المجتمع المدني

"اليوم بلشنا" (لقطة شاشة)
"اليوم بلشنا" (لقطة شاشة)

“اليوم بلّشنا نغيّر”.. المجتمع المدني في لبنان ينهض

بعد مرور تسع سنوات دون إجراء انتخابات، أصبح اللبنانيون يأملون بحدوث تغييرات إيجابية وتعزيز المجتمع المدني أكثر من الأحزاب القديمة

02 مايو 2018 | 15:15

يمكن للبنانيين أن يكونوا سعداء هذا العام بسبب عدد المرشحات الكبير. تتألف قائمة “نساء عكار” من النساء في شمال لبنان وستشارك في الانتخابات. ما زالت هناك صعوبات وطنية بعد أن تراكمت خلال سنوات، فقد تدهور الاقتصاد بسبب عدد اللاجئين الكبيرة من سوريا، انهارت البنى التحتيّة، حدثت أزمة القمامة التي ما زالت مستمرة، وازدادت قوة حزب الله.

في قائمة المرشّحين في موقع الانتخابات الرسمي، يظهر إلى جانب اسم كل مرشح انتماؤه الطائفي سواء كان سنيا، شيعيا، مارونيا، كاثوليكيا، درزيا، علويا، أرمنيا، وغيرها. بالتباين، تم إخفاء اسم الحزب الذي ينتمي إليه المرشح، ويمكن إظهاره عند النقر على الزر بالقرب من اسمه. ينتمي المرشحون إلى 15 محافظة في لبنان، وهم يتنافسون على 128 مقعدا في البرلمان، في الانتخابات الجديدة التي قد تحسن عملية الانتخابات وتشجع التغيير السياسي.

https://www.facebook.com/lyom.ballachna/videos/621502114863363/

رغم أن وضع المجتمع المدنيّ اللبناني جيد مقارنة بدول المنطقة الأخرى، ما زال هذا المجتمع متأخرا عن الغرب ولديه الكثير للعمل من أجل التقدم. حقق كليب “اليوم بلشنا” الذي نُشر أمس في الفيس بوك أكثر من 1000 مشاركة وإعجاب. وهو يظهر أن اللبنانيين سئموا سلطات الحكم الفاسدة والبعيدة عن الشعب. يناشد الكليب أصحاب حق الاقتراع أن يطالبوا الحصول على خدمات تربية، صحة، أمان، بصفتها جزءا من واجب السلطات الحاكمة وأن يتذكروا أن على الزعماء أن يعملوا لخدمتهم. ويتطرق الكليب إلى أن الزعماء مشغولون بدب الفوضى بدلا من حماية اللبنانيين.

يسطع نجم الفتيات في الكليب لا سيما الرياضية الأولمبية اللبنانية، غريتا تسلاكيان، وهذا يشير إلى تغيير هام في الانتخابات. شغلت وزيرة واحدة فقط منصبا في الحكومة السابقة، ويأمل الآن أصحاب حق الاقتراع الذين يدعمون تعزيز المجتمع المدنيّ والقيم الليبرالية تغيير الوضع ودفع النساء قدما في المنظومة السياسية اللبنانية. يؤدي هذا إلى سلم أفضليات منطقيّ أكثر للمواطنين ويدفع الدولة قدما هذا وفق ما يؤمن به.

اقرأوا المزيد: 274 كلمة
عرض أقل
الأسبوع في 5 صور (Flash90/AFP)
الأسبوع في 5 صور (Flash90/AFP)

الأسبوع في 5 صور

أيام عصيبة تمر على حركة حماس في قطاع غزة التي لا تريد التصعيد رغم الغارات الأخيرة على القطاع.. وأيام عصيبة تمر على عارضة الأزياء الأشهر في إسرائيل التي قد تجد نفسها في السجن قريبا. طالعوا مقالتنا الأسبوعية عن القصص الخمس الأبرز للأسبوع الجاري

10 فبراير 2017 | 09:33

شهد هذا الأسبوع تصعيدا بين إسرائيل وحماس تمثل بإطلاق قذائف وغارات جوية إسرائيل. هل نتجه نحو جولة قتال ثانية بين الطرفين أم أن الاتجاه مغاير رغم التصعيد؟ كذلك تصدرت عارضة الأزياء الإسرائيلية، بار رفائيلي، عناوين الصحف الإسرائيلية، لماذا؟ اقرأوا مقالتنا الأسبوعية التي تعرض أبرز ما جاء في الأسبوع الجاري

