انتفاضة الأقصى

الحرم القدسي الشريف (Flash90/Sebi Berens)
الحرم القدسي الشريف (Flash90/Sebi Berens)

الوقف معني بالسماح للإسرائيليين بزيارة الأقصى

قال مدير عام الأوقاف الإسلامية المسؤول عن الأقصى، الشيخ عزام الخطيب التميمي، "يجب العمل على إعادة الوضع الراهن والسماح بزيارة السياح والإسرائيليين إلى الأماكن المقدسة

يطالب الشيخ عزام الخطيب التميمي، مدير عامّ الأوقاف الإسلامية، المسؤول عن المسجد الأقصى، حكومة إسرائيل بالشروع في مفاوضات لإعادة الوضع الراهن الذي ساد حتى عام 2000.

وفق أقواله التي وردت اليوم صباحا (الأحد) في صحيفة “هآرتس”، يتيح اتفاق كهذا لكل من يرغب – بما في ذلك أعضاء الكنيست ونشطاء الهيكل اليهود – بزيارة المسجد الأقصى وحتى دخول المساجد، ولكنه يؤكد أن هذه الإمكانية ستكون منوطة بشروط الوقف. “على الجميع أن يعرف أن الموقع هو مسجد ولا يُسمح بتأدية الصلاة اليهودية فيه”، قال التميمي، موضحا أن كل المسجد يحتل كل الباحة. “مساحة الـ 144 من الحرم القدسي الشريف تابعة للمسجد. صلى النبي محمد فيها، وفق إيماننا. لم تعارض هذا طيلة مئات السنوات أية جهة، ولا يمكن تغيير الوضع الراهن القائم منذ 1.500 الأعوام الماضية”.

الوضع الراهن الذي يتحدث عنه التميمي هو الترتيبات التي كانت قائمة في الحرم القدسي الشريف بين عامي 1967 و 2000، قبل اندلاع الانتفاضة الثانية. بادر إلى هذه الترتيبات وزير الدفاع حينذاك، موشيه ديان، بعد بضعة أيام من انتهاء حرب الأيام الستة. في إطار الوضع الراهن، كانت الشرطة مسؤولة عما يحدث في إطار أبواب الحرم القدسي الشريف وحوله وكان المجلس الإسلامي – الوقف – مسؤلا عما يحدث في داخل الحرم القدسي الشريف وحدد ترتيبات الزيارة في الموقع. باع الوقف بطاقات لغير المسلمين بهدف زيارة مصلى قبة الصخرة، المسجد الأقصى ومبان أخرى في الموقع، وساد تنسيقا بين الشرطة والوقف فيما يتعلق بحجم مجموعات الزوار، قوانين الزيارة، وتوفير الحراسة في الموقع. ولكن انهار الوضع الراهن بسبب زيارة رئيس الحكومة الإسرائيلية سابقا، أريئيل شارون، في أيلول عام 2000 واندلاع الانتفاضة الثانية، فتم حظر دخول غير المسلمين إلى الموقع فورا.

مصلون يهود يزورون موقع الحرم القدسي الشريف (Flash90/Khader Sliman)
مصلون يهود يزورون موقع الحرم القدسي الشريف (Flash90/Khader Sliman)

وكما ذُكر آنفًا، حتى عام 2003 لم يزر مواطنون إسرائيليّون وسياح الحرم القدسي الشريف أبدا ولكن قرر وزير الداخلية حينذاك، تساحي هنغبي، السماح بزيارة الموقع بشكل أحادي الجانب: دون تنسيق مع الوقف، ودون السماح بدخول المباني ذاتها. تُجرى الزيارات حتى يومنا هذا وفق هذين الشرطين وخلافا لموافقة الوقف.

ورد أيضا في صحيفة “هآرتس” أنه قبل عامين كانت هناك محاولة بوساطة أردنية للتوصل إلى اتفاق لإعادة الوضع الراهن. كان المحامي يتسحاق مولخو مسؤولا عن المفاوضات باسم رئيس الحكومة نتنياهو، إلا أنه لم يتم التوصل إلى اتفاق.

يدعو التميمي الآن إلى استئناف المفاوضات. “نحن نبارك دخول سُيّاح ومعنيون بإعادة الوضع الراهن كما كان حتى عام 2000”.

سياح يزورون موقع الحرم القدسي الشريف (Flash90/Sebi Bernes)
سياح يزورون موقع الحرم القدسي الشريف (Flash90/Sebi Bernes)

بدأ أمس (الأحد) شهر رمضان، الذي يعتبر الفترة الأكثر توترا في الحرم القدسي الشريف، وفي هذه الأثناء لم نشهد حالات استثنائية. تنسب الشرطة ووزارة الأمن الداخلي في إسرائيل ذلك إلى خطوات اتُخذت ضد حركة “المرابطين”، ونشطاء الحركة الإسلامية في الحرم القدسي الشريف. وفق أقوال التميمي، فقد نجح الوقف في تهدئة النفوس. “نحن لسنا معنيوب بمظاهرات، فهي تشكل مسا بقدسية الموقع، نحن الذين نجحنا في تهدئة النفوس وليس الشرطة”.

“لا أريد التطرق إلى السياسة”، أضاف التميمي قائلا في المقابلة مع صحيفة “هآرتس”، “ولكن يجب أن تكون القدس مركزا للديانات الثلاث. أن يصلي اليهود في الحائط الغربي رغم أنه يشكل جزءا لا يتجزأ من الأقصى، ولكن يمكن أن يتجمعوا في هذا الموقع المقدس. على إسرائيل التصرف بحكمة إذا كانت ترغب في صنع السلام”.

اقرأوا المزيد: 476 كلمة
عرض أقل
جيل المستقبل الفلسطيني  (Flash90Abed Rahim Khatib)
جيل المستقبل الفلسطيني (Flash90Abed Rahim Khatib)

جيل المستقبل الفلسطيني في عيون إسرائيلية

يعيش نحو مليون وأربعمائة ألف شاب فلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة، وهم ليسوا راضين عن وضعهم الاقتصادي، الأمني، والاجتماعي. في حال لم يطرأ تغيير هام حتى عام 2018، فستندلع انتفاضة ثالثة صعبة

يعيش نحو مليون وأربعمائة ألف شاب في عمر ‏15‏—‏29‏ في يومنا هذا في الضفة الغربية وقطاع غزة، وهم يشكلون ‏‎30%‎ ‎‏من السكان الفلسطينيين‎. ‎‏ كما هي الحال في سائر الدول العربية، يعاني الفلسطينيون من زيادة سريعة في عدد السكان، تؤدي إلى ضرر بالنمو الاقتصادي.

في الوقت الذي ينشغل فيه زعماء المنطقة في التحضيرات لقمة سلام إقليمية برعاية أمريكية ستُعقد على ما يبدو في الصيف، وينشغل أبو مازن في الحرب اللانهائية ضد معارضيه، تصفية حسابات سياسية، وتحسين علاقاته مع الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، ويكمل يحيى السنوار إجراءات دخوله لمنصبه الجديد ودخول القيادي في حماس، الحركة التي تسيطر على غزة بيد حديدية، وفي الوقت الذي تواصل فيه أجهزة الأمن الإسرائيلية مواجهة العمليات العدائية التي تحدث أحيانا، عمليات الدهس والطعن من قبل الشبان الفلسطينيين، وبينما ما زال السجناء الفلسطينيون في السجون الإسرائيلية يجرون مفاوضات حول شروط اعتقالهم، ويهددون بالإضراب الجماعي عن الطعام بقيادة مروان البرغوثي، هناك شعور عام من الغضب الجماهيري، في الداخل الفلسطينيي، يهدد بالاندلاع في وجه القيادة الفلسطينية وإسرائيل أيضا.

دوار المنارة رام الله (Flash90\Zack Wajsgras)
دوار المنارة رام الله (Flash90\Zack Wajsgras)

لفهم العمليات المختلفة التي يمر فيها الجيل الشاب في المجتمَع الفلسطيني (يتطرق المصطلح الشاب إلى الرجال والنساء في عمر 15-29)، جيل المستقبل الفلسطيني، حاولنا رسم خطوطه. حاولنا معرفة ما الذي يهتم به جيل المستقبل، ماذا يؤثر فيه، يحفزه، ممّ سئم، وهل سيشن هذا الجيل في المستقبَل القريب، انتفاضة عامة؟

في محادثة مع الباحثة الإسرائيلية حول المجتمَع الفلسطيني، دكتور رونيت مرزان، حاولنا رسم خطوط جيل المستقبل الفلسطيني. [(تم الحصول على المعطيات بالأرقام التي تظهر هنا من مصادر مختلفة: الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، أوراد – مركز العالم العربي للبحوث والتنمية، والمركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية (‏PCPSR‏)].

تدعي دكتور مرزان أن من بين الشبّان (في عمر ‏15-29)، فإن الشبان الذين يعربون عن غضبهم ضد إسرائيل من خلال عمليات الطعن، الدهس، وإلقاء الحجارة، في عدة مناطق في الضفة الغربية هم شبان عمرهم 15 حتى 19 عاما. وهم يشكلون نحو %40 من إجمالي السكان الشباب.

يؤمن ‏32%‏ من الشبّان الفلسطينيين أن الاحتلال سيستمر إلى الأبد، على مدى 50 عاما إضافيا على الأقل. بالمقابل، يؤمن %53 أن الاحتلال سينتهي قريبا، خلال 5 حتى 10 سنوات

ثمة ظاهرة أخرى تحدث بين الشبّان في الدول العربيّة وهي الزواج في سن متأخر. هناك ‏16%‏ من الشبّان (في عمر ‏15-29‏) متزوجون مقارنة بـ ‏41%‏ من الفتيات المتزوجات. تكمن المشكلة المركزية في التكاليف المادية الباهظة للزواج. ثمة معطى آخر هام يشهد على ثقافة هؤلاء الشبان إذ إن %40 ينهون دراستهم الثانوية وتنهي مجموعة ضئيلة جدا، نسبتها %13 التعليم للقب الأول.

استعمال الإنترنت: يستخدم معظم الشبّان الفلسطينيين، 70%، الإنترنت في أحيان قريبة، بالمُقابل فإن %23 من الشبّان يعرفون كيف يتصفحون الإنترنت ولكنهم لا يفعلون ذلك، بالمُقابل، قال %7 فقط إنهم لا يعرفون كيف يتصفحون الإنترنت ولا يستخدمونه.

