التسوّق والتعايش.. مجمّع تجاري إسرائيلي فلسطيني في القدس

محاكاة المركز التجاري في عطروت
محاكاة المركز التجاري في عطروت

يتضمن مجمّع تجاري ومركز ترفيه كبير، يقع بالقرب من القدس، شبكات ومصالح تجارية فلسطينية وإسرائيلية، ويخدم أبناء كلا الشعبين

في هذه الأيام، يقيم رجل الأعمال الإسرائيلي، رامي ليفي، مركزا تجاريا كبيرا في المنطقة الصناعية عطروت بالقرب من القدس، تتضمن مصالح تجارية وشبكات ماركات فلسطينية وإسرائيلية، وماركات من خارج البلاد، ومراكز ترفيه كبيرة. يهدف المجمّع الجديد إلى خدمة مواطني أحياء شمالي القدس العربية واليهودية على حد سواء، وخلق أماكن عمل ملائمة لأبناء كلا الشعبين.

ستعمل في المجمّع الجديد الواقع على بعد بضعة كيلومترات من الجدار الحدودي، مصالح تجارية تتضمن عشرات أصحاب حق الامتياز العرب، وماركات وشبكات من رام الله. حتى الآن، استثمر ليفي في المبادرة نحو 200 مليون شاقل.

يعيش في يومنا هذا في شمالي القدس نحو 230 ألف مواطن، ليس لديهم مجمّع تجاري ملائم للترفيه والمشتريات. لهذا يبدو أن هناك احتمالات واعدة لنجاح المركز التجاري الجديد، ولكن هناك أيضا تساؤلات وشكوك حول مواضيع كثيرة، منها إمكانية حدوث عمليات والحاجة إلى حراسة مشددة في المنطقة، مدى سهولة الوصول إلى الموقع عبر المواصلات العامة، وفوارق عادات المشتريات بين اليهود والعرب.

من المتوقع أن يشاهد المستهلكون في المجمّع ماركات كثيرة معروفة لهم من المجتمع العربي. مثلا، ستفتح شبكة “أحلى قمر” للاكسسوارات من رام الله، التي تملك في يومنا هذا ثمانية فروع، لا سيما في أراضي السلطة الفلسطينية، فرعها الأول الذي يعرض مبيعاته على المستهلكين اليهود. كما سيحظى المجمّع بتسويق ونشر كبير في المجتمع العربي. بناء على ذلك، ستحظى أجواء الأعياد المسيحية والإسلامية بأهمية كبيرة، ولكن ستكون الحوانيت مغلقة في أيام السبت والأعياد اليهودية.

“هناك الكثير من الفلسطينيين الذين يقضون أوقاتهم ويشترون في يومنا هذا في رام الله أو مجمّع مالحة في القدس”، قالت مديرة التسويق، أسنات زغرون. “أصبحت الآن لديهم فرصة بديلة، متوفرة، وقريبة أكثر. يحترم الموقع كل الديانات، ولن يلحق ضرر بأي من أبناء كلا الشعبين”.

اقرأوا المزيد: 265 كلمة
عرض أقل

لأول مرة.. زراعة قلب لرضيع فلسطيني من متبرع يهودي

غرفة الطفل الفلسطيني الذي ما زال يتلقى العلاج في مستشفى "شيبا"
غرفة الطفل الفلسطيني الذي ما زال يتلقى العلاج في مستشفى "شيبا"

الرضيع الفلسطيني البالغ من العمر نصف سنة حصل على قلب طفل يهودي عمره سنة ونصف السنة توفي من مرض مزمن.. وبعد زراعة العضو في جسمه بنجاح زادت فرص بقائه رغم التعقيدات المتوقعة

12 أكتوبر 2018 | 14:46

أورد موقع “أخبار اليهود” (Jewish News) الأمريكي، أمس الخميس، قصة مؤثرة عن رضيع فلسطيني اسمه موسى عساكرة من رام الله، وعمره نصف عام، يقاتل بشاعة من أجل حياته، حسب وصف الموقع، بعد زراعة قلب في جسمه من متبرع يهودي.

وقال الموقع إن العملية المعقدة التي أجريت في مستشفى “شيبا” في مدينة “رمات غان” المحاذية لمدينة تل أبيب، هي أول عملية يجريها مستشفى في إسرائيل لرضيع بهذا الجيل المبكر، وأول عملية زراعة قلب لطفل فلسطيني في إسرائيل من طفل يهودي.

وجاء في التقرير أن الأطباء يصلون من أجل إنقاذ الطفل الذي وصل إلى المستشفى في حالة خطير بعد أن تدهور عمل القلب لديه.

وقال الأطباء إن الطفل عانى من أورام حول قلبه، وأرسله الأطباء من رام الله إلى المستشفى في إسرائيل من أجل علاجه بعد أن عجزوا عن ذلك، لكن حالة الطفل الفلسطيني راحت تتفاقم وأصبحت الحاجة ملحة لزراعة قلب من أجل إنقاذه.

الطفل موسى عساكرة

وقال مسؤول قسم جراحة القلب في المستشفى، البروفسور دافيد ميشئيلي، إن تبرع الأعضاء غير موجودة في السلطة الفلسطينية، ولحسن حظ الطفل الفلسطيني لم يكن هناك طفل إسرائيلي ينتظر قلبا من متبرع. والمعجزة أن عائلة يهودية وافقت على التبرع بأعضاء ابنها البالغ من العمر سنة ونصف السنة قبل ساعات من وصول الطفل الفلسطيني إلى حالة خطيرة جدا.

وقال الطبيب الإسرائيلي إن عملية زراعة القلب تمت بنجاح رغم الوضع الصحي السيء للطفل الفلسطيني في بدايتها، وإن فرص بقائه الآن جيدة لكن هناك تعقيدات عديدة يجب أن يتغلب عليها الأطباء.

وأضاف أن طاقم من أطباء وممرضين يهود وعرب يقدمون العلاج للطفل على مدار 24 ساعة من أجل إنقاذه. “مهمتنا في المستشفى هو علاج المرضى وشفائهم بغض النظر عن هويتهم. إننا واحة سلام ولا يوجد هنا حسابات سياسية رغم أننا نعرف التعقيدات السياسية الناجمة عن الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني”.

وقال جدّ الطفل الفلسطيني، تمام محمد عساكرة، إن العائلة ممنونة جدا لجهود المستشفى وخاصة جهود الطبيب الإسرائيلي وكذلك لعائلة المتبرع اليهودي. وأضاف أن العائلة تريد أن تقابل العائلة اليهودية وتشكرها على عملها الإنساني.

الدكتور دافيد ميشئيلي
اقرأوا المزيد: 302 كلمة
عرض أقل

رصاصة في قلب “واحة التعايش”

جنازة إسرائيلية قتلت في عملية إطلاق نار فلسطينية في المنطقة الصناعية "بركان" (Yonatan Sindel/Flash90)
جنازة إسرائيلية قتلت في عملية إطلاق نار فلسطينية في المنطقة الصناعية "بركان" (Yonatan Sindel/Flash90)

عملية إطلاق النار التي نفذها الفلسطيني أشرف نعالوة في المنطقة الصناعية الإسرائيلية في الضفة الغربية لم تحطم قلوب عائلتي الضحيتين الإسرائيليتين فحسب، وإنما جرحت التعايش الإسرائيلي الفلسطيني المزدهر الذي ساد المكان

08 أكتوبر 2018 | 10:29

عُرفت المنطقة الصناعية الإسرائيلية، “بركان”، في الضفة الغربية، الواقعة غرب جنوب مدينة نابلس، حيث وقعت عملية شنيعة نفذها شاب فلسطيني وأودت بحياة إسرائيلية وإسرائيلي، بأنها “واحة التعايش” بالنسبة للإسرائيليين والفلسطينيين.

