“في نهاية كل جملة تقولونها بالعبرية – يجلس عربي مع نرجيلة”، هذا ما تقوله قصيدة إسرائيلية شهيرة للشاعر والمطرب المعروف، مئير أريئيل. وبالفعل، العبرية والعربية هما لغتان شقيقتان، أصلهما من اللغات السامية. هناك العديد من الكلمات المتشابهة في كلتا اللغتين، أو حتى متطابقة، وخلال السنين اعتمدت اللغتان على بعضها البعض.
منذ فترة قصيرة أخبرناكم عن الكلمات العربية التي يعود أصلها إلى العبرية، وهذه المرة سنعرض أمامكم الكلمات العبرية الشائعة التي مصدرها من اللغة العربية.
من أجل الحقيقة، فاللغة الإسرائيلية “العامية” اللغة المستخدمة يوميا، مشبعة بالكلمات والتعابير التي أصلها من العربية: “والاه؟” (بمعنى “عن جاد؟”)، “يالاه” (هيّا)، “صبابا” و “أحلى” (بمعنى “كل شيء على ما يرام”، وعادة تأتي كإجابة عن السؤال “كيف حالك؟”)، “صحتين”، “دوغري” (كلام مستقيم وصادق)، “أصلي”، “بأسة” (خيبة أمل)، وغيرها…
قاموس العربية-العبرية (Nati Shohat/Flash90)
ولكن هناك في العبرية أيضا كلمات ذات مكانة حقيقية، والتي لا يخطر في بال الكثيرون أنّها ليست عبرية مطلقا.
خلال التاريخ، مرّت اللغة العبرية في عدة انقلابات، وعلى مدى 2000 سنة على الأقل لم تُستخدم كلغة محكية، وإنما فقط كلغة الصلاة. في العصور الوسطى حدث إحياء معيّن للعبرية، عندما كتب حاخامات إسبانيا اليهود كتب في مجال الفكر، الفلسفة، الطبّ بل وكتبوا الشعر بالعبرية أيضا، وهكذا جدّدوا الكثير من الكلمات التي كان يعود أصلها إلى كلمات عربية كانوا يعرفونها.
تجدّدت العبرية المحكية اليوم فقط في بداية القرن العشرين، مع الهجرة الكبيرة ليهود العالم إلى إسرائيل، وحينها اختُرعت كلمات جديدة ثانية، وتحديدا كلمات تُستخدم في اللغة المحكية اليومية والتي لم تكن تُستخدم في عهد التوراة.
فيما يلي 5 كلمات يستخدمها الكثير من الإسرائيليين اليوم، وربما لا يعلمون أنّ أصلها يعود إلى العربية.
وادي (فادي)
أصل كلمة وادي، التي تُلفظ بالعبرية مع حرف (V) غير الموجود في العربية، من الكلمة العربية “واد”، أي تيّار من المياه المتدفّقة. في العبرية معنى الكلمة هو الوادي، وهي تصف الطريق الجغرافي المتعرّج بين سلاسل الجبال، حتى لو لم يكن فيه بالضرورة مصدر للمياه.
وادي (Thinkstock)
تشزبات (“كزبات”)
تشزبات هي قصة مثيرة، خرافية عن الشياطين والوحوش، أو الأشخاص الشريرين، والتي يتم قصّها ليلا عند الجلوس إلى جانب الموقد. بدأ استخدام الكلمة في أواسط القرن العشرين، ويعود أصلها إلى الكلمة العربية “كذبات”، بلهجة الفلاحين المحليّين، والتي سمعها الشبان اليهود، ويلفظ هؤلاء حرف “ك” مثل إتش (CH). العلاقة بين الكلمتين واضحة – القصص الخرافية هي مخترعَة وليست حقيقية، ولذا حظيت بوصف “أكاذيب”.
يتم قصّ ال’تشزبات’ ليلا عند الجلوس إلى جانب الموقد” (Yonatan Sindel/Flash90)
فنجان
الفنجان هو كلمة أخرى تسللت إلى العبرية منذ الفترة التي كانوا يكثرون فيها من الجلوس وعقد الحفلات حول الموقد. ولكن رغم أن الفنجان في العربية هو كأس صغيرة، فقد أصبح معناه في العبرية تحديدا وعاء صغير وعميق وفيه يد لوضع القهوة على النار.
قهوة في فنجان
منقل (منغل)
معنى كلمة منقل في العبرية هو مشواة (كانون الشوي)، وهو أداة يُضع فيها الفحم وفيها مشبّك لشواء اللحوم. يعود أصل الكلمة إلى جذر كلمة “نقل”، وهي مستخدمة في العربية أيضًا، لأنّها أداة جوالة للطبخ والتي يمكن نقلها من مكان إلى آخر. في العبرية، يُلفظ الحرف ق كحرف ج (G)، كما يلفظه البدو، وهكذا يُلفظ أيضًا باللغة التركية، والتي استوحت أيضًا هذه الكلمة من العربية. يبدو أنّ الكلمة العبرية تأثرت تحديدا بالتركية وليس بالعربية مباشرة.
منقل (مشواة)
أفاتيآح (البطيخ)
الفاكهة الصيفية الغضّة، الحمراء والمحبوبة، تُدعى بالعربية بطيخ، وأصبحت في العبرية “أفاطيّح”. إنها كلمة قديمة، ظهرت أيضًا في التوراة، وكما يبدو فإنّ مصدرها في الأصل هو من اللغة المصرية القديمة (عند نطقها الذي يبدو مثل “بطيخ”)، وهكذا أصبحت تُستخدم في اللغة العربية والعبرية.
البطيخ ( (Abir Sultan/Flash 90
المصدر الأقرب إلى الحدث الإسرائيليّ
تلقّوا نشرتنا اليوميّة إلى بريدكم الإلكتروني