طلاب في مدرسة ثانوية في إسرائيل (Flash90/Yossi Zeliger)
طلاب في مدرسة ثانوية في إسرائيل (Flash90/Yossi Zeliger)

أفضل مدرسة في إسرائيل.. درزية

تتصدر قرية بيت جن للمرة الثالثة على التوالي قائمة المدارس المتفوّقة بفضل البرنامج التعليمي المكثّف حتى أنها تتفوق على مدارس يهودية

تتصدر بيت جن القرية الدرزية في الجليل الأعلى، وعدد سكانها نحو 11 ألف نسمة هذه السنة للمرة الثالثة على التوالي، قائمة السلطات المحلية في مؤشر الطلاب ذوي استحقاق شهادة التوجيهي (البجروت). ويتضح من معطيات نشرتها وزارة التربية الإسرائيلية اليوم صباحا (الثلاثاء) أن هناك 99.5%‏ من الطلاب ذوي استحقاق شهادة التوجيهي. هناك سلطة محلية عربية أخرى حققت نسبة عالية وهي قرية دير حنا ونسبة الطلاب ذوي استحقاق شهادة التوجيهي فيها هي 91.2%.

ومن بين المدن الكبرى يمكن العثور على مدينة بياح تكفا (الواقعة في مركز إسرائيل)، ونسبة الطلاب ذوي استحقاق شهادة التوجيهي فيها هي ‏89.4%‏، وكانت النتائج في مدينة أشكلون بالقرب من غزة (‏77.6%‏)، حيفا (‏76.1%‏)، تل أبيب – يافا (‏72.2%‏)، بئر السبع (‏70.5%‏)، والقدس (‏42.8%‏) أقل نجاحا.

ولم تحتل بيت جن المرتبة الأولى في القائمة صدفة. فقد حققت نجاحا باهرا مماثلا في السنة الدراسية عام 2014 عندما وصلت إلى المرتبة الأولى بعد أن كانت في المرتبة الثالثة سابقا. منذ ذلك الحين أصبحت القرية تتصدر قائمة المدارس الثانوية في التحصيل التعليمي في إسرائيل ونسبة الحاصلين فيها على شهادة التوجيهي ازدادا بشكل خيالي. ورغم النقص الحاد في موارد هذه السلطة، إلا أن الطلاب التزموا بوعودهم وحققوا فخرا للمدرسة في القرية الدرزية.

وكما يؤخذ بعين الاعتبار أيضا عدد الطلاب الذين يتركون تعليمهم عند تقييم المدارس وهذا في ظل الحقيقة أن هناك مدارس تعمل على إبعاد الطلاب الضعفاء لرفع مستوى استحقاق شهادة التوجيهي. كذلك تُفحص في كل قرية نسبة الطلاب الحاصلين على شهادة التوجيهي بتوفق أي أنهم اجتازوا امتحاني الرياضيات أو الإنجليزية بعلامات عالية.

وما زالت هناك فوارق بين السلطات القوية والضعيفة وبين المركز والمناطق في الضاحية والمناطق الجغرافية. مثلا، نسبة استحقاق شهادة التوجهيي بتفوق (في امتحانات الرياضيات والإنجليزية بسمتوى عال جدا) في هود هشارون (مدينة غنية في مركز إسرائيل) تصل إلى 15.9% في حين أن النسبة في كريات أتا الواقعة في شمال إسرائيل هي ‏5.4% فقط.

اقرأوا المزيد: 289 كلمة
عرض أقل
طلاب في إسرائيل يتقدمون لامتحانات البجروت (التوجيهي) (Yossi Zeliger/Flash90)
طلاب في إسرائيل يتقدمون لامتحانات البجروت (التوجيهي) (Yossi Zeliger/Flash90)

بفضل قرية “بيت جن”: إنجاز كبير للطائفة الدرزية في إسرائيل

حقق طلاب المدرسة الثانوية في قرية "بيت جن" الدرزية تفوقا كبيرا على زملائهم اليهود والعرب في التحصيل العلمي، متصدرين قائمة الحاصلين على شهادة "البجروت" (التوجيهي) في إسرائيل

30 يوليو 2015 | 18:18

انجاز غير مسبوق للطائفة الدرزية في إسرائيل- تصدرت المدرسة الثانوية في قرية “بيت جن” في الجليل الأعلى، قائمة نتائج امتحانات “البجروت” (الاجتياز)، المقابلة لامتحانات التوجيهي أو امتحانات الثانوية العامة في الدول العربية. وبذلك، تجاوزت القرية بلدات يهودية غنية كانت تتصدر القائمة في السابق مثل: كوخاف يائير، وهرتسليا، محققة التفوق كذلك على البلدات العربية والدرزية الأخرى في إسرائيل.