تصعيد في القطاع دون رغبة الأطراف بذلك

رغم أن الحدود الإسرائيلية مع قطاع غزة شهدت تصعيدا تمثل بإطلاق قذيفتين من القطاع نحو إسرائيل، سقطتا في مكان خال من السكان، ورد إسرائيل حازم تمثل بغارات جوية على مواقع عسكرية لحركة حماس. أوضح الطرف الإسرائيلي وحركة حماس، أنهما ليستا معنيتين بالتصعيد. وفي حين انقسم الوزراء الإسرائيليون على أنفسهم بالنسبة للقادم في العلاقات مع القطاع، أوضحت حركة حماس أنها تفضل ضبط النفس في هذه الفترة. يذكر أن حركة حماس تحاول منذ فترة طويلة إحباط محاولات فصائل تابعة لمنظمات سلفية جهادية إشعال المنطقة. اقرأوا تحليلا يوضح موقف حماس الراهن من معركة قادمة

قصف الجيش الإسرائيلي في غزة ردا على إطلاق النار من القطاع (AFP)
قصف الجيش الإسرائيلي في غزة ردا على إطلاق النار من القطاع (AFP)

عارضة الأزياء الأشهر مهددة بالسجن

تعيش عارضة الأزياء الإسرائيلية المشهورة عالميا، بار ريفائيلي، أياما عصيبة، في أعقاب التحقيق معها في مكاتب الشرطة الإسرائيلية، في قضية التهرب الضريبي. وقد نشرت “صحيفة يديعوت أحرونوت” أن الشرطة الإسرائيلية نقلت مواد التحقيق إلى مكتب الادعاء العام، وهنالك احتمال كبير أن يقدم المدعي العام لائحة اتهام ضد عارضة الأزياء. وكانت العارضة قد مرت مؤخرا بحادثة محرجة في مطار بن غوريون الدولي، بعدما أنزلت من الطائرة، لانتهاء صلاحية تأشيرة السفر للولايات المتحدة. أقرأوا المزيد عن تورط عارضة الأزياء العالمية

عارضة الأزياء، بار رفائيلي (AFP)
عارضة الأزياء، بار رفائيلي (AFP)

المنية توافي المتحولة الجنسية الأولى في إسرائيل

سادت مجتمع المثليين في إسرائيل أجواء حزينة لرحيل المتحولة الجنسية الأقدم في إسرائيل، غيلا غولدشتاين، القادمة من إيطاليا حيث ولدت بسام إبراهيم وأصبحت غيلا. وتعد غولدشتاين من الوجوه المعروفة في مجتمع المثليين الإسرائيلي، إذ شقت الطريق لآخرين بأن يتحرروا ويعيشوا وفقا لميلوهم الجنسي. اقرأوا المزيد عن هذه الشخصية المثيرة

المتحولة جنسيا الأولى في إسرائيل، غيلا غولدشتاين (Facebook)
المتحولة جنسيا الأولى في إسرائيل، غيلا غولدشتاين (Facebook)

مظاهرة عربية يهودية حاشدة في تل أبيب

شهدت مدينة تل أبيب نهاية الأسبوع الماضي، مظاهرة مشتركة حاشدة لعرب ويهود دعما للمساواة. ووصل المتظاهرون من جميع أنحاء البلاد ليرفعوا صوتهم ضد سياسة هدم البيوت في المجتمع العربي، لا سيما بعد إخلاء القرية البدوية، أم الحيران، وما أسفر الإخلاء عن أحداث عنيفة في المكان. وشاركت في المظاهرة زوجة المربي يعقوب أبو القيعان، الذي قتل بنيران الشرطة الإسرائيلية واتهم بتنفيذ عملية دهس أدت إلى مقتل شرطي. وقالت أمل أبو سعد إن موت زوجها والشرطي كان غير ضروري، وأضافت أن الدولة يجب أن تجد حلا للقرى غير المعترف بها في النقب. تابعوا تفاصيل إضافية عن هذه المظاهرة الهامة

الآلاف من المتظاهرين اليهود والعرب من أجل المُساواة (Miriam Alster/FLASH90)
الآلاف من المتظاهرين اليهود والعرب من أجل المُساواة (Miriam Alster/FLASH90)

أي دولة تصون حقوق المرأة في الشرق الأوسط؟

أظهر المؤشّر السنوي الأخير للفارق بين الرجال والنساء الذي أجراه المنتدى الاقتصادي العالميّ، دول الشرق الأوسط متأخرة مقارنة في العالم في ما يتعلق بحقوق المرأة. لك هنالك فروقات بين دول المنطقة، فوضع المرأة يختلف في لبنان والسعودية مثلا. تعرفوا إلى مكانة الدول العربية من الأسوء إلى الأفضل في تقريرنا الخاص بنتائج المؤشر

امرأة سعودية (MARWAN NAAMANI / AFP)
امرأة سعودية (MARWAN NAAMANI / AFP)
اقرأوا المزيد: 440 كلمة
عرض أقل
  • مدينة تل أبيب يافا من أثرى المدن الإسرائيلية (Flash90)
    مدينة تل أبيب يافا من أثرى المدن الإسرائيلية (Flash90)
  • بلدة حورة الجنوبية (Flash90/Hadas Parush)
    بلدة حورة الجنوبية (Flash90/Hadas Parush)