لا يرى الشباب الفلسطيني أي أفق سياسي (Flash90\Wisam Hashlamoun)
لا يرى الشباب الفلسطيني أي أفق سياسي (Flash90\Wisam Hashlamoun)

من جهة الضائقة التي يعاني منها الشبّان الفلسطينيون (وفق الاستطلاعات التي نُشرت عام 2016)، ادعى %79 من الشبّان الفلسطينيين أن المشكلة الرئيسية التي يرغبون في حلها هي إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية مستقلّة. أعرب %7 فقط أنهم معنيون بتحسين ظروف حياتهم. توضح دكتور مرزان أن إنهاء الاحتلال يعني بالضرورة تحسين وضع الشبان سياسيا، لا سيّما تحسين الوضعَين الاقتصادي والاجتماعي الصعبين. وفي هذا الصدد، يؤمن ‏32%‏ من الشبّان الفلسطينيين أن الاحتلال سيستمر إلى الأبد، على مدى 50 عاما إضافيا على الأقل. بالمقابل، يؤمن %53 أن الاحتلال سينتهي قريبا، خلال 5 حتى 10 سنوات.‎ إن الاعتقاد أن الاحتلال سينتهي سريعا، أقوى لدى الشبّان في غزة من الشبان في الضفة الغربية، في أوساط نشطاء حمساويين وأشخاص يعرفون أنفسهم متديّنين أكثر.

لماذا لا تندلع انتفاضة شاملة يشارك فيها فلسطينيون كثيرون، في ظل الوضع الاقتصادي الصعب، نقص الأفق السياسي، واستياء الشبان من القيادة الحاليّة في الضفة وقطاع غزة على حدِّ سواء؟

إذا لم تحدث عملية سياسية حتى عام 2018، وبقي وضع الشبّان الفلسطينيين دون تغيير، فإن احتمال اندلاع انتفاضة ثالثة فلسطينية كبيرة وشاملة كبير جدا (Flash90\Hadas Parush)
إذا لم تحدث عملية سياسية حتى عام 2018، وبقي وضع الشبّان الفلسطينيين دون تغيير، فإن احتمال اندلاع انتفاضة ثالثة فلسطينية كبيرة وشاملة كبير جدا (Flash90\Hadas Parush)

تعتقد دكتور مرزان أن حقيقة عدم اندلاع انتفاضة مسلحة كبيرة وشاملة لا تشهد على الوضع الحقيقي للشبّان الفلسطينيين. فهي تعتقد أن هناك غضبا عارما بطيئا ومتواصلا نجح في جذب اهتمام زعماء الدول العربية أيضا.

فإذا لم يأخذ بالحسبان زعماء الدول العربيّة، حتى قبل بضع سنوات، رأي الشبّان الفلسطينيين، لأنهم كانوا مشغولين في ثورات داخلية، ففي الأشهر الماضية طرأ تغيير في وجهة النظر وبدأ الشبان الفلسطينيون يتصدرون سلم أولوياتهم ثانية. إثباتا على ذلك تشير دكتور مرزان إلى عقد مؤتمرات في القاهرة، إسطنبول، طهران، رام الله، والدوحة، للبحث في قضايا ذات صلة بالشبان الفلسطينيين وحقوق الإنسان.

ادعى %79 من الشبّان الفلسطينيين أن المشكلة الرئيسية التي يرغبون في حلها هي إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية مستقلّة (Flash90\Hadas Parush)
ادعى %79 من الشبّان الفلسطينيين أن المشكلة الرئيسية التي يرغبون في حلها هي إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية مستقلّة (Flash90\Hadas Parush)

هناك دور مركزي للشبان الفلسطينيين فيما يحدث في المنطقة، وكلما ازداد غضبهم تزداد احتمالات حدوث مقاومة في الدول العربيّة ثانية. مثلا، كانت انتفاضة الأقصى (عام 2000) تجربة مصممة للشبان العرب، إذ شاركوا بعد مرور عقد في ثورات “الربيع العربي” وكسروا حاجز الخوف من السلطات العربية.

ثمة مثال على عقد مؤتمر للشبان، هو المؤتمر الذي نظمه محمد دحلان في القاهرة تحت شعار “شبابنا شركاؤنا”. عرض دحلان أمام المشاركين في المؤتمر وجهة نظره السياسية التي تتضمن دمجا بين المقاومة، الحل السياسي، والشراكة السياسية في الحلبة الداخلية، مؤكدا على الحاجة إلى الصمود أمام إسرائيل. حتى أن دحلان انتقد سياسة أبو مازن التهميشية بحق الشبّان الفلسطينيين. شارك في المؤتمر نحو 500 شاب وشابة من قطاع غزة، الضفة الغربية، لبنان، وأوروبا، واختُتِم بسلسلة من التوصيات لزيادة مشاركة الشبان في الحياة السياسية: تجنيد الأموال ودعم الأطر الاجتماعية مثل نواد رياضية وحركات كشافية معدة للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة أيضا؛ التعاون مع منظمات المجتمَع المدني والتربية على التعددية، العمل بموجب القانون، واحترام حرية الفرد.

كان التعاون بين القيادة المصرية، قيادة حماس، ومحمد دحلان من أجل تنظيم المؤتمر، جزءا من الجهود الشاملة لإعادة مكانة مصر بصفتها زعيمة العالَم العربي، ولطرح القضية الفلسطينية على سلم أفضليات الوطن العربي.

تعتقد دكتور مرزان أيضا أنه إذا لم تحدث عملية سياسية حتى عام 2018، وبقي وضع الشبّان الفلسطينيين دون تغيير، فإن احتمال اندلاع انتفاضة ثالثة فلسطينية كبيرة وشاملة كبير جدا. ستكون هذه الانتفاضة موجهة بشكل أساسي ضد القيادة الفلسطينية، إخفاق الزعماء، ولكن ضد الاحتلال وإسرائيل أيضا.

ما هو الهدف من تهديد الأسرى الفلسطينيين بشن إضراب عن الطعام؟ هل يشكل هذا علامة أخرى على الغضب الجماهيري؟

مروان البرغوثي (Flash90)
مروان البرغوثي (Flash90)

تدعي دكتور مرزان أن الأسرى الفلسطينيين يمثلون إشارة لإمكانية اندلاع انتفاضة أو فوضى. فمثلا، قبل اندلاع انتفاضة الأقصى (عام 2000)، شن الأسرى الفلسطينيون في السجون الإسرائيلية إضرابا كبيرا عن الطعام وأثاروا فوضى. “يرغب البرغوثي في إشعال المنطقة خارج السجن. من جهته، تم إبعاده قسرا عن الخارطة السياسية الفلسطينية. ويبدو أن الطريق للوصول إلى مركز الأحداث هو عبر إشعال المنطقة”. وتعتقد دكتور مرزان أن المصلحة الإسرائيلية الأولى هي إطلاق سراح البرغوثي وبأسرع وقت، “فإذا بقي مسجونا سيُحدِث ثورة كبيرة خارج السجن. سيدفع هذا الوضع إسرائيل نحو التوصل إلى مفاوضات حول إطلاق سراح الأسرى لتهدئة النفوس، مثلما حدث حتّى الآن”، تقول دكتور مرزان.

ماذا يحدث الآن؟ هل السنوار هو الرجل الصحيح في الوقت الصحيح؟

القيادي البارز في حركة حماس، يحيى السنوار (Flash90/Abed Rahim Khatib)
القيادي البارز في حركة حماس، يحيى السنوار (Flash90/Abed Rahim Khatib)

تتعرض محاولات حماس لعرض نفسها لاعبا سياسيًّا لصعوبات كثيرة. فقد حظرت نشاط حماس كل من السلطة الفلسطينية، إسرائيل، جزء من الدول العربيّة، والمجتمع المحلي، وفُرِض عليها وعلى مناطق نشاطها حصارا مستمرا، وخاضت مواجهات عسكريّة كثيرة مع إسرائيل.‎ ‎إلا أن التحديات الداخلية، الإقليمية، والدولية تُرغم حماس على متابعة تمسكها بقرارها الاستراتيجي الذي اتخذته عام 2006: أن تكون لاعبا سياسيًّا نشطا وشعبيا في الحلبة الفلسطينية.

إن توقيت اختيار يحيى السنوار قائدا لحماس في قطاع غزة هام جدا لإسرائيل. من المعروف عن السنوار في إسرائيل، أنه قوي وقاس جدا. فتعتقد إسرائيل أنه قد يكون الرجل الصحيح في الوقت الصحيح، فهو قوي وقادر على توجيه غزة نحو مسار بعيد عن الفوضى، اجتثاث عائلات الجريمة التي تسيطر على الأنفاق التي ما زالت قائمة، واجتثاث ظاهرة استخدام المخدّرات المتزايدة. فهو قيادي ذو تأثير كبير في الجناح العسكري في حماس، أقواله مسموعة، وينجح في إدارة الجناح العسكري علنا أيضا. لن تجرؤ كتائب عزّ الدين القسّام على مخالفة تعليماته.

منذ عام 2006، في مقابلة مع وسائل الإعلام الإسرائيلية، ادعى السنوار أنه لا يعارض التوقيع على هدنة طويلة الأمد مع إسرائيل قد تؤدي إلى هدوء وازدهار في المنطقة. وتؤدي أيضا إلى أن يكون السنوار قادرا على السيطرة بشكل أفضل على الفصائل الجهادية السلفية في قطاع غزة وجعلها معتدلة أكثر. قد يكون من الجيد إذا سمحت له إسرائيل بإكمال عملية سياسية دون أن تسخر منه وتحرجه من خلال شن اغتيالات سياسية. ليس واضحا من المسؤول عن اغتيال مازن فقهاء، ولكن تصعّب حالات كهذه على السنوار. من المتوقع أن يتعرض الشبّان الفلسطينيون في غزة لحالة من فرض قيود أمنية وسياسية أقوى.

