يوم الثلاثاء الماضي، في مؤتمر بروكسل حول “تغييرات تكتيكية في الشرق الأوسط: ترامب، إيران، والتقارب الإسرائيلي – السني”، عُقدت ندوة خاصة شارك فيها ممثلون إسرائيليون وممثلون من دول عربية. من بين الحضور كان هناك ممثلون من دول عربيّة أخرى، وسمعوا من بين أمور أخرى أقوال المتحدثين الإسرائيليين أثناء الندوة.
من بين الحضور المشاركين، كان هناك ممثلون عن دول الخليج، المغرب، السلطة الفلسطينية، ومنظمات إسلامية تنشط في أوروبا. خلافا لما هو متبع غالبا، لم يخرج ممثلو الدول العربيّة من الندوات التي شارك فيها إسرائيليّون.
ممثلون من إسرائيل والدول العربية يتحدثون ضمن ندوة في بلجيكا (European Coalition for Israel)
كان المدير المسؤول عن العلاقات الخارجية في حزب الليكود، إيلي حزان، من بين المتحدثين الإسرائيليين وكذلك سمدار بيري، الخبيرة بشؤون العالَم العربي. كما وشارك رشيد أبو منصور، رئيس مركز عمان للسلام والتطوير، ودكتور عبد الله صوالحة، مؤسس مركز الدراسات الإسرائيلية في عمان في الندوة أيضا.
أكد إيلي حزان في أقواله على أعمال رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، لدفع التعاوُن بين الدول الجارة لإسرائيل قدما مثل دفع مجال المياه مع السلطة الوطنيّة الفلسطينية والأردن، واتفاق الغاز الذي وقّعت عليه إسرائيل مع الأردن، ومن المتوقع أن توقع اتفاق كهذا مع تركيا في المستقبَل أيضا. كما وعرض برامج وزير النقل الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، من أجل تحسين وضع الفلسطينيين، ومن أجل التعاون الاقتصادي بين إسرائيل والدول العربية، ومن بينها بناء جزيرة اصطناعية أمام شواطئ غزة وشق طرق للسكة الحديدية من إسرائيل إلى دول الخليج عبر الأردن، بحيث تتيح وصولا إلى شواطئ البحر المتوسّط.
ممثلون من إسرائيل والدول العربية يتحدثون ضمن ندوة في بلجيكا (European Coalition for Israel)
تطرق دكتور صوالحة إلى التطورات الأخيرة في الشرق الأوسط التي أدت إلى التقارب بين الدول السنية وإسرائيل، مشيرا إلى أنه يعتقد أن هذا التقارب هام جدا في دفع عملية السلام قدما بين الإسرائيليين والفلسطينيين. “يجب أن تكون العلاقات بين الدول السنية المعتدلة وإسرائيل أكثر انفتاحا. كذلك يشكل النشر حول التعاوُن الإيجابي مثل الاقتراح السعودي على إسرائيل، عاملا هاما جدا في دفع السلام قدما”.
تمرّ الحدود على جسر ضيق ذي ارتفاع شاهق ويظهر من حوله منظر طبيعي يجعلكم تتوقفون ولا ترغبون في مغادرته.
الحدود بين ألمانيا وتشيكيا
2. الحدود بين إنجلترا واسكتلندا
هي في الواقع سلسلة من الأعمدة يصل ارتفاعها إلى متر وتجتاز حقلا عاديا ومن المرجح أنكم ستصادفون فيها أبقارا أكثر من موظفي المعابر.
الحدود بين إنجلترا واسكتلندا
3. الحدود بين النرويج والسويد
يجدر بكم الحذر! إن اجتياز هذه الحدود تحديدا منوط ببعض الخطر، لأنه يمرّ فيها مسار للمزلاجات.
الحدود بين النرويج والسويد
4. الحدود بين بولندا وأوكرانيا
تسبح السمكة العملاقة من إبداع الفنان البولندي غروسلاف كوزيارا تماما على الحدود بين الدولتين وتبدو وهي مرتاحة تماما.
الحدود بين بولندا وأوكرانيا
5. الحدود بين باكستان والهند
تمر الحدود عن طريق الهملايا، بل ويمكننا أن نرى الغيوم فوقها وهي تنقسم وفقا لانتمائها السياسي.
