برنامج ساخر

الوزير بينيت وتقليده للبرنامج التلفزيوني (لقطة شاشة; Facebook)
الوزير بينيت وتقليده للبرنامج التلفزيوني (لقطة شاشة; Facebook)

برنامج ساخر يهزأ من الرموز الدينية اليهودية ويثير عاصفة

سياسيون إسرائيليون ومتدينون يستنكرون إقدام برنامج ساخر شعبي على الاستهزاء من طقس ديني يهودي المسمى بالعبرية "تفيلين"، وردا على ذلك ينشرون صورا لهم يؤدون الطقس

أثار مقطع في برنامج هزلي إسرائيلي، يوم أمس (الأربعاء)، ردود فعل غاضبة من السياسيين والمتصفحين الكثيرين في شبكات التواصل الاجتماعي. في المقطع الهزلي، الذي بُث في البرنامج الفكاهي الأكثر شعبية في إسرائيل، ظهر وزير التربية، نفتالي بينيت، وهو يضع التفيلين على شكل ربطة الشعر التي تضعها على رأسها المطربة الإسرائيلية التي فازت هذا الأسبوع في مهرجان اليوروفيجن، نيطاع برزيلاي.

جاءت ردود فعل غاضبة سريعا ضد المقطع الهزلي، بسبب السخرية من الطقوس اليهودية الهامة. غرد وزير الداخلية من حزب شاس الحاريدي، أرييه درعي، في حسابه على تويتر “بُث هذا المساء مقطع مسيء في برنامج ‘إرتس نهديرت’ مستخدما التفيلين بشكل ساخر. لو عُرض المقطع في إحدى دول العالم، كان الجميع سيصرخ أنه يمثل معادة للسامية. كيف يمكن أن تمر حادثة كهذه في دولة اليهود تحديدا بصمت? يا للعار!”

علق الوزير بينيت أيضا على المقطع الهزلي ونشر في صفحته على الفيس بوك صورة من زيارته الأخيرة إلى واشنطن وهو يضع التفيلين وكتب: “يمكن أن تضحكوا مني كما يحلو لكم، ولكن يحظر عليكم أن تضحكوا من التفيلين والمقدسات اليهودية الإسرائيلية. أفخر بكوني أتبع التقاليد الدينية اليهودية واستخدم التفيلين. أنا يهودي فخور”.

وزير الداخلية ارييه درعي (Yonatan Sindel / Flash90)

أمس نشر نائب وزير الصحة من حزب “يهدوت هتوراه” الحاريدي، يعقوف ليتسمان، شجبا لاذعا أيضا. “صُدمت عند رؤية استخدام التفيلين في البرنامج. تمس هذه الخطوة بالتقاليد الإسرائيلية لهذا أستنكرها بشدة. هناك خطوط حمراء للفكاهة أيضا”، كتب ليتسمان. قال الحاخام الرئيسي الإسرائيلي، دافيد لاو: “لا يُعقل أن تبث مقاطع كهذه في وسائل الإعلام الإسرائيلية. أطلب من البرنامج تقديم الاعتذار. هذا العمل مرفوض”.

جاء على لسان المسؤولين عن البرنامج: “تناول البرنامج فوز المطربة نيطاع في اليوروفيجن وانشغال الجمهور الواسع بالموضوع. عُرضت التسريحة المتماهية مع تسريحة شعر نيطاع على رأس الشخصيات بأشكال مختلفة. ولم يكن هناك هدف للمس أو الاحتقار”.

اقرأوا المزيد: 270 كلمة
عرض أقل
أيمن عودة يحل ضيفا في البرنامج الساخر الأشهر في إسرائيل (فيسبوك)
أيمن عودة يحل ضيفا في البرنامج الساخر الأشهر في إسرائيل (فيسبوك)

أيمن عودة يتقن “المزاح” في برنامج إسرائيلي ساخر

عضو الكنيست عودة يأسر قلب الجمهور في برنامج شعبي ساخر أوضح فيه فلسفته للشعب الإسرائيلي، وأجاب عن الادعاءات المضادة له، ووفر بعض النكات الناجحة جدا

استضيف عضو الكنيست أيمن عودة، رئيس حزب “القائمة العربية المشتركة”، أمس (السبت) في برنامج ساتيرا إسرائيلي رئيسي وأظهر روح دعابة عالية، مما أثار ضحك المشاركين في البرنامج والجمهور طيلة لحظات طويلة.

رغم أنّ الحديث يدور عن برنامج ساتيرا، فقد جاء عودة جاهزا بشكل جيّد من ناحية البيانات وكان مستعدا للردّ عند مهاجمته. على سبيل المثال، حول الادعاء الشائع الذي يُطرح ضدّ عرب إسرائيل، كما لو كانوا لا يدفعون الضرائب، أثبت عودة وفقا للبيانات التي بحوزته، أنّ نسبة عرب إسرائيل الذين يدفعون ضريبة البلدية أعلى من نسبتها لدى اليهود.

في نهاية البرنامج ألقى عودة حوارا جادّا ومؤثّرا حول أهمية التعايش، رغم محاولات كبار السياسيين الإسرائيليين تأجيج الصراع والفصل بين الإسرائيليين والعرب وحذف الثقافة العربية من المجال الإسرائيلي. بل قرأ عودة أبياتا من قصيدة “إلى أمي” لمحمود درويش”.

أيمن عودة يحل ضيفا في البرنامج الساخر الأشهر في إسرائيل (فيسبوك)
أيمن عودة يحل ضيفا في البرنامج الساخر الأشهر في إسرائيل (فيسبوك)

وقد تلقى عودة ردود فعل إيجابية كثيرة على ظهوره الناجح في برنامج الساتيرا النقدي. “قدّم عضو الكنيست عودة هذا المساء مقابلة ناجحة ورائعة جدا. بليغ، لا يبالغ في الغالب ولديه حسّ سليم”، هذا ما كتبه المستشار الإعلامي الإسرائيلي الكبير، آفي بنيهو، في تويتر، من بين عشرات التغريدات الأخرى التي أثنت على عودة.