إذ يعمل في مصانع المنطقة التي تشهد ازدهارا منذ تأسيسها آلاف الإسرائيليين والفلسطينيين، وطالما عرضها الطرفان للعالم على أنها نموذج لنجاح التعايش الاقتصادي بين الإسرائيليين والفلسطينيين. والمنطقة التي تضم أكثر من 100 مصنع، وتشغّل آلاف الفلسطينيين من القرى والمدن المجاورة، تحولت إلى جسر للسلام بالنسبة لكثير من الإسرائيليين والفلسطينيين.

وتحدث مدير مصنع “ألون”، حيث وقعت العملية – المصنع يشغل 100 فلسطيني- إلى الإعلام الإسرائيلي، قائلا إنه مسؤول عن طاقم يضم 75 عاملا فلسطينيا وقال إنه بعلاقة جيدة مع العمال وهو يؤمن بالتعايش، لكن “العملية الشنيعة التي وقعت أمس هزّت الجميع ومست بالثقة التي بناها الطرفان”.

ووصف عامل فلسطيني يدعى معزوز، يعمل في المصنع، العلاقات بين العمال الفلسطينيين والإسرائيليين بأنها جيدة جدا. “يوجد في المصنع نحو 300 عامل فلسطيني وصاحب المصنع اعتاد أن يدعو العمال جميعا، إسرائيليين والفلسطينيين، إلى بيته كل سنة بمناسبة للاحتفال بعيد رأس السنة العربية الجديدة” قال للصحافة الإسرائيلية.

وأعرب عمال فلسطينيون أخرون في منطقة “بركان” تحدثوا لوسائل الإعلام الإسرائيلي عن غضبهم من العملية التي تجرح التعايش بين الطرفين، وقالوا إن الجميع يرغب بالهدوء والحفاظ على مصدر رزق، ووصفوا علاقاتهم بزملائهم اليهود بأنها جيدة.

ووصف إسرائيليون وفلسطينيون يعملون في مصانع المنطقة الصناعية التعايش في المكان بأنه مزدهر، إذ خففت الإجراءات الأمنية في المكان وصار دخول آلاف الفلسطينيين إلى المكان في غضون ساعة سهلا للغاية. وقد أقامت المصانع حفلات مشتركة ومباريات كرة قدم بين العمال. وطالما تباهى أصحاب المصانع بالرواتب التي يمنحوها للعمال الفلسطينيين والدعم الاجتماعي الذي يقدمونه لهم، وأنهم حلّوا ضيوفا في مناسباتهم.

ووصف رئيس المجلس الإقليمي شمرون، يوسي داغان، الذي يعرف المنطقة الصناعية جيدا بحكم وجود مكاتب المجلس فيها، على العملية بأنها قاسية جدا قائلا إن المكان يشغل نحو 8000 عامل، نصفهم فلسطينيين، وأضاف أن المكان جسر للتعايش في الضفة الغربية. “أرى اليوم هنا عربا ويهودا يبكون معا” وصف المشهد في المكان في حديث للصحافة الإسرائيلية.

عمال فلسطينيون في مصنع “ليفسكي” داخل المستوطنات (Noam Moskovitch)

وكانت العملية التي الفلسطيني أشرف نعالوة من قرية الشويكة الواقعة بالقرب من مدينة طول كرم، وعمره 23 عاما، أول عملية في المنطقة الصناعية. ووفق المعلومات التي كشفتها أجهزة الأمن الإسرائيلي، كان يملك تصريح عمل في المنطقة، وعمل في المصنع الذي نفذ به العملية لمدة 7 أشهر. ونشتر أجهزة الأمن شرائط فيديو لمنفذ العملية التقطتها الكاميرات المنصوبة في المكان، توثق نعالوة وهو يفر من المكان وبحوزته قطعة سلاح، بعد أن أطلق النار على إسرائيلي يعمل في المكان، وقيّد إسرائيلية شابة وأعدمها، وقام بإطلاق النار على إسرائيلية أخرى.

اقرأوا المزيد: 398 كلمة
عرض أقل

كلية شاب إسرائيلي توفي تنقذ حياة شاب فلسطيني

الشاب الإسرائيلي، أري نيشر، المتبرع يتوسط والديه (النت)
الشاب الإسرائيلي، أري نيشر، المتبرع يتوسط والديه (النت)

أنقذت أعضاء شاب إسرائيلي توفي أثناء عملية دهس في تل أبيب، حياة خمسة أشخاص، من بينهم شاب فلسطيني من القدس الشرقية

زُرِعت أعضاء جسم الشاب الإسرائيلي، أري نشر، الذي قُتِل في الأسبوع الماضي، عندما أصابت سيارة دراجته الهوائية التي كان يركبها في تل أبيب، في نهاية الأسبوع، في أجسام خمسة أشخاص فأنقذت حياتهم. زُرِع قلب آري في جسم رجل عمره 60 عاما، وزُرِعت رئتاه في جسم رجل عمره 50 عاما، زُرع كبده في جسم ابن 36 عاما، وحصل شابان عمر كل منهما 17 عاما و 10 أعوام على كليتيه.

من بين الشابين اللذين حصلا على كليتيه هناك شاب اسمه رفيق حطاب ابن 17 عاما من القدس الشرقية. انتظر نعيم حطاب والد رفيق بالقرب من غرفة العمليات وهو قلق. عندما خرج ابنه من غرفة العمليات عانقه، وآمل كلاهما أن تنجح عملية الزرع. قبل سنة فقط اجتاز رفيق عملية زرع كلية ولكنها لم تنجح، لهذا كان يجتاز غسيل الكلى بشكل متواصل، وكان مقيدا في مجالات مختلفة في حياته. ولكن هذه المرة، بما أن عمر رفيق وآري شبيها، يعتقد الطاقم الطبي أن العملية ستنجح وسيتعافى رفيق من مرض الكلى الذي يعاني منه منذ الولادة.

“شعرنا بشعور خاص عندما تلقينا اتصالا من المستشفى”، قال نعيم. “منذ عامين، يجتاز رفيق نحو أربع حتى خمس ساعات، ثلاث مرات أسبوعيا عملية غسيل الكلى. والآن، بعد أن رأيته مبتسما ونادني أشعر بشعور لا يوصف”.

قال دكتور ميخائيل غورفيتش، طبيب مسؤول في قسم زراعة الأعضاء في مركز شنايدر لطبّ الأطفال، إن عملية زرع الكلى قد مرت بنجاح. “نشكر عائلة آري التي تبرعت بأعضاء ابنها وأنقذت حياة أشخاص آخرين”، قال نعيم مضيفا: “يتعين على الأشخاص أن ينتظروا وقتا طويلا أحيانا، وأقدر كل حالة كهذه تتبرع بها عائلة الفقيد بأعضائه”.