اقرأوا المزيد: 1258 كلمة
عرض أقل
جنود في طريقهم إلى المنزل بعد خدمة دامت 4 أشهر متتالية في "دلاعت" عام 1998 (تصوير ماتي فريدمان)
جنود في طريقهم إلى المنزل بعد خدمة دامت 4 أشهر متتالية في "دلاعت" عام 1998 (تصوير ماتي فريدمان)

“دلاعت” – قصة نقطة عسكرية إسرائيلية في العمق اللبناني

قصة مثيرة للاهتمام للنقطة العسكرية الإسرائيلية في العمق اللبناني، فهي قصة جيل كامل من الإسرائيليين الذين يرغبون في شطب حرب لبنان من ذاكرتهم. مقابلة خاصة يتحدث فيها جندي عن حرب لبنان بعد أن شارك فيها وظل حيا

يتخيل مَن يفكر في “دلاعت” (دلاعت هي كلمة عبرية تعني القرع أو اليقطين)، غالبًا نبتة لونها برتقاليّ أو أخضر أو حتى أصفر أو أبيض. لن يخطر في باله أن هذه النبتة البسيطة، هي أيضا اسم نقطة عسكريّة إسرائيلية في العمق اللبناني. أقام الجيش الإسرائيلي في الثمانينيات بعد انسحابه من لبنان، موقعا عسكريا استجابة “للاحتياجات الأمنية” الأكثر سرية في الدولة ولمراقبة العدو رقم واحد حتى يومنا هذا، حزب الله، الذي ازدادت قوته.

النقطة العسكرية "دلاعت" في آذار 1998 ويمكن مشاهدة جبل الشيخ في الخلفية (Wikipedia)
النقطة العسكرية “دلاعت” في آذار 1998 ويمكن مشاهدة جبل الشيخ في الخلفية (Wikipedia)

لا يعرف الإسرائيلي العادي تقريبا حرب لبنان 1982. كانت هذه الحرب فترة صعبة، راح ضحيتها ما معدله 20 حتى 30 جنديا إسرائيليا في كل سنة، خلال 18 عاما. بدأت الحرب بتاريخ 6 حزيران 1982، وانتهت في يوم واحد في شهر أيار عام 2000، بعد انسحاب أحادي الجانب للقوات الإسرائيلية، من دون تنسيق مسبق مع الحكومة اللبنانية. في غضون وقت قصير غادر الجيش الإسرائيلي لبنان بعد أن هدم مواقعه ومن بينها موقعي “دلاعت”، و “بوفور”، مغلقا وراءه بوابات الحدود، في الوقت الذي انتشرت فيه قوات جيش لبنان الجنوبيّ في كل مكان، من دون النظر إلى الوراء.

الصحفي والأديب الإسرائيلي - الكندي، ماتي فريدمان (Facebook)
الصحفي والأديب الإسرائيلي – الكندي، ماتي فريدمان (Facebook)

في خريف 2002، بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من لبنان، عاد الصحفي والأديب الإسرائيلي – الكندي، ماتي فريدمان، إلى موقع “دلاعت”. لقد عاد إليه من لبنان ذاته. شاهد فريدمان مبنى الموقع العسكري الذي كان نابضا بالحياة أثناء خدمته العسكرية، مدمّرا وخاليا. “وجدت موقعا مهجورا، ومُدمرا”، قال في مقابلة معه حول كتابه الجديد “دلاعت- نقطة عسكرية في لبنان”.

“عندما رأيت الموقع خاليا ومُدمّرا، شعرت بشعور قوي، فبدأت أفكر بشكل مختلف في الفترة التي خدمت فيها في لبنان. في الموقع المهجور، بدأت أفكر بحجم الوهم. إن إرسال جنود شبان إلى منطقة خاضعة للسيادة اللبنانية، احتجازهم في نقطة عسكرية على تلة والتوضيح لهم أن هذه النقطة العسكرية ونقاط أخرى في القطاع الأمني تهدف إلى الحفاظ على البلدات في شمال إسرائيل، هو عمل جنوني”.

ماتي فريدمان يزور أنقاض "دلاعت" من داخل لبنان عام 2002 (تصوير ماتي فريدمان)
ماتي فريدمان يزور أنقاض “دلاعت” من داخل لبنان عام 2002 (تصوير ماتي فريدمان)

وصل فريدمان، صحفي وأديب عريق من أصل كندي إلى إسرائيل في سن 17 عاما، وبعد مرور سنتين وجد نفسه في النقطة العسكرية “دلاعت” في جنوب لبنان. إن النظرة الخارجية إلى التجربة الغريبة، المثيرة للخوف ولكنها رائعة أحيانا أيضا، خلّفت كتاب – تصفية الحساب النادر حول فترة تفضل إسرائيل نسيانها. تُرجم الكتاب الذي كتبه فريدمان بالإنجليزية إلى العبريّة.

هل ترغب في ترجمة الكتاب إلى العربية؟

“أرغب جدا. أتمنى حدوث ذلك. أرغب جدا أن يتوجهوا إليّ أصحاب دور نشر عربية، ويعرضوا عليّ ترجمة الكتاب إلى العربية أيضا. ينقل الكتابة تجربتي وتجربة أصدقائي في النقطة العسكرية على التلة الأجمل في جنوب لبنان، ويتطرق إلى عالم صغير تسود فيه علاقات الكراهية والمحبة تجاه ذلك المكان، تلك الحرب، لا سيّما إلى فهم أفضل للمجتمع الإسرائيلي، وعمليات مر بها إثر الحرب في جنوب لبنان”.

"عمليات فتح المحاور" باتجاه النقطة العسكرية "دلاعت" 1999 (Wikipedia)
“عمليات فتح المحاور” باتجاه النقطة العسكرية “دلاعت” 1999 (Wikipedia)

يحاول فريدمان في كتابه الجديد أن يروي قصة القطاع الأمني للجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان عبر جدران النقطة العسكرية وقصص بعض الجنود الذين خدموا أثناء الحرب. وفق ادعائه، قصة النقطة العسكرية “دلاعت” هي قصة دولة إسرائيل والشرق الأوسط بأكمله.

هل تعتقد أنه يمكن أن نتعلم من كتابك شيئا ما، حول تعامل إسرائيل اليوم مع حزب الله؟

“ترتبط كل معرفتنا حول ما هي الحرب، بما حدث في لبنان. لا شك أن إسرائيل قوية عسكريّا. كذلك حزب الله قوي وحكيم أيضا. مثلا، حزب الله أقوى من إسرائيل في مجال استخدام الوسائل الإعلامية. كان حزب الله أول من عرف الاحتمال الكامن في الوسائل الإعلامية وكيف يمكن استغلالها لصالحه.

سادت فكرة أثناء حرب لبنان نظرت إلى الجنود نظرة “أولاد الجميع”. سُميت الحركة التي دعت إلى الانسحاب من لبنان حركة “الأمهات الأربع” ويشير استخدام الكلمة “أمهات” إلى أن هناك أطفالا في الجانب الآخر يجب حمايتهم. كانت كل هذه العوامل قائمة منذ حرب لبنان. بصفتنا جنودا، شهدنا حالة من حرب في القرن الحادي والعشرين، حرب من نوع آخر لم تعرفه إسرائيل حتى ذلك الحين. كانت هذه الحرب نموذجية للحروب التي تورطت فيها مثلاً الولايات المتحدة الأمريكية في العراق، أفغانستان، حرب خلّفت ورائها داعش والقاعدة. إذا نظرنا إلى الماضي، فيبدو أننا نحن الإسرائيليون كنا أول من خاض هذا النوع من الحروب”.

هل تتذكر روتينك اليومي في النقطة العسكرية؟ هل قمتم بعمليات عسكرية مكثّفة؟

قافلة سيارات جيب عسكرية بطريقها إلى "دلاعت" 1998(تصوير ماتي فريدمان)
قافلة سيارات جيب عسكرية بطريقها إلى “دلاعت” 1998(تصوير ماتي فريدمان)

“لم يحدث ذلك حقا. لذا أتحدث عن وهم كبير، كنا نقشر البطاطا معظم اليوم، نملأ أكياس الرمل، نشاهد المنظر الريفي الذي كان يطل عبر نقاط الحراسة نحو المعقل الشيعي أمامنا، في النبطية، وأحيانا كنا نتعامل مع تحديات أمنية وضعها أمامنا مقاتلو حزب الله. كانت قوات حزب الله صغيرة ولكنها حكيمة جدا نجحت كل الوقت في أن تثير قلقا لدينا. لم يحدث شيء غالبا، كنا مشغولين كل الوقت في شق الطرقات لتلقي قوافل عسكرية في طريقها إلى منطقة النقطة العسكرية، في التأكد من أن نشطاء حزب الله لم يضعوا ألغاما في الطرقات، وشربنا الكثير من القهوة. وانتظرنا!”

فريسة سهلة للهجوم؟

“تماما. في مساء أحد الأيام كنت داخل ناقلة جنود مدرعة، تعمل على حماية النقطة العسكرية من الخارج وتلقينا خبرا عبر جهاز الاتصال حول الكشف عن 3 أجسام في طريقها نحو النقطة العسكرية في الظلمة. طُلب منا مواجهة التهديد، فتقدمت ناقلة الجنود المدرعة نحو منطقة ذات أشجار كثيفة. سادت أجواء من الظلمة التامة، كان يمكن الشعور بالخوف تماما. بعد مرور بضع دقائق، شعرت بشظية قوية تصطدم بأنفي ومن ثم سمعت انفجارا قويا وشممت رائحة غبار حريق. عندها أدركنا أننا تورطنا. انفجر محرك المدرعة نتيجة الانفجار فلم يكن في وسعنا التقدم. لذلك طلبنا المساعدة عبر جهاز الاتصال. في اليوم التالي، وصل إلى منطقة الحادث مقتفيا أثر لمعرفة ماذا حدث فأخبرا أنه وُضعت في الطرقات متفجرات وأن الأجسام الـ 3 التي شاهدناها كانت خنازير برية عالقة في المنطقة. سئم الجنود من روتين عملهم في النقطة فاستغل حزب الله هذه الحقيقة للعمل ضدنا”.

اليوم الذي تغير فيه كل شيء: 4 شباط 1997

مهبط مروحيات في "دلاعت" 1993(Wikipedia)
مهبط مروحيات في “دلاعت” 1993(Wikipedia)

يذكر فريدمان هذا اليوم جيدا. تدعو إسرائيل هذه الكارثة التي لحقت بـ 73 عائلة بـ “كارثة المروحيات”. كانت كارثة المروحيات التي حدثت بتاريخ 4 شباط 1997 كارثة جوية. اصطدمت فيها مروحيتان لسلاح الجو الإسرائيلي في الجو بينما كانتا تنقلان 73 مقاتلا إلى القطاع الأمني في موقعي “بوفور” و “دلاعت”. حصدت الكارثة حياة 73 مقاتلا.

“عندها طرأ تغيير ما في المجتمَع الإسرائيلي. كان سقوط 73 مقاتلا إسرائيليا حادثا مأسويا بدأ بطرح أسئلة ثاقبة، ضد من نقاتل في لبنان؟ هل هناك حاجة حقا إلى المواقع الدفاعية العسكرية وراء حدود إسرائيل؟ هل تخدم هذه المواقع الهدف الذي بُنيت من أجله؟ طرحت الحركة الاجتماعية “الأمهات الأربع” التي قادت الاحتجاجات الاجتماعيّة للانسحاب أحادي الجانب من لبنان هذه الأسئلة”.

