رغم أن وزير التربية والتعليم، نقتالي بينيت، قد سقط ضحية لمناورة سياسية من نتنياهو، أثبت له نتيناهو خلالها أنه ما زال يحتاج وقتا كثيرا للتعلم والوصول إلى مستواه في السياسة، وعلاوة على أن بينيت اعترف أنه أخطأ عندما أطلق إنذارا لرئيس الحكومة لتعيينه وزيرا للدفاع خلفا لأفيغدور ليبرمان الذي استقال من منصبه، لا يزال بينيت يرفض التراجع عن الانتقادات الخطيرة التي يطلقها ضد الجيش الإسرائيلي، حتى أنه بدأ يكثّف من حدتها.‎

في مقابلة مع بينيت لصحيفة “إسرائيل اليوم”، قال: “من المهم أن أقول لكم إننا نواجه مشكلة خطيرة في منظومة الدفاع التي أدت إلى أن يصبح المقاتلون مقيّدين في عملهم بموجب القانون. أنا عضو قديم في المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية. ربما تصريحاتي خطيرة لكنها صحيحة: لو قصفنا منازل عناصر حماس في حي الشجاعية قبل الهجوم البري الذي شنته وحدة جولاني (في المعركة بين إسرائيل وحماس في غزة في صيف 2014) كنا سنتجنب مقتل الجنود. كانت تلك الحادثة مأسوية. أقول لكم بشكل قاطع إن الخوف من التعرض للمحاكمة في المحكمة الدولية ولاهاي (محكمة تُعنى بجرائم الحرب) مبالغ به ما يفرض قيودا غير ضرورية على الجنود”.

وفق أقوال بينيت: “أنا لا أقلل من شأن المحكمة الدولية، ولكن على الضابط الميداني أن يقرر ما هي الخطوات الصحيحة التي يجب اتباعها وليس المحامون في غرف الحرب. تستمد المحكمة في لاهاي قوتها حاليا من تشويه القيم الأخلاقية في الدول الأوروبية، التي جعلتها وسيلة سياسية. هذه ليست محكمة كان يفترض أن تنظر في قضايا مكافحة الإرهاب ولا في إسرائيل، التي تتميز بمنظومة رقابة ذاتية سليمة وديمقراطية. آمل أن يوفي رئيس الحكومة بوعده لإجراء تغييرات في كل المنظومات، تدمير منازل الإرهابيين كما ينبغي، إخلاء خان الأحمر، وأعدكم أني سأواصل العمل حتى تحقيق هذه الأمور. أعتقد أن رئيس الحكومة ليس لديه وقت كاف لإحداث الثورة الضرورية، ولكن منذ اللحظة التي تحمل فيها هذه المسؤولية سأدعمه من أجل النجاح في إحداثها”.

وأضاف بينيت “في عملية “الجرف الصامد” في غزة في صيف 2014، حدثت حالات كثيرة تسببنا فيها بضرر للجنود لأننا أردنا حماية العدو، وسمحنا له بالهروب. أقول لكم بكل ثقة إن حياة الجنود الإسرائيليين أغلى من حياة أعدائنا. أشعر بالحزن عندما أشاهد الجنود يتراجعون عندما يتعرضون لإلقاء قطع إسمنتية بدلا من أن يطلقوا النيران. عندما أرى فلسطينيين يلحقون ضررا بجزء من السياج الحدودي في غزة ولا يتعرضون لضرر أشعر أن الأمور لا تسير كما ينبغي. كذلك الحال بالنسبة لمطلقي البالونات الحارقة الذين تطلق النيران قريبا منهم وليس بشكل مباشر ضدهم. هذه المواجة ليست أخلاقية. يتمتع الجمهور الإسرائيلي بمشاعر سليمة، وهو يفضل أن يموت العدو بدلا منه”.

اقرأوا المزيد: 396 كلمة
عرض أقل