نتنياهو يظهر مع علبة مخللات في مكتبه.. أمير سعودي يجري مقابلة مع التلفزيون الإسرائيلي.. والجيش الإسرائيلي يوجه رسالة لحزب الله أن "الحاج هشام" في مرمانا
أثار رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، هذا الأسبوع، ضجة في أعقاب خطاب ألقاه بمناسبة افتتاح الدورة الشتوية للبرلمان الإسرائيلي، حيث قرّر نتنياهو نزع الرسمية عن خطابه، ونعت المعارضة الإسرائيلية بأنها مثل “المخللات” تنكد على الحكومة، وتدور في أروقة البرلمان بوجوه تنقط منها المرارة. ماذا كان رد المعارضة، وكيف ردّ المعلقون على الصورة التي نشرها نتنياهو مع علبة المخللات؟
نتنياهو مع علبة مخللات في مكتبه (فيسبوك)
“الحاج هاشم” في مرمى الجيش الإسرائيلي
تشهد المعركة التي تخوضها إسرائيل ضد حزب الله وإيران في سوريا مرحلة جديدة، فالنهج الإسرائيلي الذي ارتكز على التستر وعدم التعليق على أخبار عمليات منسوبة لإسرائيل، يتغير. إذ بدأت إسرائيل في نهج الكشف عن المستور، فقبل مرة أعلنت أنها قصفت في سوريا بطارية دفاع جوي للجيش السوري، والآن هي تبعث برسالة لا تقبل التأويل لحزب الله. فقد تصدر هذا الأسبوع اسم قائد حزب الله في الجولان وصورته العناوين الإسرائيلية. وعمد الجيش على نشر كل التفاصيل عنه، حتى اسمه زوجته، موضحا أن الرجل الذي خلًف جهاد مغنية، نجل عماد مغنية، مستهدف. من يكون “الحاج هاشم”؟
إسرائيل تكشف عن هوية قائد حزب الله في الجولان.. الحاج هشام
تركي الفيصل يصارح الإسرائيليين خلال مقابلة
الأمير السعودي تركي الفيصل، رئيس الاستخبارات السعودية في السابق، والسياسي الذي أمضى معظم حياته في الخارجية السعودية، ليس من المقاطعين لإسرائيل. إلا أنه يستغل هذه اللقاءات لكي يوضح نقطة مهمة وهي أن السعودية لن تقبل بالتطبيع مع إسرائيل قبل إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية. فقد كانت هذه رسالته للشعب الإسرائيلي الذي شاهد اللقاء الذي أجراه مع هيئة البث الإسرائيلية الرسمية
الأمير تركي الفيصل (AFP)
شهادة تقدير إسرائيلية لمصري أنقذ يهودا في أيام الهولوكوست
كانت قصة الدكتور المصري، محمد حلمي، العربي المسلم الوحيد الذي حظي على تقدير الدولة العبرية لكونه “نصير الشعب اليهودي” في أيام الهولوكوست، على المساعدة التي قدمها لطفلة يهودية، في إسرائيل، قد اشتهرت لأسباب غير عمله الصالح والجريء. فقد تصدّر اسمه العناوين بعدما رفضت أسرته الحصول على شهادة الشرف من إسرائيل عبر متحف تخليد الهولوكوست الإسرائيلي، “ياد فاشيم” على خلفية العلاقات بين مصر وإسرائيل. إلا أن موقف العائلة تغير والآن هي مستعدة لقبول الشهادة.. أقرأوا قصة الدكتور حلمي والسبب الذي دفع عائلته إلى تغيير رأيها
شهادة “نصير الشعب اليهودي” المقدمة للدكتور حلمي محمد، تصوير متحف “ياد فاشيم” في القدس
لماذا توقفت عن مشاهدة أفلام البورنو؟
واحدة من القصص البارزة التي نشرناها هذا الأسبوع، كانت المحاضرة للإسرائيلي ران غافريئيلي، خلال مؤتمر “تيد إكس” الذي عقد في مدينة يافا، عن مساوئ مشاهدة الأفلام الإباحة على النت والتي أصبحت في متناول اليد أكثر من أي وقت مضى. ويوضح الشاب في المحاضرة إنه لا يتحدث من موقف ديني، إنما ما يعنيه هو الموقف الإنساني – الأخلاقي والنفساني من الأفلام الإباحة. فعدا عن أن هذه الأفلام هدامة للمشاعر الطبيعية لدى البشر، هي تعزز صناعة الدعارة في العالم. شاهدوا المحاضرة التي نالت على أكثر من 17 مليون مشاهدة على الرابط
صناعة الأفلام الإباحية (AFP)
وقصة إضافية ليست ضمن ال5 الأبرز.. لكنها تستحق انتباهكم:
ترجمة خاطئة تسبب في اعتقال فلسطيني
ليس أمر مفاجئ أن ترتكب الآلة خطئا شنيعا في مجال الترجمة، أم أن تتسبب الترجمة في اعتقال شخص ما فهذا مفاجئ للغاية، وأكثر من ذلك. إنه يعني أن الترجمة الخاطئة تشكل خطرا كبيرا على البشر. هذا ما حدث لشاب فلسطيني تعيس الحظ، كتب تحية على صفحته الشخصية وجاءت ترجمتها على المقلب الآخر.. اقرأوا القصة على الرابط
في مقابلة مع وسائل الإعلام الإسرائيلية قلّل الأمير السعودي، تركي الفيصل، من أهمية التقارير بشأن دفء العلاقات السعودية – الإسرائيلية، موضحا "على إسرائيل الانسحاب من كل مناطق 1967، بما في ذلك القدس"
لا شك في أن الأمير السعودي، تركي الفيصل، أصبح في السنوات الماضية، شخصية معروفة في وسائل الإعلام الإسرائيلية، فقد ظهرت أكثر من مرة عناوين تذكره، وتتعلق بجلوسه في مؤتمرات دولية إلى جانب متحدثين إسرائيليين، أما المرة فقد توجه الأمير إلى الشعب الإسرائيلي برسالة مباشرة وواضحة.
