المجتمع الفلسطيني

شمس مرعي أبو مخ (لقطة شاشة)
شمس مرعي أبو مخ (لقطة شاشة)

رئيسة حكومة فلسطينية في التلفزيون الإسرائيلي

اختار المشاركون في برنامج "الأخ الأكبر" المتنافسة شمس مرعي أبو مُخ، لتصبح رئيسة حكومة منزل "الأخ الأكبر"

في إطار المهام الأسبوعية، طُلب من المشاركين في برنامج الواقع الشعبي، “الأخ الأكبر”، الذين يعيشون في منزل “الأخ الأكبر” دون أن يتواصلوا مع العالم الخارجي لبضعة أسابيع، اختيار رئيس حكومة للمنزل. في التصويت الديمقراطي، اختار المشاركون المرشحة الفلسطينية، شمس أبو مُخ، لتشغل منصب رئيسة حكومة المنزل. تفوقت أبو مُخ على متنافسة أخرى، شغلت منصب رئيسة البيت حتى موعد إجراء الانتخابات.

شمس، ابنة الـ 34 التي وقع الاختيار عليها لتصبح رئيسة الحكومة الفلسطينية – الإسرائيلية الأولى في تاريخ برنامج الواقع الناجح، هي من سكان قرية باقة الغربية. بهدف المشاركة في البرنامج كان على شمس، كسائر المشاركين، أن تبتعد عن زوجها وأطفالها الثلاثة وألا تتواصل مع العالم الخارجي، وأن تواجه التحديات المشتركة في منزل “الأخ الأكبر”.

منذ أن انضمت شمس إلى البرنامج بدأت تعمل على التخلص من الآراء المسبقة عن المجتمع الفلسطيني في إسرائيل وعن النساء العربيات والمسلمات. أسبوعيا، تطرح شمس قضايا سياسية ودينية صعبة وهامة، حتى إذا جاءت هذه القضايا خلافا لرغبة المشاركين الآخرين.

رغم أن اختيار شمس لتصبح رئيسة منزل “الأخ الأكبر” يعتبر خطوة ليست ذات أهمية كبيرة، إلا أن بعض الإسرائيليين يعتقدون أنها هامة بسبب الخوف من خرق التوازن الديمغرافي بين اليهود والعرب وخسارة طابع الدولة اليهودي اللذين يحذر الكثيرون من حدوثهما.

اقرأوا المزيد: 190 كلمة
عرض أقل
متظاهرون فلسطينيون يرفعون أعلام إيرانية إحتجاجا على الهجوم الأمريكي على نظام الأسد (AFP)
متظاهرون فلسطينيون يرفعون أعلام إيرانية إحتجاجا على الهجوم الأمريكي على نظام الأسد (AFP)

كيف أصبح الفلسطينيون من أكبر الداعمين للأسد في العالم العربي؟

هكذا أصبح الفلسطينيون موحدين بشأن دعم بشار الأسد تحديدًا

في الأيام العادية، من الصعب العثور على مجال تتفق عليه كل الجهات السياسية الفلسطينية. وفي الواقع، أصبح الشرخ السياسي في المجتمع الفلسطيني يشكل حجرة عثرة من الصعب التغلب عليها، مرة تلو الأخرى. لهذا من المثير للاهتمام معرفة كيف وكم من الوقت سيظهر إجماع فلسطيني واسع، بدءا من فتح، حماس، الجهاد الإسلامي وحتى جهات ليبرالية عربية إسرائيلية بشأن دعم بشّار الأسد.

شجبت كل الجهات والأحزاب الفلسطينية الهجوم الثلاثي الذي شنته الولايات المتحدة الأمريكية، بريطانيا، وفرنسا على المنشآت الكيميائية السورية، بعد أن شن النظام السوري هجمات كيميائية ضد السوريين. وكان هذا الشجب بارزا أكثر فأكثر في ظل الدعم القطري والسعودي التام لشن الهجوم، والتحفظ الهادئ الذي أبدته مصر، والأردن اللتان لم تريدا التصدي لترامب علنا.

كيف يمكن تعليل هذا الدعم الفلسطيني، الذي يطالب العالم بدعمه ضد إسرائيل من جهة، ومن جهة أخرى يدعم الدكتاتور السوري الذي يقتل السوريين مستخدما المواد الكيميائية؟  هناك عدة أسباب: نبدأ بالأسهل – يحظى الجهاد الإسلامي بدعم مالي كامل من إيران وقد دعمها وما زال يدعمها دعما تاما. ولكن من جهة حماس، الوضع أكثر تعقيدا. ففي الماضي، دفعت ثمنا باهظا بسبب دعمها للثوار السوريين. منذ ذلك الحين، تعلمت العبرة وعند الاختيار بين قطر، السعودية، وحتى تركيا وبين إيران، فهي تدعم إيران الداعمة للجناح العسكري لحماس أيضًا.

أبو مازن هو الجهة الأهم. تستنكر فتح أعمال الإدارة الأمريكية التي يكن لها أبو مازن كراهية بارزة. وفي الواقع، سيكرس جزء كبير من الجهود في القمة العربية التي ستلتئم اليوم في طهران لإقناع أبو مازن بأن يتخلى عن معارضته لمبادرة السلام التي يقترحها ترامب، وأن يتيح الحوار مع الإدارة الأمريكية، الذي تولي له السعودية أهمية كبيرة.

ثمة نقطة هامة وهي موقف القائمة العربية المشتركة التي تمثل في الكنيست الإسرائيلي معظم المواطنين العرب، والتي تتعرض لانتقادات لاذعة بسبب شجب الهجوم الثلاثي على سوريا. هناك شك إذا كان موقف رئيس الحزب، عضو الكنيست أيمن عودة مقبولا لدى معظم ناخبيه، ولكن هناك أيضا موقف معاد لأمريكا وربما حنين إلى أيام حكم البعث الذي عرض بديلا عربيا وعلمانيا كان يمكن أن يتماهى معه الكثير من العرب في إسرائيل.

اقرأوا المزيد: 318 كلمة
عرض أقل
سما وهيا أبو خضرة (Instagram / simihaze)
سما وهيا أبو خضرة (Instagram / simihaze)

توأمتان فلسطينيتان تسطعان في مشهد الموضة في نيويورك

عارضتا الأزياء الفلسطينيتان، سما وهيا أبو خضرة تتألقان وتحتلان مكانة رائدة في عالم الموضة

في الفترة الأخيرة، بدأت تنجح عارضتا الأزياء الفلسطينيتان، سما وهيا أبو خضرة، في جذب الانتباه العالميّ وتظهران كفتاتين رائدتين في عالم الموضة. هذا الأسبوع، شاركت الشابتان في أسبوع الموضة في نيويورك، وحضرتا عروض أزياء لشركات رائدة وحتى أنهما جلستا في المكان الأكثر طلبا في الصف الأول. ودعيت الفتاتان المعروفتان بصفتهما مشهورتان بتسجيل حفلات دي جي، للمشاركة في حفلات عريقة لإحدى شركات الأزياء.

وُلدت الشبتان الفلسطينيتان، ابنتا 23 عاما، اللتان دخلتا عالم الأزياء في سن 14 عاما، في المملكة العربية السعودية وترعرعتا في لندن. عندما كانتا في المرحلة الثانوية، انتقلتا مع عائلتهما إلى دبي. قبل أربع سنوات، سافرتا إلى لوس أنجلوس لدراسة موضوع السينما والفن، وتعرفتا فيها إلى شخصيات مشهورة في مجال الأزياء، مثل عارضات الأزياء الفلسطينيات بيلا وجيجي حديد والممثلة سيلينا غوميز. عملت الشقيقتان لاحقا في مجال الموسيقى، وطورتا سيرة ذاتية ناجحة في مجال الدي جي. هناك أكثر من 622 ألف متابع في حساب الإنستجرام للنجمتين الجميلتين.