أين يعيش الفقراء والأغنياء في إسرائيل؟

رغم مركزية مدينة القدس، فهي تعتبر إحدى المدن الأكثر فقرا في إسرائيل. في المدن والقرى الأكثر فقرا في إسرائيل، يعيش في الغالب عرب وحاريديون

في إسرائيل هناك 255 سلطة محلية، من بينها 201 بلدية ومجلس محلي و 54 مجلسا إقليميا. جميع البلدات في إسرائيل مقسّمة، وفقا لمستواها الاقتصادي – الاجتماعي، إلى 10 مجموعات. في المجموعة 10 صُنّفت البلدات الأكثر ثراء في إسرائيل، وفي المجموعة 1 البلدات الأكثر ضعفا فيها.

وفقا للمؤشر الاجتماعي – الاقتصادي الجديد في دائرة الإحصاء المركزية، والذي نُشر هذا الأسبوع ويستند إلى بيانات عام 2013، فقد هبطت مكانة القدس من المجموعة الاقتصادية – الاجتماعية 4 إلى المجموعة الاقتصادية – الاجتماعية 3، في حين أن بيتح تكفا وريشون لتسيون قد ارتفعتا من المجموعة 6 إلى 7.

بلدة كفار شمرياهو من أثرى البلدات في إسرائيل (Flash 90/Gideon Markowicz)
بلدة كفار شمرياهو من أثرى البلدات في إسرائيل (Flash 90/Gideon Markowicz)

بقيت مكانة بقية المدن الكبرى في إسرائيل، وهي المدن التي يبلغ عدد سكانها 200 ألف فما فوق، دون تغيير، فمثلا، بقيت تل أبيب – يافا في المجموعة 8، حيفا في المجموعة 7، وأشدود في المجموعة 5.

وفقا لمؤشّر عام 2013، هناك بلدتين في المؤشّر 10 فقط، سفيون وتليها بدرجة أقل مباشرة كفار شمرياهو. في المجموعة 9 تظهر البلدات التالية، وفقا لترتيب تنازلي: لهافيم، عومر، كوخاف يئير، كفار فراديم، رامات هاشارون، شوهام، جديروت، وميتار. لا توجد في قائمة هذه البلدات أية بلدة عربية أو حاريدية.

مدينة تل أبيب يافا من أثرى المدن الإسرائيلية (Flash90)
مدينة تل أبيب يافا من أثرى المدن الإسرائيلية (Flash90)

في المجموعة 1 تظهر، وفقا لترتيب تصاعدي، البلدات العربية والحاريدية التالية: نفيه مدبار (مجلس إقليمي لبلدات بدوية)، شقيب السلام، تل السبع، موديعين عيليت، عرعرة النقب، بيتار عيليت، حورة، القيصوم، كسيفة، لقية، ورهط.

يعيش في القدس 828 ألف مواطن، أكثر من أية مدينة أخرى في إسرائيل. ويعيش في تل أبيب – يافا 418 ألف مواطن، في حيفا 272 ألفا، في ريشون لتسيون (مدينة في وسط إسرائيل) 237 ألفا، بيتح تكفا 218 ألفا، وفي أشدود 216 ألفا.

حي حاريدي في مدينة القدس (Flash90/Nati Shohat)
حي حاريدي في مدينة القدس (Flash90/Nati Shohat)

تراوحت قيمة المؤشر الاجتماعي – الاقتصادي عام 2013 بين 2.344 – كان المجلس الإقليمي نفيه مدبار في أدنى التصنيف، إلى 3.058 حيث احتلت مدينة سفيون قمة التصنيف.

كانت قيمة المؤشر في 132 سلطة محلية يعيش فيها 46% من مجموع السكان، سلبية (تحت المعدل). حظيت 123 سلطة محلية يعيش فيها 54% من مجموع السكان، بقيمة مؤشر إيجابية.

بلدة سفيون، أثرى مكان في إسرائيل (Flash90/Gideon Markowicz)
بلدة سفيون، أثرى مكان في إسرائيل (Flash90/Gideon Markowicz)

مصادر البيانات هي: دائرة الإحصاء المركزية، مؤسسة التأمين الوطني، وزارة المالية، وزارة التربية، وزارة المواصلات وسلطة السكان.