ففي مقابلة أخيرة مع هيئة البث الإسرائيلية، رفض التقارير الواردة في الأشهر الأخيرة حول زيارة سرية أجراها ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان إلى تل أبيب. وقال “على إسرائيل أن توافق على مبادرة السلام العربية وأن تجري مكالمات سلام وحوار سياسيًّ يستند إلى مبادرة السلام العربية، قبل دفء العلاقات بين السعودية وإسرائيل”. وأضاف: لكي يعم السلام في إسرائيل، ليس مع الفلسطينيين فحسب بل مع كل الدول العربيّة والدول الإسلامية، على إسرائيل أن تنسحب من كل مناطق 1967 بما في ذلك القدس.
يذكر أن الفيصل طيلة شغل لسنوات منصب رئيس الاستخبارات السعودية، وكان سفيرا سعوديّا في الولايات المتحدة الأمريكية، وبريطانيا، وداعما للمبادرة السعودية للسلام.
https://www.facebook.com/kan.news/videos/356004208157875/
وفيما يتعلق بالشائعات حول الزيارة السرية التي أجراها ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، إلى إسرائيل، أنكرها الفيصل قائلا: “هذه الأخبار ليست صحيحة. عمل محمد بن سلمان وسعوديون مسؤولون آخرون دائما علنا ومباشرة، ويشير موقفهم إلى أنه لن تُنسج علاقات بين إسرائيل والسعودية حتى حل القضية الفلسطينية”.
وقد جرى اللقاء مع الأمير السعودي، تركي الفيصل في هامش اجتماع منتدى السياسة الإسرائيلية، الذي يسعى إلى دفع حل الدولتين قدما.
ونصح الفيصل الشعب الإسرائيلي بأن يبدي حماسا أكثر إزاء مبادرة السلام العربية التي بلورها العاهل السعودي الراحل، عبد الله بن عبد العزيز، منذ عام 2002، متسائلا: “هل ستكون هنالك مبادرة أفضل من مبادرة السلام العربية؟”.
“أعرف أن هناك إرادة حقيقية وراء أقوال الرئيس ترامب فيما يتعلق بالتوصل إلى اتّفاق نهائيّ لإنهاء هذا النزاع المستمر كثيرا، ونحن نرغب في تقديم المساعدة”، أضاف الفيصل في نهاية المقابلة.
تعرّفوا إلى الصحفي الإسرائيلي الذي أجرى مقابلة مع نجل أسامة بن لادن، وكشف عن العلاقات اليهودية لزوجته، ونجح عبر ربع قرن في تغطية عشرات الصراعات الدامية حول العالم
لو عرفتُ أنّ السؤال الأول الذي وجهته للصحفي الإسرائيلي المحنّك، هنريك تسيمرمان، هو السؤال ذاته تماما الذي طرحه تركي الفيصل، الذي كان على مدى سنوات رئيسا لوكالة الاستخبارات السعودية وسفير السعودية في الولايات المتحدة، لن أصدّق أبدا.
كيف وصل شخص ذي إطلالة أوروبية مثلك إلى إسرائيل؟ وما الذي تبحث عنه هنا في الشرق الأوسط؟
وُلد تسيمرمان في البرتغال، وقدِم إلى إسرائيل في سنّ صغيرة جدا، وهو صحفي محنّك ونشط يعمل مع شبكات بثّ مختلفة وراء البحار. أجرى خلال السنين مقابلات مع الشيخ أحمد ياسين، ياسر عرفات، محمود عباس، عبد العزيز الرنتيسي، ومسؤولين آخرين في السياسة الإسرائيلية والدولية.
تسيمرمان مع صديقه البابا فرنسيس
“أنا سليل عائلة يهودية. قدِم والدي إلى البرتغال من بولندا وكان جدي من الناجين من الهولوكوست، وقد رفض على مدى سنوات أن يحكي لي الأحداث التاريخية القاسية التي أدّت إلى إبادة أسرته. تنحدر أمي من أسرة أكثر سعادة وهي سليلة يهود مغاربة من مدينة تطوان. كما هو معلوم، فإنّ يهود تطوان هم من المهاجرين من إسبانيا والبرتغال، إضافة إلى المسلمين المطرودين أيضًا من شبه الجزيرة الأيبيرية. في الواقع فقد قضيتُ معظم العطل الصيفية في المغرب وتأثرت من كلا الثقافتين، الشرقية والغربية على حد سواء. وفي الحقيقة، أشعر أنني أنجذب أكثر إلى ثقافة والدتي الشرقية ومؤخرا فقط أضفت اسم عائلتها إلى اسمي، ولذلك أصبح اسمي هنريك بن هاروش تسيمرمان”.
من جهة فإنّ تسيمرمان هو صحفي حائز على العديد من الجوائز العالمية، يتنقل بين دول الخليج، أوروبا، وأمريكا اللاتينية، ومقرّب من البابا فرانسيس، يتحدث خمس لغات ودائم الحضور في عدة قنوات إخبارية رائدة في العالم. يمكن أن يُلاحظ فورا من ينظر إليه إطلالة أوروبية هادئة ولكن في اللحظة التي يبدأ فيها بوصف أحداث مرّ بها أو شخصيات التقاها، تظهر فورا شخصية متنوعة مليئة بالمزاج الشرقي الواضح، الذي يعرف كيف يقصّ القصة بأفضل شكل. لقد تحدثنا، تقريبًا، عن كل العالم: تحدّثنا عن البابا، مستقبل العلاقات بين إسرائيل والفلسطينيين، سحر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الفُضول حول محمد بن سلمان آل سعود، الجهاد العالمي، القاعدة وداعش، وحول المغرب وجمال الشرق أيضا.