واستطرد: “نشكر عائلة آري من صميم قلبنا على قرارها، ونحترمها كثيرا. تعجز الكلمات عن التعبير عن تقديرنا العميق لعملها الإنساني”.

اقرأوا المزيد: 268 كلمة
عرض أقل
(Facebook)
(Facebook)

شبان إسرائيليون يهنون ويوزعون الحلويات بمناسبة عيد الأضحى

هنأ الطلاب الجامعيون الإسرائيليون من بئر السبع جيرانهم البدو بمناسبة عيد الأضحى: "عندما قرأ المحتفلون التهئنة نشأ تقارب وعم الفرح"

24 أغسطس 2018 | 13:25

هذا الأسبوع، يحتفل أكثر من 1.5 مليون مسلم بعيد الأضحى في إسرائيل. يعيش في مدينة بئر السبع وفي الأحياء القريبة منها اليهود والمسلمون حياة منفصلة، ولا يعرف كلا الجانبين عادات الجانب الآخر. هذا الأسبوع، قرر بعض أعضاء منظمة “تاغ مئير”، التي تعمل ضد الكراهية وتدعو إلى التعايش والتسامح، تغيير هذا الواقع.

بمناسبة عيد الأضحى، قرر خمسة طلاب جامعيين أعضاء في المنظمة تقديم التهنئات إلى مواطني المدينة المسلمين وضيوفهم. قرر رئيس الطلاب الجامعيين الأعضاء في “تاج مئير”، دورون شبتاي، وهو طالب جامعي يدرس علم الاجتماع في جامعة بن غوريون، وأربعة طلاب آخرين أن يخرجوا إلى الشارع وبحوزتهم تهنئات خاصة وحلويات كجزء من النشاطات لتقريب القلوب بين اليهود والمسلمين والتشجيع على التعايش.

قبل يوم من عيد الأضحى، عمل شبتاي مع بعض الأعضاء وحضروا تهنئات بالعربية والعبرية، كتبوا عليها: “كل عام وأنتم بخير”. خرجوا النشطاء إلى السوق القديم في بئر السبع، المعروف بالسوق البدوي، لتوزيع التهنئات والحلويات على الأطفال. “في البداية كانت هناك بعض الشكوك والتساؤلات، لماذا يهنأ اليهود المسلمين في العيد. لم يفهم المحتفلون مَن نحن وما هو هدفنا”، قال شبتاي لموقع MAKO. “ولكن بعد أن قرأ المسلمون التهنئات، شكرونا، وشعرنا بتقارب وفرح، وحققنا هدفنا. كما أن العلاقات بيننا وبين الطلاب البدو رائعة، وتشكل إلهاما لحياة تعايش حقيقية. ليس التعايش المتشرك ممكن فحسب، بل هو يحدث في أرض الواقع حقا”، قال دورون.

اقرأوا المزيد: 210 كلمة
عرض أقل
غلعاد سويت, مؤسس جمعية "مدرسة" (لقطة شاشة)
غلعاد سويت, مؤسس جمعية "مدرسة" (لقطة شاشة)

موقع لتعليم العربية المحكية ينال إعجاب الإسرائيليين

موقع إنترنت مميز يدعى "مدرسة" يعلم اللغة العربية، مستخدما أفلام فيديو قصيرة ومجموعات تدريبية: "نسعى إلى إحداث ثورة في معرفة اللغة العربية"

في السنوات الأخيرة، أصبح تدريس اللغة العربية المحكية صرعة منتشرة في إسرائيل. لهذا ينضم الإسرائيليون من أعمار مختلفة إلى دورات لتعلم اللغة العربية المحكية، سعيا للتحدث مع جيرانهم العرب في إسرائيل والمناطق المجاورة، يعتقد بعضهم أن اللغة تشكل جسرا للتفاهم المتبادل، ويرغب آخرون في التعرف إلى العرب والتقارب منهم.

يعيش نحو 1.8 مليون عربي الآن في إسرائيل، وهم يشكلون %21 من إجمالي سكان دولة إسرائيل. رغم أن اللغة العربية هي لغة رسمية في دولة إسرائيل، إلا أن تدريسها في الجهاز التربوي الإسرائيلي غير منصوص عليه في القانون. في كل عام، يجتاز نحو 10.000 شاب وشابة إسرائيليون، يختارون تعلم اللغة العربية، امتحانات “البجروت”. ولكن، تُدَرس اللغة العربية الفصحى في المدارس الإسرائيلية، التي تختلف عن اللغة المحكية، ما يصعب على الشبان الذين يتعلمون اللغة العربية عند إجراء محادثة بسيطة مع جيرانهم العرب.

دراسة اللغة العربية في جمعية المدرسة (Facebook)

تلبية لتغيير هذا الواقع، أقيم في السنوات الأخيرة عدد من الجمعيات والمبادرات لتسهيل الوصول إلى العربية المحكية، وتمكين كل الإسرائيليين من تعلمها بناء على رغبتهم. إحدى المبادرات الملفتة هي مشروع “مدرسة” وهو مشروع تقني اجتماعي لتدريس العربية المحكية عبر الإنترنت مجانا. يهدف هذا المشروع المميز إلى تشجيع التواصل الجيد بين الفئات السكانية المختلفة في المجتمَع الإسرائيلي.

أقيمت جمعية “مدرسة” عام 2015، وهي تشغل موقع إنترنت مجانا، صفحة فيس بوك، ومجموعات واتس آب لكل من يرغب في تعلم العربية المحيكة. يقدم موقع “مدرسة” أربعة مستويات تعليمية، بدءا من المبتدئين وصولا إلى المتقدمين، ويتيح لكل مستخدم التقدم وفق وتيرته ومستواه. ترافق الدروس مواد مساعدة، وهي تتضمن، من بين مواد أخرى، تلخيصا لقواعد المادة، ملفات ثروة لغويّة، وأوراق عمل.

درس اللغة العربية في جمعية المدرسة (Facebook)

غلعاد سويت هو المبادر إلى المشروع الذي حقق شعبية كبيرة سريعا، وهو من مواليد القدس، ابن 27 عاما، ومؤسس الجمعية. بمناسبة أسبوع اللغة العربية الذي يصادف في هذه الأيام في إسرائيل، تحدثنا مع مدير الجمعية، دانيئل دوتان، الذي يدير بالتعاون مع سويت نشاطات الموقع والجمعية منذ إقامتهما. قال دوتان إن سويت معروف بحبه للغة العربية جدا، ودرّسها في حلقات دراسية وأطر مختلفة. “يتقن سويت اللغة العربية المحكية جدا، ولكن لا يمكن عزو هذا النجاح إلى المدرسة”، قال دوتان موضحا: “نتعلم العربية الفصحى في المدارس، التي تحظى بأهمية كبيرة، ولكن نحتاج إلى العربية المحكية للتحدث والتواصل”.

فريق المدرسة (Facebook)

أدت قدرة سويت على التحدث بالعربية المحكية إلى أن يفكر في مشاركة معلوماته. لهذا بدأ بتدريس اللغة العربية، وبعد أن تلقى توجهات كثيرة، قرر تمرير الدروس عبر الإنترنت. لذا أقام بمساعدة دوتان موقعا، وبعد مرور عام، أقاما الجمعية. “هدفنا هو خلق مجتمَع إسرائيلي يتحدث أفراده بالعربية إضافة إلى العبرية”، قال دوتان. “يعرف 3% فقط من اليهود الإسرائيليين اللغة العربية، مقارنة بـ %80-90 من العرب الذين يتحدثون العبريّة – فنحن نسعى إلى إحداث ثورة في هذا المجال”.

