بندر بن سلطان

سعودي يقرأ الصحف العربية (AFP)
سعودي يقرأ الصحف العربية (AFP)

السعوديون يعارضون الاتفاق مع إيران

بعد سنوات من الرسائل المعتدلة، تُهاجم وسائل الإعلام التابعة للسعودية، بوضوح، الاتفاق النووي مع إيران وحكومة أوباما

خلافا للتوجه الصاخب، واللاذع أحيانا الذي يُهاجم فيه رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الاتفاق النووي بين الدول العظمى وإيران ولا سيما الإدارة الأمريكية، يُفضل السعوديون حتى الآن إرسال رسائل تحفظية من جانبهم أو رسائل من وراء الكواليس بواسطة تحذيرات دبلوماسية (مثل غياب الملك سلمان عن مؤتمر القمة لزعماء دول الخليج مع الرئيس أوباما في كامب ديفيد، مؤخرا). ولكن يبدو أنه عندما أصبح الاتفاق حقيقة دامغة، يسمح السعوديون لأنفسهم بطرح ادعاءاتهم علنا.

تعرض صحيفة “الشرق الأوسط” في عددها اليوم مقالا عن صحيفة “الواشنطن بوست” وفيه يُهاجم عدد من الخبراء الاتفاق، وحتى أنها تنشر مقال رأي للصحفي المصري، عادل درويش، يشجب فيه الاتفاق والذي لا يتضمن سلاما ولا استقرارا وفقا لأقواله: “«الزفة» التي يقودها الرئيس الأميركي لترويج الاتفاق الأخير بين القوى الكبرى (الخمس الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن مع ألمانيا) وإيران، ينظر إليها أهل المنطقة بمنظور اختبروا فيه بأنفسهم أطماع إيران في استراتيجية طويلة الأمد للهيمنة على الخليج وتصدير الثورة والمتاعب.

العاهل السعودي الملك سلمان (AFP)
العاهل السعودي الملك سلمان (AFP)

وأضاف درويش قائلا: “وواقعيًا مخاوف الإسرائيليين حقيقية؛ فبجانب تكرار التهديد بمحو إسرائيل، فإن أي انفجار نووي لا يهلك فقط الفلسطينيين والإسرائيليين معًا، بل يتساقط غباره المميت على الجيران العرب، ورغم ذلك، فإن الدول المهددة مباشرة من طهران لم تشترك في المفاوضات التي اقتصرت على دول لا تهددها إيران واقعيًا”.

“لم تدخل الجمهورية الإسلامية المفاوضات لغرض السلام، بل للخروج من مأزق اقتصادي دخلت فيه نتيجة العقوبات التي فرضت عليها بسبب إخفاء منشآت وتكنولوجيا البرنامج النووي عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية”.

السؤال الدائر لسنوات: إذا كان الغرض من تخصيب اليورانيوم سلميًا فقط، فلماذا السرية الكاملة وإخفاء إيران مراكز تخصيب اليورانيوم تحت جبال محصنة؟

التوصل إلى اتفاق تاريخي حول النووي الإيراني (AFP)
التوصل إلى اتفاق تاريخي حول النووي الإيراني (AFP)

فبجانب المراوغة في تفاصيل التفتيش ونوعه، كانت إيران تخفي معامل كاملة ومواقع كثيرة عن الوكالة الدولية وتستمر في التفاوض.

كان المتوقع والطبيعي في هذه الحالة أن يكون رد واشنطن (بوصفها القوة العظمى الكبرى التي تقود التحالف العالمي ويصدعنا رؤساؤها صباحًا ومساءً بسمو ورفعة القيم التي ضمنها الدستور الأميركي في الحرية والمساواة والديمقراطية وحقوق الإنسان؛ أي عكس الواقع اليومي الذي يختبره المواطن الإيراني) على المراوغة الإيرانية ورفضها التعاون مع إحدى أهم وكالات الأمم المتحدة التي تعمل للسلام العالمي، هو إبقاء العقوبات الاقتصادية والمالية والحظر على تصدير الأسلحة، كما هي

وأضاف: تناسى أوباما (زعيم «الشيطان الأكبر» في القاموس الإيراني) أن مؤسس الجمهورية الخميني (الذي لم يدع مرة واحدة إلى التسامح أو السلام أو المحبة) وضع شعائر صلاة الجمعة الرسمية بالصرخة الثلاثية: «الموت لأميركا الشيطان الأكبر».

وإلى جانب القلق من أن الإسرائيليين قد تدفعهم مخاوفهم الحقيقية وفقدان الثقة الآن بالسياسة الخارجية الأميركية، إلى عمل متسرع لا تحمد عقباه؛ فإن الجانب العربي من الخليج، وهو المستهدف من الاستراتيجية الإيرانية، من حقه أيضا اتخاذ إجراءات لمواجهة هذه الخطر بالتوازن التسليحي.

كذلك، تم اقتباس الملك بندر بن سلطان، رئيس الاستخبارات السعودية، سابقا، وهو يُقارن بين الاتفاق النووي الإيراني وبين الاتفاق الفاشل مع كوريا الشمالية والذي تم التوقيع عليه عام 1994 وانهار عام 2003، وكتب أن تداعيات الاتفاق مع إيران ستكون أسوأ.