في كل موضوع تحدّثنا فيه، ظهر تواضع إلى جانب حجم التفاصيل الكبير للأحداث التي نقلها على مدى نحو ربع قرن. رغم الحذر الشديد الذي يُظهره في تغطياته الإخبارية، اتضح أنه يتمتع أيضًا بإصرار متطوّر، ساعده على الوصول إلى المقابلة المشوّقة مع نجل أسامة بن لادن.
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (AFP)
أي زعيم عربي كنت ستُوصي الإسرائيلي العادي بالتعرّف إليه؟
“أعتقد اليوم أنّ على الإسرائيليين التعرّف إلى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. يشكّل المصريون اليوم نحو ربع العالم العربي وهم صنّاع القرار النهائي. يُستحسن أن تُفكّر إسرائيل وقادتها في ما يدور في الدولة المجاورة. كانت أحداث الربيع العربي ذروة التقلّبات الاجتماعية. لقد أدركت الثورات بشكل أساسيّ أنّه لا يمكن الإعلان عن الديمقراطية، بل يجب بناؤها. أعتقد أنّه لا يمكن السماح للحركات غير الديمقراطية بإدارة الديمقراطية. فعندما تُسيّطر هذه الحركات على السلطة، فأول خطوة تخطوها هي إلغاء جميع المؤسَّسات الديمقراطية. أتمنى للعرب أن يستمتعوا بالديمقراطية. لقد نشأتُ في ظل الدكتاتورية. وأدرك شعور العيش في ظل تلك الأجواء، ولذلك أعلم أيضا ما واجهه الشعب المصري. أعتقد أن عبد الفتاح السيسي شخصية رائعة لأنّه شخص حكيم ويفهم جيدا الشرق الأوسط وبشكل شاملا”.
وفقا للصحفي تسيمرمان، فقد أدّت التحوّلات العميقة التي تجري اليوم في الشرق الأوسط إلى اختفاء 5 دول من المشكوك به جدا إذا ما كانت ستعود بشكلها المعروف “لقد اختفت 5 دول وهي: اليمن، ليبيا، سوريا، العراق، والصومال. إذا كيف سيُبنى الشرق الأوسط الجديد؟ في نظري، سيرتكز على 6 دول ستكون رائدة في الـ 20-30 سنة القادمة. دولتان غير عربيّتين، وهما إيران وتركيا سواء كان جيّدا أو سيئا، ودولتان عربيّتان سنيّتان، السعودية ومصر، ومن هنا تنبع أيضًا أهمية السيسي. يشكّل المغرب، رغم بعده الجغرافي، لاعبا مهما بسبب علاقته الخاصة مع أكثر من مليون يهودي هاجروا منه إلى إسرائيل. يشكّل اليهود المغاربة دورا رئيسيا في بناء الجسور المستقبلية بين إسرائيل والدول العربية، لأنّهم ما زالوا يحبّون الملك والمناظر الطبيعية في وطنهم. يترعرع الجيل الثاني والثالث من أولئك المهاجرين، وفق ذات الثقافة والعلاقة بالمغرب. وبطبيعة الحال الدولة الأخرى هي إسرائيل. إنها قائمة وأصبحت حقيقة واقعية. في محادثة أجريتها مع مسؤول سعودي قال لي هو أيضًا إن “السعودية ومصر أدركتا أنّه لا يمكن هزيمة إسرائيل في الميدان العسكري لذلك يجب الحرص على التعاون لتحقيق المصالح المشتركة. تخيّل ما يمكننا أن نقوم به معا: يمكن بناء إمبراطورية من خلال العرب الأغنياء، الكثير من الشباب، وبمساعدة إسرائيل ذات قدرات تكنولوجية وعصرية”.
“الجهاد الآن” – القاعدة وداعش
تسيمرمان يجري مقابلة مع رئيس أركان البيشمركة في أربيل، القائد سيرفان برزاني
“من جهة يسود شر كبير في تنظيم داعش، ومن جهة أخرى، إذا أردنا مواجهة الظاهرة ومنع ولادة أحفاد هذا التنظيم وأبنائه، علينا التعرّف عليه”، كما يقول تسيمرمان، مؤلف سلسلة “الجهاد الآن”. “ولذلك يجب مواجهته. أعتقد أنّ خطاب الكراهية لا يساعد أبدا، بل العكس. إنه يُزيد حدة الظاهرة. الواقع أكثر تركيبا بكثير مما يعرضونه لنا ونحن نميل إلى ارتكاب الخطأ عبر الصور النمطية”.
ولذلك، فإنّ “الجهاد الآن” هو برنامج تم تصويره على مدى نحو ثلاث سنوات في أكثر من 15 دولة مع مجموعة متنوعة من الأشخاص الذين أجريت معهم مقابلات بدءًا من رئيس أركان البشمركة في أربيل، مسؤولين في السي آي إي الأمريكي، ممثّلين من الـ MI5 و الـ MI6 البريطانية، دبلوماسيين سعوديين وأمريكيين وصولا إلى خبراء في الإرهاب في الولايات المتحدة وإسرائيل.
وبخلاف التقارير التي ظهرت مؤخرا في التلفزيون الإسرائيلي والتي غطّت ظاهرة الإسلام المتنامي في أوروبا، استذكر تسيمرمان أكثر من 30 عاما، عائدا إلى اللحظة التي غزت فيها الجيوش السوفييتية أفغانستان. ردّا على ذلك الغزو وكجزء من الحرب الباردة سلّحت الولايات المتحدة القوات المحلية في أفغانستان بأسلحة قوية تم توجيهها بعد مرور سنوات قليلة ضدّها، أثناء سيطرة المجاهدين على المنطقة. يستمر ذلك التوجه من خلال تعزّز قوة أسامة بن لادن.