الحدود بين باكستان والهند
6. الحدود الثلاثية بين الأرجنتين، البرازيل، والباراغواي
إنها حدود طبيعية جميلة ببساطة: مفرق على شكل “تي” الإنجليزي يجتاز نهر يمكنك من خلال الإبحار فيه لمدة ساعة أن تصل إلى ثلاث دول مختلفة.
الحدود الثلاثية بين الأرجنتين، البرازيل، والباراغواي
7. الحدود بين الأوروغواي والبرازيل
هذا الرصيف العادي هو الحدود بين الدولتين، حيث تقف السيارات من الجهة اليمنى في الأوروغواي وأما السيارات من الجهة اليسرى فتقف في البرازيل.
الحدود بين الأوروغواي والبرازيل
8. الحدود بين بلجيكا وهولندا
يمكنكم ببساطة أن تدخلوا إلى مقهى في هولندا، ثم تتناولوا كعكة مع فنجان من قهوة الكابوتشينو، وثم الخروج منه والوصول إلى بلجيكا عبر الباب الثاني.
الحدود بين بلجيكا وهولندا
9. الحدود بين ألمانيا وهولندا
الحدود ببساطة مرسومة على الأرض في وسط أحد مراكز الأعمال. في إحدى جهات الغرفة يقف حارس ألماني وفي الجهة الأخرى يقف حارس هولندي، ومع ذلك يحتاج وصول رسالة من دولة إلى أخرى مدة أسبوع.
الحدود بين ألمانيا وهولندا
10. الحدود بين الصين ومنغوليا
هذه الحدود رومانسية بشكل خاص، حيث تم وضعها بواسطة ديناصورين يقبّلان بعضهما البعض.
إعلان مسؤولية داعش عن الإرهاب لم يمنحه عنوانا دقيقا. يمكن الافتراض أنّ المنفّذين كانوا أوروبيين وكان الغرب مركز حياتهم حتى توجّهوا إلى طريقهم المتطرّفة، ولكن استخدام تعبير "الجهاد العالمي" يشوّش هويّتهم
لم يمنح إعلان مسؤولية تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) عن العمليات في بروكسل للإرهاب عنوانا أكثر دقة ولن يؤدي إلى انطلاقة في مكافحته. يمكن الافتراض أنّ المنفذين كانوا مواطنين أوروبيين، كما يبدو بلجيكيين. حتى لو مروا بتدريبات في سوريا أو قاتلوا إلى جانب كتائب داعش، فقد عملوا في منطقة عاشوا فيها معظم حياتهم، عرفوا البيئة والثقافة، تحدّثوا باللغة المحلية. لقد طوّروا غضبا هائلا تجاه بيئتهم و/أو استوردوا أيديولوجيّة متطرفة، أقنعتهم على العمل ضدّ “الغرب”. كان هذا الغرب في معظم الوقت مركز حياتهم، حتى توجّهوا إلى طريقهم المتطرفة وفصلوا أنفسهم عن نمط حياتهم السابق، والذي تضمن في بعض الحالات أيضًا ممارسات دينية بدرجة ما. لم يكن المنفذون علماء في الشريعة أو طلاب علم شرعي، وهم يعتمدون في عملياتهم على البيئة الداعمة وفي بعض الأحيان على أفراد أسرتهم أو أصدقائهم الذين مروا بتجارب مشابهة.
إنّ زرع الخلايا الإرهابية في المجتمعات المحلية، الغربية أو العربية، هو طريقة العمل التي اعتمدتها القاعدة بقيادة أسامة بن لادن. أسس التنظيم فروعا في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وخصوصا بعد أنّ أصبح “العدوّ البعيد”، الغرب، “عدوّا قريبا” مع دخول القوات الأمريكية إلى العراق وأفغانستان. أصبحت هذه القوى هدفا مفضلا أكثر من إرسال الإرهابيين إلى ما وراء البحار – وهي مهمات باتت أكثر صعوبة بكثير، إن لم تكن مستحيلة، بعد عمليات الحادي عشر من أيلول.
