التظاهرة المركزية في برلين (AFP)
التظاهرة المركزية في برلين (AFP)

“مسيرة القلنسوات اليهودية” ضد ظاهرة معاداة السامية

تظاهر آلاف اليهود، المسيحيين، والمسلمين في ألمانيا معا وهم يعتمرون القلنسوات احتجاجا ضد الأعمال المعادية للسامية في الدولة

شارك أمس (الأربعاء) في أرجاء ألمانيا آلاف المتظاهرين من اليهود، المسلمين والمسيحيين في عدد من التظاهرات التضامنية مع اليهود في ظل الهجوم العنيف الذي تعرض له شاب يهودي كان يعتمر قلنسوة في الأسبوع الماضي. أقيمت التظاهرة المركزية في برلين، ورُفِع فيها شعار “برلين تعتمر القلنسوة”، وشارك فيها نحو ألف ألماني وهم يعتمرون القلنسوات.

وشارك سياسيون كثيرون في التظاهرة تماهيا مع اليهود ودعما للهدف الهام. قال رئيس بلدية برلين، وهو يعتمر قلنسوة، في التظاهرة: “علينا أن نهتم بأن يعرف الجميع منذ سن صغيرة أن الديانة التي ينتمي إليها الأفراد ليست هامة”. وأعرب وزير الخارجية الألماني عند دعمه الكبير في التظاهرة رافعا في الشبكات الاجتماعية صورته وهو يعتمر قلنسوة وكابتا أسفلها: “يشكل أي هجوم ضد اليهود في ألمانيا هجوما ضد الجميع”.

رئيس بلدية برلين في التظاهرة (AFP)

تأثر رئيس الجالية اليهودية في برلين، غدعون يوفه، عندما شاهد عدد المسلمين الكبير الذين شاركوا في التظاهرة التضامنية قائلا: “نشعر بدعم المسلمين. في وسعنا جميعا – مسيحيين مسلمين، ويهود – أن نعمل معا ضد الكراهية”.

شارك في التظاهرة عضو الكنيست الإسرائيلي ورئيس حزب “هناك مستقبل”، يائير لبيد. “أعارض أن نعيش حياة رعب وأن يخشى أطفالنا كما خشي آباؤنا وأجدادنا”، قال لبيد.

اقرأوا المزيد: 177 كلمة
عرض أقل
شارون لمبرغر مع الممثلة الإيرانية (Facebook / Sharon Lamberger)
شارون لمبرغر مع الممثلة الإيرانية (Facebook / Sharon Lamberger)

تعاون إسرائيلي – إيرانيّ في معرض سياحة في برلين

في معرض سياحة كبير، جرى هذا الأسبوع في برلين، نشأ تعاوُن جديد ومثير للاهتمام بين مسؤولة عن زاوية عرض إيرانيّة وبين إعلامي إسرائيلي

يشمل المعرض السنوي الكبير، “‏ITB‏”، مئات زوايا العرض والممثلين من أنحاء العالم الذين يحاولون إقناع المشاركين لماذا يجدر بهم التنزه في بلدهم. شارك شارون لمبرغر، مدير عامّ شركة “عناني تكشورت” الإسرائيلية في المعرض أيضا. عُرض في زاوية العرض بالقرب من لمبرغر مقطع فيديو، ظهرت فيه مواقع إيرانية سياحية مختارة، عندها لاحظ لمبرغر أنه يمكن خلق تعاون بين البلدين وبين المواطنين الإيرانيين والإسرائيليين عبر السياحة بدلا من السياسة.

شكلت المواد التي شاهدها لمبرغر إثباتا على ما كان يفكر فيه حول إيران، إذ إنه يعتقد أنها دولة مثيرة للاهتمام ولا شك أن هذا يثير اهتمام السائح الإسرائيلي أيضا. “إيران دولة ذات حضارة وتقاليد، وأسواق يمكن العثور فيها على أطعمة مميزة. للمؤسف أنه لا يمكن الوصول إليها جوا بشكل حر لرؤية هذه الجوانب الجميلة منها”، قال لمبرغر للموقع الإخباري الإسرائيلي ynet.

وقال لمبرغر أيضا إنه توجه إلى زاوية العرض الإيرانية، وتحدث مع ممثلة مكتب السياحة الإيرانية بشكل حر وودي، دون الاهتمام بالعدواة بين البلدين. “توجهت إلى المسؤولين الإيرانيين، وطلبت التحدث معهم والتعرف إليهم. بعد ذلك طلبت منهم الحصول على مواد جديدة عن إيران عبر الفيديو”، قال لمبرغر.

شارون لمبرغر مع ممثلة مكتب السياحة الإيرانية (Facebook / Sharon Lamberger)

على حد أقواله، عندما أخبر الإيرانيين أنه من إسرائيل، كانوا محرجين، ولكنه أوضح لهم أنه يرغب في أن يعرض على الإسرائيليين إيران من زوايا أخرى. “أخبرت الممثلة أنني أريد أن يرى الإسرائيليون إيران غير التي يعرفونها، وأن يعرفوا أن فيها أشخاص ليسوا متطرفين أيضا. وذكرت خلال حديثي معهم أن هناك أشخاصا من مواليد إيران يعيشون في إسرائيل وتسرهم رؤية بلدهم المنشأ وزيارتها والتنزه فيها”.

ولفت لمبرغر أيضا إلى أنه ينتظر تلقي المزيد من المواد من الإيرانيين، موضحا أنه يخطط لإنتاج مسلسل خاص حول إيران وبثه في برنامجه التلفزيوني في قناة الرحلات.