أقامت أربع نساء من سكان الشمال وأمهات جنود خدموا في لبنان حركة “الأمهات الأربع” وهي حركة احتجاجية قامت عام 1997 إثر كارثة المروحيات طالبت بانسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان. بعد مرور 3 سنوات منذ إقامة الحركة، قرر رئيس الحكومة حينذاك، إيهود باراك، تنفيذ وعوده الذي صرح بها أثناء الانتخابات والعمل على انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان.

غلاف الكتاب الذي ألفه ماتي فريدمان حول الحرب فب لبنان
غلاف الكتاب الذي ألفه ماتي فريدمان حول الحرب فب لبنان

هل تعتقد أن هناك علاقة بين الانسحاب من لبنان واندلاع انتفاضة الأقصى بعد مرور نحو خمسة أشهر منذ الانسحاب، في تشرين الأول 2000؟

“لا شكّ. أتطرق إلى هذه النقطة في الكتاب أيضًا. لا شك أن الانتفاضة، كما هو معروف، لم تحدث بسبب الانسحاب من لبنان. ولكن منح الانسحاب إلهاما لبعض الفصائل الفلسطينية. كانت فكرة مقاومة القوات الأجنبية منتشرة في المجتمَع الفلسطيني. أثبت نصر الله أنه ربما من المفضل إدارة مقاومة عنيفة بدلا من الاكتفاء بتسوية تاريخية حقيرة. أتذكر أنه في فترة اندلاع انتفاضة الأقصى، كنت طالبا جامعيا في القدس. كان في مساكن الطلاب الجامعيين تلفزيون، يبث برامج التلفزيون الفلسطيني. كنا نشاهد مقاطع فيديو لحملات دعائية تقارن بين موجة العُنف التي اندلعت في البلاد وبين نجاح عناصر حزب الله في إبعاد القوات الإسرائيلية من لبنان”.

لو التقيت نصر الله لوقت قصير واحتسيت معه القهوة، عمّ كنت ستتحدث؟

“كنت سأسأله إذا كان يشتاق إلى ابنه؟”

أمين عام حزب الله، حسن نصر الله برفقة إبنه هادي نصرالله (Wikipedia)
أمين عام حزب الله، حسن نصر الله برفقة إبنه هادي نصرالله (Wikipedia)

كان هادي، ابن نصر الله البكر، مقاتلا في حزب الله وقُتِل بتاريخ 12 أيلول 1997، أثناء معركة بينه وبين جنود الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان. نُقل جثمانه إلى عائلته في إطار تبادل الجثث في حزيران 1998 مقابل جثة جندي إسرائيلي.

“يبدو أن هذا هو السؤال الوحيد الذي كنت سأطرحه عليه كأب لأربعة أولاد. في نهاية المطاف، نحن بشر وبعد أن ننزع كل الأقنعة نصل إلى الإنسان العادي، وأعتقد أن هذا سؤال كان سيجعل نصر الله يفكر في ابنه الذي فقده أثناء الحرب”.

من تعتقد كان المنتصر في الحرب بين إسرائيل وحزب الله؟

“السؤال الحقيقي هو ما هو الانتصار. لقد نجح حزب الله في إخراج إسرائيل من جنوب لبنان عام 2000. نجح في إلحاق ضربة قاضية في الوعي الإسرائيلي حول قدرات الجيش الإسرائيلي العسكرية في حرب لبنان الثانية عام 2006. هذا أمر مؤكد. ولكن هل نجح في بناء مجتمَع مزدهر كما تعمل إسرائيل اليوم. يحاول الإسرائيليون اليوم العيش رغم كل الصعوبات وبناء مجتمَع سليم، قدر الإمكان. هل هذه هي الحال في لبنان؟ لست متأكدا. أطلق نصر الله “عفريت الحرب الأبدية” ضد إسرائيل. في الوقت الراهن، هذه الحرب ليست قائمة تقريبا لذلك يشارك حزب الله في الحرب في سوريا بقرار من الراعي إيران. تدمر حروب كهذه المجتمعات البشرية وتشكل مشكلة”.

يصف فريدمان في كتابه أحداث مأساوية لموت الجنود وخسارتهم، إلا أن خدمته العسكرية في “دلاعت” لم يترك أثرا فيه. “لم أخسر صديقا”، قال مضيفا “كان الفريق الذي عملت ضمنه محظوظا، لم يلحق بنا ضرر. ربما كان هذا سببا آخر ساهم في قدرتي على كتابة هذا الكتاب. مررت بتجربة قوية وغريبة جدا بشكل أساسيّ. ولكن لم أجتز تجربة أثرت كثيرا في حياتي، ولكني مررت بتجربة تعليمية سريعة ومكثفة حول الشرق الأوسط”.

كانت 18 سنة للجيش الإسرائيلي في لبنان فترة تأسيسية لجيل إسرائيلي كامل، إلا أنه عندما نفحص كم كتابا كُتب عنها، فيبدو أن تلك الفترة انمحت من الذاكرة الجماعية كليا. أكثر من ذلك، يبدو أن تراث الجيش الإسرائيلي يحاول نسيان تلك الفترة الطويلة التي قضاها وراء الحدود. لا تشكل قصة القطاع الأمني جزءا من تراث معارك الجيش الإسرائيلي. يعتقد الجيش الإسرائيلي أن حرب لبنان انتهت عام 1982 تماما”.

اقرأوا المزيد: 1496 كلمة
عرض أقل
ولد فلسطيني في جبل المكبر (Flash90/Kobi Gideon)
ولد فلسطيني في جبل المكبر (Flash90/Kobi Gideon)

جبل المكبر.. قنبلة موقوتة في جنوب القدس

ما الذي قد يُفسّر عدد العمليات الآخذ بالازدياد لمنفذين من قرية مقدسية، كانت هادئة في الماضي وعاش سكانها حياة جيرة طيبة مع السكان اليهود في المناطق القريبة؟

قبل نحو أسبوعَين، تصدر حي جبل المُكبِّر في القدس العناوين ثانية، بعد أن نفّذ أحد سكان القرية، فادي القنبر، عملية دهس، حصدت حياة أربعة جنود إسرائيليّين. على ما يبدو، فإن القنبر تأثر بداعش، أو على الأقل بالأفكار السلفية، وكان استثنائيا في “المشهد” المقدسي. ولكن من المرجح أنه قد تأثر سابقا بالجو في القرية الواقعة في السفوح الشمالية من جبال جنوب القدس، التي خرج منها في السنة الماضية فقط أكثر من ستة فلسطينيين لتنفيذ عمليات ضد الإسرائيليين.

يعيش اليوم في جبل المُكَبِّر نحو 30.000 مواطن. أقام أبناء القبيلة البدوية عرب السواحرة القرية، ومنذ عام 1967 تعتبر قرية مقدسية، ويحمل مواطنوها بطاقات إقامة إسرائيلية.

القرية قريبة من حيي سكن يهوديين كبيرين في جنوب القدس – حي تلبيوت وأرمون هنتسيف. حتى اندلاع الانتفاضة الأولى في نهاية الثمانينات، كانت هناك علاقات جيرة طيبة بين سكان القرية العرب وبين السكان اليهود القريبين.

جبل المكبر (Tamarah)
جبل المكبر (Tamarah)

مع اندلاع أعمال الشغب عام 1987، بدأ السكان في حي جبل المُكبّر يشاركون في المظاهرات حتى أنهم ألقوا الحجارة على الأحياء القريبة منهم بوتيرة عالية، ومنذ ذلك الحين والوضع آخذ بالتدهور، وعلى مدى سنوات شارك عشرات الفلسطينيين من سكان القرية في تنفيذ عمليات ضد اليهود. قُتِل معظم منفذي العمليات، واعتُقِل آخرون.

أثناء انتفاضة الأقصى خرج عدد من الخلايا من جبل المُكبّر لتنفيذ عمليات إطلاق النار ضد قوات الشرطة الإسرائيلية، ومع مرور الوقت بدأ سكان القرية بتنفيذ عمليات أكثر فتكا. ففي عام 2008، دخل علاء هشام أبو دهيم، ابن إحدى القبائل المعروفة في جبل المُكبِّر إلى مدرسة تلمودية يهودية وأطلق النار على طلابها، فقُتِل 8 أشخاص وجُرح كثيرون آخرون. في العام ذاته، خرج قاسم المغربي من القرية ذاتها بسيارته ودهس مجموعة من الأشخاص في غربي المدينة. أصيب 17 شخصا، وأطلق ضابط في الجيش الإسرائيلي النار على المغربي حتى الموت.

في عام 2014، دخل مواطنان من سكان القرية، وهما غسان وعدي أبو جمل، إلى كنيس في القدس الغربية وهما يحملان سكاكين، فأسا، وبندقية. فقد قتلا خمسة مصلين وشرطيا، وجرحا 88 شخصا قبل إطلاق النار عليهما. في عام 2015، نفّذ أبناء القرية ما لا يقلّ عن ست عمليات. أبرزها العملية التي نفذها بلال أبو غنام وبهاء عليان، اللذان استقلا حافلة في القدس الغربية، وقتلا 3 مواطنين رميا بالرصاص. إضافة إلى ذلك، فقد اعتُقِل العشرات من أبناء القرية بعد محاولات طعن جنود، إلقاء حجارة أو مهاجمة إسرائيليين.

الطريق إلى جبل المكبر. "كانت هناك علاقات جيرة طيبة بين سكان القرية العرب وبين السكان اليهود القريبين" (Brian Negin, Flickr)
الطريق إلى جبل المكبر. “كانت هناك علاقات جيرة طيبة بين سكان القرية العرب وبين السكان اليهود القريبين” (Brian Negin, Flickr)

بعد عملية الدهس التي نفذها فادي القنبر، أصبح هاشتاج #عملية_المكبر الأكثر انتشارا في النت وحظيت القرية بمديح الفلسطينيين الذين مجّدوا شجاعة سكانها “الأبطال”. هرب المصوّرون والصحافيون الإسرائيليون الذين وصلوا إلى القرية لتغطية الأحداث خلال وقت قصير خشية أن يُلحق السكان بهم ضررا، وتعرّض أحد المراسلين الذي قرر البقاء في القرية إلى هجوم بألعاب نارية.

