القوى الكبرى

جون كيري ومحمد جواد ظريف خلال لقاء في فيينا (AFP)
جون كيري ومحمد جواد ظريف خلال لقاء في فيينا (AFP)

الاتفاق النووي الايراني يدخل حيز التنفيذ ورفع العقوبات عن طهران

"ايران انجزت المراحل التمهيدية الضرورية لبدء تطبيق الاتفاق الذي وقع في 14 يوليو 2015"

دخل الاتفاق التاريخي بين ايران والقوى الكبرى حول برنامج طهران النووي، حيز التنفيذ السبت بعد موافقة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ما ادى الى رفع العقوبات المفروضة على ايران.

وقال الامين العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية  يوكيا امانو في بيان نشر في فيينا حيث التقى وزيرا الخارجية الايراني والاميركي ونظيرتهما الاوروبية لاجراء مباحثات اللمسات الاخيرة، ان “ايران انجزت المراحل التمهيدية الضرورية لبدء تطبيق” الاتفاق الذي وقع في 14 تموز/يوليو 2015.

واعلن مصدر دبلوماسي ان امانو سيزور طهران الاحد. واكد مسؤول اميركي “ان التطبيق بدأ”.

كما رفع الاتحاد الاوروبي العقوبات الاقتصادية بحق ايران ونشر القرار بجريدته الرسمية. ورفعت الولايات المتحدة بدورها عقوباتها، ويتوقع ان يصدر اعلان مماثل من الامم المتحدة.

وسيكون رفع العقوبات الدولية التي تؤثر على الاقتصاد ايران البالغ عدد سكانها 77 مليون نسمة والتي تملك ثروات نفطية وغازية كبيرة، تدريجيا ومراقبا.

ويجسد هذا المنعطف التاريخي ايضا تقاربا بين الولايات المتحدة وايران تكرس السبت من خلال اعلان افراج متبادل عن مساجين في الولايات المتحدة وايران. وهي عملية غير مسبوقة بين البلدين اللذين قطعا علاقاتهما الدبلوماسية منذ 1980.

اقرأوا المزيد: 158 كلمة
عرض أقل
محادثات إيران والقوى العظمى (مجموعة P+1) بشأن برنامج إيران النووي (State Department photo)
محادثات إيران والقوى العظمى (مجموعة P+1) بشأن برنامج إيران النووي (State Department photo)

إيران والقوى العالمية تجد صعوبة في التغلب على عقبات في المحادثات النووية

وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف يتوجه لجنيف للمشاركة في محادثات ايران النووية

واجهت إيران والقوى العالمية الست صعوبات اليوم الجمعة في تذليل نقاط شائكة في مفاوضات تهدف إلى التوصل لاتفاق مؤقت لتقليص برنامج طهران النووي مقابل تخفيف العقوبات المفروضة على الجمهورية الاسلامية.

وهون دبلوماسيون غربيون على دراية بالمحادثات من احتمال تحقيق انفراجة وشيكة في المحادثات التي تستمر ثلاثة أيام والتي بدأت يوم الأربعاء بعد أن اقتربت الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا من الحصول على تنازلات من إيران في جولة المفاوضات السابقة قبل أسبوعين.

وقالوا إنه تم احراز قدر من التقدم خلال أول يومين وقل عدد الأمور المختلف عليها. لكن إصرار إيران على أن تعترف الدول الست صراحة بحقها في تخصيب اليورانيوم كان من الصعب التعامل معه. واليورانيوم المخصب يمكن استخدامه في البرامج النووية المدنية والعسكرية على حد سواء.

وقال مسؤولون من القوى العالمية الست أنهم ربما يكونون اقتربوا من اتفاق مؤقت على خطوات بناء الثقة لانهاء المواجهة المستمرة منذ عشر سنوات وابعاد شبح حرب أوسع نطاقا في منطقة الشرق الأوسط بسبب طموحات إيران النووية.