ومع الانتقال إلى العمليات المحلية، وخصوصا ضدّ أهداف في دول عربية ومسلمة، غيّر الكفاح ضدّ القاعدة وجهه أيضا. فإذا كانت الأنظمة العربية في الماضي تُفضّل عرض العمليات الإرهابية في أراضيها كعمليات للقاعدة، انطلاقا من قصد مشاركة المسؤولية في القضاء على الإرهاب مع المجتمع الدولي وإزالة جزءا من المسؤولية الاستخباراتية والتنفيذية من مسؤوليتها، ففي العقد الأخير تقاتل كل دولة عربية الإرهاب انطلاقا من نهج يعتقد أنّه إرهاب محلي، والذي لا يوجد من يشارك مسؤولية كفاحه معها. هكذا تعمل مصر ضدّ التنظيمات الإرهابية في سيناء، سواء كانت فرعا لداعش أو للقاعدة وسواء لم تكن تنتمي إلى أي تنظيم مظلة. تقاتل السعودية القاعدة بكفاءة نسبية، حتى نجحت في دفعها إلى اليمن، وتعمل تونس والجزائر وفقًا لنفس الرؤيا. ولا تزال تركيا، التي تفرق بين الإرهاب الكردي وبين الإرهاب الداعشي، تحتاج إلى أن توضح إذا ما كان المواطنون الأتراك الذين نفذوا العملية في إسطنبول قد قاموا بذلك كمبعوثين من داعش أم تحت اسم أجندة معادية لتركيا، والتي جعلتهم ينضمون إلى التنظيم منذ البداية.
أفادت وسائل إعلام أجنبية أن انفجارين مدويين هزّا العاصمة بروكسل، بلجيكا، عند الساعة الثامنة صباحا، مسفرين عن وقوع جرحى وقتلى. وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي صورا ومقاطع فيديو من المطر الدولي في العاصمة، حيث وقع الانفجاران، تدل على وقوع هجوم إرهابي كبير في العاصمة التي استنفرت قواتها في الأيام الأخيرة خشية من وقوع هجوم كهذا.
وتحدثت تقارير أجنبية عن سماع صيحات باللغة العربية قبل وقوع الانفجار في المطار. وقامت العواصم الأوربية جميعها برفع حالة التأهب لأقصى الدرجات في أعقاب الهجوم في بروكسل.
واتخذت إسرائيل إثر الحادث إجراءات أمنية خاصة بشركات الطيران الإسرائيلية في أوروبا، حيث أمرت جميع الشرك بتعليق رحلاتها القادمة من أوروبا اليوم، حتى منتصف الليل.
وأفادت بعض المواقع أن الانفجارين استهدفا منقطة شركة الطيران الأمريكية، “أمريكان إيرلاينز”، في مطار بروكسل، ولا يوجد تأكيد لهذا التقرير حتى الساعة.
من أية دول أوروبية يجنّد داعش أكثر عدد من المقاتلين؟
من أية دول أوروبية يجنّد داعش أكثر عدد من المقاتلين؟
في الأشهر الأخيرة، تتفاجأ الدول الغربية مرارا وتكرارا عندما تكتشف أن مواطنيها ينشطون في صفوف داعش. اتضح أن التنظيم يدير منظومة تجنيد متطورة بشكل خاص في أوروبا، من أجل الكشف عن وإقناع المقاتلين المحتملين للانضمام إلى صفوفه
لم يعد ذلك سرا، أن مئات المقاتلين من الدولة الإسلامية هم ليسوا عربا مطلقا أو من أصل إسلامي. يصل عشرات آلاف المقاتلين كل عام من أجل الانضمام إلى حروب الجهاد الدموية في سوريا والعراق، تحت رعاية الخلافة الإسلامية.
المثير للاهتمام هو أن التنظيم يتفاخر في كونه يستخدم أدوات غربية تماما من أجل تجنيد مقاتليه من أوروبا، الولايات المتحدة ودول آسيا. ويتجند الجميع بهدف الجهاد، في دول ممزّقة.