يعتقد دوتان أن تدريس العربية يدفع التعايش المشترك بين اليهود والعرب في إسرائيل دون شك. “مَن يتقدم في تعلم اللغة، يتعرف إلى الثقافة العربية وإلى العرب”، أوضح. “نحن لا نتحدث عن السياسية والسلام، بل عن قضايا أهم، عن مجتمع جيد وسليم، يسود التواصل بين أفراده. هذا هو هدفنا الأسمى”، قال دوتان.

من موقع المدرسة (Facebook)

وأوضح دوتان أن موقع “مدرسة” حقق نجاحا كبيرا منذ البداية. “لقد اشتهر المشروع سريعا. عرفنا أن الأشخاص ذوو الأعمار المختلفة والفئات السكانية في المجتمَع الإسرائيلي، يريدون تعلم اللغة جدا، وهناك معرفة لأهمية ذلك”. وفق أقواله: “حتى الآن، زار أكثر من 170 ألف الموقع، وقد انضم أكثر من نصفهم لتعلم المزيد عن اللغة العربية”. كما أنهى عشرات آلاف المتصفحين دورة الإنترنت التي يمررها موقع “مدرسة”، وذلك إضافة إلى 24 ألف متابع في صفحة الفيس بوك لمشروع “مدرسة”. “هناك أشخاص أيضا يلتقون بعيدا عن الموقع، في أماكن مختلفة في البلاد، ويرسلون صورا”، قال دوتان.

يوروفيجن 2018 (Facebook)

هذا الأسبوع، أعرب رئيس دولة إسرائيل، رؤوفين ريفلين، عن دعمه للمشروع الناجح، مشاركا أحد أفلام الفيديو الخاصة به لتدريس اللغة العربية. في منشور رفعه ريفلين بمناسبة أسبوع اللغة العربية، عرض موقع “مدرسة”، متحدثا عن تجربته الشخصية فيما يتعلق باللغة العربية. “عندما كنت صغيرا، سمعت اللغة العربية في البيت ومن حولي، كما تحدث العرب باللغة العبرية تماما”، كتب ريفلين. “اهتم والدي، الذي ترجم القرآن وقصة ‘ألف ليلة وليلة’، بأن نعرف أهمية الإلمام باللغة العربية. لمزيد الأسف، رغم أن اللغة العربية هي لغة رسمية في إسرائيل، إلا أن معظم الإسرائيلين لا يتقنوها”.

https://www.facebook.com/ReuvenRivlin/videos/1959943770706971/

إشارة إلى برنامج الجمعية المستقبلي، قال دوتان إنه يتوقع أن يُطلق قريبا موقع جديد، يتضمن مستويات تدريس إضافية، وكذلك فيديو يتيح للمتصفحين التحدث معا بشكل مباشر. “عرفنا أن هناك حاجة علينا تبليتها، لتكون أكثر من مجرد صرعة، لهذا قررنا تمرير دورة جديدة تلبية للتحديات الأساسية وحفاظا على الاستمرارية والتدرب الكافي”، قال دوتان. وفق أقواله: “يعرض الموقع الجديد دورات تفاعلية تتضمن تدريبات، متابعات مكثّفة، محادثات بين المستخدِمين، وأطرا أكثر مهنية”. بالإضافة إلى ذلك، يخطط أعضاء الجمعية لإقامة لقاءات أسبوعية في إسرائيل، يجرى فيها حوار مفتوح بالعربية بين المشاركين.

اقرأوا المزيد: 728 كلمة
عرض أقل
صورة توضيحية (Miriam Alster / FLASH90)
صورة توضيحية (Miriam Alster / FLASH90)

مركز تجاري جديد في منطقة المثلث يهدف إلى تعزيز التعايش

هذا الأسبوع، سيُفتتح في مدينة أم الفحم المجمع التجاري الأكبر في المنطقة لخدمة مواطني المنطقة، وقد بادر إلى إقامته يهود وعرب.. الهدف منه التسوق والتعايش في آن

أقام مبادرون عرب ويهود من البلدات الواقعة بالقرب من وادي عارة، في شمال إسرائيل، المركز التجاري الأكبر الأول في المنطقة، مجمع “Seven”، الذي يُتوقع أن يُفتتح هذا الأسبوع. يرغب المبادرون، الذين عملوا لسنوات على إقامة المجمع التجاري الذي سيخدم مواطني وادي عارة العرب واليهود، إلى التأكيد على أهمية التعايش المشترك.

قبل نحو شهر ونصف تقريبا، تظاهر مواطنون عرب إسرائيلون في الطريق المجاور للمركز التجاري الجديد احتجاجا على قتل الفلسطينيين في غزة. رغم ذلك، يعمل نشطاء يهود وعرب، ومنظمات يهودية – عربية مختلفة، في منطقة وادي عارة، لتعزيز الحوار، الحياة المشتركة، والسياحة في المنطقة. يوم الخميس الماضي، حظي المجمع التجاري الجديد، وهو المركز الثاني من حيث حجمه في المجتمع العربي في إسرائيل، باهتمام متخطيا الخلافات والتظاهرات، عندما أقيم حفل افتتاحه.

محاكاة المركز التجاري الجديد

يتضمن المجمع المميز، الذي استُثمر فيه 75 مليون شاقل (نحو 20 مليون دولار)، ثلاثة طوابق تشمل نحو 50 حانوتا وشبكات تجارية، إضافة إلى المطاعم والمقاهي. قال المحامي وسام قحاوش إغبارية، نائب رئيس بلدية أم الفحم، المبادر إلى إقامة المجمع بالتعاون مع رجل الأعمال الإسرائيلي يؤاف كبلان، لصحيفة “يديعوت أحرونوت”: “ليس لدينا أي شيء ضد اليهود في إسرائيل. تعارض التظاهُرات التي أجريت في المنطقة الحكومة، وليس الجمهور الإسرائيلي. هدفنا هو أن يتعرف الضيوف اليهود على مدينة أم الفحم الحقيقية”.

عارض مواطنو أم الفحم المبادرة طيلة سنوات، خوفا من أن يحتل اليهود المدينة، ولكن عمل وسام ويؤاف ضد المعارضين ونجحا في خفض المعارضة مع مرور الوقت. قال أفيشاي أبراهام، أحد المبادرين في مجالات العقارات والشريك في إقامة المجمع التجاري: “أقمنا مركزا تُستخدم فيه اللغات الثلاث – العربية، العبريّة، والإنجليزية – ليشعر فيه الجميع بارتياح. لقد صنعنا السلام ضمن نشاطاتنا”.

اقرأوا المزيد: 253 كلمة
عرض أقل
امنة كنعان في محل التوابل في كفر قرع
امنة كنعان في محل التوابل في كفر قرع

رمضان بنكهة نسائية.. جولة في قرية كفر قرع بمناسبة الشهر الكريم

شهر رمضان المبارك، النسوية، والتعايش.. جولة خاصة بمناسبة شهر رمضان بإرشاد مديرة جمعية لتمكين النساء العربيات في كفر قرع

“لا يشعر ببهجة شهر رمضان من فقد والدته”، قالت أمنة كنعان عند بداية الجولة بمناسبة شهر رمضان، التي شاركت فيها مجموعة من الإسرائيليين في كفر قرع. “المرأة فريدة من نوعها، تجمع العائلة، وتقوم بكل خطوة بحب تام. وهي ملكة من حيث سخائها، وتعمل كل الواجبات والمهام المنزلية وحدها – وكل هذا وهي صائمة”، قالت أمنة.