ذروة السيرة المهنية: مقابلة مع عُمر، نجل أسامة بن لادن
عُمر، نجل أسامة بن لادن في مقابلة مع مراسل AFP (AFP)
لقد ساعد إصرار تسيمرمان على نجاحه في إجراء المقابلة المشوّقة مع نجل بن لادن. قدِم تسيمرمان إلى قطر بعد لقائين تم إلغاؤهما في اللحظة الأخيرة، كان المتوقع أن يُجريا في باريس وكوبا . “في التاسعة مساء وصلتُ إلى الفندق الذي حدّدنا فيه الموعد، ولكن عُمر لم يصل. بدلا منه، كان هناك من نظر إليًّ نظرات فاحصة من رأسي إلى أخمص قدميّ. تنقلتُ عبر ثلاثة فنادق حتى وصلت إلى عُمر. وعندما وصلتُ رأيت عُمر وهو يرتدي جلبابا أبيض نقي ووقفتِ إلى جانبه زوجته ذات عينين زرقاوتين، تتحركان كثيرا، وكانت ترتدي ملابس سوداء تغطي جسمها. تحدثنا لمدة ساعتين. في البداية، لم يتم تصوير اللقاء، ولكن أقنعته لاحقا بإجراء مقابلة مدتها نصف ساعة. رأيت شخصا حزينا تماما. لقد ترك والده قبل فترة قليلة جدا من أحداث الحادي عشر من أيلول ولم يكن يعلم بها كما يقول. سافر إلى جدّته، والدة أسامة بن لادن في السعودية وكان في منزلها أثناء تلك الأحداث. وصف لي عمر بن لادن كيف أيقظه أعمامه وهم يصرخون وقالوا له إنّ “أباك قد دمّرنا” بينما كان يرى البرجين التوأم وهما يشتعلان بالنيران عبر التلفزيون. حينها جلس ذلك الرجل أمامي وقال إنّه، من جهة، ليس شريكا لتلك الأيديولوجية المتطرفة، ومن جهة أخرى، يدور الحديث عن والده وقد أعرب عن محبته”. وأكثر ما فاجأ تسيمرمان هو الشبه بين عمر ووالده “كانا يشبها بعضهما كثيرا رغم أنّ عُمر يبدو ذا جسد أضخم، ربما كان يمارس تمارين رياضة بدنية”.
من خلال محادثة تسيمرمان مع بن لادن الشاب، أدرك أنّ أسرة بن لادن تسعى لتحسين سمعتها. تتنقل هذه الأسرة التي استمرت في بناء المشاريع المرموقة في الدوحة، طوال الوقت، على طول المحور بين جدة والدوحة في قطر.
كشْف مثير: الجذور اليهودية لزوجة نجل بن لادن
عُمر وزوجته زينة في منزلهما في القاهرة، عام 2008 (AFP)
بعد اللقاء مع عُمر بن لادن، اكتشف تسيمرمان أن زينة بن لادن، زوجة عمر ابن أسامة بن لادن، قد أرسلت إليه رسالة نصية كشفت فيها أنّ والدتها من أصول يهودية.
على مدى شهور حاول تسيمرمان إقناع زينة بالحديث عن علاقة أسرتها باليهودية، ولكنها رفضت بشدّة. في شباط 2012 في مانشستر، بعيدا عن منزلها في قطر، وافقت على الكشف عن السر.
“ينحدر والد أمي من عائلة يهودية أصلها من روسيا البيضاء”، كما قالت لتسيمرمان. “لم تخفِ أمي تلك الحقيقة أبدا. فهي تعرّف نفسها باعتبارها تنحدر من أسرة يهودية. أتذكر عندما كنت أشعل الشموع يوم السبت”.
وُلدت زينة بن لادن، أو باسمها القديم، جين فيليكس براون، وعاشت في حيّ نصف سكانه يهود، قرب مانشستر. أخبرَت زينة تسيمرمان أنها اعتادت على الذهاب إلى حفلات زفاف يهودية، وعلى زيارة الكنيس في أحيان كثيرة. عام 2000 قررت جين فيليكس براون، أو زينة، مغادرة بريطانيا والاستقرار في الشرق الأوسط. التقت بأسرة بن لادن وبعمر، الابن المُفّضل لدى أسامة، قرب أهرامات الجيزة. أحبا بعضهما، وبعد أسبوعين من ذلك تزوّجا. واليوم، بعد 5 أعوام من اغتيال بن لادن – وهي بعيدة عن مناطق الحرب في أفغانستان، لم تعُد لديها مشكلة في الحديث عن جذورها اليهودية.
تسيمرمان يلتقط صورة مع رئيس كردستان العراق، مسعود برزاني
ما رأيكِ بجمود العلاقات بين إسرائيل والفلسطينيين؟
“أعتقدُ أن الإسرائيليين والفلسطينيين يعانون من صدمة وخيبة أمل عميقة. هناك انعدام ثقة شبه كامل بين الإسرائيليين والفلسطينيين. في رأي أيضًا أنّه ليس هناك استعداد حقيقي للسلام لا في المجتمَع الفلسطيني ولا في المجتمع الإسرائيلي. هناك جهات تحاول طوال الوقت أن تُعكّر الأجواء. ورغم كل ذلك فلو نظرت إلى بعض الاستطلاعات وتحليلات الرأي العام، كنتَ ستكتشف أنّه سواء كان في أوساط الفلسطينيين أو الإسرائيليين فإنّ ثلثي الشعب (على الأقل) يؤمنون بالسلام ويدعمون حلّ الدولتين. المشكلة بطبيعة الحال الثقة المتبادلة وعلى هذا يجب على الزعماء العمل جيّدا”.