إحدى الأدوات الأكثر غربية لتجنيد المؤيدين المتحمسين هي شبكة الإنترنت. تستخدم الدولة الإسلامية هذه الأداة لنشر أيديولوجيّتها تماما كما نشر الخميني أيديولوجيّته بواسطة أشرطة التسجيل، في وقت ما في الستينيات والسبعينيات من القرن العشرين، ضدّ الشاه والغرب وتأييدا للثورة الإسلامية في إيران. كذلك، يجنّد التنظيم النشطاء لخدمته بواسطة الإنترنت عن طريق منصّات الفيس بوك والمحادثات الأخرى.
الهدف هو تجنيد الشباب المسلم، بشكل عام الجيل الثاني والثالث للشبان ذوي والدَين مسلمَين، المهاجرون إلى دول أوروبا والذين وصلوا إلى القارة، ولم يتمتّعوا بالديمقراطية الغربية ولم يندمجوا بالمجتمع.
يبحث عملاء الدولة الإسلامية عن هؤلاء الشباب، والذين بشكل عام أيضًا يتوبون ويمدحون الجهاد. الشبان الذين يبنون أحلاما في هذا الواقع، واقع القرب من الله وفرصة ذهبية “لامتلاك البطاقة الذهبية” باتجاه فريضة الجهاد في أراضي الدولة الإسلامية.
مجاهدون بريطانيون في صفوف داعش
هذه الفرصة غالية جدا بالنسبة لأولئك الشباب الذين سئموا من حياة الفجور في المجتمع الغربي، وضاقوا ذرعا بالقمع، بصعوبات الاندماج لذلك يرحّبون بالدعم الذي يمنحهم إياه عملاء الدولة. يحدث كل هذا من بعيد، من خلال العالم الافتراضي، عن طريق الفيس بوك وتويتر وبعيدا قدر الإمكان عن أعين الأهل.
الحلم يتحقق: مرحلة بعد مرحلة
تبدأ العملية باتخاذ قرار ترك أوروبا مع حقيبة على الظهر باتجاه سوريا أو العراق بهدف القتال مع التنظيم. بعد اتخاذ القرار، ووفق التقارير الاستخباراتية، يبدأون بالتدرب جسديا، أحيانا، في معسكرات في أوروبا دون سلاح أو في معاهد اللياقة البدنية إلى جانب الأوروبيين.
بعد ذلك يتم الاتصال بينهم وبين التنظيم في سوريا بواسطة الإنترنت ويشقون طريقهم إلى تركيا، من خلال تهربهم من المراقبة. وهناك، يسافرون بالمواصلات العامة التي يصلون بواسطتها إلى الحدود السورية ومن ثم يتسللون بسهولة.
https://www.youtube.com/watch?v=tGy1o6Ql31o
ويلتقون على المعابر الحدودية بجهات تابعة للتنظيم والتي تأخذ منهم جميع جوازات سفرهم وهواتفهم النقالة وحينذاك يبدأون في سلسلة من التدريبات، والنشاطات ذات الصلة التي تستغرق أشهر ثم بعد ذلك يتحقق حلمهم. وخلال ذلك يتطلب منهم قتل مدنيين أبرياء من أجل فحص وحشيتهم ويقومون بذلك أمام الكاميرات.
ويسمون “كتائب المهاجرين”، ويتم تقسيمهم في أماكن السكن بحسب اللغة. وسوى مشاركتهم الفاعلة في القتال، في نهاية المطاف، يتم استخدامهم كسفراء من أجل تجنيد مقاتلين جدد من أوروبا.
الدول الكبرى لمصدّري الجهاد في أوروبا
يسافر المئات من مواطني بلجيكا إلى الأراضي السورية والعراقية من أجل الانضمام إلى تنظيم الدولة الإسلامية. في الواقع، بالنسبة لعدد سكانها، تصدّر بلجيكا من مقاتلي الجهاد أكثر من أية دولة أخرى في أوروبا.
وقد كشف عن هذه البيانات فريق باحثين من الأمم المتحدة، والذي يقدّر أنّ أكثر من 500 بلجيكي قد سافروا إلى الدولة الإسلامية بدءًا من العام 2010. سافر 207 منهم إلى سوريا، حيث إنّ 62 منهم لم يستطيعوا الدخول إليها، و 128 استطاعوا العودة إلى بيوتهم في بلجيكا و 77 قُتلوا في المعارك. وكشف الفريق أيضًا أنّ 46 مقاتلا كانوا ينتمون إلى Sharia4Belgium (نشطاء داعش في بلجيكا)، قد تم اعتقالهم ومحاكمتهم.