“يخاف ليبرمان وميري ريغيف أن تقرأوا درويش”، كما قال عودة للجمهور الإسرائيلي في البرنامج، عندما تطرق إلى وزراء الحكومة الإسرائيليين، بعد أن غضبوا من نشر قصيدة لدرويش في الإذاعة الإسرائيلية، واستمر بنبرة درامية: “إنهم لا يريدون أن نتعرف حقا على بعضنا البعض. إنهم يخافون من إنسانيّتنا. ثقافتان أفضل دائما من ثقافة واحدة. هذا هو الوقت للقيام والعمل – لنخرج معا إلى الشوارع، عربا ويهودا، للخروج ضدّ العدوّ المشترك لنا… ولنلتقط البوكيمونات”! أنهى كلامه، على صوت ضحك الجمهور المتفاجئ. “جميل، فاجأت في النهاية”، كما أثنى عليه أحد الممثلين الكوميديين في البرنامج، وأضاف “هذا سيحقق السلام”.

اقرأوا المزيد: 268 كلمة
عرض أقل
مستر بين العراقي، أحمد البشير (AFP)
مستر بين العراقي، أحمد البشير (AFP)

مستر “بين” العراقي يُهاجم داعش

الممثل الكوميدي العراقي، أحمد البشير، ترك منذ مدة بلاده ويقدّم برنامجا ساخرا من الأردن يُثير غضب داعش

تعاني الدولة الإسلامية في الآونة الأخيرة من موجة من الهجمات العسكرية ضدّ أهدافها وتكتسب العديد من الكارهين في أنحاء العالم عموما وفي العالم العربي على وجه الخُصوص. أحد كارهيها هو الممثل الكوميدي العراقي، أحمد البشير، الذي يُسمى “مستر بين العراقي”، والذي لا يخشى إطلاقا من التهديدات الكثيرة على حياته ويستمر في التألق بالتلفزيون والسخرية من داعش في برنامجه الترفيهي “البشير شو” والذي يتم بثه من عمان.

“نحاول أن نجعل العراقيين يضحكون، يبتسمون، أن يعيشوا حياتهم بشكل اعتيادي وأن نجعلهم ينسون مخاوفهم، أحزانهم والكوارث الكبرى التي لحقت بهم”، كما قال البشير في مقابلة مع وكالة الأنباء الفرنسيّة AFP. “سئم العراقيون من الطريقة التقليدية في عرض الأخبار. نحن نعرض الأخبار بطريقة خاصة تُضحكهم. يُهاجم البرنامج ويسخر من كل أمر سلبي في دولتنا؛ من كبار رجال السلطة ، السياسيين السنة، الفاسدين، الطائفيين، المتطرفين وحتى التنظيمات المسلحة”.

ويؤكد البشير في كل مقابلاته على محاربة ظاهرة الدولة الإسلامية بواسطة الكوميديا الساخرة كما أن الجيش يحارب الإرهابيين بالسلاح. فهو يعتبر أن عناصر التنظيم هم أشخاص عاديون يمكن السخرية منهم وإلحاق الهزيمة بهم.

مستر بين العراقي، أحمد البشير (AFP)
مستر بين العراقي، أحمد البشير (AFP)

في هذه الأيام يقيم البشير في الأردن، وبحسب كلامه فهو يتلقّى أيضًا تهديدات على حياته بسبب برنامجه الساخر ونقده لداعش. “يأتي معظم التهديدات من قبل داعش أو من قبل الموالين للميليشيات المسلحة في العراق. يهددونني بالقتل ويحذّرونني من العودة إلى العراق. هدّدتني داعش بقطع رأسي وبأنّ الكلاب سوف تأكل لحمي”.

قبل يصبح ممثّلا كوميديًّا عمل البشير كصحفي ويتلقى مثل العديد من زملائه الصحفيين تهديدات على حياته، أو كزملائه الذين تم قتلهم واختطافهم. وقد نجا عام 2011 بمعجزة من عملية انتحارية عندما كان يغطي مهرجانا شعريا في مدينة الرمادي غربي البلاد. تقع الرمادي على مسافة بضعة كيلومترات من بغداد، وهي اليوم تحت سيطرة داعش. قُتل سبعة من زملائه، وقرّر ترك العراق والاستقرار في الأردن.

اختارت هيئة تحرير “المصدر” من أجلكم بعض مقاطع الفيديو الأكثر إثارة للضحك “لمستر بين العراقي”، على أمل أن تستطيعوا الاستمتاع بها وفهم السخرية التي يقدّمها بشير ضدّ الإرهاب وضدّ مقاتلي داعش:

اقرأوا المزيد: 305 كلمة
عرض أقل
نائب الكنيست جمال زحالقة (Flash90/Tomer Neuberg)
نائب الكنيست جمال زحالقة (Flash90/Tomer Neuberg)

زحالقة يصبح نجماً بعد استضافته في برنامج ساخر

نائب الكنيست العربي، جمال زحالقة، كان ضيف برنامج حواري إسرائيلي ساخر وناقش، بشكل ساخر، القضايا الهامة التي تهم المواطن العربي في دولة إسرائيل

“أجل، لا أخجل من قول هذا، سافرت إلى قطر وسوريا. يعتبرونهم الإسرائيليون أعداء لهم، ولكنهم إخوتي وأخواتي. حتى أنني التقيت عزمي بشارة في قطر، الذي يدير حاليًا أحد مراكز الأبحاث الهامة في العالم العربي، على الرغم من أنني أعرف أنه في إسرائيل يعتبرونه خائنًا يجب محاكمته”. كانت هذه القضايا وغيرها موضوع الاستضافة الفكاهية التي رافقت أمس البرنامج الساخر الأشهر في التلفزيون الإسرائيلي “غاف هئوما” (ظهر الأمة).

