الكارثة والبطولة

صورة لطفلة خلال فترة الهولوكوست (فيلم قائمة شندلر)
صورة لطفلة خلال فترة الهولوكوست (فيلم قائمة شندلر)

الدبدوب، المونوبولي والدمى التي نجت من الهولوكوست مع الأطفال الذين لعبوا بها

كان من المفترض أن يستمرّ لثلاثة أشهر فقط، ولكن معرض "ليست هناك ألعاب للأطفال" الذي يحكي قصص أطفال عن ألعاب لعبوا بها في الهولوكوست؛ يُعرض منذ 17 عامًا في "ياد فاشيم". زيارة مؤثرة قبيل إغلاق العرض وافتتاح معرض أكثر اتساعا، والذي سيهتمّ بعالم الأطفال في فترة الهولوكوست

كان من المفترض أن يكون معرض “ليست هناك ألعاب للأطفال” في “ياد فاشيم” (متحف يخلّد ذكرى الهولوكوست في القدس) معرضا مؤقتا، يعرض للزوّار الصغار مقتنيات طفولية، دمى، ألعاب ورسومات من مجموع الأغراض في المتحف. تم أخذ اسم المعرض من كتاب المؤلف يانوش كورتشاك “قوانين الحياة”. وقد تم افتتاحه عام 1996 لثلاثة أشهر فقط، ولكنه معروض منذ 17 عاما على التوالي، ربما لأنّه من المؤلم إغلاق جناح ينجح إلى درجة كبيرة في إثارة عواطف الزوار من جميع الأعمار. تُعرض في المعرض قصص لأطفال حول ألعاب لعبوا بها في الهولوكوست، كانت بديلا عن آبائهم وأمهاتهم، أو نسجوا من خيالهم، إلى جانب الدمى، ألعاب العلب ورسومات الأطفال.

كتب في الكتالوج لدى افتتاح المعرض: “بخلاف معارض أخرى متعلقة بالهولوكوست، لا يركّز هذا المعرض على التاريخ، الإحصاءات أو أوصاف العنف الجسدي. في هذا المكان، تمثّل لعب الأطفال، الألعاب، الأعمال الفنّية، اليوميات والأشعار المعروضة هنا جزءًا من القصص الشخصية للأطفال، وهي توفّر بذلك لمحة عن حياتهم خلال الهولوكوست. أصبحت الدمى والدباديب جزءًا لا يتجزّأ من حياة الأطفال الذين حملوها خلال الحرب. في كثير من الحالات، رافقت الألعاب أولئك الأطفال خلال الحرب وشكّلت مصدرا رئيسيا للراحة والرفقة. بالنسبة لبعض الأطفال، كانت الدباديب والدمى المقتنيات الأهم التي بقيت معهم لدى انتهاء الحرب”.

يهوديت عنبر مع دمية دبدوب من رومانيا، تصوير إميل سلمان، هآرتس
يهوديت عنبر مع دمية دبدوب من رومانيا، تصوير إميل سلمان، هآرتس

بعد نصف عام سيتم إغلاق المعرض العريق. سيتم عرض جزء من المعروضات فيه بالإضافة إلى العديد ممّا تمّ جمعه خلال السنين واحتُفظ به في الأرشيف في جناح للمعارض في ياد فاشيم، والذي سيُقام فيه معرض أكثر اتساعا. سيهتمّ المعرض ليس بالألعاب والإبداع فحسب، بل بكل عالم الأطفال في فترة الهولوكوست. ولكن يبقى للمعرض القديم سحره الخاص، وهذه المقالة هي شكل من أشكال الفراق عنه.

هناك الكثير ممّا يمكن تعلّمه من الهولوكوست. إنّ عالم الأطفال عالمٌ إبداعيّ ومثير للإعجاب وفيه الكثير من القوى والتفكير الفريد

تم أخذ الكثير من تلاميذ المدارس الثانوية في إسرائيل لزيارته خلال السنين وليس بالضرورة أنهم قد خرجوا منه حزينين. إلى جانب المعروضات تم وضع مكتبة لكتب الأطفال في موضوع الهولوكوست وفيها أيضا دفاتر وأدوات كتابة. “حافظنا على الدفاتر. معظم الأطفال يكتبون حين يشعرون بالمتعة، لقد تأثروا وكانوا يرغبون بالعودة”، هذا ما تقوله يهوديت عنبر، أمينة المعرض ومديرة متاحف ياد فاشيم، والتي أجرت في الشهر الماضي جولة خاصة في مجموع مقتنيات ومعارض الأطفال القديمة، بمشاركة زوار من صناعة الألعاب في إسرائيل، مخترعين، محاضرين، مصمّمين، مختصّين بالألعاب وأبناء الجيل الثاني والثالث من الناجين من الهولوكوست.

تضيف عنبر: “ربما يكون هذا المعرض الأكثر قسوة مما يمكن التفكير فيه، ولكن ليس هناك أي شيء مخيف فيه. على المستوى الأولي هذه ألعاب قديمة للأطفال. كانت ابنتي في الثامنة حين جاءت لمساعدتي في الصيف في العمل بمتحف ياد فاشيم. وقالت بخصوص هذا المعرض “كان في الهولوكوست أطفال مثلي”. هذا أمر جيّد، لا نحتاج إلى فهم كل القصة القاسية في سنّ كهذا”.

"كابيتال"، مونوبول من بودابست، تصوير إميل سلمان، هآرتس
“كابيتال”، مونوبول من بودابست، تصوير إميل سلمان، هآرتس

“حين عملنا على المتحف الكبير، أردت الاشتغال بتجسيد الهولوكوست. في تلك المرحلة كان لدينا لعبة مونوبول وصلت من غيتو تيريزينشتات (الجمهورية التشيكية)، دمية وملابس سجين يهودي وهذا كلّ شيء. فكرت في وضع المونوبولي داخل زجاج، ووضع سجادة وكتب ودعوة الأطفال الذين يزورون المتحف للقراءة والكتابة. ولكنني توقفت حينذاك وقلت لنفسي: “ماذا تعني ألعاب الأطفال؟ في الهولوكوست كان هناك قتل. من لعبَ في الهولوكوست؟” خشيت أن يغضب الناجون منّي. أخبرت البروفيسور يسرائيل غوتمان، أحد الناجين من الهولوكوست وباحث في المجال، بأنّني أخشى أن تكون الألعاب نقطة حساسة. امتلأت عيناه بالدموع. طلب أن أقيم المعرض، وإذا كان لدى أحدهم مشكلة بأنّ يتوجه إليه.

“أرسلت رسائل لبعض الناجين من الهولوكوست، الذين كانوا أطفالا في فترة الحرب. في البداية، تعاملوا مع اللعب خلال الهولوكوست باعتبارها تهمة رهيبة. غضبت إحدى الناجيات من حيفا. هاتفتها وتحدّثنا. بعد ذلك أرسلت لي طوال الوقت رسائل صغيرة مع مذكراتها، بالإضافة إلى الألعاب التي لعبت بها. تحدثت في إحدى الرسائل كيف وصلت إلى أسرتها التي أخفتْها، لقد أعطيتْ لها دمية وقامت بتحطيمها. وكعقاب لها ألقوا بها خارجًا فقامت بالتبوّل على الوحل وصنعت دمية ولعبت معها. فهمت أنني ألمس نقطة مهمة جدّا. كبرتْ المجموعة لتحوي عدة دمى ودباديب وما لا يحصى من القصص، فقرّرت إقامة المعرض هنا.