السؤال الأخير: أي زعيم عربي كنتَ ترغب في إجراء مقابلة معه؟ وماذا كان السؤال الأول الذي كنت ستطرحه عليه؟
“الشخصية الرائعة في نظري هي شخصية وزير الدفاع السعودي، محمد بن سلمان. تسود في السعودية في هذه الأيام ثورة نفسية تقريبا. إذا انتقلت خيوط السلطة إليه فعلا فستحدث قفزة على مدى جيلين من الزعامة. سينجح محمد بن سلمان في تعزيز مكانة بلاده أكثر مما عرفناه حتى الآن. وقد عرض هذا العام برنامجا اقتصاديا لعام 2030، وأهمه هو محاولة السعودية الانفصال عن التعلق التام بالذهب الأسود. السؤال الأول الذي كنتُ سأوجهه إليه هو كيف يرى الشرق الأوسط في الثلاثين عاما القادمة؟”.
لقاء علني ومصافحة بين السعودي تركي الفيصل والإسرائيلي يعقوب عميدررور (لقطة شاشة)
لقاء علني بين السعودي تركي الفيصل والإسرائيلي يعقوب عميدرور
اتفق الرجلان المؤثران في بلديهما على أهمية العلاقات مع الولايات المتحدة، واختلفا في مسألة التعاون الإقليمي، هل يجب البدء بالتعاون أولا، ومن ثم السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، أم العكس؟
عقد معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، لقاءً خاصا، بين مسؤولين كبيرين، من بلدين لا يقيمان علاقات ديبلوماسية، السعودية وإسرائيل، رغم الحديث عن علاقات سرية بينهما. وجمع المعهد بين المدير السابق للمخابرات السعودية، الأمير تركي الفيصل، ومستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق، اللواء يعقوب عميدرور، من على منصبة واحدة، لمحادثة مطولة عن الأمن والسلام في منطقة الشرق الأوسط.
واتفق الرجلان على مواضيع كثيرة خاصة بالشرق الأوسط، مثل أهمية النفوذ الأمريكي في الشرق الأوسط، رغم الخلاف في وجهة النظر مع الإدارة الحالية في البيت الأبيض. وقال عيمدرور: لا يوجد بديل للولايات المتحدة في الشرق الأوسط. وشدّد الأمير السعودي كذلك على أهمية الشراكة الاستراتيجية بين السعودية والولايات المتحدة، رغم الخلافات حول قضايا سياسية معينة.
واختلف الرجلان حول المرحلة القادمة في العلاقات بين إسرائيل والسعودية. فبينما قال عميدرور إن المرحلة القادمة يجب أن تكون مرحلة تعاون بين دول الشرق الأوسط، وعدم الذهاب مباشرة إلى حل الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني. أكد زميله السعودي أن الطريق نحو التعاون يجب أن تبدأ بحل الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين.
وأوضح عميدرور أنه لا يقصد بأن تهمل السعودية أو الدولة العربية القضية الفلسطينية، إنما بأن تختار مسارا مغايرا من أجل الوصول إلى الحل، وهو أن تتعاون مع إسرائيل بهدف التوصل إلى صيغة متفق عليها وليس فرض الإملاءات على إسرائيل بأن تقبل المبادرة العربية للسلام دون التعاون. وأشار إلى أن الطريق المعاكسة لم تنجح حتى اليوم.
ودعا تركي الفيصل إسرائيل إلى قبول المبادرة العربية للسلام، والاعتراف بالدولة الفلسطينية، متأملا “ممكن أن نصنع الكثير إذا اجتمع المال اليهودي مع العقل العربي”. وأضاف: “لن يتحقق التطبيع بين السعودية وإسرائيل ما لم يتحقق حل الدولتين لشعبين، وللأسف لا أرى هذا يحصل في حياتي”.
ودعا عميدرور تركي الفيصل إلى زيارة القدس بعدما قال هذا إن حلمه الكبير هو أداء الصلاة في القدس، “لكن هذا لن يحصل قبل التوصل إلى سلام بين إسرائيل والفلسطينيين”.
وكان الأمير فيصل قد دعا الجمهور إلى زيارة السعودية في بداية الحديث، فسأله عميدرور إن كانت الدعوة موجهة إليه أيضا، فأجاب الأمير السعودي: “وقعوا على اتفاقية سلام أولا وسنرحب بك أيضا”.
الأمير السعودي يهاجم أوباما قائلاً: “نحن لسنا من يمتطي ظهور الآخرين لنبلغ مقاصدنا”
تركي الفيصل يتهم أوباما بدعم الإخوان المسلمين ويكشف كيف وبّخ الملك الراحل عبدالله الرئيس الأمريكي وقال له: "لا خطوط حمراء منك، مرة أخرى، يا فخامة الرئيس"
نشر الأمير السعودي تركي الفيصل مقالة هاجم فيها الرئيس الأمريكي بشدة بسبب تصريحاته الناقدة للمملكة السعودية في لقاء له مع مجلة “ذا أتلانتيك”. ألمح أوباما خلال المُقابلة إلى أن السعوديين يستغلون شبكة العلاقات مع الولايات المُتحدة من أجل مصالحهم وذلك دون إعطاء الأمريكيين مُقابلاً جيدًا.
وفي المقال الذي نشره تحت عنوان: “لا… يا سيد أوباما” كتب الفيصل يقول: “نحن لسنا من يمتطي ظهور الآخرين لنبلغ مقاصدنا”. وأضاف: “نحن من شاركناك معلوماتنا التي منعت هجمات إرهابية قاتلة على أمريكا. نحن المبادرون إلى عقد الاجتماعات التي أدت إلى تكوين التحالف، الذي يقاتل فاحش (داعش). ونحن من ندرب وندعم السوريين الأحرار”…
وجاءت تلك الأقوال ردًا على تصريحات أوباما خلال المُقابلة والتي يتضح منها أن السعودية ساهمت مساهمة سلبية في الحرب الأهلية في سوريا حين دعمت المصالح الفئوية والطائفية ولم تُسهم بإيجاد حل للأزمة. كرر الأمير تركي في مقالته التحدت عن تلك الإساءة المتمثلة بهذا الاتهام بعد سنوات من التحالف بين المملكة وبين الولايات المُتحدة.
