كنافة (صفحة فيسبوك الدمشقي)
كنافة (صفحة فيسبوك الدمشقي)

صحيفة إسرائيلية تتحدث عن “معركة الكنافة” في القدس

سلّطت صحيفة "إسرائيل اليوم" اليمينية الضوء على "معركة" الكنافة الدائرة في القدس بين حلويات جعفر وحلويات الدمشقي.. فأجرت استطلاع رأي لهيئة التحرير لتقرر من الفائز

06 يوليو 2018 | 15:48

خصصت صحيفة “إسرائيل اليوم“، هذا الأسبوع، تقريرا خاصا، عن “صراع الكنافة” كما أطلقت عليه في مدينة القدس، بين حلويات جعفر العريقة، وحلويات الدمشقي، المنافسة الجديدة في الساحة. وكتبت الصحيفة أن سكان القدس في الراهن منقسمون بين جعفر والدمشقي، وكل فئة تقول إن الكنافة الأصلية موجودة عندها.

فمؤيدو جعفر الذي يبيع الحلويات في القدس منذ عام 1951 وشعاره “خبرة الآباء ومهارة الأبناء”، يقولون إن كنافته تبقى الأصلية والشهية من دون منازع نظرا للخبرة التي يتمتع بها وللجبنة الخاصة التي يستخدمها. أما محبو الدمشقي، فيقولون إن الجعفر خسر العرش بعد دخول الدمشقي، وإن كنافته تمتاز بحلاوتها.

كنافة (صفحة فيسبوك حلويات جعفر)

وقررت الصحيفة أن تختبر الكنافتين من المحلين، فعرضت على 30 عاملا لديها في هيئة التحرير الكنافتين دون الإفصاح عن هويتهما، وكانت النتيجة أن الأغلبية أحبت كنافة الدمشقي. وكان السبب الغالب لذلك أنها الكنافة الأكثر حلاوة بين الاثنتين. وكتب معد التقرير أن قرار الحكام في الصحيفة ليس مهنيا لأن الفرضية لديهم كانت أن الكنافة يجب أن تكون حلوة ومليئة بقطر السكر، ومن المعروف أن ما يميّز كنافة جعفر هو طعم الملوحة في الجبنة.

ماذا عنكم؟ أية كنافة تفضلون؟ جعفر أم الدمشقي؟

اقرأوا المزيد: 171 كلمة
عرض أقل
نير بركات (Flash90/Yonatan Sindel)
نير بركات (Flash90/Yonatan Sindel)

رئيس بلدية القدس: البنى التحتية والتعليم بدلا من العنف

نير بركات يفتتح شارعا ومركز عناية بالأطفال في حيّ عربي في القدس، ويصرح: سيكون معيار الأحياء العربية مماثلا لمعيار الأحياء اليهودية، وأنا ملتزم أمام السكان العرب

في الأيام التي تتصدر فيها مدينة القدس العناوين في الصحف العالمية فقط بسبب العنف الذي فيها، هناك طموحات أخرى لرئيس البلدية الإسرائيلي، نير بركات. يستمر بركات في حملته الإعلامية التي تهدف إلى إظهار سياسة تقليص الفجوات بين شرقي المدينة وغربها، بقيادة البلدية.

افتتح بركات أمس شارعا جديدا وعيادة للأمهات وللأطفال في حي بيت حنينا شمال مدينة القدس. وقال بركات: “نحن نريد ترقية جودة الحياة في جميع الأحياء العربية في القدس. بالنسبة لي فإنّ غايتها هي خلق معيار واحد في المدينة، وأنا كرئيس بلدية لجميع أطفال القدس ملزم بأن يكون لدى كل طفل وطفلة مكان مناسب ومحترم من التعليم ذي الجودة”.

وقال بركات إن البلدية برئاسته قد وسعت من استثمارها في التعليم في القدس الشرقية كثيرا. بحسب كلامه، ففي نصف السنة الأخيرة ستضع البلدية في مدارس المدينة الثانوية برنامج اليوم التعليمي الطويل للأطفال والشبيبة، مما سيسمح لهم بالبقاء حتى ساعات المساء في المدرسة. يهدف الأمر، بالإضافة لأمور أخرى، إلى منعهم من البقاء خاملين وأن ينجرّوا إلى العنف.

وقد توجّه بركات إلى سكان المدينة الفلسطينيين، وقال: “حياتنا المشتركة في مدينة القدس هي واقع. إنه لشرف عظيم أن نعيش معا، وفي قدسنا سأقوم بكل ما بوسعي كي أوفر المزيد من جودة الحياة لجميع المواطنين، والمزيد من الفرص لأطفالنا”.

قام رئيس البلدية نير بركات صباح هذا اليوم بجولة في حي بيت حنينا، التقى خلالها مع عدد من سكان الحي، وافتتح الطريق الجديد…

Posted by ‎نير بركات – رئيس بلدية أورشليم القدس‎ on Monday, September 21, 2015

ومع ذلك، لم يتجاهل بركات أعمال العنف الأخيرة في المدينة وقال: “أنا ملزم بالحفاظ على الهدوء في القدس، ونحن نمرّ بفترة ليست سهلة من الزيادة في نطاق العنف، إلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة من قبل الشبان الذين لا يستمعون إلى أهلهم ويتصرّفون ببلطجة ووحشية”.