أطفال يهود في معسكرات الإعتقال خلال فترة احرب العالمية الثانية (AFP)
أطفال يهود في معسكرات الإعتقال خلال فترة احرب العالمية الثانية (AFP)

“توجّهت متحمّسة مع كل المعروضات التي جمعتها إلى المصمّم حنان دي لانجا. قال لي: “لديك بعض اللعب المحطمة، ستنشئين منها معرضا؟ إنْ لم تضيفي لونًا، لن يكون هناك أي شيء”. قلت له إنّ الأسود والرمادي هي ألوان الهولوكوست، فكيف يكون هناك ألوان في ياد فاشيم؟ ولكنّه صدق. كانت في الهولوكوست ألوان. في معسكر أوشفيتز أيضًا كانت السماء زرقاء وكان العشب أخضر، وفي الثقافة الغربية كانت اللعب ملوّنة. توجّهت إلى إدارة ياد فاشيم وقلت لهم إنّنا قرّرنا إضافة الألوان إلى المعرض. لم نرغب بإنشاء شعور مضاد لدى الناجين. وهكذا، كان الزوار على مدى سنوات في ياد فاشيم ينزلون في الدرج، ويبحثون عن المراحيض، يشاهدون ألوانا، ويقولون لأنفسهم: “حسنا، هذا ليس ياد فاشيم”، ويعودون أدراجهم للأعلى.

“هناك الكثير ممّا يمكن تعلّمه من الهولوكوست. إنّ عالم الأطفال عالمٌ إبداعيّ ومثير للإعجاب وفيه الكثير من القوى والتفكير الفريد”، كما تؤكّد عنبر. “هناك إمكانيات هائلة لدى الأطفال، وأحيانا أفكر بأننا نحن الكبار نضع الحواجز أمام إبداعهم. يهمّني شخصيّا كيف تصرّف اليهود في الهولوكوست، كبشر في أزمة، هناك الكثير ممّا يمكن تعلّمه منهم. لم تكن لتنجوَ في الهولوكوست لدقيقة لو لم يساعدوك. واليوم، كيف ننظر للمسنّ، للطفل وللضعيف؟

ما هي لعب الأطفال والألعاب الأكثر إثارة ممّا وصلكم؟

لعب أطفال من فترة الهولوكوست، من داخل المعرض، تصوير إميل سلمان، هآرتس
لعب أطفال من فترة الهولوكوست، من داخل المعرض، تصوير إميل سلمان، هآرتس

“لدينا هناك ثلاثة لعب مونوبول من الهولوكوست، لكل واحدة هناك قصة. أعدّ الأولى أب لابنته التي وُلدت عام 1941 في هنغاريا، وهو عام سيّء جدا للولادة فيه، وكانت تستند إلى شوارع بودابست، مع الترام والشوارع الرئيسية. بعد فترة من ذلك اقتيد لكتائب العمل ولم يعدْ. تتطرّق بطاقات اللعبة إلى الأحداث في خلفية الحرب: “ادفع ضريبة الجوع”، “سرقوا لك المحفظة في القطار”، “ادفع ضريبة المرض” وهكذا.

“كانت المونوبولي الثانية من غيتو تيريزينشتات وهي تحمل قصة تراثية. تم صنعها عام 1943 في ورشة رسم عملت في النهار لصالح النازيين وفي المساء لصالح الأطفال. كان الأطفال يمرّرون اللعبة لمن يبقى في الغيتو بعدهم، ولم يعلم من أخذها بأنّها جاءت من طفل تمّ قتله. الجائرة الكبرى فيها هي يوم عطلة. عاش الأطفال في تيريزينشتات عن طريق لعبة المونوبولي هذه وتعلّموا عن الحالة التي يتواجدون فيها. تستند اللعبة على مظهر الغيتو كما يبدو لطائر يطير. وقد تعلّموا منها مكان المطبخ الرئيسي، السجن، الحصن، المستودع، منزل الآباء، وجميع المعلومات إلى جانب عنصر اللعبة. لقد تمت صناعتها بحيث يمكن تلوينها بقدر الإمكان. بالنسبة للأطفال الصغار كانت عبارة عن دفتر رسم. هناك أيضا لعبة مونوبول لعب بها طفل في غيتو شنغهاي، ولكنها تجارية، عادية وبسيطة، نجت معهم في الهولوكوست”.

“إنّ اللعبة عبارة عن وسيلة للنجاة والتي يكون لها في بعض الأحيان أهمية أكبر من الطعام والشراب. ليس هناك أي طفل لم يلعب حتى اللحظة الأخيرة من حياته. نحن نحتفظ هنا بقصص أوري أورلاب. لم يكن طفلا في الهولوكوست، في غيتو وارسو وبيرغن بيلسن، بل كان طرزانًا، ملك الصين، يعيش في اللعبة والخيال. حين جئت إليه لم يكن يرغب بالسماع مني حول المعرض. وفي يوم من الأيام حينذاك دخل، ووضع لي على الطاولة علبة من جنود الرصاص، طلب الحفاظ عليها وذهب”.

موناليزا ياد فاشيم

من الرائع التجوّل في المعرض مع الأمينة عليه، التي تعرف جيّدا قصّة كلّ المعروضات والتي عملت على جمعها وإحضارها للمكان وما زالت تتأثر وتبكي من القصص الأكثر قسوة في المعرض.

دمى من فترة الهولوكوست، من داخل المعرض، تصوير إميل سلمان، هآرتس
دمى من فترة الهولوكوست، من داخل المعرض، تصوير إميل سلمان، هآرتس

“نحن نلتقط لعب الأطفال بملاقط من خلال مقابلات مع أطفال من الناجين من الهولوكوست”، كما تقول عنبر. “أمرّ أحيانا على عشرات المقابلات مع الناجين وأجد أسئلة تاريخية فقط، أبحث عن إجابات على ألعاب ولا أجد. بحثنا عن المقتنيات في جميع أنحاء العالم، في مؤتمرات الناجين بشرق أوروبا، في جمعيات الأطفال الناجين في الولايات المتحدة. تصل المقتنيات دوما نتيجة لعلاقات شخصية، وكل شيء كهذا يكون مشحونا بشكل فظيع”.

اللعبة عبارة عن وسيلة للنجاة ويكون لها في بعض الأحيان أهمية أكبر من الطعام والشراب

“في إحدى الحالات ذهبنا إلى فيلم تم إنتاجه عن أهرون أفلفلد وتنسو لترنسنيستاريا في رومانيا. كان ذلك كابوسا حقيقيا منذ 14 عامًا. التقينا في المقبرة اليهودية بامرأة مسنّة، ثقيلة الحركة. أخبرتنا بأنّ والدتها دخلت إلى الغيتو مع ثلاثة أطفال واكتشفت بأنّها حامل. حين ولدت لها طفلة قرّرت ألا تطعمها. بقيت الطفلة لثلاثة أيام دون طعام وكبرت لتكون هي، المرأة ثقيلة الحركة التي التقينا بها. قدّمت لي دبدوبًا ضخمًا أعطاه إياها إخوتها ونجا معها من الهولوكوست. لقد فهمت بأنّه لن يكون هناك شخص آخر يستطيع أن يقصّ قصّتها. تجوّلت وهذا الدبدوب بيديّ في كلّ رومانيا”، هذا ما قالته وعانقت الدبدوب الروماني السمين.