تحوّل البرنامج المعروف بفكاهيته وسخريته، والذي يتعرض بالتهكم على كل السياسيين الإسرائيليين من كافة الأطياف، إلى برنامج يتدفق إليه السياسيون بين الحين والآخر لتلقي فيض من النكات على حسابهم. سبق أن حل رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، ضيفًا على البرنامج وكذلك وزيرة العدل السابقة، تسيبي ليفني وقائمة طويلة من السياسيين الإسرائيليين، الذين لم يخشوا من التعرّض للنقد نتيجة نشاطهم الاجتماعي، برحابة صدر وحتى أنهم ساهموا وتعاونوا في جزء من النكات الموجهة ضدهم.

شاهدوا زحالقة خلال استضافته في البرنامج

https://www.youtube.com/watch?v=TBg4HppANo8

تجدر الإشارة إلى أن زحالقة ليس أول سياسي عربي يستضيفه البرنامج وأن زميله في الكنيست، أحمد طيبي، سبق أن حل ضيفًا على البرنامج وناقش مسائل تتعلق بالوضع السياسي، الاجتماعي والاقتصادي لعرب إسرائيل، وأيضًا المسائل المتعلقة بمعارضته لرئيس الحكومة نتنياهو ورغبته بتعزيز المساواة في دولة إسرائيل، بين العرب واليهود.

“أنت زرت بشارة في قطر، صحيح”، سأله أحد أعضاء فريق الممثلين الهزليين المشاركين ضمن الطاقم. “صحيح”، رد زحالقة. “زرته في فترة الحرب الأخيرة على غزة. بالمناسبة، كيف حاله اليوم؟ هل تحدثني قليلاً عنه؟ أين هو تمامًا؟ في أي شارع يعيش هناك؟” بهدف جمع أكبر قدر من المعلومات عن مكان تواجد بشارة، الذي، كما هو معروف، هرب من إسرائيل بعد أن بدأت تظهر اتهامات ضده بمساعدة جهة معادية لإسرائيل في حرب لبنان الثانية. الجمهور، بالطبع، انفجر ضاحكًا ولكن زحالقة لم يقف مكتوف اليدين وقال “التقيت بشارة في قطر. يدير واحدًا من أهم مراكز البحث في العالم العربي وحتى أنني قلت له إنني سأكون ضيفًا في برنامجكم وسألني عن البرنامج، تخيّلوا أن عزمي بشارة لا يعرف عنكم”، مُلمحًا بهذا إلى البرنامج ليس معروفًا جدًا كما يعتقد الإسرائيليون.

شاهِدوا أحمد طيبي حين استضافه البرنامج

ختم زحالقة قائلا “أعتقد أن إسرائيل يجب أن تكون دولة لكل مواطنيها. أنا إنسان يحمل أفكار منفتحة ولا أفرق بين دم ودم ولا بين إنسان وإنسان. ما أريده هو مُستقبل جيد للجميع فيه مساواة. المساواة أمر ضروري وجيد لمواطني دولة إسرائيل، العرب واليهود. لا يجب أن يربط الإسرائيليون وجودهم بالتعالي على المواطنين العرب. يتعيّن على المواطنين الإسرائيليين أن يربطوا وجودهم هنا بالحياة التي تسودها مساواة”.

اقرأوا المزيد: 381 كلمة
عرض أقل
مسلسل دولة الخرافة (لقطة شاشة)
مسلسل دولة الخرافة (لقطة شاشة)

تعرفوا: “دعوش” ابن الشيطان وأمّه اليهوديّة

سيعرض مُسلسل تلفزيونيّ ساخر سيُبثّ في العراق زعيمَ المنظمة الإرهابيّة، أبا بكر البغدادي، كمَن وُلِدَ لأهل هما الشيطان وزوجته اليهوديّة، التي تلبس حول عنقها نجمةَ داود

يعرض مسلسل جديد، والذي من المتوقّع أن يتمّ تقديمه على التلفزيون العراقي، نُسخته الحصرية كبرنامج ساخر عن ازدياد قوة وشدّة منظمة الدولة الإسلاميّة (داعش)، إذ تمّ مؤخرًا بثّ إعلان مقتطفات من المسلسل على قناة “العراقيّة”.

يُصوَّر التنظيمُ المتطرف وقائدُه أبو بكر البغداديّ كثمرة زواج وعلاقة بين “الشيطان” وامرأة يهوديّة مُحلّلة.

حسب الإعلان الحصري الذي بُثّ على القناة العراقية، سيكون عنوان المسلسل “دولة الخرافة” – تلاعب بالأسماء فيه حدثَ استبدال لكلمة “خلافة” التي وُظّفت باسم المنظمة المتطرّفة.

ستعرض السلسلة التلفزيونيّة مجموعةً من الشخصيات الملوّنة، منها شيطان يلبس لباسا باللون الأحمر ويحمل الاثنَيْن؛ مذراةً بالإضافة إلى “حبيبته” – يهوديّة تضع على عنقها نجمة داود زرقاء. إذ يُزعم أنّهما قد أنتجا بيضة فقسَ منها زعيم داعش، أو “دعوش” كما أُطلق عليه في الإعلان.

تظهر شخصيات أخرى في المسلسل، منها؛ الشيخة موزا بنت ناصر المسند (زوجة الأمير القطريّ السابق)، راعي بقر أمريكيّ، الجوكر الشرير من سلسلة باتمان، دراكولا، شخصية أخرى تُعيد لأذهاننا الطاغيةَ الروسيّ ستالين، وسُجناء يُغنون مُتسائلين: “أين قطّاع الرؤوس؟”.

