أصبحت تنبؤات نهاية العالم في السنوات الماضية شعبية بشكل خاصّ، سواء كتسلية خفيفة لمن يتناول النكات حول الموضوع، أو كسبب للقلق لدى المجانين في هذا الموضوع والمقتنعين بأنّ نهايتهم قريبة. في كل مرة تكون فيها نهاية العام وبداية عام جديد وشيكة، تطفو التنبؤات المظلمة من مستحضَر الأرواح.
منذ العام 2000، بدأ التآمريون بنشر أخبار عن انهيار العالم المحوسب بسبب “مشكلة عام 2000”. وفي 2012 أيضا كان هناك أفراد مقتنعون تماما أنّ العالم سينتهي في يوم 12.12.12، بحسب تقويم سنوي غامض لأبناء المايا القدماء.
والآن أيضًا، لحظات قبل 2016، تستعر مجدّدا هذه النظريات وتنتشر في الإنترنت، ومثل ما يحصل دائما هناك من يصدّقها ويبدأ بالتجهّز لنهاية العالم.
وتستند إحدى هذه النظريات الشائعة إلى نبوءة “النبي دانيال”، في الإصحاح التاسع، الآية 24: “سبعون أسبوعا قضيت على شعبك وعلى مدينتك المقدسة لتكميل المعصية وتتميم الخطايا، ولكفارة الإثم، وليؤتى بالبر الأبدي، ولختم الرؤيا والنبوة، ولمسح قدوس القدوسين”.
ويفسّر المفسّرون التنبؤيون هذه الآية باعتبارها تتطرق إلى دورات اليوبيل – وهي فترة من 49 عاما تُلغى في نهايتها جميع الديون ويتحرر جميع العبيد. ومن ثم فإنّ فترة من 70 يوبيلا هي 3,431 عاما. إذا بدأنا العد منذ اليوم الذي دخل فيه بنو إسرائيل إلى أرض كنعان بعد خروج مصر، 1416 وفقا لبعض المفسرين، وأضفنا سنوات يوبيل النبي دانيال، فسنحصل تماما على عام 2016. بشكل مفاجئ جدا فإنّ معظم المؤمنين بهذه النظرية هم من المسيحيين الإنجيليين، الذين يؤمنون بأنّ هذه النبوءة تتنبأ بعودة المسيح، حرب يأجوج ومأجوج ونهاية العالم.
رواية أخرى لنهاية العالم هي بحسب تنبؤات المنجم الفرنسي المعروف “نوستراداموس”، الذي عاش في القرن السادس عشر، والذي يؤمن مريدوه بأنّ كتاباته تتنبأ بالحرب العالمية الثالثة. في الماضي تم الادعاء بأنّ كتابات نوستراداموس تتنبأ بنهاية العالم في سنة 2000، ولكن وفقا “لحساب جديد”، يدعي مريدوه بأنّهم نجحوا في العثور على توالي أحداث موجودة في كتاباته وقد حدثت فعلا، ووفقا لهذا الحساب فستحدث الحرب العالمية تماما في العام 2016، وسيأتي “المسيح الدجال” في نهايتها. بالإضافة إلى ذلك، تتنبأ كتابات نوستراداموس أيضا بحدوث فيضان سيغطي العالم بأسره.
في الجهة الأخرى من أوروبا، يستمع الكثير من المؤمنين إلى كلام الـ “بابا فانغا”، نبية البلقان، التي تجاوزت سنّ المائة. وقد أصبحت البابا فانغا عمياء في طفولتها أثناء حدوث فيضان ومنذ ذلك الحين بدأت تتنبأ بنبوءات. ومن بين أمور أخرى، فقد تنبأت بسقوط برجي التجارة العالميين في 2001، بالإضافة إلى عدة كوارث طبيعية ضربت العالم. في إحدى تنبؤاتها، رأت البابا فانجا بأنّه عام 2016 ستغزو ميليشيات إسلامية أوروبا وستزول من الوجود. في هذه الرؤيا، التي انكشفت لديها قبل سنوات طويلة، فإنّ الحرب التي ستدمر أوروبا ستبدأ في سوريا، وكما هو معلوم، فقد حدث ذلك منذ زمن.
والحقيقة، أنه بالنظر إلى احتدام الإسلام في أوروبا، بالإضافة إلى موجات العنصرية والكراهية، تمدد داعش، تقدم النووي الإيراني، فربما لا تكون نبوءة الحرب العالمية الثالثة التي ستدمّر العالم بعيدة المنال…