أما دبدوب فريد ليسينغ، فهو دمية ممزّقة وصغيرة، تصفها عنبر بـ “موناليزا ياد فاشيم”. يدعوه ليسينغ، الذي نجا وهو طفل من الهولوكوست في هولندا ويعيش اليوم في الولايات المتحدة ويشتغل بعلم النفس، باسم “Bear” (دبّ بالإنجليزية) وحتى وقت إنشاء المعرض لم يفترق عنه إطلاقا. كيف وصل مع ذلك إلى ياد فاشيم؟

دبدوب الطفل فريد ليسينغ، الذي تم إخفاؤه عند عائلات مسيحية في هولندا، تصوير ياد فاشيم
دبدوب الطفل فريد ليسينغ، الذي تم إخفاؤه عند عائلات مسيحية في هولندا، تصوير ياد فاشيم

“اعتاد ليسينغ كاختصاصي نفسي على تمرير ورشات لليهود الأمريكيين الذين نجوا من الهولوكوست وهم أطفال”، تقول عنبر. “كان يأتي إلى تلك المؤتمرات دومًا مع دبدوبه، الذي نجا معه من الهولوكوست. أخبرتني عنه مديرة منظمة الأطفال الناجين من الهولوكوست في الولايات المتحدة وقالت لي: “يهوديت، ليس لديك أية فرصة، إنّه لا يعطي الدبدوب إلى أيّ كان، إنّه غير مستعدّ للافتراق عنه”. قرّرتُ رغم ذلك محادثته هاتفيا. تحدّثت معه عن المعرض، شرحت له بأنّه مؤقّت لثلاثة أشهر وأنّه يمكننا بواسطة الدبدوب أنّ نحكي قصّته.

“فرّقت والدة فريد أطفالها الثلاثة في الخفاء. وهناك هاجمه كلب ومزّق رأس الدبدوب. كان فريد مريضًا جدّا، عانى من الخنّاق، وعانى من حمّى شديدة جدّا وخشوا بألا يجتاز تلك الليلة. دعوا والدته لتبقى معه في تلك الليلة رغم الخطر. جاءت وسألته عمّا يريد منها أن تفعل، وحينها طلب بأن تصنع لـ Bear رأسًا جديدًا. كيف تفعل ذلك في قلب الليل بالخفاء. أخذت قطعة من باطن معطفه وبطريقة ما خاطتْ له مثل هذا الرأس مع عينين. واليوم يبدو الدبدوب كالجنين. تساقط جميع شعره.

“طلب دراسة ذلك لعدّة أيام. وحينها تحدّثنا مجدّدا. تُفيض الكلمات التي قالها الدموع في عينيّ في كلّ مرة أتذكّرها. قال: “تحدّثت مع Bear، وقرّرنا أنّ مجيئه إلى البلاد ليحكي قصّتنا أهمّ من البقاء معي، وقد حان الوقت لنفترق للمرة الأولى”. لم يعلم حينذاك أنّهما يفترقان إلى الأبد”.

كيف وصل الدبدوب إلى إسرائيل؟

“توجّهت إلى شركة شحن دولية متخصّصة بالفنون، وطلبت إرسال الدبدوب إلى إسرائيل. ومن أجل التأمين سألوني: ما هي قيمة الغرض؟ شعرت بالتوتّر بشكل فظيع. فلا يوجد له ثمن. قلت للموظف: هل تعرف الموناليزا؟ هذا المعروض يساوي أكثر منها لأنّه يحوي روحا لإنسان. كان هادئا عبر الخطّ. بدا لي أنّه أغمي عليه في الجهة الأخرى. وفي جهتي أنا بكيت. شعرتُ بألم فراقهم، لقد سار معه لسنوات طويلة. ويحدث في كثير من الأحيان لمن كان طفلا في فترة الهولوكوست بأنّه يتشبّث بالعديد من الأشياء. اجتاز الأطفال الهولوكوست بالشكل الأكثر صعوبة.

من داخل المعرض، تصوير إميل سلمان، هآرتس
من داخل المعرض، تصوير إميل سلمان، هآرتس

“وحينها، في أحد أيام الجمعة قبيل افتتاح المعرض، وصل الدبدوب إلى البلاد. انتظرت أنا ومديرة قسم المقتنيات في ياد فاشيم تلك الشحنة. جاءت إلى الموقف شاحنة ضخمة وخرج منها صندوق كبير، وكان موظفو الشحن مهتاجين جدّا وصاح أحدهم بالآخر، بينما قلنا نحن لهم بأنّنا لن نذهب إلى البيت حتى يقوموا بتفكيك الحزمة. حينها فتحوا الصندوق، وبدأوا بالتفكيك، وأخرجوا المزيد والمزيد من التعبئة، أوراق التغليف، وأكثر من ذلك. وفي النهاية خرج ذلك الشيء الصغير والمسحوق، والذي يبدو إنسانيّا. كلانا شاهده وانفجرنا ببكاء تاريخي”.

“جلس سائق الشاحنة على الرصيف وقال: “لم أعد أفهم أيّ شيء. قدمت حزمة ضخمة وفي النهاية أجد شيئا يبدو مثل خرقة صغيرة وكلتاكما تبكيان. لماذا؟ قصصنا عليه القصة وبكى بنفسه وتأثّر بشكل كبير”.

“ومنذ ذلك الحين، التقط جميع زعماء العالم الصور مع BEAR الذي يعود لفريد ليسينغ. أطلب دوما تصويرهم لإرسال الصور إلى ليسينغ. كانت هنا مارغريت تاتشر، طوني بلير، جميع رؤساء الأركان، ومن لم يأتِ”.

“حين دُعينا إلى مؤتمر الأطفال الناجين من الهولوكوست في سياتل، اصطحبنا الدبدوب معنا ليلتقي عائدًا بصاحبه. جُننّا تماما من هذا الدبدوب. تركنا ملاحظة على نافذة العرض بأنّ الدبدوب خرج لزيارة عائلية. أعددنا له صندوقا خاصّا، سافرنا والتقينا بفريد، وقد أخذ BEAR لينام معه في المساء. قال في الصباح: “BEAR لكم”. لا زلنا نتراسل حتى اليوم. نرسل له تحيات الأطفال الذين يقفون بجانبه، يعانقون ذلك الصندوق الصغير وينفجرون بالبكاء. ونادرا ما يمرّ الزوار بجانب دبدوب ليسينغ دون أن يقفوا. أحيانا، حين أكون على وشك ترك المكتب في المساء، أبدو حزينة لأنّني سأترك الدبدوب وحده في صندوقه الزجاجي. ولكنني أكون سعيدة في اليوم التالي حين أجده مجددا. من نواح كثيرة، يحمل هذا الدبدوب في داخله الموضوع الرئيسي للهولوكوست. ذلك الألم الرهيب”.