وحسب البيانات الرسمية التي نشرتها وزارة التربية والتعليم الإسرائيلية منذ وقت قصير، وصلت نسبة الحاصلين على شهادة “البجروت” في بيت جن إلى 94.39 بالمئة، وتلتها، في المرتبة الثانية، البلدة اليهودية “كوخاف يائير” حيث وصلت نسبة الحاصلين على شهادة البجروت فيها إلى 92.11 بالمئة.

وأشاد رئيس قسم التعليم في المجلس المحلي بيت جن، مهنا هنا طافش، بطلاب المدرسة وبشجاعتهم قائلا إنهم “طلاب مجتهدون، فقد أبدوا رغبة كبيرة في النجاح”. وكذلك أشاد بأولياء الأمور والطاقم التعليمي على هذا الإنجاز. وفي حديثه عن سر النجاح المُبهر لطلابه، قال طافش إن المدرسة تجري امتحانات “تصنيفية” في مطلع العام الدراسي للاطلاع على مستوى الطالب، ومن ثم تلائم مستوى التعليم الخاص به، بهدف تقويته ودفعه إلى المستوى المطلوب من أجل النجاح في “البجروت”.

دروز في إسرائيل (AFP)
دروز في إسرائيل (AFP)

وقال زايد قبلان، مدير المدرسة الثانوية، إن التحصيل غير المسبوق للمدرسة لم يكن مفاجئا إنما هو هدف وصلت إليه المدرسة بعد سعي وجهد طويلين.
وأضاف أن هذا الإنجاز هو فخر للطائفة الدرزية ودولة إسرائيل. وأشار إلى أن الإنجاز غير مسبوق بالنظر إلى أن بيت جن تقع في الأطراف، ولا تحصل على ميزانيات مثل البلدات اليهودية الواقعة في المركز. ووصف مدير المدرسة القرية بأنها “لؤلؤة” القرى الدرزية، مناشدا القرى العربية والدرزية القدوم إلى القرية للاستفادة من تجربة المدرسة ونجاحها.

وعكست القائمة اتجاه عاما في التحصيل العلمي في إسرائيل، وهو أنه كلما زادت القوة الاقتصادية في البلدة زاد تحصيلها العملي، والعكس صحيح. وعلى هذا الأساس وصلت البلدات العربية التي تعاني من اقتصاد ضعيف إلى أسفل القائمة من ناحية التحصيل العلمي.

أما قرية بيت جن فتعد شاذة بالنسبة لهذا الاتجاه العام، بالنظر إلى أنها لا تعد من القرى القوية اقتصاديا في إسرائيل.

اقرأوا المزيد: 307 كلمة
عرض أقل
أطفال الدروز في إسرائيل (Kobi Gideon/FLASH90)
أطفال الدروز في إسرائيل (Kobi Gideon/FLASH90)

بحث وراثي يؤكد: الجينوم الدرزي الفريد يحافظ على نفسه منذ القرن الحادي عشر

البحث الذي أُجري على 40 عائلة مختلفة من الجليل والجولان، واستعان بمعطيات حول الدروز في الدول المجاورة، يوافق معتقدات الدروز حول زمن تكوّن هذه الطائفة، ولم يجد البحث في الطائفة أي تدخّل وراثي لطائفة أخرى

بحث وراثي جديد يؤكد أن الطائفة الدرزية بدأت بالتكوّن من ناحية وراثية في القرن الحادي عشر، وأنه منذ ذلك الحين وحتى وقتنا هذا لم تطرأ عليها تأثيرات جينية خارجية لمجموعات عرقية أخرى. وقد أجرى البحث فريق من الباحثين يترأسهم بروفيسور جيل عتسمون من جامعة حيفا، وبروفيسور جمال زيدان من مستشفى زيف في صفد، وبروفيسور إيتان فريدمان من جامعة تل أبيب ومستشفى شيبا.