اقرأوا المزيد: 266 كلمة
عرض أقل
(Instagram / michael_lapides)
(Instagram / michael_lapides)

فنانو غرافيتي ألمانيون يحوّلون رموزا نازية إلى لوحات فنية

وجد عدد من فنانو الغرافيتي من برلين طريقة مميزة للتخلص من لوحات تحمل صلبانا معقوفة نازية في شوارع المدينة

رغم أن ألمانيا تحظر استخدام الصلبان المعقوفة النازية، إلا أنه لا يزال من الممكن العثور عليها على الجدران، في حدائق الألعاب، والمباني السكنية في أنحاء برلين التي رسمها المتطرفون المعارضون لموجات الهجرة الكبيرة التى استوعبتها ألمانيا في السنوات الأخيرة.

مؤخرا، قرر فنان الغرافيتي إيبو أوماري (‏Ibo Omari‏) من برلين أن الطريق الأفضل للرد على رسومات الكراهية النازية هو استخدام الفكاهة والحب. بدعم من نادي الشباب الذي يديره، بدأ أوماري بتشجيع شباب برلين على البحث عن الصلبان المعقوفة في أحياءهم السكنية وإعادة رسمها بشكل إبداعي، وإنشاء لوحة جديدة تتنصر على رسالة العنصرية.

في مقابلة مع وكالة “رويترز”، قال أوماري إنه من المهم لديه أن يحث الشبان والفتيات على تحمل المسؤولية وعدم تجاهلها عندما يواجهون رموز الكراهية. ولتحقيق هدفهم، قام أوماري وأعضاء النادي الشبابي بابتكار تصاميم أصلية وخلاقة، مثل الأرانب، الطيور، ورسومات شخصيات، لتغطية الصلبان المعقوفة. قال أحد الطلاب من أعضاء النادي إنهم لا يريدون أن يعتقد زوار برلين أن المدينة مليئة بالنازيين، ويهدف عملهم الفني إلى أن يسير الناس في المدينة والبسمة مرسومة على وجوههم.

منذ بداية المشروع، غطت المجموعة أكثر من 25 صليبا معقوفا في أنحاء برلين، كما بدأت تعمل هذه المبادرة الناجحة في مدن أخرى في ألمانيا.

اقرأوا المزيد: 211 كلمة
عرض أقل
أدولف هتلر (Life Magazine)
أدولف هتلر (Life Magazine)

وسط انتقادات واسعة.. افتتاح أكبر معرض في العالم عن حياة هتلر في برلين

القائمون على المعرض المثير للجدل يوضحون أن هدف المعرض هو محاربة الجهل السائد إزاء النازية وإجرامها، وليس تمجيد شخصية المجرم النازي أدولف هتلر، بعد أن ظل الحديث عنه في ألمانيا من التابوهات

افتتحت برلين أكبر معرض في العالم حول حياة هتلر هذا الأسبوع. وأوضح أمناء المعرض في وسائل الإعلام أن هدف المعرض الأسمى هو محاربة “الجهل السائد عن النازية”.

إعادة بناء مكتب الطاغي هتلر في أحد المعارض في برلين (AFP)
إعادة بناء مكتب الطاغي هتلر في أحد المعارض في برلين (AFP)

ويقع المعرض “هتلر – كيف حدث ذلك؟” في خندق استخدمه المواطنون أثناء الحرب، كان قريبا من خندق هتلر غير المفتوح أمام الجمهور. افتُتح المعرض بتمويل ذاتي بعد مرور أكثر من 70 عاما من انتحار الطاغية النازي في خندق في نهاية الحرب العالمية الثانية.

معرض في شوارع برلين حول صعود النازيين إلى الحكم (AFP)
معرض في شوارع برلين حول صعود النازيين إلى الحكم (AFP)

وطيلة عشرات السنوات كان التركيز على شخصية هتلر بمثابة محرمات في ألمانيا. يتطرق المعرض إلى كيف أصبح هتلر نازيا، ولماذا أصبح الألمان قاتلين أثناء تلك الفترة. ويتطرق المعرض أيضا إلى حياة هتلر بدءا من ولادته في النمسا، مرورًا بعمله كرسام، وتجاربه أثناء خدمته العكسرية في الحرب العالمية الأولى، وصولا إلى صعوده إلى الحكم، وكيف أثرت جميع هذه المراحل في حياته وبرامجه لإبادة اليهود ودفع تعظيم مكانة الآريين قدما.

وينتهي المعرض في إعادة بناء الغرفة التي انتحر فيها هتلر في الخندق، وهي معروضة عبر جدران زجاجية ويحظر تصويرها.

هرمان غوطنبرغ، العجوز الأرجنتيني الذي يدعي أنه أدولف هتلر (Twitter)
هرمان غوطنبرغ، العجوز الأرجنتيني الذي يدعي أنه أدولف هتلر (Twitter)

وفي هذه الأثناء،، نُشِرت في الشهر الماضي تقارير تشير إلى أن عجوز عمره 128 عاما من الأرجنتين يدعي أنه أدولف هتلر الحقيقي وأنه هرب من ألمانيا بعد الحرب العالمية في عام 1945 وهو يحمل جواز سفر مُزيّفا حصل عليه من قوات الغستابو. وادعى أيضا أنه يكشف عن هويّته الآن بعد أن تأكد أن الموساد الإسرائيلي لا يبحث عنه بعد وتوقف عن مطاردة النازيين أيضا.

وقالت زوجة هرمان منذ 55 عاما في مقابلات مختلفة إن زوجها، على ما يبدو، هو نازيّ سابقا، ولكن ادعاءه أنه أدولف هتلر يبدو أنه بسبب الخرف الذي يعاني منه.