مناصرو Sharia4Belgium
“تختلف ملفات تعريف المقاتلين الأجانب، مع معدّل أعمار 23 فما تحت”، كما أشارت إحدى الباحثات، “أيضًا عدد النساء اللواتي يغادرن آخذ في الازدياد”. ويوضح الباحثون أنّ الدوافع الأكثر شيوعا لأولئك الشباب للانضمام إلى التنظيم الإرهابي هي الشعور بالانتماء والقبول، المعتقدات الدينية والهروب من ماض إجرامي.
وتتراوح المبالغ التي يدفعها الجهاديون لأسر المجنّدين في الغرب بين 2,000 إلى 10,000 دولار. “إذا كان يدور الحديث عن شخص ذي تعليم عال، مثل طبيب أو خبير حاسوب، فسيكون مبلغ الدفع أكبر”، كما أضاف أحد الباحثين.
من الصعب جدا قياس عدد المنضمين أو الذين يغادرون أراضي الجهاد الواقعة تحت سيطرة الدولة الإسلامية في سوريا أو العراق، ولكن، تحاول أجهزة الاستخبارات في معظم الدول الأوروبية، الولايات المتحدة، أستراليا، روسيا ونيوزيلندا أن تراقب عن كثب هذه الأعداد وأن تتعقّب هؤلاء الشباب وأن ترصد أنشطتهم في الشرق الأوسط.
في شهر كانون الثاني عام 2015، نشر موقع الإذاعة الحرة في أوروبا (Radio Free Europe) مقالا وقائمة بيانات حول عدد المنضمين إلى صفوف داعش بحسب إحصاء من مليون مواطن بالمعدّل في كل دولة ودولة. وقد جمعت هيئة تحرير الراديو هذه البيانات من تقارير الوزارات المختلفة التي تتعامل مع هذه الظاهرة، وزارات الداخلية والدول الأوروبية، أجهزة إنفاذ القانون والاستخبارات. وهذه هي الأرقام بحسب بعض الدول التي تظهر في القائمة:
يعتقد الكثير من المحلّلين في الغرب أنّ أحداث العنف في فرنسا الأسبوع الماضي، والتي قُتل خلالها 17 شخصا من قبل متطرّفين مسلمين في هيئة تحرير صحيفة “شارلي ايبدو” وفي متجر يهودي فرنسي، تشكّل بداية هجمة جديدة في تاريخ أوروبا الطويل. ليس عبثا أن يصف الفرنسيون هذه الأحداث “11 أيلول الفرنسية”.
ومن ثم، تكشف أحداث العنف مشكلة فضلت أوروبا بشكلٍ رسميّ تجاهلها، تتعلق بالعنف من قبل بعض المسلمين، الذين يعملون “باسم الدين”. بدأ قادة أوروبا السياسيون وقادة الاتحاد الأوروبي بالتعامل مع المشكلة بجدية، الأمر الذي كشف عن هلع وهستيريا لم تعتد أوروبا الحديثة في القرن الواحد والعشرين عليه.
في مدينة صغيرة جنوب شرق بلجيكا، خطّط ثلاثة مسلمين مهاجمة محطة شرطة، ولكن الشرطة سبقتهم واقتحمت المكان الذي أقاموا فيه. أطلق المشتبه بهم النار باتجاه الشرطة، والتي ردت بإطلاق النار، وقتلت اثنين من المشتبه بهم وجرحت الثالث. أكدت العملية التوتر الكبير في البلاد، ونشرت الشرطة قوات كبيرة في أنحاء البلاد.
في أعقاب التحذيرات من الإضرار باليهود في بلجيكا، بقيت عدة مدارس مغلقة اليوم الجمعة في بلجيكا وفي هولندا المجاورة أيضًا. “أعلمونا بأنّنا أحد الأهداف الرئيسية للعملية، ولذلك قررنا إغلاق المدرسة وعدم المخاطرة” كما قال أحد مديري المدارس اليهودية في مدينة أنتويرب البلجيكية.