وفيما يخص إيران يتعلق الأمر برفع مؤقت لبعض العقوبات لمنحها القدرة على الوصول للسيولة التي تحتاجها بشدة وربما بيع المزيد من النفط.

وقال دبلوماسيون غربيون إنه مازالت هناك فرصة لانضمام وزير الخارجية الامريكي جون كيري لوزراء خارجية الدول الخمس الأخرى أعضاء مجموعة الست في جنيف في محاولة أخرى للتوصل الى اتفاق مع ايران.

لكن دبلوماسيا أوروبيا بارزا قال لصحفيين إن الوزراء لن يأتوا إلا إذا كان هناك اتفاق للتوقيع عليه.

وتابع الدبلوماسي “احرزنا تقدما بما في ذلك في القضايا الجوهرية… هناك أربعة أو خمسة أشياء مازالت مطروحة على الطاولة” تنتظر الحل.

وحث عباس عراقجي نائب وزير الخارجية الإيراني والمفاوض النووي البارز الدول الست على التحلي بالمرونة.

ونقلت وكالة انباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية عنه قوله “نعمل حاليا على نص أغلب بنوده هناك تفاهم مشترك عليها وهذا يشير إلى إحراز تقدم.” وأضاف “لكن هناك بعض الخلافات التي لم نحلها بعد.”

وتابع “إذا أبدى الجانب الآخر مرونة يمكننا التوصل إلى اتفاق… إذا لم تبد (القوى الست) مرونة تجاه طلباتها المبالغ فيها لن تحرز المفاوضات تقدما.”

واجتمع وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف مع كاثرين أشتون مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي صباح اليوم الجمعة لبحث سبل تضييق هوة الخلاف بشان النقاط الشائكة. وأشتون هي التي تنسق المحادثات نيابة عن الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا.

ولم ترد انباء فورية عن هذا الاجتماع بشان ما إذا كانا نجحا في الاقتراب من اتفاق يمكن التوقيع عليه. لكن مندوبا إيرانيا قال “جلسة هذا الصباح كانت خير من جلسة الليلة الماضية.”

وقال مسؤول غربي بارز في وقت متأخر من مساء أمس الخميس إنها “لن تكون مأساة” إذا رفعت جولة المحادثات الثالثة في جنيف دون التوصل لاتفاق وعقدت مرة أخرى بعد بضعة اسابيع.

من ناحية أخرى استمرت إسرائيل في حملة لانتقاد عرض تخفيف العقوبات المفروضة على إيران غير مبدية تفاؤلا يذكر فيما يتعلق بأن تؤدي إلى انهاء ما تسميه إسرائيل والغرب خطر انشاء ترسانة نووية إيرانية في نهاية المطاف.

وقال زئيف الكين نائب وزير الخارجية الإسرائيلي لراديو إسرائيل “نعتقد انه ليس اتفاقا مفيدا بل وربما يكون مضرا… نحن بالتأكيد مهتمون بتحسينه قدر الامكان. لكن حتى الذين يؤيديون الاتفاق يقولون إن الهدف الوحيد منه هو كسب الوقت.”

وبدا انه يشير إلى فرنسا التي اتخذت موقفا أكثر تشددا من القوى الغربية الاخرى وحثت مرارا القوى على عدم تقديم تنازلات كثيرة لإيران.

ومن الأمور التي يجري مناقشتها مسألة تعليق ايران لبعض الأنشطة النووية الحساسة وقبل كل شيء تخصيب اليورانيوم الى المستوى المتوسط مقابل تخفيف عقوبات بسيطة مثل الافراج عن بعض الأرصدة المالية المجمدة في حسابات أجنبية والسماح بالاتجار في المعادن النفيسة.