اقرأوا المزيد: 446 كلمة
عرض أقل
مظاهرة ضد عملية عاصفة الحزم في ايران (AFP)
مظاهرة ضد عملية عاصفة الحزم في ايران (AFP)

اليوم الذي بعد “عاصفة الحزم”، سوريا؟

النجاح في اليمن قد يُشجع السعودية أن تعود وتُلقي بكل ثقلها في الحلبة السورية. ولكن، إن فشلت "عاصفة الحزم"، سيُعزز هذا الأمر الادعاءات الإيرانية المُضادة

كلما تقدمت عملية “عاصفة الحزم”، تتعزز الأسئلة بخصوص “اليوم التالي” للعملية، وتداعياتها العسكرية والسياسية على السعودية وعلى كل المنطقة. أكثر الحلبات المُثيرة للفضول بهذا الخصوص هي الحلبة التي تخوض فيها السعودية وإيران صراعًا منذ عام 2011، وهي الحلبة السورية.

كان الملف السوري أحد المشاريع العسكرية الأكثر سرية للعائلة السعودية المالكة، الذي تم وضعه بين اليدين الأمينتين للأمير بندر بن سلطان، الذي كان يُفترض به، على ما يبدو، تأكيد إسقاط بشار الأسد. فشل هذا المخطط، عندما فاجأ الأسد كل أعدائه بصموده المُنقطع النظير، وعلامة النصر المؤقتة لإيران على السعودية في الملعب السوري. هذا هو، على ما يبدو، السبب وراء ترك الأمير بندر بن سلطان منصبه كرئيس للمخابرات السعودية.

ولكن اليمن قصة أُخرى، والسعوديون مُصممون على الظهور بأنهم لا ينوون التنازل للمتمردين الحوثيين أو لأسيادهم في طهران، وخاصة على ضوء الاتفاق التاريخي بمسألة النووي الإيراني. الإيرانيون، من جهتهم مصممون على إظهار أن “عاصفة الحزم” ستفشل فشلاً ذريعًا، ولا يوفرون أي انتقادات حادة ضد السعوديين، بما في ذلك انتقادات صدرت مباشرة عن لسان القائد الأعلى آية الله خامينئي.

الإيرانيون مُقتنعون أنه بخلاف ما سبق وقيل، اليمن ليست “قصة أخرى”، وأن فشل السعودية بإخضاع الحوثيين سيفشل تمامًا كما فشلت الجهود لإسقاط الأسد ويأملون ألا تُحقق العمليات السعودية هدفها، وأنه حين يتوجب على السعودية شن هجوم بري ضد الحوثيين ستتورط وتندم على أفعالها.

السعوديون، من جهتهم، يخططون لكيف سيُمهد النصر في اليمن الطريق إلى الحسم في سوريا أيضًا. صرّح رئيس تحرير جريدة “الشرق الأوسط” السابق، عبد الرحمن الراشد، أنه بينما ستجد إيران صعوبة في تحقيق انتصار في الحلبة السورية، تُرحب غالبية اليمنيين بالتدخل السعودي.

كتب الراشد يقول: “للدفاع عن نفسها، ستحتاج السعودية إلى أن تدعم بشكل أكبر التنظيمات السورية المعارضة، تحديدًا الائتلاف المعارض، حتى تزيد الضغط على إيران التي تعاني كثيرًا هناك. فحرب سوريا صعّبت على إيران أن تكسبها، أما اليمن فإن السعودية أقدر على الانتصار فيه. غالبية الشعب السوري معادٍ ومنتفض ضد النظام، وحليفه إيران، منذ أربع سنوات، أما بالنسبة لليمن فإن غالبية اليمنيين ذوو علاقة قوية بالسعودية لعقود طويلة”.

ولكن أهم عنصر في المسألة السورية كان ولا يزال واشنطن. واشنطن هي التي تُسلح الجيش السعودي وتدعم العملية في اليمن، من بين أمور أخرى، أيضًا لكي تُثبت لإيران أنها لم تتخلَ عن حليفتها القديمة، الرياض. تقول الشائعات الدبلوماسية إن واحد من البنود السرية للاتفاق بين إيران والولايات المتحدة هو “خذوا النووي، وتخلوا عن الأسد”. إن كان هذا جزءًا من الاتفاق بالفعل، قد تتنازل إيران قريبًاً، بإرادتها، عن حليفتها دمشق.

اقرأوا المزيد: 378 كلمة
عرض أقل
السعودية ونموّ الدولة الإسلامية
السعودية ونموّ الدولة الإسلامية

السعودية ونموّ الدولة الإسلامية

أنشأت السعودية الأساس الأيديولوجي، السياسي والعسكري لنموّ تنظيم الدولة الإسلامية. إنّ انضمام السعودية للتحالف ضدّ التنظيم لا يتناقض مع استمرار دعمها لتنظيمات الجهاد السنية، ما دامت الأخيرة تفهم مصالح الراعي

إنّ نجاحات تنظيم الدولة الإسلامية ضدّ الجيش العراقي، وقوات الجيش السوري بل وبعض الوحدات من البشماركة الكردية أدت إلى اختراقه السريع للوعي العالمي. ويتمحور الاهتمام بشكل خاص حول آلاف المقاتلين في التنظيم الذين جاؤوا من أنحاء أوروبا، الولايات المتحدة وتركيا. تم تخصيص اهتمام أقلّ لتحالف التنظيم مع قبائل سنية في العراق وجنوب سوريا. هذه التحالفات هي المفتاح لنجاح التنظيم، لكونها وضعت تحت تصرفه مقاتلين وقادة ذوي خبرة خدموا في جيش صدام حسين العراقي بالإضافة إلى سبيل للحصول على التمويل، التسليح والمتطوّعين من المملكة العربية السعودية. وسندرس أدناه العلاقة بين السعودية والتنظيم، والتي في رأيي هناك شكّ في وصول التنظيم لإنجازاته الأخيرة دونها.