اقرأوا المزيد: 245 كلمة
عرض أقل
بوابة براندنبورغ بألوان العلم الإسرائيلي (صورة من فيسبوك)
بوابة براندنبورغ بألوان العلم الإسرائيلي (صورة من فيسبوك)

علم إسرائيل في وسط ألمانيا

إنارة بوابة براندنبورغ، رمز مدينة برلين، بألوان العلم الإسرائيلي تضامنا مع ضحايا العملية في القدس؛ وظهور ردود فعل متأثرة في النت، ولكن العرب غاضبون

تأثر الكثير من الإسرائيليين أمس (الإثنين) لرؤية صور لبوابة براندنبورغ، رمز مدينة برلين، وهي مُضاءة بألوان العلم الإسرائيلي. يدور الحديث عن بادرة حُسن نيّة ألمانية لذكرى الجنود الذي قُتِلوا في عملية الدهس في القدس يوم الأحد. كما هو معروف، حدثت عملية شبيهة في برلين في الشهر الماضي، دهس فيها سائق شاحنة مواطنين كانوا في سوق عيد الميلاد في المدينة.

نشرت وزارة الخارجية الألمانية في صفحاتها على  تويتر وفيس بوك صور البوابة وكتبت إلى جانبها: تضامنا مع إسرائيل، بوابة براندنبورغ مُضاءة بألوان العلم الإسرائيلي لذكرى ضحايا العملية في القدس. تمت مُشاركة التغريدة مئات المرات، وحظيت بردود فعل كثيرة، أعرب فيها الإسرائيليّون عن امتنانهم، ولكن كان هناك عدد من المتصفحين الموالين للفلسطينيين الذين شجبوا مبادرة حسن النية الألمانية، معربين عن أسفهم على وفاة مُنفّذ العملية رافعين علم فلسطين.

شاركت وزارة الخارجية الإسرائيلية التغريدة والصورة أيضا وكتبت: “شُكرًا ألمانيا”. وشارك رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الصور في صفحته على الفيس بوك وكتب: “شُكرًا ألمانيا على التعاطف مع الشعب الإسرائيلي والوقوف إلى جنبه في كفاحه المشترك ضد الإرهاب”.

https://www.facebook.com/Netanyahu/photos/pb.268108602075.-2207520000.1484036188./10154276731122076/?type=3&theater

كان المنشور الذي نشره صحفي يهودي أحد المنشورات الأكثر تأثيرا، حيث أرفق به صورتين لبوابة براندنبورغ، استخدم ألوان علم إسرائيل في إحداها وكانت مُضاءة، وفي الصورة الثانية تظهر البوابة دون إضاءة وعليها علم الحزب النازي والصلبان المعكوفة. “لا يُعقل أنه يمكن مشاهدة هذين المشهدين في حياة واحدة”، كتب. حظيت التغريدة بآلاف الإعجابات والتغريدات.

https://twitter.com/EylonALevy/status/818516598390722561

مع ذلك، استخدمت جهات معادية للسامية وكارهة لإسرائيل صورا شبيهة تظهر فيها أعلام نازية وكتبت: “برلين حرة منذ عام 1936″، وكتب إلى جانب الصورة الثانية : “برلين في ظل الاحتلال الصهيوني 2107”.

اقرأوا المزيد: 245 كلمة
عرض أقل
لاجئون سوريون في ألمانيا (AFP)
لاجئون سوريون في ألمانيا (AFP)

إسرائيلي يلتقي سوريين، في برلين

في برلين، حيث توجد جالية يهودية كبرى، ويقيم لاجئون سوريون قدموا حديثا إليها، تجري لقاءات بين جانبين حُظر عليهما الاتصال من قبل

لقد أصبحت ألمانيا القصة الأكثر سخونة في الشرق الأوسط إثر أزمة اللاجئين بسبب الحرب الأهلية السورية. من بين نحو 1.1 مليون لاجئ قدِموا إلى ألمانيا، فإنّ أكثر من 80 ألف تم استيعابهم في برلين في أكثر من 120 مركز استيعاب. بما أن اللاجئين أصبحوا جزءًا لا يتجزأ من المشهد اليومي للمدينة، أدى ذلك إلى صراع في المجتمع الإسرائيلي في برلين. من جهة، يؤيد الإسرائيليين الذين تعبّر غالبيتهم عن مواقف يسارية ليبرالية، سياسات الهجرة التي تتخذها ميركل ويدعمون استقبال اللاجئين في المدينة. ومن جهة أخرى، فهم مدركون للتلقين المعادي للإسرائيليين وللسامية الذي تلقّاه اللاجئون في بلادهم. إنّ التوتر بسبب الحفاظ على القيم الليبرالية والخشية من معاداة السامية والإسرائيليين قدّ أدى إلى مبادرات تطوُّع من أجل اللاجئين ونقاشات عديدة داخل الجالية الإسرائيلية.

إلي كريمينتشوكر
إلي كريمينتشوكر

وقد وصل التوتر إلى ذروته عندما نشر أحد الصحفيين المشهورين في ألمانيا والداعمين المتحمسين لإسرائيل، وهو “دي فولت”، مقطع فيديو رافق فيه المصوّر يوناتان شاي، وهو إسرائيلي يعتمر قلنسوة، في مركز للاجئين وهو يحاول انتزاع ردود فعل معادية للإسرائيليين وللسامية من المهاجرين، وهو أمر لم ينجح كثيرا. أدى المقطع إلى عاصفة في أوساط الجالية. نشر كُتّاب إسرائيليون مقالات في الصحف الألمانية والإسرائيلية المحلية، وهم يتنكّرون لشاي، الذي اتهم من جهته الصحيفة بالتحرير المُغرض. كان أحد أشد الناقدين لمقطع الفيديو هو ديكل بيرتس، عضو جمعية “أصدقاء كنيس فرانكلوفر” الواقع في حيّ كروزبرج، والذي خصّص مع عدة منظمات يهودية أخرى، الـ “Mitzvah Day” السنوي للتطوّع في مركز للاجئين. انتقد بيرتس شاي أنه في محاولته للكشف عن معاداة السامية في أوساط اللاجئين المسلمين، كشف عن مواقفه المعادية للمسلمين.