اشتهرت الشقيقتان في إسرائيل بعد أن رفعتا منشورا في حسابهما على الإنستجرام بعد إعلان ترامب عن القدس عاصمة لإسرائيل في شهر كانون الأول الماضي. جاء في المنشور الذي نشرت فيه عارضة الأزياء الفلسطينية المشهورة، بيلا حديد، اقتباسات من أقوال الشقيقتين: “يجري الحديث عن خرق قانون دولي ومس هائل بعملية السلام”، وأضافتا: “لم يذكر ترامب خلال خطابه الشعب الفلسطيني أبدا، وكأنه غير موجود، ولكن القدس هي عاصمة فلسطين، وتهدف هذه الخطوة إلى أن يفقد الفلسطينيون الأمل في إقامة دولتهم فقط”.

اقرأوا المزيد: 329 كلمة
عرض أقل
الرئيس الفلسطيني، محمود عباس (AFP)
الرئيس الفلسطيني، محمود عباس (AFP)

استطلاع: الفلسطينيون يفقدون الثقة بالتنظيمات السياسية والدينية

بيّن استطلاع واسع لتوجهات الرأي العام الفلسطيني، أجراه مركز القدس للإعلام والاتصال، أن ثقة الفلسطينيين بالتنظيمات السياسية والدينية الناشطة بينهم في حالة تراجع كبير

06 سبتمبر 2017 | 16:36

أظهرت نتائج استطلاع للرأي أجراه مركز القدس للإعلام والاتصال، نشر اليوم الأربعاء، ارتفاعا غير مسبوق في نسبة الفلسطينيين الذين لا يثقون بأي من التنظيمات السياسية والدينية الفلسطينية، ولا بأي زعيم فلسطيني.

وحسب النتائج التي جاءت في بيان الاستطلاع فقد قال نحو 43% من الفلسطينيين المشاركين في الاستطلاع، من الضفة وغزة، إنهم لا يثقون بأي تنظيم سياسي أو ديني، ونسبة مشابهة، نحو 40%، قالوا إنهم لا يثقون بأي زعيم فلسطيني.

ومن المعطيات اللافتة في الاستطلاع، جاء أيضا أن 43% من الفلسطينيين وافقوا على أن بعض الدول العربية الخليجية سوف تستجيب لرغبة إسرائيل بتطبيع العلاقات قبل حل القضية الفلسطينية، مقابل نفس النسبة التي رفضت الفكرة.

أما بالنسبة لعملية السلام مع إسرائيل، فقد أعرب معظم المشاركين في الاستطلاع، نحو 80%، عن تشاؤمهم من الدور الأمريكي في عملية السلام بعد مرور نصف سنة على تولي الرئيس دونالد ترامب البيت الأبيض.

ورغم هذا التشاؤم، جاء في الاستطلاع أن نسبة المؤيدين لاستئناف المفاوضات مع إسرائيل، في حال دعا ترامب إليها، ما زالت عالية، فقد بغلت 54 بالمئة. وذلك بشرط وقف الاستيطان من جانب إسرائيل.

وأظهر الاستطلاع أن الشخصية الفلسطينية التي تحظى على دعم كبير من الفلسطينيين لزعامة الفلسطينيين هي مروان البرغوثي الذي تفوق على بقية المنافسين (بإخراج اسم أبو مازن) على كرسي الرئاسة. وفي حال كانت المنافسة بين البرغوثي وهنية، فإن نصف المستطلعين، نحو 50.2%، سيصوتون لمروان البرغوثي، مقابل 19.5% لهنية.

اقرأوا المزيد: 210 كلمة
عرض أقل
الرئيس السوري بشار الأسد (Syrian Presidenct Instagram)
الرئيس السوري بشار الأسد (Syrian Presidenct Instagram)

فلسطيني يُسمي ابنه بشار الأسد رغم استياء زوجته

أثار فلسطيني من رام الله ضجة في النت إثر إطلاقه اسم "بشار الأسد" على ابنه.. وزوجته التي عارضت الاسم ردّت على قرار زوجها بالقول "ما هو ذنب الطفل المسكين؟"

تظهر أحيانا قصص غريبة في وسائل الإعلام العربية لوالدين يقررون تسمية أطفالهم بأسماء زعماء العالم العربي، المعروفين كدكتاتوريين يرأسون دولا على وشك الانهيار.

ويجري الحديث هذه المرة عن مواطن فلسطيني من رام الله، قرر أن يسمي ابنه الثاني باسم “بشار الأسد” مدعيا أن الأسد، رغم استياء زعماء الغرب والثوار السوريين، نجح في الحفاظ على سوريا.

واختار الوالد الشاب، علاء الريماوي، من رام الله، تسمية ابنه الثاني “بشار الأسد” رغم أن والده طلب منه التفكير جيدا في ذلك. وطلبت منه زوجته أيضا أن يفكر في تسمية ابنه لأن اسم بشار الأسد مثير للجدل في المجتمَع العربي، ولكن علاء لم يعدل عن رأيه.

وقال في مقابلة معه لوسائل الإعلام العربية: “حبي الشديد لبشار الأسد وإيماني بفكره ونهجه، هما ما دفعاني لتسمية ابني على اسمه”.

وعلاء الريماوي هو الابن الأكبر للطبيب الفلسطيني حسام الريماوي والذي درس في دول الاتحاد السوفييتي، ويُعرف بقربه من المحور الاشتراكي، كذلك علاء يناديه أصدقاؤه عبر صفحات الفيسبوك بـ “الرفيق”.

الريماوي ومولوده الجديد، بشار الاسد (Facebook)
الريماوي ومولوده الجديد، بشار الاسد (Facebook)

وبعد ولادة الابن الثاني فورا، رفع علاء صورة له في صفحته على الفيس بوك معلنا عن اسم ابنه الجديد. هنأه معظم أصدقائه بولادة ابنه. ولكن بعد أن شاعت قصة الطفل واسمه في وسائل الإعلام العربية بدأت تنتشر التعليقات في شبكات التواصل الاجتماعي وطُرحت تساؤلات لماذا اختار الريماوي تسمية ابنه بالاسم الأكثر كرها في العالم العربي في يومنا هذا.

وكتبت متصفحة ردا على التسمية: “مسكين الطفل، ما هو ذنبه؟”، وكتب مصتفح آخر: “يبدو أن الريماوي لا يفهم أن الأسد طاغية وأن اسمه مثير للاشمئزاز”. وكتب قريب عائلة الريماوي: “انتبه للاسم يا حبيب، بشار رجل ظالم ومجرم، وأخشى على الولد من هذا الاسم”.

وعلقت جدة المولود على التسمية كاتبة: “برأيكم، بشار مجرم، ولكن برأينا بشار حمى وطنه حتى لو راح ضحايا من شعبه”.

وسارعت المواقع الإلكترونية، المؤيدة لسياسة بشار الأسد في سوريا، لنقل هذا الحدث؛ فقد عنونت قناة “الميادين” الإخبارية “تيمناً بالرئيس السوري وموقفه بشار الأسد يوجد في فلسطين”!‎‎ ‎

ولا يدور الحديث عن المرة الأولى التي يختار فيها فلسطينيون تسمية أطفالهم تيمنا بزعماء عرب مثيرين للجدل. هناك حالات في الماضي، سمى فيها والدون أطفالهم باسم “تميم بن حمد” في ظل الأزمة التي تدور في هذه الأيام بين السعودية وقطر. حتى أن هناك والدين فلسطينيين سموا أطفالهم صدام حسين بعد اندلاع حرب العراق الأخيرة، وحتى بأسماء ابني الطاغية البغدادي، عُدَي وقُصي. بعد الإطاحة بمرسي من الحكم، سمى فلسطيني ابنه محمد مرسي. لا يحظر القانون الفلسطيني تسمية الأطفال بأسماء زعماء العالم، حتى إذا كانوا غير شعبيين أو ليسوا محبوبين.