إنّ الإعدامات الجماعية للشيعة، والتدمير الواسع لمساجدهم من قبل تنظيم الدولة الإسلامية، تتفق تمامًا مع الموقف السعودي

ترتكز الاستراتيجية السعودية لتحقيق الهيمنة في الشرق الأوسط على اعتقادين، الأول: القناعة الراسخة بأنّ الإسلام الوهابي هو وحده الاعتقاد الحقيقي وينبغي أن يكون المذهب الوحيد لجميع المسلمين. الثاني: الشيعة هم أعداء الإسلام ولذلك لا يجوز المساومة معهم. إنّ الإعدامات الجماعية للشيعة، والتدمير الواسع لمساجدهم من قبل تنظيم الدولة الإسلامية، تتفق تمامًا مع الموقف السعودي. وتعتبر مقولات أبي بكر البغدادي، زعيم تنظيم الدولة الإسلامية الذي عيّن نفسه خليفة جديد للأمة الإسلامية، مأخوذة من كتابات المنظّر السعودي ابن القرن الثامن عشر ابن عبد الوهاب، والتي يرتكز عليها أيضًا المذهب الديني في المملكة السعودية. يتم نشر تلك الكتابات وتعليمها في أنحاء الأراضي التي يسيطر عليها التنظيم. وقد عبّر الكثير من السعوديين مؤخرًا، بما في ذلك مسؤولون حكوميين، عن تأييدهم ودعمهم وفرحهم إزاء المذابح التي تنتهج بحق الشيعة وإزاء احتمال قيام دولة إسلامية سنية – وهابية في سوريا والعراق تقاتل حتى الموت المرتدين الشيعة الذين يسيطرون على دمشق وبغداد، العواصم التاريخية للخلافات الإسلامية الأولى.

قررت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، عام 2009 أنّ المملكة السعودية بقيت هي المموّل والداعم الرئيسي للتنظيمات الإرهابية كالقاعدة، لشكر طيبة الباكستاني وتنظيمات إرهابية أخرى. وقد كشف ريتشارد ديرلاب، الرئيس السابق للاستخبارات البريطانية (MI6) أن الأمير السعودي بندر بن سلطان، الذي عمل سفيرًا للسعودية في الولايات المتحدة، وأحد رؤساء النظام الأمني السعودي، قال له إنّ “السنة تعبوا من الشيعة. فليساعدهم الله. نحن سنعتني بذلك”.

بندر بن سلطان (HASSAN AMMAR / AFP)
بندر بن سلطان (HASSAN AMMAR / AFP)

 

لقد سحب عزل بن سلطان عن منصبه من تنظيم الدولة الراعي الأهم بالنسبة له، واليوم، تكافح السعودية بشكل رسمي التنظيم الذي ساهمت في إنشائه

عمل بن سلطان كثيرًا على تشكيل تحالف ضدّ الشيعة وضدّ إيران في أوساط القبائل السنية في العراق، وحرص خلال عدة سنوت على تمويلهم وتسليحهم كمعارضة مقاتلة للنظام الشيعي في بغداد وراعيه الإيراني. إلى جانب ذلك موّل وشغّل من مصر قناة تلفزيونية فضائية حرّضت تحريضًا كبيرًا ضدّ الشيعة. تمّ عزل بن سلطان من منصبه في بداية عام 2014 وتم إغلاق قناته التلفزيونية في نهاية شهر حزيران الأخير، ولكنه وضع خلال توليه لمنصبه أسس قيام تنظيم الدولة الإسلامية وقوته. وقد جاء عزله بناء على ضغوط أمريكية على النظام السعودي ولكن أيضًا كنتيجة لصراعات القوة الداخلية داخل العائلة السعودية المالكة حول سؤال الوريث المستقبلي للملك عبد الله. وقد خشي معارضو بن سلطان من أن تمنحه مركزيّته في الصراع ضدّ الشيعة دعمًا كبيرًا في أوساط المؤسسة الدينية والنخبة السعودية.

ويبدو أنّ القبائل السنية في العراق ارتبطت بتنظيم الدولة الإسلامية بتعليمات من بن سلطان، وهكذا أصبح التنظيم التهديد الأكبر اليوم على العراق، سوريا والدول التي تحدّها. لقد سحب عزل بن سلطان عن منصبه من تنظيم الدولة الراعي الأهم بالنسبة له، واليوم، تكافح السعودية بشكل رسمي التنظيم الذي ساهمت في إنشائه.

تنظيم الدولة الإسلامية يخدم بشكل جيّد الإرادة السعودية في نشر الإسلام الوهابي، قتال الشيعة وإضعاف مكانة إيران في الشرق الأوسط

ومع ذلك، يقع النظام السعودي في معضلة حقيقية؛ تنظيم الدولة الإسلامية هو الأكثر “نجاعة” من بين جميع التنظيمات الجهادية السنية في الحرب ضد الشيعة وراعيهم الإيراني. وهو بذلك يخدم بشكل جيّد الإرادة السعودية في نشر الإسلام الوهابي، قتال الشيعة وإضعاف مكانة إيران في الشرق الأوسط. ولكن فقدان السيطرة عليه والتأييد الهائل الذي يحظى به زعيم التنظيم في أنحاء الدول العربية والإسلامية يقوّض مطالب العائلة المالكة السعودية في قيادة العالم السني.