كانت هذه هي المرة الأولى التي التقيتُ فيها بلاجئين كجزء من التطوّع. سافرتُ إلى دار اللاجئين الواقعة في حيّ فيلمرسدورف غربيّ المدينة، للّقاء من كانوا جيراني وراء الحدود. أصبح مُجمع البلدية القديم مركزًا للاستيعاب. تحيط أربعة مبانٍ بساحة داخلية واسعة أصبحت ساحة للألعاب. يحرس حرّاس مهددون المدخل ويتأكدون أنْ يدخل من تم تسجيله مسبقا فقط. تحوّل اللوبي إلى مركز معلومات لدروس الألمانية، لقضاء أوقات الطعام والبيروقراطية، وتحوّلت المكاتب إلى غرف نوم.

https://www.facebook.com/WELTVideo/videos/954651331249146/

في البداية تحدّثنا باللغة العالمية الحقيقية – كرة القدم. بعد مباراة عاصفة، مع عدد من الإسرائيليين الفضوليين (من بينهم أيضًا يوناتان شاي من مقطع الفيديو)، بقينا للتحدث مع اللاعبين. وبدا أنّهم كانوا فضوليين أيضًا للقاء إسرائيليين للمرة الأولى. تحدّث إسماعيل، وهو في الثانية والعشرين من عمره من إدلب، عن رحلته إلى برلين عن طريق تركيا واليونان، وحرص صديقه أحمد، وهو كردي في الثالثة والعشرين من عمره من مدينة القامشلي، على التأكيد أنّهم يشتاقون في كردستان إلى اليهود الذين غادروا. في المقابل، قال أحد السكان بالعامية “يلا باي” في اللحظة التي عرف فيها أنّنا من إسرائيل.

في هذا الأسبوع، اخترت أن أسافر إلى ‏Job center‏، وهو مركز العمل الذي يموّل بقاء طالبي اللجوء ويساعدهم على اكتساب اللغة وعلى العمل في المستقبل أيضًا. كان هناك صفّ طويل امتدّ حتى شباك الخدمات وسُمعت همسات باللغة العربية في غرفة الانتظار. جلستُ بجانب شابَّيْن سوريين من دمشق وبدأت التحدث معهما بالعربية. علي، في الواحدة والعشرين من عمره، وصل منذ سبعة أشهر إلى المدينة، وصديقه أمين، في العشرين من عمره، جاء إلى ألمانيا بعد ثلاث سنوات من المنفى في مصر، لبنان وتركيا. سألتهما إذا صادفا إسرائيليين ويهود متطوّعين في مركز اللاجئين. أجاب علي أنّ اللاجئين صُدموا في المرة الأولى عندما وصل متطوّعون يهود إلى المركز. فتساءلوا متعجبين: “هؤلاء يهود”!، كما استذكر، ومنذ ذلك الحين وهو يقول قد تغيّرت نظرته إلى اليهود ولخّص قائلا: “يذبحنا الأسد في سوريا وأما اليهود هنا يساعدوننا. كل شيء على العكس تماما”.

لاجئون سوريون في ألمانيا (AFP)
لاجئون سوريون في ألمانيا (AFP)

وعندما جاء دور علي للدخول، أكملت حديثي مع أمين. أخبرني أنّ والد علي يقبع منذ ثلاث سنوات في السجون السورية من دون سبب، وأنّ ابن عمّه قبع في السجن أيضًا لمدة عام ولكنه نجح في التحرّر. وأضاف أنّ النظام السوري قد حرص على تقسيم المجموعات السكانية المختلفة في سوريا، ولكن الآن في دار اللاجئين فإنّ شيئا واحدا يوحّد الجميع – كراهية بشار الأسد. وقال إنّه بحسب رأيه فإنّ أقل من نصف اللاجئين هم سوريّون، حيث إنّ البقية جميعهم قد جاؤوا من المغرب وحتى باكستان (وهو صحيح فعلا وفقًا للسلطات الألمانية). شاءت الأقدار وعندما كنت في طريق العودة في رصيف قطار الأنفاق أن ألتقي بمهاجرَيْن لبنانيين، من صيدا وبيروت، واللذين قرّرا أن يبدأ حياة جديدة في ألمانيا و “عدم العودة إلى لبنان أبدا”.

لاجئون سوريون في ألمانيا (AFP)
لاجئون سوريون في ألمانيا (AFP)

تحوّلت برلين إلى نموذج مصغّر عن الشرق الأوسط من دون حدود سايكس-بيكو. هناك جاليات لم تلتقي في بلادها أبدا، وأصبحت تلتقي في الشارع وتجلس معا في القطار. وفي بعض الأحيان يؤدي ذلك إلى حالات سريالية مثل تناول عشاء يوم السبت مع جندي سوري سابق، وفي بعض الأحيان إلى اصطدام هزلي للروايات كاللقاء بين لاجئ سوري-فلسطيني حيث يخبر كلانا بعضنا البعض أنّنا من حيفا، هو من فلسطين وأنا من إسرائيل. ولكن مع تاريخ حافل بالحروب وعقود تفتقر إلى التفاعل، فلا نتوقع قصة حبّ. في محادثة مع لاجئ سوري قديم، قال إنّ الموضوع لا يزال حساسا ولكن الجيل الصغير في أوساط اللاجئين، بخلاف الآباء، يميل إلى أن يكون أكثر انفتاحا ويرغب في فتح صفحة جديدة مع الإسرائيليين. حتى قبل مجيء اللاجئين إلى برلين، كانت العلاقات بين الجالية اليهودية والمسلمة متوترة، ولكن يبدو أنّه على الأقل بدرجة ما، فإنّ الفضول واللقاءات بين الجاليتين تُضعف الصورَ النمطية قليلا.

