غادرت من الجلسة جهة كانت مشاركة في جلسة المجلس الوزاري الإسرائيلي للشؤون الأمنية والسياسية، أمس الأحد، التي بحثت في المساعي لتحقيق تهدئة في غزة، مع مشاعر مختلطة. أطلع رئيس الأركان وجهات أخرى الوزراء حول جهود الوساطة لمبعوث الأمين العام للأمم المتحدة، ملدانوف ومصر، وكانت النتيجة غير مطمئنة: إن احتمال تحقيق سلام طويل الأمد، تقام في إطاره مشاريع اقتصادية هامة في غزة مقابل فترة طويلة من التهدئة (تتراوح بين 5 حتى 10 سنوات) الأمنية هو ضئيل. رغم ذلك، هناك احتمال جيد للتوصل إلى وقف إطلاق النار التكتيكي على الحُدود، الذي من شأنه تجنب الحرب في الفترة القريبة (ولكن لن يحل المشاكل الأساسية في غزة).
وفق أقوال تلك الجهة، هناك عاملان يعيقان التوصل إلى تسوية: أبو مازن وقضية المفقودين الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس.
فيما يتعلق بأبو مازن، قيل بما أن مصر وضعت الاقتراح للتسوية بشكل يلزم إقامة وحدة فلسطينية لإدارة غزة، إضافة إلى ذلك يضع أبو مازن عقبات في الطريق نحو اتفاق، فإن احتمال التقدم ضئيل. ردا عن سؤال موقع “المصدر” هل عُرِضت خيارات أخرى لإدارة القطاع لا تتضمن أبو مازن (مثل حكومة تِكْنوقراط مستقلة وفق اتفاق دولي أو حكومة تعمل بالتعاون مع جهات من فتح في غزة غير موالية لعباس) فقد اختارت تلك الجهة عدم الرد.
في هذه الأثناء، ما زالت الأمور مستعرة بين فتح وحماس، وشنت الحركتان حرب تصريحات، تتهم فيها فتح حماس بالمساعدة لـ “صفقة القرن” التي وضعها ترامب، وبالمقابل، تتهم حماس فتح بالتخلي عن مواطني غزة.
ثمة قضية تصعّب جدا على التوصل إلى تسوية وهي مطالب عائلتي المفقودَين الإسرائيليَين، هدار غولدين وشاؤول آرون، اللتين تطالبان الحكومة بألا توافق على أية تسوية مع حماس لا تتضمن إعادة جثماني ابنيهما. في الأيام الأخيرة صعّدت العائلتان كفاحهما الجماهيري الذي تديرانه وأصبحتا تهاجمان نتنياهو وزوجته أيضا مباشرة.
للإجمال، في الأيام الماضية، كان يبدو أننا أصبحنا على عتبة تحقيق تقدم في المحادثات، لا سيما في ظل حقيقة أن إسرائيل سمحت لقيادة حماس الخارجية بالدخول إلى قطاع غزة للمباحثات. ولكن، تشير التقديرات إلى أن العملية لا تتقدم – الوسيط ملدانوف خرج في إجازة، وبدلا من الاتفاقات الهادئة أصبح يدير الفلسطينيون والإسرائيليون نقاشا جماهيريا واسعا.