نُشر هذا المقال لأول مرة في موقع “هآرتس”

اقرأوا المزيد: 1909 كلمة
عرض أقل
غرف الغز في معسكر أوشفيتز، بولندا (AFP)
غرف الغز في معسكر أوشفيتز، بولندا (AFP)

تم العثور على مواقع غرف الغاز في معسكر إبادة

بعد 75 سنة من اندلاع الحرب العالمية الثانية، تم تحديد مواقع غرف الغاز في معسكر الإبادة في سوبيبور، من خلال الحفر الأثري، حيث قُتل ما يقارب 250 ألف يهودي. وإلى جانب غرف الغاز، وجد خاتم زواج، وقد كُتب عليه "أنت مقدسة لي"

بعد 75 سنة من اندلاع الحرب العالمية الثانية، تم العثور على مواقع غرف الغاز في معسكر الإبادة في سوبيبور، من خلال الحفر الأثري. وإلى جانب غرف الغاز، وجدت وثيقة زواج، وقد كُتب عليها “أنت مقدسة لي”.

لقد تم العمل في غرف الغاز حتى عام 1943، وقد قُتل في معسكر الموت ما يقارب الـ 250 ألف يهودي. وقد قالَ باحثون خبراء في مجال هذه الكارثة إن اكتشاف مواقع غرف الغاز، بشكل دقيق، في معسكر سوبيبور هو أمر في غاية الأهميَّة في مجال البحث المتعلق بالكارثة.

لقد لوحظت، أيضًا، وللمرة الأولى، الخطوات التي مر بها اليهود، في هذه الغرف، حتى قُتلوا في ذلك المعسكر. إضافة إلى ذلك، فإن معرفة الحجم الدقيق لغرف الغاز، يشير إلى كمية استيعاب تلك الغرف لأعداد اليهود، وانطلاقًا من هذه النقطة، يمكن تقييم، بشكل أكثر دقة، عدد القتلى في معسكر سوبيبور.

لقد بدأت الحفريات الأثرية في معسكر الإبادة عام 2007، وفي إطار الحفر، على مدار السنين، تم اكتشاف آلاف التفاصيل الشخصية في معسكر سوبيبور، ومنها: خواتم، قلائد، حلق، مجوهرات، عطور، أدوية، أدوات للطعام وغيرها.

الخاتم الذي عثر عليه في معسكر الإبادة سوبيبور (Flash90)
الخاتم الذي عثر عليه في معسكر الإبادة سوبيبور (Flash90)

وقد اكتشف أيضًا، هذا الأسبوع، بئر ماء كان قد استُخدم في المعسكر رقم 1 حيث حصلت الجريمة. وقد وجدت فيه أغراض شخصية كثيرة لليهود، حيث قام الألمان بتعبئة البئر بتلك الأغراض بعد تنفيذ عمليات الاغتيال في المعسكر.

يتواجد معسكر الإبادة سوبيبور بالقرب من قرية ومحطة القطار التابعة لسوبيبور، في الجزء الشرقي لمنطقة لوبلين في بولندا. لقد أقيم هذا المعسكر في شهر نيسان عام 1942، في نفس الفترة الّتي أنشأ فيها معسكر تريبيلينيكا.

بعد تمرد الأسرى في المعسكر، بتاريخ 14 تشرين أول عام 1943، وقد عُرف هذا التمرد بأنه الوحيد الذي حقق نجاحًا في الحرب العالمية الثانية، قرر الألمان إزالته، فقد بقي مكشوفا، لكن دون أن تظهر عليه سمات تشير إلى أنه كان معسكر إبادة.

لقد قام الباحثون بالاعتماد على شهادات الناجين من معسكر الإبادة بالحصول على معلومات حول ما جرى فيه، وقد أبدت تلك الشّهادات معلومات محدودة حول قسم من المعسكر، وبالتالي فإن الرجوع إلى المعسكر بكامله ليس ممكنًا.

اقرأوا المزيد: 308 كلمة
عرض أقل
منزل  آن فرانك في أمستردام (Flash90/Nati Shahat)
منزل آن فرانك في أمستردام (Flash90/Nati Shahat)

آن فرانك- صوت واحد يتحدّث باسم 6 ملايين

في مثل هذا اليوم، قبل 85 عاما، ولدت آن فرانك، الفتاة التي وضعت إبان الهولوكوست دفتر مذكرات، والذي أصبح من أهم الوثائق الحية لضحايا النازية

27 أبريل 2014 | 21:46

من يعلم قصص الهولوكوست يعلم بالتأكيد قصة الطفلة اليهودية آن فرانك، التي وضعت إبان الكارثة دفتر يوميات خطّت فيه قصة حياتها وحياة عائلتها، الذين عاشوا في ظلام دامس في المخبأ في سقيفة مكاتب “أوبتيكا” في أمستردام، هربًا من ملاحقة النازيين. وإن كنتم لم تسمعوا عنها من قبل إليكم قصة حياتها المثيرة.

وضعت، آن (أنليس ماري)، شابة يهودية وُلدت في ألمانيا، انتقلت مع عائلتها إلى هولندا عام 1933 إبان الكارثة، دفتر يوميات، اشتُهر بعد الحرب العالمية الثانية. وكشفت مذكراتُها لقراء عديدين في العقود التالية البُعد الإنساني في حياة ضحايا تلك الفترة. وصدرت اليوميات، التي وثقّت فيها الفترة التي اختبأت فيها برفقة أبناء أسرتها من تهديد ملاحقة النازيين في مخبأ في مكاتب شركة “أوبتيكا” في أمستردام، ككتاب، وحظيت بشعبية واسعة، وتُرجمت إلى عشرات اللغات.

وكان أوتو فرانك، والد آن فرانك، الوحيد بين أفراد الأسرة الذي نجا من الكارثة، وتزوّج لاحقًا بناجية من الكارثة، وانتقل للعيش في مدينة بازل. توفي في آب 1980 في بازل جراء إصابته بسرطان الرئة. وعُزلت إديث فرانك، أمّ آن، عن ابنتَيها في أوشفيتس. وأُرسلت البنتان آن ومرغوت إلى معسكر برجن بلسن.

وتوفيت إديث فرانك في 6 كانون الثاني 1945 جرّاء الجوع والمرض. وروى شهود عيان أنّها بدأت في أيامها الأخيرة، جرّاء مرضها، تبحث عن ابنتَيها وتجمع طعامًا استعدادًا للمّ الشمل، الذي لم تعش لتراه. وبعد عشرين يومًا من وفاتها، حرّر جنود الجيش الأحمر معسكر الاعتقال.

توفيت مرغوت فرانك، الأخت الكبرى لآن، كما يبدو جراء مرض التيفوئيد في معسكر برجن بلسن. ووفقًا لشاهد عيان، توفيت قبل أيام معدودة من آن فرانك، لكن تاريخ وفاتها غير معروف بدقّة.

وكانت آن فرانك قد وثّقت في مذكراتها علاقتَها بأفراد أسرتها، ملاحظةً بدقة شديدة الفروق الشخصية بينهم. ووصفت آن نفسَها بأنها مقربة من أبيها، الذي ذكر لاحقًا أنه كان يشعر بقُرب خاصّ من آن، فيما كانت مرغوت أكثر ارتباطًا بوالدتها.