اقرأوا المزيد: 806 كلمة
عرض أقل
أحد المتاجر الألمانية الكبرى يعيد منتجات المستوطنات في أعقاب الاحتجاج الإسرائيلي (AFP)
أحد المتاجر الألمانية الكبرى يعيد منتجات المستوطنات في أعقاب الاحتجاج الإسرائيلي (AFP)

أحد المتاجر الألمانية الكبرى يعيد منتجات المستوطنات في أعقاب الاحتجاج الإسرائيلي

اعتذار متجر KADEWE في برلين، والذي كان مملوكا ليهود سابقا، لإزالته منتجات من المستوطنات بعد حملة في شبكة الفيس بوك

22 نوفمبر 2015 | 19:16

أعلن متجر KADEWE في مدينة برلين، وهو الثاني في حجمه في أوروبا، اليوم أنّه سيُعيد بيع منتجات من المستوطنات الإسرائيلية في هضبة الجولان والضفة الغربية بعد أن أزالها. وقد نشرت صفحة الفيس بوك التابعة للمتجر اعتذارا على إزالة المنتجات: “نحن نأسف لكون هذا التصرف الخاطئ قد أدى إلى سوء الفهم، ونعتذر عن ذلك”، كما ورد. وقد فسّر مسؤولو المتجر إزالة المنتجات عن الرفوف باعتبارها “توصية الاتحاد الأوروبي”.

وقد ذُكر أمس الأول أنّ ثمانية أنواع من النبيذ المصنّع في هضبة الجولان والضفة الغربية قد تمّت إعادتها إلى منتجيها لأنّها لم تلبّي شروط وسم التحقق التي أوصى بها الاتحاد الأوروبي مؤخرا، وقالوا إنهم سيعيدونها للبيع بعد الوسم.

وصرّح رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، صباح اليوم تصريحات شديدة ضدّ هذه الخطوة. وقال: “هذا المتجر كان مملوكا ليهود، وقد أخذه النازيون”، مضيفا أنّ وسم منتجات المستوطنات هو أمر “سخيف”. ودعا نتنياهو الحكومة الألمانية إلى التدخّل في القضية. وقال: “نحن نحتج بشدّة على هذه الخطوة غير المقبولة أخلاقيا وموضوعيا وتاريخيا. نحن نتوقع من الحكومة الألمانية، التي خرجت ضدّ وسم المنتجات،، أن تعمل في هذه القضية الخطيرة”.‎ ‎

وممّا يكون قد أدى إلى تغيير رأي مسؤولون في  المتجر هو الاحتجاجات القوية في شبكة الفيس بوك لمستخدمين إسرائيليين، والذين قيّموا المتجر تقييما سيّئا في صفحته التجارية على الفيس بوك. منح الكثير من المستخدمين الإسرائيليين الذين ملأوا صفحة المتجر على الفيس بوك العلامة 1 من 5، مما أدى إلى التدهور السريع في تصنيف الصفحة.

اقرأوا المزيد: 222 كلمة
عرض أقل
برج إمباير ستيت نيويورك (AFP)
برج إمباير ستيت نيويورك (AFP)

ما هي أفضل مدينة في العالم للشبان؟

صحيفة "الاندبندنت" البريطانية تنشر تصنيف أفضل المدن في العالم لـ YouthfulCities. في رأس القائمة – نيويورك، لندن وبرلين. ولكن أية دول تليها؟

بحسب موقع الاندبندنت البريطاني، والذي نشر تصنيف أفضل المدن في العالم للأزواج الشابة، فإن نيويورك هي أفضل مدينة. لقد اجتازت لندن مدينتي برلين وباريس وتم الإعلان عنها كأفضل مدينة في أوروبا للشبان الذين تتراوح أعمارهم بين 15 حتى 29.

أجرى التصنيف موقع YouthfulCities والذي يصنف مدن العالم بحسب 101 عوامل مختلفة. أجاب أكثر من 10000 شخص على استطلاع شمل أسئلة عن مدينتهم، عن الموسيقى، السينما، الموضة والحياة الليلية في المدينة وبالطبع تضمنت العلامة الكلية لكل مدينة متغيّرات إضافية مثل البيئة في المدينة، الأمان، العمل ومتغيّرات أخرى.

المدن في رأس القائمة (من موقع YouthfulCities)
المدن في رأس القائمة (من موقع YouthfulCities)

احتلت مدينة تل أبيب الإسرائيلية المرتبة الـ 14 في هذه القائمة وكما أعلِن عنها أنها أفضل مدينة للشبان في الشرق الأوسط.

تصنيفات إضافية – احتلت طهران المرتبة 36، القاهرة في المرتبة 48 وبيروت في المرتبة 52.

اقرأوا المزيد: 119 كلمة
عرض أقل
مبنى الرايخستاغ برلين (AFP)
مبنى الرايخستاغ برلين (AFP)

الاعتداء على إسرائيلي في برلين، كما يبدو على خلفية قومية

تمّ الاعتداء على سائح يبلغ من العمر 22 عامًا من قبل شبان في برلين، كما يبدو من أصول عربية، وتمّ نقله إلى المستشفى. ستُحقّق الشرطة في الاعتداء

اعتُديَ على سائح إسرائيلي يبلغ من العمر 22 عامًا من قبل أربعة رجال في برلين في حيّ فيل مرسدورف، كما يبدو على خلفية قومية. تعرّض الشاب لإصابات وتمّ نقله إلى المستشفى.

وفقا للتقارير في وسائل الإعلام الألمانية وبحسب بيان الشرطة في برلين، فقد خرج الشاب في ساعات المساء من مركز “حباد” (مؤسّسة يهودية توجد في المدن الكبرى في أنحاء العالم، وتهدف إلى مساعدة اليهود بأية مساعدة يحتاجونها، وخصوصا في المسائل الدينية) وبدأ بالمشي في الشارع. اجتاز أربعة رجال، كانوا يتجوّلون وتابعوه من مسافة قصيرة، وقبل أن يعتدوا عليه كلاميًّا، قاموا بركله والدوس عليه.

