قال مسؤول حماس باسم نعيم إنّ حركة حماس تلقّت عروضًا “دولية” لدراسة تثبيت اتفاق تهدئة تمّ توقيعه في القاهرة في أعقاب الحرب في غزة في الصيف الماضي. وفقا للاقتراح، فسيتمّ تمديد التهدئة لمدة 3 حتى 5 سنوات، مقابل رفع الحصار عن غزة، إعادة إعمار المباني، إقامة ميناء ومطار.
وبدوره، نفى وكيل وزارة الخارجية بغزة، د. غازي حمد، وجود أي تقدم عملي في ملف إنشاء الميناء والمطار مع الجهات الرسمية والدبلوماسية الغربية التي تزور القطاع المحاصر بين الفينة والأخرى. وكما هو معلوم، فقد نفت إسرائيل في الماضي أيّ اتفاق بخصوص إقامة ميناء بحري ومطار.
وقد صرّح، في الأيام الماضية، عضو المكتب السياسي لحركة حماس، موسى أبو مرزوق، بأنّه ليست هناك أية محادثات بين حماس وإسرائيل بخصوص التهدئة، ولكنه أكّد أنّ هناك عروضًا دولية في الموضوع.
في الوقت الراهن، تستمر حماس في البحث عن موقعها الدولي في الصراع الشرس بين السعودية وإيران، وتستمر في الحفاظ على جميع الخيارات مفتوحة. في مقابلة أجرتها معه فضائية الأقصى التابعة لحماس، قال الزهار إنّ حركة حماس تحرص على إقامة علاقات جيدة مع مصر والسعودية.
في المقابل، أشار الزهار بأنّ حركته ستستمرّ في الحفاظ على علاقات طيّبة مع الدول العربية والإسلامية، دون التطرّق إلى مسألة الصراع الإيراني السعودي. وذلك على ضوء تقرير الأسبوع الماضي الذي بحسبه فقد التقى رئيس المكتب السياسي للحركة، خالد مشعل، مؤخرا في قطر مع رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني في العاصمة القطرية الدوحة.
وعلى النقيض من المسألة الإيرانية السعودية التي يحرص مسؤولو حماس فيها على الغموض الشديد، فإنّ القضية الأكثر وضوحا بالنسبة لهم هي استمرار الهجمات الضارية ضدّ السلطة الفلسطينية في رام الله ورئيسها. قال الزهار في المقابلة المذكورة إنّ حركته تمتلك وثائق تثبت تورط الرئيس محمود عباس شخصياً بمحاولة زعزعة الاستقرار في غزة، داعياً حركة فتح لرفع يدها عن المقاومة بالضفة لتمكينها من مواجهة الاحتلال.
وقال الزهار: “حركة فتح تحاول تصدير كذب رخيص للناس، وهذا لن يحدث ولن نسمح بعودة الفلتان وخنق غزة”. بينما واصل أبو مرزوق الخطّ الهجومي وكتب في صفحته على فيس بوك أنّ تصرّفات السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية، والتي تشمل جمع المعلومات الاستخباراتية عن المقاومة، نشر الشائعات، الإضرار بسكان القطاع وبحماس، يجب أن تتغيّر إذا كانت تريد استمرار جهود المصالحة.