هل سيتعاون الكابتن الإسرائيلي والإيراني على أرض الملعب؟
لاعب المنتخب الإسرائيلي بيبراس ناتخو (توتير)
انتقال اللاعب الإسرائيلي بيبرس ناتخو إلى الفريق اليوناني العريق أولمبياكوس يعني أنه سيلعب إلى جانب اللاعب الإيراني إحسان حاج صافي.. هل سيتعاون اللاعبان في الوسط رغم العداوة بين بلديهما؟
في الوقت الذي يتبادل فيه قادة إيران وقادة إسرائيل التهديدات وتسود العداوة بين البلدين، شاء القدر أن يلعب كابتن منتخب إسرائيل وكابتن منتخب إيران في نفس النادي وعلى نفس الملعب هذا العام في الدوري اليوناني.
فقد تعاقد نادي أولمبياكوس العريق، أمس الاثنين، مع اللاعب الإسرائيلي، بيبراس ناتخو، لعامين، لينضم إلى صفوف الفريق إلى جانب اللاعب الإيراني الموهوب، إحسان حاج صافي، الذي كان تعاقد مع النادي العام الماضي.
فرغم الأجواء المعادية التي تسود العلاقات بين نتنياهو وروحاني، والحديث عن حرب محتملة بين البلدين على ضوء سعي إيران وراء الحصول على قنبلة نووية، سيضطر اللاعبان إلى التعاون بينهما، لا سيما أنهما لاعبا وسط، من أجل نجاح الفريق اليوناني.
وكان ناتخو الذي يبلغ من العمر 30 عاما لعب في العامين الماضيتين في النادي الروسي سيسكا موسكو، ينحدر من عائلة شركسية تسكن في قرية “كفر كما” الواقعة غربي بحيرة طبريا، أما حاج صافي، فكان انضم إلى أولمبياكوس العام الماضي، في نهايته احتل الفريق المرتبة الأولى في الدوري الممتاز في اليونان.
اللاعب الإيراني إحسان حاج صافي (تويتر)
والملفت أن حاج صافي كان قد تورط مع النظام الإيراني في الماضي بعدما شارك في مباراة مع فريقه السابق، بنيونيوس اليوناني، في إطار الدوري الأوروبي، ضد الفريق الإسرائيلي، مكابي تل أبيب. فقامت السلطات الإيرانية بإبعاده عن المنتخب الوطني بتهمة “إقامة علاقات مع إسرائيل وإهانة الشهداء واللاجئين”.
لكن الكابتن الإيراني اعتذر عن فعلته عن طريق انستجرام، فغفر له النظام الإيراني وأعاده إلى المباراة، ليشارك في مباريات كأس العالم في روسيا، حيث كان المنتخب من المفاجآت السارة في المونديال لأدائه القوي.
في المواسم الأربعة الأخيرة، كان مرتكَز كازان الروسي. في الوقت الراهن، يبحث بيبرس ناتخو (26 عامًا) عن التحدي القادم في مسيرته. فكيف وصل إلى هذه المكانة؟ وأيّ فريق سيكون الاختيار الصحيح له؟ نظرة على سفير كرة القدم الإسرائيلي
قد يصعب قليلًا التصديق، لكنّ 4 سنوات تقريبًا مرّت منذ فاجأ بيبرس ناتخو عالم الرياضة في إسرائيل. ففي ظلّ حملة ناجحة بزيّ هبوعيل تل أبيب، أعلن عن انتقاله إلى روبين كازان، نادٍ فاخر في الدوري الروسي. حينذاك، كانت كرة القدم الروسية في اتّجاه تصاعُدي، لكنّ لاعب الوسط الشركسي الأصل كان الإسرائيلي الأوّل الذي يسطع نجمه على ملاعب الدولة السوفياتية السابقة.
وبعد أن شارك في 100 مباراة مع كازان، وأصبح لاعبًا مركزيًّا في وسط الملعب وأحد النجوم الكبار في الفريق، أعلن ناتخو منذ فترة قصيرة أنه يبحث عن نادٍ جديد، في فترة الانتقالات التي تبدأ الأسبوع القادم. لاعب الوسط الموهوب مطلوب من قِبل نوادٍ كثيرة في أرجاء القارّة الأوروبية، بينها إيفرتون الإنجليزي، شالكه الألماني، وغلطة سراي التركي، وخلال نحو شهر يُرجَّح أن يكون في مكانٍ طقسه مريح أكثر من روسيا.