وقال الشاب إنّ الشبان الأربعة قد شتموه بالألمانية بلكنة عربية ثقيلة “كان القتل في عيونهم”. يقول: “كنت مصدومًا. جاء بعض المارّة لمساعدتي وحينها هرب المعتدون. لا أعلم كيف كان يمكن أن ينتهي ذلك لو لم يساعدوني”.

ذهب الشاب إلى مستشفى محلّي بمساعدة المارّة، حيث ظهرت تصدّعات في عظام يديه، بالإضافة إلى صدمات جافة في الساقين والقدمين. بالإضافة إلى ذلك، فقد أصيب في شفتيه وعينيه. “لا شكّ لديّ أنّهم اعتدوا عليه لأنّني بدوت يهوديّا أو إسرائيليّا” كما قال.

بعد خروجه من المستشفى، قدّم الشاب شكوى في الشرطة بمساعدة القنصلية الإسرائيلية في برلين. أعلنت الشرطة أنّها ستفتح تحقيقا، وستفحص من بين أمور أخرى إذا ما كان الحادث قد جرى “لأسباب سياسية”.

قضى الشاب الإسرائيلي بعض الوقت في برلين وكان يبحث عن إمكانية الانتقال للعيش فيها، كجزء من اتجاه متزايد في أوساط الشباب الإسرائيليين الذين ينتقلون للعيش في أوروبا، وخصوصا برلين، بسبب غلاء المعيشة في إسرائيل. وبحسب تعبير الشاب، فقد رفض الانتقال إلى فرنسا بسبب موجة معاداة السامية في البلاد. “لم أصدّق أنّ هذه هي الحالة في برلين”، كما قال أمس، “ولكن رغم أنّه اعتدي عليّ فهذا لا يمنعني من العيش هنا. أنا لا أخاف من هذه الترّهات”.

اقرأوا المزيد: 273 كلمة
عرض أقل
الإسلام المتطرّف يتعزز في ألمانيا (AFP)
الإسلام المتطرّف يتعزز في ألمانيا (AFP)

الإسلام المتطرّف يتعزز في ألمانيا

هذه ظاهرة مقلقة: الإسلام المتطرّف يتعزز في كل أرجاء ألمانيا، ويضع الدولة التاريخية أمام أزمة • تراجع عدد الولادات وقوانين الهجرة المريحة جعلت ألمانيا هدفًا مفضلاً للعديد من المسلمين، الذين يجلبون معهم العنف أيضًا، معاداة السامية وخلايا إرهابية نائمة

لطيف أن يكون المرء ألمانيًا في هذه الأيام. الاقتصاد مستقر، المكانة الدولية رفيعة جدًا، حظيت أنجيلا ميركل أن تتلمس كأس العالم وحتى أن هناك بعض الإسرائيليين، غريبي الأطوار، الذين يلتقطون صورًا لهم وهم يرقصون حاملين لافتة كُتب عليها “هاجرت إلى برلين”. أحد أكبر الاختبارات التي تواجهها ألمانيا الجديدة هو مواجهتها للأشياء المروّعة التي ارتكبتها ألمانيا السابقة. نجح الألمان باختبار التذكر ولا يحاولون أبدًا تجميل الماضي الإجرامي، ولكن، بعد 70 عامًا تقريبًا على انتحار هتلر داخل مقره المحصن، ترعرع في برلين جيل من الألمان الجدد – شبان مسلمون لم يخدم أي واحد من جدودهم في الـ “أس. أس” ولا يحملون أي عبء أخلاقي مما لحق بالشعب اليهودي.

اجتمع، في أحد أيام شهر آب الأخير وفي أوج عملية الجرف الصامد، 200 شخص من أولئك الألمان الجدد و 100 من الألمان “القدماء” قرب نقطة التفتيش “تشارلي” – نقطة العبور الأشهر في جدار برلين – للتظاهر ضد “الإبادة الجماعية” التي تمارسها إسرائيل ضد الفلسطينيين. أظهرت جولة لي بين مئات المتظاهرين، بينما تنكرت بشخصية سويدي ريفي عادي، بعض الحقائق المتعلقة بمجريات الأمور التي تحدث في الدولة التي أوشكت على إبادة الشعب اليهودي.

الإسلام المتطرّف يتعزز في ألمانيا (AFP)
الإسلام المتطرّف يتعزز في ألمانيا (AFP)

تم تنظيم التظاهرة من قبل الائتلاف من أجل تحرير غزة – المنظمة التي شاركت مع منظمات أُخرى بتنظيم أسطول مرمرة. تضمنت منشورات مع خريطة فلسطين (أرض إسرائيل) التي وُزعت في التظاهرة فقط اسم “فلسطين”، دون أي ذكر لدولة إسرائيل الواقعة داخل مناطق الخط الأخضر. بالمقابل، رفع بعض الشيوعيين لافتات تحمل معادلات رياضية تساوي بين الصليب المعقوف ونجمة داوود وبين النازية والصهيونية. يحظى مصطلح “لن يحدث ذلك بعد الآن” بمكانة تاريخية ملفتة.

رفع سلفيون ملتحون أعلام حزب التحرير – حركة تطالب بإقامة الخلافة الإسلامية ضمن مناطق الإمبراطورية العثمانية سابقًا – تمامًا مثل أفراد داعش. فرحوا جدًا باهتمامي الشديد بإخوتهم الفلسطينيين، إنما لا شك أنهم كانوا سيُظهرون تعاطفًا أقل بكثير معي إن عرفوا أنني من الشعب الذي يجب أن “يُمحى من فلسطين”، كما صرح أفراد المنظمة بعد حادثة مرمرة. هتفوا ضد المستشارة أنجيلا ميركل التي يزعمون أنها تُسلح الصهاينة بالغواصات (هذه إشارة إلى الغواصة الجديدة التي اقتناها الجيش الإسرائيلي، غواصة الدلفين)، ولكنهم لم يستبعدوا اليوم الذي يكون فيه أشخاص أمثالهم هم أصحاب القرار في الدولة.