اقرأوا المزيد: 378 كلمة
عرض أقل
جيل المستقبل الفلسطيني  (Flash90Abed Rahim Khatib)
جيل المستقبل الفلسطيني (Flash90Abed Rahim Khatib)

جيل المستقبل الفلسطيني في عيون إسرائيلية

يعيش نحو مليون وأربعمائة ألف شاب فلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة، وهم ليسوا راضين عن وضعهم الاقتصادي، الأمني، والاجتماعي. في حال لم يطرأ تغيير هام حتى عام 2018، فستندلع انتفاضة ثالثة صعبة

يعيش نحو مليون وأربعمائة ألف شاب في عمر ‏15‏—‏29‏ في يومنا هذا في الضفة الغربية وقطاع غزة، وهم يشكلون ‏‎30%‎ ‎‏من السكان الفلسطينيين‎. ‎‏ كما هي الحال في سائر الدول العربية، يعاني الفلسطينيون من زيادة سريعة في عدد السكان، تؤدي إلى ضرر بالنمو الاقتصادي.

في الوقت الذي ينشغل فيه زعماء المنطقة في التحضيرات لقمة سلام إقليمية برعاية أمريكية ستُعقد على ما يبدو في الصيف، وينشغل أبو مازن في الحرب اللانهائية ضد معارضيه، تصفية حسابات سياسية، وتحسين علاقاته مع الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، ويكمل يحيى السنوار إجراءات دخوله لمنصبه الجديد ودخول القيادي في حماس، الحركة التي تسيطر على غزة بيد حديدية، وفي الوقت الذي تواصل فيه أجهزة الأمن الإسرائيلية مواجهة العمليات العدائية التي تحدث أحيانا، عمليات الدهس والطعن من قبل الشبان الفلسطينيين، وبينما ما زال السجناء الفلسطينيون في السجون الإسرائيلية يجرون مفاوضات حول شروط اعتقالهم، ويهددون بالإضراب الجماعي عن الطعام بقيادة مروان البرغوثي، هناك شعور عام من الغضب الجماهيري، في الداخل الفلسطينيي، يهدد بالاندلاع في وجه القيادة الفلسطينية وإسرائيل أيضا.

دوار المنارة رام الله (Flash90\Zack Wajsgras)
دوار المنارة رام الله (Flash90\Zack Wajsgras)

لفهم العمليات المختلفة التي يمر فيها الجيل الشاب في المجتمَع الفلسطيني (يتطرق المصطلح الشاب إلى الرجال والنساء في عمر 15-29)، جيل المستقبل الفلسطيني، حاولنا رسم خطوطه. حاولنا معرفة ما الذي يهتم به جيل المستقبل، ماذا يؤثر فيه، يحفزه، ممّ سئم، وهل سيشن هذا الجيل في المستقبَل القريب، انتفاضة عامة؟

في محادثة مع الباحثة الإسرائيلية حول المجتمَع الفلسطيني، دكتور رونيت مرزان، حاولنا رسم خطوط جيل المستقبل الفلسطيني. [(تم الحصول على المعطيات بالأرقام التي تظهر هنا من مصادر مختلفة: الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، أوراد – مركز العالم العربي للبحوث والتنمية، والمركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية (‏PCPSR‏)].

تدعي دكتور مرزان أن من بين الشبّان (في عمر ‏15-29)، فإن الشبان الذين يعربون عن غضبهم ضد إسرائيل من خلال عمليات الطعن، الدهس، وإلقاء الحجارة، في عدة مناطق في الضفة الغربية هم شبان عمرهم 15 حتى 19 عاما. وهم يشكلون نحو %40 من إجمالي السكان الشباب.

يؤمن ‏32%‏ من الشبّان الفلسطينيين أن الاحتلال سيستمر إلى الأبد، على مدى 50 عاما إضافيا على الأقل. بالمقابل، يؤمن %53 أن الاحتلال سينتهي قريبا، خلال 5 حتى 10 سنوات

ثمة ظاهرة أخرى تحدث بين الشبّان في الدول العربيّة وهي الزواج في سن متأخر. هناك ‏16%‏ من الشبّان (في عمر ‏15-29‏) متزوجون مقارنة بـ ‏41%‏ من الفتيات المتزوجات. تكمن المشكلة المركزية في التكاليف المادية الباهظة للزواج. ثمة معطى آخر هام يشهد على ثقافة هؤلاء الشبان إذ إن %40 ينهون دراستهم الثانوية وتنهي مجموعة ضئيلة جدا، نسبتها %13 التعليم للقب الأول.

استعمال الإنترنت: يستخدم معظم الشبّان الفلسطينيين، 70%، الإنترنت في أحيان قريبة، بالمُقابل فإن %23 من الشبّان يعرفون كيف يتصفحون الإنترنت ولكنهم لا يفعلون ذلك، بالمُقابل، قال %7 فقط إنهم لا يعرفون كيف يتصفحون الإنترنت ولا يستخدمونه.

لا يرى الشباب الفلسطيني أي أفق سياسي (Flash90\Wisam Hashlamoun)
لا يرى الشباب الفلسطيني أي أفق سياسي (Flash90\Wisam Hashlamoun)

من جهة الضائقة التي يعاني منها الشبّان الفلسطينيون (وفق الاستطلاعات التي نُشرت عام 2016)، ادعى %79 من الشبّان الفلسطينيين أن المشكلة الرئيسية التي يرغبون في حلها هي إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية مستقلّة. أعرب %7 فقط أنهم معنيون بتحسين ظروف حياتهم. توضح دكتور مرزان أن إنهاء الاحتلال يعني بالضرورة تحسين وضع الشبان سياسيا، لا سيّما تحسين الوضعَين الاقتصادي والاجتماعي الصعبين. وفي هذا الصدد، يؤمن ‏32%‏ من الشبّان الفلسطينيين أن الاحتلال سيستمر إلى الأبد، على مدى 50 عاما إضافيا على الأقل. بالمقابل، يؤمن %53 أن الاحتلال سينتهي قريبا، خلال 5 حتى 10 سنوات.‎ إن الاعتقاد أن الاحتلال سينتهي سريعا، أقوى لدى الشبّان في غزة من الشبان في الضفة الغربية، في أوساط نشطاء حمساويين وأشخاص يعرفون أنفسهم متديّنين أكثر.

لماذا لا تندلع انتفاضة شاملة يشارك فيها فلسطينيون كثيرون، في ظل الوضع الاقتصادي الصعب، نقص الأفق السياسي، واستياء الشبان من القيادة الحاليّة في الضفة وقطاع غزة على حدِّ سواء؟

إذا لم تحدث عملية سياسية حتى عام 2018، وبقي وضع الشبّان الفلسطينيين دون تغيير، فإن احتمال اندلاع انتفاضة ثالثة فلسطينية كبيرة وشاملة كبير جدا (Flash90\Hadas Parush)
إذا لم تحدث عملية سياسية حتى عام 2018، وبقي وضع الشبّان الفلسطينيين دون تغيير، فإن احتمال اندلاع انتفاضة ثالثة فلسطينية كبيرة وشاملة كبير جدا (Flash90\Hadas Parush)

تعتقد دكتور مرزان أن حقيقة عدم اندلاع انتفاضة مسلحة كبيرة وشاملة لا تشهد على الوضع الحقيقي للشبّان الفلسطينيين. فهي تعتقد أن هناك غضبا عارما بطيئا ومتواصلا نجح في جذب اهتمام زعماء الدول العربية أيضا.