هذا هو المشهد من المدرَّجات حين يُدير ناتخو كرة حرة إلى شباك نادي توتنهام الكبير:
لكن قبل الحديث عن المستقبل، لنعُد قليلًا إلى الماضي. بدأ ناتخو ابن السادسة والعشرين، المدعوّ على اسم السلطان المملوكي الشهير بيبرس، مسيرته الرياضية في هبوعيل تل أبيب، حيث لعب 4 سنوات. وقد شارك في 147 مباراة، سجّل 8 أهداف، وكان شريكًا في مشاركة أوروبية ناجحة. ورغم طوله المتواضع (1.74 متر)، أظهر ناتخو في تلك الفترة تقنيات مرتفعة، كانت كفيلة، إلى جانب الحافز الهائل لديه، بتحويله إلى سلعة مرغوب بها في سوق الانتقالات.
في دور الـ 32 الأواخر في الدوري الأوروبي، عام 2010، أذهل اللاعب الشاب قادة كازان في مباراتَيه أمام هبوعيل تل أبيب.. ثمة مَن خشي مِن أن يصعّب الانتقال إلى دوري هجومي وعلى مستوى تقني مرتفع عليه البروز وإملاء وتيرة اللعب، كما فعل في إسرائيل. لكنّ المخاوف تبدّدت، وبفضل طابعه المريح – وأيضًا القرابة الحضارية بين الشركس والتتر في كازان، التي يجري التعبير عنها في لغة مشابهة – مهّد الطريق بسرعة نحو نجاح آخر.
ركلة جزاء ناجحة أماما تشلسي، جاءت بعد هدف على توتنهام – لا عجب أنّ المعلّق دعاه “صيّاد الإنجليز”!
في موسمه الثاني في كازان، حقق نجاحًا بالفوز بكأس روسيا، وفي الموسم الذي تلاه لم يوقف تقدّمه، وأصبح مسدِّد ركلات الجزاء الثابت للفريق. السنة الماضية، وصل مع النادي إلى ربع نهائي الدوري الأوروبي، حيث أقصاه بصعوبة نادي تشلسي، بعد أن سجّل ركلتَي جزاء في مرمى الحارس الأسطوري، بيتر تشيك، في المباراتَين بين الفريقَين. وقد سجّل في هذا الموسم 9 أهداف في الدوري، ومرّر 5 تمريرات حاسمة أثمرت أهدافًا. كما تمّ اختياره اللاعب الأجنبي المميَّز في الدوري الروسي (!)، متقدِّمًا على أسماء مثل هالك (زينيت)، وفاغنر لوف (سيسكا موسكو)، النجمَين البرازيليَّين.
أمّا أهمّ نقطة قوّة لدى ناتخو، وفق البعض، فهي أداؤه في الأوضاع الثابتة. إذا كان الحديث عن ركلة ركنيّة أو كرة حرّة جانبيّة، فإنّ ناتخو يُتقن دومًا تحديد الرأس الجاهز لتلقّي الكرة؛ إذا سنحت أمامه رمية حرّة، يضع الكرة في الشباك، أو على الأقل يجعل حارس المرمى يمدّ أطرافه حتى الحدّ الأقصى؛ وكما رأيتم سابقًا، لديه نسب دقة مرتفعة كثيرًا من النقطة البيضاء.
ناتخو يسدّد الكرة إلى رأس إيتي شختر، في تمريرة حاسمة تميّز كثيرًا عهده في تل أبيب:
في تشكيلة المنتخب الإسرائيلي أيضًا، نجح ناتخو في حجز مكان ثابت، إلى حدٍّ بعيد لصلاته بالمدرِّب، إيلي غوتمان، الذي قاده حين كان في هبوعيل تل أبيب وكان أوّل من منح لاعب الوسط الشاب، المنحدر من قرية كفر كما في الجليل الأسفل، فرصة. لكن، بنظرة موضوعيّة – ورغم أنّ لاعبين ذوي لياقة أفضل تواجدوا في الماضي – فإنّه أفضل لاعب خطّ وسط عرفته الرياضة الإسرائيلية. مسؤول، ذو تصميم، لطيف، وذو حسّ سليم بوتيرة اللعب. لاعب يعرف متى يضع قدمه على دوّاسة البنزين، ومتى يهدأ ويجعل الطرف الآخر يستنفد قواه.
