طائرة ف 16 (IDF)
طائرة ف 16 (IDF)

نيويورك تايمز: إسرائيل لم تُتم هجومها على سوريا

تدّعي مصادر استخبارية أمريكية أنّ نظام الأسد لا يزال يمتلك صواريخ ياخونت نُقلت من اللاذقية قبل الغارة الإسرائيلية، وتقدّر أنّ إسرائيل قد تحاول إتمام مهمتها

نقلت صحيفة نيو يورك تايمز هذه الليلة عن مصادر استخبارية أمريكية أنّ الغارة التي نفذتها إسرائيل، كما يبدو، في الخامس من تموز على مخازن سلاح في اللاذقية لم تحقق هدفها. وتخبر الصحيفة أن قسمًا من صواريخ ياخونت، الصواريخ الروسية المضادة للسفن، التي سعت إسرائيل إلى إبادتها كما يبدو، نُقل من مكانه قبل الغارة الإسرائيلية.

ووفقًا للتقرير الأمريكي، حاولت حكومة الأسد، بعد الغارة الإسرائيلية، إخفاء الواقع أنّ الصواريخ جرى إخطاؤها. وقامت الحكومة بإطلاق النار على قاذفات صواريخ ومركبات في الموقع لإعطاء انطباع أنّ الضربة كانت مدمِّرة.

وتضيف المصادر أنّ إسرائيل يمكن أن تعود إلى مهاجمة سوريا حتمًا، ليس بسب رغبتها في إبادة صواريخ ياخونت التي في حوزة نظام الأسد فحسب، بل لرغبتها في منع استمرار تدفق السلاح إلى حزب الله في لبنان أيضًا. وفي حين أنّ التبرير الروسي للاستمرار في نقل السلاح لنظام الأسد هو أنّ ذلك تنفيذ لاتفاقات قديمة وُقّع عليها قبل بدء الأحداث في سوريا، فإن المصادر الأمريكية قالت للصحيفة إنّ نقل السلاح إلى حزب الله هو انتهاك للاتفاقات التي تنص على عدم نقل السلاح إلى طرف ثالث.

وأعلن سلاح البحرية الإسرائيلي في وقت مبكر من هذا الأسبوع أنّ تركيب منظمة براك 8 الجديدة لحماية السفن سيبدأ خلال الشهور القادمة. وأُعدّت هذه المنظومة خصّيصًا للدفاع عن عدد من القطع البحرية التي تُبحر معًا، بينها صواريخ تحلّق على ارتفاع منخفض مثل ياخونت. ووفقًا لبعض التقارير، فإنّ المنظومة التي طُوّرت في إسرائيل بالتعاون مع الجيش الهندي هي أكثر منظومة متقدّمة في العالم للمواجهة تهديدات من هذا النوع.

وينتهج التقرير في نيويورك تايمز نفس توجه نشرة شبكة CNN ‎‏، التي قدّرت أنّ سلاح الجو الإسرائيليّ نفّذ غاراته عبر صواريخ أرض – جوّ، دون الاضطرار إلى دخول المجال الجوي السوري. ويتناقض هذا مع ما نشرته ساندي تايمز التي قدّرت أنّ الغارة نفذتها غواصة من طراز دولفين لسلاح البحرية الإسرائيلي.

في منتصف الشهر، وبعد التقارير الأولية، ساد الغضب في إسرائيل على التسريبات الأمريكية، لكن المسؤولين رفضوا الرد على الأقوال. “يتهموننا بالكثير من الأمور” هذا ما قاله الميجر جنرال بولي مردخاي، وأضاف: “أنا لا أعتقد أنه يجب علينا أن نقفز وأن نتطرق إلى التقارير في وسائل الإعلام الدولية. أنا أعلم أن الجيش يواصل الاهتمام بأمن دولة إسرائيل وحماية حدودها، وقلّما يتناول الشؤون السورية الداخلية”.

وكما ذُكر آنفًا، أخبرت وسائل إعلام سورية بداية شهر تموز عن عدد من التفجيرات التي أثارت الذعر في مدينة اللاذقية، إثر غارة على مخازن سلاح شرقي المدينة. وادّعت مواقع محسوبة على التنظيمات الثائرة على نظام الأسد أنّ إسرائيل تقف وراء الهجوم، وأخبرت عن وُجود قتلى وجرحى.

وحسب المصادر الاستخبارية الأمريكية، نقلت روسيا مؤخرا إلى سوريا صواريخ مضادة للطائرات من طراز SA-26‎‏. وتظنّ هذه المصادر أنّ روسيا أرسلت تقنيين أيضًا إلى سوريا لمساعدة جيشها على تشغيل الصواريخ. وكذلك، تظنّ أنّ روسيا أرسلت طائرتَين حربيَّتَين ثقيلتَين من طراز Mi-24‎‏، وصلتا إلى قاعدة سلاح البحرية في طرطوس.