اقرأوا المزيد: 318 كلمة
عرض أقل
قوات من سلاح الجو الإسرائيلي في طريقها الى تنفيذ عمليات قتالية ضد حزب الله، حرب لبنان الثانية (Flash90AbirSultan)
قوات من سلاح الجو الإسرائيلي في طريقها الى تنفيذ عمليات قتالية ضد حزب الله، حرب لبنان الثانية (Flash90AbirSultan)

جيش الشعب أم جيش احترافيّ؟

في إسرائيل، التي يلعب فيها الجيش دورًا رئيسيًّا في المجتمع المدنيّ أيضًا، تشيع المقولة: "كل الدولة جبهة - كلّ الشعب جيش". فهل انتهت صلاحيّة هذا الشعار، وآن الوقت لإلغاء التجنيد الإجباريّ؟

كلّ إسرائيلي ينتمي إلى الديانة اليهوديّة ملزَم بالالتحاق بالجيش مع بلوغه الثامنة عشرة لمدّة ثلاث سنوات للذكور، وسنتَين للإناث. فلا عجبَ أن لا شعار في إسرائيل أقوى من “جيش الشعب”. تنطوي هذه العبارة القصيرة على معنى هائل، حيث تعني أنّ الجيش لا يهدف إلى حماية حدود الدولة وحماية مواطنيها لإتاحة حياة سليمة داخلها فحسب. فبالنسبة إلى دولة مثل إسرائيل، تعني العبارة “جيش الشعب” أنّ الجيش مِلك للشعب كلّه – لكلّ يهودي في العالم، وهو جزءٌ لا يتجزّأ ممّا يعرّفه ويجعله قوميّة.

ميّزت هذه النظرة، التي يمكن تعريفها حتمًا على أنها “مشبَعة بالروح الحربيّة”، بداية تاريخ “جيش الدفاع الإسرائيلي”. وهي تناسِب جيّدًا المعتقد الشائع أن لا ضمانة لدولة إسرائيل لاستمرار وجودها سوى الاتّكاء على القدرة العسكريّة. وبعد سنواتٍ من الحروب وسفك الدماء، يعتقد كثيرون في إسرائيل أنه دون جيش إسرائيل، ما كانت دولة إسرائيل لتبقى.

وكدليل على ذلك، غيّر إسرائيليون كثيرون في يوم الاستقلال الأخير صورتهم الشخصيّة على مواقع التواصل الاجتماعي إلى صُوَر من أيّام خدمتهم العسكريّة. فطريقة هؤلاء الأشخاص للاحتفال باستقلال الدولة هي تذكّر الأيّام التي لبسوا فيها البزّة العسكرية وخدموا دولتهم. ويتجلّى قسمٌ من هذه النظرة التي تربط بين القدرة العسكرية والاستقلال السياسي في الاحتفال بالاستقلال في إسرائيل بعد يومٍ واحد من إحياء ذكرى ضحايا الجيش.

تعتبر إسرائيل الدولة الوحيدة التي تلزم الإناث، وفقًا للقانون، بالانضمام إلى صفوف الجيش (IDF Flickr)
تعتبر إسرائيل الدولة الوحيدة التي تلزم الإناث، وفقًا للقانون، بالانضمام إلى صفوف الجيش (IDF Flickr)

ليس الأمن فقط

فضلاً عن ذلك، يقوم الجيش الإسرائيلي بمهامّ غير أمنية بالضرورة، ولكنها حيوية بالنسبة إلى المجتمع الإسرائيلي. وأبرز الأمثلة على ذلك هي تأهيل الملاجئ في الجبهة الداخلية (مهمّة تقوم بها هيئات مدنيّة في بُلدان أخرى)، استيعاب الهجرة إلى إسرائيل، المهامّ التربويّة، وغير ذلك.

تقوم جنديّات عديدات تخدمنَ في الجيش الإسرائيلي بمهمتهنّ في وظيفة “معلِّمة جنديّة”، تدرّس إلى جانب معلّمات محترفات في المدارس. علاوةً على ذلك، للجيش الإسرائيلي محطّة إذاعية مستقلة تنافس المحطّات المدنيّة، وتؤهل الجنود للعمل في الإعلام.

ليست إسرائيل الدولة الوحيدة التي يشغل فيها الجيش مكانةً مركزية كهذه في الوعي القوميّ في الدولة. في تركيا، تُعرَّف القوّات المسلّحة أنها حامية الدستور وسلامة الجمهورية كلّها، منذ عهد أتاتورك. أمّا في مصر، كما نرى هذه الأيام، فمن الصعب على أحدٍ أن ينافس شعبية قائد القوّات المسلّحة السابق، عبد الفتّاح السيسي، وقد أضحت أغنية “تسلم الأيادي” التي تمجّد الجيش المصري الأغنية الأكثر شهرةً في البلاد.

http://youtu.be/_ETI-mMFAUU

هل هو “جيش الشعب” حقًّا؟

ثمة دُول فيها الجيش هو عنصر أمنيّ لا أكثر. صحيح أنّ الجميع متّفقون على أنّ الحياة غير ممكنة دون أمن جسديّ، وأنّ القلق على سلامة المواطنين يجب أن يكون في الدرجة الأولى. لكن هل جزءًا أن يكون الجيش جزءًا أساسيًّا إلى هذا الحدّ من الهويّة القوميّة؟

حتّى داخل إسرائيل نفسها، تُسمَع أصوات تدعو إلى إلغاء التجنيد الإجباريّ، واستبدال نموذج “جيش الشعب” الشعبيّ بنموذج الجيش الاحترافيّ – الجيش الذي جميع جنوده أجيرون. وفق هذا النموذج، لا يكون الجيش ملزمًا باستيعاب يبلغ سنّ الثامنة عشرة، ويمكن للشبّان الإسرائيليين أن يختاروا الجيش أو أية مهنة أخرى.

