استقال رئيس لجنة الأمم المُتحدة، وليام شاباس، المُنتدب للتحقيق في ظروف الحرب في الصيف المُنصرم بين إسرائيل وحماس في غزة، من منصبه بسبب الضغط الذي تمت ممارسته من قبل إسرائيل. وأشار في رسالة استقالته قائلا: “أنا واثق من أن الإجراء الذي تمت فيه مناقشة إن كانت ستتم إقالتي يجعل من الصعب علي أن أُتابع مهمتي”.
قدم شاباس، المواطن الكندي البالغ من العمر 64 عامًا، قبل ثلاث سنوات، استشارات لمنظمة التحرير الفلسطينية ويدعي الإسرائيليون أنه ضد إسرائيل. ظهر شاباس، عام 2013، أمام لجنة في نيويورك، بخصوص القضية الفلسطينية، وقال إنه يتوجب محاكمة رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بتهمة ارتكاب جرائم حرب.
وادعى شاباس، من خلال مقابلات أجرتها معه وسائل إعلام إسرائيلية، أن كلامه ذلك كان يستند على تقرير لجنة غولدستون الذي تم نشره بعد جولة العنف بين إسرائيل وغزة عام 2008 ، إلا أن رئيس الحكومة الذي كان يشغل المنصب في حينه هو أولمرت وليس نتنياهو.
على الرغم من ذلك، أضاف أنه ليس مُعاديًا لإسرائيل: “التلميح إلى أنني مُعادٍ لإسرائيل هو أمر خاطئ وغير عادل. زرتُ إسرائيل عدة مرات وقدمتُ محاضرات في عدة جامعات فيها. لديّ آرائي الخاصة وعبّرت عنها في عدة مناسبات. أعتقد بأنه سيكون من غير الممكن وجود شخص في هذه اللجنة وفي مرحلة ما لا يكون لديه موقف مما يحدث”.
البروفسور ويليام شاباس (Facebook)
قال شاباس، من خلال البيان الذي نشره ليلاً، بأن عملية جمع الأدلة الخاصة بالحرب الأخيرة (2014) انتهت وأنه ليس معنيًا أن يؤثر الاعتراض الشخصي تجاهه على نتائج التحقيق.
هجوم إسرائيلي ضدّ رئيس لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة
رئيس لجنة الأمم المتحدة التي ستحقق بظروف العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة، البروفيسور وليام شاباس، يرد على الهجوم الذي تعرض له بالقول: "سأكون نزيهًا وسأتوصل لاستنتاجات"
أبلغت منظمة حقول الإنسان التابعة للأمم المتحدة في بيان لها في بداية الأسبوع (الإثنين) عن طاقم لجنة التحقيق الدولية التي قامت بتشكيلها بغرض التحقيق في جرائم الحرب التي ارتكبتها إسرائيل خلال الحرب على غزة.
سيترأس الطاقم وليام شاباس، أستاذ القانون الدولي وحقوق الإنسان وهو من أصول كندية. أشار مسؤول في وزارة الخارجية الإسرائيلية إلى أنه على الرغم من محاولات إسرائيل التأثير على مسار تشكيل اللجنة، فقد جاءت التشكيلة النهائية إشكالية جدًا وغير متوازنة.
بدأت إسرائيل، بعد أقل من ساعة على نشر بيان التعيينات، بمحاولة لنزع الشرعية عن أعضاء اللجنة. أبلغ رئيس الحكومة نتنياهو ووزير الخارجية أفيغدور ليبرمان، بالتزامن مع تبني فكرة إقامة لجنة التحقيق الدولية، بأن منظمة حقوق الإنسان تحوّلت منذ زمن لمنظمة لحماية حقوق الإرهابيين وإلى منظمة معروفة نتائج تحقيقاتها مسبقًا.
قال شاباس في تصريحات له لوسائل إعلام إسرائيلية إنه “مثل الجميع، لدي وجهات نظر بخصوص أمور عديدة تخص مستقبل إسرائيل وفلسطين، وطرق تحقيق السلام والعدل. لا يعني هذا أنني لا أستطيع تقدير الحقائق والتوصل لاستنتاجات قانونية دقيقة ونزيهة”.
ركز شاباس في عمله الأكاديمي على مجال الإبادات الجماعية. معروف عنه انتقاده الشديد لإسرائيل، هاجم بشدة عملية “الرصاص المصبوب” (2008) وأثنى على تقرير لجنة غولدستون التي تم تشكيلها من قبل منظمة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة بعد انتهاء العملية العسكرية. قال شاباس بعد صدور التقرير إن رئيس اللجنة ريتشارد ستون يجب أن يحصل على جائزة نوبل للسلام.
سبق أن طالب شاباس في الماضي بضرورة محاكمة نتنياهو والرئيس السابق شمعون بيريس في المحكمة الدولية في لاهاي. قال شاباس خلال مؤتمر عُقد السنة الماضية في نيويورك إن “ما كنت أتوق لأن يحدث هو أن يجلس نتنياهو على مقعد المتهمين في المحكمة الجنائية الدولية”.
يشار إلى أن المهمة التي أُوكِلت للجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة تتركز أساسًا على التحقيق بالجرائم التي ارتكبتها إسرائيل ولا يأخذ بالحسبان الجرائم التي ارتكبتها حماس ضدّ مواطني إسرائيل والتعرض للأبرياء جراء إطلاق الصواريخ المكثّف على البلدات المأهولة بالسكان.
