طائرة ال F16 لسلاح الجو الإسرائيلي (Flash90/Ofer Zidon)
طائرة ال F16 لسلاح الجو الإسرائيلي (Flash90/Ofer Zidon)

هل تخشى أمريكا هجومًا إسرائيليًّا وشيكًا على إيران؟

نتنياهو يؤمن أنّ روحاني ذئب في ثياب حمَل سيواصل السياسة النووية لسلفه المتشدد، محمود أحمدي نجاد

ترسل الولايات المتحدة هذا الأسبوع أبرز مسؤوليها العسكريين لفحص وتقييم حقيقة النوايا الإسرائيلية بخصوص البرنامج النووي الإيراني. فمن المتوقع أن يزور رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، الجنرال مارتن دمبسي، إسرائيل هذا الأسبوع، ليحل ضيفًا على رئيس الأركان الإسرائيلي، الجنرال بيني غنتس، ويلتقي برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وبوزير الدفاع موشيه يعلون. وكان قائد سلاح الجو الأمريكي الجنرال مارك ويلش قد استقبله الأسبوع الماضي نظيره الإسرائيلي اللواء أمير إيشل. والتقى الجنرال ويلش كذلك بالجنرال غنتس.

ويأتي كل هذا النشاط المحموم وسط مخاوف وتقارير إعلامية أمريكية تفيد بأنّ إسرائيل ستنفذ قريبًا هجومًا على البرنامج النووي الإيراني. فإسرائيل قلقة من أنّ الإدارة الأمريكية ستتحاور مع إيران، وتنسى وعدها بعدم السماح لتلك الدولة بحيازة أسلحة نووية. وتأتي في الخلفية بداية عهد الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني، الذي يراهن بعض الخبراء الدوليين على كونه معتدلًا نسبيًّا، قد يحاول فتح نافذة إلى الغرب.

ويؤمن نتنياهو أن لا جديدَ في القيادة الإيرانية، وأنّ روحاني ذئبٌ في ثياب حمَل سيواصل السياسة النووية لسلفه المتشدد، محمود أحمدي نجاد. وعلى أية حال، فإنّ البرنامج يحدده المرشد الأعلى علي خامنئي.

وسار نتنياهو في السنوات الأربع الأخيرة في الدرب نفسه، ما أعطى الانطباع بأنه سيطلق عنان سلاح الجو الإسرائيلي لتدمير المواقع النووية الإيرانية. ففي أيلول 2012، قبل نحو عام، وقف على المنصة في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في مدينة نيويورك، راسمًا “خطوطه الحمراء” وجدوله الزمني. وحذّر نتنياهو العالم من أنّ إيران ستبلغ بحلول ربيع 2013، أو أوائل صيف 2013 كحد أقصى، العتبة التي تمكّن البلاد من إنتاج موادّ انشطارية كافية وتركيب قنبلتها النووية الأولى.

الجنرال بيني غنتس برفقة الجنرال مارتن دمبسي (Flash90/Gideon Markowicz)
الجنرال بيني غنتس برفقة الجنرال مارتن دمبسي (Flash90/Gideon Markowicz)

بعد العديد من “الخطوط الحمراء” و”نقاط اللاعودة” و”السنوات الحاسمة” التي أعلنها المسؤولون الإسرائيليون في العقد الماضي، مرت السنون وما زالت إيران لا تمتلك أسلحة نووية. لذلك فإنّ من يجرؤ أن يعلن أنّ 2014 هي “السنة الحاسمة” سيجعل نفسه أضحوكة.

مع ذلك، فوفقًا لمعظم المؤشرات والخبراء، فإنّ سنة 2014 أو أوائل سنة 2015 هي فعليًّا الإطار الزمني المطلوب لإيران لتحقيق طموحها. فبحلول ذلك الوقت، ستمتلك إيران ثلاث أدوات نووية هامّة. فهي ستشغّل مفاعلًا نوويًّا في أراك، سيكون قادرًا على إنتاج البلوتونيوم. كما ستمتلك المعرفة اللازمة لتجهيز رأس صاروخ نووي على صاروخ شهاب، وستمتلك عددًا كافيًا من نابذات الطرد عن المركز المعقدة لتخصيب يورانيوم بالدرجة المطلوبة لإنتاج سلاح.

لذلك، فإنّ قرار تركيب القنبلة النووية الأولى سيكون إيرانيًّا محضًا، إلا إذا جرى منعهم من ذلك. والوسيلة الوحيدة لثني إيران، وفقًا لمسؤولين إسرائيليين بارزين، هي مواصلة الضغط. فإذا أرادت إدارة أوباما تجنّب هجوم إسرائيليّ على إيران، يتوجب عليها فرض المزيد من العقوبات الاقتصادية على طهران. فعليها تنفيذ قرار الكونغرس الأخير الهادف إلى إيقاف صادرات إيران النفطية.

على الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي مفاوضة إيران من موقع قوة، مرتديَين قفّازًا حديديًّا، لا بطريقة الترضية لأنّ الرئيس الجديد يبتسم ويتكلم كلامًا عذبًا.