ناتخو يسجّل هدفًا رائعًا لصالح إسرائيل عن بُعد 40 مترًا، بتسديدة قويّة ودقيقة في زاوية مرمى أذربيجان:
فإلى أين سيصل ناتخو؟ كونه حرًّا في وسط موسم كرة القدم لمعظم النوادي في أوروبا (في روسيا لا يلعبون كرة القدم في الشتاء، بسبب ظروف الطقس القاسية) يسهّل عليه حتمًا إيجاد مكان جديد. بالنسبة لنوادٍ عديدة التي تحتاج حاجةً ماسّة إلى تعزيز وسط الملعب، فإنّ التوقيع مع القائد غير الأناني في هذه المرحلة من الموسم هو أشبه ببركة. العيب الوحيد، الذي يمكن أن يكون أحد اعتبارات نوادٍ مثل غلطة سراي أو شالكه، هو أنّ ناتخو لن يكون بإمكانه المشاركة معهما في دوري الأبطال لأنه سبق أن شارك هذا الموسم مع كازان في الدوري الأوروبي. لكن، رغم ذلك فإنه كنز جذّاب. أيكون، بقليل من الحظّ وبعد سنوات طويلة، أخيرًا ممثّل بارز لكرة القدم الإسرائيلية في ألمانيا أو في إنجلترا؟
الهدف قبل الأخير مع كازان – قفزة محكَمة فوق حارس الخصم في الطريق إلى الدور القادم في الدوري الأوروبي:
احتفال المشجعين: قام فربق مكابي تل أبيب لكرة القدم بخطوة أخرى في طريق الـ 32 فرقة الأخيرة في الدوري الأوروبي، في الوقت الذي أكمل فيه جناح كرة السلّة في النادي التأهّل للمرحلة القادمة في الدوري الأوروبي، بعد فوز كبير في مباراة خارجية.
يقترب الدوري الأوروبي من الانتهاء من مرحلة المجموعات، وأجريت يوم الخميس (28 تشرين الثاني 2013) مباريات الدورة الخامسة وقبل الأخيرة، حول العالم. وحين كان الحسم قاب قوسين أو أدنى، رافق الألعابَ توتر كبير، ولم يتم إحراز أهداف كثيرة كما في دورات سابقة. رغم ذلك، هناك في إسرائيل من يمكنه أن يفرح بانتهاء تلك الليلة، وهم مشجّعو نادي مكابي تل أبيب، لفريق كرة القدم وفريق كرة السلّة التابعيّْن له.
سافر مشجّعو جناح كرة القدم بشكل جماعي إلى الجزيرة الجارة “قبرص”، بهدف العودة مع نتيجة التعادل التي سوف تضمن على الأقل بشكل مؤكد الصعود للمرحلة القادمة في الدوري الأوروبي، مرحلة الـ 32 الأخيرة، وفي إطارها يمكنهم الاجتماع مع فرق عريقة والتي سوف تسقط من المركز الثالث في مجموعات دوري أبطال أوروبا المختلفة. انتهت المباراة الأولى أمام “هبوعيل”، والتي أقيمت في إسرائيل، بالتعادل 0:0 ووقّع مشجّعو مكابي على نتيجة مماثلة في لقاء الإياب.
شاهدوا مشجعي مكابي وهم يسيطرون على الجو في مدرّج نيقوسيا:
رغم محاولات كثيرة خلال المباراة، لم يفلح لاعبو المكابي في إحراز أهداف في مرمى القبرصيين. من ناحية أخرى، بقي مرمى “خوان بابلو” الإسباني نظيفا أيضًا، وكما خمّنتم انتهت المباراة الثانية أيضًا بتعادل سلبي دون أهداف. حاليا تقف مكابي في موقع ممتاز تجاه الدورة الأخيرة، والتي ستجرى بعد أسبوعين. إن التعادل في المباراة الأخيرة التي ستجرى في ملعب الفريق أمام بوردو الفرنسي – والذي أظهر هذا الموسم قدرة ضعيفة بشكل خاص – كافٍ لضمان المركز الثاني في المجموعة. ولكن، حتى في حالة الخسارة فإن الأمر منته تقريبًا، في ضوء فارق الأهداف لصالح الصُّفر مقابل نيقوسيا، سيمنع سيناريو لا مبرر له تمامًا المشجعين الصفر من الاستمرار إلى الشتاء الساخن الذي ينشدونه.