وأضاف بركات: “هذا الأمر لا يُحتمل ولن نسمح بأن يحدث ذلك”. بحسب كلامه، فإنّ سكان المدينة العرب يطلبون منه المساعدة في تخفيض نطاق العنف، وقال إن الغالبية العظمى من سكان القدس تعاني من العنف.

وتوجه بركات إلى المواطنين العرب قائلا: “أنا أدعو زعماء الحي إلى مساعدتنا من أجل أن نساعدكم في النجاح، في النموّ، في الاستثمار بالتعليم، بالقيادات، بالشوارع، بخلق فرص عمل، بالإضافة إلى مكافحة ظاهرة العنف التي مع الأسف تنتشر بين الشبيبة”.

اقرأوا المزيد: 339 كلمة
عرض أقل
رجل إطفاء إسرائيلي يخمد نيران أشعلتها زجاجة حارقة بالقرب من بيت حنينا (Sliman Khader/FLASH90)
رجل إطفاء إسرائيلي يخمد نيران أشعلتها زجاجة حارقة بالقرب من بيت حنينا (Sliman Khader/FLASH90)

إصابة إسرائيليين جراء إلقاء زجاجة حارقة بالقرب من بيت حنينا

بعد أيام على عملية قرية الدوما التي أودت برضيع فلسطيني، يأتي اعتداء على سيارة إسرائيلية في القدس بواسطة زجاجة حارقة مسفرا عن إصابة شابة بجروح متوسطة

04 أغسطس 2015 | 09:27

أصيبت ليلة الاثنين شابة إسرائيلية عمرها 27 عاما، جراء هجوم بزجاجة حارقة على سيارتها التي مرّت بالقرب من بيت حنينا في شمالي القدس. وتعاني الشابة من حروق في جسدها بنسبة 15 بالمائة حيث تتلقى العلاج في مستشفى في القدس. وكانت الفتاة بصحبة زوجها الذي نجا دون إصابات ملحوظة.

وتقوم قوات الأمن الإسرائيلية بملاحقة سيارة من نوع مازدا، لونها أزرق، يشتبه بضلوعها في العملية بعدما فرّت من مكان إلقاء الزجاجة الحارقة.

وندد سياسيون إسرائيليون بالعملية التي لم تخلف قتلى لحسن الحظ، مطالبين بشجب العملية من الجانب الفلسطيني، والتصدي للإرهاب الفلسطيني واليهودي بنفس القوة.

وتشهد منطقة بيت حنينا في القدس حوادث إلقاء حجارة يقوم بها الفلسطينيين ضد سيارات إسرائيلية، وضد القطار الخفيف الذي يمر في المنطقة. لكن هذه المرة الأولى التي يجري فيها هجوم بزجاجة حارقة مما يعني تصعيد العمليات الموجهة ضد الإسرائيليين في المنطقة.

اقرأوا المزيد: 130 كلمة
عرض أقل

السفر بين الإسرائيليين والفلسطينيين في القطار الخفيف في القدس

مجرد سفرة قصيرة في وسيلة النقل المشتركة الوحيدة بين العرب واليهود في القدس كفيلة بكشف بوادر البركان الحي تحت المدينة

هنالك طريقة واحدة لتمييز الفقراء والمساكين بين ركاب القطار الخفيف في القدس، وهي أكياسهم البلاستيكية. فهم يحملون فيها الفواكه والخضراوات التي اشتروها من السوق، ثياب رخيصة، علب السجائر، دفاتر وكتب دينية. إن المشترك في محنهم وتعبهم خلال اليوم العصيب لراكبي القطار الخفيف، عربًا كانوا أم يهودًا، هو الأكياس.

محطة القطار الخفيف في القدس (Miriam Alster/FLASH90)
محطة القطار الخفيف في القدس (Miriam Alster/FLASH90)

منذ افتتاحه عام 2011، يُعتبر القطار الخفيف واحدًا من وسائل النقل الوحيدة في القدس التي تخدم السكان اليهود والعرب بشكل مشترك، ويمر بين الأحياء العربية واليهودية على حد سواء.

بما يخص الحافلات، فهنالك نوعان من أنظمة المواصلات العامة المنفصلة، واحدة للأحياء اليهودية وأخرى للعربية. يستخدم الكثير من العرب خدمات الحافلات الإسرائيلية لتوصلهم من بيوتهم إلى مركز المدينة، فإن خطوط هذه الحافلات لا تدخل إلى أحيائهم.

ولكن القطار الخفيف يختلف في ذلك، فهو يسافر من حي بيت هاكيريم اليهودي، مارًا بمركز المدينة والحد الفاصل بين غرب المدينة وشرقها، مكملًا طريقه إلى حي شعفاط الفلسطيني، ثم عودةً للمنطقة اليهودية في حي بسغات زئيف.

أستقل القطار في المحطة المركزية في القدس متجهًا شرقًا. في ساعات الظهيرة هذه، تختنق المقطورة بالازدحام، يهود متدينون في الغالب. يصعب إيجاد مكان للوقوف براحة وبثبات في حين ينطلق القطار باتجاه شارع التوريم المليء بالعيادات، ويستقبل من  يعطس ويسعل من العائدين من زيارة الطبيب. ومن هناك نكمل طريقنا لمحطة سوق محانيه يهودا، ويقل الضجيج كلما قلت عربات المشتريات. ويمكننا الجلوس.

