خلال السنة، يزور الملايين من اليهود أضرحة الصالحين، يسجدون على قبورهم، ويطلبون بركاتهم. في معظم الحالات، بسبب الطابور الطويل والحاجة إلى العلاقات الشخصية، يضطر الزوار إلى الانتظار أيام أو حتى أشهر لإجراء لقاء شخصي مع الحاخامات أو القادة الروحيين والحصول على تبريكاتهم.
بهدف تجنّب الانزعاج وتقصير العملية الطويلة، طُوّر تطبيق خاص يدعى “تيكون” بالعبرية، ومعناه “تعديل” في العربية، ويقترح مطوّروه تقصير وقت الانتظار والحاجة إلى الحصول على مساعدة جهات الاتصال، ويتيح التطبيق إمكانية الحصول على تهاني شخصية موثّقة – من المواقع المقدّسة والحاخامات بشكل مباشر وشخصي – عبر جهاز الهاتف الخلوي.
كجزء من الخدمة التي تعتبر في العالم اليهودي ثورة تكنولوجية، ستُوثّق التبريكات، بما في ذلك ذكر الاسم الكامل لمقدّم الطلب بثلاث طرق للاختيار: ورقة صغيرة – يوقعها الحاخام مقدّم التهنئة، تهنئة صوتية – تصدر باسم الحاخام مقدّم التهنئة أو تهنئة عبر الفيديو – باستخدام مقطع فيديو يظهر فيه الحاخام أبو حصيرة (الذي يسير على خطى القديس اليهودي البابا سالي)، وهو يهنئ مَن يطلب تبريكاته.
وللمرة الأولى، انضمت كل الجهات الرسمية التي تمثّل الأماكن المقدّسة تحت تطبيق واحد، وبهذا يمكن اختيار نوع التهنئة عبر التطبيق أو الصلاة الشخصية، واختيار الحاخام الذي يبارك بل وحتى المكان المقدّس الذي ستُقام فيه الصلاة. تُرسل التهنئة أو الصلاة، بما في ذلك أسماء مقدّمي الطلبات، بشكل مباشر إلى الهاتف الخلوي.
وفق ادعاء مطوّري التطبيق، بعد بضعة أشهر من إطلاقه، أصبح يستخدمه أكثر من 12.000 مستخدم بشكل ثابت. الفكرة، كما ذُكر آنفًا، بسيطة: يختار المؤمن الذي يكون في مفترق طرق في حياته، أو أنه يتعرض لمشكلة كبيرة، من بين قائمة بأسماء الحاخامين، الحاخام الذي سيباركه أو يصلي من أجله. غالبا، تُرسل الطلبات عبر التطبيق. تصل تكاليف تهنئة مصوّرة إلى نحو 15 دولارا، أما تكاليف ورقة صغيرة تحمل تهنئة الحاخام وموقّعة على يده قد تصل إلى نحو 5 دولارات. تصل الطلبات إلى الحاخامات عبر نظام خاص، وتحظى برد خلال أيام قليلة.
وفق أقوال مطوّري التطبيق، فإن التبريكات الأكثر طلبا هي تبريكات الارتباط الموفّق بين شركاء الحياة، الصحة، تبريكات لمنع عين الحسود، وكسب الرزق.
جغرافيا، “تيكون” هو تطبيق شائع في إسرائيل وفرنسا تحديدا، لا سيّما بين أوساط الجالية اليهودية في فرنسا، التي تطلب التهاني المصوّرة بشكل أكثر.