فإذا لم يأخذ بالحسبان زعماء الدول العربيّة، حتى قبل بضع سنوات، رأي الشبّان الفلسطينيين، لأنهم كانوا مشغولين في ثورات داخلية، ففي الأشهر الماضية طرأ تغيير في وجهة النظر وبدأ الشبان الفلسطينيون يتصدرون سلم أولوياتهم ثانية. إثباتا على ذلك تشير دكتور مرزان إلى عقد مؤتمرات في القاهرة، إسطنبول، طهران، رام الله، والدوحة، للبحث في قضايا ذات صلة بالشبان الفلسطينيين وحقوق الإنسان.

ادعى %79 من الشبّان الفلسطينيين أن المشكلة الرئيسية التي يرغبون في حلها هي إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية مستقلّة (Flash90\Hadas Parush)
ادعى %79 من الشبّان الفلسطينيين أن المشكلة الرئيسية التي يرغبون في حلها هي إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية مستقلّة (Flash90\Hadas Parush)

هناك دور مركزي للشبان الفلسطينيين فيما يحدث في المنطقة، وكلما ازداد غضبهم تزداد احتمالات حدوث مقاومة في الدول العربيّة ثانية. مثلا، كانت انتفاضة الأقصى (عام 2000) تجربة مصممة للشبان العرب، إذ شاركوا بعد مرور عقد في ثورات “الربيع العربي” وكسروا حاجز الخوف من السلطات العربية.

ثمة مثال على عقد مؤتمر للشبان، هو المؤتمر الذي نظمه محمد دحلان في القاهرة تحت شعار “شبابنا شركاؤنا”. عرض دحلان أمام المشاركين في المؤتمر وجهة نظره السياسية التي تتضمن دمجا بين المقاومة، الحل السياسي، والشراكة السياسية في الحلبة الداخلية، مؤكدا على الحاجة إلى الصمود أمام إسرائيل. حتى أن دحلان انتقد سياسة أبو مازن التهميشية بحق الشبّان الفلسطينيين. شارك في المؤتمر نحو 500 شاب وشابة من قطاع غزة، الضفة الغربية، لبنان، وأوروبا، واختُتِم بسلسلة من التوصيات لزيادة مشاركة الشبان في الحياة السياسية: تجنيد الأموال ودعم الأطر الاجتماعية مثل نواد رياضية وحركات كشافية معدة للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة أيضا؛ التعاون مع منظمات المجتمَع المدني والتربية على التعددية، العمل بموجب القانون، واحترام حرية الفرد.

كان التعاون بين القيادة المصرية، قيادة حماس، ومحمد دحلان من أجل تنظيم المؤتمر، جزءا من الجهود الشاملة لإعادة مكانة مصر بصفتها زعيمة العالَم العربي، ولطرح القضية الفلسطينية على سلم أفضليات الوطن العربي.

تعتقد دكتور مرزان أيضا أنه إذا لم تحدث عملية سياسية حتى عام 2018، وبقي وضع الشبّان الفلسطينيين دون تغيير، فإن احتمال اندلاع انتفاضة ثالثة فلسطينية كبيرة وشاملة كبير جدا. ستكون هذه الانتفاضة موجهة بشكل أساسي ضد القيادة الفلسطينية، إخفاق الزعماء، ولكن ضد الاحتلال وإسرائيل أيضا.

ما هو الهدف من تهديد الأسرى الفلسطينيين بشن إضراب عن الطعام؟ هل يشكل هذا علامة أخرى على الغضب الجماهيري؟

مروان البرغوثي (Flash90)
مروان البرغوثي (Flash90)

تدعي دكتور مرزان أن الأسرى الفلسطينيين يمثلون إشارة لإمكانية اندلاع انتفاضة أو فوضى. فمثلا، قبل اندلاع انتفاضة الأقصى (عام 2000)، شن الأسرى الفلسطينيون في السجون الإسرائيلية إضرابا كبيرا عن الطعام وأثاروا فوضى. “يرغب البرغوثي في إشعال المنطقة خارج السجن. من جهته، تم إبعاده قسرا عن الخارطة السياسية الفلسطينية. ويبدو أن الطريق للوصول إلى مركز الأحداث هو عبر إشعال المنطقة”. وتعتقد دكتور مرزان أن المصلحة الإسرائيلية الأولى هي إطلاق سراح البرغوثي وبأسرع وقت، “فإذا بقي مسجونا سيُحدِث ثورة كبيرة خارج السجن. سيدفع هذا الوضع إسرائيل نحو التوصل إلى مفاوضات حول إطلاق سراح الأسرى لتهدئة النفوس، مثلما حدث حتّى الآن”، تقول دكتور مرزان.

ماذا يحدث الآن؟ هل السنوار هو الرجل الصحيح في الوقت الصحيح؟

القيادي البارز في حركة حماس، يحيى السنوار (Flash90/Abed Rahim Khatib)
القيادي البارز في حركة حماس، يحيى السنوار (Flash90/Abed Rahim Khatib)

تتعرض محاولات حماس لعرض نفسها لاعبا سياسيًّا لصعوبات كثيرة. فقد حظرت نشاط حماس كل من السلطة الفلسطينية، إسرائيل، جزء من الدول العربيّة، والمجتمع المحلي، وفُرِض عليها وعلى مناطق نشاطها حصارا مستمرا، وخاضت مواجهات عسكريّة كثيرة مع إسرائيل.‎ ‎إلا أن التحديات الداخلية، الإقليمية، والدولية تُرغم حماس على متابعة تمسكها بقرارها الاستراتيجي الذي اتخذته عام 2006: أن تكون لاعبا سياسيًّا نشطا وشعبيا في الحلبة الفلسطينية.

إن توقيت اختيار يحيى السنوار قائدا لحماس في قطاع غزة هام جدا لإسرائيل. من المعروف عن السنوار في إسرائيل، أنه قوي وقاس جدا. فتعتقد إسرائيل أنه قد يكون الرجل الصحيح في الوقت الصحيح، فهو قوي وقادر على توجيه غزة نحو مسار بعيد عن الفوضى، اجتثاث عائلات الجريمة التي تسيطر على الأنفاق التي ما زالت قائمة، واجتثاث ظاهرة استخدام المخدّرات المتزايدة. فهو قيادي ذو تأثير كبير في الجناح العسكري في حماس، أقواله مسموعة، وينجح في إدارة الجناح العسكري علنا أيضا. لن تجرؤ كتائب عزّ الدين القسّام على مخالفة تعليماته.

منذ عام 2006، في مقابلة مع وسائل الإعلام الإسرائيلية، ادعى السنوار أنه لا يعارض التوقيع على هدنة طويلة الأمد مع إسرائيل قد تؤدي إلى هدوء وازدهار في المنطقة. وتؤدي أيضا إلى أن يكون السنوار قادرا على السيطرة بشكل أفضل على الفصائل الجهادية السلفية في قطاع غزة وجعلها معتدلة أكثر. قد يكون من الجيد إذا سمحت له إسرائيل بإكمال عملية سياسية دون أن تسخر منه وتحرجه من خلال شن اغتيالات سياسية. ليس واضحا من المسؤول عن اغتيال مازن فقهاء، ولكن تصعّب حالات كهذه على السنوار. من المتوقع أن يتعرض الشبّان الفلسطينيون في غزة لحالة من فرض قيود أمنية وسياسية أقوى.

اقرأوا المزيد: 1258 كلمة
عرض أقل
مظاهرات في رام الله هذا الأسبوع لتوقيف التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية والجيش الإسرايلي (AFP)
مظاهرات في رام الله هذا الأسبوع لتوقيف التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية والجيش الإسرايلي (AFP)

64%‏ من الفلسطينيين يريدون أن يستقيل أبو مازن

77%‏ من الفلسطينيين يعتقدون أن السلطة فاسدة ويعتقد نصفهم أنها تشكل عبئا جماهيريا. لو جرت انتخابات في يومنا هذا، كان سيفوز مروان البرغوثي، وسيحظى بدعم %59

وفق استطلاع نشره المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية، فإن 64% من المستطلَعة آراؤهم معنيون باستقالة رئيس السلطة محمود عباس من منصبه، مقابل %31 من المستطلَعة آراؤهم يرغبون في أن يبقى.