محطة القطار الخفيف في القدس (Nati Shohat/Flash90)
محطة القطار الخفيف في القدس (Nati Shohat/Flash90)

وقدمًا، إلى ساحة “دفيدكا”. دفيدكا هي نوع من القذائف المستخدمة من قبل القوات الإسرائيلية في حرب 1948، وكانت واحدة من أسباب الانتصار اليهودي والهزيمة الفلسطينية. يتعجب العديد من السياح عند سماعهم بأن المقدسيين قد أطلقوا اسم آلة قتل على ساحة، لكن في هذه المنطقة من العالم التي نحيا بها، لا يثير الاسم أي استهجان.

وقدمًا، إلى ساحة “دفيدكا”. دفيدكا هي نوع من القذائف المستخدمة من قبل القوات الإسرائيلية في حرب 1948، وكانت واحدة من أسباب الانتصار اليهودي والهزيمة الفلسطينية

يعج مسار القطار الخفيف في القدس بأسماء كهذه: طريق نركيس، تيمنًا بالجنرال الإسرائيلي عوزي نركيس، الذي قاد احتلال شرقي القدس عام 1967، محطة يكوتيئيل أدم، نسبةً للجنرال الإسرائيلي الذي قُتل على أيدي منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان عام 1982، شارع موشيه ديان في حي بسغات زئيف، على اسم رئيس الأركان ووزير الدفاع في السابق، ومحطة باسم “دورية دوخيفت” واحدة من القوات العليا في الجيش الإسرائيلي، في الجهة الشمالية للحد تقع محطة “سلاح الجو”، وهي فخر للجيش الإسرائيلي، وفي الجهة الجنوبية: جبل هرتسل، حيث تقع المقبرة الوطنية الإسرائيلية، والتي دُفن فيها آلاف الجنود الإسرائيليين الذين قُتلوا خلال 67 عامًا من قيام الدولة.

ساحة "دفيدكا" في القدس (Miriam Alster/FLASH90)
ساحة “دفيدكا” في القدس (Miriam Alster/FLASH90)

 

بالنسبة للركاب اليهود، فيبدو الأمر طبيعيًا بأن لا يلاحظوا تميُّز هذه الأسماء. أما بالنسبة للركاب العرب، فيبدو أنهم مشغولون بشؤونهم اليومية، وهم أيضًا لا يلاحظون ذلك.

وكتبت على العديد من الجدران في شعفاط عبارة: “احذروا خطف الأطفال”، تذكيرًا بخطف، قتل وحرق جثة الطفل محمد أبو خضير

أستمع لحديث راكب فلسطيني يجلس خلفي: “انشالله بعد بكرة يجي الشيك ‏5000‏ شيكل عشان يغطيه”. ويفقد صبره حين لا يفهم محاوره كلامه: “لا لا، ما الهاش اشي، بدنا نخلص الموضوع ونرتبه. الزلمة قال لي هذا مصاريه، قلت له شو مصاريك، شفت علي كيف”؟ وينزل الرجل في محطة “غفعات هتحموشيت” (موقع آخر من معارك حرب عام 1967) وحينها أتوقف عن سماع الحديث.

"احذروا خطف الأطفال"
“احذروا خطف الأطفال”

نكمل طريقنا، إلى الشارع الرئيسي في حي شعفاط. في ساعات الظهيرة هذه، ذات القطار المزدحم في منطقة المحطة المركزية، قد فرغ تقريبًا ومعظم الركاب الباقين هم سكان شعفاط وبيت حنينا، أو بعض المسنين المقيمين في بسغات زئيف. وكتبت على العديد من الجدران في شعفاط عبارة: “احذروا خطف الأطفال”، تذكيرًا بخطف، قتل وحرق جثة الطفل محمد أبو خضير.

"احذروا خطف الأطفال"
“احذروا خطف الأطفال”

أنزل في محطة شعفاط، وأجد لوحًة تذكاريًة تصور المكان الدقيق حيث خُطف أبو خضير. يبدو المكان مهجورًا، على الرغم من كونه محورًا مركزيًا

أنزل في محطة شعفاط، وأجد لوحًة تذكاريًة تصور المكان الدقيق حيث خُطف أبو خضير. يبدو المكان مهجورًا، على الرغم من كونه محورًا مركزيًا. من الصعب التخيّل كيف باستطاعة ثلاثة من اليهود أن يقوموا بكل سهولة بإيقاف سيارتهم وإدخال الطفل إليها. من الصعب التصوّر حتى كيف لفعل قذر كهذا يمكن أن يحدث.

المحطة التالية، عند مدخل بيت حنينا، مهجورة تمامًا. يقف هنالك اثنان من رجال الأمن المسلحين ويتبادلان الحديث. وأحاول الاستماع لأستوعب شيئًا ما من حديثهما وأفاجأ حين أكتشف أنهما يتحدثان العربية- يبدو أنهما من الدروز أو البدو الذين خدموا في الجيش الإسرائيلي.

وخلافًا لمحطات الأحياء الإسرائيلية، فليست هناك في الأحياء الفلسطينية أية لافتات تعرض الساعة وفي أي وقت سيصل القطار التالي. ويعود السبب في ذلك إلى تدمير المحطات خلال أعمال الشغب التي حدثت في الأشهر الماضية في القدس. فقد قام شبان فلسطينيون بتدميرها كليًا، كسروا اللوحات الزجاجية والشاشات وأضرموا النار في آلات بيع التذاكر. لكن عدا عن هذه العلامات الواضحة، فقد نُسيت علامات العنف تقريبًا.