أمنة مع المشاركين في الجولة

بمناسبة شهر رمضان، شاركنا في جولة خاصة في كفر قرع، لمعرفة كيف تستعد البلدات لنهاية صوم رمضان. شارك في الجولة إسرائيليون من مناطق مختلفة، معنيون بمعرفة المزيد عن التقاليد المتبعة في شهر رمضان المبارك، والتعرف إلى روتين حياة جيرانهم المسلمين خلال هذا الشهر الفضيل.

زيارة إلى حانوت الحلويات

نظم الجولة منتدى “دروب متداخلة” الذي يشارك فيه مواطنون ومبادرون عرب ويهود من أنحاء إسرائيل، ويعملون معا لدفع السياحة المشتركة في المنطقة قدما، وكذلك جمعية “النسيج الأخضر في وادي عارة”، وهي جمعية يهودية عربية تدفع السياحة في منطقة وادي عارة في شمال إسرائيل قدما. يعمل منتدى “دروب متداخلة”، الذي يبادر إلى إقامة عدد من النشاطات ويشجع السياحة المشتركة في إسرائيل، علما منه أنه يمكن للنشاطات السياحية تشجيع التعارف الحقيقي البعيد عن الآراء المسبقة، وتشجيع التعاون العربي – اليهودي.

قرية كفر قرع هي بلدة إسلامية وتقع في الجانب الجنوبي من وادي عارة، الذي يتضمن بلدات عربية – إسرائيلية كثيرة. يعيش في القرية نحو 17 ألف مواطن. مرشدة الجولة هي أمنة كنعان، من كفر قرع ومديرة عامة لجمعية “من أجلكِ للتوعية”، التي أقامتها مجموعة من النساء في كفر قرع، بهدف تحسين حياة النساء في المنطقة وخلق بيئة داعمة لتمكين النساء في المجتمَع العربي في إسرائيل.

كفر قرع (لقطة شاشة)

“قال لي والدي دائما – تعرفي على الآخَر وتعطافي معه”، قالت أمنة. وفق أقوالها، أقيمت جمعية “النسيج الأخضر في وادي عارة” قبل 16 عاما، بهدف تشجيع السياحة في المنطقة والتعارف بين القرى المختلفة والمواطنين. “لا يتحدث الأشخاص معا بشكل مباشر. تعلمت العبرية في المدرسة، ولكن حتى سن 17 عاما لم أتحدث مع اليهود”، قالت أمنة. وأضافت: “لم يجرأ اليهود على الالتفات من حولهم. لقد كان صوتي مختلفا عن صوت الآخرين، فتحت منزلي أمام الضيوف، دعوت أشخاصا، وهكذا بدأت بتحقيق حلمي وإقامة الجمعية، وكل ذلك بالتعاون مع طال راز من بلدة ‘كتسير’.”

منطقة وادي عارة (Yossi Zamir / Flash90)

منذ ذلك الحين وحتى اليوم يصل الكثير من السياح من إسرائيل وخارج البلاد إلى قرية كفر قرع والبلدات المجاورة، ويشارك الكثيرون منهم في جولات “ليالي رمضان”. وفق أقوالها، “هناك حروب طيلة الوقت في إسرائيل، لهذا يخاف الأشخاص من الوصول إلى منطقة كفر قرع، ما يؤدي إلى أضرار في المنطقة. كان هدفنا هو أن يزور الإسرائيليون المنطقة، لهذا بدأنا في التفكير كيف يمكن تشجيعهم على ذلك”. وهكذا بدأت جولات “ليالي رمضان” قبل نحو 15 عاما. “ننجح بواسطة هذه الجولات في البلدة والتنقل في أزقتها في تقريب القلوب. كما أني تعلمت في جامعة إسرائيلية وتعرفت إلى اليهود، هكذا أردت أيضا أن يتواصل اليهود معي باللغة العربية”.

بعد أن شرحت أمنة أمام أفراد المجموعة عن بعض التقاليد المتبعة في شهر رمضان، الصلوات المختلفة، الصوم ووجبة الإفطار، أجرينا جولة مميزة داخل كفر قرع، لنتعرف عن قرب كيف تشعر النساء في شهر رمضان. شاهدنا في وسط القرية المارة وهم يشترون المشتريات الأخيرة قبل وجبة الإفطار، زرنا المخابز وحوانيت الحلويات الخاصة بشهر رمضان، وتعلمنا كيف يمكن إعداد القطايف.

امنة تستعد القطايف

تحدثت أمنة كثيرا عن نشاطاتها الاجتماعية في القرية وتعاونها مع جهات ومنظمات أخرى لدفع التعايش بين العرب واليهود في إسرائيل قدما. “أقمنا مدرسة ثنائية اللغة، يتعلم فيها طلاب عرب ويهود معا. تدرّس في المدرسة أوجه الشبه بين الديانات، وبين اللغتين العربية والعبرية، ويُحتفل فيها بكل الأعياد”، قالت أمنة.

مسجد “نداء الحق”

كما وزرنا في وقت لاحق مسجد “نداء الحق” في القرية وشرح لنا فيه رجل دين عن عادات شهر رمضان وأجاب عن أسئلة كثيرة طرحها أفراد المجموعة الفضوليون فيما يتعلق بالوصايا الإسلامية. في نهاية الجولة، تناولت المجموعة وجبة إفطار احتفالية في منزل أمنة كانت قد أعدتها مسبقا. بعد أن سمعنا صوت آذان المغرب وموعد الإفطار في ذلك اليوم، شعرنا فورا بأجواء الاحتفال التي بدأت تسود في القرية وتناولنا وجبة الإفطار.

زيارة الى مسجد “نداء الحق”

خلال الجولة وتناول الوجبة، تحدثت أمنة عن قصص كثيرة مميزة بمناسبة شهر رمضان، من وجهة نظر النساء، وعن نشاطاتها الاجتماعية الكبيرة وتجاربها كامرأة عربية ومسلمة في إسرائيل. “تغيرت مكانة المرأة كليا في يومنا هذا”، قالت أمنة بشكل حازم. “لا يشكل جسم المرأة مصنعا. ففي يومنا هذا، تتعلم النساء وتعمل، وأصبحت تكلفة تربية الأطفال باهظة جدا”. كما وتحدثت أمنة عن كيف فتحت في منزلها جامعة اجتماعيّة، دعت نساء القرية للمشاركة فيها وتعلم مواضيع مختلفة، مثل تخطيط الأسرة، وصحة المرأة. “يتحدث القرآن عن المساواة، ولكن تكمن المشكلة في التحليل. ليس هناك مَن يتحدث أن على المرأة تربية الأطفال والعمل كخادمة”، ادعت أمنة.

