الصراع بين نتنياهو ورئيس حزب البيت اليهودي ووزير التربية، بينيت، يستعر مجددا (Flash90/Yonatan Sindel)
الصراع بين نتنياهو ورئيس حزب البيت اليهودي ووزير التربية، بينيت، يستعر مجددا (Flash90/Yonatan Sindel)

نتنياهو يتهم بينيت: “يُرسل أطفالا يهودا إلى المساجد”

الصراع بين نتنياهو ورئيس حزب البيت اليهودي ووزير التربية، بينيت، يستعر مجددا على خلفية الشائعات أن ترامب قد يدعم الفلسطينيين في حق تقرير مصيرهم في زيارته القريبة إلى إسرائيل

تطرق وزير التربية الإسرائيلي، نفتالي بينيت، أمس (السبت) إلى النشر الذي جاء فيه أنه من المتوقع أن يعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عن اعترافه بحق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم. هاجم بينيت في أقواله بشدة سياسة الليكود بشأن النزاع وهاجم “خطاب بار إيلان” لرئيس الحكومة، حيث دعا إلى إلغائه.

كما نذكر، منذ بداية الولاية الثانية لنتنياهو وحتى يومنا هذا، مارست إدارة الرئيس الأمريكي سابقا، باراك أوباما، ضغطا كبيرا تجاه حكومة إسرائيل لتجميد البناء في المستوطنات والعمل على إقامة دولة فلسطينية.أثناء خطاب الرئيس أوباما في القاهرة بتاريخ 4 حزيران 2009، توجه أوباما إلى العالم العربي مصرحا، من بين تصريحات أخرى، أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تعترف بشرعية المستوطنات الإسرائيلية المستمرة في التقدم.

في أعقاب خطاب أوباما في القاهرة، عقد نتنياهو اجتماعا طارئا للحكومة وذلك بتاريخ 14 حزيران، بعد خطاب أوباما في القاهرة بعشرة أيام فقط، ألقى فيه خطابا سياسيا في جامعة بار إيلان حيث تطرق إلى رؤيته السياسية فيما يتعلق بالصراع الإسرائيلي – الفلسطيني. وأعرب نتنياهو أثناء الخطاب عن موافقته المبدئية لإقامة دولة فلسطينية شريطة أن تكون منزوعة الأسلحة وأن يعترف الفلسطينيون بدولة إسرائيل بصفتها دولة الشعب اليهودي.

“على إسرائيل أن تبادر وتضع طموحات خاصة بها وإلا سيُحدد الآخرون مصيرها. شكل خطاب بار إيلان أثناء عهد الرئيس أوباما، عندما وافق نتنياهو على إقامة دولة فلسطينية مصدر مقاطعة، إرهاب، وتهديد ديموغرافي خطير، وآن الأوان لإلغائه حاليا”، ادعى بينيت ردا على الشائعات التي تقول إن ترامب ينوي دعم الفلسطينيين في تقرير مصيرهم.

وقال بينيت أيضا إن هناك خيارين أمام إسرائيل. “متابعة سياسة بار إيلان التي تدعم إقامة دولة فلسطينة ثانية، أو بدلا من ذلك، أن يكون في وسع دولة إسرائيل أن تضع طموحات خاصة بها من أجل مُستقبل المنطقة. يجب العمل على تطوير اقتصادي إقليمي يستند إلى المبادرات، منع إقامة دولة فلسطينية، فرض السيادة على المناطق الإسرائيلية في الضفة الغربية، العمل على استقرار قطاع غزة، تعزيز دولة إسرائيل لتكون مصدرا أمنيا، استخباراتيا، واقتصاديا في المنطقة”.

وهاجم أعضاء الليكود أقوال الوزير بينيت، ونعتوها “كمثال على ضربة ذاتية من قبل اليمين”. “تأتي مقاطعة إسرائيل نتيجة معارضة الدولة اليهودية وليس لسبب أيا كان”، كُتب.

وجاء أيضا: “مَن يُرسل أطفالا يهودا إلى المساجد، و يُعين يسارية متطرفة لتكون مسؤولة عن تعليم التربية المدنية ولا يقوم بأي عمل ضد التحريض في المدارس في القدس الشرقية، يجب عليه ألا يقدم الوعظات. من ليس قادار على الوقوف أمام بعض اليسارين في وزارة التربية والتعليم، التي يرأسها، فيجدر به ألا يقدم وعظات لرئيس الحكومة، نتنياهو، الذي يتعرض للضغوطات الدولية الممارسه عليه، أكثر من أي ضغوطات يتعرض لها رئيس حكومة في العقود الأخيرة”.