منذ ذلك الحين بات يُطرح السؤال – كيف أصبحت القرية الهادئة في القدس الشرقية معادية لإسرائيل، وبات يحلم أولادها بأن يصبحوا شهداء؟

لقد عانت القدس الشرقية طيلة 40 عاما تقريبا من إهمال مُمنهج، سواء كان من قبل السلطات الإسرائيلية أو السلطات المحلية – بلدية القدس. ففي حين تطورت الأحياء اليهودية، وأقيمت فيها مبان جديدة ومتنزهات مُعتنى بها، بقي سكان القرى في شرقي المدينة يعيشون في أحياء قديمة، تفتقر إلى الخدمات الأساسية مثل إخلاء النفايات وإضاءة الشوارع، وتتدفق مياه الصرف الصحي في شوارعها أحيانا.

مؤيدو فتح في جبل المكبر (Flash90)
مؤيدو فتح في جبل المكبر (Flash90)

في العقد الأخير فقط بدأت الأحوال تتغيّر، حتى لو بنسبة ضئيلة فقط. فمنذ أن بدأ رئيس بلدية القدس، نير بركات بشغل منصبه، عيّنَ للمرة الأولى في التاريخ، مستشارا لشؤون القدس الشرقية، الذي بدأ بدفع مشاريع لإعادة تأهيل ظروف المعيشة وتحسينها قدما في القدس الشرقية، ونقل ميزانيات هائلة إليها. ولكن ما زالت الفجوة هائلة، ورغم أنه طرأ تحسن على أحياء معينة في القدس الشرقية، فما زال بعض الأحياء يعاني من الإهمال، ومن بينها حي جبل المُكبّر.

وفق أقوال مسؤول في بلدية القدس، يتضح أن هناك فجوات منذ عشرات السنوات، فرغم الميزانيات المستثمرة في أحياء القدس الشرقية، هناك حاجة إلى تدخل الحكومة لتغيير الأوضاع تغييرا جذريا. وصرح أيضا أن الواقع الأمني المُعقّد، وعدم إنفاذ القانون في أحياء كثيرة، لا يسمحان للبلدية بتوفير كامل الخدمات توفيرا جيدا. فحقيقة أن أحياء أخرى في القدس الشرقية تحظى بتطوير وميزانية أكبر، تعود وفق أقواله إلى تعاوُن السكان، وإن نقص تعاوُن كهذا يزيد من الفجوات فحسب.

بدأت تأثيرات الإهمال إضافة إلى الوضع الاقتصادي الصعب، تترك بصمتها في بداية الثمانينات، إذ بدأت حينها تنظيمات فلسطينية ببناء بنى تحتية في القرية. ولكن التغيير الجذري طرأ أثناء انتفاضة الأقصى، حيث أصبحت القدس مركز الأحداث وشهدت أعمال عنف.

القوات الإسرائيلية في جبل المكبر (Yonatan Sindel Flash90)
القوات الإسرائيلية في جبل المكبر (Yonatan Sindel Flash90)

وفق ادعاء الباحث البروفيسور هيلل كوهين، سادت بين قيادة التنظيم (الجناح العسكري لحركة فتح) في الحي خلافات في الآراء حول عمليات المقاومة لها. ففي حين عارض مسؤول في الحي تنفيذ عمليات ضد المواطنين فقد تعاون مسؤول أقل مكانة بشكل مباشر مع مروان البرغوثي ونفذ عمليات.

ومع مرور الوقت ازداد العنف في الحي. فكلما خرج منفذو عمليات أكثر ازدادت تأثيرات العمليات: عرف أولاد القرية جيدا أين بيت الشهيد، وأين سكن ذات مرة شخص قتل يهودا وأصبح مسجونا، وبات يعتبر بطلا في الحي.

رغم وجود عناصر الشاباك الملحوظ في الحي، فقد نجحت حركة حماس في الدخول إليه أيضا، وأدى الوضع العام من زيادة النفوذ في السنوات الماضية إلى ترك بصماته. قال أحد سكان القرية لموقع الأخبار الإسرائيلي “والاه”: “كان الشيوعيون أقوى فئة هنا. كانت هذه القرية هي الأكثر علمانية. ففي السبعينيات، كان يستهلك المواطنون الكحول. ولكن في عام 1988 تقريبا، دخل الإسلام إلى القرية وبدأوا بالسيطرة عليها. فقد نجحوا في أن يجعلوا الناس يفكّرون أنهم إذا صلوا في المسجد فعليهم التصويت لصالح حماس، وإلا فهم لا يعتبرون مسلمين أو فلسطينيين”.

مؤيدو حماس في جبل المكبر (Flash90)
مؤيدو حماس في جبل المكبر (Flash90)

تشهد حقيقة أن منفّذ العملية الأخيرة الذي خرج من القرية كان من أتباع السلفية، على زيادة تلك العقيدة، ويجب أن تضيء إشارات تحذيرية بين قوى الأمن الإسرائيليية.

في الراهن، طالما أن المفاوضات عالقة، وما زال سكان القدس الشرقية عالقين “بين المطرقة والسندان”، دون أن يحصلوا على جنسية إسرائيلية، ولكن يعيشون خارج حدود الضفة الغربية، فيبدو أنه لن يطرأ تحسن. تلعب شبكات التواصل الاجتماعي دورا هاما أيضا في تأجيج الكراهية والتحريض، وكذلك العقوبات التي تُفرض على القرية بعد تنفيذ كل عملية. من المرجح، إذا كان الأمر كذلك، أن يخرج منفذ عملية آخر من القرية لتنفيذ عملية ضد الإسرائيليين.

اقرأوا المزيد: 933 كلمة
عرض أقل
الرئيس الفلسطيني الراحل، ياسر عرفات (AFP)
الرئيس الفلسطيني الراحل، ياسر عرفات (AFP)

عرفات.. الإسلام، التحريض، والنضال السياسي

كتاب جديد لباحثة إسرائيلية عن ياسر عرفات، يحاول تتبع التغيير الكبير الذي طرأ على خطاب الزعيم الفلسطيني الأشهر في تاريخ الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني وأدى إلى تحويل النضال التحريضي إلى نضال سياسي

يُفكر كل إسرائيلي تقريبا، كان قد عرف عرفات عن قريب أو بعيد بالتأكيد في الأسئلة التالية: هل وقّع ياسر عرفات على اتفاقية أوسلو ولكن كان ينوي خرقها؟ هل كان يهدف خطابه الديني إلى تحريض أبناء شعبه على الكفاح المسلّح المستمر ضدّ إسرائيل؟ هل ووجه اندلاع الانتفاضة الثانية؟ وهل عرفات، الذي مثّل أكثر من أي شخص الشعب الفلسطيني ونضاله ضدّ إسرائيل بدءًا من الستينات وحتى وفاته، هو فعلا الزعيم الذي قاد التغييرات الكبيرة في موقف العالم وإسرائيل من الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني؟

ستكون الإجابات شبه المؤكدة عن هذه الأسئلة الصعبة، سلبية غالبا. في الوعي الإسرائيلي، تجذّر عرفات كشخص كان غير موثوق، مُحرّضا، ومُستخدما كبيرا لكلمة “شهيد” التي كانت تهزّ أركان المجتمع الإسرائيلي.

عرفات لم ينجح في إقامة دولة مستقلة لكنه جعل الفلسطينيين، في نظر المجتمع الدولي شعبا يستحق دولة (AFP)
عرفات لم ينجح في إقامة دولة مستقلة لكنه جعل الفلسطينيين، في نظر المجتمع الدولي شعبا يستحق دولة (AFP)

إلى جانب كل ذلك، كُتبت آلاف المقالات وبعض الكتب كمحاولة لفكّ رموز شخصية “سيد فلسطين”. حتى أنه يبدو أنّ جزءا كبيرا من الكتابات الأكاديمية الموجودة حول نشاط “زعيم الشعب الفلسطيني”، قد كُتب باللغة العبرية. كان المتخصصون الإسرائيليون متحمسين لفهم “الرجل غريب الأطوار” الذي كان يضع الكوفية وحريصا على الحديث أحيانا بلغة رفيعة المستوى وفي أحيان أخرى تحدث بلغة الشعب، من جهة كان يضع على خاصرته مسدّسا مُلقما ومن جهة أخرى كان يلوّح باليد الأخرى رافعا غصن زيتون.

ويحاول كتاب جديد، واسمه “ياسر عرفات – خطاب زعيم وحيد” (إصدار راسلينغ)، للباحثة الإسرائيلية، الدكتورة رونيت مرزان (جامعة حيفا)، عرض وجهة نظر جديدة حول خطابات وأحاديث عرفات من أجل فهم نضاله وخطابه الإشكالي، الذي استخدمه بشكل أفضل وربّما لاستخلاص استنتاجات جديدة حول الصراع المستمر بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

تحدثنا مع الدكتورة مرزان وحاولنا أن نفهم ماذا تجدّد دراستها في الواقع حول عرفات، من خلال التطرق إلى خطاباته، محادثاته الشخصية مع الزعماء، ومقابلاته مع الإعلام الفلسطيني والعالمي. وتطرقنا في المحادثة أيضًا إلى المجتمع الفلسطيني، وسألناها مَن قد يكون وريثا لأبو مازن، كرئيس للسلطة الفلسطينية.

هل كان عرفات زعيما مُحرّفا أم مُحرّضا؟

“لقد كان عرفات، على الأقل بالنسبة لبعض الإسرائيليين، زعيما فلسطينيا لم يحترم اتفاقية أوسلو وألحق الخراب بشعبه عند اندلاع الانتفاضة الثانية بدءًا من تشرين الأول 2000. يُعتبر عرفات، على أقل تقدير، في نظر الكثيرين من السياسيين والإعلاميين الإسرائيليين، محرّضاً مسلماً، اهتم بأن يُحرّض الفلسطينيين ويقودهم نحو التصادم العنيف مع إسرائيل في كل مرة قال فيها “على القدس رايحين.. شهداء بالملايين” أو عندما صرخ متحمّسا “بالروح بالدم نفديك يا فلسطين”.

https://www.youtube.com/watch?v=14t0PdaPNhQ

ولكن تُفسر الدكتورة مرزان أقوال عرفات الذي حرص على ذكرها من فوق كل منصة، بشكل آخر.

