بعد يوم واحد من اتخاذ الاتحاد الأوروبي قرارًا بإدراج حزب الله على لائحة الإرهاب التابعة له، يبدأ الكشف في إسرائيل عن الطريق التي أوصلت إلى هذا القرار التاريخي.
تكشف صحيفة “هآرتس” هذا الصباح خطوةً بخطوة كل الأدلة التي أدّت لكشف الشبكة، وعلاقة مسؤولين في حزب الله بالتخطيط للتفجير في بورغاس في تموز من السنة الماضية، والذي قُتل فيه 5 مواطنين إسرائيليين ومواطنٌ بلغاري.
وفقًا للتقارير في الإعلام الإسرائيلي، تم اتخاذ القرار بعد أن قُدِّمت إلى الدول الأوروبية وثائقُ عدة، معلومات استخبارية، وقرائن مدينة بشأن التورط المباشر للتنظيم الشيعي. بين الوثائق والقرائن التي جرى تقديمها، ثمة موادّ استخبارية عديدة بشأن تورط التنظيم الشيعيّ المباشر في الحرب الأهلية السورية، تهريب مخدّرات، تبييض أموال، علاقات تجارية مثيرة للريبة مع مئات المواطنين اللبنانيين الشيعة المقيمين في أوروبا، تمويل خلايا إرهابية، عدد كبير من المحادثات الهاتفية بين بورغاس وأماكن مختلفة في لبنان ذات صلة بحزب الله، وحتى اكتشاف موادّ متفجرة مماثلة في موقعَين مركزيَين: مدينة الناصرة في إسرائيل، وموقع التفجير في بورغاس.
أما الدليل الأبرز، والذي قدمه طاقم خاص أقامته وزارة الخارجية الإسرائيلية، فقد كان موادّ متفجرة ومحتوى عبوة ناسفة استخدمها الإرهابيون في بورغاس. بعد شهر من التفجير، كشف الشاباك في الناصرة خلية تجار مخدرات هرّبت لصالح حزب الله عبوات ناسفة إلى داخل إسرائيل بغرض استخدامها في تفجيرات. وقد كشف الاختصاصيون في الأعمال التخريبية أن محتوى العبوات والمادة المتفجرة البلاستية التي جرى استخدامها يشبهان إلى حد التطابق ما اكتُشف في موقع التفجير في بورغاس. وأظهر فحص إضافي تطابقًا بين المواد المتفجرة للعبوات في الناصرة، والمواد المتفجرة التي كشفتها أجهزة المخابرات التايلندية في مخزن لناشطي حزب الله، جرى إلقاء القبض عليه في بانكوك في كانون الثاني 2012.
العملية الإرهابية في بورغاس، بولغاريا،تموز 2012 (Flash90/Dano Monkotovic)
وإلى جانب القرائن، عمل الطاقم الخاص الذي قاده القسم الاستراتيجي لوزارة الخارجية الإسرائيلية مع طواقم تحقيق من دول عدة بينها بريطانيا، كندا، الولايات المتحدة، وهولندا. وأثمر النشاط المشترك وثيقةً مفصّلة من 150 صفحة زودّت كذلك البنية القانونية والثبوتية وفقًا لقوانين الاتحاد، لإدراج حزب الله على لائحة الإرهاب التابعة له.
ولإتمام التحقيق، أضيف جهد دبلوماسي مكثّف لإقناع الدول المترددة، ولتقديم كل المعلومات لكل الدول التي اعترضت على الإجراء منذ البداية. المساعي الدبلوماسية نحو خط النهاية. زادت الإدارة الأمريكية من الضغوط على كل دول الاتحاد ،وأبلغ سفراؤها رسائل في هذا الشأن لكلّ واحدة من العواصم، كما اتصل وزير الخارجية جون كيري بعشرات الوزراء والمسؤولين الأوروبيين. في المقابل، جرى في إسرائيل تجنيد الرئيس بيرس ورئيس الحكومة نتنياهو لإجراء عدد من المحادثات الهاتفية مع الدول المترددة. وأدّت المحادثات الهاتفية والضغط الدبلوماسي الشديد في الأيام الأخيرة بالدول الأخيرة التي لم توافق – مثل مالطا، إيرلندا، تشيكيا، والسويد – إلى إلغاء اعتراضها، ما أتاح إتمام الإجراء.
ويعني الإجراء الأوروبي أنّ عقوبات ستُفرض على التنظيم الشيعي، تتمثل في تجميد ممتلكات للحزب في نطاق الدول الـ 28 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي. ويمثّل الإجراء تغييرًا جذريًّا في سياسة الاتحاد تجاه حزب الله. فحتى الآن، اعترض الاتحاد على الضغوط التي مارستها الولايات المتحدة وإسرائيل لفرض عقوبات على حزب الله، بادّعاء أن خطوات من هذا النوع قد تؤدي إلى زيادة عدم الاستقرار في لبنان ، حيث حزب الله عضو في الحكومة، وفي الشرق الأوسط كله.
بالمقابل، أثنى رئيس الحكومة الإسرائيلية، نتنياهو، على قرار إدراج الحزب على لائحة الإرهاب، لكنه وجّه نقدًا قاسيًا للفصل الذي أجراه وزراء الخارجية الأوروبيون بين الجناح السياسي للحزب وجناحه العسكري. “من ناحية دولة إسرائيل فإن حزب الله هو تنظيم واحد ولا فرق بين أجنحته. آمل أن يؤدي القرار إلى خطوات فعلية ضد التنظيم”، قال نتنياهو.
المصدر الأقرب إلى الحدث الإسرائيليّ
تلقّوا نشرتنا اليوميّة إلى بريدكم الإلكتروني