تخريب محطة القطار الخفيف في القدس (Sliman Khader/FLASH90)
تخريب محطة القطار الخفيف في القدس (Sliman Khader/FLASH90)

نكمل إلى بسغات زئيف اليهودية. حي بارد، رمادي وممل. ويتشبث الركاب بأكياسهم البلاستيكية، متوجهين إلى بيوتهم على مضض. وأصغي لحديث بين رجلين متديّنين. وكما تبين فإن واحد منهما يكسب لقمة عيشه عن طريق مهاراته الدينية: فهو يسافر لجاليات يهودية في الولايات المتحدة وأوروبا، كمبعوث لهم وزعيم صلاة، في الكُنُس في الأعياد الإسرائيلية. بالإضافة لذلك، فهو يبيع التوراة لليهود في العالم.

وُيثار فضول الصديق: “هل زرت أنحاء العالم حتى الآن أم لا؟” ويجيب تاجر كتب التوراة مبتسمًا: ” لا، حتى الآن لم أزر كل العالم”

يتعجب صديقه كليًا، حين يخبره كيف حول ديانته إلى مصدر رزق: “بعت لهم التوراة، وعدت حاملًا 30 ألف دولار. فهناك تكسب 5000 دولار في ثانية. كنت في العيد الأخير مبعوثًا في لوس أنجلوس، كسبت 10000 دولار في نهاية الأسبوع فقط”. ويحث صديقه على الانضمام لعمله هذا، لكن صديقه يعتذر عن ذلك معللًا بأنه لا يستطيع ترك زوجته وأولاده وراءه. وُيثار فضول صديقه: “هل زرت أنحاء العالم حتى الآن أم لا؟” ويجيب تاجر كتب التوراة الداهية مبتسمًا: ” لا، حتى الآن لم أزر كل العالم”.

القطار الخفيف في القدس (Kobi Gideon / Flash90)
القطار الخفيف في القدس (Kobi Gideon / Flash90)

تجلس بجانبي فتاة ترتدي الحجاب، وفي المقعد المقابل تجلس صديقتها. وأصغي لحديثهما، لكني لا أسمع كلمة واحدة. فأفهم بأنهما تتراسلان عبر الهاتف الخلوي، ربما لم ترغبا بتحدث العربية بالقرب من ركاب يهود

ويرجع القطار في الاتجاه المعاكس، ويمتلأ مجددًا. تجلس بجانبي فتاة ترتدي الحجاب، وفي المقعد المقابل تجلس صديقتها. وأصغي لحديثهما، لكني لا أسمع كلمة واحدة. وعلى الرغم من ذلك، تومئ الفتاتان لبعضهما، تضحكان وتشيران بأيديهما. فأفهم بأنهما تتراسلان عبر الهاتف الخلوي، ربما لم ترغبا بتحدث العربية بالقرب من ركاب يهود. وتنزلان بالقرب من باب العامود، وهناك فقط، في المنطقة “الآمنة” تسمحان لنفسهما بتحدث العربية بصوت عالٍ. أمر بجانب البقالات، المطاعم، محلات الخضراوات والملحمة الواقعة قرب باب العامود- وكل الأحاديث تقريبًا تشمل مواضيعًا بأمور مالية أو تجارية أو غيرها.

محطة القطار الخفيف في شعفلط (Kobi Gideon / Flash90)
محطة القطار الخفيف في شعفلط (Kobi Gideon / Flash90)

نكمل باتجاه مركز المدينة، وشركائي في الحديث الآن هما طالب وطالبة جامعة أمريكيان، يهوديان، يقيمان في إسرائيل. فأنا أميزهما نسبةً لحقائب الظهر الأمريكية Columbia و ‏the north face‏. تقول الطالبة: “بعد الصيف الأخير أشعر بأني إسرائيلية حقًا”، وتضيف: “حين تكون هنا وقت إطلاق صفارات الإنذار، فهذا كل شيء، أنت الآن إسرائيلي”.  ويسألها صديقها عن ردة فعل أهلها بخصوص سفرها إلى إسرائيل، وتجيب: “قد تفهمني أبي، فهو أيضًا كان هنا، أما أمي فقد كانت مرعوبة تمامًا. هي جيدة الآن، فهي حقًا بحالة نشوة”.

ويستمر القطار على طول السكة، وهي محور الإرهاب والكراهية إلى حد كبير. بعد زيارتنا للمكان الذي خُطف فيه محمد أبو خضير، نمر الآن على مواقع العديد من الهجمات الانتحارية الأكثر وحشية في العقود الماضية: شارع بن يهودا، شارع الملك جورج، سوق محانيه يهودا. أحصيت بنفسي ما لا يقل عن سبع هجمات، قُتل فيها المئات من الإسرائيليين، والتي وقعت بالقرب من السكة.

القطر الخفيف في القدس (Nati Shohat/Flash90)
القطر الخفيف في القدس (Nati Shohat/Flash90)

وأنزل مجددًا في المحطة المركزية. وعلى بعد عشرة أمتار، تحيط ثلاث شرطيات من حرس الحدود، ذوات شعر أشقر، برجل فلسطيني ويطلبن منه تقديم بطاقة الهوية. ويهودي عجوز منحني الظهر يردد أقوال المرتلين عبر الميكروفون: “أرفع عيني إلى الجبال، من حيث يأتي عوني“.