“هذا هو البحث الوراثي الأول الذي وجد أن الأصل الوراثي للطائفة الدرزية يرجع لتلك الفترة”، يقول بروفيسور عتسمون. تلائم هذه النتائج الوراثية المعتقد السائد عند الطائفة الدرزية حول قضية أصل الطائفة وتكوّنها. فهم يؤمنون بحسب تقاليدهم أن الطائفة الدرزية تأسّست في القرن الحادي عشر، كطائفة دينية في زمن خلافة الخليفة الفاطمي السادس في مصر. في يومنا هذا، هناك مليون ونصف درزي على وجه الأرض، يسكن غالبيتهم في سوريا ولبنان، وسائرهم في إسرائيل والأردن. وبحسب التقاليد الدرزية، يجب أن يكون الزواج فقط من داخل الطائفة الدرزية.

هذا البحث الذي نُشر في مجلة European Journal of Human Genetics Nature، تجمّع حوله فريق دولي من الباحثين الذين أرادوا أن يبحثوا إنْ كان هناك للدروز المعاصرين اليوم مخزن وراثي مشابه، وإن وُجد، فمتى تكوّن.

في كلية الطب على اسم أينشتاين في نيويورك، د. شاي كرمي من كلية علوم الحاسوب في جامعة كولومبيا في نيويورك، و د. تيسير مرعي من جمعية الجولان للتنمية.

 

وراثة (Thinkstock)
وراثة (Thinkstock)

وشارك في البحث 120 شخصا من 40 عائلة، منهم 20 عائلة من قرية بيت جن في الجليل الأعلى، و 20 أخرى من مجدل شمس في الجولان. وقد تم اختيار العائلات بحسب الأصل الجغرافي للعائلة الموسعة، وذلك على أساس أسماء العائلة والمعلومات التي يتم تداولها من جيل إلى آخر.

تنتمي كل عائلة شاركت في البحث إلى حمولة مختلفة، وذلك لكي تكون العينة ممثّلة ولا تكون هناك قرابة عائلية من الدرجة الأولى أو الثانية بين مشتركيْن اثنين في البحث. في كل عائلة تم فحص الأب، الأم، والابن. وعلّق بروفيسور زيدان أنّ “البحث حوى أيضا معلومات عن دروز من لبنان والكرمل، وتضمّن أشخاصا من أماكن مختلفة وذلك من أجل فحص المبنى الجيني للطائفة الدرزية ومقارنتها بمجموعات عرقية أخرى”.

وأسفرت النتائج عن أن أبناء الطائفة الدرزية يتشابهون جدا وراثيا، ما يميّزهم بشكل كبير عن سائر الطوائف في الشرق الأوسط. ويقدّر الباحثون أن هذا التشابه الجيني بدأ قبل 22-47 جيلا (هناك جدل حول قياس مدة الجيل) في القرن الحادي عشر.

أمراءه درزية (Flash90Yossi Aloni)
أمراءه درزية (Flash90Yossi Aloni)

ويقدّر الباحثون أنه في تلك الفترة، نتج عنق زجاجة وراثي: انتهت موارد وراثية لأنسال كثيرة، فتضاءلت الطائفة، وأصبحت التفاصيل الخاصة بأبناء هذه الطائفة تشبه بعضها وراثيا. وبحسب أقوال بروفيسور عتسمون، فإن نتائج البحث تُقلّص “آباء” الطائفة الدرزية لبضع مئات من العائلات.

ووجد الباحثون بأنّه على طوال الألف سنة التي مرّت، ليست هناك شهادة أو دليل على دخول جينات جديدة لمخزن الجينات الدرزي، بمعنى، لم يكن هناك اختلاط جيناتي مع مجموعات عرقية خارجية أخرى. ووجد الباحثون أيضا شهادات على الاختلاف الوراثي بين الدروز أنفسهم في مناطق مختلفة مثل لبنان، الجليل، الجليل الأعلى، والكرمل، وهذا الاكتشاف يؤكد أن الزواج عندهم كان يتم فقط داخل الحمولة.

