قال يوكيا أمانو مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية اليوم الإثنين إن إيران تقوم بتخفيض أكثر مخزوناتها المعرضة للانتشار النووي عملا باتفاقها التاريخي مع القوى العالمية لكن هناك الكثير من العمل يتعين القيام به لتبديد كل المخاوف بشأن أنشطة إيران النووية.
ومن بين الإجراءات التي تتخذها إيران منذ سريان الاتفاق المؤقت في 20 يناير كانون الثاني تخفيف تركيز مخزوناتها من اليورانيوم عالي التخصيب إلى تركيز انشطاري لا يناسب أي محاولة لصنع قنبلة نووية.
وأوضح أمانو أن إيران احرزت تقدما كبيرا في هذا الصدد للحصول على دفعة قيمتها 450 مليون دولار مقررة في أول مارس آذار من الأموال الخارجية المجمدة وقدرها 4.2 مليار دولار.
وللوكالة الدولية للطاقة الذرية دور محوري في التحقق من وفاء إيران بجانبها من الاتفاق ومدته ستة أشهر وهو الحد من برنامجها النووي المثير للجدل مقابل تخفيف بعض العقوبات التي أضعفت اقتصادها المعتمد على النفط.
وقال أمانو في إشارة إلى الاتفاق الذي أبرم في 24 نوفمبر تشرين الثاني في جنيف بين إيران والولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا وروسيا والصين وبريطانيا “حتى اليوم الإجراءات التي اتفق عليها بموجب خطة العمل المشتركة تنفذ كما هو مخطط لها.”
ووفقا لنسخة من كلمته قال أمانو في اجتماع مغلق لمجلس محافظي الوكالة المؤلف من 35 عضوا إن هذه الإجراءات تشمل “تخفيف تركيز نسبة من المخزون” من غاز اليورانيوم المخصب حتى 20 في المئة إلى مستوى تخصيب أقل.
وعلقت إيران بموجب الاتفاق تخصيب اليورانيوم إلى تركيز انشطاري عند 20 في المئة – وهي خطوة تقنية لا تبعد كثيرا نسبيا عن المستوى المطلوب لصنع قنابل نووية – وتتخذ إجراءات لتحييد مخزوناتها من هذه المادة.
وفي المقابل تحصل إيران تدريجيا على إيراداتها النفطية المجمدة في الخارج والبالغ قيمتها 4.2 مليار دولار وتحصل على إعفاء من بعض العقوبات الأخرى. وسيدفع هذا المبلغ على ثماني دفعات وفقا لجدول بدأ بمبلغ قدره 550 مليون دولار من اليابان في أول فبراير شباط.
وكانت مصادر مصرفية ذكرت الشهر الماضي أن من المنتظر ان تقدم كوريا الجنوبية دفعتين في مارس آذار قيمتهما مليار دولار.
واعتمدت دفعة أول مارس اذار على اتباع إيران الجدول الخاص بتخفيف تركيز جزء من مخزوناتها وهو ما تشير تصريحات أمانو إلى أن إيران قامت به. لكن لم يتضح على الفور ما إذا كانت الأموال قد حولت لإيران بالفعل.
ويهدف الاتفاق إلى إتاحة الوقت للتفاوض على تسوية نهائية لنزاع قديم يتعلق بنشاط إيران النووي الذي تقول طهران إنه سلمي لكن الغرب يخشى أن يكون الهدف منه هو تطوير قدرة تسلح نووي.
وبدأت المفاوضات في فيينا الشهر الماضي ومن المقرر أن تستأنف في 17 مارس آذار في العاصمة النمساوية. وتهدف المفاوضات إلى التوصل لاتفاقية طويلة المدى بحلول نهاية يوليو تموز لكن يمكن تمديد المهلة لستة شهور إذا وافق الجانبان.
وذكرت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية أن من المقرر أن تجري المحادثات على مستوى الخبراء في فيينا بين الخامس والسابع من مارس.
وأكد أمانو عزمه التحقق من جميع المزاعم ومنها إجراء تجارب واختبارات مزعومة لتطوير الخبرة اللازمة لتحويل المادة الانشطارية إلى قنبلة نووية.
وأضاف “الاجراءات التي نفذتها إيران والالتزامات الاضافية التي تبنتها تمثل خطوة إيجابية للأمام ولكن ما زال هناك الكثير من العمل لحل كل القضايا المعلقة.”
وتابع أن توضيح جميع القضايا المتعلقة بالأبعاد العسكرية للبرنامج النووي الإيراني “أمر حيوي”.
المصدر الأقرب إلى الحدث الإسرائيليّ
تلقّوا نشرتنا اليوميّة إلى بريدكم الإلكتروني