إفطار إحتفالي في منزل أمنة

وتحدثت أمنة عن مشروع “نساء يطبخن السلام”، إذ تستضيف في إطاره نساء مسلمات ويهوديات، يطرحن كل المخاوف ويتحدثن عنها، ويدرن حوارا منفتحا. ولكن، وفق أقوالها، يؤثر الوضع الأمني والسياسي في كل مرة من جديدة في نشاطات الحوار والجولات في شهر رمضان التي تعدها. “منذ المعركة الأخيرة في غزة، لم أطبخ. أريد أن أحضر الوجبات ولكن لا أعرف ماذا أحضر. لقد ألغى الزوار طلبات المشاركة في جولات رمضان، لهذا نشعر بالحزن”.

“متى سيمتلأ القدر في منزلي بالحب، الغنى، والمعرفة؟”، تساءلت أمنة وأضافت: “أسعى إلى الحفاظ على النسيج البشري، ولكن هذا لا يتعلق بي. السياسيون هم المسؤولون الكبار عن ذلك”. وأوضحت أنه في حرب غزة في عام 2014، ألغيت جولات رمضان كان قد طلب إسرائيلون المشاركة فيها مسبقا. لقد أكدت أمنة على رغبتها في تغيير الآراء المسبقة التي يحتفظ بها اليهود في إسرائيل عن العرب. “لماذا هناك آراء مسبقة عن التعرض لمخاطر في منطقة وادي عارة؟ لا تصدقوا السياسيين ووسائل الإعلام، ولا تسمحوا للمتطرفين من كلا الجانبي في إدارة حياتنا. عليكم زيارة كفر قرع والحكم على الأمور بأنفسكم، والنظر بتمعن إلى النسيج البشري الجميل في منطقة وادي عارة”، قالت أمنة.

المحادثة تستمر بعد الإفطار
اقرأوا المزيد: 879 كلمة
عرض أقل
البلدة التحتى في حيفا
البلدة التحتى في حيفا

بيروت الإسرائيلية.. البلدة التحتى في حيفا تزدهر

من منطقة مهجورة إلى مركز ثقافي، ترفيهي للعرب واليهود، في النهار والليل.. التغيير الكبير الذي طرأ على البلدة التحتى في حيفا

في نهاية الأسبوع الماضي، تصدرت البلدة التحتى في حيفا العناوين بعد أن تحولت تظاهرة جرت فيها إلى عنيفة وأثارت ضجة كبيرة. ولكن حيفا مشهورة أكثر بصفتها مدينة التعايش بين العرب واليهود، لا سيما بفضل التغييرات الهامة التي طرأت على البلدة التحتى في السنوات الماضية، التي تعرض تعدد الثقافات في المدينة. بعد سنوات طويلة من الإهمال والتدهور، بدأ ترميم البلدة التحتى، ما أدى إلى تطوّرها.

شوارع البلدة التحتى بعد مشروع التأهيل البلدي

أقام ظاهر العمر، حاكم الجليل، البلدة التحتى في حيفا في منتصف القرن الثامن عشر. مع مرور الوقت، بُني ميناء على ساحل الشاطئ، وأصبحت البلدة التحتى مركزا تجاريا إقليميا مزدهرا. بعد إقامة دولة إسرائيل، بدأت المصالح التجارية تزدهر في حي الهدار وحي الكرمل وتدهورت في البلدة التحتى. ولكن بعد مرور 50 عاما، بدأت تزدهر المنطقة ثانية بعد نقل مبان عامة وحكومية إليها وإطلاق المشروع البلدي لإعادة تأهيلها الفريد من نوعه في العالم. في إطار المشروع، الذي بادرت إليه بلدية حيفا وما زال قيد العمل في هذه الأيام، بدأت تشهد البلدة التحتى ازدهارا، وأصبحت موقعا للطلاب الجامعيين، يدمج حياة ترفيهية، تجارية، يجري جميعها في ظل أجواء علمانية ومتنوعة.

شارع الميناء في البلدة التحتى

إضافة إلى الجهود التي تستثمرها بلدية حيفا، فإن ازدهار البلدة التحتى في حيفا طرأ في السنوات الخمس الأخيرة بفضل مبادرات مستقلة لأصحاب مصالح تجارية ومواطنين، بدأوا يستخدمون المباني التجارية والمنازل التي كانت مهجورة لأكثر من 15 عاما. لقد ساهمت النشاطات الأكاديمية التي بدأت تُجرى في البلدة التحتى، إضافة إلى إقامة شقق سكنية لطلاب الجامعات، في أن تصبح هذه البلدة مركزا نابضا بالحياة. افتُتح في مركز البلدة التحتى “مجمّع 21” – وهو مجمع يعمل فيه مصممون وفنانون، ويتضمن مصالح تجارية ومعارض فنية لفنانين عرب ويهود.

معرض في البلدة التحتى

يمكن أن يلاحظ من يزور البلدة التحتى في حيفا إضافة إلى التعايش العربي اليهودي، الذي يتضمن تعايشا بين فئات دينية مختلفة، أنه في السنوات الماضية ازدهرت حضارة عربية عصرية، علمانية ومفتوحة. بعد أن كان الحي الألماني وجادة بن غوريون منطقتي جذب وسياحة في حيفا لوقت طويل، يبدو أن الشبان العرب واليهود بدأوا يزورون أكثر البلدة التحتى، التي تبعد نحو كيلومتر عن تلك المنطقتين.

مطعم “لحظة” في البلدة التحتى

في السنوات الثلاث الماضية، أصبحت البلدة التحتى، التي كانت مهجورة تماما، مركزا ليليا نابضا بالحياة. ففيها مطاعم ومقاه، وحانات قديمة ومطاعم تاريخية، إضافة إلى المقاهي الجديدة والحانات الجذابة. في ساعات بعد الظهر المتأخرة، يصل زوار كثيرون إلى البلدة التحتى ويزداد عدد الشبان الذين يزورون الحانات والمطاعم في ساعات الليل. إضافة إلى المواقع الترفيهية العادية، فمنذ السنوات الماضية، بدأت تزدهر نواد ليلية وحانات صغيرة مميزة، يتمتع فيها الزوار بعروض موسيقية، أمسيات غنائية وحفلات رقص.

شبان في حانة في البلدة التحتى

في كل يوم مساء، تُجرى لقاءات بين الأصدقاء، يتم تناول وجبات عشاء مشتركة ولقاءات مواعدة في البلدة التحتى. “الحانة مفتوحة حتى الساعة الرابعة أو الخامسة فجرًا، خلال أيام الأسبوع أيضا”، قال أكرم، ابن 25، الذي يعمل مسؤولا عن وردية في إحدى الحانات في البلدة التحتى ويعيش في المنطقة. “عندما انتقلت للعيش والعمل في البلدة التحتى دُهشت من الحياة الليلية فيها”، أوضح أكرم. وفق أقواله، “يزور البلدة التحتى العرب واليهود، الطلاب الجامعيون وأشخاص كبار في العمر، والجمهور مختلط تماما”.

يعتقد ماهر، ابن 32 من عسفيا، الذي يزور حيفا كثيرا للتمتع بأجوائها مع أصدقائه، أن هناك في حيفا تعايشا حقيقيا. وفق أقواله، “ليس هناك توتر في البلدة التحتى”.