اقرأوا المزيد: 1177 كلمة
عرض أقل
مواجهات سابقة في الحرم القدسي الشريف خلال شهر سبتمبر (أيلول) 2013 (Flash 90)
مواجهات سابقة في الحرم القدسي الشريف خلال شهر سبتمبر (أيلول) 2013 (Flash 90)

كيف ستتعامل إسرائيل مع الانتفاضة؟

تكثيف سياسة "اليد الحديدية"، الانفصال من جهة واحدة عن القدس الشرقية أم تجديد عملية السلام؟ تجد إسرائيل صعوبة في أن تقرر كيفية التعامل مع موجة العُنف المتزايد

يتفق الإسرائيليون على أمر واحد في أعقاب العملية في الكنيس في القدس هذا الأسبوع، الوضع بين إسرائيل والفلسطينيين لا يمكن أن يبقى كما هو. تذكّر موجة العنف المتزايدة في المدينة الكثير من الإسرائيليين بأنّ ادعاء أنّ الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني غير قابل للحل، ومن ثم يجب التعامل معه باعتباره عاملا ثابتا؛ هو ادعاء غير مقبول.

يتمسّك وزير الدفاع، موشيه يعلون، بالمنهج الذي يقول إنّه يجب “إدارة” الصراع مع الفلسطينيين وليس “حلّه”. بالغ وزير الاقتصاد، نفتالي بينيت، وشبّه الصراع بـ “الشظايا في المؤخرة”، قال: “لديّ صديق عنده شظايا في المؤخرة، وقالوا له إنّه يمكن إجراء عملية ولكن سيبقى معاقا. ومن ثمّ قرّر أن يستمرّ في العيش معها. هناك حالات يضر السعي فيها لتحقيق الكمال أكثر ممّا ينفع”. بحسب ادعائه، فإنّ محاولة حلّ الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، هي تماما مثل الحالة الطبية لصديقه، ستؤدي إلى الضرر فقط.

ولكن في كلّ مكان في إسرائيل يدرك الناس أنّها ليست شظايا صغيرة في المؤخرة، وأنّه لا يمكن “إدارة” هذا الصراع. في كلّ مكان يُطلب من الحكومة: قدموا لنا حلولا، اقضوا على العنف. حالة يُقتل فيها أربعة مصلّين في كنيس ليست حالة يمكن التسامح معها.

مسرح العملية في القدس
مسرح العملية في القدس

إذا كان الأمر كذلك، فما هو الحل للأوضاع الصعبة التي تواجهها القدس؟ يبدو أن لدى كل شخص اقتراحات للحلّ خاصة به، وهي كثيرة ومتنوعة، ولكن أحدا لا يستطيع أن يعد الإسرائيليين بالهدوء والسلام.

اليد الحديدية أم الأيدي المقيّدة؟

بداية، هناك من يعتقد أنّ تكثيف السياسات القاسية، أو “اليد الحديدية” ضدّ القدس الشرقية وسكانها: هدم منازل الإرهابيين، حظر التجوّل، استخدام الذخيرة الحيّة لتفريق المظاهرات، وزيادة قوات الشرطة والجيش في المدينة؛ هي التي ستهدئ المنطقة.

تمّ اتخاذ قرار هدم منازل الإرهابيين بشكل شبه فوري بعد العمليات الإرهابية، ولكن فعالية هذا الإجراء مثيرة للجدل. هناك من يدعي أنّ هدم المنازل يردع منفّذي العمليات المحتملين في القادم، والذين يخشون من هدم منازلهم، وهناك من يدعي أنّها تضع الوقود على النار فحسب.

صدرت شكاوى كثيرة في الأسابيع الماضية ضدّ نتنياهو وأهرونوفيتش، لأنّ سياسة الحكومة تقيّد أيدي الشرطة وتمنعها من معالجة العنف كما يجب في القدس الشرقية

صدرت شكاوى كثيرة في الأسابيع الماضية ضدّ رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، وخصوصا ضدّ وزير الأمن الداخلي، يتسحاق أهرونوفيتش، لأنّ سياسة الحكومة تقيّد أيدي الشرطة وتمنعها من معالجة العنف كما يجب في القدس الشرقية. بالإضافة إلى ذلك، هناك شكوى شائعة بأنّ بعض المستشارين القانونيين يقيّدون استخدام الوسائل العسكرية لمعالجة الأوضاع.

وبحسب بعض مسؤولي اليمين في إسرائيل، فإنّ عدم وجود استجابة قوية وحاسمة من قبل إسرائيل يُفسّر من الجانب الفلسطيني بوصفه مظهرا من مظاهر الضعف، ويشجّع أعمال العنف هذه. هكذا على سبيل المثال يتم تفسير دعوة عضو الكنيست يوني شتبون من حزب البيت اليهودي، والذي دعا إلى هدم منازل القتلة من جبل المكبر، وحرمانهم من جميع استحقاقات الدفع من الحكومة الإسرائيلية وخلق “شعور بالاضطهاد في الأحياء العربية كي لا يجرؤوا”، كما قال.