وبطبيعة الحال فإن النقد الأشد كان موجها ضد الرئيس الأمريكي كونه اختار، على ما يبدو، التقرب من إيران وأهمل حلفه مع المملكة العربية السعودية. كذلك اتهم الأمير تركي أوباما بدعمه للإخوان المُسلمين في مصر وأن أوباما استاء من أن السعودية دعمت الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وكشف الأمير تركي، في مقالته، أنه خلال آخر لقاء جمع أوباما بالملك السعودي الراحل عبد الله، أن الأخير قد ضرب بيده على الطاولة غاضبًا وقال لأوباما بصوت مرتفع: “لا خطوط حمراء منك، مرة أخرى، يا فخامة الرئيس”.
يُعتبر الأمير تركي من أشد مُنتقدي الرئيس أوباما، وتحديدًا فيما يخص سياسته المتعلقة بإيران وداعميها في المنطقة. وسبق أن قال الأمير تركي عن السياسة التي يتبعها أوباما في سوريا: تحولت الخطوط الحمراء التي وضعها الرئيس الأمريكي للرئيس السوري بشار الأسد إلى خطوط وردية ثم إلى بيضاء تمامًا”، واتهمه بأنه خذل السعودية في عدة مُناسبات.
إسرائيل والسعودية أقرب من أيّ وقت مضى؟ توثيق وزير الدفاع الإسرائيلي، موشيه يعلون، ورئيس الاستخبارات السعودية الأسبق الأمير تركي الفيصل، في لحظة مصافحة ودية وعلنية في مؤتمر الأمن الدولي في ميونخ.
جاءت المصافحة عند انتهاء خطاب وزير الدفاع الإسرائيلي، في نهاية جلسة في موضوع الشرق الأوسط، خاتما فيها المؤتمر. تطرق يعلون في خطابه إلى العلاقات بين إسرائيل والسعودية، وبقية الدول العربيّة التي ليست هناك علاقات دبلوماسية رسمية بينها وبين إسرائيل.
قال يعلون: “هناك للإسرائيليين قنوات حوار مع الدول العربية السنية المجاورة. أنا لا أتحدث عن مصر والأردن فحسب، بل أيضًا عن دول الخليج ودول شمال إفريقيا. مع الأسف، ليس هنا الآن ممثلون عن هذه الدول ليسمعوا كلامي”. وذكّر أيضا بالمصالح المشتركة لدى إسرائيل، الولايات المتحدة وأوروبا مع الأنظمة السنية، وعلى رأسها الصراع ضدّ إيران. “نحن نعتبر السعودية زعيمة المعسكر السني ضدّ إيران”، كما قال.
بعد ذلك قال إنّ “إيران هي الدولة الشريرة بالنسبة لنا وبالنسبة للأنظمة السنية. الإيرانيون لا يصافحوننا علنًا، ولكننا نلتقي بهم في غرف مغلقة”. في أعقاب هذه التصريحات “لدغه” الأمير تركي الفيصل، قائلا إنّ: “مصافحة الإسرائيليين لم تساعد الفلسطينيين كثيرا”.
وفقا لتقرير في صحيفة “هآرتس” فقد أشار الأمير السعودي إلى أنّ يعلون محقّ بخصوص العداء بين الدول السنية وبين إيران والإخوان المسلمين، ولكنه أكّد أنّ الدول العربيّة غاضبة أيضا من إسرائيل بسبب الاحتلال وبسبب تعاملها مع الفلسطينيين. “لماذا على العرب أن يشعروا بالصداقة تجاهكم بينما تتصرفون بهذا الشكل”، كما قال. ومع ذلك، قال آخرون حضروا في المكان إنّ فيصل قال هذه الكلمات من أجل “تأدية واجبه شكليا”، وبعد خطاب يعلون تصافح الاثنان بودّية وتبادلا الابتسامات الحارّة، التي قد تشير إلى معرفة مسبقة.
لقاء لبيد وتركي الفيصل وعودة الحديث عن مبادرة السلام العربية
إضافة إلى لقائه مسؤولا إسرائيليا في نيويورك، أجرى الرئيس السابق للمخابرات السعودية، تركي الفيصل، مقابلة خاصة مع صحيفة "هآرتس"، والهدف حث إسرائيل على قبول مبادرة السلام العربية
تصدر الرئيس السابق للمخابرات السعودية، والسفير السابق لدى لندن وواشنطن، الأمير تركي الفيصل، عناوين الصحف الإسرائيلية، صباح اليوم الخميس، بعد أن التقى المسؤول الإسرائيلي، يائير لبيد، زعيم حزب “يش عتيد” (هناك مستقبل)، في نيويورك، وأجرى مقابلة خاصة مع صحيفة “هآرتس”. وتحدث المسؤول السعودي، في المناسبتين، عن مبادرة السلام العربية، وعن أهمية تجاوب إسرائيل مع هذه المبادرة التي لم تحظ لاهتمام إسرائيلي منذ طرحها عام 2002 وتبينها عربيا فيما بعد.
وقال الفيصل في المقابلة مع صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية إن إسرائيل أصحبت الطرف الذي يرفض السلام، بعدما كان العرب هم الطرف الرافض. وأضاف الفيصل أن نتنياهو “لو كان زعيما ذا رؤية طويلة الأمد، لكان اخترق النفق المسدود، وأعلن استعداده للتفاوض على أساس مبادرة السلام العربية”.
