لا تغيب مسألة تورط عائلة رئيس الحكومة الإسرائيلية بتصرفات غير لائقة، وحتى جنائية، عن البرنامج اليومي. من المتوقع أن ينشر مراقب الدولة الإسرائيلي، يوسف شابيرا، بعد أسبوعين، نتائج تحقيقه فيما يخص السلوكيات داخل مسكن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو. تم عرض النقاط الأساسية في التقرير، التي من شأنها أن تُحرج نتنياهو كثيرًا قبل الانتخابات في إسرائيل عليه وعلى محاميه.
يتضمن التقرير الجديد، المُتعلق بمسألة الإنفاق في مسكن الرئيس، بالأموال التي يتم إنفاقها على أشياء مثل شراء الطعام، الأثاث، الملابس والضيافة. سيتم نقل التقرير لينظر فيه المستشار القضائي للحكومة حيث ليس من صلاحيات مراقب الدولة النظر في مسائل تخص زوجة رئيس الحكومة. لم يتم نقل الملف حتى الآن إلى المستشار القضائي.
يرد في التقرير ادعاء أن رحلات أفراد عائلة نتنياهو إلى الخارج كان يتم تمويلها من ميزانية وزارة المالية
بالمقابل، كُشف النقاب، البارحة، عن تقرير قديم لمراقب الدولة يتعلق بتمويل رحلات نتنياهو إلى خارج البلاد عندما كان يشغل منصب وزير المالية الإسرائيلي، الأمر الذي يُظهر شكًا بوجود سلوك غير أخلاقي وجنائي أيضا. يرد في التقرير ادعاء أن رحلات أفراد عائلة نتنياهو إلى الخارج كان يتم تمويلها من ميزانية وزارة المالية.
رحلة نتنياهو العائلية (Haim Tzah, GPO)
تم تقديم هذا التقرير الخطير قبل عامين ونصف للمستشار القضائي للحكومة، ولكن الأخير قرر إغلاق الملف بسبب الفترة الزمنية الطويلة التي مرت منذ ارتكاب تلك المخالفات. وجاء بالمقابل رد يدعي بأن المستشار القضائي هو الذي أعاق التحقيق بالموضوع. كشفت القناة الإسرائيلية العاشرة التقرير القديم، الذي لم ينتج عنه تقديم لائحة اتهام.
برزت مؤخرًا، إضافة إلى ذلك، اتهامات جديدة بحق زوجة رئيس الحكومة حيث أنها تحصلت على أموال، بشكل مخالف للقانون، نتيجة استخدام موارد رئيس الحكومة.
استغلت سارة نتنياهو، حسب الشكوك، القانون الإسرائيلي الذي يُتيح استرجاع العبوات البلاستيكية المستعملة إلى المتاجر، أخذ عربون مالي مقابل كل عبوة. تدور الشكوك حول أن السيدة نتنياهو أخذت مبالغ العربون التي دُفعت مقابل العبوات التي تم شراؤها من ميزانية ديوان رئيس الحكومة. أرجعت السيدة نتنياهو، حسب التقرير، إلى ميزانية الدولة آلاف الشواقل التي تم التحصل عليها بهذه الطريقة. وردًا على ذلك قال مقربون من السيدة نتنياهو إن تلك الأموال لم تذهب إلى جيبها بل كانت تُستخدم لصالح عمال المسكن.
الزوجان نتنياهو (GPO)
نتنياهو: “عملية تشويه السمعة الممنهجة، لا تتوقفان أبدًا ضد زوجتي للمس بها وبشخصيتها، والمس بي وبعائلتي – كل الوسائل مفتوحة في فترة الانتخابات”
دافع المقربون من نتنياهو البارحة عنه أمام كيل الادعاءات التي تم توجيهها ضدهم. أجرى محامي نتنياهو، البارحة، مقابلات في كافة القنوات التلفزيونية الإسرائيلية، ونفى كل تلك الادعاءات وادعى بأن ما من شائبة بتصرفات عائلة نتنياهو، وبأن من يكيلون تلك الادعاءات يريدون فقط المس بنتنياهو دون أي أساس. وادعى المقربون من نتنياهو بأن كشف تلك التقارير السرية الخاصة بمراقب الدولة، من خلال تسريبها، هو أمر مخالف للقانون، وأنه يجب محاكمة الصحفيين الذين فعلوا ذلك.
رد نتنياهو بحد ذاته، من خلال حسابه على فيس بوك، بالقول إن تلك ليست إلا محاولات لتشويه سمعته، يقوم بها خصومه السياسيين، ووسائل الإعلام التي تُحاربه. كتب نتنياهو يقول: “لا حدود لطريقة التشويه، التي تنتهجها جهات إعلامية، بمحاولة منهم لإسقاط حكم الليكود برئاستي”.
وأضاف: “عملية الإلهاء، وعملية تشويه السمعة الممنهجة، لا تتوقفان أبدًا ضد زوجتي للمس بها وبشخصيتها، والمس بي وبعائلتي – كل الوسائل مفتوحة في فترة الانتخابات. ولكنهم لا يأخذون أمرًا واحدًا بالحسبان: “إن الشعب الإسرائيلي أذكى بكثير مما يعتقدون”.
هل الحديث بالفعل هو عن افتراءات لا أساس لها من الصحة ضد زوجة رئيس الحكومة، بهدف المس بنجاحه في الانتخابات؟ أو أن الحديث بالفعل عن تصرفات غير أخلاقية وجنائية أيضا؟ ربما لن يحدث الكشف عن حقيقة هذه المسائل إلا بعد سنوات. الشيء الوحيد الأكيد هو أن الكلمة الأخيرة، في هذا الصراع، لم يتم قولها بعد.
المصدر الأقرب إلى الحدث الإسرائيليّ
تلقّوا نشرتنا اليوميّة إلى بريدكم الإلكتروني