تعاني إيران الآن بشدة من العقوبات. فقد انخفضت صادراتها من النفط إلى أدنى مستوياتها بـ 700 ألف برميل يوميًّا. ويؤدي الوقف الكامل لصادرات النفط إلى جعل الزعماء الإيرانيين يجثون على ركابهم. قد يؤدي هذا وحده إلى إقناع علي خامنئي بأنّ إبطاء، أو حتى هجر، حلم تصنيع أسلحة نووية، أفضل من مواجهة انهيار اقتصادي.

اقرأوا المزيد: 472 كلمة
عرض أقل
موغابي يستقبل أحمدي نجادي في مطار زيمبابوي الدولي 2010 (AFP)
موغابي يستقبل أحمدي نجادي في مطار زيمبابوي الدولي 2010 (AFP)

هل ستبيع زيمبابوي اليورانيوم لإيران؟

رئيس الاستخبارات العسكرية السابق، عاموس يدلين: "الغرب يركّز على تخصيب اليورانيوم الإيراني، وبذلك يتيح للجمهورية الإسلامية تطوير قنبلة بلوتونيوم".

نشرت نهاية الأسبوع الماضي عدد من وسائل الإعلام الأجنبية، نقلاً عن صحيفة “تايمز” اللندنية، خبر توصل إيران لاتفاق مع زيمبابوي لامتلاك اليورانيوم بهدف استخدامه في برنامجها النووي. وأدعت الصحيفة اللندنية ان نائب وزير شؤون التعدين في البلد الإفريقي وفي حديث مع الصحيفة قال أنّ الطرفَين توصّلا إلى مذكرة تفاهم، اتُّفقا فيها على تصدير اليورانيوم إلى طهران.

وقد تضاربت هذه الأنباء بالتصريحات التي ادلى بها وزير التعدين والمناجم في زيمبابوي ظهر اليوم على الاذاعة الرسمية في البلاد، حيث نفى صحة الخبر تماماً.

في هذه الاثناء ذكرت صحيفة “الساندي ميل” (Sunday Mail) المحلية، ان الشرطة في زيمبابوي تقوم بالبحث عن الصحفيين العاملين في صحيفة التايمز البريطانية، جيروم ستاركي وجان راث، لاعتقالهم والتحقيق معهم بتهمة نشر “أكاذيب قصة صفقة تصدير اليورانيوم بين زيمبابوي وايران”.

في سياق أخر، ثمة مصالح مشتركة لإيران وزيمبابوي، حيث فرضت الولايات المتحدة والمجتمع الدولي عقوبات على إيران بسبب برنامجها النووي، وعلى زيمبابوي – بسبب انتهاكات حقوق الإنسان من قبل نظام الرئيس روبرت موغابي. وفي إطار العقوبات على زيمبابوي، يُحظر التعامل مع شركات التعدين في الدولة.

“رأيتُ بأم عيني مذكرة تفاهم لتصدير اليورانيوم إلى إيران، جرى التوقيع عليها نهاية السنة الماضية”، أخبر “تايمز” غيفت تشيمانكيري، نائب وزير التعدين في البلاد. فحسب تعبيره، ستخرج الصفقة إلى حيز التنفيذ رغم تحذير واشنطن من الآثار الخطيرة المترتبة على ذلك. وأضاف أيضًا أنّ الصفقة يعرف بها القليلون والمسؤولون البارزون فقط في زيمبابوي.

فعام 2011، حذّرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية من صفقة من هذا النوع، بعد أن أخبرت أنّ وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي زار زيمبابوي، والتقى مسؤولين في الدولة. ووفقًا للتقرير، ذهب مع صالحي مهندسون فحصوا أماكن تخزين اليورانيوم في الدولة.

وفي نيسان 2010، أجريت زيارة علنية للرئيس الإيراني السابق أحمدي نجاد في زيمبابوي، حيث استضافه الرئيس موغابي. “يمكن لإيران أن تكون على ثقة من دعم زيمبابوي المستمر لبرنامجها النووي العادل”، قال موغابي. مع ذلك، اقتبست “تايمز” عن محللين قدّروا أنّ وقتًا طويلًا سيمرّ قبل أن يصبح اليورانيوم جاهزًا للتصدير.

في هذه الأثناء، كتب رئيس الاستخبارات العسكرية السابق، عاموس يدلين، نهاية الأسبوع، عمودًا في صحيفة “نيويورك تايمز” يحذّر فيه من أنّ الغرب يركّز على تخصيب اليورانيوم الإيراني، وبذلك يتيح للجمهورية الإسلامية تطوير قنبلة بلوتونيوم. وحذّر يدلين من أنّ النظرة المنقوصة للتهديد الإيراني يمكن أن تكون خطرة. فتخصيب اليورانيوم، حسب قوله، هو مجرد إحدى ثلاث طرق تعمل حسبها إيران، ويجب أخذ ذلك في الحسبان خلال المحادثات النووية مع طهران.