يُضاف إلى كلّ هذا واقع كون كثيرين في إسرائيل اليوم مُعفَين من التجنيد الإجباريّ، وعلى رأسها المواطنون العرب والمواطنون المتديّنون الحريديون الذين يكرّسون أنفسهم لدراسة التوراة، بحيث إنّ التعبير “جيش الشعب” لا ينطبق على جميع مواطني إسرائيل، بل على جزءٍ منهم فقط.

قانون تجنيد المجتمع الحاريدي في إسرائيل يرفض أن يتلاشى (Flash90/Nati Shohat)
قانون تجنيد المجتمع الحاريدي في إسرائيل يرفض أن يتلاشى (Flash90/Nati Shohat)

حتّى داخل الجيش نفسه، كان هناك مَن توصّل إلى الاستنتاج أنّ نموذج “جيش الشعب” لم يعُد صالحًا، وأنّ واقع اهتمام الجيش بمهامّ غير مرتبطة بالأمن يشهد على إمكانية تقليصه وخصخصته. وقد أوصت لجنة أنشأها الجيش الإسرائيلي منذ أكثر من عقد أن يجري تحويل الجيش إلى جيش احترافيّ، ويجنّد فقط مَن يلزمونه لأداء مهامّه الأمنيّة.

صرّح أحد أعضاء اللجنة حينذاك بشكلٍ غير مألوف في إسرائيل حتّى ذلك الوقت: “يجنّد الجيش آلاف الجنود دون أن يكون بحاجة إليهم، لكن لا أحد يمتلك شجاعة قول هذه الأمور. يلعب الجيش، في الواقع، دورًا ليس له، ولذلك فإنّ الاقتراح هو أن يُوجَّه هؤلاء الأشخاص، الذين لا يساهمون في الأمن، إلى أماكن يحتاجونهم فيها أكثر. ثمة حاجة إلى الشجاعة للقول: إنه ليس جيش الشعب بعد”. بموازاة ذلك، طُرح اقتراح تحسين ظروف أجر الذين يختارون التجنّد بشكل ملحوظ، بحيث تصبح الخدمة العسكريّة مكان عمل جذّابًا.

النجاعة الاقتصادية والتضامُن الاجتماعيّ

لكن رغم النجاعة الاقتصادية التي تؤمّنها خطوة كهذه، فليس واضحًا أبدًا إن كان الجيش الاحترافيّ سيكون جيشًا أفضل. فقد حذّر الخبير في الاقتصاد دان أريئيلي في إطار مقالة كتبها للموقع الإسرائيلي “كلكليست”: “الخشية هي أنه في جيشِ احترافيّ كهذا، سيكون هناك القليل من الأشخاص الجيّدين ذوي الحافز، القليل من الأشخاص المتوسّطين ذوي الحافز، والكثير من الذين لا تتوفّر لديهم بدائل اقتصادية أفضل، وينضمّون للجيش سنواتٍ طويلة لأن لا مكان آخَر يدفع لهم أكثر. لذلك، اعتقد أنّ إنشاء جيش احترافيّ ليس أفضل للدولة”.

يعني ذلك أنّ إسرائيل تجنّد اليوم خيرة الشبّان اللامعين، الموهوبين، والشجعان الذين يبلغون سنّ التجنّد. لكن إذا أصبح مُستقبل هؤلاء الشبّان مفتوحًا على المنافسة الاقتصاديّة، يُحتمَل أنّ الوحيدين الذين سيختارون البقاء في الجيش هم الأشخاص الأقلّ موهبة.

جنود الاإسرائيليون، "يكتسبون خبرة كبيرة"  (Moshe Shai, FLASH90)
جنود الاإسرائيليون، “يكتسبون خبرة كبيرة” (Moshe Shai, FLASH90)

وأوضح أريئيلي أمرًا آخَر: “من اللحظة التي يعّرف فيها الجيش نفسه كهيئة تدفع المال، يصبح الراتب أمرًا أساسيًّا ومركزيًّا، ويبدأ الناس بالتفكير فيه، مقارنته، ونسب أهمية له لا تقلّ عن القيَم مثل التطوُّع، التبرّع، والأهمية القومية، التي تضعُف بدورها”. حين تتغلّب المصلحة الاقتصادية على المصلحة القوميّة، لا يُعلَم إلى أيّ حد سيكون للجندي في ساحة المعركة حافز للمخاطَرة.

