسهم في مقارّ لأحزاب كردية في مدينة توز خورماتو. والهجمة على الموصل أيضًا، التي يرى فيها الأكراد إحدى عواصم إقليمهم، هي تحدّ واضح لمنطقة الحكم الذاتي الكردي. ومع تعزيز الثقة بالنفس لدى قادة داعش فسيتطلعون إلى المناطق الكردية أيضًا، التي تتّخذ موقفًا أكثر ليبرالية من الدين، هدفًا للغزو والسيطرة.

ولكن من المرجّح هذه المرّة أن يجد مقاتلو داعش أنفسهم في معركة أكثر صعوبة. لقد راكَمَ الأكراد في الصراعات الطويلة في سوريا، تركيا والعراق سنوات طويلة من التجربة في حرب العصابات والصراعات الجبلية. حتى الآن تتجنّب الحكومة الكردية تفاقُم الصراع، وتأمل بأن تحوّل الحرب في سوريا مركز صراع التنظيم باتجاه دمشق. ولكن الآن، حين اتّضحت الاستراتيجية الجديدة للتنظيم، فنحن نتوقّع أن نرى صراعًا أكثر تصميمًا من قبل الأكراد، وأيضًا من قبل الحكومة العراقية، مع التنظيم المهدّد.

نُشرت المقالة للمرة الأولى في موقع ‏Can Think‏‏

اقرأوا المزيد: 641 كلمة
عرض أقل
مقاتلو داعش في العراق (AFP)
مقاتلو داعش في العراق (AFP)

مقاتلو “الدولة الاسلامية” في العراق على مشارف سامراء بعد سيطرتهم على تكريت

في تسجيل صوتي يعود الى تاريخ الاربعاء ونسب الى المتحدث باسم داعش ابو محمد العدناني امر الاخير "الجنود بالتقدم الى بغداد" وانتقد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لعدم "كفاءته"

نجح مقاتلو “الدولة الاسلامية في العراق والشام” في التمدد جنوبا بعدما احكموا قبضتهم على مدينة الموصل في شمال العراق، حيث تمكنوا الاربعاء من السيطرة على مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين، واضعين وحدة البلاد امام اكبر تحدياتها منذ اجتياح العام 2003.

ولم يتوقف زحف هؤلاء المقاتلين الجهاديين الذي يقدر عددهم بالمئات الا عند اطراف مدينة سامراء التي لا تبعد سوى 110 كلم عن شمال العاصمة بغداد، والتي تحوي  مرقدا شيعيا ادى تفجيره عام 2006 الى اندلاع نزاع طائفي قتل فيه الالاف.

واعلن موقع سايت الاميركي الذي يراقب المواقع الاسلامية ان جهاديي الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) الذين شنوا هجوما خاطفا في شمال ووسط العراق، دعوا انصارهم للتقدم الى بغداد.

وفي تسجيل صوتي يعود الى تاريخ الاربعاء ونسب الى المتحدث باسم داعش ابو محمد العدناني امر الاخير “الجنود بالتقدم الى بغداد” وانتقد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لعدم “كفاءته”.

وامام هذا الاختراق الامني العسكري غير المسبوق، لم تجد الحكومة التي انهارت دفاعات قواتها بسهولة مفاجئة امام المهاجمين، الا التاكيد مجددا على ضرورة التمسك بوحدة العراق، والتوعد بضرب المتمردين.

وانتشرت منذ ساعات الصباح الاولى في الموصل (350 كلم شمال بغداد) مجموعات من المسلحين الذين ارتدى بعضهم زيا عسكريا فيما ارتدى اخرون ملابس سوداء من دون ان يغطوا وجوههم قرب المصارف والدوائر الحكومية وداخل مقر مجلس محافظة، بحسب ما افاد شهود عيان.