الصدامات العنيفة في القدس (Hadas Parush/FLASH90)
الصدامات العنيفة في القدس (Hadas Parush/FLASH90)

يتساءل الكثير من الإسرائيليين إذا ما كانت العقوبة الجماعية إجراءً مناسبا في هذا السياق. من جهة، يدعي كثيرون بأنّ فرض العقوبات الجماعية سيفرض الخوف على الذين يخطّطون لتنفيذ هجمات ضدّ الإسرائيليين، وسيردعهم عن القيام بذلك. بالمقابل، يدعي آخرون أنّ عقوبة كهذه ستجرّ أيضًا الأشخاص الذين لا يريدون إيذاء الإسرائيليين إلى دائرة العداء. يعتقد هؤلاء أنّ العقوبة الدقيقة والشديدة ضدّ المنخرطين في الإرهاب أفضل كأداة لمكافحة الانتفاضة.

العصا والجزرة

هناك من يعتقد أنّ إسرائيل لو أرادت التأكيد على أنّ سيادتها قائمة في شرقيّ المدينة، فعليها أنّ تتحمّل المسؤولية وتجدّد البنى التحتيّة

هناك قضية مهمة في هذا السياق وهي تعزيز السيادة على القدس الشرقية. إلى جانب الأصوات المنادية بتعزيز وتشديد العقوبة ضدّ السكان العرب في القدس من أجل التأكيد على أنّ اليهود هم “أصحاب الأرض”، هناك من يعتقد أنّ إسرائيل لو أرادت التأكيد على أنّ سيادتها قائمة في شرقيّ المدينة، فعليها أنّ تتحمّل المسؤولية وتجدّد البنى التحتيّة بشكل مكثّف.

أثبتت السنوات الأخيرة بأنّه في الأحياء التي يجري فيها الإهمال الأشدّ، مثل العيسوية على سبيل المثال والمخيّم الفلسطيني شعفاط، حدثت أحداث العنف الأقسى ولذلك فإنّ تعزيز السيادة الإسرائيلية ألزم بأنّ يكون معه تحسين لأوضاع السكان الفلسطينيين.

وكذلك فإنّ بعض رجال اليمين الذين يعتقدون في صميم قلوبهم بالحاجة إلى السيادة الإسرائيلية على القدس الشرقية، مثل وزير الدفاع الأسبق موشيه أرنس، لا يتجاهلون الإهمال الهائل القائم في شوارع القدس الشرقية، وينادون باستثمار الأموال الإسرائيلية في ترقية الأوضاع المادية للسكان الفلسطينيين. إنّ جودة الحياة الأفضل، كما يعتقدون، تعني درجة أقلّ من العنف.

عودة فكرة الانسحاب من جهة واحدة

في هذه الأثناء، يبدو أنّ فكرة الانسحاب من طرف واحد من الأراضي في الضفة الغربية والقدس الشرقية تشق طريقها مرة أخرى إلى الرأي العام الإسرائيلي، وذلك بعد أن فقدت الكثير من شعبيّتها في السنوات الماضية. بعد الانسحاب الإسرائيلي من غزة عام 2005 والنتيجة التي تضمّنت إطلاق الصواريخ الذي لا يتوقف تقريبا على جنوب إسرائيل، يعتقد الكثيرون بأنّ الانسحاب من طرف واحد ليس حلّا إنّما مشكلة.

ومع ذلك، فإنّ العملية عادت وذكّرت الكثير من الإسرائيليين بأنّه في القدس الشرقية، حتى لو تمّ ضمّها لإسرائيل، يعيش مئات الآلاف من الفلسطينيين الذين لا يرغبون بالانتماء إلى الدولة اليهودية. يسأل الإسرائيليون أنفسهم: لماذا في الواقع كلّفت إسرائيل نفسها عناء ضمّ أراض تحوي كثيرين من السكان الفلسطينيين إلى أراضيها، وبدأوا يدركون بأنّه ربما كان الحلّ كامنًا بالانفصال عن أولئك السكان.

شيلي يحيموفيتش (Flash90)
شيلي يحيموفيتش (Flash90)

يحيموفيتش: “جبل المكبّر ليس دولة إسرائيل ولا ينبغي أن يكون في دولة إسرائيل. كيف يمكن لحقيقة أنّنا حولناهم إلى سكان إسرائيليين في حيّ مقدسي أن تساهم في أمن إسرائيل؟”

أوضحت عضو الكنيست شيلي يحيموفيتش خطّا واحدا وواضحا في هذه المسألة، في ردّها على العملية التي حدثت في القدس. كتبت يحيموفيتش في صفحتها على الفيس بوك: “يجب الانفصال عن جبل المكبر. إنّه قرية عربية أصررنا على تزويد سكانها بالهوية الزرقاء وتحويلها إلى حيّ مقدسي. جبل المكبّر ليس دولة إسرائيل ولا ينبغي أن يكون في دولة إسرائيل. كيف يمكن لحقيقة أنّنا حولناهم إلى سكان إسرائيليين في حيّ مقدسي أن تساهم في أمن إسرائيل؟ في سلامة مواطني إسرائيل؟ في مكانة عاصمتنا القدس؟”. حظيت كلمات يحيموفيتش هذه بتأييد كبير في الشبكات الاجتماعية.

وماذا عن عملية السلام؟

وفي النهاية، هناك من لم ييأس بعد من خيار التسوية السياسية بين إسرائيل والفلسطينيين، والذي سيؤدي إلى ولادة دولة فلسطينية بجوار دولة إسرائيل. رغم أنّ العملية قد زادت كثيرا من مستوى التوتر بين اليهود والفلسطينيين، ولم تظهر فكرة السلام بعيدة أكثر من الآن، فهناك من يعتقد أنّه في نهاية المطاف، فإنّ دولة فلسطينية مستقرّة هي فقط ما سيضمن أمن إسرائيل على المدى البعيد.