الادّعاء الآخَر ضدّ الجيش الاحترافيّ يتعلّق بالحجم. ففي دُوَل ضخمة كالولايات المتحدة، يشكّل الجيش أقلّ من 0.4% من السكّان، ومع ذلك يبقى حجمه هائلًا. أمّا الجيش الإسرائيلي فإذا كان هذا هو حجمه النسبي، فلن يزيد عدده على 35 ألف جنديّ – رقم غير كافٍ بالتأكيد للحفاظ على أمن إسرائيل.

ولكن يبدو أنّ الادّعاء الأقوى ضدّ الجيش الاحترافيّ يعيدنا إلى البداية، ويذكّرنا بأهمية الشعور بالتضامُن الناجم عن كون كلّ إسرائيلي تقريبًا مُلزمًا بالخدمة العسكريّة. فالجيش هو العامل المُوحِّد، الذي يجعل معظم الإسرائيليين، إن لم يكن جميعهم، يختبرون بأنفسهم معنى عبارات مجرّدة مثل “التضامُن” و”التكافُل المشترَك”.

هل نرى يومًا تغييرًا جذريًّا كهذا في الجيش الأقوى في الشرق الأوسط؟ لا مؤشرات في الأفق على اقتراب تغييرٍ كهذا. لكن من الجهة الأخرى، لا يبدو أنّ أصوات الداعين إلى خصخصة الجيش ستخفت قريبًا.

اقرأوا المزيد: 910 كلمة
عرض أقل
طالبات في الجامعة العبرية (Yonatan Sindel/Flash90)
طالبات في الجامعة العبرية (Yonatan Sindel/Flash90)

النساء في إسرائيل: تحصيلهن العلمي أكثر من تحصيل الرجال ولكنهن يكسبن أقل منهم

معطيات دائرة الإحصاء المركزية تشير إلى فجوات في الرواتب والتشغيل بين النساء والرجال. رغم أن، التحصيل العلمي لدى النساء العربيات أكثر من الرجال بفارق كبير

يتم الاحتفال في الـ 8 من آذار من كل عام بيوم المرأة العالمي. ما يقارب 4 ملايين امرأة يعشن اليوم في إسرائيل، وبمناسبة هذا اليوم المميز نشرت دائرة الإحصاء المركزية معطيات ملفتة تجيب على السؤال: ما معنى أن تكوني امرأة في إسرائيل عام 2014؟

العائلة

معدل الولادات للنساء في إسرائيل هو 3.05، نسبة كبيرة مقارنة بدول منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية [( OECD) (1.70)]. معدل العمر الذي تلد فيه النساء في المرة الأولى هو 27.3، بينما معدل عمر الزواج للنساء هو 25. للمقارنة، قبل 30 عامًا كان معدل الزواج هو 22.4. تتزوج النساء المسلمات بعمر أبكر من النساء اليهوديات والمسيحيات. بينما معدل عمر الزواج لدى اليهوديات هو 26 تقريبًا ولدى المسيحيات هو 25، ومعدل عمر زواج المسلمات هو 21.

فارق آخر بين الوسط اليهودي والوسط العربي نجده بنسبة النساء اللواتي يسكن وحدهن. 10% من النساء اليهوديات يسكن وحدهن، وفقط 3% من العربيات يسكن وحدهن. 32% من النساء اللواتي أعمارهن أكبر من 65 عامًا يسكن وحدهن – أكثر بثلاث مرات من نسبة الرجال الذين يسكنون وحدهم في هذه السن. الفارق بين الرجال والنساء نابع من متوسط العمر: متوسط عمر النساء هو حتى سن 83.6، ومتوسط عمر الرجال 80 سنة فقط.

معدل عمر الزواج للنساء في أسرائيل هو 25  (Flash90/Serge Attal)
معدل عمر الزواج للنساء في أسرائيل هو 25 (Flash90/Serge Attal)

ظاهرة أخرى ملفتة هي نسبة ظاهرة الطلاق في إسرائيل. 13000 امرأة تقريبًا يتطلقن كل عام في إسرائيل، ومعدل سن الطلاق هو 38 تقريبًا. يبدو أن الناس في إسرائيل فقدوا الصبر بخصوص ما يتعلق بمؤسسة الزواج: من بين الأزواج اليهود الذين تزوجوا في إسرائيل في الأعوام ما بين 1986 – 1971، 7% انفصلوا قبل إتمام العام الثامن من الزواج، لكن من بين الذين تزوجوا بين الأعوام 1998 – 2000، 13% انفصلوا قبل عدد سنوات مماثل.