واضاف هؤلاء ان الهدوء سيطر اليوم على شوارع الموصل بعد يوم من سقوطها في ايدي مقاتلي “الدولة الاسلامية”، فيما اغلقت محالها ابوابها، وسط جولات قام بها المقاتلون بسياراتهم دعوا خلالها عبر مكبرات الصوت الموظفين الحكوميين للتوجه الى دوائرهم.

“كنت قلقا من تدهور الاوضاع، وتبين انني كنت على حق”. واضاف “لكنني باق في الموصل. هذه مدينتي على كل حال، وهي مدينة هادئة حاليا”

وقال ابو احمد (30 عاما) الذي يملك محلا لبيع المواد الغذائية في وسط الموصل “لم افتح باب المحل منذ الخميس الماضي بسبب الظروف الامنية. كنت قلقا من تدهور الاوضاع، وتبين انني كنت على حق”. واضاف “لكنني باق في الموصل. هذه مدينتي على كل حال، وهي مدينة هادئة حاليا”.

ولا تزال عشرات العائلات تنزح من الموصل باتجاه اقليم كردستان المجاور لمحافظة نينوى، بحسب ما افاد شهود عيان.

ويتخوف سكان الموصل الذي يبلغ عددهم نحو مليوني شخص من تعرض المدينة لعمليات قصف من قبل الجيش كما يحدث في مدينة الفلوجة (60 كلم غرب بغداد) في الانبار والتي يسيطر عليها ايضا تنظيم “الدولة الاسلامية في العراق والشام” منذ بداية العام، وفقا لما افاد به سكان في المدينة.

وقد اعلنت المنظمة الدولية للهجرة في بيان الاربعاء ان اكثر من 500 الف مدني فروا من المعارك في الموصل ومنطقتها.

وفيما كان العراقيون منشغلين باحداث الموصل ومحافظة نينوى التي اعلنوها ولاية اسلامية، شن المقاتلون الجهاديون هجوما على محافظة صلاح الدين جنوب نينوى لينجحوا وخلال ساعات قليلة في السيطرة على مدينة تكريت (160 كلم شمال بغداد) مركز المحافظة.

“كل مدينة تكريت في ايدي المسلحين”

وقال ضابط برتبة عقيد في الشرطة لوكالة فرانس برس “كل مدينة تكريت في ايدي المسلحين”، بينما ذكر ضابط برتبة رائد في الشرطة ان المسلحين قاموا بتهريب نحو 300 سجين من السجن المركزي في المدينة.

وواصل المقاتلون زحفهم جنوبا حيث سيطروا على ناحيتي الدور والعوجة جنوب تكريت، وبلغوا مشارف سامراء حيث خاضوا اشتباكات عنيفة مع قوات حكومية لنحو ساعتين لم ينحوا خلالها في دخول المدينة التي تحوي مرقد الامامين العسكريين، الامام العاشر والامام الحادي عشر لدى الشيعة الاثني عشرية.

والى جانب سيطرتهم على محافظة نينوى ومدينة تكريت وبعض المناطق الاخرى في صلاح الدين، احكم المقاتلون ايضا قبضتهم على النواحي والاقضية التي دخولها  الثلاثاء في محافظة كركوك الغنية بالنفط والمتنازع عليها بين العرب والاكراد.

واقدم اليوم مقاتلو “الدولة الاسلامية في العراق والشام” على اعدام 15 من عناصر القوات العراقية في هذه المناطق في محافظة كركوك، وفقا لمصدر امني ومسؤولين محليين.

كما قام هؤلاء باختطاف القنصل التركي في الموصل مع العشرات من مساعديه بعدما اقتحموا القنصلية التركية في المدينة، وسط تهديدات تركية ب”رد قاس” في حال تعرض المختطفون للاذى.

وفي تطور بارز، افاد مصدر عسكري في الفرقة الثانية عشر للجيش العراقي اليوم ان مقر الفرقة 12 شمال غرب كركوك جرى تسليمه الى قوات البشمركة الكردية “المنتشرة وبشكل مكثف عند أطراف كركوك لحماية المدينة من الهجمات المسلحة”.