لاعب فريق مكابي تل أبيب أمام أحد نجوم فريق “بلجراد” (AFP)
ومن شتاء ساخن، لشتاء أكثر سخونة. يجد فريق مكابي تل أبيب لكرة السلة صعوبة في الواقع في الإطار المحلي وقد سجّل ثلاث خسارات في مبارياتها الثماني الأولى، ولكنه يقوم في الدوري الأوروبي تحديدًا بعمل رائع. وصل الفريق إلى المباراة أمام النجم الأحمر “بلجراد” مع معرفته بأن الفوز سوف يكفي من أجل ضمان الصعود إلى مرحلة “أفضل 16” في بطولة كرة السلة الأكبر في القارة. افتتحت المباراة بطريقة مترددة، ولكن كلما تمسّك لاعبو الفريق الأصفر بخطتهم الأصلية وقاموا بتمرير الكرات للاعب الصدارة العظيم “سوفوكليس شحورتشيانتيس” بدأت الأمور بالاستقرار والتحسّن.
شاهدوا ملخص الفوز الكبير للمكابي في صربيا، أمام قاعة هادرة بالمشجعين المجانين:
كان لاعب الوسط العملاق، الذي يزن نحو 150 كيلوغرامًا، غير قابل للإيقاف وأنهى اللعبة بـ 22 نقطة، معظمها في الغالب من خطوات قريبة من السلة. بفضل قدرته العالية ومبادرات عدد من اللاعبين الآخرين، بينهم نجم الفريق “ديفين سميث”، ولاعب الهجوم الإسرائيلي “جاي فنيني”، نجح فريق مكابي في الفوز 76:78 في قاعة محلية جدًا، أمام أحد أكثر جماهير المشجعين – التي عرفها عالم الرياضة – إخافة وتأثيرا. تأتي المكافأة بطبيعة الحال في شكل المواصلة بالموسم الأوروبي، عميقًا داخل أشهر الشتاء الباردة.
شاهدوا التسديدة على ل الرائعة لـ “سوفو”، والتي تدلّل على قدراته المذهلة:
وراء كل الصفر الذين احتفلوا بعشية رياضية كبيرة، ووراء خسارات مكابي حيفا (خسر 2:0 لصالح “إي زد ألكمار” الهولندي) وجاي لوزون (خسر “ستاندار دو لييج” مرة أخرى، 2:1 لصالح “أسبرج” الدنماركي)، وراء كل ذلك كان هناك ممثّل إسرائيلي إضافي قد تألق أمس مع فريقه: “بيبرس ناتخو”، لاعب خط الوسط في فريق “روبين قازان” الروسي. وصل فريق “ماريبور” السلوفيني كضيف إلى روسيا، واحتاج قازان لنقطة واحدة من أجل ضمان صعوده إلى مرحلة الـ 32 الأخيرة في الدوري الأوروبي، من المركز الأول في المجموعة.
جرت المباراة بشكل سلس حتى الدقيقة 43 حين لوّح ناتخو برجله اليمنى وسدّد بقوة كرة ملتفة في مرمى سلوفينيا، والتي مرّت فوق الحارس وفاجأت الفريق الضيف. قام الفريق المنافس بمعادلة النتيجة في الواقع، ولكن بفضل هدف ناتخو يمكن إقامة الاحتفالات في روسيا المتجمدة. ومن يعلم؟ قد يلتقي في المرحلة القادمة ناتخو وأصدقاؤه تحديدا مع… مكابي تل أبيب؟
رغم التأخرّ المبكر والأضحية التي قدّمها رجال كاراغندي، نجح مكابي حيفا في إحراز تعادل في كازاخستان. مكابي تل أبيب حقق مفاجأة بفوزه على بوردو الفرنسي، ومَن سجّل ومرّر في كازان؟
بعد اختبارها عددًا من الخيبات على المستوى الأوروبي، سواء في إطار المنتخب أو النوادي، يمكن لكرة القدم الإسرائيلية أن ترفع رأسها منتصبةً على الأقل حتى المباراة ضدّ البرتغال يوم الجمعة، بعد أمسية ناجحة بشكل خاصّ في إطار الجولة الثانية من دور المجموعات في الدوري الأوروبي.