وقد تخفف الولايات المتحدة كذلك الضغط على دول أخرى تطالبها بعدم شراء النفط الايراني واجراءات أخرى. واوضحت ايران انها أكثر اهتماما باستئناف مبيعات النفط وتخفيف العقوبات الدولية المفروضة على التعاملات المصرفية والمالية الإيرانية التي عطلت الاقتصاد المعتمد على النفط.

أما بالنسبة للقوى الست فإن الاتفاق المؤقت قد يعني أن توقف إيران تخصيب اليورانيوم بدرجة نقاء 20 بالمئة وهي خطوة قريبة نسبيا من درجة النقاء المستخدمة في انتاج سلاح نووي وقبول المزيد من اجراءات التفتيش المنهكة ووقف مفاعل اراك.

اقرأوا المزيد: 614 كلمة
عرض أقل
علي خامنئي المرشد الأعلى لجمهورية ايران الإسلامية (AFP)
علي خامنئي المرشد الأعلى لجمهورية ايران الإسلامية (AFP)

مؤسسة خامنئي المتعددة الأنشطة تنمو وتزدهر برغم العقوبات

الدول الغربية علمت بأنشطة خامنئي الاقتصادية ولكنها لم تشملها في إطار الضغوط الخارجية على إيران مع العلم أن خامنئي هو الوحيد الذي يملك سلطة وقف برنامج تخصيب اليورانيوم الإيراني

بدأت الأمم المتحدة والقوى الغربية قبل سبع سنوات تفرض على إيران عقوبات اقتصادية تزيد شدتها باطراد. وفي الوقت نفسه تقريبا بدأت هيئة يسيطر عليها الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي تدرس السبل التي تمكنت من خلالها بعض القوى الاقتصادية النامية من تحقيق نمو سريع.

وكانت ستاد وهو الاسم الذي تعرف به الهيئة قد جمعت مليارات الدولارات من العقارات المصادرة من مواطنين إيرانيين. وخلصت ستاد إلى أن ما ينقص إيران وتحتاج إليه هو المؤسسات الاقتصادية العملاقة المتعددة الأنشطة مثل تلك القائمة في كوريا الجنوبية واليابان والبرازيل والولايات المتحدة.

وحسب التوضيحات التي أدلى بها هذا العام علي أشرف أفخمي وهو مسؤول كبير في الوحدة التي تشرف على استثمارات ستاد المالية اختارت الهيئة المرشح المثالي لصنع بطل وطني إيراني وهو ستاد نفسها.

وأقدمت الهيئة التابعة لآية الله على تملك حصة في بنك كبير بحلول 2007 وحصة في كبرى شركات الاتصالات الإيرانية في 2009. ومن بين عشرات الاستثمارات الأخرى تملكت شركة قابضة عملاقة في 2010.

وتكشف خارطة هيكلية عنوانها “ستاد في لمحة” أعدتها إحدى شركات ستاد في 2010 واطلعت عليها رويترز عن مقدار ما بلغته الهيئة من اتساع ونمو. فالوثيقة تبين امتلاكها حصصا في بنوك كبرى ودارا للسمسرة وشركة للتأمين ومحطات كهرباء وشركات للطاقة والبناء ومصفاة لتكرير النفط وشركة للأسمنت ومصنع للمشروبات الغازية.

واليوم باتت أعمال ستاد الواسعة النطاق تتيح للزعيم الأعلى خامنئي مصدرا مستقلا للدخل وقدرة مستقلة على بسط النفوذ برغم تشديد الضغوط الغربية على الاقتصاد الإيراني من خلال العقوبات عملا على وضع نهاية لبرنامج التطوير النووي الذي يسيطر عليه.

ويقول محسن سازكارا الذي شارك في تأسيس الحرس الثوري ويقيم الآن في المنفى في الولايات المتحدة “تحت تصرفه مبلغ ضخم يمكنه إنفاقه. عندما يكون عندك هذا القدر الكبير من المال فهذا قوة في حد ذاته.”

