جريمة قتل هزت إسرائيل قبل 12 عاما تعود إلى العناوين

الطفلة القتلية تئير رادا (النت)
الطفلة القتلية تئير رادا (النت)

جريمة قتل الطفلة تئير رادا في مدرستها بصورة شنيعة قبل 12 عاما ما زالت تحيّر الإسرائيليين بشأن هوية القاتل.. والآن أصبحت أكثر تعقيدا بعد اكتشاف دليل يبرئ القاتل المدان

26 أكتوبر 2018 | 12:37

مضت 12 سنة على جريمة قتل الطالبة بنت ال13 عاما، تئير رادا، في مبنى مدرستها في مدينة “كترسين” شمال إسرائيل. وحتى يومنا هذا ما زالت عائلة القتيلة ومحامون ورجال إعلام في إسرائيل يشككون في هوية القاتل الذي ارتكب الجريمة النكراء، رغم أن الادعاء العام أدان عامل بناء كان في المكان والقضاء حكم عليه بالسجن المؤبد.

وتصدرت الجريمة أمس الخميس العناوين الإسرائيلية مجددا في أعقاب الكشف عن دليل يضعّف الملف ضد القاتل المدان، رومان زدوروف، اليوم يبلغ 41 عاما، إذ تم العثور على شعرة كانت على جثة القتيلة تابعة لامرأة حققت معها الشرطة في الماضي بشأن الجريمة وأطلقت سراحها، قد تكون هي القاتلة.

ووصفت الصحف الإسرائيلية التطور الجديد والمفلت في الجريمة المثيرة للجدل بأنه “زلزال” قد يؤدي إلى إعادة فتح ملف الجريمة وإطلاق سراح المتهم المدان في القضية بعد أن أمضى 10 سنوات في السجن.

والملفت في جريمة رادا أنها حظيت على اهتمام جماهيري وتغطية إعلامية غير مسبوقين بسبب هوية المجرم الحقيقي. وكانت الجريمة قد تصدرت العناوين قبل عامين بعد بث مسلسل وثائقي شكّك في نتائج التحقيق في الجريمة وبعمل الادعاء العام الذي انتهى بتقديم لائحة اتهام ضد رومان زدوروف والحكم عليه بالسجن المؤبد.

المدان بقتل الطفلة تئير رادا، رومان زدوروب ( Yonatan Sindel/Flash90)

وكان الادعاء قد استند في القضية إلى اعتراف المتهم الذي أعاد تمثيل الجريمة، رغم وجود أدلة علمية لا تتطابق مئة بالمئة مع هوية زدوروف. ومما زاد الحيرة في القضية تراجع المتهم عن الاعتراف وادعائه إنه اعترف تحت التهديد. ويقول الادعاء العام إن زدوروف سرد تفاصيل الجريمة في صورة تدل على أنه المجرم.

أما المسلسل الذي فتح ملف الجريمة، فقد قدم دلائل تشير إلى أن مرتكب الجريمة هي امرأة كانت اعترفت أمام عدة أشخاص بقتل رادا، والمثير أن فحص المادة الوراثية للشعرة أخيرا تتطابق مع المادة الوراثية للمرأة التي تشير إليها الصحافة الإسرائيلية بالحرفين “أ.ك”.

وقد طالب أمس الخميس محامي الدفاع عن زدوروف الذي يقبع في السجن إعادة فتح الملف من جديد والنظر إلى الأدلة الجديدة التي تلقي ضوءا جديدا على الجريمة وتقوي الفرضية أن المجرم الحقيقي هو السيدة “أ.ك”.

اقرأوا المزيد: 306 كلمة
عرض أقل
المدان بقتل الطفلة تئير رادا، رومان زدوروب (Gili Yohanan/POOL)
المدان بقتل الطفلة تئير رادا، رومان زدوروب (Gili Yohanan/POOL)

مسلسل تلفزيوني إسرائيلي يثير من جديد قضية قتل غامضة

ما زالت قضية قتل غامضة لطفلة وهي في مدرستها تعصف في إسرائيل حتى بعد عشر سنوات من الحادثة

تعتبر قضية قتل الطفلة تئير رادا في مدينة كتسرين في هضبة الجولان إحدى القضايا الأكثر شهرة وتعقيدا في إسرائيل. قُتلت رادا في كانون الأول عام 2006، عندما كانت تبلغ 13 عاما ونصف، في غرفة المراحيض في مدرستها. بعد موتها تم اعتقال شخص اسمه رومان زدوروب، والذي عمل كعامل صيانة في المدرسة، ومن ثم تم إطلاق سراحه وبعد أسبوع اعتُقل مجدّدا، واتُّهم بالقتل.

ورغم أن زدوروب قد اعترف بالقتل وأعاد تمثيله، ولكن بعد ذلك تراجع عن اعترافه، ونفى أنّه نفّذ عملية القتل مدعيا أنّ الاعتراف قد جاء بسبب تخويفه وتهديده. استأنف زدوروب عدة مرات على إدانته، وقبل نحو ثلاثة أشهر رفض قاضي المحكمة العليا استئنافه بشكل نهائي، وقرر أنّه هو المدان في القتل.

الطفلة المرحومة تئير رادا، ماتت قتلا (النت)
الطفلة المرحومة تئير رادا، ماتت قتلا (النت)

ومع ذلك، فإنّ المسلسل التلفزيوني الوثائقي الجديد، باسم “ظلّ من الحقيقة – من قتل تئير رادا”، يسعى إلى إعادة طرح سؤال هوية القاتل من جديد. في الحلقة الأولى من المسلسل، المكون من أربعة أجزاء، تم عرض شهادات تشير إلى أن زدوروب هو القاتل حقا. ومع ذلك، ففي الحلقة الثانية تُعرض مجموعة متنوعة من الشهادات التي تدحض تماما أي احتمال أن يكون هو القاتل فعلا.
https://www.youtube.com/watch?v=DvoR1q703ec

في الحلقتين الثالثة والرابعة تُعرض شهادات جديدة، غير معروفة للجمهور، وبحسب أقوال منتجي المسلسل فإنّه لم يتم التحقيق بها بشكل كاف في الشرطة، وهي تشير إلى وجود احتمال أن امرأة أخرى هي التي نفذت عملية القتل، بل أنّها قد اعترفت في الماضي بجريمتها أمام أصدقائها، وأظهرت لأحدهم السكين التي نفذت بواسطتها القتل، وملابسها الملطّخة بالدماء.

وفقا لما يقوله منتجو المسلسل، فهم لا يهدفون إلى تحديد من قتل الطفلة، وإنما إلى إعادة طرح أسئلة وشكوك من جديد، وإعلام الجمهور باتجاهات التحقيق المختلفة الممكنة. وقد رفضت الشرطة والادعاء العام التطرق إلى المسلسل ونتائجه، ومع ذلك فقد نجح في إثارة نقاش عام بخصوص سؤال إذا ما كانت هناك حاجة إلى إعادة فتح ملفّ التحقيق من جديد.

اقرأوا المزيد: 285 كلمة
عرض أقل