بطريقة أو بأخرى، فإنّ انضمام السعودية للتحالف ضدّ التنظيم لا يتناقض مع استمرار دعمها لتنظيمات الجهاد السنية، ما دامت الأخيرة تفهم مصالح الراعي. وكالعادة في الشرق الأوسط، فإنّ الواقعية السياسية تنال الأسبقية على الأيديولوجية والمذهب الديني.

نُشر المقال للمرة الأولى في موقع ‏Can Think

اقرأوا المزيد: 656 كلمة
عرض أقل
العاهل السعودي عبدالله بن عبدالعزيز (AFP)
العاهل السعودي عبدالله بن عبدالعزيز (AFP)

هزة أخرى في النخبة السعودية

تبادل رجولي في رئاسة الاستخبارات والجهاز الأمني السعودي وتهديدات معلنة للملك ضدّ الإسلام المتطرّف. هل زيادة قوة داعش قد بدأت تقوّض أركان المملكة العربية؟

أصدر العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز أمرين ملكيين، بتعين الأمير خالد بن بندر رئيسًا للاستخبارات العامة، والأمير بندر بن سلطان مستشارًا ومبعوثًا خاصًا له، وهذا ما أبلغت به وكالة الأنباء السعودية. هذه التبادلات الرجولية في النخبة الاستخباراتية، والقلب النابض للأمن الوطني السعودي، يأتيان بعد يومين فقط من قيام الملك بعزل نائب وزير الدفاع الأمير خالد بن بندر من منصبه، وذلك بعد ‏45‏ يومًا من تعيينه، وهذا التغيير وهو الرابع من نوعه في هذا الموقع خلال ‏15‏ شهرًا‎.‎

كما صدر أمر ملكي بإعفاء الأمير فهد بن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن من منصبه نائبًا لوزير الدفاع، وتعيين الأمير سلمان بن سلطان بدلا منه في مطلع أغسطس ‏2013‏‎.‎

 كل هذه الأمور تأتي بعد تصريحات العاهل السعودي ضدّ زيادة قوة الإسلام المتطرف، عندما تطرق إلى “داعش” التي تفعل كل ما يحلو لها في العراق وإلى فيالق القاعدة التي تقاتل  المتمردين في سوريا. في الثامن والعشرين من حزيران، في خطاب ألقاه الملك عبد الله بن عبد العزيز كتهنئة بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، قال إنه لم يمنح قلة قليلة “من الإرهابيين أن يرتدوا الإسلام بزّة لتغطية مصالحهم الشخصية، وأن يخيفوا المسلمين الوادعين  أو أن يلحقوا الضرر بوطننا  (وهو يقصد هنا العربية السعودية) أو أي من مبانيها أو الماكثين فيها ‏‎”‎‏.

وقد جاء تصريحه بعد يومين من إصدار أوامر الملك للعمل حسب الوسائل المطلوبة بهدف حماية الدولة من “تهديدات إرهابية” ممكنة كنتيجة للتأرجح الحاصل في العراق المجاورة. يتطرق الملك إلى نجاحات المسلحين التابعين “لمنظمة الدولة الإسلامية” في العراق وسوريا (داعش)، التي تعتبرها المملكة العربية السعودية منظمة متطرفة وإرهابية، لتحتل مواقع السنة في العراق بمساعدة قوات محلية.

يجدر الذكر أن لدى منظمة داعش تأثيرًا كبيرًا على سكان المملكة العربية السعودية المتهمة بأن جزءًا ملحوظًا من مسلحي المنظمة هم في الواقع مواطنو المملكة العربية السعودية، وفي أكثر من مرة، ادعي أن المنظمة تحصل على تمويل من داخل الدولة، الأمر الذي تستنكره السعودية بعزم. وفقًا لادعاء السعوديين، فقد تم الإعلان في شهر آذار الأخير أنه تم إدراج منظمة داعش  في قائمة المنظمات المعلن عنها في السعودية كمنظمة إرهابية.

تشهد استنكارات السعوديين النشطة، التي تأتي إلى جانب تبادل الكثير من الرجال والمتسرع، على الضغط. ليس من المنكر أن الملك السعودي، الذي يحب أن يعتبر نفسه الزعيم الأقوى في العالم السني، بدأ يشعر بالتهديدات على مكانته، وعلى الاستقرار النسبي السائد في مملكته على ضوء الكثير من الثورات في المنطقة المجاورة.

في حين أن الولايات المتحدة معنية بإخضاع ثوار داعش، وفي رفعة بندقية  يمكنها أن تلغي جهود الثوار في العراق في السنوات الأخيرة، يتعين على الملك السعودي أن يواصل الحفاظ على احترام الإسلام السني، بموجب مكانته، والإصغاء إلى تمنيات قلوب بني شعبه، ومن ناحية ثالثة عليه أن يتابع الحفاظ على قوته، ويبدو أن مكبس الضغط بدأ يُظهر تأثيره على الملك المسن، وأن تهديد أبي بكر البغدادي المعروف بسمعته السيئة قد نجح في تخطي الحدود والوصول إلى المملكة العربية السعودية الكبيرة.