وتبيّن كذلك أنه قبل 500 سنة من تكوّن الطائفة الدرزية، مع ظهور الإسلام في القرن السادس الميلادي، بدأت تتكوّن مجموعة جينية كانت هي الأساس للطائفة الدرزية. بحسب البحث، الجينوم الخاص بالطائفة الدرزية غالبه يشبه الجينوم الخاص بطوائف عربية أخرى في الشرق الأوسط. بالإضافة إلى ذلك، وجدوا في الجينوم الدرزي بعض العناصر الوراثية من أوروبا، من جنوب مركز آسيا (منطقة إيران)، ومن أفريقيا.

نشر هذا المقال للمرة الأولى في صحيفة “هآرتس‎”

اقرأوا المزيد: 528 كلمة
عرض أقل
الأم التي ولدت حديثا مع المدير العام لمركز الجليل الطبي دكتور مسعود برهوم (علاقات عامة)
الأم التي ولدت حديثا مع المدير العام لمركز الجليل الطبي دكتور مسعود برهوم (علاقات عامة)

أمّ من قرية بيت جن تعلق في الثلج وتلِد بنتًا

شملت عملية إخلاء الوالدة البالغة من العمر 18 عامًا من بيت جن سيارة إسعاف، جرّارًا (تراكتورًا)، سيارة طُرق وعرة، كاسحات ثُلوج، ومشيًا طويلًا على الثلج

16 ديسمبر 2013 | 10:53

في أوج العاصفة التي شلّت قرية بيت جن الدرزية في جبال الجليل الأعلى، قاطعةً إيّاها عن مُحيطها، نُقلت أمس الأول السبت هُويدا أبو شديد، 18 عامًا، إلى المستشفى في نهريا فيما كانت تشعر بآلام مخاض خفيفة.

قرّر زوجها أيال عدم المخاطرة، وطلب من سيارة إسعاف خصوصية من القرية نقل زوجته. ورغم أنّ الرحلة قصيرة، فقد حوّلها الطقس الهائج إلى حملة إنقاذ معقَّدة ومُقلِقة.

“صعدنا إلى سيّارة الإسعاف، وكنتُ هادئة لأنني أدركتُ أنّ لديّ وقتًا كافيًا للوصول إلى المستشفى”، روت هُويدا. “بعد بضع مئات من الأمتار، توقفت سيّارة الإسعاف داخل الثلج، الذي وصل إلى ارتفاع نحو متر. بدأ جرّار كان يعمل في الجوار بجرّ سيّارة الإسعاف حتى المقبرة، حيث علقنا دقائق طويلة دون قدرة على التحرُّك في اتّجاه مخرج القرية”، روت بتوتُّر.

“في مرحلةٍ ما، نزلنا من السيارة، ومشينا بضع مئات من الأمتار داخل الثلج المتجمّد حتّى مدخل القرية، حيث فتح لنا شرطيّون وجنود محورَ السير باستخدام كاسحات ثلوج”، روى الزوج. انتظرت سيارةُ إسعاف نقّالة تابعة لنجمة داود الحمراء الزوجَين، ونُقلت هُويدا التي أصبحت آلام مخاضها شديدة إلى غرفة الولادة في المركز الطبي للجليل.

بعد بضع ساعات، ولدت ابنتها البكر بوزن 3.085 كيلوغرامات. بعد ذلك بساعات، جلس الزوجان سعيدَين في قسم المُنجِبات في المركز الطبي، يتحدثان في الهاتف مع الأقرباء الذين بقوا مُحاصرين في القرية، ولم يتمكّنوا من زيارة الأمّ وطفلتها – أولين.

جنود الجيش الإسرائيلي يفتحون الشوارع التي اكتست بالثلوج
جنود الجيش الإسرائيلي يفتحون الشوارع التي اكتست بالثلوج

“حين تكبر، سنخبرها عن الطريقة التي رأت بها النور. إنها سعادةٌ لا توصف”، أوجز الزوجان. تنضمّ هذه الولادة إلى عشرات الولادات الأخرى التي جرت في نهاية الأسبوع الشتائية وإلى نحو 5500 ولادة تحدث كل عام في المركز الطبي للجليل في نهريا.