اقرأوا المزيد: 394 كلمة
عرض أقل
نتنياهو (GPO)
نتنياهو (GPO)

أكثر عن إيران، أقل عن الدولة الفلسطينية

المحلّلون في إسرائيل لم يفاجئهم خطاب نتنياهو، الذي كان أكثر عدوانية، أكثر تشاؤمًا، وأكثر يمينيّةً من خطابه في المكان نفسه قبل أربعة أعوام

بفارق أربع سنوات عن “خطاب بار إيلان” الأول، الذي أعرب فيه عن دعمه العلني للمرة الأولى لمبدأ “دولتَين لشعبَين”، ألقى رئيس الحكومة أمس خطابًا هجوميًّا ودفاعيًّا، “قام به بكل شيء عدا التراجع عن موافقته على إقامة دولة فلسطينية”، وفقًا للمحلّل السياسي في صحيفة “هآرتس”.

فيما قام نتنياهو بخطوة أو اثنتَين إلى الأمام قبل أربع سنوات باتّجاه المفاوضات مع الفلسطينيين، فإنّ خطاب الأمس كان خطوةً إلى الخلف، ولم يحتوِ على أية تصريحات مبتكرة أو مثيرة للاهتمام خصوصًا، كما كان يُتوقَّع منه في الفترة التي استأنفت فيها طواقم المفاوضات الإسرائيلية والفلسطينية محادثاتها، إذ تعمل بدأب لمحاولة التوصّل إلى تفاهمات مشتركة. في الشأن الإيراني أيضًا، لم يأتِ نتنياهو بجديد، بل كرّر مبادئ خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع الماضي، خطاب لم يحظَ بالكثير من النجاح العالمي.

وقد جاء حجم ردود الفعل في إسرائيل مناسبًا – فبالتباين مع عناوين الصحف قبل أربع سنوات، التي كانت عاصفة في اليوم الذي تلا خطاب بار إيلان الأول بعناوين عملاقة حول تصريحات نتنياهو، فإنّ الصحف صباح اليوم (الإثنَين) تتعامل ببرودة. صحيفة “هآرتس”، كما هو متوقع، تنتقد. صحيفة “إسرائيل اليوم” الأكثر انحيازًا إلى بيبي تبرز التوجّه لإيران، والصحيفة الهامة “يديعوت أحرونوت” تتجاهل الخطاب بشكل كلي تقريبًا. ليس فقط أنّ الصفحة الأولى للصحيفة تخلو من نبأ عن الخطاب نفسه، بل لم يحظَ الخبر سوى بإشارة عابرة قصيرة وهامشية في إحدى الصفحات المهمَلة في الصحيفة، دون تقديم تحليلات، ومع القليل جدًّا من الاقتباسات. المعنى واضح – لم يأتِ نتنياهو بجديد ولم يُفاجئ، وليست لخطابه، هذه المرّة، أية ارتدادات مصيريّة.

يشهد خطاب نتنياهو، أكثر من أي شيء، على اصطفافه إلى يمين الخارطة، وعلى مواقف أقرب إلى الصقور من ذي قبل. قامت صحيفة “هآرتس” “بتهدئة” السياسيين اليمينيين الذي خشوا كثيرًا من أن يكون نتنياهو أمام “عملية سياسية دراماتيكية – اتفاق دائم، اتفاق مرحليّ، أو عملية أحاديّة الجانب تتضمّن انسحابًا، اقتلاع مستوطنات، وإقامة دولة فلسطينية.” فقد جاء في الصحيفة أنّ خطاب نتنياهو بالأمس دحض مخاوفهم.

وشدّد نتنياهو مجدّدًا على أنّ “الاحتلال والمستوطنات” ليست مصدر النزاع. “تلفظ نتنياهو بالكلمة “احتلال” بازدراء يرافقه اشمئزاز”، قال المراسل السياسي لـ “هآرتس”، الذي شدّد بعد ذلك على أنّ نتنياهو قال إنّ الوجود الإسرائيلي في أراضي 1967 ليس المشكلة المركزية وأصل الصّراع، بل هو الرفض الفلسطيني للاعتراف بحق الشعب اليهودي في دولة في أرض إسرائيل. من الواضح للجميع أنّ تصريحًا من هذا النوع لن يساعد على دفع المفاوضات الحالية قُدُمًا، هذا على أقلّ تقدير.