وتابع الفيصل في المقابلة التي ستنشر بأكملها في الشهر المقبل على “هآرتس” بمناسبة مؤتمر إسرائيل للسلام، برعاية الصحيفة، أن “واضح للجميع أن الولايات المتحدة هي الوحيدة التي يمكنها دفع إسرائيل لصنع السلام، لكنها لا تريد ذلك، وهذه خسارة”.
أما بالنسبة للقاء الذي جمع بين المسؤول الإسرائيلي، يائير لبيد، زعيم حزب “يش عتيد” (هناك مستقبل)، والفيصل، فقد جاء أن اللقاء تطرق كذلك إلى مبادرة السلام العربية، خاصة أن لبيد كان قد ألقى محاضرة في جامعة بار إيلان الإسرائيلية قبل وقت قصير، وقال فيها إنه يجب على إسرائيل قبول مبادرة السلام العربية.
وشدد لبيد في اللقاء على أهمية التعاون بين إسرائيل والسعودية، خاصة في وجه التهديدات المشتركة في المنطقة، وعلى رأسها برنامج النووي الإيراني، وتنظيم الدولة الإسلامية، داعش.
رئيس الولايات المتحدة باراك أوباما يلتقي وزير الخارجية السعودي عادل الجبير وولي العهد محمد بن نائف (NICHOLAS KAMM / AFP)
السعودية لأوباما: سنتساوى مع إيران بقدراتنا النووية
رئيس الولايات المُتحدة يلتقي زعماء الخليج، وهم سيوُضحون له أن هناك حاجة لاتخاذ خطوات أمريكية عملية لتهدئة مخاوفهم من خطر تسلّح إيران. وفي خضم ذلك، الكونغرس يُشدد من خطواته ضد حزب الله
يفتتح الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، اليوم لقاء القمة مع زعماء دول الخليج، باستثناء حضور الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز الذي امتنع عن الحضور، للمناقشة معهم في بعض المواضيع المتعلقة بسياسات الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وعلى رأسها الاتفاق النووي المتبلور مع النظام الإيراني.
استضاف الرئيس الأمريكي، أوباما، البارحة، القادة لتناول وجبة عشاء في مقر إقامته في البيت الأبيض؛ واشنطن.
الأمير تركي الفيصل: “كل شيء ستحصل عليه إيران – سيكون لدينا مثله أيضًا”
وأوردت صحيفة “نيويورك تايمز” اليوم اقتباسًا من تصريحات أحد القادة الذين التقاهم أوباما، الذي رفض الكشف عن اسمه، والذي قال قبل أيام: “لن نقف مكتوفي الأيدي بينما ستحصل إيران على فرصة لإعادة تعزيز قوتها، وتعزيز مشروعها”. أرفقت الصحيفة بذلك أيضًا تصريحات الأمير السعودي، تركي الفيصل، الذي قال: “كل شيء ستحصل عليه إيران – سيكون لدينا مثله أيضًا”.
تتحدث وسائل الإعلام العالمية والأمريكية، منذ زمن، عن شرخ يزداد اتساعًا بين أوباما وبين القيادة السعودية، الأمر الذي يُشير إليه غياب العاهل السعودي عن القمة. بناءً على ذلك، يعتقد محللون أمريكيون أن أحد الأهداف الأساسية للقمة هي أهداف نفسية، وكأن في ذلك تأكيدًا للحلفاء العرب بأن الإدارة الأمريكية تقف إلى جانبهم.
حاليًّا، يبدو أن الكونغرس الأمريكي يتخذ خطوات لمساعدة أوباما بإسكات حلفائه من الطائفة السنية، بقيامه بالتصويت على تشديد العقوبات ضد حزب الله اللبناني. يهدف هذا التصويت، وفق تحليل موقع “بوليتيكو” الأمريكي، إلى مصالحة أعضاء الكونغرس الجمهوريين الذين امتنعوا عن مهاجمة اتفاق النووي مع إيران.
من بين المواضيع التي ستتم مناقشتها، ستكون الصفقة الإيرانية، تحالف دفاعي بين الولايات المُتحدة ودول الخليج والحرب في سوريا. يُتوقع أن يضغط السعوديون على أوباما من أجل توسيع التدخل العسكري للولايات المتحدة بهدف إسقاط نظام الأسد، الخطوة التي امتنع أوباما عن القيام بها حتى الآن.
هل الصراع العربي – الإسرائيلي الذي نعرفه قد وصل إلى نهايته؟ وفق كلمات مأمون فندي المثيرة للاهتمام والتي نُشرت أمس الأول في “الشرق الأوسط”، يبدو أنّ الإجابة هي نعم. يمكننا الافتراض أنّ هذه الكلمات تعكس بأمانة رأي الأسرة السعودية المالكة.
حسب كلامه، فبينما وقفت إسرائيل في الحروب السابقة في 1948، 1967 و 1973 أمام العالم العربي، فإنّ قطر اليوم هي الدولة العربية الوحيدة التي تدعم حماس، وتقف معها تركيا وإيران اللتين ليستا عربيّتين. حسب ادعاء فندي فهذا استمرار مباشر لحرب 2006، والتي مثّل فيها حزب الله المصالح الإيرانية في الحرب بين إيران وإسرائيل والتي قامت على الأراضي اللبنانية.
حسب كلام فندي، فإنّ تدخّل إيران المتزايد باعتبارها دولة دينية شيعية وتركيا باعتبارها إخونية تطمح لقيادة العالم السني، هو تجسيد لظاهرة يمكن تسميتها “تديين الصراع”.
بينما كان الأمر في الماضي صراعًا قوميًّا بين الحركة الصهيونية وبين الحركة الوطنية الفلسطينية، فمنذ أن أخذت حماس زمام الريادة ودخلت إيران وتركيا في الصورة؛ هي اليوم حرب دينية.