في 15 تموز 1944، قبل نحو ثلاثة أسابيع من اعتقالها، كتبت آن فرانك في يومياتها قولها الأكثر شهرة على الإطلاق: “أيامنا صعبة: أفكار، أحلام، وآمال مكتومة تمزقنا، ونحن محطّمون إزاء الواقع القاتم. من العجيب أنني لم أهجر مُثلي العليا. فهي تبدو غير معقولة في الواقع. رغم ذلك، فأنا ألتصق بها، لأنني أومن، رغم كل شيء، بأنّ البشر هم جيدون بالنسبة لي …‎ ‎‏ من المستحيل بالنسبة لي بناءُ حياتي على أسس من الفوضى، الألم، والموت. أرى العالم بأسره يتغير ببطء، ويصبح برية مقفرة. أسمع الجلبة، التي ستُجهز علينا يومًا ما، تقترب …”

ويعود تاريخ آخر تسجيل في دفتر اليوميات، وهو الشهادة الرئيسية على ما حدث في المخبأ، إلى 1 آب 1944، يوم اقتياد العائلة للموت. ففي صباح ذلك اليوم، اقتحم شرطيون مكان الاختباء، إذ قام شخص لا يزال مجهولًا بإبلاغ الشرطة عنه.

ونجحت أسرة فرانك في الصمود في المخبأ نحو عامَين وشهر واحد، لكن مصيرهم كان قد حُدّد.‎ ‎‏ وتوفيت آن نفسها في معسكر برجن بلسن في 31 آذار 1945. للمزيد من المعلومات حول حياة أسرة فرانك ودفتر اليوميات الذي خطته آن ، بإمكانكم زيارة موقع مكتبة علاء الدين.

اقرأوا المزيد: 458 كلمة
عرض أقل
الممثل الشاب إلياس مطر (الصورة مأخوذة من صفحة "فيس بوك" الخاصة بمطر)
الممثل الشاب إلياس مطر (الصورة مأخوذة من صفحة "فيس بوك" الخاصة بمطر)

بدور الناجي من المحرقة: ممثّل عربي

إلياس مطر، ابن الثالثة والعشرين، من قرية عبلين، يلعب دورًا يقتصر بشكل عامّ على ممثلين يهود

كيف يمكن لممثّل عربي أن يجسّد دور ولد ناجٍ من المحرقة؟ الممثّل الشابّ إلياس مطر من قرية عبلين يروي أنه قاربَ الدور بطريقة طبيعية جدًّا. في مقابلة مع صحيفة “يديعوت أحرونوت”، روى مطر أنّ شخصيته الإنسانية هي ما أتاح له التماثل مع شخصية أفراملّه، طفل ناجٍ من المحرقة يصل إلى إسرائيل عام 1948، يجسّد دورَه في مسرحية جديدة.

كتب مسرحية “أفراملّه، الولد الذي من هناك” عميت جور، وأخرجتها حافا كوهين. وستكون باكورة عروض المسرحية في متحف “لوحمي هجيتؤوت” (مقاتلي الجيتوات)، وهي تشكّل جزءًا من معرض يعرض سيَر حياة الأطفال اليهود الذين نجوا من فظائع الحرب العالمية الثانية واستقرّوا في إسرائيل.

موضوع المسرحية هو لقاءٌ بين طفل يتيم ناجٍ من المحرقة وطفل مولود في إسرائيل. تُعرض في المسرحية صعوبات اندماج الطفل، والمخاوف والأمور المرعبة الناجمة عن ذكرياته العائدة للحرب، وبالمقابل عجز المجتمع الذي يعيش فيه عن تقبّله.

تتأسس القصة على قصَص عشرات آلاف الناجين من المحرقة، الذين جرى النظر إليهم باستخفاف من البيئة المحيطة بعد أن نجَوا من المحرقة وبلغوا إسرائيل.

مطر، 23 عامًا، هو ممثّل مسرحي حائز على لقب جامعي في المسرح الاجتماعي – العلاجي، وهو ينتمي لفريق متحف “لوحمي هجيتؤوت” منذ كان في السادسة عشرة. ورغم سنه الصغيرة، فقد تمكن مطر من المشاركة في مهرجان عكّا ومهرجان مسرح الأطفال في حيفا، والتطوّع في جمعيّة تعيد أهليّة شبّان في خطر.

ماذا يقود ممثّلًا عربيًّا إلى تجسيد شخصية ترمز بشكل واضح جدًّا إلى اليهود؟ “واقع كوني ممثّلًا يُتيح لي أن أرى أكثر السحر الذي في المسرح”، أخبر مطر “يديعوت أحرونوت”.

ويقول مطر إنه نشأ على تفهّم الجميع، بغض النظر عن عرقهم أو دينهم، ولذلك يقول إنه سيمثّل “أية قصة تجعل الناس يعيشون بشكل مختلف ويتقبلون الآخر – حتى إن كان بعيدًا عنّي مسافات هائلة”. كلّ أذًى يلحق باليهود أو العرب يسبّب له الكثير من الألم، حسب تعبيره.

ورغم أنه يتحدث أنه قارب الدور بطريقة طبيعية، فإنّ مشاركة مطر في المسرحيّة ليست بسيطة. “تجري أحداث المسرحية عام 1948. في السنة نفسها، فرّ أفراد أسرتي إلى لبنان، ولم أتمكن من رؤيتهم حتى اليوم، حتّى جدّتي التي تبلغ من العمر 98 عامًا”، روى مطر.

لكنّ المأساة العائليّة لا تمنع مطرًا من التماثل مع الشخصيات التي يقوم بتجسيدها، بل النقيض: “حين أسمع صفارة الإنذار في المسرحية، أرى حالًا جدّتي. أقول: يصعب حتمًا النشوء دون عائلة، دون أمّ وأب – أفكّر حالًا في أمّي”.

اقرأوا المزيد: 360 كلمة
عرض أقل
وزير التربية والتعليم شاي بيرون (Miriam AlsterFLASH90)
وزير التربية والتعليم شاي بيرون (Miriam AlsterFLASH90)

وزير التربية: دراسات الهولوكوست من سنّ السادسة

انتقاد في إسرائيل لقرار وزير التربية ببدء التدريس عن المحرقة من الصفّ الأول

كشف وزير التربية شاي بيرون، المقيم حاليًّا في أوروبا في رحلة تعليمية بين معسكرات التركيز والاعتقال النازية إبّان المحرقة، أمام الحاضرين، عن برنامجه الجديد لتدريس الهولوكوست في إسرائيل – برنامج مفاجئ جدًّا، يشمل تدريس المحرقة على مدى سنوات الدراسة الاثنتَي عشرة، من الصفّ الأول إلى الصفّ الثاني عشر.

ويُفترَض أن يُعرَض البرنامج، الذي تمّت بلورته بالمشاركة مع متحف “ياد فاشيم”، بعد بضعة أشهر. يجري الادّعاء أنّ الطالب العادي يبدأ بالدراسة عن الهولوكوست في الصف الحادي عشر (16 -17 سنة) فقط، حين يدرس هذا الموضوع استعدادًا للبجروت (التوجيهي). حتى ذلك الوقت، هناك مجرد طقوس سنويّة. يتحدثون عن الموضوع قليلًا، ثم يتابعون أمورًا أخرى. أمّا الآن، فالهدف هو أن تدرّس المدارسُ هذا الموضوع بشكل معمّق أكثر.