اقرأوا المزيد: 448 كلمة
عرض أقل
بندر بن سلطان (HASSAN AMMAR / AFP)
بندر بن سلطان (HASSAN AMMAR / AFP)

إعفاء الأمير بندر بن سلطان: ضربة للمصالح الأمريكية؟

رجل السعودية القويّ، الذي كان مسؤولا عن الصراع السرّي للإطاحة ببشار الأسد، يترك منصبه

أصدر الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز مرسومًا ملكيًّا رسميًّا عن تعيين يوسف الإدريسي، نائب رئيس جهاز المخابرات السعودية، رئيسًا للجهاز، وإعفاء بندر بن سلطان من وظيفته. ليس واضحًا في الوقت الراهن أيّ وظيفة سيُشغّلها الأمير بندر في منظومة المصالح المعقّدة في المملكة.

تولى الأمير بندر منصب رئيس جهاز المخابرات السعودية في العامين الأخيرين، منذ صيف عام 2012. وقد شغل قبل ذلك منصب سفير السعودية في واشنطن لمدة 22 عامًا وعُرف كمقرّب جدّا لجميع الإدارات الأمريكية، وخصوصًا إدارة جورج بوش الابن.

وفقا للتقارير، فقد تمّ قرار إعفاء بندر من المنصب بناءً على طلبه. وقد جاءت هذه الخطوة بعد شهرين أمضاهما بندر خارج الحدود السعودية بسبب عملية جراحية كان ينبغي أن يجتازها في كتفه. ولقد كان في السنوات الثلاث الأخيرة أحد الجهات الرئيسية في “تحالف سريّ” والذي تمّت قيادته ضدّ نظام الرئيس السوري، بشّار الأسد، ولكن في الشهرين الأخيرين قلّص بندر من اشتغاله بالشأن السوري، وتقسّم مجال مسؤوليّته بين عدّة مسؤولين سعوديين آخرين. إن وزير الداخلية السعودي، محمد بن نايف، هو الجهة المهيّمنة في تحديد السياسة السعودية تجاه سوريا اليوم.

فإذا كان الأمر كذلك، فالذي يودّ أن يسمع عن ترك المنصب هم الإيرانيون والعلويّون في سوريا. وبالتباين، من المتوقع أن تكون إسرائيل قلقة جدّا من الخطوة. أعرب بندر في الماضي أنّ على السعودية وإسرائيل تقوية العلاقات بينهما، لأنّ إيران هي العدوّ المشترك لكلا الدولتَين. وبالإضافة إلى ذلك، عُرف بندر كأحد الداعمين والدافعين الرئيسيّين من وراء الثورة المضادّة التي قادها الجيش المصري ضدّ حكومة الإخوان المسلمين في الصيف الماضي.

وأعرب بندر في الأشهر الأخيرة عن خيبة أمل معيّنة من السياسة الأمريكية في الشأن السوري، بل وتحدّث عن خفض التعاون مع وكالة المخابرات المركزية (‏CIA‏) في كلّ ما يتعلّق بتدريب المتمرّدين السوريين. وقد فشلت أيضًا زيارة بندر لروسيا، والتي كانت تهدف إلى إقناع الرئيس بوتين.

اقرأوا المزيد: 279 كلمة
عرض أقل
وزير الخارجية الأمريكي يلتقي نظيره السعودي، سعود الفيصل (State Department photo)
وزير الخارجية الأمريكي يلتقي نظيره السعودي، سعود الفيصل (State Department photo)

السعودية تقول إنها قد تبتعد عن الولايات المتحدة

رئيس المخابرات السعودية الأمير بندر بن سلطان أبلغ دبلوماسيين أوروبيين أن المملكة ستجري "تغييرا كبيرا" في علاقاتها مع الولايات المتحدة

في ظل مشاعر الاستياء من سياسات الرئيس باراك أوباما بشأن سوريا وإيران يقول أعضاء في الأسرة الحاكمة في السعودية إن الرياض قد تبتعد عن الولايات المتحدة في تحول قد يكون إيذانا بانحسار التحالف بين واشنطن والمملكة إلى أدنى مستوياته في سنوات.

وقال مصدر مطلع على السياسة السعودية يوم الثلاثاء إن رئيس المخابرات السعودية الأمير بندر بن سلطان أبلغ دبلوماسيين أوروبيين أن المملكة ستجري “تغييرا كبيرا” في علاقاتها مع الولايات المتحدة احتجاجا على ما ترى أنه عدم تحركها بشكل فعال فيما يخص الحرب في سوريا والمفاتحات الأمريكية في الآونة الأخيرة للتقارب مع إيران.

وقال المصدر ان الامير بندر قال إن واشنطن لم تتحرك بفعالية ضد الرئيس السوري بشار الأسد وفي الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وتتقارب مع ايران ولم تؤيد دعم السعودية للبحرين عندما قمعت الحركة الاحتجاجية المناهضة للحكومة عام 2011.

وقال المصدر إن هذا التغير في الموقف السعودي تحول كبير وإن المملكة لا تريد بعد الآن أن تجد نفسها في وضع التبعية.

ولم يتبين على الفور هل تحظى التصريحات المنقولة عن الأمير بندر بتأييد كامل من العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز.

وكان التباعد المتزايد بين الولايات المتحدة والسعودية واضحا أيضا في واشنطن حيث انتقد أمير سعودي رفيع آخر سياسات أوباما في الشرق الأوسط واتهمه “بالتردد” فيما يتصل بالوضع في سوريا ومساعي السلام الإسرائيلية الفلسطينية.

