في الأيام الماضية، شارك مئات الإسرائيليين تحت هاشتاج “#لم أشتكِ”، في شبكات التواصل الاجتماعي قصصهم فيما يتعلق بالاغتصاب، التحرش الجنسي، والأسباب التي منعتهم من تقديم شكاوى أو الصعوبات التي واجهوهها عند تقديم شكوى. وذلك، بعد أقوال رئيس الولايات المتحدة، ترامب، التي صرح بها بعد أن ثارت ضجة عند تعيين القاضي بريت كافانو، عضوًا في المحكمة العليا، رغم الادعاءات أنه تحرش جنسيا.
تساءل ترامب ومسؤولون جمهوريون آخرون علنا لماذا لم تقدم الدكتورة كريستين فورد، التي صرحت أمام مجلس الشيوخ أنها تعرضت لتحرش جنسي، شكوى سابقا، عندما كانت في سن 15 عاما، وذلك قبل 36 عاما. في أعقاب تلك الحادثة، انتشر هاشتاغ #WhyIDidntReport (“لماذا لم أشتكِ”) في مواقع التواصل الاجتماعي في الولايات المتحدة، وأصبح منتشرا الآن في إسرائيل أيضا.
غردت زوهر ألمليخ، الناشطة النسوية المسؤولة عن المبادرة، في تويتر: “لم أشتكِ لأني تعرضت لتحرش جنسي عندما كنت أعمل في حانة، واختفى المعتدي بين الحضور”. استذكرت متصفحة أخرى قصتها قائلة: “لم أشتكِ لأن المعتدي كان بروفيسورا مخضرما، مديرا، محبوبا في الإدارة، والإعلام، ولم أجرؤ على تلطيخ سمعته. ولم أشعر أني قادرة على مواجهة الضجة التي ستحدثها القضية”.
قالت متصفحات كثيرات إنهن تعرضن لضغط مباشر أو غير مباشر لعدم تقديم شكوى. “لم أشتكِ لأنه كان ابن 17 عاما، ومارست أخته ضغطا علي موضحة أن أخيها المعتدي قبل الالتحاق بالخدمة العسكرية، مشيرة إلى أن الشكوى ستحلق ضررا به”، كتبت إحدى المتصفحات. وكتبت متصفحة أخرى: “لم أشتكِ لأن المعتدي همس في أذني أن قريب عائلته يعمل في الشرطة، معربا أنه إذا قدمت شكوى فسيعرف بذلك، وسيقتلني”.
تحدثت متصفحات أخريات عن الخجل من استعادة التجربة الصعبة التي مررن بها. “لم أشتكِ لأني خجلت من الإباحة أني تعرضت لتحرش جنسي، وشعرت بأني مذنبة لأني زرته في منزله. ولم أصدق حقا أن المسؤولين سيهتمون بالقضية”، غردت ضحية اغتصاب. من بين المشاركات الكثيرات، يمكن العثور على شهادات خطيرة كثيرة تعرضت فيها المشتكيات لصعوبات عند التوجه إلى المحاكم. “لم أشتكِ لأنني دافعت عن نفسي لاحقا، وتغلبت عليه!. احتفظت بطاقاتي من أجل العلاج النفسي. كان من الصعب علي استذكار الحادثة أمام المحاكم والسلطات القانونية المسؤولية لأنه لم يمر وقت كاف عليها”، كتبت إحدى المتصفحات.
زوهر ألمليخ (Facebook)
كما شارك رجال كثيرون قصصهم عبر النت. “لم أشتكِ لأن المعتدي كان معلمي، وكنت ابن 14 عاما، وشعرت أنه لن يصدق أحد أقوالي عن حاخام الحلقة الدينية. وبشكل عام، مر 14 عاما حتى أصبحت قادرا على التحدث عن الموضوع. إضافة إلى ذلك، من الصعب على الذكور التصريح أنهم تعرضوا لاغتصاب”، غرد متصفح.
وفق بيانات منظمة الصحة العالمية، فإن نحو %35 من النساء في العالم يتعرضن لتحرش جنسي جسدي خلال حياتهن. استنادا إلى تقديرات وزارة الأمن الداخلي تتعرض امرأة من بين ثلاث نساء إسرائيليات إلى تحرش جنسي في حياتهن، ويتعرض 84 ألف امرأة إلى تحرش جنسي في السنة. أي إنه، تشير التقديرات، إلى أنه يحدث نحو 230 حالة تحرش جنسي يوميا في إسرائيل. علاوة على ذلك، يتضح من بيانات مؤشر العنف القومي لوزارة الأمن الداخلي أن %6 فقط من المتضررات جنسيا الإسرائيليات يقدمن شكوى لدى الهيئات المسؤولة.
“مَن لم يجتز تجربة التحرش الجنسي، لن يفهم مدى صعوبة التحدث عن الموضوع، وعلاوة على ذلك، يُسأل المتعرضون لتحرش “لماذا تقدمون شكوى الآن فقط”، أوضحت ألمليخ. “لا تهتم الشرطة بمعالجة قضايا التحرشات الجنسية كما ينبغي، وقال قاض في المحكمة إن النساء يتمتعن عند التعرض لتحرش جنسي، لهذا فإن الهيئات المسؤولة غير قادرة على فهم النساء اللواتي يتعرضن للتحرش الجنسي. من المفهوم ضمنا أنه يجب تصديق تصريحات الرجال، والتفكير أن النساء يكذبن لمصلحتهن”.
وأضافت ألمليخ قائلة إن هناك عددا من الأسباب التي عرضتها النساء عندما سُئِلن “لماذا لم تشتكي؟”، موضحة أنها متنوعة. “هناك أسباب كثيرة منعت النساء من تقديم شكاوى، وقد أتفاجأت أيضا، لا سيما فيما يتعلق باتهام الضحايا والصدمات التي يعشنها”.
المصدر الأقرب إلى الحدث الإسرائيليّ
تلقّوا نشرتنا اليوميّة إلى بريدكم الإلكتروني