صحيح أنّه في هذه الحالة يتمّ عرض سُخرية وهجاء، لكن ليس التلفزيون العراقيّ الوحيدَ في الربط بين منظمة داعش والشعب اليهوديّ. إذ احتجت رابطة مُكافحة التشهير على أنّ هناك مجموعة من الشخصيات العامة في العالم الإسلاميّ، منها أكاديميّون، مسئولون حكوميون وزعماء دينيّون، تُعزز نظريات تآمريّة تتفق على أنّ داعش هي “نتاج” من قِبل اليهود والصهاينة أُعدّت لإلحاق الضرر والتنكيل بالإسلام.

صورة تسلط على ساعة البغدادي خلال خطبة الجمعة في الموصل (تلغراف)
صورة تسلط على ساعة البغدادي خلال خطبة الجمعة في الموصل (تلغراف)

كدليل على ذلك، تمّ الأخذ بكلام مُحسن رضائي، قائد الحرس الثوري الإيرانيّ السابق، والذي يشغل حاليّا منصِبَ أمين مجلس تشخيص مصلحة النظام في إيران. إذ صرّح في لقاء له على التلفاز أنّ “الكيان الصهيونيّ” هو مَن يقف وراء داعش وأنّ الصهاينة “يحاولون في كثير من الأحيان التخلّصَ من أعدائهم عن طريق التسبُّب بأمر يوقعهم بحرب مع بعضهم البعض”. أشارَ مُلمّحًا إلى أنّ إسرائيل هي مَنْ يقوم بتدريب تابعي داعش.

اقرأوا المزيد: 280 كلمة
عرض أقل

السلاح الجديد ضدّ داعش: رسوم متحركة

قنوات تلفزيونية في الشرق الأوسط تطلق حلقات رسوم لاذعة وتسخر من محاربي التنظيم الإرهابي كجزء من النضال بتنظيم داعش ودعايته الهائلة

بدأت شبكات تلفزيونية في الشرق الأوسط في بث أفلام قصيرة على طراز لوونيتيونز (Looney Tunes) من أجل الضحك من  محاربي الدولة الإسلامية (داعش). هذا، كرد على الأفلام القصيرة المهددة والمثيرة للذعر التي يسوّقها تنظيم داعش.

يسخر الكاريكاتير اللاذع من أفكار التنظيم المتطرفة وتصوره  كنرجسي، مضلل وصاحب هواجس بخصوص التفسير الحرفي والصارم للإسلام الذي لا يسمح لأعضائه باستخدام أدوات التي لم تكن في القرن السابع. تصف أحد المشاهد الكوميدية المرسومة محارب صغير ومسكين من داعش، والذي يحاول دون جدوى أن يقوم بمهمات بسيطة. ويُسقِط عن طريق الخطأ منصة إطلاق  صواريخ على قدم  ضابطه وحتى أنه يطلق عليه دون قصد حيث يمسك سلاحه من الطرف العكسي.

تهدف البرامج من هذا النوع التي يتم بثها في أنحاء الشرق الأوسط إلى إثارة ومواجهة التفسير المتطرف للإسلام، وتظهر التنظيم بشكل يبعث على السخرية في أعين المجندين المحتملين. قال منتج هذه السلسلة الساخرة “كتير سلبي” من لبنان، نبيل عساف لصحيفة “الميل” البريطانية أن المسلسل هو أحد الطرق لمواجهة التطرف ولتقليص الخوف من التنظيم.

منذ القدم هناك أثر شديد للهجاء في الثقافة العربية، ويمكن أن يشكل استخدامه انتقادًا مباشرًا لحكومات، مؤسسات دينية، أشخاص أغنياء أو جماعات قوية وعملا خطيرا جدا. ولقد ازداد كثيرا استخدام الهجاء للتعبير عن الانتقاد خلال أحداث الربيع العربي.
https://www.youtube.com/watch?v=Omf1qcD4xUg&feature=youtu.be

نُشر المقال للمرة الأولى على موقع “ميدل نيوز

اقرأوا المزيد: 199 كلمة
عرض أقل
باسم يوسف، الإعلامي المصري صاحب البرنامج الساخر "البرنامج" (AFP)
باسم يوسف، الإعلامي المصري صاحب البرنامج الساخر "البرنامج" (AFP)

البرامج العربية الساخرة: حرية في تراجع

موجة البرامج الساخرة في العالم العربي لا تهددها فقط الأنظمة المتهاوية التي تجد صعوبة في السيطرة على ما يتم فعله على شبكة الإنترنت. الكثير من الأشخاص في المجتمع العربي يعارضون هم أيضًا تلك القضية الجديدة واللاذعة

واحدة من تأثيرات الربيع العربي كانت فتح مجال الحوار الجماهيري. ظهرت، مع التوسع المفاجئ لنطاق حرية التعبير، مسألة جديدة – قديمة في وسائل الإعلام في الشرق الأوسط: برامج سياسية ساخرة لاذعة وقاسية.

جاءت هذه الظاهرة لترتبط مع الإحباط العام للكثير من المواطنين من النظام القديم وحازت على نجاح أولي باهر، رغم أن الطريق إلى ذلك لم يكن سهلاً ومستقبل هذه الظاهرة يبدو كئيبًا.

فرض حكام الدول العربية، حتى عام 2011، أنظمة استبدادية وقمعية لم تترك لحرية التعبير سوى زاوية صغيرة جدًا ذات حدود واضحة جدًا ومقيّدة. وجدت البرامج السياسية الساخرة، نتيجة لذلك، صعوبات في تلك المرحلة “بأن ترفع رأسها” وحتى من كانوا يفعلون ذلك كانوا يفعلونها بشكل قانوني وكانوا حذرين من عدم تحدي النظام القائم. مثلاً، يتم ومنذ 14 عامًا وخلال شهر رمضان، على شاشة التلفزيون السعودية، المسلسل الاجتماعي الساخر “طاش ما طاش” الذي يُعتبر واحدًا من البرامج الأكثر شعبية في المملكة. إضافة إلى ذلك، يُعرض البرنامج على قناة MBC التي تخضع لمرجعية حكومية، وهي محدودة جدًا من ناحية النقد الذي يمكن توجيهه ضد النظام والتواصل مع متطلبات جيل الشباب بالإصلاح والتغيير.