وفي ضوء هذا التدهور الامني، دعا رئيس الوزراء نوري المالكي الذي يسعى للبقاء على راس الحكومة لولاية ثالثة العراقيين الى التمسك بوحدتهم، متوعدا المقاتلين الجهاديين بطردهم من المواقع التي احتلوها.

وتتوجه انظار العراقيين غدا الخميس الى البرلمان الذي من المتوقع ان يعقد جلسة يصوت خلالها على اعلان حالة الطوارئ في البلاد بطلب من الحكومة التي اعلنت الثلاثاء التعبئة العامة وتعهدت بتسليح كل مواطن يتطوع لقتال “الارهاب”.

وفي هذا السياق، اقترح الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر القائد السابق لميليشيا “جيش المهدي” تشكيل وحدات امنية بالتنسيق مع الحكومة العراقية تحت مسمى “سرايا السلام”، تعمل على حماية المقدسات الاسلامية والمسيحية من “القوى الظلامية”.

ويعتبر الصدر الذي اعلن في شباط/فبراير الماضي اعتزاله الحياة السياسية، من ابرز اوجه النزاع الطائفي السني الشيعي بين عامي 2006 و2008 خلال قيادته لميليشيا “جيش المهدي” التي اتهمت بالوقوف وراء اعمال عنف بحق السنة.

وتبعد مدينة الموصل عاصمة الشمال العراقي بضعة كيلومترات عن الحدود مع سوريا حيث تفصل بينها وبين معبر اليعربية الفاصل بين العراق وسوريا منطقة ربيعة التي تسكنها عائلات سنية لها امتدادات عشائرية وعائلية على الجانب الاخر من الحدود.

ويخشى مراقبون ان تؤدي سيطرة المقاتلين الجهاديين على نينوى الى فتح ممر جديد وترسيخ مناطق نفوذ واسعة لهذه التنظيمات المتطرفة عند الحدود العراقية السورية.

واظهرت صور نشرها تنظيم “الدولة الاسلامية في العراق والشام” على الانترنت مقاتليه وهم يزيلون الحدود بين محافظتي نينوى العراقية والحسكة السورية.

وفي بيان نشرته وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) اعتبرت وزارة الخارجية السورية اليوم ان “الارهاب” الذي يواجهه كل من العراق وسوريا واحد، مبدية استعدادها للتعاون مع العراق “من اجل مواجهة هذا العدو المشترك”.

من جانبه، اجرى وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف اتصالا هاتفيا بنظيره العراقي هوشيار زيباري عارضا دعم طهران “للحكومة والشعب العراقيين في مواجهة الارهاب”، وفق ما نقلت الاربعاء وكالة ارنا الايرانية الرسمية.

وحض الامين العام للامم المتحدة بان كي مون “المجتمع الدولي على توحيد صفوفه للتعبير عن تضامنه مع العراق الذي يواجه تحديا خطيرا على الصعيد الامني”.

ووعدت الولايات المتحدة بتقديم مساعدتها لنصف مليون عراقي يتوقع ان يفروا من هجوم المسلحين الاسلاميين الذين سيطروا على مركزي محافظتي نينوى وصلاح الدين ويتقدمون باتجاه بغداد.

ودعت دول الاتحاد الاوروبي والجامعة العربية الاربعاء القوى الديموقراطية في العراق الى الاتحاد في وجه المتشددين الاسلاميين.

ميدانيا ايضا، قتل 37 شخصا على الاقل واصيب العشرات بجروح في هجمات متفرقة في العراق احدها انتحاري استهدف مجلسا عشائريا شيعيا في بغداد وقتل فيه 15 شخصا، بحسب ما افادت مصادر امنية وكالة فرانس برس.

اقرأوا المزيد: 1003 كلمة
عرض أقل