وفقًا للاستطلاع، فإن المرشح الأفضل لدى الفلسطينيين ليكون وريثا لأبو مازن هو مروان البرغوثي، زعيم التنظيم سابقا، الذي يقضي 5 أحكام مؤبدة في السجون الإسرائيلية. لو جرت انتخابات في يومنا هذا، كان سيحظى أبو مازن بدعم ‏26%‏ فقط، البرغوثي ‏40%‏، ومرشح حماس، إسماعيل هنية بدعم 20%‏. يتضح من الاستطلاع أيضا، لو أن أبو مازن استقال من الحياة السياسية وتنافس كل من البرغوثي وهنية على الرئاسة، كان سيحظى البرغوثي بدعم %59 في حين سيحظى هنية بدعم %36.

أشار الاستطلاع إلى أن وضع حركة فتح سيء. صرح %36 من الفلسطينيين أنهم كانوا سيختارون الحركة لو جرت انتخابات في يومنا هذا. بينما سيختار حماس %30 من المصوتين فقط.

رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس (Hadas Parush/Flash90)
رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس (Hadas Parush/Flash90)

يعتقد %77 من الفلسطينيين أن السلطة الفلسطينية فاسدة ويعتقد نصفهم أنها تشكل عبئا ويجب تفكيكها.

بالنسبة لأبو مازن، فإن %72 من المستطلَعة آراؤهم يعتقدون أن أبو مازن غير جاد في تهديدات وقف التنسيق الأمني مع إسرائيل، ويشعر %77 من الفلسطينيين محبطين من رد فعله على البناء في المستوطنات.‎ ‎

مروان البرغوثي (Flash90)
مروان البرغوثي (Flash90)

في أعقاب تغيير السياسة الأمريكية بالنسبة للمستوطنات، قال %25 من المستطلَعة آراؤهم إنه يجب وقف التنسيق الأمني مع إسرائيل، قال %24 إن الرد يجب يأتي من خلال التوجه إلى مؤسّسات دولية، وقال %20 إن هناك حاجة إلى رد فعل وعمل مسلح.

إن مشاعر الجمهور الفلسطيني منقسمة بشكل متساو حول سؤال “حل الدولتَين لشعبين”: أعرب %51 من المستطلَعة آراؤهم عن معارضتهم للحل، مقابل %47 مؤيد، ولكن قال %60 من المستطلَعة آراؤهم إنهم يعتقدون أنه لم تعد هناك إمكانية لتطبيق هذا الحل بسبب توسيع المستوطنات. أعرب %32 عن دعمهم لحل الدولة الواحدة يعيش فيها اليهود والعرب معا. قال %70 من المشاركون في الاستطلاع إنهم يعتقدون أنه في السنوات الخمس القريبة ستُقام دولة فلسطينية.

اقرأوا المزيد: 289 كلمة
عرض أقل
نساء فلسطينيات ( Hadas Parush/Flash90)
نساء فلسطينيات ( Hadas Parush/Flash90)

الواقع المأساوي للمرأة الفلسطينية

لقد وضع النضال الفلسطيني في كثير من الأحيان النقاش حول مكانة المرأة جانبا، لكن النساء الفلسطينيات لم تعد تخشى بعد تحدي الرجال الذين تركوهن خلفهم

بداية، نتطرق إلى معطيات مفاجئة – بدأت نسبة النساء الفلسطينيات اللواتي انخرطن في العمل بالازدياد بعد حرب1967. فوفق تقرير الأمم المتحدة من الثمانينات، فإن نسبة النساء الفلسطينيات العاملات ازدادت بثلاثة أضعاف بين عامي 1967 و1980، فكانت نسبتهن 8.4% ووصلت إلى -24.8%. إن مشاركة المرأة الفلسطينية في سوق العمل وأطر تربوية أخرى ساهمت في مشاركة النساء الفلسطينيات في نشاطات جماهيرية أخرى، خارج إطار العائلة. ولكن ما زالت المرأة الفلسطينية تعاني تمييزا عائليا، اجتماعيا، ومؤسسيا فلسطينيا.

لذلك، وفي هذا الواقع المأساوي أحيانا تنفيذ عملية هو الطريق الوحيد أمام المرأة الفلسطينية للتخلص من القمع الذي تعاني منه، واكتساب الاحترام والتقدير في الرأي العام الفلسطيني. ولكن، لا يمهد موت المرأة في عملية، الطريق أمام النساء الفلسطينيات للحصول على حقوقهن الكاملة في مجتمعهن.

العمليات ملجأ من قمع السلطة الذكورية

إن متابعة مُشاركة النساء الفلسطينيات في تنفيذ العمليات، تكشف أن النساء بدأن يشقن طريقهن نحو القيادة العامة المركزية لشعبهن فقط بعد أن ضحين بأنفسهن من اجل الكفاح المسلح.

“الرجال الفلسطينيين يقولون بعد كل عملية تنفّذها امرأة إنها حادثة وليست عملية، لأن ذلك يوضح عجزهم أمام النساء الشابات”

ففي عام 2002، نفذت امرأة عملية للمرة الأولى في الانتفاضة الثانية. بعد ذلك، نفذت نساء أخريات عمليات. لقيت العمليات التي نفذتها النساء بتغطية إعلامية واسعة، وحظين بتوجيه وتشجيع لتنفيذ عمليات من حركة فتح و”التنظيم”.

شابة فلسطينية خلال مواجهات في الخليل (HAZEM BADER / AFP)
شابة فلسطينية خلال مواجهات في الخليل (HAZEM BADER / AFP)

ولكن تغيّرت الصورة في موجة العمليات الأخيرة. فإن النساء الفلسطينيات اللواتي نفذن العمليات في السنتَين الماضيتَين، لم يتلقين تدريبا من منظمات باتت اليوم منظمات ممأسسة مثل فتح، ولم يطلبن موافقة مسبقة لتنفيذها. لا تنفذ هؤلاء النساء عمليات باسم المؤسسة الذكورية التي تخلت عنهن وأدت إلى إقصائهن. ففي السنتَين الماضيتَين، شاركت نساء فلسطينيات في تنفيذ عمليات بشكل فعلي مثل إلقاء الحجارة وعمليات الطعن، خلافا لرغبة الرجال.

من الجدير بالذكر أن التقارير في وسائل الإعلام الفلسطينية حول تنفيذ العمليات لنساء، تتطرق إلى العملية كحادثة، وليس كتنفيذ عملية. تشير الباحثة دكتور رونيت مارزن إلى أن “الرجال الفلسطينيين يقولون بعد كل عملية تنفّذها امرأة إنها حادثة وليست عملية، لأن ذلك يوضح عجزهم أمام النساء الشابات”.

النضال الوطني يفشل النضال النسائي

أثار التوقيع على اتّفاق أوسلو وإقامة السلطة الفلسطينية أملا بين النساء الفلسطينيات لحدوث تغيير في مكانتهن الاجتماعية، ومشاركتهن في تصميم الدولة الفلسطينية المستقبلية. ولكن اتضح أن الإنجاز الوطني الكبير بات يشكل فشلا للنساء اللواتي كنّ يأملن في تغيير مكانتهن. لم تُحدِث السلطة الفلسطينية تغييرا ملحوظا، وظلت النساء مرتبطات بعائلاتهن وانتمائها السياسي.