اقرأوا المزيد: 434 كلمة
عرض أقل
القوات البحرية الإسرائيلية (IDF)
القوات البحرية الإسرائيلية (IDF)

المنظومة التي تقدم ردًا على ياخونت

سيتم في الأشهر القريبة تركيب منظومة الدفاع في وجه الصواريخ المطلقة من الشاطئ والتي من المتوقع أن تشكل ردا على صواريخ الياخونت الروسية، على متن سفن سلاح البحرية الإسرائيلي

بعد سنوات طويلة من التأجيل والانتظار، سيتم تركيب المنظومة الدفاعية “براك 8” الأولى، في الفترة المقبلة، على سفينة الصواريخ ساعار 5 التابعة لسلاح البحرية. ويقدرون في سلاح البحرية أن الصاروخ الجديد سوف يتيح تغيير مفاهيم تفعيل السلاح.

منظومة “براك” هي رد الأجهزة الأمنية على وصول صواريخ شاطئ-بحر الروسية “ياخونت” إلى قوات الأسد، وقد تصل أيضا في المستقبل إلى قوات حزب الله. تشير التقارير الأجنبية إلى أن صواريخ الياخونت كانت هدف الهجوم الإسرائيلي في ميناء اللاذقية في مستهل هذا الشهر.

لقد تم تطوير القدرات الدفاعية لدى سلاح البحرية بسبب وصول صواريخ الياخونت الروسية، على ما يبدو، إلى منطقة ميناء طرطوس، ولكن بشكل عام منذ إصابة السفينة “أحي حنيت” في حرب لبنان الثانية.

أصيبت “حنيت” في حينه بصاروخ من إنتاج الصين، الذي تم إطلاقه من شواطئ لبنان على يد حراس الثورة الإيرانيين. على الرغم من أن سبب الإصابة كان عدم عمل المنظومة الأوتوماتيكية لحماية السفينة من الصواريخ، بسبب انعدام وجود معلومات استخباراتية حول وجود صواريخ شاطئ-بحر بين أيدي حزب الله، وقد تحول تحسين القدرة الدفاعية إلى أحد الأهداف المركزية في سلاح البحرية في السنوات الأخيرة.

“براك” هي منظومة دفاعية معدّة للسفن، وهي تهدف إلى منع إصابات الصواريخ الموجهة إليها، وذلك بواسطة إطلاق صاروخ من شأنه أن يبطل مفعول التهديد الذي تم إطلاقه باتجاه السفينة. تم تطوير “براك” نتيجة للتعاون بين “رفائيل” والصناعات الجوية، وتكلف منظومة واحدة كهذه نحو 24 مليون دولار. لقد تم تطوير الجيل الثاني من المنظومة، الذي من التوقع تركيبه على السفن في الأشهر المقبلة، بعد التوقيع على صفقة بقيمة 330 مليون دولار بين إسرائيل والهند في شهر كانون الثاني 2007.

توفر المنظومة حماية لأسطول من السفن التي تبحر معا في مجال معين، ولذلك تم اختيار تركيبها على سفن ساعار 5 التي يستخدمها سلاح البحرية كسفن قيادية. وكان الهدف هو تزويد الأسطول كله بحماية محيطية شاملة، حين تتلقى منظومة المراقبة والتحكم بيانات من شبكات الرادار التابعة للسفن المختلفة، وتدمج فيما بينها بهدف خلق صورة ميدانية وتهديدات مشتركة. حين يتم اكتشاف تهديد من جهة أي كانت، تكون المنظومة قادرة على إصدار أمر لكل منظومة مركب على متن كل من السفن المختلفة، حسب ميزاتها في القضاء على التهديد.

المنظومة ملائمة للعمل ضد الصواريخ البحرية التي تحوم فوق سطح الماء كالياخونت الذي يهبط على بعد كيلومترات معدودة من السفينة التي تتم مهاجمتها إلى ارتفاع حوم من عشرات الأمتار فقط فوق سطح الماء، الأمر الذي يصعّب على الرادار اكتشافها.

تمت ملائمة منظمة “براك 8” التي تم تطويرها من أجل سلاح البحرية الإسرائيلي، لسفن سلاح البحرية الهندي أيضا، في مشروع مشترك من أكبر المشاريع في تاريخ الصناعات الجوية في إسرائيل. ستستخدم المنظومة على ما يبدو للدفاع عن آبار التنقيب عن الغاز الواقعة مقابل شواطئ إسرائيل.

اقرأوا المزيد: 413 كلمة
عرض أقل