وافقت وزارة التربية على التفاصيل، وقالت إنّ البرنامج سيكون تدريجيًّا، حيث لن تُعرَض على طلّاب الصفّ الأول (6 سنوات) صور الفظائع، بل ستُكشَف لهم مضامين ملائمة أكثر لسنّهم. وكلما تقدّمت السنون، سينكشف الأطفال لمضامين أكثر قساوةً للمشاهدة.

لكنّ هذا الإيضاحَ لا يُرضي الوالدين الذين يخشَون من تعرّض أبنائهم لفظائع الهولوكوست في سنّ مبكرة إلى هذا الحدّ، ما حدا بكثيرين منهم إلى التوجه إلى الوزير بيرون على صفحته على الفيس بوك. كتبت إحدى الأمهات: “أنا أمّ لطفلة عمرها 5 سنوات ستصبح السنة القادمة في الصفّ الأول، وأنا غير معنية بأن تتعلم من هذه السنّ المبكرة عن موضوع قاتم ووحشيّ كهذا. كأطفال، نشأنا على الخوف الفظيع من الهولوكوست. أنا غير معنيّة أن يترعرع أبناؤنا مع الفكرة أنّ ثمة وحشيةً كهذه في العالم، ويتساءلوا عمّا حدث هناك، ويحيوا في هذه الزاوية الكئيبة… أبناؤنا منكشفون كفاية لكلّ ما يجري في الدولة، ويحقّ لهم أن يكبروا بسكينة وراحة، دون مخاوف”.

“لا تُسهِم الدراسة عن الهولوكوست من سنّ مبكرة كهذه أبدًا في أهمية دولة إسرائيل. يمكن نقل القيَم بطرق أخرى. ولا تقلق، فسيتعلمون هذه الموادّ مثلنا جميعًا. من الواضح لي أنه إذا دُرّس موضوع الهولوكوست السنة القادمة، فلن أرسل أبنائي إلى ذاك الدرس”.

وشاركت أخرى قصتها الشخصية، موضحةً: “السنة الماضية، تحدثت المربية في الروضة للأولاد عن الهولوكوست. خلال فترة طويلة، خافت ابنتاي من الدخول إلى الحمّام حتى لا يخرج لهما الغاز. حسب رأيي، هذه سنّ مبكرة للبدء بالدراسة عن الهولوكوست. أنا مع الكشف، ولكن بالطبع ليس في جيل صغير كهذا. لا يزال حب الاستطلاع والخيال يلتقيان، ما يمكن أن يسبّب للأطفال مخاوف هم بغنى عنها. الصفّ الأول باكر جدًّا”.

اقرأوا المزيد: 357 كلمة
عرض أقل
بيريس في هولندا (Flash90Amos Ben Gershom)
بيريس في هولندا (Flash90Amos Ben Gershom)

بيريس في هولندا: “أشك بأن الأسد قد قرأ يومًا مذكرات آن فرانك”

خلال زيارته إلى هولندا تجول الرئيس في بيت آن فرانك، وتحدث عن معروضات تاريخية. "الأسد لم يتردد أبدا باستخدام السلاح الكيميائي، وقتل أطفال أبرياء"

استهل رئيس الدولة شمعون بيريس زيارته الرسمية اليوم (الأحد) إلى هولندا بزيارة بيت آن فرانك. خلال زيارته تلك، اطلع بيريس على مواد أصلية ومميزة من مذكرات وكتابات آن فرانك، وحتى أنه تسلم ألبوم صور أصلية قامت بجمعها خلال مكوثها في علية الدرج خلال فترة الحرب العالمية الثانية وطرد اليهود من هولندا إلى معسكرات الإبادة.

“في هذه الأيام تحديدا، صوت آن يصدح ويشكل تحذيرا لنا جميعا – في ظل وجود الطاغية الذي قتل الأطفال بالسلاح الكيميائي وفي ظل محاولة تطوير قنبلة نووية للدمار الشامل”، قال بيريس. “أشك بأن الأسد قد قرأ يومًا مذكرات آن فرانك”.

على شرف زيارة الرئيس، تم إخراج أوراق أصلية من مذكرات فرانك – الأوراق المحفوظة عموما في الأرشيف، تحت شروط صارمة. نظرا لأهميتها طُلب من الرئيس ارتداء قفازات خاصة. “كتابات آن فرانك ليست مجرد ذاكرة تاريخية – بل هي شهادة حية حيث لا يمكن لأحد في العالم أن يدفنها أو يخفيها – شعاع نور وصوت حقيقي في العالم الذي سكت”، قال الرئيس بينما كان يعاين تلك الكتابات.

الرئيس بيريس يعاين كتابات فرانك (Flash90\Aviram ben Gershom)
الرئيس بيريس يعاين كتابات فرانك (Flash90\Aviram ben Gershom)

تم، خلال هذه الجولة، الكشف ولأول مرة عن رسالتين مؤثرتين أرسلهما الناجي الوحيد من الكارثة من عائلة فرانك، والد آن – أوتو، بعد تحرره من أوشفيتز. أرسل أوتو فرانك هاتين الرسالتين إلى والدته بعد شهر واحد من تحريره من معسكر أوشفيتز على يد الروس. أمينة متحف آن فرانك أكدت على أن الرسالة التي عرضت لأول مرة على الرئيس بيريس هي مؤثرة جدا ودليل على أن والد آن، الذي جهز المخبأ الذي اختبأت فيه هي وعائلتها، ظل يؤمن، حتى بعد نجاته من جحيم الكارثة، بأن أقربائه سينجون.

وكما هو معلوم وضعت، آن (أنليس ماري)، شابة يهودية وُلدت في ألمانيا، انتقلت مع عائلتها إلى هولندا عام 1933 إبان الكارثة، دفتر يوميات، اشتُهر بعد الحرب العالمية الثانية. وكشفت مذكراتُها لقراء عديدين في العقود التالية، البُعد الإنساني في حياة ضحايا تلك الفترة. وصدرت اليوميات، التي وثقّت فيها الفترة التي اختبأت فيها برفقة أبناء أسرتها من تهديد ملاحقة النازيين في مخبأ في مكاتب شركة “أوبتيكا” في أمستردام، ككتاب، وحظيت بشعبية واسعة، وتُرجمت إلى عشرات اللغات.

اقرأوا المزيد: 316 كلمة
عرض أقل
منزل  آن فرانك في أمستردام (Flash90/Nati Shahat)
منزل آن فرانك في أمستردام (Flash90/Nati Shahat)

يوم آن فرانك المصيري

قبل 69 سنة من اليوم، اكتشف النازيون مخبأ أسرة فرانك، واقتادوها إلى معسكر الإبادة أوشفيتس

من يعلم قصص المحرقة يعلم بالتأكيد قصة الطفلة اليهودية آن فرانك، التي وضعت إبان الكارثة دفتر يوميات خطّت فيه قصة حياتها وحياة عائلتها، الذي عاشوا في ظلام دامس في المخبأ في سقيفة مكاتب “أوبتيكا” في أمستردام، هربًا من ملاحقة النازيين.

اليوم، في الرابع من آب عام 2013، يحيي العالم الذكرى السنوية التاسعة والستين لاكتشاف النازيين مكان اختباء أسرة فرانك وإرسال العائلة بأسرها إلى معسكرات الإبادة.