ما زالت تعاني النساء الفلسطينيات من عدم المساواة، حيث %80 من حالات الانتحار لأسباب شخصية في المجتمَع الفلسطيني يعود إلى النساء

وفي ظل عمل مضن لناشطات فلسطينيات من حركة فتح والجبهة الشعبية، سُمِح للنساء في عام 1996 بالترشح للانتخابات لهيئات في السلطة، ولاحقا خُصص لهن %20 من المقاعد في المجلس التشريعي والمجالس البلدية.

ولكن ما زالت تعاني النساء الفلسطينيات من عدم المساواة مقارنة بالرجال تحت السلطة الفلسطينية. فنحو 36.5% من النساء عاطلات عن العمل، في حين أن نسبة الرجال العاطلين عن العمل هي %18. ويمكن خلال إلقاء لمحة سريعة على قائمة أعضاء المجلس التشريعي الفلسطيني رؤية أن النساء يشكلن %24 فقط منها، في حين أن نسبتهن في المجتمع أعلى بضعفين.

كذلك على المستوى الشخصي، فإن مكانة المرأة المنخفضة في المجتمَع الفلسطيني تؤدي في أحيان كثيرة إلى اليأس وحتى إلى الانتحار. فإن %80 من حالات الانتحار لأسباب شخصية في المجتمَع الفلسطيني يعود إلى النساء.

فإن كلمة “شرف” هي وحدها كافية للحكم على المرأة الفلسطينية. قد تخسر المرأة الفلسطينية نفسها بسهولة، وتجلب العار على عائلتها، وقد يحدث ذلك في أحيان كثيرة لأسباب ليست ذات صلة بها. ولكن ليست لديها طرق أخرى لاكتساب احترامها ثانية. فحين تنفذ الفلسطينية عملية، تكون خطوتها بمثابة مسار هروب من نضالها من أجل مكانتها، إلى النزاع مع الجهات الخارجية.

إن مشاركة النساء في النضال الوطني لم تحسن مكانتهن العامة في المجتمَع الفلسطيني كثيرا. فما زالت النساء تتحمل عبء العادات والتقاليد التي تحتجزهن في المجال الشخصي، في حين أن معظم الرجال يسيطرون في المجال العام.

اقرأوا المزيد: 591 كلمة
عرض أقل
الرئيس الفلسطيني الراحل، ياسر عرفات (AFP)
الرئيس الفلسطيني الراحل، ياسر عرفات (AFP)

عرفات.. الإسلام، التحريض، والنضال السياسي

كتاب جديد لباحثة إسرائيلية عن ياسر عرفات، يحاول تتبع التغيير الكبير الذي طرأ على خطاب الزعيم الفلسطيني الأشهر في تاريخ الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني وأدى إلى تحويل النضال التحريضي إلى نضال سياسي

يُفكر كل إسرائيلي تقريبا، كان قد عرف عرفات عن قريب أو بعيد بالتأكيد في الأسئلة التالية: هل وقّع ياسر عرفات على اتفاقية أوسلو ولكن كان ينوي خرقها؟ هل كان يهدف خطابه الديني إلى تحريض أبناء شعبه على الكفاح المسلّح المستمر ضدّ إسرائيل؟ هل ووجه اندلاع الانتفاضة الثانية؟ وهل عرفات، الذي مثّل أكثر من أي شخص الشعب الفلسطيني ونضاله ضدّ إسرائيل بدءًا من الستينات وحتى وفاته، هو فعلا الزعيم الذي قاد التغييرات الكبيرة في موقف العالم وإسرائيل من الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني؟

ستكون الإجابات شبه المؤكدة عن هذه الأسئلة الصعبة، سلبية غالبا. في الوعي الإسرائيلي، تجذّر عرفات كشخص كان غير موثوق، مُحرّضا، ومُستخدما كبيرا لكلمة “شهيد” التي كانت تهزّ أركان المجتمع الإسرائيلي.

عرفات لم ينجح في إقامة دولة مستقلة لكنه جعل الفلسطينيين، في نظر المجتمع الدولي شعبا يستحق دولة (AFP)
عرفات لم ينجح في إقامة دولة مستقلة لكنه جعل الفلسطينيين، في نظر المجتمع الدولي شعبا يستحق دولة (AFP)

إلى جانب كل ذلك، كُتبت آلاف المقالات وبعض الكتب كمحاولة لفكّ رموز شخصية “سيد فلسطين”. حتى أنه يبدو أنّ جزءا كبيرا من الكتابات الأكاديمية الموجودة حول نشاط “زعيم الشعب الفلسطيني”، قد كُتب باللغة العبرية. كان المتخصصون الإسرائيليون متحمسين لفهم “الرجل غريب الأطوار” الذي كان يضع الكوفية وحريصا على الحديث أحيانا بلغة رفيعة المستوى وفي أحيان أخرى تحدث بلغة الشعب، من جهة كان يضع على خاصرته مسدّسا مُلقما ومن جهة أخرى كان يلوّح باليد الأخرى رافعا غصن زيتون.

ويحاول كتاب جديد، واسمه “ياسر عرفات – خطاب زعيم وحيد” (إصدار راسلينغ)، للباحثة الإسرائيلية، الدكتورة رونيت مرزان (جامعة حيفا)، عرض وجهة نظر جديدة حول خطابات وأحاديث عرفات من أجل فهم نضاله وخطابه الإشكالي، الذي استخدمه بشكل أفضل وربّما لاستخلاص استنتاجات جديدة حول الصراع المستمر بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

تحدثنا مع الدكتورة مرزان وحاولنا أن نفهم ماذا تجدّد دراستها في الواقع حول عرفات، من خلال التطرق إلى خطاباته، محادثاته الشخصية مع الزعماء، ومقابلاته مع الإعلام الفلسطيني والعالمي. وتطرقنا في المحادثة أيضًا إلى المجتمع الفلسطيني، وسألناها مَن قد يكون وريثا لأبو مازن، كرئيس للسلطة الفلسطينية.

هل كان عرفات زعيما مُحرّفا أم مُحرّضا؟

“لقد كان عرفات، على الأقل بالنسبة لبعض الإسرائيليين، زعيما فلسطينيا لم يحترم اتفاقية أوسلو وألحق الخراب بشعبه عند اندلاع الانتفاضة الثانية بدءًا من تشرين الأول 2000. يُعتبر عرفات، على أقل تقدير، في نظر الكثيرين من السياسيين والإعلاميين الإسرائيليين، محرّضاً مسلماً، اهتم بأن يُحرّض الفلسطينيين ويقودهم نحو التصادم العنيف مع إسرائيل في كل مرة قال فيها “على القدس رايحين.. شهداء بالملايين” أو عندما صرخ متحمّسا “بالروح بالدم نفديك يا فلسطين”.

https://www.youtube.com/watch?v=14t0PdaPNhQ

ولكن تُفسر الدكتورة مرزان أقوال عرفات الذي حرص على ذكرها من فوق كل منصة، بشكل آخر.

لماذا يتم الانشغال مجددا بالشخصية الفلسطينية المثيرة للجدل جدا في أوساط الإسرائيليين والعرب؟

“لا شك أن عرفات يعتبر زعيما للثورة الفلسطينية. فيعتبره الفلسطينيون زعيما حصريا، شرعيا، وحيدا من زعماء الشعب الفلسطيني. ورغم أنه لم ينجح في إقامة دولة مستقلة من أجل الشعب الفلسطيني، إلا أنه جعل الفلسطينيين، في نظر المجتمع الدولي شعبا معرّفا يستحق دولة.