ألزمت الثورات، التي عصفت بالعالم العربي، الأنظمة أيضًا؛ التي صمدت بوجه تلك العاصفة، بالتأقلم مع الواقع الجديد وإعطاء حرية التعبير مساحة أكبر. وكانت شبكات التواصل الاجتماعي هي التي حفزت ذلك الجوع المتجدد للنقد الساخر ضد الأنظمة السياسية كما وفرت منبرًا جماهيريًا وغير قابل للمراقبة حتى لمقاطع الفيديو، رسوم الكاريكاتير والنقد اللاذع.

http://www.youtube.com/watch?v=Vq1sojZseN0

هناك أمثلة كثيرة على ذلك: فقد انتشرت في تونس سلسلة رسومات كوميكس ساخرة، على الفيس بوك تحت عنوان “كابتن خبزة” والتي تتحدث عن متظاهر تونسي يتسلح برغيف خبز بدل السلاح. وفي السعودية هناك برنامجان ؛على اليوتيوب، يحققان نجاحًا كبيرًا وعنوانهما “لا يكثر” و “على الطاير”. حتى في سوريا، التي ما زالت تنزف، تُعرض برامج مختلفة على الشبكة تشير إلى النقد الهام للجيل الشاب وتسخر من الوضع المزري للدولة.

إلا أن، موجة البرامج الساخرة في العالم العربي لا تهددها فقط الأنظمة المتهاوية التي تجد صعوبة في السيطرة على ما يتم فعله على شبكة الإنترنت. يعارض الكثير من الأشخاص في المجتمع العربي أيضًا تلك القضية الجديدة واللاذعة. تجد المؤسسات الدينية، والأوساط المحافظة في تلك المجتمعات، صعوبة كبيرة بتقبل النقد السياسي الساخر ويدعون أن تلك الظاهرة جاءت لتنتقد النظام السياسي فقط ولا تحمل أي انتقادات بناءة. هنالك اتهام آخر ضد تلك البرامج الساخرة وهو أن تلك البرامج تحفر في عمق القيم الإسلامية الأساسية، وما هو ممكن في الدول الغربية المستهترة لا يجوز في العالم الإسلامي، الذي، حسب ادعائهم، يجب أن يكون مبني على أساس الشريعة الإسلامية.

https://www.youtube.com/watch?v=k1zXv66FfSQ

لا شك بأن المثال الأبرز على البرامج السياسية الساخرة التي ظهرت بعد “الربيع العربي” هو برنامج الإعلامي المصري باسم يوسف والذي تعكس قصته وضع تلك الظاهرة في السنوات الأخيرة وفي هذه الأيام.

يوسف، هو طبيب جراح، جمع حوله بعض رفاقه المقربين بتأثير “ثورة الـ 25 من يناير” وبدأ بإنتاج برنامج سياسي ساخر سري على الشبكة. تحوّلت سلسلة مقاطع الفيديو، التي مدة كل منها خمس دقائق واسمها “The B+ Show”، إلى مادة كثيرة المشاهدة بشكل سريع. تحوّل باسم يوسف، الذي صرح أنه متأثر جدًا من أسلوب جون ستيوارت وبرنامج “The Daily Show”، إلى أشهر اسم بالنسبة لرواد شبكة الإنترنت في الشرق الأوسط.

ضمت القناة التلفزيونية المصرية ONTV ، بعد 3 أشهر و 5 ملايين مشاهدة في اليوتيوب، يوسف لطاقم عملها وأنتجت برنامجه “البرنامج”. أعطى نجاح الجراح المصري المفاجئ الإلهام للكثيرين في العالم العربي وتمت دعوته في حزيران من العام 2012 إلى برنامج جون ستيوارت. حظي يوسف بالكثير من الإشادة من مقدم البرامج الأمريكي الشهير والذي جاء لاحقًا حتى إلى القاهرة وحل ضيفًا على برنامج يوسف.

تونس، الدولة التي أشعلت "الربيع العربي" (AFP)
تونس، الدولة التي أشعلت “الربيع العربي” (AFP)

تم بث الموسم الثاني من برنامج “البرنامج” على شبكة الـ CBC الرئيسية، في قلب القاهرة وأمام جمهور حي وفي أستوديو ضخم. استمر يوسف بتوجيه انتقاداته اللاذعة ضد الذين كانت في أيديهم السلطة، محمد مرسي وحركة “الإخوان المسلمين”. حظي البرنامج بنسبة مشاهدة كبيرة جدًا، حيث تم تسجيل 24 مليون مشاهدة في التلفزيون وأكثر من 184 مليون مشاهدة على الإنترنت. بدأ، بالمقابل، بالكتابة في الصحيفة المستقلة “الشروق” وحتى أنه جاء ضمن قائمة الـ 100 شخصية الأكثر تأثيرًا في العالم حسب صحيفة “التايمز”.