ويأخذ هذا الأمر فندي إلى السؤال الأساسي وإجابته: “هل طبيعة الصراع هي التي تغيّرت، أم أن غطاءً قوميًّا زائفًا كان يغطي هذا الصراع، ويصبغه بصبغة قومية والآن يرد إلى جوهره وأصله ليكشف عن مكنون صراع ديني في الأساس”؟ وذلك بخلاف نية إسرائيل الأصلية لتقليص الصراع وإظهاره كعملية محدودة على قطاع غزة فحسب. إلى جانب ذلك، فإنّ الظهور العسكري لحماس أمام الجيش الإسرائيلي أنشأ حربًا غير متكافئة، حيث “ستبقى مفاهيم النصر والهزيمة ضبابية تمامًا”.
ولذلك يستنتج فندي قائلا: “نحن أمام حالة من الحروب المستمرة التي تجعل الحرب جزءًا من طبيعة المنطقة”. ولذا فهو يدعو إلى “تقديم قراءة جديدة وتقييم جديد وفهم لطبيعة الصراع”. ويلخّص فندي: “إن أردنا الخروج من المأزق، وبداية الفهم في حالة فلسطين هي الإدراك بأن الصراع لم يعد صراعًا عربيًّا إسرائيليًّا”.
ويستقبل الإسرائيليون قراءة فندي الجديدة للأوضاع بحماسة. وينضمّ هذا المقال إلى التصريحات التي أدلى بها مؤخرًا الأمير السعودي تركي الفيصل من على نفس المنبر، حيث قال إنّ “غطرسة حماس أدت إلى وقوع مجازر غزة”.
يتزايد في إسرائيل الإدراك بأنّ الحلّ المستقبلي للصراح الإسرائيلي الفلسطيني، سيتضمّن، بشكل أو بآخر، تدخّلا للأسرة السعودية المالكة. قبل شهرين أعرب وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان عن تأييده للتوصل إلى تسوية إقليمية مع من يسميهم “العالم العربي المعتدل”.
قال ليبرمان حينذاك: “إذا استطعنا أخذ طائرة والطيران من تل أبيب إلى الرياض، وأن نجري معهم بعض الأعمال؛ فسيكون ذلك واقعً مختلفًا تمامًا”. أكّد ليبرمان في كلامه على المصالح المشتركة بين إسرائيل والدول العربية المعتدلة في كلّ ما يتعلّق بالقضية الإيرانية، الصراع مع حركة الإخوان المسلمين والحرب الأهلية في سوريا.
وبقي الآن استيضاح إذا كانت مقالات فندي والفيصل تعكس حقّا الموقف السعودي الرسمي، وإذا ما كانت إسرائيل مستعدة لدفع ثمن التعاون مع المملكة العربية السعودية، وهو قبول مبادرة السلام العربية التي تدعو إلى انسحاب إسرائيل الكامل من حدود 1967.
تلقى المحور القطري- التركي الذي يساند حركة حماس في التحركات والمساعي الدبلوماسية لإنهاء العملية العسكرية على قطاع غزة، انتقادات شديدة اللهجة من رئيس جهاز المخابرات السعودي السابق وسفير المملكة العربية السعودية في الولايات المتحدة، تركي الفيصل. في مقال نشره بصحيفة “الشرق الأوسط” تحت عنوان “نحلم بقيادات فلسطينية اكثر حذرًا”، اتهم خلاله الأمير فيصل حركة حماس وتركيا وقطر بتحمل مسؤولية ما يجري في قطاع غزة.
ووفقًا لأقوال الأمير فيصل، تهدف قيادة كل من قطر والجمهورية التركية إلى سلب دور مصر الطبيعي كدولة محورية قائدة في منطقة الشرق الأوسط. وذلك على حساب قلقهما لسكان قطاع غزة، “فتبدي قيادة هذين البلدين اهتمامًا أكبر حول كيفية إلغاء ومنع مصر من ممارسة دورها القيادي والشرعي، بدلا من منع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، من إنزال الموت والدمار على أهل غزة”.
وفقًا لأقوال الأمير السعودي، فإن حركة حماس ارتكبت خطأ عندما رفضت قبول وقف إطلاق النار بينما وافقت إسرائيل على ذلك، وتابعت إطلاق الصواريخ تجاه إسرائيل، ورغم أن الصواريخ قد وصلت إلى تل- أبيب، إلا أنها لم تلحق أية خسائر بالبشر أو بالممتلكات. وبالمقابل، كان الرد الإسرائيلي قاسيًّا، ودفع قطاع غزة ثمنًا باهظًا للحرب، وتتميز حركة حماس بهذه التصرفات بالغطرسة.
وأضاف الفيصل: جاء قرار حركة حماس للعودة لعملية إطلاق الصواريخ نظرًا لعدم تعلم الحركة من أخطاء الماضي. بالإضافة إلى ذلك، وجه الأمير تركي الفيصل انتقادًا شديد اللهجة لقيام عناصر من الحركة بخطف المستوطنين الثلاثة في الضفة الغربية في الشهر الماضي، مما أدى إلى تصعيد الأوضاع وجولة العنف الحالية.
وبالمقابل، فهو لا يخفي انتقاده لإسرائيل ويهاجم رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لعدم قبوله بمبادرة السلام العربية التي بادرت إليها المملكة العربية السعودية، مما أدى في نهاية الأمر إلى استمرار أعمال العنف الحالية.
يجدر الذكر، أن الأمير تركي الفيصل قد التقى عدة مرات في السابق مع عدد من كبار الشخصيات الإسرائيلية، و في السنة الأخيرة التقى أيضًا مع رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية السابق، الجنرال عاموس يدلين، ومع وزيرة القضاء الإسرائيلية، تسيبي ليفني، كما والتقى بعضو الكنيست مئير شطريت. وقد وجه الفيصل إطراءات للوزيرة ليفني قائلا “لقد عرفت سبب كونكِ ممثلة إسرائيل للمفاوضات“.