ووضعت، آن (أنليس ماري)، شابة يهودية وُلدت في ألمانيا، انتقلت مع عائلتها إلى هولندا عام 1933 إبان الكارثة، دفتر يوميات، اشتُهر بعد الحرب العالمية الثانية. وكشفت مذكراتُها لقراء عديدين في العقود التالية البُعد الإنساني في حياة ضحايا تلك الفترة. وصدرت اليوميات، التي وثقّت فيها الفترة التي اختبأت فيها برفقة أبناء أسرتها من تهديد ملاحقة النازيين في مخبأ في مكاتب شركة “أوبتيكا” في أمستردام، ككتاب، وحظيت بشعبية واسعة، وتُرجمت إلى عشرات اللغات.

وكان أوتو فرانك، والد آن فرانك، الوحيد بين أفراد الأسرة الذي نجا من الكارثة، وتزوّج لاحقًا بناجية من الكارثة، وانتقل للعيش في مدينة بازل. توفي في آب 1980 في بازل جراء إصابته بسرطان الرئة. وعُزلت إديث فرانك، أمّ آن، عن ابنتَيها في أوشفيتس. وأُرسلت البنتان آن ومرغوت إلى معسكر برجن بلسن. وتوفيت إديث فرانك في 6 كانون الثاني 1945 جرّاء الجوع والمرض. وروى شهود عيان أنّها بدأت في أيامها الأخيرة، جرّاء مرضها، تبحث عن ابنتَيها وتجمع طعامًا استعدادًا للمّ الشمل، الذي لم تعش لتراه. وبعد عشرين يومًا من وفاتها، حرّر جنود الجيش الأحمر معسكر الاعتقال.

توفيت مرغوت فرانك، الأخت الكبرى لآن، كما يبدو جراء مرض التيفوئيد في معسكر برجن بلسن. ووفقًا لشاهد عيان، توفيت قبل أيام معدودة من آن فرانك، لكن تاريخ وفاتها غير معروف بدقّة.

وكانت آن فرانك قد وثّقت في مذكراتها علاقتَها بأفراد أسرتها، ملاحظةً بدقة شديدة الفروق الشخصية بينهم. ووصفت آن نفسَها بأنها مقربة من أبيها، الذي ذكر لاحقًا أنه كان يشعر بقُرب خاصّ من آن، فيما كانت مرغوت أكثر ارتباطًا بوالدتها.

في 15 تموز 1944، قبل نحو ثلاثة أسابيع من اعتقالها، كتبت آن فرانك في يومياتها قولها الأكثر شهرة على الإطلاق: “أيامنا صعبة: أفكار، أحلام، وآمال مكتومة تتمزقنا، ونحن محطّمون إزاء الواقع القاتم. من العجيب أنني لم أهجر مُثلي العليا. فهي تبدو غير معقولة في الواقع. رغم ذلك، فأنا ألتصق بها، لأنني أومن، رغم كل شيء، بأنّ البشر هم جيدون بالنسبة لي …‎ ‎‏ من المستحيل بالنسبة لي بناءُ حياتي على أسس من الفوضى، الألم، والموت. أرى العالم بأسره يتغير ببطء، ويصبح برية مقفرة. أسمع الجلبة، التي ستُجهز علينا يومًا ما، تقترب …”

ويعود تاريخ آخر تسجيل في دفتر اليوميات، وهو الشهادة الرئيسية على ما حدث في المخبأ، إلى 1 آب 1944، يوم اقتياد العائلة للموت. ففي صباح ذلك اليوم، اقتحم شرطيون مكان الاختباء، إذ قام شخص لا يزال مجهولًا بإبلاغ الشرطة عنه.

نجحت أسرة فرانك في الصمود في المخبأ نحو عامَين وشهر واحد، لكن مصيرهم كان قد حُدّد.‎ ‎‏ توفيت آن نفسها في معسكر برجن بلسن في 31 آذار 1945.
للمزيد من المعلومات حول حياة أسرة فرانك ودفتر اليوميات الذي خطته آن ، بإمكانكم زيارة موقع مكتبة علاء الدين

اقرأوا المزيد: 471 كلمة
عرض أقل
مظاهرة تضامن لعاملين وزارة الخارجية (صورة بإذن هيئة عاملين وزارة الخارجية)
مظاهرة تضامن لعاملين وزارة الخارجية (صورة بإذن هيئة عاملين وزارة الخارجية)

نزاع مستمر: بين وزارتَي الخارجية والمالية

أرسل أكثر من مئة من رؤساء الممثليات الدبلوماسية الإسرائيلية في العالم رسالة شديدة اللهجة إلى نتنياهو ولبيد للتدخّل في حل نزاع العمل في وزارة الخارجية.

يتصاعد النزاع بين وزارة المالية وعاملي وزارة الخارجية: منذ 4 أشهر، يتواجد عاملو وزارة الخارجية في نزاع عمل، على خلفية تذمرهم من ظروف العمل خارج البلاد، ومن الإدارة غير السليمة. فقد أوقفوا الخدمات القنصلية في ممثليات إسرائيل في الخارج، بما فيها إصدار جوازات سفر وشهادات عبور. ومن بين ما يطلبونه: زيادة أجرهم، منع المس بحقوق رفقاء زواجهم، وتحسين طريقة التعيينات. فحسب ادعائهم، ترفض وزارة المالية إجراء محادثات معهم.

وفي خطوة استثنائية، أرسل أمس أكثر من مئة من رؤساء الممثليات الإسرائيلية في العالم، بينهم سفراء وقناصل، رسالة شديدة اللهجة إلى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وإلى وزير المالية يئير لبيد، طالبين تدخلهما الفوري لحل الأزمة. وذكر المندوبون في الرسالة الجهود التي بذلوها مؤخرًا لإنجاح مسار إدراج حزب الله على لائحة الإرهاب التابعة للاتحاد الأوروبي، وعبّروا عن احتجاجهم الشديد إثر شعورهم بالازدراء من قِبل الذين قاموا بتعيينهم.

ويشدّد الممثلون الدبلوماسيون على مساهمة وزارة الخارجية في أمن الدولة وفي الصراع على نزع الشرعية عن إسرائيل في العالَم. وحسب قولهم، فإنّ جوهر الصراع مع الماليّة هو “على مكانة وزارة الخارجية كمكوّن أساسي للأمن القومي، وعلى قدرتها على الاستمرار في العمل بشكل فعّال”.

مؤخرا، وبسبب إضرابات عاملي وزارة الخارجية، جرى إلغاء البعثات الإسرائيلية التقليدية إلى بولندا. وتُعدّ مسيرات الشبان في بولندا نشاطًا مركزيًّا في الجهاز التربوي في إسرائيل، في موضوع دراسة الكارثة. وقد جرى خوض نقاش جماهيري وأكاديمي واسع حول هذه المسيرات، وهو جزء لا يتجزأ من النقاش حول تدريس الكارثة ومكانته في الجهاز التربوي في إسرائيل. ففي كل سنة، يذهب إلى بولندا في إطار البعثة آلاف التلاميذ الإسرائيليين بهدف الدراسة عن الكارثة. وجرى الترتيب لرحلة لألفَي تلميذ في الصيف القادم، لكنها لن تتم بسبب إضرابات عاملي وزارة الخارجية.