وفي تصريحات لاذعة على غير العادة وصف الأمير تركي الفيصل سياسات أوباما في سوريا بأنها “جديرة بالرثاء” وسخر من الاتفاق الأمريكي الروسي للتخلص من الأسلحة الكيماوية لحكومة الأسد. وقال إنها حيلة لتمكين أوباما من تفادي القيام بعمل عسكري في سوريا.

وقال الأمير تركي عضو الأسرة الحاكمة في السعودية والمدير السابق للمخابرات السعودية “التمثيلية الحالية للسيطرة الدولية على الترسانة الكيماوية لبشار ستكون هزلية إن لم تكن مثيرة للسخرية بشكل صارخ. وهي تهدف إلى إتاحة فرصة للسيد أوباما للتراجع (عن توجيه ضربات عسكرية) وكذلك لمساعدة الأسد على ذبح شعبه.”

جاءت الانتقادات السعودية بعد مرور أيام على الذكرى السنوية الأربعين للحظر النفطي العربي في أكتوبر تشرين الأول عام 1973 الذي فرض لمعاقبة الغرب على مساندته إسرائيل في الحرب العربية الإسرائيلية.

وكانت تلك إحدى نقاط الضعف في العلاقات الأمريكية السعودية التي تضررت بشدة أيضا من هجمات 11 من سبتمبر أيلول 2001 على الولايات المتحدة. وكان معظم منفذي هجمات 11 من سبتمبر مواطنين سعوديين.

وبدرت عن السعودية علامة واضحة على استيائها من السياسة الخارجية لأوباما الأسبوع الماضي حينما اعتذرت عن عدم قبول مقعد غير دائم في مجلس الأمن الدولي احتجاجا على ما سمته “ازدواجية المعايير” في الأمم المتحدة.

وأشار الأمير تركي إلى أن السعودية لن ترجع عن ذلك القرار الذي قال إنه كان نتيجة لتقاعس مجلس الأمن عن ايقاف الأسد وتنفيذ قرارات المجلس الخاصة بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

وقال في كلمة في المجلس الوطني للعلاقات الأمريكية العربية ومقره واشنطن “لا شئ غريبا في قرار الامتناع عن قبول عضوية مجلس الأمن. إنه يرجع إلى عدم فعالية تلك الهيئة.”

وفي لندن قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري انه بحث بواعث قلق الرياض عندما اجتمع مع نظيره السعودي الأمير سعود الفيصل في باريس يوم الاثنين.

وقال كيري انه ابلغ الأمير سعود الفيصل ان عدم التوصل إلى اتفاق مع إيران افضل من ابرام اتفاق سيء.

وأضاف قوله للصحفيين في لندن “لدي ثقة كبيرة في ان الولايات المتحدة والسعودية ستظلان الصديقين والحليفين المقربين والمهمين كما كنا.”

وقالت ماري هارف المتحدثة باسم وزارة الخارجية ان الرياض لم تنقل إلى وزارة الخارجية عزمها تقليص تعاونها مع الولايات المتحدة. وقالت ان المسألة أثيرت أيضا في الاجتماع بين كيري والوزير السعودي.

وقالت “حسب علمي لم ينقل السعوديون تلك الرسالة الى وزارة الخارجية. ونحن تباحثنا بشأن بعض القضايا الصعبة التي نريد أن نعالجها معا.”

وينظر إلى الأمير بندر الذي عمل سفيرا للسعودية في واشنطن لمدة 22 عاما على انه أحد متشددي السياسة الخارجية ولاسيما في الأمور التي تخص إيران. وأدت حدة التنافس بين المملكة وإيران إلى زيادة التوتر الطائفي في أنحاء الشرق الأوسط.

ويقول دبلوماسيون في الخليج ان الأمير بندر -وهو ابن وزير الدفاع وولي العهد الراحل الأمير سلطان وكان مقربا من العاهل الراحل الملك فهد- فقد قربه من الملك عبد الله عندما اختلف معه على السياسة الخارجية عام 2005 لكنه استدعي من جديد العام الماضي لتولي رئاسة المخابرات مفوضا بالعمل على إسقاط الرئيس السوري بشار الأسد.

وأضافوا أنه قاد على مدى السنة الأخيرة جهود السعودية لتوصيل أسلحة ومساعدات اخرى لمقاتلي المعارضة السورية في حين تولى ابن عمه وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل الجهود الدبلوماسية.

وقال المصدر “أبلغ الامير بندر الدبلوماسيين انه يعتزم الحد من التعامل مع الولايات المتحدة. هذا يحدث بعد تقاعس الولايات المتحدة عن القيام بأي تحرك فعال في سوريا وفلسطين.

“العلاقات مع الولايات المتحدة تتدهور منذ فترة ويشعر السعوديون ان الولايات المتحدة تتقارب مع ايران كما أحجمت الولايات المتحدة عن تأييد السعودية خلال انتفاضة البحرين.”

وامتنع المصدر عن تقديم مزيد من التفاصيل عن محادثات رئيس المخابرات السعودية مع الدبلوماسيين الأوروبيين والتي جرت في الأيام الأخيرة.

لكنه أشار إلى ان التغيير المزمع في العلاقات مع الولايات المتحدة سيكون له تأثير على مجالات كثيرة من بينها مشتريات السلاح ومبيعات النفط.