لماذا يتم الانشغال مجددا بالشخصية الفلسطينية المثيرة للجدل جدا في أوساط الإسرائيليين والعرب؟

“لا شك أن عرفات يعتبر زعيما للثورة الفلسطينية. فيعتبره الفلسطينيون زعيما حصريا، شرعيا، وحيدا من زعماء الشعب الفلسطيني. ورغم أنه لم ينجح في إقامة دولة مستقلة من أجل الشعب الفلسطيني، إلا أنه جعل الفلسطينيين، في نظر المجتمع الدولي شعبا معرّفا يستحق دولة.

واليوم عندما أنظر في مواقع التواصل الاجتماعي الفلسطينية، ألاحظ الشوق الكبير إليه. يتوق الكثير من الشباب الفلسطينيين إلى التوحيد الذي حرص على رعايته بين الفلسطينيين في رام الله وفي غزة ونابلس، بين الذين يعيشون في القرى والمخيّمات وبين الذين يعيشون في المدن الكبرى. إنّ المجتمَع الفلسطيني مقسّم جدا وما زال يُعتبر عرفات أسطورة رغم أنّه يمكننا أن نسمع بين الفينة والأخرى أيضا أصواتا تعبّر عن اليأس، والتي لا يُطلقها، بالمناسبة، أبناء الجيل الشاب. وإذا أردنا أن نفهم بشكل أفضل المجتمع الفلسطيني والأزمات التي مر بها فلا يمكن تجاهل هذه الشخصية”.

انتفاضة الأقصى عام 2000 (AFP)
انتفاضة الأقصى عام 2000 (AFP)

وتضيف مرزان قائلة “يتتبع كتابي التغيير الذي طرأ على توجه ياسر عرفات عندما استخدم الرموز الدينية للتحريض وحتى أصبح يستخدم الرموز الإسلامية الواضحة مثل الجهاد، الاستشهاد، صلح الحديبية، وحراسة الأماكن المقدسة في الأقصى، لأغراض تحويل النضال الفلسطيني من الخطاب العنيف والمسلّح إلى الخطاب الذي يعمل على التسوية التاريخية والنضال السياسي تجاه الإسرائيليين”.

أثّرت خمسة أحداث مؤسِّسة، في أنماط الخطاب الوطني – السياسي لدى عرفات: انتفاضة 1987، مؤتمَر مدريد، اتفاقية أوسلو، فشل مؤتمر كامب ديفيد عام 2000، وانتفاضة الأقصى. والسؤال هو ماذا يمكن أن يكون ملائما أكثر للمجتمع الفلسطيني التقليدي – المتديّن، سوى الخطاب الديني، الذي استخدمه عرفات كأداة للتجنيد. سعى أحيانا إلى استخدام خطاب الجهاد والاستشهاد، بهدف تجنيد الفلسطينيين للكفاح المسلّح وفي أحيان أخرى استخدمه من أجل النضال السياسي. “فعلى سبيل المثال عندما تحدث عرفات عن الجهاد، عندما كان في الستينات، السبعينات، الثمانينات في الدول العربيّة، كان يقصد الجهاد العسكري. وبعد اتفاقية أوسلو أوضح لأبناء شعبه، في معسكر الدهيشة للاجئين، أنّ هناك حاجة إلى الانتقال من “الجهاد الأصغر”، والذي هو كما ذكرنا الجهاد المسلّح إلى “الجهاد الأكبر”، أي النضال السياسي وفقا للحديث النبوي. ارتعدت أركان المجتمع الإسرائيلي عندما سمعت كلام عرفات عن الجهاد وأشار إليه الإسرائيليون على أنه لا يمكن الوثوق به واعتبروه شخصا يرغب في طرد جميع الإسرائيليين من أرض الآباء” فحسب، كما تقول مرزان.

مراسم توقيع اتفاقيات أوسلو بين إسرائيل والفلسطينيين في البيت الأبيض (AFP)
مراسم توقيع اتفاقيات أوسلو بين إسرائيل والفلسطينيين في البيت الأبيض (AFP)

يدعي الكثير من الإسرائيليين أنّ تطرق عرفات إلى صلح الحديبية في خطاباته، بعد نحو نصف عام من توقيع اتفاقية أوسلو، هو دليل على أنه أراد متابعة الجهاد ولم يقصد حقا تنفيذ الجزء المتعلق به في الاتفاقية. ما رأيك في استخدام مثل هذا الرمز الإسلامي الواضح، هل قصد حقا انتهاك اتفاقه مع الإسرائيليين؟

“يدعي معظم الباحثين الإسرائيليين أنّ عرفات قد غمز الشعب الفلسطيني وسط هذا الخطاب وأنّه أراد أن يقول لشعبه “أوقع على اتفاقية أوسلو ولكني لا أنوي حقا تنفيذها. وأنا أدعي أن عرفات لم يقصد انتهاك اتفاقية أوسلو وإنما أن يضع نفسه كخليفة للنبي محمد، ممّا يعني أنه، مثل النبي محمد، قد أظهر حكمة سياسية ورغم معارضة عمر بن الخطاب لصلح الحديبية، فقد وقع عليه. هكذا ادعى عرفات أنه هو أيضًا، رغم المعارضة الإسلامية، وخصوصا من حماس، والمعارضة الداخلية، في أوساط قيادات صفوف حركة فتح، لاتفاقية أوسلو، فهو كخليفة للنبي محمد، أظهر حكمة سياسية، وقع على اتفاقية أوسلو، وخاطر بنفسه سياسياً. ولكن في الوقت ذاته أوضح أنّه إذا انتهك الإسرائيليون الاتفاق، فلن يلتزم به أيضًا”.

كان الخطاب البطولي الذكوري الذي اعتمده عرفات في مخيّمات اللاجئين، في الدول العربية، في أراضي الضفة الغربية، وقطاع غزة حتى توقيع اتفاقية أوسلو، وهو “سلام الشجعان” كما وصفه، إلى حد كبير أيضًا ردّ فعل على الخطاب البطولي الصهيوني والإسرائيلي. بكلمات أخرى، جاءت أسلمة الصراع كردّ فعل ضدّ تهويده.

وأكثر من ذلك، تدعي الدكتورة مرزان أنّه “عندما قرر ياسر عرفات أنه من المفضّل له التوصل إلى تسوية سياسية، بعد أن أدرك أنّ بقاءه السياسي في خطر، وجد نفسه في الواقع يقف أمام إسحاق رابين. فبينما كان رابين أسطورة إسرائيلية، “سيد الأمن”، هزم الجيوش العربية، وجد ياسر عرفات نفسه، وهو لاجئ قد طُرد من كل دولة عربية قدِم إليها، يقف أمام رابين ويوقع على اتفاقية سلام، تحديدا مع الشخص الذي هزم الجيوش العربية”.

ماذا تعتقدين أنه يحدث اليوم في المجتمع الفلسطيني؟

“إنّ الوصف الأهم، في نظري، اليوم الذي يصف المجتمع الفلسطيني هو “الانهيار”. المجتمع الفلسطيني متصدّع وممزّق ليس فقط بين فتح وحماس وإنما أيضا هناك تصدّعات عميقة أكثر بين أولئك الذين في رام الله وأولئك الذين في نابلس، تصدعات واسعة بين أبناء مخيّمات اللاجئين وبين الذين يسكنون في المدن الكبرى، وهلمّ جرا. تجري عملية مثيرة للاهتمام في المجتمع الفلسطيني: كانت توفر العائلة في المجتمع الفلسطيني الحماية الاقتصادية، الاجتماعية، الأخلاقية، المعنوية، والمادية لأفرادها. رويدا رويدا كلما مرت العائلات بعملية التحضّر، تفكّكت العشائر الكبرى. مع إقامة أجهزة السلطة الفلسطينية تولت السلطة جزءا من هذه الأدوار الرئيسة: الأمن الاقتصادي والمادي. كان يفترض بالدولة الفلسطينية عند إقامتها أن تبني بنى تحتية اقتصادية، توفر للمواطنين أمانا، مسكنا، عملا، وما إلى ذلك… ولكن عندما توقفت الدولة عن توفير الخدمات الأساسية وبدأ يرى الجيل الشاب كيف أن قادة السلطة الفلسطينية والقادة في غزة يسرقون خزينة الدولة، بدأت هذه الأدوار تعود إلى العشائر الفلسطينية. نتيجة لذلك نرى التسليح الهائل في أوساط العائلات الكبرى التي تشتري كميات هائلة من السلاح وتخزّنها من أجل الدفاع عن أفرادها ومصالحهم الاقتصادية. إضافة إلى ذلك، هناك أيضا انعدام الأفق السياسي وعدم استقرار الأمن الاقتصادي مما سيؤدي إلى احتمال انفجار كبير الأبعاد والذي سيصل، في نهاية المطاف، إلى عتبة إسرائيل”.

إذا لم ينجح أبو مازن، في أن يكون منقذا للوضع، زعيما للفلسطينيين وكابحا للتفكك الشامل في المجتمع الفلسطيني، فمن بحسب رأيكِ يمكن أن يقوم بذلك؟

صورة مروان البرغوثي و ياسر عرفات على لافتة في رام الله (Abed Rahim Khatib Flash 90)
صورة مروان البرغوثي و ياسر عرفات على لافتة في رام الله (Abed Rahim Khatib Flash 90)

“لا أعلم إذا كان العالم يفهم ماذا يحدث داخل المجتمع الفلسطيني. يدور الحديث عن مجتمع لا ينجح في تنظيم انتخابات للسلطات المحلية. يعيش الفلسطينيون في الواقع، بدءًا من انتهاء الانتفاضة الثانية وبعد ثلاثة جولات من الحرب في غزة، في حالة يأس تام، فمن جهة لا يُرى أفق سياسي ومن جهة أخرى لا ينجح الكفاح المسلّح في إيجاد أي تغيير سياسي أو التعرّف على معاناة الفلسطينيين. أعتقدُ أنّه كان هناك احتمال للتوصل إلى تسوية سياسية مع أبو مازن أكثر من ياسر عرفات ولكن خسر القادة الإسرائيليون هذه الفرصة. تقزّم القيادة الإسرائيلية اليوم أبو مازن، فهو أيضًا في رأيي زعيم غير ذي صلة بالنسبة لقطاعات واسعة من أبناء شعبه. أصبح أبو مازن ضعيف جدا في المجتمع الفلسطيني وفي المجتمع الدولي على حد سواء، لذلك أعتقد أنّ مروان البرغوثي هو الوحيد الذي بإمكانه اليوم توحيد الفلسطينيين وإنقاذ المجتمع الفلسطيني من الفوضى”.