بين الأضرار التي تسببها الإضرابات – تعطيل وصول مئات الطلاب الجامعيين من الشرق الأقصى للدراسة في إسرائيل، إذ لم يحصلوا بعد على تأشيرات دخول للبلاد. وعبّر رئيس جامعة التخنيون في حيفا عن سخطه على التعامل المُذلّ لوزارة الخارجية، وادّعى أنّ أضرارًا بالغة لحقت بالمؤسسات الأكاديمية وبعلاقات التخنيون مع مؤسسات دولية.

ولا يبدو حلّ النزاع والإضرابات في الأفق. وقد كتب وزير المالية لبيد ردًّا في صفحته على الفيس بوك: “يُسمح بخوض معركة لتحسين الأجر، لكن يُمنع خوضها على حساب أولاد يسافرون إلى مسيرات الحياة (المسيرات في بولندا) في أوشفيتس وبيركناو”. وعبّر لبيد عن سخطه، قائلًا: “يخوض عاملو وزارة الخارجية نزاع عمل ضد المالية، مقرونًا بتعطيل للعمل. وقد استأجروا رجال لوبي ورجال علاقات عامة، لكنهم فعلوا الآن ما لا يُفعَل: ففي إطار التشويشات في العمل، يرفضون إصدار جوازات سفر دبلوماسية لضباط أمن الشاباك الذين سيخرجون مع بعثات تلاميذ الثانوية لمعسكرات الإبادة في بولندا… رغم أنّ عائلات التلاميذ قد دفعت مسبقًا نفقات الرحلات”.

اقرأوا المزيد: 408 كلمة
عرض أقل
"حالة الأمّة" هو برنامج تهكمي إسرائيلي (علاقات عامة)
"حالة الأمّة" هو برنامج تهكمي إسرائيلي (علاقات عامة)

مراقب الدولة ضد برنامج ساخر في إسرائيل

في أعقاب الانتقادات التي وجهها مراقب الدولة يوسف شابيرا، من المتوقع فرض غرامة على صاحبة الامتياز التي تبث البرنامج

“حالة الأمّة” هو برنامج تهكمي إسرائيلي يتم بثه في القناة الثانية. البرنامج مؤلف من مجموعة من الممثلين الكوميديين بتوجيه ليئور شلاين (زوج عضوة الكنيست ميراف ميخائيلي من حزب العمل، وهي حقيقة يستخدمها المشاركون في البرنامج، في العديد من الأحيان، لتوجيه النكات “اللاذغة” نحو شلاين).

ويشارك في المجموعة الممثلون الكوميديون المشهورون غوري ألفي، أورنا بناي وعيناف جليلي، وكذلك ضيف ممثل كوميدي يتغير في كل حلقة. كما يستضيف البرنامج في كل حلقة شخصية هامة، ابتداءً بالسياسيين والشخصيات العامة، وانتهاء بالممثلين وعارضات الأزياء، حيث يناقشون “المواضيع الساخنة” في الدولة بصيغة فكاهية.

وقد حظي البرنامج، في الموسم الأخير، بنجاح كبير بشكل خاص، وأصبح مشهورا بفضل تهكمه الحاد والفاضح، الذي لا يخاف من تناول أي موضوع. تتم مقارنة البرنامج، في أكثر من مرة بالبرنامج التهكمي “إيرتس نهديرت”، الذي يعتبر متسامحا وانتقاده “فاتر” فقط، وهو لا يتناول المواضيع التي تعتبر طابو.

وقد تصدر برنامج “حالة الأمة”، في الأيام الأخيرة، العناوين، بسبب انتقاد وجهه مراقب الدولة، يوسف شابيرا، على بث تبادل النكات بين أعضاء المجموعة في موضوع الكارثة (هولوكوست). وسأل شلاين أورنا بناي خلال البرنامج “في أي الدول الأوروبية تتجولين؟” وأجابت بناي “أنا في بيركناو”. بسبب اللفظ غير الصحيح لاسم معسكر الإبادة، ضحك سائر أعضاء المجموعة من بناي، وبدأوا يشوشون أسماء معسكرات إبادة أخرى. وأجابتهم بناي “يا أصدقائي، هذا غير مضحك، لأن كل عائلتي أبيدت في الكارثة” (ومن المعرف أن هذا غير صحيح لأن بناي تنتمي إلى عائلة من أصل شرقي). ردا عليها قال شلاين إن عائلة بناي قد أبيدت في”بيركنشطوك” (شركة للأحذية). في نهاية المقطع اعتذر شلاين باسم الجميع.

وقد تطرق مراقب الدولة إلى هذه الأقوال وقال: “ما حدث في البرنامج ضايقني، آلمني. أن يأخذوا فكاهة “سوداء” حول الكارثة ويصنعون منها برنامجًا تهكميًا، إسرائيليًا، فهذا ليس في مكانه. أعتقد أن الناجين من الكارثة يستحقون المراعاة حتى في هذا اللون من الفن، على الرغم من أنه حدث نوع من الاعتذار في نهاية البرنامج. أعتقد أنه لا مكان لاستخدام هذا الموضوع استخدامًا ساخرًا كما حدث”.

وقد جاء الانتقاد خلال نقاش حول المساعدة المقدمة للناجين من الكارثة في إسرائيل. يجدر الذكر أن هذا الانتقاد هو انتقاد غريب بشكل خاص، لأن وظيفة مراقب الدولة هي الكشف عن الفساد ومراقبة ممثلي الجمهور في إسرائيل.

وقد صرحت صاحبة امتياز البث “ريشيت” أنه كما قال المراقب، فقد تم بث اعتذار عن الأقوال في نهاية الحلقة، وأنه “من الواضح أنه لم يتم استخدام موضوع الكارثة الكبرى التي حلت بالشعب اليهودي استخدامًا ساخرا، بل هو تهكم على الفرق بين اليهود الشكناز واليهود الشرقيين بكل ما يتعلق بموضوع الكارثة. بعد ستة مواسم ناجحة، أثبت برنامج ’حالة الأمّة’ أنه يعرف كيف يتعامل بشكل تهكمي مع المواضيع الأكثر إيلامًا في المجتمع الإسرائيلي أيضا، بالحساسية والمسؤولية المطلوبتين”.

ولكن على الرغم من ذلك يبدو أن صاحبة الامتياز ستعاقب جرّاء بث المقطع. وقد نشر موقع “والا” اليوم أن سلطة البث الثانية التي تراقب ما يتم بثه قد شرعوا بإجراءات خرق قد تؤدي إلى تغريم “ريشيت” بسبب “المس بالذوق السليم، المس بكرامة الإنسان أو بمشاعر الجمهور‎”.‎

هناك من يرى في هذا القرار مسًا بحرية التعبير ونفاقًا مزيفا من جهة، ويشيرون إلى أن تدخل مراقب الدولة لم يكن في مكانه فيما يتعلق بمضامين البرامج، حين لا تكون هناك شبهة بوجود فساد أو أداء غير سليم من قبل هيئة التحرير. غير أنه حين يجري الحديث عن موضوع حساس مثل الكارثة، فيختارون في معظم الأحيان في إسرائيل عدم المخاطرة والامتناع عن المس بجمهور الناجين من الكارثة وعائلاتهم.

اقرأوا المزيد: 524 كلمة
عرض أقل