العمل

في مجال العمل،  واضح أن الفجوات بين الرجال والنساء لا تزال واسعة: وصلت نسبة مشاركة النساء في القوى العاملة في إسرائيل عام 2013 إلى 58.2% وكانت نسبة الرجال 69.4%. فقط 66.7% من بين المشتغلات يعملن بوظيفة كاملة، بينما بالنسبة للرجال تصل نسبة من يعملون بوظيفة كاملة إلى 86%.

في سوق الأجيرين في إسرائيل الفارق بارز أكثر: النساء الأجيرات تحصيلهن العلمي أكبر، من الرجال (14.2 معدل نسبة التعليم للنساء، 13.8 للرجال) – ولكنهن يربحن أقل منهم: 7.200 ش. ج في الشهر للمرأة، 11،000 ش. ج للرجل. غير أنه، تظهر المعطيات بأن فجوات الأجور تقلصت خلال السنوات العشرين الأخيرة – عام 1990 كان الفارق 43%، والفارق اليوم هو 34% فقط.

نساء بدويات في مدينة رهط (Hadas Parush/Flash 90)
نساء بدويات في مدينة رهط (Hadas Parush/Flash 90)

أيضًا في مجال الإدارة، لا نحمل للنساء أي بشرى: عام 2013 ، كانت نسبة النساء المديرات من بين نسبة المدراء في إسرائيل 32.6% فقط. المهن التي كانت فيها الغلبة للنساء هي سكرتيرات، معالجات، معلمات، ومحاسبات. تظهر المعطيات أنه كلما كان عدد أبناء المرأة أكثر كلما كان احتمال أن تعمل هو أقل. نسبة انخراط الأمهات لطفل واحد في سوق العمل هي 76.3%، بينما نسبة انخراط الأمهات لأربعة أبناء هي 55.9%.

بكل ما يتعلق بخدمات الرفاه، النساء هن الرائدات: 54% تقريبًا ممن يحتاجون خدمات الرفاه في إسرائيل هن النساء، بنسبة أكبر من النسبة في المجتمع عمومًا (50.5% تقريبًا).

وفق المعطيات، الراتب الشهري للرجل في الوسط العربي أكبر بـ 22.4% من راتب النساء (6.383 ش. ج للرجل العربي في الشهر وللمرأة العربية 4.956 ش. ج). وجزء من تفسير ذلك هو أنه في الوسط العربي الرجال يعملون 12.2 ساعة أكثر، في الأسبوع، من النساء. بمقارنة الراتب للساعة، راتب المرأة العربية أعلى من راتب الرجل العربي بـ  8.2%. جزء من تفسير ذلك هو أن معدل سنوات تعليم النساء في الوسط العربي أكبر مما هو لدى الرجال.

التعليم

يبدو في مجال التعليم أن النساء أكثر نجاحًا من الرجال: 65% من النساء حاصلات على شهادة بجروت، وفقط 53% من الرجال استحقوا ذلك. نجد في الوسط العربي أن هذه المعطيات بارزة أكثر: 62% من الإناث بينما 43% من الذكور. أيضًا بين طلاب الجامعة فإن الغالبية هي من الإناث، سواء كان في اللقب الأول أو الألقاب الجامعية الأرفع.

طالبات في الجامعة العبرية (Olivier Fitoussi /Flash90)
طالبات في الجامعة العبرية (Olivier Fitoussi /Flash90)

في الوسط العربي، نسبة الطلاب أعلى بكثير مما هو في الوسط اليهودي. نسبة النساء بين الطلاب المسلمين هي 69.1%، بين الطلاب المسيحيين النسبة هي 64.1 %، وبين الطلاب الدروز تصل إلى 63.7%.

مجالات التعليم التي فيها نسبة النساء أعلى بكثير، كانت مهن الرعاية الطبية (83.2%) والتعليم والتأهيل للتعليم (80.7%).

 بالمقابل، نسبة النساء كانت أقل في العلوم الفيزيائية (38.1%) في الرياضيات، الإحصاء وعلوم الحاسوب (28.8%) وفي الهندسة والديكور (27.1%).

اقرأوا المزيد: 654 كلمة
عرض أقل
ميدان التحرير (AFP)
ميدان التحرير (AFP)

انفعال في إسرائيل من وعي الشعب المصريّ

واحد يكتب "يجدر بنا أن نتعلم من الشعب المصريّ" وآخر يدوّن "من حسن حظّنا أنه لدينا جارة تدعى مصر"، انفعال شديد في إسرائيل من ثورة الشعب المصريّ ووعيه السياسيّ...

09 يوليو 2013 | 16:04

بينما انشغل المحللون في إسرائيل بتحديد طابع العملية السياسية التي جرت في مصر منذ بداية الشهر الجاري وحتى اليوم، وأطاحت بحكم الرئيس الإسلامي محمد مرسي، وهل نحن في صدد انقلاب عسكري أم ثورة شعبية ثانية أم تصحيح لمسار ثورة 2011، خصّص كتّاب إسرائيليون كثيرون مقالاتهم لإبداء الإعجاب والانفعال من مشاهد ميدان التحرير.