مظاهرة ضد إسرائيل والحرب في غزة (AFP)
مظاهرة ضد إسرائيل والحرب في غزة (AFP)

استعد المسلمون، الشيوعيون والألمان ذوو العيون الزرقاء لبدء المسيرة في شوارع برلين. رددوا بصوت أجش نشيد التظاهرة – “من النهر حتى البحر، ستكون فلسطين حرة” – الذي تم اقتطع كلماته من خطابات رائد حقوق الإنسان، إسماعيل هنية. أردت أن أسألهم عن مستقبل عائلتي في حال تحققت أمنيتهم، وإن تمكنت حماس بالفعل من تحرير فلسطين، ولكنني أخذت الإجابة من عيونهم المليئة بالحقد.

هجرة دون ولادات جديدة

تم عام 2001 تقديم تقريرللمستشار الألماني في حينه، غيرهارد شرودر، والذي يتحدث عن أنه على إثر التراجع الحاد في عدد الولادات لدى النساء الألمانيات وعجز المجتمع عمومًا من المتوقع أن يشكل عدد الألمان في الـ 50 سنة القريبة ثلث عدد السكان. استنتاج واضعي التقرير هو أنه لن يكون أمام ألمانيا حل غير السماح بدخول نحو 50 ألف مهاجر كل عام إلى البلاد. قرر الألمان إلغاء 40% من القوانين القديمة وفتحوا أبواب دولتهم أمام المهاجرين من الدول التي ليست ضمن الاتحاد الأوروبي ليتم تشغيلهم في الأعمال اليدوية مثل عمال النظافة، عمال التمديدات الصحية، وسائقي القطارات وغير ذلك.

وصلت العملية الطويلة إلى ذروتها عام 2012 عندما وصل إلى ألمانيا 1.08 مليون مهاجر جديد – أكبر كمية في آخر عشرين عامًا. تحوّلت ألمانيا إلى الدولة الثانية، من بين الدول النامية من حيث نسبة المهاجرين الوافدة إليها والتي يتم استيعابها على أراضيها، بعد الولايات المتحدة. وتشير التقديرات إلى أن 5% من عدد السكان الألمان هم مسلمون – أكثر من النسبة الموجودة في أي دولة من دول الاتحاد الأوروبي ما عدا فرنسا. ستصل نسبة المسلمين في ألمانيا، حسب الغارديان، إلى 7% حتى عام 2030.

المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، في زيارة الجامع الأزرق في إسطنبول (AFP)
المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، في زيارة الجامع الأزرق في إسطنبول (AFP)

لا يمكن اعتبار تدفق المسلمين إلى ألمانيا كنجاح لداعمي تعدد الثقافات. أظهرت أبحاث أُجريت في الولايات المتحدة وألمانيا في العامين الأخيرين أن 80% من المهاجرين الأتراك في ألمانيا، والذين يشكلون الأغلبية بين المسلمين في الدولة، يتم دعمهم بشكل أو بآخر من قبل مؤسسات الرعاية الاجتماعية الألمانية. يُفضل المسلمون أيضًا السكن بعيدًا عن الألمان البيض، و 46% منهم عبّروا عن رغبتهم بأن يروا ألمانيا وفيها غالبية مسلمة. ربط، من الجهة الأخرى، 70% من الألمان القدماء الدين الإسلامي بمصطلحات مثل التشدد والتطرف.

في حين ادعت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، عام 2010 أن فكرة تعدد الثقافات فشلت في ألمانيا، إلا أن ذلك الأمر لم يمنع المسؤولين في مدينة دويسبورغ، القريبة من الحدود الهولندية، أن يقرروا تحويل كنائس قديمة إلى مساجد. حتى أنه في منطقتين من دويسبورغ عدد المسلمين أكبر من عدد المسيحيين. تم إغلاق أكثر من 500 كنيسة في ألمانيا، بين عامي 2000 – 2012، وقريبًا سيتم هجر 700 كنيسة أُخرى. بالمقابل، تم بناء أكثر من 200 مسجد في الدولة و 128 مسجدًا آخر يُتوقع أن تُبنى في السنوات القريبة. حظيت هذه الظاهرة بعناوين عريضة، في الصحف الألمانية، مثل “المسيحيون يخرجون، المسلمون يدخلون”؛ “الواقع الجديد”؛ و”عندما تُبنى المساجد بدل الكنائس”.

حدث عام 2012 تغيير في رأي ميركل بخصوص وسط المهاجرين، عندما ناشدت الألمان القدماء في دولتها بأن يُظهروا “التسامح” تجاه المسلمين في البلاد. بدأت في كانون الثاني المنصرم، واستمرارًا مباشرًا لذلك النهج، مدارس ابتدائية في فرانكفورت بتمرير دروس لطلابها عن الإسلام بهدف تحسين اندماج المسلمين ومحاربة الأفكار العنصرية”.
https://www.youtube.com/watch?v=tVJ9Bdt_7hc

يُهاجمون ويسكتون

لا تحقق الدروس التي تعطى لأطفال فرانكفورت، حتى الآن، نجاحًا في عالم الكبار. يطالب عمال مسلمون من المسؤولين عنهم إجازات خاصة بما يتلاءم مع أعياد المسلمين، ويطلبون من زملائهم في العمل عدم تناول الطعام أمامهم في فترة الصوم في رمضان. أقام بعض المسلمين في مدينة فوبرتال شرطة شريعة حيث يتجول أفرادها بين أماكن الترفيه ويحاولون إقناع الرجال بالإقلاع عن شرب الكحول وإقناع النساء بتغطية أجسادهن بما يتلاءم مع تعاليم الإسلام. أبدت السلطات الألمانية نيتها مواجهة هذه الظاهرة. كشفت الشرطة الألمانية في العام الماضي أنه منذ انهيار الجدار عام 1990، قُتل 7500 مواطن ألماني ووقعت 3 ملايين عملية هجوم على مهاجرين مسلمين.

