تخوض المعارضة في أوكرانيا منذ أشهُر صراعًا عنيفًا ضدّ قرار الرئيس فيكتور يانوكوفيتش بالتراجُع عن التوقيع على اتّفاق تجاريّ مع الاتحاد الأوروبي لعدم المسّ بالعلاقات مع روسيا. منذ اندلاع الاضطرابات قبل ثلاثة أشهر، والوضع ينحو تدريجيًّا باتّجاه التصعيد، إلى درجة الخشية من حرب أهلية.
هذا الأسبوع، تبيّن أنّ بين المتمردين في الميدان المركزيّ في كييف خمسة مواطنين إسرائيليين وُلدوا في أوكرانيا، هاجروا إلى إسرائيل، تجنّدوا للخدمة في وحدات قتاليّة في الجيش الإسرائيلي، ثمّ عادوا أدراجهم بعد تحرّرهم إلى مسقط رأسهم. ويُعتبَر أحد هؤلاء الشبّان قائد مجموعة مُتظاهِرين.
كُشف النقاب عن المشارَكة الإسرائيلية في تظاهُرات كييف في مُقابلة مع شابّ مُسرَّح من الجيش الإسرائيلي يحمل الجنسيّة الإسرائيلية، نُشرت الأسبوع الماضي في موقع الإنترنت الخاصّ بالمنظمة الرئيسية للجاليات اليهودية في أوكرانيا، “هافاعاد” (اللجنة). ادّعى الرجُل أنه أحد قادة المتمردين في الميدان والشوارع المجاورة التي أصبحت معاقل للثوّار. وقد رفض الكشف عن اسمه، لكنّه أوضح الدوافع وراء مشاركته في التظاهُرات الاحتجاجيّة: “بعد أن أودتْ التظاهرات بحياة بشر، أدركتُ أنّ عليّ أنا أيضًا الانضمام إلى النضال. يجب أن يهتمّ شخص ذو خبرة قتاليّة بألّا يكون هناك سفك دماء”.
وروى الجنديّ المقاتِل السابق أنّ أربعة شبان إسرائيليين آخَرين ينشطون في شوارع كييف تحت قيادته، ومثله تمامًا خدموا هم أيضًا في وحدات قتاليّة في الجيش الإسرائيلي، وبعد تسريحهم عادوا إلى أوكرانيا. “يعمل تحت قيادتي 30 متمرّدًا يعارضون الحكومة الحاليّة”، قال متحدّثًا كيف انجرّ هو ورفاقه قبل بضعة أيّام إلى مواجهة عنيفة مع الشرطة: “ألقينا زجاجات حارقة على رجال الشرطة، لكن لم يكُن لدينا خيار آخر. فقد أطلقوا النارَ علينا”.
ويمكن أن تؤدّي التقارير المفاجِئة حول وُجود إسرائيليين بين المُتظاهرين، التي نُشرت صباح اليوم (الأحد) في “يديعوت أحرونوت” إلى إحراج الحكومة الإسرائيلية، التي تُصرّ على الحفاظ على الحياد في النزاع الدائر في أوكرانيا ولا تتدخّل في الشؤون الداخلية الأوكرانيّة.