وتحتفظ السعودية بجانب كبير من إيراداتها في صورة أصول أمريكية. ويعتقد أن معظم الاحتياطيات النقدية لمؤسسة النقد العربي السعودي الصافية وقدرها 690 مليار دولار مقومة بالدولار وقسط كبير منها في صورة سندات خزانة أمريكية.

وقال المصدر السعودي “جميع الخيارات على الطاولة الآن وسيكون هناك بالتأكيد بعض التأثير.”

وأضاف انه لن يحرى مزيد من التنسيق مع الولايات المتحدة بخصوص الحرب في سوريا حيث تزود السعودية جماعات معارضة تقاتل الأسد بالسلاح والمال.

وأبلغت المملكة الولايات المتحدة بما تقوم به في سوريا ويقول دبلوماسيون انها استجابت لطلب الولايات المتحدة عدم تزويد المعارضة السورية بأسلحة متقدمة يخشى الغرب ان تصل إلى ايدي جماعات مرتبطة بتنظيم القاعدة.

وزاد غضب السعودية بعد ان تخلت الولايات المتحدة عن التهديد بتوجيه ضربة عسكرية لسوريا ردا على هجوم بالغاز السام في دمشق في اغسطس آب. وجاء تراجع الولايات المتحدة في اعقاب موافقة دمشق على التخلي عن ترسانة اسلحتها الكيماوية.

وقال النائب كريس فان هولين عضو القيادة الديمقراطية لمجلس النواب الأمريكي لمؤتمر قمة رويترز في واشنطن يوم الثلاثاء أن التحركات السعودية تهدف إلى الضغط على أوباما للقيام بتحرك في سوريا.

وقال فان هولين “نحن نعرف هذه اللعبة. إنهم يحاولون إرسال إشارة مفادها أنه يجب علينا أن نتدخل عسكريا في سوريا وأعتقد أن هذا لو حدث فسوف يكون خطأ كبيرا في خضم الحرب الأهلية السورية.”

وأضاف فان هولين قوله “ويجب أن يبدأ السعوديون بالكف عن تمويلهم جماعات مرتبطة بتنظيم القاعدة في سوريا. وذلك فضلا عن حقيقة أنه بلد لا يسمح للنساء بقيادة السيارات.” وفان هولين مقرب من أوباما في القضايا الداخلية في الكونجرس لكنه أقل تأثيرا على السياسة الخارجية.

وتشعر السعودية أيضا بالقلق من الدلائل على وجود مصالحة مبدئية بين واشنطن وطهران وهو امر تخشى الرياض ان يؤدي إلى “صفقة كبرى” بشأن البرنامج النووي الإيراني تجعلها في وضع سيء.

وعبر الأمير تركي عن تشككه في أن ينجح أوباما فيما سماه “نهج فتح الذراعين” لإيران التي اتهمها بالتدخل في سوريا ولبنان واليمن والعراق والبحرين.

وقال “نحن السعوديين نراقب جهود الرئيس أوباما في هذا الصدد. والطريق أمامنا محفوف بالصعاب. وتثور بالفعل شكوك في إيران بشأن مسألة ما إذا كان (الرئيس الإيراني حسن) روحاني سينجح في توجيه إيران نحو اتباع سياسات رشيدة. فقوى الظلام في قم وطهران راسخة الجذور.”

وشلت يدا مجلس الأمن عن اتخاذ اجراء في الصراع المستمر في سوريا منذ 31 شهرا حيث عرقلت روسيا والصين -وهما عضوان دائمان بالمجلس- اكثر من مرة اتخاذ اجراءات لإدانة الرئيس السوري بشار الأسد.

وفي البحرين التي تستضيف الأسطول الخامس الأمريكي دفعت احتجاجات للاغلبية الشيعية البعض في واشنطن إلى الدعوة إلى تمركز السفن الأمريكية في مكان اخر.

ويقول صانعو السياسة في الغرب ان استضافة البحرين لقاعدة بحرية أمريكية يجعلها حليفا اساسيا في الحفاظ على استمرار حركة الملاحة في مضيق هرمز الذي يمر منه 40 في المئة من صادرات النفط العالمية المحمولة بحرا.

ويشتمل كثير من المصالح الاقتصادية الأمريكية في السعودية على تعاقدات مع الحكومة في مجال الدفاع وقطاعات امنية اخرى والرعاية الصحية والتعليم وتكنولوجيا المعلومات والبناء.

اقرأوا المزيد: 1201 كلمة
عرض أقل
وزير الخارجية الأمريكي يلتقي نظيره السعودي، سعود الفيصل (State Department photo)
وزير الخارجية الأمريكي يلتقي نظيره السعودي، سعود الفيصل (State Department photo)

تحوّل في العلاقات بين السعودية والولايات المتحدة؟

مصدر مطلع على السياسة السعودية: تحول كبير سيحدث في موقف الرياض من امريكا بسبب سوريا وايران

قال مصدر مطلع على السياسة السعودية اليوم الثلاثاء إن رئيس المخابرات السعودية أبلغ مبعوثين أوروبيين أن المملكة ستحد من تعاملاتها مع الولايات المتحدة احتجاجا على موقف واشنطن إزاء سوريا وإيران.

وذكر المصدر ان الامير بندر بن سلطان رئيس المخابرات أبلغ دبلوماسيين اوروبيين ان واشنطن أخفقت في التحرك بشكل فعال في الازمة السورية وفي الصراع الاسرائيلي الفلسطيني وانها تتقارب مع ايران ولم تدعم تأييد السعودية للبحرين حين شنت المنامة حملة على حركة مناهضة للحكومة عام 2011.