إلا أنه في الوقت ذاته تم إطلاق الكثير من الشكاوى على محتوى البرنامج، من قبل الكثير من المواطنين، الذين اتهموه بمعاداة نظام الحكم والإسلام، إلى جانب ملاحقته المتزايدة من قبل السلطات. عاد البرنامج للظهور ثانية بعد 4 أشهر من التوقف؛ في تشرين الثاني 2013، ولكنه عاد ليترك أثرًا سلبيًا لدى الجمهور المصري. في هذه الأثناء أثار يوسف حفيظة المؤسسة العسكرية العليا، الرئيس المؤقت عدلي منصور، والكثير من مؤيدي “ثورة الـ 30 من حزيران”، الذي أسماها يوسف بالانقلاب العسكري. لم ينظر الرئيس المصري الجديد؛ عبد الفتاح السيسي، إلى التهكم السياسي لباسم يوسف على أنه شيء جيد، حيث أن ذلك النقد كان يتحدى في كل مرة حدود حرية التعبير في البلاد التي راحت تضيق شيئًا فشيئًا على إثر الانقلاب العسكري في تموز 2013. على إثر الضغط الاجتماعي والسلطوي قررت شبكة قنوات CBC أن تنأى بنفسها عن تقديم البرنامج المثير للجدل ووقف بثه. بدأ النائب العام المصري، إضافة إلى ذلك، بتحويل جزء من الشكاوى إلى تحقيقات جنائية ضد يوسف.

http://www.youtube.com/watch?v=FA7wIHOUsWQ

لم ييأس طاقم البرنامج، ففي شهر شباط من العام 2014، عاد البرنامج للظهور على شاشة “MBC مصر”. ولكن، استمر الواقع السياسي الخانق بمطاردة البرنامج وتم توقيفه خلال الانتخابات الرئاسية المصرية التي أُجريت في العام ذاته لأن القابضين على خيوط السلطة لم يرغبوا بأن يؤثر البرنامج على رأي الجمهور في هذه الفترة الحساسة.

كان من المفترض أن يعود البرنامج للعرض ثانية ولكن كان يتم دائمًا اقتطاع مواد تنتقد الانتخابات. جاء الضغط الجماهيري أخيرًا بنتيجة حيث صرح يوسف في شهر حزيران، خلال مؤتمر صحفي، أنه تم إلغاء البرنامج نزولاً عند رغبة قناة MBC . وفي تصريح له قال يوسف: “لا تلائم الأجواء في مصر عرض برنامج سياسي ساخر… تعبت من الصراع من أجل أمني الشخصي وأمن عائلتي”. اعتبر كثيرون أن إلغاء البرنامج هو ضربة قاسية لحرية التعبير في مصر والعالم العربي عمومًا.

وجدت البرامج السياسية الساخرة منبرًا لها على إثر أحداث “الربيع العربي”، سواء كان على القنوات التلفزيونية أو على مواقع التواصل الاجتماعي. تُرجم إحباط الجيل الجديد، من النظام القديم والواقع الذي لا يُحتمل، إلى مزاح ناقد وتهكمي وحظي بنجاح منقطع النظير.

إلا أنه كما يمكننا أن نرى من خلال تجربة باسم يوسف أنه كلما صارت هناك يقظة وتراجع للشكوك التي لفت الثورات العربية، تتعزز قبضة السلطات المحكمة. يمكننا فقط، في هذا الواقع، أن نتمنى أن حرية التعبير والبرامج السياسية الساخرة في العالم العربي لم تقل نكتتها الأخيرة.

نُشرت هذه المقالة لأول مرة على موقع مجلة الشرق الأدنى

اقرأوا المزيد: 1007 كلمة
عرض أقل
نتنياهو في ستوديو "حالة الأمة"  (Kobi Gideon/GPO/Flash90)
نتنياهو في ستوديو "حالة الأمة" (Kobi Gideon/GPO/Flash90)

عرض نتنياهو الساخر: أحب زوجتي!

رئيس الوزراء الإسرائيلي يشارك في مقابلة للبرنامج الساخر الرائد في إسرائيل ويعرض عدد من النكات، لكنه ينجح في نقل بعض الرسائل الجدية

هل يمكنكم تخيل عبد الفتاح السيسي في مقابلة لدى باسم يوسف يجيب على النكات التي تروى على حسابه؟ هل يمكنكم تخيل زعيم حزب الله حسن نصر الله يشارك في مقطع هزلي في برنامج “هيدا حكي” اللبناني؟

خصص رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المنهمك عادة في قضايا مثل المفاوضات مع السلطة الفلسطينية أو مقاومة البرنامج النووي الإيراني، نصف ساعة من وقته لإجراء مقابلة للبرنامج الساخر “حالة الأمة” والإجابة على أسئلة ليست سهلة، والمشاركة في عدد من النكات التي رويت على حسابه في مقابلة بثت أمس في إسرائيل.

حدد نتنياهو بمجرد دخوله الأستوديو اللهجة الهزلية التي تجرى بها المقابلة. وعندما سئل عما إذا كان يرغب في تناول شيء ما أجاب أنه سيسره الحصول على قهوة “مع حليب من الكيس”. وبالطبع تطرق نتنياهو إلى الاتهامات التي نشرت مؤخرًا والتي اتصلت بحسبها زوجته سارة في الثالثة صباحًا لتوبيخ مدير مسكن رئيس الوزراء الذي قام بشراء الحليب في كيس، وليس في كرتون كما طُلب منه.

وتطرق نتنياهو وفي وقت لاحق من المقابلة أيضًا للاتهامات الموجهة بشكل متكرر إلى زوجته، وقال: “يعرضونها وكأنها عبء. هي ليست عبئًا! هي مصدر قوتي، هذه هي المرأة التي أحبها”! فأجاب أحد المشاركين في المقابلة، غوري ألفي، على نحو ساخر: “أنا أحبها أيضًا” مما أثار موجة من الضحك لدى الجمهور.