سفير اسرائيل لدى الأمم المتحدة رون بروسور (STAN HONDA / AFP)
توقع السفير الإسرائيلي في الأمم المتحدة، رون بروسور، في مقابلة لوسائل إعلام إسرائيلية، بأن إسرائيل لن تتعاون مع لجنة “شاباس”. شكك بروسور بشرعية اللجنة وقال “إن تشكيل لجنة تحقيق برئاسة شاباس تمامًا مثل دعوة داعش لتنظيم أسبوع عن التسامح في الأمم المتحدة”.
رد البروفيسور شاباس على السؤال الذي طرحته عليه وسائل إعلام إسرائيلية وهو إن كان يعتبر حركة حماس منظمة إرهابية حيث قال “لا أعتقد أنه من المناسب أن أطلق مثل هذه التصريحات في هذا الوقت، علي أن ألتقي بأعضاء اللجنة الآخرين ونخرج بتقرير واضح. لا أنوي إطلاق تصريحات الآن، بل فقط عند صدور البيان”.
حاليًا، التأثير العالمي؛ بعد العملية العسكرية، لا يتوقف عند المظاهرات الحاشدة التي انطلقت بكل العالم ولا بتزايد الأعمال المعادية للسامية ضدّ اليهود – بل أيضًا تعدى ذلك إلى المجال الدبلوماسي. وأبلغت الحكومة البريطانية البارحة أنها ستعلق إصدار 12 تصريحًا لتصدير معدّات قتالية لإسرائيل – وعلى الأغلب قطع غيار للدبابات، الطائرات والرادارات – إن جددت إسرائيل العملية العسكرية في غزة.
تسيبي ليفني صادفت في لندن مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين ضدّها. والتقت ويليام هيغ وجون كيري، وتحدثوا حول الصعوبات والجمود في المفاوضات الإسرائيلية - الفلسطينية.
صادفت وزيرة العدل الإسرائيلية، تسيبي ليفني، المسؤولة عن المفاوضات الإسرائيلية – الفلسطينية من الجانب الإسرائيلي، استقبالا ليس لطيفًا في لندن، بعد أن وصفها المتظاهرون المؤيّدون للفلسطينيين في المدينة بأنّها “مجرمة حرب” و”مطلوبة”.
اتُهمت ليفني من قبل المنظمات المؤيدة للفلسطينيين، وذلك لأنها كانت وزيرة خارجية إسرائيل أثناء عملية الرصاص المصبوب، والتي جرت في كانون الأول 2008 وكانون الثاني 2009. كانت تلك العملية معركة عسكرية بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة، بدأتها إسرائيل بعد فترة طويلة وأطلقت فيها الصواريخ تجاه البلدات الإسرائيلية الواقعة حول قطاع غزة.
بعد المعركةـ كلّفت الأمم المتحدة لجنة تحقيق قامت بفحص القتال، ولكن رفضت إسرائيل التعاون مع اللجنة. نشرت اللجنة في النهاية “تقرير غولدستون”، اتهمت فيه حماس وإسرائيل بارتكاب جرائم ضدّ الإنسانية.
في كانون الأول 2009، بعد نحو عام من القتال، وبناء على طلب نشطاء مؤيّدين للفلسطينيين في لندن، تم إصدار مذكّرة توقيف في المملكة المتحدة ضدّ ليفني، ومُنعتْ منذ ذلك الحين من زيارتها. قبل زيارتها الحالية، منحت حكومة المملكة المتحدة لليفني حصانة دبلوماسيّة مؤقتة، والتي تحميها من الاعتقال والملاحقة القضائية بسبب خرق القانون الدولي.
التقت ليفني التي وصلت إلى لندن أمس مع وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ، ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري. علقت ليفني على لقائها مع هيغ في صفحتها على الفيس بوك، وقال إنها أوضحت له بأنّ خطوات الوحدة بين الفلسطينيين وحماس هي خطوات إشكالية ومن المهم أن يقف المجتمع الدولي ثابتًا على المطالب الرباعية. “قلتُ إنه رغم الحالة الصعبة في المحادثات، فالصراع ما زال قائمًا، ولذلك فسنستمرّ في السعي للوصول إلى حلّ. من مصلحتنا، أن نسعى إلى تسوية من أجل الحفاظ على دولة يهودية وديمقراطية” كما كتبت ليفني.
وكما ذكرنا، فقد التقت ليفني اليوم بكيري، والذي التقى في وقت سابق مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، وتم وصف تلك اللقاءات من قبل الأمريكيين بأنها “غير رسميّة”. وحسب مصادر مختلفة، فقد ناقش الطرفان خلال الاجتماعات الحاجة إلى عدم تدهور الأوضاع في الميدان، على الرغم من توقف المفاوضات الإسرائيلية – الفلسطينية. وقد أوضح كيري خلال الاجتماع بعباس أنّ على الحكومة الفلسطينية الاعتراف بإسرائيل، الالتزام بنبذ العنف واحترام جميع الاتفاقات السابقة. ومن المعروف أنّ عباس يحترم هذه القواعد، ولكن حماس، التي وقع معها على اتفاق الوحدة الفلسطينية، لا تحترمها.