توجه مكابي حيفا للعب مباراة خارجية صعبة في كازاخستان، أمام شاختار كاراغندي. يُذكَر أنّ الكازاخيين حققوا مفاجأة في بداية الموسم، في إطار تصفيات دوري الأبطال، بفوزهم على سلتيك، فريق بيرم كيال، بهدفَين نظيفَين، وكادوا يطيحون بهم من البطولة. الفريق خطِر، مبني على لاعبين محليين يلعبون معًا منذ سنوات طويلة، وعلى رأسهم المخضرَم أندريه بينونتشنكو، الذي سجّل هدفًا على سلتيك، وفي الدقيقة الأربعين، أظهر للحيفاويين مدى خطورته بتعاليه على الدفاع ونطحه كرة عرضية مباشرة إلى شباك بويان شرانوف. قبل المباراة، واصل الفريق الكازاخي عادته الثابتة بذبح كبش على الملعب لاستجلاب الحظّ الجيّد. في الدقيقة الخامسة والأربعين كان يبدو أنّ قربانهم نفع، إذ تقدّموا بهدفَين نظيفَين مباشرة قبيل التوجه لغرف تبديل الملابس.
شاهدوا الطقس الثابت للكازاخيين:
لحُسن حظّ حيفا، دخل فريقها الشوط الثاني بطاقات مختلفة كليًّا، ليسجّل حين عزرا بعد أن اصطدمت كرة ملتفّة سدّدها صوب المرمى بالعارضة، قبل أن تخترق شِباك كاراغندي. واكتملت العودة إلى المباراة في الدقيقة الثامنة والسبعين، حين ضغط الخضر الحيفاويون على الكازاخيين، والتفَّت كرة رائعة ومفاجِئة لألون تورجمان من 25 مترًا فوق رأس الحارس، ألكسندر موكين. حدّد الهدف نتيجة المباراة، تعادُل حيفا بهدفَين لمثلِهما، بعد الخسارة في الجولة الأولى ضدّ ألكمار الهولندي، والحاجة إلى نقطة كمتنفَّس.
شاهدوا هدف تورجمان المذهل والهامّ:
http://www.youtube.com/watch?v=z-AWXOxiKPE
بعد أن أنهت حيفا مباراتها، اعتلى مكابي تل أبيب أرضية ملعب “شابان دلماس” للعب مباراة هامّة مع بوردو الفرنسي. فوّت الصفر التل أبيبيون فرصة في الجولة الأولى للفوز على أبويل نيقوسيا القبرصي، بعد أن أهدر براك يتسحاكي ركلة جزاء من 11 مترًا خلال الوقت بدل الضائع.
افتُتحت المباراة أمام الفرنسيين باسترخاء. ورغم أنّ الصُّفر كان لديهم بعض الفرص في الشوط الأول، لم ينجحوا في انتهازها. ولكن بعد تقدُّم الفريق المحلي بهدف من رأسية لجوسي بدايةَ الشوط الثاني، نجح لاعبو تل أبيب في التركيز وتحويل الفُرص إلى أهداف. ففي الدقيقة الحادية والسبعين، استغلّ يتسحاكي تمريرة من السويدي المميّز، رادا بريتسا، ليعادل النتيجة بهدف عن قُرب. في الدقيقة الثمانين، مرّر بريتسا تمريرة حاسمة إضافية، إذ مرّر الكرة بشكل ممتاز إلى دور ميخا الشاب، الذي سدّد بدقة إلى الركن الأبعد لحارس بوردو، كيفين أوليمبا، ليستكمل انقلابًا كبيرًا – 2 مقابل 1 لصالح مكابي تل أبيب في نهاية المباراة.
شاهدوا ميخا يمنح انتصارًا مجيدًا للصُّفر:
أمّا النجم الإسرائيلي الآخر الذي ابتسم ابتسامة اكتفاء في نهاية الأمسية فكان بيبرس ناتخو، لاعب خط الوسطي الخلفي لنادي روبين كازان الروسي. كانت بداية موسم اللاعب الإسرائيلي الأفضل في أوروبا ضعيفة. ففي الدوري الروسي، يلاقي فريقه صعوبة في الفوز، وهو في المركز التاسع بعد 11 مباراة، بانتصارَين فقط.