الشرطة خارج متجر اغذية مطابقة للتعاليم اليهودية شرق باريس (AFP)
مثال آخر على التوتر الكبير في بلجيكا أعطِيَ أمس، عندما اعتقلت الشرطة شخصا مسلّحا أطلق نداءات “الله أكبر” في قطار الأنفاق في مدينة بروكسل. اتضح بعد ذلك أن الرجل كان في حالة سكر وعانى من مشاكل نفسية.
في فرنسا أيضًا، والتي جرت فيها أحداث العنف، تعمل القوى الأمنية. في الليلة الماضية تم اعتقال نحو 12 شخصا للاشتباه بهم في توفير المساعدة اللوجستية للهجمة في الأسبوع الماضي، وتم حتى الآن اعتقال أكثر من 60 شخصًا في فرنسا. أغلِقتْ اليوم صباحا محطة القطار في باريس وتم إخلاؤها تماما بعد التحذير من قنبلة تم وضعها في المكان، اتضح بعد ذلك أنه تحذير غير صحيح.
في ألمانيا أيضا تعمل السلطات القانونية ضدّ تهديدات مماثلة. فقد جرى في برلين العاصمة نشاط واسع للشرطة، بمشاركة مئات رجال الشرطة الذين داهموا 11 مركزا إسلاميا مشتبها بها في أنشطة غير مشروعة. تم اعتقال شخصين في هذا النشاط واللذين وفقا للاشتباه قاما بتجنيد أشخاص لصالح هجمة ما. وذكرت قناة CNN صباح اليوم أنّ مصدرا استخباراتيا في أوروبا ذكر بأنّ هناك نحو 20 خلية “نائمة” في أوروبا، في عضويتها نحو 120 – 180 عضوا، وهم مستعدون للهجوم بشكل فوري.
وفضلا عن كل ذلك، فقد قرّر الاتحاد الأوروبي بدء إجراءات جديدة تهدف إلى منع تهريب السلاح من شمال إفريقيا إلى أوروبا. يستعد الاتحاد إلى زيادة نشاطاته في شمال إفريقيا من أجل القيام بذلك.
معظم نقل السلاح اليوم إلى داخل أوروبا يتم من دول البلقان الغربية ومن شمال إفريقيا، وخصوصا من أراضي ليبيا المتداعية. وفي حين أنّ الأوروبيين قد شكّلوا خطّة عمل لمكافحة التهريب من دول البلقان، فقد تمّ إخلاء محطة مراقبة الحدود الأوروبية التي كانت في ليبيا قبل نحو عام وانتقلت إلى تونس عقب عدم استقرار الأمن. فضلًا عن ذلك، يعمل الأوروبيون على تشديد القوانين التي تتعلق بحيازة الأسلحة.
قالت مصادر رسمية في بلجيكا وفرنسا اليوم الأحد إن الشرطة الفرنسية اعتقلت رجلا للاشتباه في ضلوعه في قتل أربعة بالرصاص في مطلع الأسبوع الماضي في متحف يهودي في بروكسل.
وذكر مصدر من الشرطة الفرنسية أن الفرنسي البالغ من العمر 29 عاما اعتقل في مدينة مرسيليا بجنوب فرنسا يوم الجمعة وكان بحوزته بندقية كلاشنيكوف وسلاح آخر. وكان الرجل وهو من مدينة روبيه بشمال البلاد سجن عام 2012 .
وقالت وسائل اعلام فرنسية إنه يشتبه أن الرجل كان في سوريا مع جماعات جهادية في عام 2013 .
وقال جويل روبنفيلد رئيس الرابطة البلجيكية لمناهضة معاداة السامية لتلفزيون (بي.إف.إم) إنه تلقى تأكيدا للخبر مضيفا “نشعر بارتياح”.
وتابع “ولكن هذا يثير قلقنا أيضا… من المهم أن تتخذ الدول التي يسافر مواطنون منها إلى سوريا كل الاجراءات اللازمة للتأكد من عدم تكرار” هذه الواقعة.
وبثت الشرطة مقطع فيديو مدته 30 ثانية سجلته الكاميرات الأمنية بالمتحف يوضح رجلا يرتدي غطاء رأس ونظارة شمس وسترة زرقاء يدخل المبنى ويخرج بندقية كلاشنيكوف من حقيبة ويطلق الرصاص في غرفة ثم يخرج.