في هذا السياق برز صوت عضو الكنيست زهافا غلؤون، التي تمسّكت بإيمانها بعملية السلام مع الفلسطينيين حتى في هذه اللحظات الصعبة، بخلاف الطريقة المتشككة لرئيس الحكومة نتنياهو. في أعقاب ردّة فعل نتنياهو على العملية في القدس، قالت غلؤون: “يدرك نتنياهو أنّ الأشهر الأخيرة هي نتيجة سياسات، وهي الثمار الفاسدة لاستراتيجية ‘إدارة الصراع’ التي اعتمدها؛ لا تتضمن أمنًا، سلامًا، أفقًا سياسيًّا”.

قوات الشرطة الإسرائيلية في حيّ أبو طور (Hadas Parush/ Flash90)
قوات الشرطة الإسرائيلية في حيّ أبو طور (Hadas Parush/ Flash90)

بحسب كلامها: “عندما يمضي رئيس الحكومة في عملية سياسية تشمل تسوية حقيقية، سنكون أول من يمنحه شبكة أمان”. ولكن على ضوء قلة الإسرائيليين الذين يشاركون غلؤون في رأيها، وكثرة أولئك الذين يطالبون بسياسة “اليد الحديدية”، فمن الصعب أن نصدّق بأنّ نتنياهو سيطلب من غلؤون شبكة أمان كتلك.

اقرأوا المزيد: 1073 كلمة
عرض أقل
تخريب محطة القطار الخفيف في القدس (Sliman Khader/FLASH90)
تخريب محطة القطار الخفيف في القدس (Sliman Khader/FLASH90)

أضرار بقيمة ملايين الشواقل لمحطات القطار الخفيف التي تمّ تخريبها في القدس

احتج المتظاهرون الفلسطينيون على قتل محمد أبو خضير وأشعلوا ثلاثة محطّات للقطار الخفيف التي تخدم الفلسطينيين واليهود على حدٍّ سواء. وستستغرق الإصلاحات عدة أشهر على الأقلّ

لحق القطار الخفيف، الذي كان أحد الأماكن الوحيدة في القدس التي عاش فيها العرب واليهود بشكل مشترك، أحد الأضرار الأخطر من جولة التصعيد الحالية. واحتجّ الفلسطينيون على قتل الفتى الفلسطيني محمد أبو خضير من بيت حنينا والذي ليست واضحة خلفيته بعد، وقد عبّروا عن غضبهم بمحطّات القطار.

وتُقدّر الأضرار التي تسبّب بها المتظاهرون في محطات القطار في الأحياء شعفاط وبيت حنينا بعشرات الملايين من الشواقل، كما وتقدّر إدارة الشركة المشغّلة للقطارات أنّه ستمر أشهر طويلة حتى يعود القطار إلى عمله مرّة أخرى. هذا ما تقرّر أمس بعد جولة قام بها ممثّلو إدارة الشركة في المحطّات المدمّرة.

دُمرتْ خلال المظاهرات العنيفة ثلاث محطّات للقطار تدميرًا كاملا. وقامت الإدارة – التي خشيت مسبقًا من إضرار المتظاهرين بالمحطّات – بتقصير مسار السفر ومنعت القطار من المرور في تلك المحطات المذكورة. وقد شملت الأضرار التي حدثت إحراق المحطّات وماكينات بيع التذاكر، كسر الزجاج ونزع قضبان السكك من أماكنها. تمّ إغلاق مسارات السفر تمامًا بواسطة أكوام من الحجارة التي ألقيتْ في المكان.

وكان سكّان شعفاط وبيت حنينا المتضرّرين الرئيسيّين من بين سكان القدس بسبب هذا السلوك العنيف في المقام الأول، بسبب المظاهرات العنيفة التي خرجت منهما. واستطاع مواطنو تلك الأحياء بفضل القطار الخفيف في السنوات الأخيرة أن يتنقّلوا بسهولة من أحيائهم إلى وسط مدينة القدس والوصول إلى مراكز الترفيه والتسوّق.

تخريب محطة القطار الخفيف في القدس (Sliman Khader/FLASH90)
تخريب محطة القطار الخفيف في القدس (Sliman Khader/FLASH90)

ويعيد الضرر الذي حصل للمحطة مدينة القدس إلى عشرات السنين للوراء، إلى أيام الانتفاضة الثانية التي سيطر فيها الخوف في شوارع المدينة. والأمل هو أنّ يتم إصلاح الضرر الذي حدث خلال بضعة أشهر، ولكن من غير الواضع متى وكيف ستُستعاد الثقة بين سكان القدس الشرقية الفلسطينيين والسكّان الإسرائيليين.

اقرأوا المزيد: 249 كلمة
عرض أقل
الصدامات العنيفة في حي شعفاط (Hadas Parush/FLASH90)
الصدامات العنيفة في حي شعفاط (Hadas Parush/FLASH90)

خطوات لوقف الصدامات العنيفة في القدس

توتر شديد في القدس هذا اليوم: مواجهات واسعة في محيط شعفاط، تقييدات على حركة القطار الخفيف وعلى دخول يهود وفلسطينيين إلى الحرم القدسي الشريف

تعيش القدس صباحًا بالغ التوتر اليوم. ويسود توتر شديد المدينة، بعد يوم من دفن جثث الشبان الثلاثة الذين تم اختطافهم وقتلهم في الضفة الغربية، وإثر العثور على جثة شاب عربي قُتل ولم تُعرف بعد الخلفية لمقتله. بالإضافة إلى ذلك، تجول ليلة البارحة عشرات اليهود المتطرفين في وسط المدينة، وأطلقوا شعارات عنصرية وطالبوا بالانتقام. تم توقيف أربعة من اليهود المتطرفين البارحة خلال المظاهرات.