لكن في الدوري الأوروبي، يختلف الوضع كُلّيًّا. فبعد فوز بخمسة مقابل اثنَين على ماريبور السلوفيني في الجولة الماضية، استضاف الروس نادي زولت وارجم البلجيكي. كان الشوط الأول خاليًا من الأحداث الهامّة. لكن منذ العودة من غرف الملابس، انفجر لاعبو كازان على أرضية الملعب. في الدقيقة 60 خُرق السدّ، في الدقيقة 73 سُجّل هدفٌ آخر، وفي الدقيقة 81 مرّر ناتخو تمريرة الهدف الثالث. لكنّ اللحظة الأجمل في المباراة كانت في الدقيقة التسعين: فقد سدّد ناتخو رمية حرة، عن بُعد 20 مترًا من المرمى، وأدار الكرة بحرفية عالية فوق الجدار نحو الزاوية اليُمنى. راقب الحارس طيران الكرة، لكن لم يسعه الوصول إليها.
هدف هامّ لعيدن بن بساط مع تولوز ضدّ بوردو، تمريرة حاسمة لإليران عطار مع ريمس في الفوز على ليل: المهاجمون الإسرائيليون يبدؤون بالتألق ويتركون نافذة للتفاؤل مع استمرار تصفيات كأس العالم للمنتخب الإسرائيلي
يستمر افتتاح دوري كرة القدم الإسرائيلي في التأخر، إثر خلاف حادّ بين اتحاد كرة القدم ومجلس المراهنات ووزيرة الرياضة، ليمور ليفنات. لبهجتنا، وفيما تتعطل كرة القدم الإسرائيلية، فإنّ اللاعبين الإسرائيليين يستمرون في نيل فرص في نواديهم المختلفة في أرجاء أوروبا. نبتدئ مع الدوري الفرنسين، الذي يشارك فيه اثنان من أفضل المهاجمين الإسرائيليين: إليران عطار وعيدن بن بساط.
في الجولة الافتتاحية للدوري، التي جرت الأسبوع الماضي، دخل عطار كبديل، ولم ينجح في منع خسارة فريقه، ريمس. ولكن هذه المرة، في المباراة البيتية أمام ليل، دخل أساسيًّا مبرهنًا للمدرّب هوبيرت فورنير أنه أهل لثقته. فقد ابتدأ اللاعب، البالغ من العمر 26 عامًا والمنتقل في الصيف من بطلة إسرائيل، مكابي تل أبيب، المباراة بثقة كبيرة بالنفس، ومرّر أول تمريرة حاسمة في ناديه الجديد في الدقيقة السابعة. كرة حرة من اليسار مرّرها برقة على الأرض لمادس ألباك، الذي اقتحم وسط منطقة الجزاء بشكل مفاجئ، منهيًا طريقه في الشباك ليهدي ريمس تقدّمًا مبكرًا. بعد ذلك، أظهر عطار مواهبه في التسديدات الخطرة على المرمى، وفي التعاون مع زملائه، في مباراة فاز فيها ريمس بهدفَين لهدف. واختير عطار أحد المتميزين في المباراة من قِبَل عدد من وسائل الإعلام في فرنسا.
شاهدوا التمريرة الحاسمة الذكية لعطار وبعض الأمور الأخرى:
بالنسبة للمهاجم الإسرائيلي، فإنّ هذا حلم يتحقّق. فقد نال فرصته في الدوري الفرنسي الممتاز في أعقاب موسمه الأخير في إسرائيل، الذي أنهاه بالظفر بالبطولة، وبلقب الهدّاف بتسجيله 22 هدفًا. كذلك، برز في الموسمَين اللذين سبقا الموسم الأخير مع 18 و13 هدفًا على التوالي. لكنّ دخوله إلى ذاكرة جماهير كرة القدم في العالم كله كان قبل 5 مواسم، فيما كان لا يزال يلعب في نادي شبابه، بني يهودا. فخلال مباراة دوري عادية، أمام مكابي نتانيا، سجّل هدفًا خارجًا عن المألوف، وضعته الفيفا في المركز الرابع في قائمة “هدف العام” – الجائزة التي توزّع لذكر أسطورة كرة القدم في ريال مدريد، الهنغاري فرانز بوشكاش. لن نضيف أية كلمات – فليست هناك كلمات تفيه حقه!