دفعت تلك المشاحنات المتزايدة بين الألمان القدماء والمسلمين في شهر تموز الأخير نائب تحرير صحيفة “بيلد”، نيكولاس باست، أن يكتب مقالة يشجب فيها التعامل “الوحشي” للإسلام ضد أي شيء مختلف عنه. دعا باست أيضًا إلى تشديد قوانين الهجرة إلى البلاد. أثارت هذه المقالة موجة عارمة من السخط في أوساط حزب “الخضر”، ووصف ولكر باك باست بأنه “عنصري” وطالب صحيفة “بيلد” بالاعتذار عن التصريحات. نشر محرر صحيفة “بيلد” بسرعة بيانًا يؤكد فيه على أن الصحيفة “تعارض أي نوع من التعميم” وأن الصحيفة تحترم “الحوار بين الأديان”.

لا يستثني تنامي الإسلام المتطرف ألمانيا أيضًا. أحصت الحكومة الألمانية عام 2012 عدد السلفيين المتطرفين في البلاد ووصل العدد إلى 5500 شخص وصرح مسؤول حكومي لصحيفة نيويورك تايمز قائلاً أنه منذ ذلك الوقت قد “ازداد العدد”. قامت الشرطة الألمانية بوضع ثلاثة تيارات سلفية متطرفة على قائمة التنظيمات الخارجة عن القانون، إنما جدير بالذكر أن حزب التحرير أيضًا تم ضمه إلى قائمة التنظيمات الخارجة عن القانون عام 2003، إلا أن هذا الأمر لم يمنع من أن ترفرف أعلام الحركة في المظاهرة ضد إسرائيل. تم خلال عام 2011 توقيف شخصين مسلمين من أصل أفغاني بتهمة الانتماء لتنظيم القاعدة. تم، خلال اعتقالهما، ضبط أكثر من 100 وثيقة تُشير إلى عشرات العمليات الإرهابية التي خطط لها التنظيم الإرهابي، من بينها تفجير سكة القطار في بون. تمت إدانة المتهمين في عام 2012 ولكن جاء الحكم خفيفًا بمجمله إذ حُكم عليهما بالسجن مدة 15 عامًا.

مسجد ميفلانا برلين (AFP)
مسجد ميفلانا برلين (AFP)

أكدت عملية “الجرف الصامد” الفارق بين الحكومة الألمانية والشعب. نشرت BBC في شباط الأخير، قبل أشهر من بدء العملية، استطلاعًا أظهر أن 14% فقط من الألمان يدعمون إسرائيل. “أنا أعتقد أن الوضع أسوأ بكثير حتى”، قال آفي بريمور، السفير الإسرائيلي السابق في ألمانيا وفي الاتحاد الأوروبي، فيما يخص هذه المعطيات. “الألمان عمومًا وتحديدًا ميركل، حساسون جدًا فيما يتعلق بذكرى الهولوكوست ولكن رأي الشعب في حالة تغير ولا يمكن تجاهل ذلك”. دعمت المستشارة الألمانية، آنجيلا ميركل، حق إسرائيل بالدفاع عن نفسها بمواجهة صواريخ حماس وحتى أنها دعمت عملية الجيش الإسرائيلي رغم موت الأطفال الفلسطينيين الأربعة على شاطئ غزة نتيجة قذيفة ألقاها سلاح الجو.

بخلاف ميركل المناصرة لإسرائيل، هتف المتظاهرون في شوارع برلين والذين غالبيتهم من المسلمين بأن يتم وضع اليهود في غرف الغاز” وطلب الواعظ أبو بلال إسماعيل، المواطن الدنماركي وخطيب مسجد كوبنهاغن، من مناصريه الصلاة “من أجل موت اليهود”. تم اقتياد إسماعيل، بعد تصريحاته هذه، لتحقيق قصير والذي انتهى ببدء إجراءات قضائية بحقه. سمح رجال الشرطة، في مظاهرة أُخرى في برلين، للمتظاهرين بأن يستخدموا مكبّرات الصوت لإلهاب مشاعر المتظاهرين من خلال إطلاق شعارات مثل “إسرائيل قاتلة الفلسطينيين” و “الله أكبر”. تم اتخاذ قرار في بلدية برلين، على إثر تزايد حالة التوتر، بتأمين كل المؤسسات اليهودية في المدينة – بدءًا من مجمع الجالية اليهودية وصولاً إلى أكبر كنيس في المدينة.

https://www.youtube.com/watch?v=17-PyB_e92M

انتهت عملية “الجرف الصامد” وحاليًّا أنظار العالم متجهة إلى الحرب ضد الدولة الإسلامية (داعش). عدد المقاتلين، من أصول ألمانية، والذين يقاتلون في صفوف داعش في سوريا يُقدر بين 600 – 1000 مقاتل وبينهم حتى من خص المستشارة الألمانية بأغنية يعدونها فيها بأنهم سيعودون إلى وطنهم. اتخذت ميركل، التي صرحت بأن “داعش يشكل خطرًا على أوروبا”، قرارًا هامًا وهو تسليح القوات الكردية التي تقاتل داعش بصواريخ مضادة للمدرّعات وأسلحة خفيفة. يشير تسليح الأكراد على ما يبدو إلى أن عصر عدم التدخل، الذي اتخذته ألمانيا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، قد انتهى. قال وولكر بارست، رئيس المعهد الألماني لشؤون الأمن والعلاقات الدولية: “هذا أمر لم يحدث سابقًا. “هذا قرار يشير بشكل واضح إلى أن هناك تغيير يحدث في ألمانيا”.

نُشرت هذه المقالة لأول مرة في موقع Mida

اقرأوا المزيد: 1462 كلمة
عرض أقل