لم يبد مجرو المقابلة شفقة على نتنياهو، وسخروا منه (بمرح) أكثر من مرة. فيما يتعلق بالمفاوضات مع الفلسطينيين، سألته إحدى المشاركات في المقابلة: “أنتم في اليمين تزعمون أنه لا يمكن التحدث إلى أبو مازن. ربما لو كنتم توقفون للحظة ضجيج الجرافات التي تعمل كل الوقت في بناء المستوطنات سيكون من الأسهل سماعه”؟

أجاب نتنياهو بابتسامة، ولكن بجدية: ” أنا على استعداد لأن أسمح للفلسطينيين بإقامة دولة قومية، ولكن عليهم الاعتراف بدولتنا القومية اليهودية”. كما وعلق المشاركون في المقابلة أيضًا بسخرية على ذلك وقالوا: ” إنها بالفعل خطوة ذكية؟ فهذا يخبر الإيرانيين إلى المكان الذي يمكنهم توجيه صواريخهم إليه”. في موضوع إيران تحديدًا امتنع نتنياهو عن سرد النكات، وقال إن البرنامج النووي الإيراني ليس الموضوع الذي من الجدير الممازحة بشأنه.

ثمة مسألة أخرى تعرض نتنياهو إلى نكات بشأنها وهي العلاقة بين إسرائيل وبين الولايات المتحدة، التي تأثرت مؤخرًا من تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعلون النقدية. وسخرت إحدى المشاركات في المقابلة من رئيس الوزراء عندما قارنته مع سلفيه في المنصب: “وقع رابين في غضون ثلاث سنوات على معاهدة سلام مع الأردن ووقع بيجن في أقل من سنتين على معاهدة مع مصر، وقد صمدت المعاهدتان حتى يومنا هذا. إنك تشغل منصب رئيس للوزراء لمدة تسع سنوات، يمكن للمرء أن يأمل بأن تتركنا على الأقل مع معاهدة سلام مع الولايات المتحدة “؟ حتى في هذه الحالة تلقى نتنياهو الانتقاد بروح طيبة، وضحك لدى سماع هذه الأمور.

حاول نتنياهو في نهاية أقواله العودة إلى رسالته الجدية، وكرر الشعارات المعروفة لنا من مقابلاته الجدية: ” أنا فخور بأن أكون الشخص الذي يعنى بأمن مواطني إسرائيل على مدار السنة. أنا فخور بأن أكون رئيس وزراء دولة اليهود الوحيدة. وسنواصل الحفاظ عليها”.

اقرأوا المزيد: 457 كلمة
عرض أقل
لقطة لشاشة موقع "حلول جون كيري م.ض."
لقطة لشاشة موقع "حلول جون كيري م.ض."

جون كيري – النكتة على حسابك

موقع إسرائيلي ساخر جديد يُدعى "حلول جون كيري م.ض." يهزأ بمساعي جون كيري المبالَغ فيها في الشرق الأوسط

قرّر موقع ‏johnkerry.co.il، الذي يحمل اسم “حلول جون كيري م.ض.”، “التسلّق” على حساب وزير الخارجية الأمريكي، الذي يظهر اسمُه في العنوان، والذي يزور المنطقة كلّ أسبوع تقريبًا، لإصراره وعزمه على التوصّل إلى اتّفاق بين الإسرائيليين والفلسطينيين، حتّى حين يبدو الأمر مهمّة مستحيلة.

أبرز زاوية في الموقع هي “لا حل؟ – ادعُ جون!”، حيث يطرح المتصفِّحون مشكلة هزلية، ويقترح مقلّد لشخصية جون كيري حلًّا معقّدًا وغيرَ منطقيّ. في أحد المقاطع مثلًا، يظهر رجل في المرحاض نفذ لديه الورق، فيقفز جون كيري فجأةً عارضًا عليه استخدام القنفذ عوضًا عن الورق…

في شأنٍ آخر، يُطرَح السؤال الفلسفي السرمدي – مَن سبق: البيضة أم الدجاجة؟ وإجابة كيري هي: “سنجلس مع الجانبَين بشكل مكثّف ونتوصّل إلى اتّفاق يحظى بالإجماع خلال ثلاثة أشهر… السؤال ليس مَن كان قَبلًا بل مَن يمتلك نفطًا أكثر”.

أمّا السؤال الآخَر الذي يُطرَح على كيري فهو: وقعتُ عن سلّم فيما كنتُ أحاول تعليق صورة. أنا الآن مطروح على الأرض مع ارتجاج في الدماغ، ولا يمكنني الاتّصال طلبًا للنجدة، فما العمل؟ والإجابة: نعلِّق الصورة على ارتفاعٍ أقلّ. الموقع مشبَع بنكاتٍ ودعابات كهذه، قسمٌ منها ساخر ونقدي، والقسم الآخر مضحِك وتافِه.

على أيّة حال، من الجليّ أنّ القيّمين على الموقع ليسوا راضين عن عمل كيري، إذ يعرضونه كمنفعيّ معنيّ بتسجيل إنجازات شخصيّة وتعزيز السيطرة الأمريكية في الشرق الأوسط، ولا تهمّه حقًّا مصالح الإسرائيليين، الفلسطينيين، أو غيرهم. الحلول التي يقترحها، بالطبع، هي سخيفة، حمقاء، وتنتج في الغالب مشاكل أكبر من التي كان يجب حلّها بدايةً.

بدأ الموقع يحصد شعبية في إسرائيل، وتجري مشاركته في مواقع التواصل الاجتماعي. يبدو أنّ الشعب الإسرائيلي يحبّ المضامين، سواءٌ لكونها مضحِكة، أو بسبب الموافقة على النقد. في الوقت الراهن، أعلن كيري، الذي غادر قبل يومَين، وعاد اليوم وغادر مجدّدًا، أنه سيعود إلى المنطقة الأسبوع القادم. يبدو أنّ النكات ليست مضحِكة بالنسبة إليه، وهو باقٍ على عزمه وإصراره. لكن سواءٌ نجح في نهاية المطاف في التوصُّل إلى اتّفاق أم لا، تبقى لنا النكات على أقلّ تقدير.