ولم يتضح ما اذا كانت التصريحات المنقولة عن الامير بندر تحظى بتأييد كامل من العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز.

وقال المصدر إن هذا التغير في الموقف السعودي تجاه الولايات المتحدة يمثل تحولا كبيرا وإن المملكة لا تريد بعد الان أن تجد نفسها في وضع التبعية.

وأضاف “الامير بندر قال للدبلوماسيين انه يعتزم ان يحد التعامل مع الولايات المتحدة. هذا حدث بعد ان اخفقت الولايات المتحدة في اتخاذ اي تحرك فعال في سوريا وفلسطين.

“العلاقات مع الولايات المتحدة ظلت تتدهور منذ فترة ويشعر السعوديون ان الولايات المتحدة تتقارب أكثر مع ايران كما أخفقت الولايات المتحدة في تأييدهم خلال الانتفاضة في البحرين.”

ورفض المصدر تقديم مزيد من التفاصيل عن محادثات رئيس المخابرات السعودية مع الدبلوماسيين الاوروبيين والتي جرت خلال الايام القليلة الماضية.

لكنه لمح الى ان التغيير المقرر في العلاقات بين المملكة وأمريكا حليفتها التقليدية سيكون له تأثير واسع النطاق بما في ذلك صفقات السلاح والنفط.

اقرأوا المزيد: 214 كلمة
عرض أقل
العاهل السعودي عبدالله بن عبدالعزيز (AFP)
العاهل السعودي عبدالله بن عبدالعزيز (AFP)

هل هناك تحالف إسرائيلي ـ سعودي سري “يهدد” الولايات المتحدة؟

نشرت الـ "ميدل ايست أون لاين" تقريرًا يتحدث عن بداية نشوء تحالف بين إسرائيل والسعودية، ويتحدث التقرير عن تأثيرات خطيرة متوقعة لمثل هذا التحالف

في الوقت الذي نشهد فيه تزايدًا متصاعدًا للتقارير التي تتحدث عن تطور مستمر في العلاقات الإسرائيلية السعودية، يشير “روبرت فري” في مقالة نشرها في موقع “ميدل ايست أون لاين” إلى أن مثل هذا التعاون سيؤدي إلى “التشويش” على الدبلوماسية الأمريكية في الشرق الأوسط.

وبدأ فري مقالته بسرد الإشارات التي تدل على التقارب بين السعودية وإسرائيل:

في بداية شهر أكتوبر تحدثت القناة الثانية الإسرائيلية عن لقاء سري عُقد في إسرائيل بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ومسؤول كبير من دول الخليج الفارسي، ويبدو أن الحديث هنا يدور عن الأمير بندر بن سلطان، رئيس جهاز الاستخبارات السعودي والسفير السابق للسعودية في الولايات المتحدة.

وقبل يوم واحد من هذا التسريب الإعلامي حول اللقاء، تحدث بنيامين نتنياهو عن تلك العلاقات الناشئة وذلك في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، عندما قال: “الخطر الذي تمثله إيران نووية وظهور تهديدات أخرى في المنطقة دفعت ببعض جيراننا العرب إلى الاعتراف بأن إسرائيل ليست عدوًا. وهذا الأمر يسمح لنا بتجاوز حالة العداء والخصومة طويلة الأمد والعمل من أجل بناء علاقات جديدة قائمة على الصداقة والأمل الجديد”.

ويدعي فري: “بالإضافة إلى المصلحة المشتركة بين إسرائيل والسعودية، فإن الدولتين لديهما مصلحة مشتركة أيضًا في دعم النظام العسكري في مصر، كما تدعمان سقوط نظام بشار الأسد في سوريا”. ويرى الكاتب أن النظرة الجيوسياسية للأمير بندر بن سلطان وتجربته الطويلة تساهم في دفع هذا التقارب قدمًا.

كما يرى الكاتب أن التحالف السعودي ـ الإسرائيلي وحالة الدمج الممكنة بين قوة التأثير الخاصة بالدولتين، على سبيل المثال القدرة الخاصة للوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة والمالية والنفط للسعودية، يمكن أن تؤدي إلى نشوء قوة عظمى جديدة وقوية في الشرق الأوسط وقد يكون لها أيضًا تأثير يتجاوز المنطقة ويمتد إلى العالم كله.

والخلاصة، التي يخرج بها الكاتب، هي أن الدمج بين تلك الإمكانيات ومصادر القوة سيشكل تهديدًا على القوة الأمريكية وتأثيرها في الشرق الأوسط، كما يورط ويشوش على الدبلوماسية الأمريكية وقدرتها على اتخاذ القرار بشكل مستقل. ويدعي فري “إن الخيار الوحيد من أجل تغلب الولايات المتحدة على مثل هذا التحالف الإسرائيلي ـ السعودي في الشرق، يكون في دمج للتأثير والقوة بين الولايات المتحدة وروسيا، ولا يستبعد الكاتب أن تخلق حالة الاندماج بين صاحبي الأطوار الغريبة نتنياهو وبندر بن سلطان  اندماجًا وتحالفًا بين صاحبي أطوار ليست أقل غرابة، أوباما وبوتين”.

اقرأوا المزيد: 346 كلمة
عرض أقل