بعد نشر توصيات الحكومة بمحاكمة رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، بتهمة الفساد، الخداع وخرق الثقة، هاجم نتنياهو أمس الأحد الشرطة الإسرائيلية بشدة. في الاحتفال لإيقاد الشعلة الأولى من عيد الأنوار (الحانوكاه) مع أعضاء حزب “الليكود” قال نتنياهو: “يثبت نشر توصيات الشرطة في اليوم الأخير من ولاية المفتش العام للشرطة ما قلته منذ اليوم الأول: هذه اللعبة مبيوعة مسبقا. حملة المطاردة ضدنا ما زالت مستمرة”.
هاجم نتنياهو المفتش العام للشرطة المنتهة ولايته، روني الشيخ، قائلا: “ثقة الجمهور بالشرطة لم تكن كبيرة كل الوقت. الإسرائيليون ليسوا أغبياء، أنا أقول ما يقوله الآخرون. نحن نشهد توقيتا غريبا من التوصيات المحددة مسبقا، العملية الوقحة، القصص المزيفة، ومسؤولون أثروا في قرارات القضاة”. وأضاف: “آن الوقت لقول الحقيقة التي يعرفها مواطنو إسرائيل: بُذرت عشرات ملايين الشواقل على التحقيقات المزيفة، ولكن لم تُفحص تغطية إيجابية لعشرات أعضاء الكنيست مقابل سن قانون في الكنيست. لا بيبي، لا يتم فحص هذه القضايا”.
تجاهلت النشرات الإخبارية المركزية خطاب نتنياهو اللاذع أمس، مستكفية ببث مقاطع قصيرة من أقواله فقط. بالمقابل، لم تظل المعارضة الإسرائيلية لا مبالية وناشدت نتنياهو بالاستقالة فورا. قالت رئيسة المعارضة، تسيبي ليفني: “يجري الحديث عن تهجم رهيب. عندما يكذب رئيس الحكومة قائلا إن الشرطة الإسرائيلية تحضر ملفات ضده، تشكل هذه الأقوال لائحة دفاع عن الرئيس القادم لمنظمة إجرامية. إسرائيل هي دولة لا تعرف الفساد ولكن نتنياهو ينشره في إسرائيل”.
قال رئيس حزب “المعسكر الصهيوني”، آفي غباي: “يشكل خطاب نتنياهو هذا المساء مثالا مؤسفا يوضح مدى عدم معرفته للواقع، إذ إن إسرائيل تريد تغييرا وأصبحت متعبة من رئيس الحكومة المشغول كل الوقت في التحقيقات الجنائية والهجمات التي تشنه ضده السلطات القانونية التي عينها. آن الأوان لقيادة أخرى قادرة على إحداث تغيير”. وأضافت رئيسة حزب “ميرتس”، تامار زاندبرغ: “يرأس الحكومة مجرم يتصرف ويستخدم أسلوب العالم السفلي. سيتغلب النور على الظلام بعد أن يستقيل نتنياهو، وتحتاج دولة إسرائيل إلى عملية ترميم كبيرة”.
تطرق وزير العلوم والتكنولوجية، أوفير أكونيس، اليوم صباحا الإثنين، إلى توصيات الشرطة قائلا إنه يدعم رئيس الحكومة. وفق أقواله: “تعمل الشرطة جاهدة، تنشط فيها مجموعة ترغب في تغيير الحكم في إسرائيل، فابتكرت قصصا ضد رئيس الحكومة. على هذه المجموعة أن تخجل”. وهاجم رئيس الائتلاف، عضو الكنيست، دافيد أمساليم، المفتش العام للشرطة المنتهية ولايته اليوم صباحا قائلا: “لم أشاهد أعمال الشر الكبيرة إلى هذا الحد، الوحشية، نكران الجميل مثل ما يفعل الشيخ. الشرطة تلاحق نتنياهو”.
الجرائم التي توصي الشرطة بمحاكمة نتنياهو وعقيلته خطيرة جدا، إذ إن التهمة المركزية هي أن رئيس الحكومة حصل على رشوة متسببا بتضارب المصالح. وفق القانون الإسرائيلي، لا يتعين على نتنياهو الاستقالة، ووفق رد فعله يبدو أنه ينوي أن يظل في منصبه ويحارب من أجل براءته. ولكن يتساءل إسرائيليون كثيرون وينتقدون نتنياهو وإصراره على أن يظل في منصبه في حين توصي الشرطة بمحاكمته بتهم الفساد في ثلاثة ملفات مختلفة.