اقرأوا المزيد: 301 كلمة
عرض أقل
"حالة الأمّة" هو برنامج تهكمي إسرائيلي (علاقات عامة)
"حالة الأمّة" هو برنامج تهكمي إسرائيلي (علاقات عامة)

مراقب الدولة ضد برنامج ساخر في إسرائيل

في أعقاب الانتقادات التي وجهها مراقب الدولة يوسف شابيرا، من المتوقع فرض غرامة على صاحبة الامتياز التي تبث البرنامج

“حالة الأمّة” هو برنامج تهكمي إسرائيلي يتم بثه في القناة الثانية. البرنامج مؤلف من مجموعة من الممثلين الكوميديين بتوجيه ليئور شلاين (زوج عضوة الكنيست ميراف ميخائيلي من حزب العمل، وهي حقيقة يستخدمها المشاركون في البرنامج، في العديد من الأحيان، لتوجيه النكات “اللاذغة” نحو شلاين).

ويشارك في المجموعة الممثلون الكوميديون المشهورون غوري ألفي، أورنا بناي وعيناف جليلي، وكذلك ضيف ممثل كوميدي يتغير في كل حلقة. كما يستضيف البرنامج في كل حلقة شخصية هامة، ابتداءً بالسياسيين والشخصيات العامة، وانتهاء بالممثلين وعارضات الأزياء، حيث يناقشون “المواضيع الساخنة” في الدولة بصيغة فكاهية.

وقد حظي البرنامج، في الموسم الأخير، بنجاح كبير بشكل خاص، وأصبح مشهورا بفضل تهكمه الحاد والفاضح، الذي لا يخاف من تناول أي موضوع. تتم مقارنة البرنامج، في أكثر من مرة بالبرنامج التهكمي “إيرتس نهديرت”، الذي يعتبر متسامحا وانتقاده “فاتر” فقط، وهو لا يتناول المواضيع التي تعتبر طابو.

وقد تصدر برنامج “حالة الأمة”، في الأيام الأخيرة، العناوين، بسبب انتقاد وجهه مراقب الدولة، يوسف شابيرا، على بث تبادل النكات بين أعضاء المجموعة في موضوع الكارثة (هولوكوست). وسأل شلاين أورنا بناي خلال البرنامج “في أي الدول الأوروبية تتجولين؟” وأجابت بناي “أنا في بيركناو”. بسبب اللفظ غير الصحيح لاسم معسكر الإبادة، ضحك سائر أعضاء المجموعة من بناي، وبدأوا يشوشون أسماء معسكرات إبادة أخرى. وأجابتهم بناي “يا أصدقائي، هذا غير مضحك، لأن كل عائلتي أبيدت في الكارثة” (ومن المعرف أن هذا غير صحيح لأن بناي تنتمي إلى عائلة من أصل شرقي). ردا عليها قال شلاين إن عائلة بناي قد أبيدت في”بيركنشطوك” (شركة للأحذية). في نهاية المقطع اعتذر شلاين باسم الجميع.

وقد تطرق مراقب الدولة إلى هذه الأقوال وقال: “ما حدث في البرنامج ضايقني، آلمني. أن يأخذوا فكاهة “سوداء” حول الكارثة ويصنعون منها برنامجًا تهكميًا، إسرائيليًا، فهذا ليس في مكانه. أعتقد أن الناجين من الكارثة يستحقون المراعاة حتى في هذا اللون من الفن، على الرغم من أنه حدث نوع من الاعتذار في نهاية البرنامج. أعتقد أنه لا مكان لاستخدام هذا الموضوع استخدامًا ساخرًا كما حدث”.

وقد جاء الانتقاد خلال نقاش حول المساعدة المقدمة للناجين من الكارثة في إسرائيل. يجدر الذكر أن هذا الانتقاد هو انتقاد غريب بشكل خاص، لأن وظيفة مراقب الدولة هي الكشف عن الفساد ومراقبة ممثلي الجمهور في إسرائيل.

وقد صرحت صاحبة امتياز البث “ريشيت” أنه كما قال المراقب، فقد تم بث اعتذار عن الأقوال في نهاية الحلقة، وأنه “من الواضح أنه لم يتم استخدام موضوع الكارثة الكبرى التي حلت بالشعب اليهودي استخدامًا ساخرا، بل هو تهكم على الفرق بين اليهود الشكناز واليهود الشرقيين بكل ما يتعلق بموضوع الكارثة. بعد ستة مواسم ناجحة، أثبت برنامج ’حالة الأمّة’ أنه يعرف كيف يتعامل بشكل تهكمي مع المواضيع الأكثر إيلامًا في المجتمع الإسرائيلي أيضا، بالحساسية والمسؤولية المطلوبتين”.

ولكن على الرغم من ذلك يبدو أن صاحبة الامتياز ستعاقب جرّاء بث المقطع. وقد نشر موقع “والا” اليوم أن سلطة البث الثانية التي تراقب ما يتم بثه قد شرعوا بإجراءات خرق قد تؤدي إلى تغريم “ريشيت” بسبب “المس بالذوق السليم، المس بكرامة الإنسان أو بمشاعر الجمهور‎”.‎

هناك من يرى في هذا القرار مسًا بحرية التعبير ونفاقًا مزيفا من جهة، ويشيرون إلى أن تدخل مراقب الدولة لم يكن في مكانه فيما يتعلق بمضامين البرامج، حين لا تكون هناك شبهة بوجود فساد أو أداء غير سليم من قبل هيئة التحرير. غير أنه حين يجري الحديث عن موضوع حساس مثل الكارثة، فيختارون في معظم الأحيان في إسرائيل عدم المخاطرة والامتناع عن المس بجمهور الناجين من الكارثة وعائلاتهم.

اقرأوا المزيد: 524 كلمة
عرض أقل