وحضر المدير العامّ للمركز الطبي، د. مسعد برهوم، لزيارة الوالِدة المنجِبة قائلًا إنّ المركز في أعلى درجات الاستعداد منذ وسط الأسبوع، بسبب العاصفة الهوجاء.

ورغم النهاية السعيدة للقصّة، فقد جرى توجيه نقد شديد في بيت جن لتصرّف السلطات. فقد ذكر رئيس المجلس المحلي، بيان قبلان، ظهر السبت إنّ الدولة في وضع إفلاس. “وصلتُ حتّى وزير المواصلات، جميعهم يعِدون ولا يفعلون شيئًا”، قال قبلان في حديث إلى موقع “والاه”. “تجاوز ارتفاعُ الثلجِ المترَ، من الفجر وحتّى الآن ليس لدينا كهرباء، الماء متجمّد في الأنابيب، نحاول التخلّص من الثلج باستخدام الحفّارات التي لدينا، لكنها غاطسة في الثلج هي أيضًا”، أضاف.

اقرأوا المزيد: 344 كلمة
عرض أقل
طلاب مدارس ثانوية (Flash90Yossi Zeliger)
طلاب مدارس ثانوية (Flash90Yossi Zeliger)

مئة بالمئة نجاح!

تُعتبَر بيت جن، قرية درزية صغيرة شمال إسرائيل، إحدى القرى الفقيرة في إسرائيل، لكنها تصدرت العناوين مؤخرا بصفتها القرية ذات التعليم الأفضل

لا يعرف الكثيرون قرية بيت جن في شمال البلاد. تصدّرت القرية الدرزية, الواقعة 150 كيلومترًا شمال مدينة تل أبيب, مؤخرًا قائمة البلدات ذات أفضل إنجازات علمية يمكن للجهاز التربوي تقديمها.

نشرت وزارة التربية الأسبوع الماضي نتائج امتحانات البجروت ونسب المستحقين لشهادة إنهاء التعليم. وكما في كل عامّ، حلت البلدتان اليهوديتان الغنيتان: كوخاف يئير وشوهم (وكلتاهما في مركز البلاد) على رأس قائمة المدن ذات أعلى نسب استحقاق شهادة البجروت (بأكثر من 88% من التلاميذ الذين أنهَوا بنجاح دراستهم الثانوية).

ليس الأمر مفاجئًا، لا سيّما وأنّه يجري في هاتَين البلدتَين، في السنوات الأخيرة، تطوير جهاز تربوي جيد، يقدّم دعمًا كاملًا للطلّاب، وكذلك عونًا اقتصاديًّا ملحوظًا للنجاح في امتحانات البجروت.

لكنّ الصدارة احتلتها هذا العام إحدى أصغر وأفقر القرى في إسرائيل، قرية بيت جن الدرزية، التي بلغت المكان الثالث، مع حصول 85% من طلاب المدرسة الثانوية فيها، الثانوية الشاملة، على شهادة بجروت تعينهم في التخطيط لمستقبلهم.

في الطريق إلى هذا الإنجاز، مرّت المدرسة بانقلاب حقيقي: فوفقًا للمعطيات التي نُقلت مؤخرا إلى “المدرسة الشاملة”، ففي نهاية السنة الدراسية السابقة (2013)، بلغت نسبة الخريجين المستحقين للبجروت فيها 100% – نسبة لم تبلغها سابقًا سوى بلدة سفيون (إحدى أغنى البلدات في إسرائيل)، التي يدرس طلابها في مدارس ثانوية خارج البلدة.

وهكذا، حين تُنشر بشكل رسمي في السنة القادمة معطيات 2013، ستتحول مدرسة بيت جن الشاملة إلى واحدة من المدارس الأولى في إسرائيل، وتتخطى مدارس من بلدات ثرية في منطقة المركز، وبعضها مدارس خصوصية تصنّف التلاميذ، وتفرض أجر تعليم مرتفعًا جدًّا.