وكتب عوفيد يحزكيل، والذي شغل منصب سكرتير الحكومة الإسرائيلية في السابق، في صحيفة “هآرتس”، “يجدر بنا أن نمعن النظر فيما يحدث لدى جيراننا. الشاب المصري لم يعد يقبل قواعد اللعبة القديمة وهو يتحدى النظام القديم في بلاده. إنه لا يمنح الشرعية لنظام يضع نفسه فوق المواطن”.

وقارن عوفيد بين المظاهرات المصرية وتلك التي خرجت في إسرائيل قبل صيفين، ملاحظا “الجمهور المصري يختلف عنا: إنه يجتمع ويخرج للتظاهر من دون توقف، ليس في “فيس بوك” فقط، وينزلق أحيانا إلى أعمال عنف واستفزازات. إنه جمهور عنيد، ماض نحو الهدف، يعرف ما يريد ولا ينظر إلى الخلف حتى يناله”.

وأضاف الكاتب “في الوقت الذي كان فيه الجمهور المصري غير هادئ حتى تم استبدال الحكم… توقف الجمهور الإسرائيلي عن المظاهرات عندما تمت إقامة لجنة “طرخطنبرغ”. ولكن مع توقف الضغط الجماهيري وعودة جادة “روتشيلد” (في تل أبيب) إلى الروتين، تلاشت استنتاجات اللجنة”.

ودوّن المستشار الاستراتيجي في السابق ليتسحاق رابين، حايم آسا، في صحيفة معاريف “من حسن الحظ وجود جارة تدعى مصر. يمكننا التعلم منها”. وأوضح “أخيرا تبعث بي السياسة نوعا من الفرحة عوضا عن الشعور بالخيبة من السياسة الإسرائيلية المملّة. مشاهدة الجيش يبعد باسم الديموقراطية والشرعية حاكما كان قد حاول سلب مصر، من دون أن يفهم أهمية الثورة التي حصل بفضلها على الرئاسة”.

وأشاد الكاتب بالشعب المصري كاتبا “يفهم هذا الجمهور المصري الرائع، الأمر الذي لم يفهمه مرسي. لقد انتهى عهد السياسة القديمة”.

وقارن آسا بين حكم الإخوان المسلمين في مصر والسياسيين الجدد الذين وصلوا إلى سدّة الحكم في إسرائيل، مثل السياسي جديد العهد، يائير لبيد، والذي يشغل اليوم منصب وزير المالية، ويكتب آسا “ارتكب مرسي الخطأ المقبول لدى السياسيين المنعزلين عن الشعب، كما يحدث في إسرائيل- فقد تمحور حول السيطرة على مراكز القوة السياسية والجماهيرية بدلا من أن يعالج عدم رضاء الجمهور”.

وتابع كاتبا “ربما يمكن أن تشكل مدرسة الثورات التي نشهدها في مصر مرآة للاحتجاج الضحل الذي كان في إسرائيل قبل عامين”، وأضاف أن الإسرائيليين خلافا للمصرين لم يبقوا في الميدان، رغم أن السياسة القديمة ما زالت سائدة في إسرائيل.

وكتبت الدكتورة ليئات كوزما، وهي محاضرة في الجامعة العبرية لدراسات الإسلام والشرق الأوسط، أن المجتمع المدنيّ في مصر اكتشف قوّته، ويبرهن أنه بدأ ينضج، فهو لم يسمح للإسلام السياسي بالاستيلاء على مفاصل الدولة ولن يسمح للجيش بذلك. وكتبت ليئات “جاء في كتاب جمال عبد الناصر “فلسفة الثورة” أن الضباط لم يسلموا المجتمع المدني السلطة لأن هذا المجتمع كان منقسمًا ومتنازعًا، وغير قادر على القيادة.‎ ‎وبالفعل، أكثر من ستين عامًا من الحكم العسكري وقمع الحريات المدنية عرقلت نمو قوى سياسية مدنية”.

وتابعت الكاتبة “‎لقد لقنت الثورة في العام 2011 المجتمع المدني درسًا حول قوته، وها هي أحداث الأيام الأخيرة تثبت ذلك.‎ ‎أشعر أن ذلك المجتمع المدني لن يسمح للجيش بمواصلة استلام زمام السلطة لوقت طويل.‎ ‎ستُبدي لنا الأيام ما إذا كانت مصر ستصل إلى الانتخابات القادمة جاهزة أكثر، وستنجح في بلورة سلطة مدنية حقيقية، كتلك التي خرج باسمها المصريون إلى الشوارع في السنتين الأخيرتين”.

اقرأوا المزيد: 501 كلمة
عرض أقل