في خطوة تعتبر غير اعتيادية للأمم المتحدة، ندّد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشدّة بالعملية الإرهابية في بروكسل، والتي حدثت قبل ستّة أيام. وذلك خارج المتحف اليهودي في العاصمة البلجيكية، وأسفرت عن مقتل أربعة أشخاص، من بينهم إسرائيليّان.
اجتمع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بعد العملية، وقرّر بالإجماع إدانة الهجوم والتعبير عن تضامنه مع الحكومة الإسرائيلية ومع الشعب الإسرائيلي. “يعبّر أعضاء مجلس الأمن عن تعازيهم لعائلات ضحايا الهجوم الإرهابي في بروكسل، والذي حدث على ما يبدو على خلفية معاداة السامية. نحن ندين بشدّة كل تعبير عن العنصرية ونؤكّد أنّ جميع أشكال الإرهاب ليست مبرّرة تحت أيّ ظرف من الظروف، وينبغي محاكمة كلّ من يقف وراء الحادث”.
هناك في مجلس الأمن إضافة إلى الدول الأعضاء الخمس الدائمين (الولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا، روسيا، الصين)، أيضًا: الأرجنتين، أستراليا، تشاد، تشيلي، الأردن، ليتوانيا، لوكسمبورغ، نيجيريا، كوريا الجنوبية ورواندا، والتي وافقت جميعها – كما ذكرنا – على نصّ الإدانة الشديدة. “على دول العالم اتخاذ جميع الوسائل لمحاربة هذه الظاهرة، وفقًا لالتزاماتها بموجب القانون الدولي والحفاظ على حقوق الإنسان”.
مركز يهودي في بروكسل بعد العملية الإرهابية (Joods Actueel/FLASH90)
وقد ردّ السفير الإسرائيلي في الأمم المتحدة، رون بروسور، على هذه الإدانة وقال إنّه من الضروري أن تعترف الأمم المتحدة بمعاداة السامية المتزايدة. “ينبغي علاج القضية على منصّة الأمم المتحدة، التي أقيمت مباشرة بعد الحدث المعادي للسامية الأكبر في التاريخ”، هذا ما قاله بروسور قاصدًا محرقة الشعب اليهودي في أوروبا خلال الحرب العالمية الثانية. “علينا أن نحرص على أن تبقى القضية في جدول الأعمال اليومي للأمم المتحدة، وأن نؤكّد أنّ دول العالم لن تهمل هذه الظاهرة التي تأبى أن تنتهي”.
وقد أعرب ملك بلجيكا، الملك فيليب، عن تعازيه لدولة إسرائيل في رسالة تعزية أرسلها إلى رئيس دولة إسرائيل، شمعون بيريس. طلب الملك فيليب في الرسالة المشاركة في عزاء دولة إسرائيل وحزن أسر الضحايا.
أمّا بالنسبة للهجوم، فقد أعلن الادعاء في بلجيكا بشكل رسميّ أنّ خلفية الحادثة ليست جنائية، وأن الموقف تجاهها هو أنّها عملية إرهابية. وقد أعلنت شرطة بروكسل أنّه يمكن الاستدلال من خلال كاميرات الأمن أنّ القاتل الذي نفّذ العملية كان من ذوي الخبرة، وذلك وفقًا لبرودة الأعصاب عند ارتكابه جريمة القتل.
قالت السلطات الهولندية اليوم الثلاثاء إنها ستنشر مزيدا من ضباط الشرطة عند المواقع اليهودية بما في ذلك المراكز الثقافية والمدارس والمعابد بعد مقتل ثلاثة أشخاص بالرصاص عند متحف يهودي في بروكسل في مطلع الاسبوع.
ورصدت كاميرا أمنية المهاجم وهو يطلق نيران بندقية كلاشنيكوف قبل أن يفر هاربا.
وقالت وزارة الأمن والعدالة الهولندية إن تعزيز الأمن إجراء احترازي وإنه لا توجد مؤشرات على تهديد وشيك في هولندا.