وسيُعلن مُجدَّدًا عن بيت جن، إحدى القرى الفقيرة في إسرائيل والتي يُصنَّف سكّانُها في العشر قبل الأخير وفقًا لمعطيات دائرة الإحصاء المركزية، كواحدة من البلدات التي تتمتع بأفضل تعليم في إسرائيل.

عام 1999، كانت نسبة استحقاق البجروت لخريجي المدرسة الشاملة 13% فقط، من أقلّ النّسب في إسرائيل، لكنها مذّاك ارتفعت بشكل تدريجي سنة تلو سنة. ويُعدّ هذا الإنجاز جزءًا من القفزة في الجهاز التربوي الدرزي في إسرائيل، حيث كانت القفزة في الاستحقاق للبجروت فيه هذه السنة أيضًا الأعلى بين كل القطاعات في إسرائيل (ارتفاع بنسبة 7.8% في نسبة استحقاق البجروت في المجتمع الدرزي، مقابل ارتفاع 1.7% في نسبة الاستحقاق في إسرائيل، و0.8% فقط في المجتمع اليهودي).

ونجحت مدرسة بيت جن رغم أنّ عددًا من تلاميذها لديهم صعوبات خاصّة، ورغم الوضع الاقتصادي للبلدة ولعائلات التلاميذ. ولا تجبي المدرسة أجر تعليم مرتفعًا، لا تصنّف، ولا يسترّب منها طلّاب. في الواقع، وجد طاقم المدرسة بعض الطلاب الذين تسرّبوا من الجهاز التربوي، وأقنعهم بالعودة للدراسة.

تنسف الإنجازات التي حققتها المدرسة إحدى الفرضيات الأساسية لمسؤولي الجهاز التربوي – أنّه لا يستطيع جميع التلاميذ إنهاء الثانوية بشهادة بجروت كاملة، لذا يجرد الاهتمام بمسارات بديلة من أجلهم، مثل الثانويات المهنية. وهم أخرى يجري نسفه هو أنه كلما كانت البلدة أغنى ازدادت بشكل ملحوظ احتمالات نجاح التلاميذ فيها.

لكنّ نزعة المدرسة الشاملة في بيت جن لا يمكنها أن تشّكل قاعدة، لأنّ نسبة استحقاق البجروت في المدارس العربية في إسرائيل لا تزال منخفضة بالنسبة للمدارس اليهودية.

فمن المعطيات التي نشرتها وزارة التربية، سجّل القطاع غير اليهودي (أي القطاع العربي، دون طلّاب القدس الشرقية العرب الذين يتقدمون لامتحانات التوجيهي الفلسطينية) زيادةً بنسبة 4.2%، ما يعني 976 طالبًا إضافيًّا يستحقون البجروت. وارتفعت نسبة مستحقّي البجروت في هذه المجموعة من 38.2% عام 2011 إلى 42.4% عام 2012. في الوسط اليهودي، بلغت نسبة الاستحقاق 55.3%.

ولا تزال المدن العربية تتذيّل اللائحة بصفتها أسوأ المدن من حيث التعليم، حيث تتذيل كفرقاسم لائحة المدن العربية بأقل نسبة نجاح، وهي 27% فقط. كذلك، تستمر المدن الحاريدية في المعاناة من نسب نجاح منخفضة جدًّا، إذ تأتي مدينتا بني براك وموديعين عيليت الحاريديتان في أسفل اللائحة في المكانَين 151 و152 مع أقل من 10% نسبة نجاح في البجروت.

وتمثّل شهادة البجروت الشرط الأساسي في الطريق للاندماج في العمل الجيّد، ومرحلة في الطريق إلى الأكاديمية. رغم ذلك، في واقع الجهاز التربوي الإسرائيلي، ليس هذا الإنجاز مفهومًا ضمنًا. فأقلّ من نصف خرّيجي المدارس الثانوية يحصلون على شهادة بجروت. كذلك في أغنى المدن، لا ينجح جميع التلاميذ في الحصول على الشهادة. وفي عدد من أفقر البلدات، ينهي 70% من التلاميذ أو أكثر دراستهم دون بجروت.

اقرأوا المزيد: 625 كلمة
عرض أقل