واليوم عندما أنظر في مواقع التواصل الاجتماعي الفلسطينية، ألاحظ الشوق الكبير إليه. يتوق الكثير من الشباب الفلسطينيين إلى التوحيد الذي حرص على رعايته بين الفلسطينيين في رام الله وفي غزة ونابلس، بين الذين يعيشون في القرى والمخيّمات وبين الذين يعيشون في المدن الكبرى. إنّ المجتمَع الفلسطيني مقسّم جدا وما زال يُعتبر عرفات أسطورة رغم أنّه يمكننا أن نسمع بين الفينة والأخرى أيضا أصواتا تعبّر عن اليأس، والتي لا يُطلقها، بالمناسبة، أبناء الجيل الشاب. وإذا أردنا أن نفهم بشكل أفضل المجتمع الفلسطيني والأزمات التي مر بها فلا يمكن تجاهل هذه الشخصية”.

انتفاضة الأقصى عام 2000 (AFP)
انتفاضة الأقصى عام 2000 (AFP)

وتضيف مرزان قائلة “يتتبع كتابي التغيير الذي طرأ على توجه ياسر عرفات عندما استخدم الرموز الدينية للتحريض وحتى أصبح يستخدم الرموز الإسلامية الواضحة مثل الجهاد، الاستشهاد، صلح الحديبية، وحراسة الأماكن المقدسة في الأقصى، لأغراض تحويل النضال الفلسطيني من الخطاب العنيف والمسلّح إلى الخطاب الذي يعمل على التسوية التاريخية والنضال السياسي تجاه الإسرائيليين”.

أثّرت خمسة أحداث مؤسِّسة، في أنماط الخطاب الوطني – السياسي لدى عرفات: انتفاضة 1987، مؤتمَر مدريد، اتفاقية أوسلو، فشل مؤتمر كامب ديفيد عام 2000، وانتفاضة الأقصى. والسؤال هو ماذا يمكن أن يكون ملائما أكثر للمجتمع الفلسطيني التقليدي – المتديّن، سوى الخطاب الديني، الذي استخدمه عرفات كأداة للتجنيد. سعى أحيانا إلى استخدام خطاب الجهاد والاستشهاد، بهدف تجنيد الفلسطينيين للكفاح المسلّح وفي أحيان أخرى استخدمه من أجل النضال السياسي. “فعلى سبيل المثال عندما تحدث عرفات عن الجهاد، عندما كان في الستينات، السبعينات، الثمانينات في الدول العربيّة، كان يقصد الجهاد العسكري. وبعد اتفاقية أوسلو أوضح لأبناء شعبه، في معسكر الدهيشة للاجئين، أنّ هناك حاجة إلى الانتقال من “الجهاد الأصغر”، والذي هو كما ذكرنا الجهاد المسلّح إلى “الجهاد الأكبر”، أي النضال السياسي وفقا للحديث النبوي. ارتعدت أركان المجتمع الإسرائيلي عندما سمعت كلام عرفات عن الجهاد وأشار إليه الإسرائيليون على أنه لا يمكن الوثوق به واعتبروه شخصا يرغب في طرد جميع الإسرائيليين من أرض الآباء” فحسب، كما تقول مرزان.

مراسم توقيع اتفاقيات أوسلو بين إسرائيل والفلسطينيين في البيت الأبيض (AFP)
مراسم توقيع اتفاقيات أوسلو بين إسرائيل والفلسطينيين في البيت الأبيض (AFP)

يدعي الكثير من الإسرائيليين أنّ تطرق عرفات إلى صلح الحديبية في خطاباته، بعد نحو نصف عام من توقيع اتفاقية أوسلو، هو دليل على أنه أراد متابعة الجهاد ولم يقصد حقا تنفيذ الجزء المتعلق به في الاتفاقية. ما رأيك في استخدام مثل هذا الرمز الإسلامي الواضح، هل قصد حقا انتهاك اتفاقه مع الإسرائيليين؟

“يدعي معظم الباحثين الإسرائيليين أنّ عرفات قد غمز الشعب الفلسطيني وسط هذا الخطاب وأنّه أراد أن يقول لشعبه “أوقع على اتفاقية أوسلو ولكني لا أنوي حقا تنفيذها. وأنا أدعي أن عرفات لم يقصد انتهاك اتفاقية أوسلو وإنما أن يضع نفسه كخليفة للنبي محمد، ممّا يعني أنه، مثل النبي محمد، قد أظهر حكمة سياسية ورغم معارضة عمر بن الخطاب لصلح الحديبية، فقد وقع عليه. هكذا ادعى عرفات أنه هو أيضًا، رغم المعارضة الإسلامية، وخصوصا من حماس، والمعارضة الداخلية، في أوساط قيادات صفوف حركة فتح، لاتفاقية أوسلو، فهو كخليفة للنبي محمد، أظهر حكمة سياسية، وقع على اتفاقية أوسلو، وخاطر بنفسه سياسياً. ولكن في الوقت ذاته أوضح أنّه إذا انتهك الإسرائيليون الاتفاق، فلن يلتزم به أيضًا”.

كان الخطاب البطولي الذكوري الذي اعتمده عرفات في مخيّمات اللاجئين، في الدول العربية، في أراضي الضفة الغربية، وقطاع غزة حتى توقيع اتفاقية أوسلو، وهو “سلام الشجعان” كما وصفه، إلى حد كبير أيضًا ردّ فعل على الخطاب البطولي الصهيوني والإسرائيلي. بكلمات أخرى، جاءت أسلمة الصراع كردّ فعل ضدّ تهويده.

وأكثر من ذلك، تدعي الدكتورة مرزان أنّه “عندما قرر ياسر عرفات أنه من المفضّل له التوصل إلى تسوية سياسية، بعد أن أدرك أنّ بقاءه السياسي في خطر، وجد نفسه في الواقع يقف أمام إسحاق رابين. فبينما كان رابين أسطورة إسرائيلية، “سيد الأمن”، هزم الجيوش العربية، وجد ياسر عرفات نفسه، وهو لاجئ قد طُرد من كل دولة عربية قدِم إليها، يقف أمام رابين ويوقع على اتفاقية سلام، تحديدا مع الشخص الذي هزم الجيوش العربية”.

ماذا تعتقدين أنه يحدث اليوم في المجتمع الفلسطيني؟

“إنّ الوصف الأهم، في نظري، اليوم الذي يصف المجتمع الفلسطيني هو “الانهيار”. المجتمع الفلسطيني متصدّع وممزّق ليس فقط بين فتح وحماس وإنما أيضا هناك تصدّعات عميقة أكثر بين أولئك الذين في رام الله وأولئك الذين في نابلس، تصدعات واسعة بين أبناء مخيّمات اللاجئين وبين الذين يسكنون في المدن الكبرى، وهلمّ جرا. تجري عملية مثيرة للاهتمام في المجتمع الفلسطيني: كانت توفر العائلة في المجتمع الفلسطيني الحماية الاقتصادية، الاجتماعية، الأخلاقية، المعنوية، والمادية لأفرادها. رويدا رويدا كلما مرت العائلات بعملية التحضّر، تفكّكت العشائر الكبرى. مع إقامة أجهزة السلطة الفلسطينية تولت السلطة جزءا من هذه الأدوار الرئيسة: الأمن الاقتصادي والمادي. كان يفترض بالدولة الفلسطينية عند إقامتها أن تبني بنى تحتية اقتصادية، توفر للمواطنين أمانا، مسكنا، عملا، وما إلى ذلك… ولكن عندما توقفت الدولة عن توفير الخدمات الأساسية وبدأ يرى الجيل الشاب كيف أن قادة السلطة الفلسطينية والقادة في غزة يسرقون خزينة الدولة، بدأت هذه الأدوار تعود إلى العشائر الفلسطينية. نتيجة لذلك نرى التسليح الهائل في أوساط العائلات الكبرى التي تشتري كميات هائلة من السلاح وتخزّنها من أجل الدفاع عن أفرادها ومصالحهم الاقتصادية. إضافة إلى ذلك، هناك أيضا انعدام الأفق السياسي وعدم استقرار الأمن الاقتصادي مما سيؤدي إلى احتمال انفجار كبير الأبعاد والذي سيصل، في نهاية المطاف، إلى عتبة إسرائيل”.