وعززت إجراءات الأمن أيضا في فرنسا حيث قال الرئيس فرانسوا اولوند إنه لا يوجد شك في أن مقتل اسرائيليين وامرأة فرنسية كان مدفوعا بمعاداة السامية.
وليس واضحا إلى أي مدى ستبقى الاجراءات سارية في هولندا لكن المتحدث باسم وزارة الأمن والعدالة الهولندية قال إن السلطات على اتصال منتظم مع الجماعات اليهودية.
ستدرس الحكومة الإسرائيلية اليوم التقرير السنوي في قضية اللاسامية الذي سيطرحه عليها وزير شؤون الشتات، نفتالي بينيت. ويرتكز التقرير إلى استطلاع أجراه وكالة الاتحاد الأوروبي للحقوق الأساسية (FRA). ويجري تقديم التقرير بالتزامُن مع اليوم الدولي لذكرى المحرقة، الذي يُحيى غدًا. وكان الاستطلاع، الذي شمل نحو 6000 مشارك، قد جرى في الدول الثماني الأساسيّة في أوروبا، التي يقطن فيها نحو مليون يهودي، يشكّلون 90% من يهود الاتّحاد. وهذه الدول هي بلجيكا، فرنسا، ألمانيا، هنغاريا، إيطاليا، لاتفيا، السويد، وبريطانيا.
النتيجة المشجّعة التي يبيّنها الاستطلاع هي أنّه لم يحدث ازدياد ملحوظ في عدد الحوادث اللاسامية عام 2013. مع ذلك، يُذكَر أنّ ازديادًا بنسبة نحو 30% طرأ عام 2012 مقارنةً بالعام الذي سبقه، ما يعني أنّ الاتجاه العامّ في السنوات الأخيرة هو اشتداد اللاسامية. وفق التقرير، يلاقي الجوّ اللاساميّ في العالم تشجيعًا من عالم مواقع التواصل الاجتماعي، التي تتيح إحداث تظاهُرات وأحداث لاساميّة، وكذلك نشر موادّ لاساميّة لجموعٍ كبيرة في كلّ أرجاء العالم بضغطة زرّ.
يتبيّن من المعطيات أنّ ظواهر اللاسامية لا تزال تلقي الذعر لدى قسمٍ كبير من يهود أوروبا. فنحو 23% من المستطلَعة آراؤهم لا يشاركون في أحداث ثقافية يهودية أو يذهبون إلى مؤسسات يهودية خشية أن يتعرّضوا للأذى في الطريق. كما أجاب 33% أنهم لا يخرجون من البيت مع سمات تحدّد هويتهم مثل القلنسوة (الكيباه) أو نجمة داود.
ووفق التقرير، لا تتجلّى اللاسامية في الحوادث العنيفة فحسب، بل بشكل أساسيّ بالمضايقات، الملاحقات، وتخريب الممتلَكات. ويخشى واحد من كلّ ثلاثة يهود أن يكون ضحيّة لهجومٍ لاساميّ. كما أجاب نحو ربع المستطلَعة آراؤهم أنهم تعرّضوا في السنة الماضية لإهانة أو ملاحظة عنصرية بسبب جذورهم. فضلًا عن ذلك، أجاب ثلاثة أرباع المشارِكين أنهم يعتقدون أنّ اللاسامية تفاقمت في السنوات الخمس الأخيرة.
إنّ الدول التي سُجّلت فيها نسب التبليغ الأعلى عن تصاعُد اللاسامية هي هنغاريا، فرنسا، بلجيكا، والسويد. مع ذلك، ففي كل دولة ذكر المشاركون أسبابًا مختلفة مسؤولة عن التفاقُم. ففي هنغاريا، نَسَبَ معظم المستطلَعة آراؤهم تصاعُد اللاسامية إلى ازدياد قوّة أحزاب اليمين المتطرّف. بالتباين، تعتقد الأكثريّة في فرنسا أنّ تصاعُد الإسلام المتطرّف هو الذي فاقم اللاسامية.
أوصى مُعدُّو التقرير بزيادة المساعي الدبلوماسي للحدّ من الظاهرة، وبتقوية العلاقة بين الجاليات اليهودية في العالم وبين دولة إسرائيل. كما أوصَوا بتقوية التنظيمات المؤتمَنة على أمن يهود المهاجِر.