حانة في البلدة التحتى

تحدث عنان، ابن 33 عاما من حيفا، عن التغييرات الكبيرة التي طرأت على البلدة التحتى في السنوات الماضية. “في البداية، في عام 2009، عندما بدأت أزورها كانت فيها حانتان فقط، وكانت المنطقة مهجورة. ولكن في السنوات الأربع الماضية، طرأ تغيير كبير، وافتُتح الكثير من الحانات”، وفق أقواله. وأضاف: “بما أن المدينة هي مدينة علمانية فهذه أفضلية. يعيش اليهود والعرب جنبا إلى جنب، يحترمون بعضهم، وهذه هي طبيعة العلاقة بينهم”.

كما أن أودليا وأوري في الثلاثينات من عمرهما، يزوران البلدة التحتى كثيرا. “عدت إلى إسرائيل بعد أن عشت لسنوات في الولايات المتحدة، ودُهشت عندما شاهدت كيف ازدهرت البلدة التحتى في السنوات الماضية. أصبح التعايش واضحا، وازداد الأمان الشخصي جدا”، قالت أودليا. “جرى لقاء المواعدة الأول بيننا هنا، في البلدة التحتى، في أحد المطاعم”، قال أوري.

شبان ومتقدمون في العمر في حانة في البلدة التحتى

كما تشكل البلدة التحتى موقعا ترفيهيا للشبان من خارج حيفا، الذين يصلون بشكل خاص للتمتع بأجوائها وقضاء الوقت فيها إلى جانب الحيفاويين. يسافر يوسف، ابن 29 عاما، من الناصرة العليا إلى حيفا، كل يوم ثلاثاء لمدة ساعة، للمشاركة في حفلات رقص السالسا في حانة “Kabareet”، المعدة لحفلات الرقص المميزة، التي تشكل مركزا ثقافيا للشبان في حيفا، ومسؤول عنه طاقم “جزر كرو” – طاقم فن عصري فلسطيني محلي.

“بدأ كل مواطني حيفا يزورون البلدة التحتى بعد أن كانوا يقضون أوقاتهم في جادة بن غوريون”، قال يوسف. وأضاف: “يرقص الجميع معا ولا نشعر بالعنصرية، ونرحب بكل الزوار. يزور الحانة ضيوف من أعمار مختلفة، وتشغّل الموسيقى الشرقية، الهيب الهوب وغيرها”. وصف يوسف الأجواء المميزة في البلدة التحتى، التي تجذب الكثيرون، قائلا: “حيفا هي المكان الأفضل في الشمال. كل من يريد قضاء الوقت يزور حيفا”.

حفلة سالسا في حانة “Kabareet”
اقرأوا المزيد: 741 كلمة
عرض أقل
التلاميذ في المدرسة (Facebook)
التلاميذ في المدرسة (Facebook)

“عندما قلت أنا من إسرائيل سادت حالة من الدهشة”

شبان يهود وعرب إسرائيليون يقيمون مدرسة للاجئين السوريين في اليونان.. "أثبتنا أنه يمكننا التعاون معا دون الاهتمام بالديانة والقومية"

في كانون الأول 2016، عندما سقطت البلدة السورية حلب في أيدي نظام بشار الأسد، بعد أربعة سنوات من القتال بينه وبين قوات الثوار، جلست مجموعة من الشبان الإسرائيليين، يهودا وعربا، وفكرت كيف يمكن أن تساعد مئات آلاف اللاجئين السوريين الذين اضطروا إلى الهرب.

ففي حين كان الموضوع لدى معظم الأشخاص مصدر قلق عند التحدث عنه فحسب، قرر هؤلاء الشبان بعد أن شاهدوا الصور المفزعة من حلب أن عليهم العمل. نجح شبان من حركتين شبيبتين يهودية وعربية مستخدمين ذكائهم، قوتهم وطموحهم اللامتناهي، في القيام بعمل إنساني عالمي.

في الفترة الأخيرة التقينا ثلاثة شبان منهم. روني هوس، ابنة 24 عاما، من قرية مناحيم، عضوة في لجنة البالغين في حركة الشبان الإسرائيليين الاشتراكية “هشومير هتسعير” التي تدفع نشاطات تربوية في البلاد والعالم؛ يوسف قدح، ابن 33 عاما من قرية كفر مندا، مدير مجال الإرشاد في منظمة “أجيال”، وهي حركة شبابية علمانية عربية تابعة لحركة “هشومير هتسعير”؛ وإهداء حندقلو، ابنة 21 عاما من قرية جث، تعمل مركّزة بعثة منظمة “أجيال” إلى اليونان ومسؤولة عن تجنيد التبرعات. تعمل كلا الحركتين معا في أطر تربوية مختلفة ولديها مبادئ مشتركة.

يوسف أهداء وروني (تصوير: المصدر)

“عندما بدأت تصل صور من حلب، فكّرنا أننا جزء من حركة تضم تربويين ولدينا أطر تربوية كثيرة. وبعد أن تقدمت الفكرة، تواصلنا مع منظمة أجيال وكان من الواضح لنا أن علينا العمل معا”، قالت روني.

بمساعدة أشخاص كثيرين يؤمنون مثل نشطاء كلا الحركتين، ولديهم قيم إنسانية شبيهة، يحبون مساعدة الآخرين، وبفضل تعاون الجمهور الإسرائيلي، أقامت حركتا “أجيال” و”هشومير هتسعير” بالتعاون مع منظمة “يسرا- إيد”، “مدرسة عالمية من أجل السلام”، وهي مدرسة للاجئين الذين يعيشون في مخيّمات اللاجئين في الجزيرة اليونانية لسبوس. بعد أن بدأت تتبلور الفكرة لفتح مركز مساعدة للاجئين في الجزيرة، تواصل ممثلو الحركتين مع عدد من المنظمات الإنسانية وسافروا إلى الجزيرة للتعرف عن كثب إلى احتياجات اللاجئين فيها.

الناشطون يبنون المدرسة (Facebook)

بسبب قرب الجزيرة من شواطئ تركيا، تستوعب الجزيرة عددا كبيرا من اللاجئين. هناك في الجزيرة مخيمان للاجئين، يعيش فيهما نحو 9.000 لاجئ من سوريا، إيران، أفغانستان، الكونغو وغيرها، أي ضعفي عدد الأشخاص الذي يمكن أن يعيشوا في المخيمين. فهناك مخيم “كارا تيبي للاجئين” (Kara Tepe) الذي تديره الحكومة اليونانية والمعد للعائلات والنساء، والآخر هو مخيم “موريا” (Moria)، الخاضع للجيش والمعد للرجال.

بعد أن زار النشطاء الإسرائيليون مخيّمات اللاجئين وتعرفوا إليها، قرروا أنهم يريدون إقامة مركز جماهيري ليكون مركز نشاطات وعمل للهؤلاء اللاجئين، الذين مروا بظروف صعبة عند اجتياز الحدود من تركيا وبعد أن هربوا إلى اليونان.

لهذا قرر نشطاء “هشومير هتسعير” و”أجيال” الاستعانة بمواقع التواصل الاجتماعي والتوجه إلى الإسرائيليين من خلال حملة تمويل جماعي لإقامة مدرسة للأطفال والشبان من مخيّمات اللاجئين في جزيرة لسبوس. استجاب الإسرائيليون سريعا، يهودا وعربا على حدٍّ سواء، وتبرعوا لتحقيق الهدف الهام. بعد حملة إضافية لجمع الأموال، أقيمت في شهر نيسان 2017 مدرسة مميزة، وبدأت تستوعب الأطفال اللاجئين في الجزيرة. وأدرك أعضاء كلا الحركتين أن عليهم الحصول على مصادر تمويل ثابتة لهذا بدأوا بحملة جمع الأموال من المتبرعين الأمريكيين.