إذا لم ينجح أبو مازن، في أن يكون منقذا للوضع، زعيما للفلسطينيين وكابحا للتفكك الشامل في المجتمع الفلسطيني، فمن بحسب رأيكِ يمكن أن يقوم بذلك؟

صورة مروان البرغوثي و ياسر عرفات على لافتة في رام الله (Abed Rahim Khatib Flash 90)
صورة مروان البرغوثي و ياسر عرفات على لافتة في رام الله (Abed Rahim Khatib Flash 90)

“لا أعلم إذا كان العالم يفهم ماذا يحدث داخل المجتمع الفلسطيني. يدور الحديث عن مجتمع لا ينجح في تنظيم انتخابات للسلطات المحلية. يعيش الفلسطينيون في الواقع، بدءًا من انتهاء الانتفاضة الثانية وبعد ثلاثة جولات من الحرب في غزة، في حالة يأس تام، فمن جهة لا يُرى أفق سياسي ومن جهة أخرى لا ينجح الكفاح المسلّح في إيجاد أي تغيير سياسي أو التعرّف على معاناة الفلسطينيين. أعتقدُ أنّه كان هناك احتمال للتوصل إلى تسوية سياسية مع أبو مازن أكثر من ياسر عرفات ولكن خسر القادة الإسرائيليون هذه الفرصة. تقزّم القيادة الإسرائيلية اليوم أبو مازن، فهو أيضًا في رأيي زعيم غير ذي صلة بالنسبة لقطاعات واسعة من أبناء شعبه. أصبح أبو مازن ضعيف جدا في المجتمع الفلسطيني وفي المجتمع الدولي على حد سواء، لذلك أعتقد أنّ مروان البرغوثي هو الوحيد الذي بإمكانه اليوم توحيد الفلسطينيين وإنقاذ المجتمع الفلسطيني من الفوضى”.

وتدعي الدكتورة مرزان أنّ إسرائيل ستُبدي حكمة إذا أطلقت سراحه من السجن. “مروان البرغوثي هو زعيم أصيل، ورغم أنه ليس مرغوبا به في أوساط الجمهور الإسرائيلي ويده ملطخة بالدماء، ولكنه مقبول تقريبا على جميع الفصائل الفلسطينية، على حماس وعلى الجهاد الإسلامي وهو قادر أيضا على أن يجمع حوله أشلاء المجتمع الفلسطيني. بل إنّه مقبول على زعيمين بارزين جدا في المجتمع الفلسطيني، وهما سلام فياض ومحمد دحلان، ويعتبر أيضًا ليبراليا جدا، ويمكن ملاحظة ذلك من خلال قراءة كتاباته عن مكانة المرأة الفلسطينية وطريق تمكينها. أعتقد أن مروان يدرك أيضًا أنّه إذا أطلقت إسرائيل سراحه، فإنّ نافذة فرصه ستكون صغيرة ولن يستطيع قيادة الفلسطينيين إلى انتفاضة أخرى. إذا أدركت إسرائيل مكانة البرغوثي، يمكنها أن تمنع جولة العنف القادمة التي ستصل إلى عتبتها”.

اقرأوا المزيد: 1474 كلمة
عرض أقل
عيسى طرايرة
عيسى طرايرة

هل موجة الإرهاب الحالية تُحركها دوافع انتقامية؟

الشبان الفلسطينيون الذين ينفذون عمليات طعن في المستوطنات وفي القدس يعملون بشكل منفرد والكثير منهم أقرباء لشبان فلسطينيين آخرين نفذوا عمليات خلال موجة العمليات السابقة

في نهاية الأسبوع الماضي، تجددت موجة العمليات الإرهابية في القدس ومدن الضفة الغربية. وتتميز هذه الموجة الإرهابية ومحاولات تنفيذ العمليات بدلالات تشبه دلالات موجة الإرهاب السابقة، التي أسماها الفلسطينيون “انتفاضة القدس” والتي بدأت في فترة الأعياد في العام الماضي (2015).

نفذ كل أولئك الشبان، الذين قرروا تنفيذ عمليات طعن أو دهس تلك العمليات بناء على مبادرة ذاتية لم تتضمن توجيها، وارتكبوها بالقرب من مناطق سكناهم. ويبدو أن غالبيتهم هم أقرباء لمرتكبي عمليات آخرين، في موجة العمليات الإرهابية الحالية أو السابقة، أو من العائلة ذاتها.

مهند الرجبي
مهند الرجبي

فعلى سبيل المثال، الشاب عيسى طرايرة البالغ من العمر 16 عاما، حاول تنفيذ عملية طعن، البارحة (الثلاثاء)، فطعن جنديا إسرائيليا خلال عملية التفتيش عند مدخل قرية بني نعيم لذلك تم إطلاق الرصاص عليه مما أدى إلى وفاته. ينتمي الطرايرة، الذي يعمل والده ضابطا في أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية، إلى العائلة ذاتها التي ينتمي إليها أيضا الشاب محمد طرايرة، الذي قتل الشابة هيلل أريئيل في كريات أربع في شهر حزيران من هذا العام.

وقد تم قبل نحو أسبوع، بتاريخ 16 أيلول، إحباط عملية دهس قرب كريات أربع. أطلقت قوات الجيش النيران على شخصيْن كانا جالسيْن في سيارة، وهما شاب وشابة مخطوبان، في الـ 17 من عمرهما، من قرية بني نعيم في منطقة الخليل. لذلك مات السائق فراس خضّور فورا بينما كانت إصابة خطيبته، رغد خضّور، بالغة.

حاولت شقيقة رغد، قبل نحو شهرين، تنفيذ عملية مشابهة. وقد حاولت الأخت، التي أصبحت حاملا من خلال علاقتها بشاب خارج إطار الزواج، أن تُنفذ العملية على ما يبدو على هذه الخلفية.

محمد طرايرة
محمد طرايرة

واجتاز بهاء الدين عودة، فلسطيني في الـ 20 من عمره، يوم الأحد الجدار في مستوطنة إفرات وطعن ضابطا كبيرا. فأُصيب الضابط إصابة تراوحت بين متوسطة حتى بالغة. جاء عودة، الذي أصيب في رأسه بإصابة خطيرة، من قرية فلسطينية مجاورة لمستوطنة إفرات. اجتاح الجيش الإسرائيلي، بعد فترة وجيزة من العملية، بيت مُنفذ العملية ووفقًا لما ذكره فلسطينيون، قام الجيش بتفتيش البيت والتحقيق مع أفراد عائلته.

حاول البارحة (الثلاثاء) في ساعات الظهر، مهند الرجبي، 21 عامًا، وأمير الرجبي، 17 عامًا، من الخليل تنفيذ عملية طعن عند الحرم الإبراهيمي وتم التصدي لهما وقتلهما. وذلك بعد أن لاحظ الجنود تقدمهما من الحرم الإبراهيمي بينما يرفعان سكينان فقاموا بإطلاق النار عليهما. الشابان هما قريبان، وهما ابنا عم المهاجم محمد الرجبي، الذي حاول طعن جنود عند مفترق جيلبر في الخليل يوم الجمعة الماضي. وكانت عائلتهما قد صرّحت للصحيفة الفلسطينية “دنيا الوطن” أنها تعتقد أنهما نفذا العملية انتقاما لموت ابن عمهما.

ويمكن، من خلال فحص عيني، الاستنتاج أن الشبان الفلسطينيين الذين يقومون بموجة العمليات الإرهابية الحالية يُحركهم دافع الانتقام ولا يتلقون توجيها من الفصائل الكبيرة ولا يعلم أفراد عائلاتهم وأقاربهم بنواياهم.

اقرأوا المزيد: 408 كلمة
عرض أقل