تم الإبلاغ هذا الصباح عن وقوع صدامات عنيفة بين قوات الأمن الإسرائيلية وبين متظاهرين من حي شعفاط وبيت حنينا في شرق المدينة. تجمهر عشرات المتظاهرين وقاموا بإلقاء الحجارة على قوات الأمن، الذين قاموا بدورهم بتفريقهم بالغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية.  كما وسُجلت عمليات إلقاء حجارة على سيارات وبيوت في حي بسغات زئيف اليهودي المجاور.

تُبذل في إسرائيل، على ضوء هذا التوتر المتصاعد، جهود حثيثة من أجل تخفيف الاحتكاك بين سكان القدس اليهود والعرب. قال قائد شرطة منطقة القدس، يوسي برينتا، هذا الصباح: “أطلب من كل سكان القدس التحلي بالصبر”. وشدد برينتا أنه لا توجد بعد أدلة تشير إلى أن يهودًا هم من قتلوا الشاب الذي تم العثور على جثته البارحة.

إضافة إلى ذلك، تم هذا الصباح وقف حركة القطار الخفيف في القدس داخل الأحياء العربية. ويشكل القطار الخفيف أحد وسائل المواصلات الوحيدة في القدس التي تخدم سكان القدس من اليهود والعرب، لهذا يُعتبر مكان احتكاك دائم بين الوسطين. تم إغلاق مفترق بن تسيون في المدخل الشمالي للمدينة أيضًا، والسبب على ما يبدو هو الخوف من عمليات رشق الحجارة.

وتم تسجيل وقوع صدامات أيضًا في منطقة الحرم القدسي الشريف بين القوات الإسرائيلية ومتظاهرين فلسطينيين. وفي البداية مُنع اليهود من الدخول إلى الباحة، إلا أنه بعد تصاعد الصدامات تم منع اليهود والفلسطينيين على حد سواء من الدخول.

اقرأوا المزيد: 263 كلمة
عرض أقل
موقع العثور على جثة أبو خضير (Yonatan SIndel/FLASH90)
موقع العثور على جثة أبو خضير (Yonatan SIndel/FLASH90)

العثور على جثة شاب في القدس

رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يوعز إلى وزير الأمن الداخلي، يتسحاق أهرونوفيتش، في التحقيق في وقائع "القتل الشنيع" للشاب العربي من القدس، ومعرفة خلفية الحادث

02 يوليو 2014 | 09:29

تحدث رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قبل ظهر اليوم، مع وزير الأمن الداخلي، يتسحاق أهرونوفيتش، وطلب منه أن تباشر الجهات الأمنية المختصة في التحقيق في وقائع “القتل الشنيع” للشاب العربي من القدس في أسرع وقت ممكن، ومعرفة خلفية الحادث.

وقال المتحدث باسم نتنياهو: “رئيس الوزراء ناشد جميع الأطراف بعدم أخذ القانون باليد وأكد على أن إسرائيل هي دولة قانون وعلى أنه يجب على الجميع أن يتصرفوا وفق القانون”.

وتشهد القدس اليوم توترا على إثر العثور على جثة شاب في مدينة القدس صباح اليوم. ويقدّر المسؤولون في الشرطة الإسرائيلية بأن الخلفية جنائية، إنما يقومون بتحري كل اتجاهات التحقيق. لقد تلقت الشرطة بلاغًا يفيد بأنه تم إدخال شاب عربي بالقوة إلى سيارة ما في منطقة بيت حنينا في شرقي القدس. وبعد ذلك بقليل وصلت شكوى أخرى إلى الشرطة عن اختفاء شاب عربي.

عُثر على الجثة خلال عمليات بحث، إلا أنه حتى الآن ليس معروفًا إن كانت هناك علاقة بين الحالتين. سارعت وزيرة العدل، تسيبي ليفني، بشجب عملية القتل ونعتته قائلة “حادث مروّع يتوجب شجبه، والتعامل معه بحزم شديد”. كذلك طالبت بأنه “يجب العمل على إيجاد القتلة ومحاكمتهم”.

عبّر رئيس بلدية القدس، نير بركات، أيضًا هو عن امتعاضه بعد العثور على الجثة واستنكر عملية القتل بقوة. وقال “هذا عمل خطير ووحشي وغير مقبول”. وعبّر عن ثقته بأن الجهات الأمنية ستحاكم المسؤولين عن ذلك. وطالب بركات، على خلفية هذا الحادث،  سكان المدينة أن يتحلوا بالصبر وعدم القيام بأي سلوكيات عنيفة.

تطرق الوزير أوري آريئيل أيضًا إلى الموضوع هذا الصباح خلال مقابلة له مع إذاعة الجيش وقال: “قتل الشاب وإحراق جثته هو عمل فظيع ومروّع وأطالب الشرطة ألا توفر أي جهد للوصول إلى القتلة بأسرع وقت ممكن ومحاكمتهم”.

اقرأوا المزيد: 258 كلمة
عرض أقل