نشرت حركة “بني عكيفا” التي تمثّل حركة الشبيبة الرئيسية في الوسط المتدين القومي في إسرائيل يوم السبت الماضي حفل “شبات إرجون”. وهو حفل يظهر كل عام في ليالي السبت التي تأتي بعد شهر كامل يدعى “حودش إرجون”. في “حودش إرجون” كل عام يهتم المرشدون والطلاب في حركة الشبيبة بالفعاليات التربوية حول موضوع يتم تحديده من قبل الإدارة القطرية للحركة. وفي حفل “شبات إرجون” يعرض الطلاب في الواقع الفعاليات التي تم القيام بها خلال ذلك الشهر.
أقيم الحفل قبل عدة أيام في الفروع وأثار عاصفة لأنّ رقص الطالبات البالغات من العمر 13 عاما فقط تم كله في الظلمة لأسباب تتعلق بالاحتشام. لم تُشاهد الفتيات الصغار قطّ، وإنما تمت مشاهدة الأشكال فقط. وكما هو معلوم فإنّ جزءا من الوسط الديني في إسرائيل يعارض غناء النساء في الوسط ورقصهن لأسباب تتعلق بالاحتشام ويدعي أنّ مثل هذا العمل يتعارض مع الشريعة اليهودية. ولكن متدينين آخرين لا يعتقدون ذلك ويعارضون هذا الإكراه من قبل المتطرفين.
تم نشر الحادثة في مواقع التواصل الاجتماعي في إسرائيل وأثارت غضبا كبيرا. ادعى بعض الإسرائيليين أنّ اللوم ملقى بالذات على الأهل الذين يؤيدون رقص الفتيات الصغار البالغات من العمر 13 عاما في الضوء، لأنّهم هم من كان ينبغي أن يعارضوا الأهالي الذين يحظرون ذلك وأن ينقلوا لهم رسالة بأنّ هذا العمل غير منطقي.
كتب أحد المتصفحين: “نحن نشهد هنا مجدّدا نفس الديناميكية التي يمكن تسميتها “المتطرف يقرر”، والتي في إطارها يتم التماشي مع الأكثر تزمّتا، لأنّه يُفترض أن الآخرين “لن يخسروا شيئا” إذا تصرّفوا بحسب ما يريد. ولكنهم يخسرون فعلا، وليس فقط مشاهدة بناتهم يرقصن. إنهم يخسرون عالما قيميّا كاملا من الانفتاح، الأبوة والأمومة، النسوية، المساواة، العدالة، الحوار المباشر مع الواقع المعاصر، الحياة الطبيعية”. وأضاف الكاتب أيضًا: “إنهم يخسرون أيضا الدرس التربوي المهم جدّا تجاه بناتهم والذي يكمن في التمسّك بجميع تلك القيم أمام المتطرفين”.
وكتبت إحدى الأمهات التي شاركت ابنتها في الحفل منشورا حظي بانتشار واسع في الشبكات وبمئات المشاركات. عبّرت الأم في المنشور عن غضبها لكون بعض الناس يظنّون أنّ الفتيات الصغار اللواتي يرقصن يرمزن إلى شيء جنسي. كتبت أنّها رغم ذهابها إلى حفل ومشاهدة ابنتها وهي ترقص في العتمة بألم كبير، إلا أنّها وعدت بتربية ابنتها أنّ هذا خطأ من جميع الأوجه المحتملة: “ليتني كنت أستطيع أن أقسم، بأنّه لو أن ابنتي ستكون هكذا سأكسر الأشعة فوق البنفسجية وسط الحفل”، وأضافت: “ليتني كنت أستطيع أن أقسم، بأنّه لو أن ابنتي ستكون هكذا سأقنعها بألا تذهب لبني عكيفا مجدّدا أبدا. ليتني كنت أستطيع أن أقسم، ولكن كما يبدو أنني سأقف صامتة أمام الطفلة التي فقط سترغب أن تكون جزءًا من صديقاتها وأن ترضي مرشدتها. وبالتأكيد سأكون من بين الجمهور، لأنّها ستتوسل كثيرا بأن أحضر. وأنا سأجلس هناك وأبكي”. وأضافت أيضًا: “ولكني أقسم، أنّه بعد أن نعود إلى المنزل، سأقول لها كم هذا سيء وسأقنعها حتى تفهم إلى أية درجة هذا الشيء مريض، ومشوّه، وغير مقبول”.