وبدلًا من إطلاق تصريحات سياسية تخترق الجمود، كما فعل في خطاب بار إيلان الأول، وكما جعل رجال العلاقات العامة في بار إيلان الجميع يصدّقون، “آثر نتنياهو في النهاية أن يأتي ويلقي خطابًا يلقى استحسان المُضيفين”، كُتب في “هآرتس”، وذلك بعد أن فكّر في الأيام الماضية بإلغاء الخطاب الذي بدأت مخاوف منه في اليمين. على ضوء كل ذلك، تُختتم المقالة في “هآرتس” باقتباس من رئيس مجلس البلدات اليهودية في الضفة الغربية وغزة سابقًا، داني ديان، الذي أوجز الخطاب في تغريدة على تويتر: “بار إيلان 2 – ربّما الخطاب الأفضل لنتنياهو كرئيس حكومة”، كتب كأنّ همًّا أُزيح عن صدره. فخطاب نتنياهو لاقى استحسان اليمين المناهض لمعاهدة سلام ولدولة فلسطينية، وجعل احتمال حدوث تقدّم ملحوظ في المفاوضات القائمة حاليًّا في الغرف السرية أقلّ بكثير.

اقرأوا المزيد: 491 كلمة
عرض أقل
رائيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو (FLASH 90)
رائيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو (FLASH 90)

نتنياهو: النزاع الإسرائيلي الفلسطيني ليس هو قلب النزاع في الشرق الأوسط

بعد أربع سنوات من "خطاب بار إيلان" الأول الذي دعا فيه نتنياهو إلى حل الدولتين، إسرائيل وفلسطين، يخطب رئيس حكومة إسرائيل مرة أخرى في جامعة بار إيلان ويعرض وجهة نظره السياسية

بعد أسبوع من خطابه في الأمم المتحدة، الذي كان موجهًا إلى زعماء العالم وإلى الرأي العام الدولي، توجه رئيس حكومة إسرائيل، بنيامين نتنياهو، إلى الجمهور الإسرائيلي، متطرقًا بالتفصيل إلى التطورات الأخيرة على الحلبة الإقليمية والدولية على حد سواء.

وقد ارتأى نتنياهو أن يفعل ذلك في مركز “بيغين-السادات” في جامعة بار إيلان الإسرائيلية، حيث ألقى هناك خطابه الداعي إلى حل دولتين لشعبين في العام 2009.

وقد تطرق نتنياهو إلى المفاوضات المستقبلية بين الولايات المتحدة وإيران حول الموضع النووي وأبدى مواقف متشددة جدًا، وتحديدًا فيما يتعلق بمواقف رئيس الولايات المتحدة، باراك أوباما. قال نتنياهو “تهدف إيران إلى السيطرة على الشرق الأوسط كله وحتى ما يتعداه، وإلى إبادة دولة إسرائيل”. وأضاف “إسرائيل والولايات المتحدة تنظران نفس النظرة إلى الحاجة إلى منع إيران من التسلح بسلاح نووي، ولكنه استدرك قائلا “قال الرئيس الإيراني في خطابه قبل بضعة أيام إن إيران معنية بالمجال النووي للأهداف المدنية. أنا لا أثق به، ولكن يجب أن نسألهم لماذا يصرّون على تخصيب اليورانيوم وعلى مفاعلات البلوتونيوم – فهي ليست ضرورية أبدا للاحتياجات السلمية ولكنها ضرورية للأهداف العسكرية”.

وقال نتنياهو أيضًا: “إن موقف المجتمع الدولي يجب أن يكون- نحن مستعدون لإجراء مفاوضات، ولكن مفاوضات يكون هدفها وقف تخصيب اليورانيوم وتفكيك مفاعلات البلوتونيوم. إذا لم يحدث ذلك، يجب عدم إلغاء العقوبات، بل على العكس، يجب الإضافة عليها. إذا كانوا يتوجهون إلى السلام – سوف يوافقون. إذا لم يكن الأمر كذلك، فلن يوافقوا، أو بكلمات أخرى “إذا نزعوا – فسيحصلون، إذا لم ينزعوا، لن يحصلوا”.

أما في الموضوع الفلسطيني فقد ظل نتنياهو متشبثًا بالخط المتشدد الذي يميزه منذ سنوات وقال “نحن معنيون بإنهاء النزاع مع الفلسطينيين. والتوصل إلى سلام حقيقي، أمن حقيقي، وهو ما يتمناه كافة مواطني إسرائيل، ولكن جذر النزاع هو ليس النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، وهو غير ذي صلة بما يحدث في تونس، المغرب، مصر، العراق وغيرها”.

وقد دعا نتنياهو الفلسطينيين إلى الاعتراف بدور إسرائيل كدولة قومية الشعب اليهودي وقال إنه طالما لم يفعلوا ذلك، فلن يحل السلام وذكر علاقات مفتي القدس، الحاج أمين الحسيني، مع هتلر والنازيين.

اقرأوا المزيد: 316 كلمة
عرض أقل