وتدعي الدكتورة مرزان أنّ إسرائيل ستُبدي حكمة إذا أطلقت سراحه من السجن. “مروان البرغوثي هو زعيم أصيل، ورغم أنه ليس مرغوبا به في أوساط الجمهور الإسرائيلي ويده ملطخة بالدماء، ولكنه مقبول تقريبا على جميع الفصائل الفلسطينية، على حماس وعلى الجهاد الإسلامي وهو قادر أيضا على أن يجمع حوله أشلاء المجتمع الفلسطيني. بل إنّه مقبول على زعيمين بارزين جدا في المجتمع الفلسطيني، وهما سلام فياض ومحمد دحلان، ويعتبر أيضًا ليبراليا جدا، ويمكن ملاحظة ذلك من خلال قراءة كتاباته عن مكانة المرأة الفلسطينية وطريق تمكينها. أعتقد أن مروان يدرك أيضًا أنّه إذا أطلقت إسرائيل سراحه، فإنّ نافذة فرصه ستكون صغيرة ولن يستطيع قيادة الفلسطينيين إلى انتفاضة أخرى. إذا أدركت إسرائيل مكانة البرغوثي، يمكنها أن تمنع جولة العنف القادمة التي ستصل إلى عتبتها”.

اقرأوا المزيد: 1474 كلمة
عرض أقل
صور سرير الطفلة هلال وهو مضرّج بالدماء (Facebook)
صور سرير الطفلة هلال وهو مضرّج بالدماء (Facebook)

إدانات شديدة في إسرائيل إثر عملية الطعن في كريات أربع

مقتل طفلة في الثالثة عشرة. "علينا أن نعمل كل ما في وسعنا لكي يتوقف جرح وقتل الأطفال الإسرائيليين والفلسطينيين على حدٍّ سواء"

تُوفيت طفلة في الثالثة عشرة بعد طعنها وأصيب أيضا شخص آخر بجروح متوسطة في العملية التي جرت اليوم (الخميس) في مستوطنة كريات أربع.

اجتاز منفذ العملية، محمد الطرايرة، ابن السابعة عشر عاما من قرية بني نعيم قرب الخليل، نحو الساعة 9:00 جدار البلدة، وتسلل إلى منزل أسرة أريئيل ومن ثم طعن الطفلة هلال-يافيه أريئيل عدة مرات وهي في سريرها. اقتحم أعضاء فرقة الحراسة في كريات أربع المنزل وقتلوه. أصيب أحدهم، في الواحدة والثلاثين، أثناء إطلاق النار بجروح متوسطة. الطرايرة هو من أقارب أسرة الشاب الذي نفذ عملية الدهس عند مدخل كريات أربع في آذار الماضي وأُطلقَت عليه النار حتى الموت.

في أعقاب العملية، يستعد الجيش الإسرائيلي لفرض طوَّق كامل على قرية بني نعيم، وقد سيطر على منزل محمد الطرايرة. قبل خمسة أيام كتب الطرايرة في الفيس بوك: “الموت حق وأنا أطالب بحقي”، وأضاف أغنية تمجد زعماء قتلوا يهودا. وهذه الليلة، قبل أن ينفذ العملية، غيّر عدة مرات صورته الشخصية، كما يبدو انطلاقا من علمه أنّه سيصبح شهيدا معروفا.

منفذ عملية الطعن الشاب محمد الطرايرة (Facebook)
منفذ عملية الطعن الشاب محمد الطرايرة (Facebook)

سُمعت انتقادات وإدانات شديدة إثر العملية في إسرائيل كانت قد عبرت عنها كافة أطراف الطيف السياسي، وأثارت صدمة لدى الشعب، من بين أمور أخرى، بسبب صور سرير الطفلة هلال وهو مضرّج بالدماء. قالت والدة الطفلة التي طُعنت: “لقد كانت طفلتي نائمة، هادئة، وهي طفلة مسرورة. وصل إرهابي إلى كريات أربع، بينما كانت في سريرها وقتلها… لأنني أم لست قادرة على قول أي شيء. أطلب فقط أن ينظر كل واحد إلى الألم. تعالوا لمشاركتنا في عزائنا، ورفع معنوياتنا، وللإظهار أن كريات أربع هي لنا، وهي مكان يمكن العيش فيه”.

قال رئيس الحكومة نتنياهو: “يوضح القتل المروع لطفلة بريئة وهي في سريرها، توق الإرهابيين الذين نواجههم إلى القتل وعدم الإنسانية لديهم ومدى حجم التحريض الذي يعيشونه”. وبعد استشارة وزير الأمن أعلن نتنياهو “ستُسلب تصاريح العمل من العائلة التي خرج منها منفذ العملية، وفي هذه الأثناء يُفحص طلب هدم منزل الإرهابي”.

وقال الوزير أوري أريئيل من الحزب اليميني “البيت اليهودي”، وهو ابن عم والد هلال: “إن واقع التحريض من قبل أبو مازن يؤدي إلى قتل اليهود. سيكون انتقامنا على ذلك من خلال بناء البلاد وسنبذل جهودا لبناء كل أرض إسرائيل. لا أحد قادر على طردنا. تقع بين الأردن والبحر دولة واحدة، وهي دولة إسرائيل ذات السيادة هنا”. وقال وزير المواصلات والاستخبارات، يسرائيل كاتس (حزب الليكود) معلّقا على العملية إنّه “يجب منذ الليلة طرد أسرة قاتل الفتاة من كريات أربع إلى سوريا أو إلى غزة”.

وكتب عضو الكنيست دوف حنين من القائمة المشتركة: “مروّع أن نسمع أن الطفلة هلال يافيه أريئيل في الثالثة عشرة، قد طُعنت حتى الموت وهي في سريرها، في مستوطنة كريات أربع. يدفع الأطفال مجددا ثمن الأفعال، الجرائم، الأخطاء الفظيعة التي نرتكبها نحن البالغون. علينا أن نبذل كل ما في وسعنا لوقف إصابة وقتل الأطفال الإسرائيليين والفلسطينيين على حدٍّ سواء… يجب كسر دائرة الدماء من الحرب والاحتلال. ويمكن القيام بذلك فقط من خلال التقدّم نحو السلام، الاستقلال، والعدالة للشعبين”.

اقرأوا المزيد: 450 كلمة
عرض أقل
جانب من الحرم القدسي الشريف (Zack Wajsgras/Flash90)
جانب من الحرم القدسي الشريف (Zack Wajsgras/Flash90)

الكنيست تلغي حظر زيارات الحرم القدسي للنواب العرب واليهود

بموجب القرار الجديد ستتاح زيارات النواب العرب للحرم القدسي الشريف لأداء فرائض شهر رمضان، وفي ختام الشهر الفضيل زيارات النواب اليهود

14 يونيو 2016 | 09:49

قرّر رئيس الكنيست، يولي أدلشتين، مساء الاثنين، إلغاء الحظر الذي فرضته الكنيست من قبل على أعضائها، بخصوص زيارة الحرم القدسي الشريف. وجاء هذا التغيير في موقف البرلمان الإسرائيلي في أعقاب توجهات عديدة من قبل النواب العرب، أبدوا خلالها رغبتهم في أداء فرائض شهر رمضان.

ووفق التوجيهات الجديدة سيتمكن النواب العرب من زيارة المكان المقدس خلال شهر رمضان، وفي نهاية الشهر الفضيل ستسمح زيارة النواب اليهود الراغبين في زيارة المكان.

وكانت الحكومة الإسرائيلية، بتوصية الشرطة الإسرائيلية وجهاز الأمن الداخلي، قد منعت زيارات النواب في الحرم القدسي، في أعقاب اندلاع انتفاضة الأقصى، منذ نحو ثمانية أشهر.

اقرأوا المزيد: 92 كلمة
عرض أقل
نداف أرغمان (ادارة الاعلام, شاباك)
نداف أرغمان (ادارة الاعلام, شاباك)

رئيس الشاباك الجديد يتولى منصبه اليوم

الرجل الذي تولى قيادة عمليات الشاباك أثناء انتفاضة الأقصى ولم يخبر حتى والديه بمنصبه الجديد - كل ما تحتاجون إلى معرفته عن نداف أرغمان

رئيس شاباك جديد في إسرائيل: سيتولى نداف أرغمان منصبه اليوم وسيشغل منصب رئيس الشاباك السابق، يورم كوهين. ترعرع أرغمان ابن 55 عاما، في كيبوتس في سهل بيسان. بعد خدمته العسكرية في وحدة خاصة، بدأ أرغمان طريقه في الشاباك عام 1983. في البداية، كان مقاتلا، وشغل في شعبة العمليات أكثر من عشرين عاما مناصب عديدة ومتنوعة. بين 2003-2007 شغل منصب رئيس شعبة العمليات في الشاباك. كان حاضرا في فترة انتفاضة الأقصى ويُذكر أن أرغمان كان وقتها يُعتبر قائد العمليات في التنظيم، بدءا من عمليات الاعتقال وحتى عمليات اغتيال كبار مسؤولي الذراع السياسي والعسكري لحماس. مؤخرا عندما سُئل أرغمان ما هي أكثر إشكالية تُشغل باله، أجاب قائلا إنها إمكانية أن تُفاجِئ حماس عن طريق تنفيذ عملية إرهابية كبيرة في القطاع.

بعد خدمته في شعبة العمليات، أرسِل أرغمان لتمثيل الشاباك في الولايات المتحدة. وعند عودته إلى إسرائيل في العام 2011، عُيّنَ للمرة الأولى في منصب نائب رئيس الشاباك. في العام 2014 أرسِل للمشاركة في لجنة الطاقة الذرية لمدة سنة وبعد ذلك عاد ليُشغل منصب نائب الشاباك.

رئيس الشاباك الجديد نداف أرغمان (ادارة الاعلام, شاباك)
رئيس الشاباك الجديد نداف أرغمان (ادارة الاعلام, شاباك)

لقد أوصى كوهين، رئيس الشاباك، بتعيين أرغمان وريثا له وأثنى عليه قائلا: “كلي ثقة أن خبرة نداف الغنية والمتنوعة، إلى جانب قدراته الشخصية والمهنية، ستخوله لتأدية خدمته بنجاح استعدادا لتحديات الحاضر والمستقبل. وأؤمن أن تعيين مرشح كان قد نما في صفوف التنظيم من شأنه أن يسمح للخدمة بأن تحقق أهدافها على أكمل وجه”.