أنتم ملزمون بمشاهدة الهدف الذي أدخل عطار التاريخ:
http://www.youtube.com/watch?v=Nw3yIBGlArs
نهاية الأسبوع الناجحة للسفراء الإسرائيليين في فرنسا استمرت أيضًا في اللقاء بين تولوز، الذي يلعب في صفوفه عيدن بن بساط، وبين بوردو. ونال المهاجم، الذي حسّن موقعه في الدوري إثر انتقاله من نادي برست الضعيف، بطاقة حمراء، وعادل النتيجة لتصبح 1:1، بعد أن سيطر بسرعة على كرة عائدة ارتدّت من جسد حارس بوردو، راكلًا إياها بقوة داخل الشباك. هدف أوّل من عملية ممتازة ومميّزة للاعب يعرف أن يكون في المكان المناسب في الوقت المناسب. وللأسف الشديد، أصيب بن بساط قبيل نهاية المباراة وجرى استبداله. ويخشى الطاقم الطبي من أنه يعاني من تمزّق في إحدى عضلات رجله. ولا تزال الشكوك تحوم حول مشاركته في مباراة تولوز الهامة الأسبوع القادم، أمام موناكو القوية ونجمها الكولومبي، راداميل فالكاو.
شاهدوا الهدف الذي سجّله بن بساط:
في إسرائيل، ثمة خشية من إصابة المهاجم المميّز، الذي يُفترَض أن يشارك أساسيًّا في المنتخب في المباراتَين الحاسمتَين بداية شهر أيلول، ضدّ أذربيجان وروسيا. ولا يزال بإمكان المنتخب الإسرائيلي التأهل إلى كأس العالم في البرازيل الصيف القادم، لكنه يحتاج إلى أن يكون لاعبوه في ذروة قوتّهم، وإلى أن يفوز في المباريات المتبقية. وبغياب مهاجم مايوركا، تومر حيمد، يُتوقع أن يكون بن بساط نقطة ارتكاز المنتخَب، على أمل أن يستعيد قدرته الرائعة التي أبداها في التعادل بثلاثة أهداف لثلاثة بين إسرائيل والبرتغال، في آذار الماضي. أمّا الآن فمن المثير للاهتمام إن كان مدرّب المنتخَب، إيلي غوتمان، سيحاول ضمّ بن بساط إلى جانب النجم “الفرنسيّ” الآخر، عطار.
شاهدوا الهدف الخرافي لبن بساط أمام البرتغال:
وحظي اللاعبون الإسرائيليون الهامون باللعب في نهاية الأسبوع خارج فرنسا أيضًا. فقد شارك بيرم كيال، لاعب الوسط المركزي في سلتيك الإسكتلندي، في الفوز بهدفَين نظيفيَن على أبردين، مساعدًا فريقه في الحفاظ على اتّزان تامّ. فقد لعب 76 دقيقة متحكّمًا في وسط الملعب، ونجح في التغلّب عدة مرات على لاعبي الخصم. بالمقابل، لم يستمتع بيبرس ناتخو، نجم روبين كازان الروسي، بافتتاح الدوري مع فريقه. فقد لعب أمس 90 دقيقة في التعادل السلبي أمام سبارتاك موسكو، الذي يُضاف إلى ثلاث نتائج تعادل إضافية سجّلها النادي في مبارياته الأربع الأولى.
توتو تموز، الذي لعب في المواسم الأخيرة بين صفوف فريق هبوعيل تل أبيب من الدوري الإسرائيلي الممتاز، قد وقع أمس (الإثنين) في أورال من الدوري الروسي الأول، وسوف يلعب بين صفوفه في الموسمين المقبلين. يجدر الذكر أن المهاجم البالغ من العمر 25 عامًا يترك إسرائيل للمرة الأولى، آملا في فتح صفحة جديدة ومحاولاً تحقيق القدرات الكبيرة الكامنة فيه. إنه ينضم إلى إسرائيلي آخر يتألق في روسيا وهو بيبارس ناتخو، لاعب الوسط في روبين كازان.