“طريقة العمل الثانية هي تقدم سريع لإيران نحو (مقدرة الخرق)، عبر تجميع كميات كبيرة من اليورانيوم المخصّب بدرجة منخفضة، يمكن تخصيبه بسرعة لتزويد وقود للسلاح النووي. أمّا الإمكانية الثالثة فهي أن تعمل إيران في مسارٍ موازٍ لإنتاج البلوتونيوم. فإذا تم التوصل إلى اتفاق مع إيران، يجب معالجة هذه الاستراتيجيات الثلاث”، حذّر يدلين.

اقرأوا المزيد: 419 كلمة
عرض أقل
مفاعل بوشهر النووي (AFP /ATTA KENARE)
مفاعل بوشهر النووي (AFP /ATTA KENARE)

إيران تستطيع أن تحضّر قنبلة بلوتونيوم الصيف القادم

نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مسؤولين أجانب أن إيران تسعى لإنتاج قنبلة نووية بواسطة البلوتونيوم، وأن هذا المسار سيعرقل المفاوضات الدولية مع حكومة روحاني

05 أغسطس 2013 | 09:40

قال مسؤولون أمريكيون وأوروبيون لصحيفة “وول ستريت جورنال”، إن إيران تستطيع أن تنتج بلوتونيوم لإنتاج أسلحة نووية في الصيف القادم، مشيرين إلى أن منشآت البلوتونيوم معرضة أكثر لهجوم عسكري أجنبي.

وأضاف المسؤولون، الذين وصفتهم الصحيفة برفيعي المستوى، أن استخدام البلوتونيوم يقرّب الضربة العسكرية الإسرائيلية ضد إيران، وأن مسار تطوير السلاح النووي بواسطة البلوتونيوم من شأنه أن يعرقل الجهود الدولية للتفاوض مع الرئيس الإٍيراني الجديد، حسن روحاني.

وفي إيران، خاطب الرئيس الإيران الجديد، حسن روحاني، بعد أدائه القسم أمام البرلمان وتنصيبه رسميا رئيسا لإيران، الغرب، قائلا “لا يمكن فرض الاستسلام على الشعب الإيراني، من خلال عقوبات أو التهديد بحرب”، ومشددا “إذا أردتم رداً مناسباً، لا تستخدموا لغة العقوبات بل الاحترام”.

وقدّم روحاني حكومة من 18 وزيراً، تضمّ ساسة مخضرمين، ومن أبرزهم محمد جواد ظريف لوزارة الخارجية، وعبد الرضا رحماني فضلي للداخلية، ومحمود علوي للاستخبارات، وقد خلت قائمة الوزراء المقترحين من أي وزير في حكومة أحمدي نجاد. واختار روحاني وزير الصناعة السابق إسحاق جهانكيري، نائباً أول له. وسيتم التصويت في البرلمان على الثقة بالقائمة الجديدة بعد أسبوع.

وتطرقت الإدارة الأميركية إلى إداء القسم ودعت روحاني إلى بدء مفاوضات جدية مع الغرب فيما يتعلق ببرنامج إيران النووي. وقال الناطق بلسان البيت الأبيض، جي كرني، عن هذا الموضوع “في حال اختارت حكومة روحاني الجديدة الالتزام بواجباتها الدولية ووجدت حلا سلميا لقضية النووية، ستجد إيران في الولايات المتحدة شريكا ذا إرادة حسنة”.

وفي سياق متصل ببرنامج إيران النووي، أخبر المعهد الأمريكي للأمن والمعرفة (ISIS) في تقرير جديد له صدر في شهر يوليو (تموز)، أنه رغم إنكار إيران قبل عقد من الزمان، فإنّها تواصل تخصيب اليورانيوم عبر تقنيات ليزر متقدمة. ووفقًا للتقرير، تجري عملية التخصيب جنبًا إلى جنب تخصيب اليورانيوم عبر الطرد من المركز، وهو ما تعترف به إيران.

وحسب ادعاء المعهد، فإنّ الخشية من التخصيب بواسطة الليزر مصدرها استمرار تطوير تقنية الليزر، وكذلك ما قاله الرئيس الإيراني السابق، محمود أحمدي نجاد، الذي صرّح عام 2010 بأنّ لدى بلاده القدرة على تخصيب اليورانيوم بهذه الطريقة، عبر فصل إيزوتوبات في الليزر. وفي التصريح نفسه، قال أحمدي نجاد حينذاك إنّ بلاده لن تستخدم هذه التقنية، بل ستواصل تخصيب اليورانيوم بطريقة الطرد من المركز.

وقد نشرت الصحيفة البريطانية “ديلي تليغراف” في فبراير (شباط) من هذا العام، صورا التقطتها أقمار اصطناعية، من موقع آراك، تظهر المحطة المرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني وهي تنتج الماء الثقيل، المستخدم لتبريد البلوتونويم، والذي يمكّن صنع قنبلة نووية. وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن إيران لم تعلّق مشاريعها المتصلة بالماء الثقيل.

اقرأوا المزيد: 376 كلمة
عرض أقل