قال رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، إن أرغمان في جبعته “خبرة تشغيلية وقيادية مثبتة وغنية للغاية في خدمة الأمن العام. إنني على ثقة تامة أن الشاباك بقيادته سيظل قويا تشغيليا وتكنولوجيا وسيحمي أمن إسرائيل.”‎ ‎

قال رئيس الدولة رؤوفين ريفلين في حديث له مع أرغمان بمناسبة التعيين، إنه يتمنى له النجاح وأن “يوفر لمواطني إسرائيل أن يعيشوا, قدر الإمكان، حياتهم اليومية حتى في الأيام الصعبة التي نعيشها مؤخرا”.

قال والدا أرغمان إنهما سمعا نبأ تعيين ابنهما من وسائل الاعلام، “لأنه محترف في التكتم”.

اقرأوا المزيد: 293 كلمة
عرض أقل
عملية تفجير حافلة في القدس (Flash90/Nati Shohat)
عملية تفجير حافلة في القدس (Flash90/Nati Shohat)

ردود فعل غاضبة على عملية تفجير الحافلة في القدس

رئيس حكومة إسرائيل، بنيامين نتنياهو، يلتزم بملاحقة المسؤولين عن العملية الإرهابية في القدس. نواب كنيست من اليمين: هذا إثبات على أنه ممنوع الخروج من المدن الفلسطينية

تطرق رئيس حكومة إسرائيل، بنيامين نتنياهو، البارحة (الإثنين) إلى العملية الإرهابية التي طالت حافلة في القدس قائلا: “أتمنى الشفاء العاجل للمُصابين. سنصل إلى الإرهابيين المسؤولين عن هذه العملية، وإلى من يقف خلفهم أيضا وسنُحاسبهم. نحن في حرب دائمة مع الإرهابيين”.

وقال نائب الكنيست بيتسلئيل سموتريتش (البيت اليهودي)، من حزب اليمين الاستيطاني: “من كان بحاجة إلى توضيح حول ماذا سيحدث إذا لم يمارس الجيش الإسرائيلي نشاطه داخل المدن العربية في الضفة الغربية فقد حصل على الإجابة اليوم. تُمنع العودة إلى إخفاقات أوسلو التي حصدت الكثير من الأرواح”.

وقال زعيم المُعارضة، النائب يتسحاك هرتسوغ، في رده على العملية: “خُرق الهدوء الوهمي من جديد من قبل قتلة سفلة هدفهم هو المس بحياة الإسرائيليين الأبرياء. الجيش الإسرائيلي جيش قوي، شجاع ومقدام وسوف يجد الإرهابيين ويتعامل معهم من دون رحمة ومن دون تردد”.

لا يزال يرقد في مُستشفيات القدس 13 شخصًا، ممن أُصيبوا في العملية الإرهابية، ولا يزال تحقيق الشرطة مُستمرًا. لم تُعرف بعد هوية أحد المُصابين الذي وصفت حالته بأنها خطيرة، ويتم فحص إمكانية أن يكون هو ذاك الذي وضع العبوة الناسفة التي أدت إلى تفجير إحدى الحافلات واشتعال حافلة أُخرى كانت قرب مكان التفجير.

لا تتسرع جهات في الشرطة الإسرائيلية وشرطة القدس، على الرغم من العملية القاسية، بالقول إن هذه العملية هي نقطة تحول في موجة الإرهاب الحالية وزيادة في العمليات العدائية.

وقد أظهرت نتائج التحقيق الأولية أن العبوة الناسفة التي تفجرت في الجزء الخلفي من الحافلة كانت عبوة صغيرة تم تركيبها بشكلٍ هاوٍ. لم يُعثر حتى الآن على كمية كبيرة من الشظايا، وهذا المُعطى كان يُميز عمليات التفجير الانتحارية في الماضي. تُعزز هذه المُعطيات تقديرات الشرطة أنه لا تقف خلف هذه العملية أية مُنظمة إرهابية ممأسسة.

اقرأوا المزيد: 260 كلمة
عرض أقل
  • عناصر الجبهة الشعبية يحرقون صور محمود عباس
    عناصر الجبهة الشعبية يحرقون صور محمود عباس
  • ليونيل ميسي (AFP)
    ليونيل ميسي (AFP)
  • تويتر
    تويتر
  • كرين غورن (Facebook)
    كرين غورن (Facebook)
  • باحة المسجد الأقصى (GPO)
    باحة المسجد الأقصى (GPO)

الأسبوع في 5 صور

إسرائيل تريد الحفاظ على الوضع الراهن في الأقصى، مصر تستعر حول الجزيرتين، ومن هو لاعب كرة القدم الأكثر ثراء ميسي أم رونالدو؟

16 أبريل 2016 | 08:34

كما في كل أسبوع، يلخّص لكم طاقم هيئة تحرير موقع “المصدر” الأحداث الإعلامية الأكثر أهمية أو فضولا والتي ربّما فوّتموها، بالصور

إسرائيل لا تريد تصعيد الأوضاع في الأقصى

باحة المسجد الأقصى (GPO)
باحة المسجد الأقصى (GPO)

في الأسبوع القادم، سيحلّ عيد الفصح اليهودي وقد عقد رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، جلسات استعداد أمني قبيل العيد القريب. تقرر في الجلسة أن رسالة إسرائيل الرئيسية هي أنها تلتزم بالحفاظ على الوضع الراهن في الأقصى وأنها لا ترغب في حدوث توتر أمني في فترة الأعياد.

منذ الجلسة، نُقلت سلسلة من الرسائل حول هذا الموضوع إلى الأردن والسلطة الفلسطينية من خلال قنوات مختلفة. على سبيل المثال بدأت الحملة الدعائية الوطنية بالعمل على إرسال رسائل إلى مواقع التواصل الاجتماعي العربية. وأجرى منسّق العمليات في الأراضي، اللواء يوآف (بولي) مردخاي، في الأيام الماضية، مقابلة مع وكالتي الأنباء الفلسطينية “معًا” و “إيلاف” حول هذا الموضوع. كما ووجّه الناطق باسم الحكومة، الناطقة باسم الشرطة الإسرائيلية، والناطق باسم الجيش الإسرائيلي رسائل تهدئة حول الموضوع إلى الإعلام العربي.

يحرقون صور أبو مازن؟

عناصر الجبهة الشعبية يحرقون صور محمود عباس
عناصر الجبهة الشعبية يحرقون صور محمود عباس

أحرقت عناصر من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في غزة، هذا الأسبوع، صور الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، على خلفية قرار وقفه المخصصات المالية للجبهة من الصندوق القومي التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية‎.

ورددت عناصر الشعبية شعارات مسيئة بحق رئيس السلطة الوطنية، كان بعضه يتهمه بالعمل لصالح إسرائيل والتنسيق الأمني وأخرى تطالبه بالرحيل فيما قال البعض “يا عباس يا عميل بعت البلد بالفلوس”.

من هو لاعب كرة القدم الأكثر ثراءً في العالم؟

ليونيل ميسي (AFP)
ليونيل ميسي (AFP)

يعتبر ليونيل ميسي في نظر الكثيرين لاعب كرة القدم الأفضل في العالم وهو يتقاضى أجرا وفقا لذلك أيضًا. وفقا لفحص أجرته مجلة “France Football”، فإنّ ميسي هو لاعب كرة القدم صاحب الأرباح الأعلى في العام 2015 – 74 مليون يورو، أكثر بـ 9 ملايين مقارنة بأرباحه في العام 2014. تتضمن الأرباح راتبه وعقود الإعلان.

يأتي بعد ميسي فورا، كما هو متوقع، كريستيانو رونالدو، مع 67.4 مليون يورو. ويأتي نيمار، زميل ميسي في فريق بارسا، في المركز الثالث مع 43.5 مليون يورو.

السيسي يتورّط بتسليم الجزيرتين

تويتر
تويتر

طوال الأسبوع انشغل المصريون بشكل أساسيّ بالانتقادات اللاذعة ضدّ الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، وقراره بمنح السعوديين جزيرتين عند مضائق تيران.

في يوم الأربعاء الماضي، ردّ السيسي على الانتقادات الشديدة التي صدرت ضدّ هذه الصفقة التي وقّعها مع سلمان، ملك المملكة العربية السعودية، قائلا: “نحن لا نبيع أرضنا إلى أحد”، كما أكّد السيسي في خطاب ألقاه أمام مسؤولين رسميين في الدولة وأمام صحفيين. “لماذا المواطنون المصريون أكثر تشككا من مواطني الدول الأخرى؟”، تساءل السيسي وقال على الخبراء ورجال الدين أن يبدوا رأيهم حول هذا السؤال.

قال السيسي إنّ الجزيرتين قد سُلّمتا إلى السعودية عام 1950 من قبل ملك مصر فاروق لأغراض دفاعية، وإنّها تعود إلى المملكة السنية. وأكد على أنّ الأمر قد اعتُرف به من قبل الرئيس الأسبق حسني مبارك عام 1990.

نسوية، جذابة ولا تخجل من وزنها

كرين غورن (Facebook)
كرين غورن (Facebook)

طُرح في التلفزيون الإسرائيلي هذا الأسبوع برنامج واقع للخَبز والذي شاركت فيه إحدى الحكّام في المسابقة وهي طاهية تحظى بتقدير كبير في مجال الحلويات في إسرائيل.

كرين غورن التي قدّمت على مدى سنوات برنامج خَبز وأصدرت كتب طبخ من الأكثر مبيعا، ازدادت بدانة بشكل كبير خلال السنين وفوجئ مشاهدو الحلقة الأولى من برنامج الواقع باكتشاف الأبعاد التي وصلت إليها ولم يوفّروا الانتقادات الشديدة حول وزنها الزائد.

وردّت غورن بغضب في الفيس بوك على الانتقادات القاسية وكتبت: “أصبح وزني موضوعا للنقاش الوطني… إذن لدي أخبار: ليس علينا جميعا أن نصبح عارضات أزياء لفيكتوريا سيكريت. باعتباري كنت سمينة دائما تقريبا، وشعرت بالراحة مع جسمي دائما، فأنا بالتأكيد لا أنوي الاعتذار… وأنا لا أنوي، تجويع نفسي من أجل ملاءمة النموذج المحدود جدا الذي يطلبه المجتمع“. وأضافت أيضا في منشور غاضب: “أنا فخورة بحمل راية نموذج نسوي ليس هزيلا ولا زال يحبّ ذاته… لكل القلقين على صحتي – أنا أدير أسلوب حياة متوازن، أتمرّن بانتظام مع مدرّب لياقة بدنية، وبشكل أساسي لا أحمّل قلبي بالحماقات”.

اقرأوا المزيد: 580 كلمة
عرض أقل