مكتبة المدرسة (Facebook)

في البداية، أقيم صفان، أحدهما للطلاب العرب والآخر للأفغانستيين، ومع مرور الوقت بعد تقدم المشروع ونجاحه، ازداد عدد الطلاب، الصفوف والمعلمين. تعمل في المدرسة الآن ثمانية صفوف تعليمية، موزعة وفق جيل الطلاب وأصلهم، وفي كل منها يتعلم الأطفال بلغة الأم: 3 صفوف عربية (معظم الطلاب فيها من سوريا)، صفان للطلاب الأفغانستان، وصفان للأكراد، وصف للطلاب من جمهورية الكونغو. طاقم المعلمين مؤلف من لاجئين من جاليات مختلفة، عمل جزء منهم في مجال التدريس وتلقى جزء آخر تدريبا مهنيا من نشطاء الحركتين.

في كل الصفوف التعليمية يتعلم الطلاب أربعة مواضيع ثابتة: لغة الأم، الإنجليزية، الرياضيات والفن. إضافة إلى ذلك، تُجرى في المدرسة دورات ونشاطات إثراء للطلاب وأيام تأهيل أسبوعية للمعلمين. “يحظى التدريس بلغة الأم بأهمية كبيرة لدى الأطفال”، قالت روني لافتة إلى أن “هذه هي المرة الأخيرة التي سيتعلم فيها الطلاب بلغة الأم من قبل معلمين يتحدثون لغتهم الأم أيضا”. وأوضحت أن أبحاث كثيرة تشير إلى أهمية تطوير لغة الأم وتعزيزها لدى الأطفال وإلى قدرتهم في تعلم مواضيع جديدة في المستقبَل. إضافة إلى ذلك، “من الهام أن يتعلم الطلاب بلغتهم الأم ما يساعد على بناء هويتهم الأصلية، ويمنع إنكارهم لها”، أشارت روني.

درس اللغة الإنجليزية لمدرسي المدارس (Facebook)

وكما هي الحال في كل مرة تقام فيها مدرسة وتجرى فيها نشاطات فقد كانت هناك صعوبات وتحديات. “بدأنا بفرش سجادة صغيرة على الأرض وأجرينا بعض النشاطات الإبداعية ولاحظنا أن الأطفال بدأوا يشاركون”، قال يوسف. “من ثم تقدمنا وبدأنا بتطوير المدرسة، والاهتمام بتقديم تربية جيدة تلبي احتياجات الأطفال، وتسمح لهم بالتحدث عن مشاعرهم الصعبة التي مروا بها والتعبير عنها”. وأعرب يوسف أنه خلال اللقاءات الإرشادية التي أجريت للمعلمين، لاحظوا أن المعلمين يحتاجون إلى من يصغي إليهم فعرفوا أن عليهم الاهتمام بالجانب العاطفي لدى المعلمين، الذين كانوا لاجئين بعد الحرب بعد أن اضطروا إلى الهروب أيضا.

قال الشبان الثلاثة إن اللقاء بين الثقافات المختلفة أثار تحديات كثيرة، وإن أعضاء الحركتين الشبيبتين اضطروا إلى تعلم العقليات المختلفة بين المجموعات والتعامل مع القضايا التي واجهوها، إذ إن طرق التدريس تختلف بين المجموعات. مثلا، كانت هناك مشكلة وهي أن بعض المعلمين أرادوا أن يفرضون عقابا جسمانيا على الطلاب. “في يوم من الأيام، دخل معلم وهو يحمل عصا لاستعراض قوته”، قال يوسف. “أوضحنا أننا نحظر استخدام العقاب الجسماني في المدرسة”، قالت روني. “كان هناك معلمون احتجوا على هذا التوجه، معربين أن العقاب طريقة متبعة في بلدانهم. عندها دار جدال مثير للاهتمام بسبب تعدد الثقافات”، وفق أقوالها.

درس الفن (Facebook)

كما وتحدث النشطاء عن حالات استفزاز وعنف حدثت بين اللاجئين من بلدان مختلفة، لافتين إلى أنهم واجهوها مطوّرين برنامجا قياديا لدفع الشبان قدما، ونقل رسالة حول أهمية التعايش. “تعلمنا كيف نتعرف إلى نقاط القوّة للتغلب على الفوارق والتقريب بين الثقافات. وتحدثنا على القضايا المشتركة حتى وإن كانت حساسة، فجميع الطلاب كانوا لاجئين بعد أن فروا من الحرب”، قال يوسف.

لقد ظهر تعدد الثقافات في تعامل اللاجئين مع المبادرين إلى إقامة المدرسة. “أعضاء حركة ‘أجيال’ هم الوحيدون الذين تحدثوا بلغة اللاجئين”، قال يوسف مضيفا: “كان وجود أعضاء هذه الحركة هام جدا وساعد على التواصل بيننا وبين الأطفال من ناحية فكرية وثفافية”. قالت أهداء في هذا السياق: “شعر الأطفال في المدرسة أنه يمكنهم التحدث مع نشطاء أجيال باللغة العربية”. مع ذلك، هناك من أعرب عن دهشته: “كان لديهم شك أننا متعاونون، عرب نعيش في إسرائيل مع اليهود. سُئلنا عن الحياة عامة والحياة السياسية في إسرائيل”, قالت إهداء.

أطفال يلعبون في فناء المدرسة (Facebook)

كيف استقبل اللاجئون الإسرائيليين في لسبوس؟ “دُهش اللاجئون عندما قلت إنني من إسرائيل. ولكن بما أننا عملنا معا (عربا ويهودا) أثبتنا قوة هائلة. وأعربنا أنه رغم أن الواقع معقد، لكن يمكن أن نعيش معا، وأكدت أني أقف اليوم هنا إلى جانب أهداء ونتعاون معا”، قالت روني. “عرضنا مثالا شخصيا يوضح كيف يمكن التعايش معا رغم كل الأمور والسيناريوهات. وأكدنا أهمية التعاون وأثبتنا أنه يمكن تحقيقه معا سعيا لاحترام الفرد، دون الاهتمام بالديانات والقوميات المختلفة”، قال يوسف.

نشاط في ساحة المدرسة (Facebook)

“كانت هويتنا الإسرائيلية واضحة كل الوقت”، قالت روني. “حرصنا على التأكيد على النواحي الإنسانية المركّبة مشيرين إلى أننا بشر وهدفنا هو لقاء أشخاص آخرين. عرف الجميع أن هناك إسرائيليين في لسبوس وتقبلوا هذه الحقيقة”. وفق أقوالهم، شكلت المدرسة أساسا قويا لكلا الحركتين، ومثلت إقامتها تجربة ناجحة لبناء نموذج التعاون. “أصبح الأطفال يعانقونني ويخبرونني أنهم يريدون البقاء في المدرسة، وألا يعودوا إلى المخيم”، قالت إهداء فخورة.

يمكن التواصل مع القائمون على المشروع عبر البريد الإلكتروني:

[email protected]

اقرأوا المزيد: 1105 كلمة
عرض أقل