وُلد تموز، الذي يُدعى بالأصل أندريونس تاميلي، لزوجين نيجيريين هاجرا إلى إسرائيل حين كان اللاعب الموهوب يبلغ من العمر سنتين فقط. في وقت لاحق، غادر والداه البلاد وتم تبنيه من قبل إسرائيلية تُدعى أوريت تموز. غيّر أندريونس اسمه إلى “توتو”، تبنى اسم عائلة أمه الجديدة وفعل كل شيء بهدف الانخراط في المجتمع.
منذ نعومة أظفاره، برزت مهاراته على الملاعب: إنه سريع، حركاته سريعة وحضوره في منطقة الجزاء بارز. كل هذه الأمور، إلى جانب تحكمه بالكرة وركلاته الدقيقة، حولته إلى سلعة مطلوبة في سن 18 سنة، وعندها وقّع عقدًا في بيتار القدس، وهو من أبرز النوادي في إسرائيل. لقد فاز ببطولتين وبكأسين خلال سنواته الأربع في فريق العاصمة، وحتى أنه تمت دعوته إلى صفوف منتخب إسرائيل وسجل 10 مشاركات بالزي القومي.
شاهدوا لحظات تموز الرائعة:
http://www.youtube.com/watch?v=p6PKriAb3TQ
بعد ذلك، انتقل تموز إلى تل أبيب وانضم إلى صفوف العدو اللدود لمشجعي بيتار، هبوعيل تل أبيب. لم ير هؤلاء هذه الخطوة بعين الرضا، وقد اعتادوا في السنوات الأخيرة على شتمه وغناء أغان عنصرية وماسّة، بسبب كونه أسمر البشرة. وقد وصل التوتر إلى ذورته خلال الموسم الأخير، حيث أحرز المهاجم هدفًا في المبارة بين هبوعيل تل أبيب وبيتار القدس، وضايق جمهور الخصم، وهو يشير بإصبعه إلى فمه كإيماءة للصمت. كرد فعل، تم إلقاء موزة من المدرّج، وهي رمز لأصل تموز الأفريقي.
شاهدوا هدف تموز الرائع الذي أثار ضجة كبيرة:
سيكون من المثير للاهتمام كيف سيواجه تموز التعبيرات العنصرية التي قد يتم توجيهها إليه في روسيا، كذلك بسبب لون جلده. في السنوات الأخيرة عرف الدوري الروسي عددًا من المشادّات غير المريحة، التي انخرطت في وعي مشجعي كرة القدم في مختلف أنحاء العالم. يجدر بالذكر حادثة خاصة حدثت قبل صيفين. روبرتو كارلوس، الظهير الأيسر الأسطوري في منتخب البرازيل وريال مدريد، انضم في سن 38 إلى أنجي محتشلكه، وهو نادٍ رائد في روسيا. خلال الوقت الإضافي في لعبة الدوري أمام سوبتوف سماره، تم إلقاء الموز من المدرّج، باتجاه البرازيلي قصير القامة. وقد اختار ترك الملعب في اللحظة ذاتها، على الرغم من أن اللعبة لم تكن قد انتهت بعد، في لحظة كلها إذلال لعشاق كرة القدم في روسيا.
شاهدوا الحادثة العنصرية التي مرّ بها روبرتو كارلوس:
كان تموز مطلوبا في الأشهر الأخيرة من قبل نواد مختلفة في مختلف أنحاء أوروبا، ومن بينها فيادوليد الإسباني، فيستا ارنهايم من هولندا وبرتيزان بلغراد من صربيا. لقد اختار في نهاية الأمر دولة لها ثقافة مختلفة تماما عن تلك التي اعتاد عليها في الشرق الأوسط، بمناخ وطقس باردين حتى متجمدين، ووقع في نادي يلعب موسمه الأول في الدوري الممتاز في روسيا. يبدو أن هذه ظروف غير سهلة للنجاح. غير أنه ربما يكون البُعد بالذات هو الذي سيتيح للمهاجم التركيز في الملعب وأن يخرج من بين رجليه مهارته الرائعة. إذا نجح في تجاهل ضجيج الخلفية، العنصرية وقلة الصبر – فلا حدود للطموح.