ومع اكتساب ستاد مزيدا من السيطرة على الاقتصاد الإيراني في السنوات الأخيرة كانت القوى الغربية تعلم بأمرها وبصلتها بالزعيم الأعلى وهو الرجل الوحيد الذي يملك سلطة وقف برنامج تخصيب اليورانيوم الإيراني. لكن تلك القوى تحركت بحذر وأفلتت ستاد إلى حد بعيد من الضغوط الخارجية.

وفي يوليو تموز 2010 أدرج الاتحاد الأوروبي محمد مخبر رئيس ستاد في قائمة الكيانات والأفراد الخاضعين للعقوبات الأوروبية لمزاعم ضلوعهم في “أنشطة نووية أو صاروخية”. وبعد ذلك بسنتين رفعته من القائمة.

وفي يونيو حزيران أدرجت وزارة الخزانة الأمريكية ستاد و37 شركة “تشرف عليها” الهيئة في قائمة الكيانات الخاضعة للعقوبات الأمريكية. ولم يرد اسم خامنئي في الإعلان لكن مسؤولا في وزارة الخزانة أبلغ إحدى لجان مجلس الشيوخ لاحقا بأن ستاد يسيطر عليها مكتب الزعيم الأعلى.

وعندما سألت رويترز بعض المسؤولين الأمريكيين لماذا لم يستهدف خامنئي نفسه أجابوا بأنهم لا يريدون منح مزيد من الحجج للمسؤولين الإيرانيين الذين يرددون أن هدف واشنطن النهائي هو الضغط على إيران بالعقوبات حتى تسقط الحكومة.

وقال مسؤول أمريكي “سياستنا ليست هي تغيير النظام لكنها بالتأكيد الضغط على هذا النظام.”

وعندما بدأت ستاد تشعر بالضغوط كانت قد أصبحت بالفعل كيانا عملاقا.

وكما ذكرت رويترز في الجزء الأول أنشئت ستاد لتحقيق طموحات متواضعة. وكان منشأها مرسوما من فقرتين أصدره الزعيم الأعلى الراحل أية الله روح الله الخميني قبيل وفاته عام 1989.

وطلب ذلك المرسوم من اثنين من المساعدين بيع وإدارة العقارات التي يفترض أن مالكيها تركوها خلال سنوات الفوضى التي أعقبت الثورة الإسلامية عام 1979 وتوجيه جانب كبير من العائد للأعمال الخيرية. لكن ذلك المرسوم أوجد في نهاية الأمر مؤسسة جديدة اسمها الكامل باللغة الفارسية “ستاد إجرايي فرمان حضرت إمام” أو هيئة تنفيذ أوامر الإمام.

وأفاد أحد مؤسسي ستاد بأن المقصود لها كان أن تستمر عامين. لكنها ظلت تعمل تحت سيطرة خامنئي وكونت محفظة عملاقة من العقارات من خلال الادعاء أمام المحاكم الإيرانية زورا في بعض الأحيان أن العقارات تركها مالكوها. وواقع الأمر أن كثيرا منها صودر من أبناء أقليات دينية وأصحاب أعمال وإيرانيين يقيمون في الخارج.

وفي الفترة منذ عام 2000 دخلت كل مجالات الاقتصاد تقريبا.

وقال ديفيد كوهين وكيل وزارة الخارجية الأمريكية لشؤون الإرهاب والمعلومات المالية قي مقابلة إن ستاد تدر الآن إيرادات قيمتها “مليارات الدولارات سنويا”. وأضاف أن “أموال الزعيم الأعلى الشخصية تدار وتستثمر في” وحدة تابعة لستاد تعرف باسم مجموعة تدبير للتنمية الاقتصادية لكنه قال إن المبلغ غير معروف. وقال متحدث باسم وزارة المالية إن تدبير تدير أيضا استثمارات “شخصيات قيادية أخرى” في إيران لكنه لم يذكر أسماءهم.

ولم يرد المسؤولون في مكتب الرئيس الإيراني ووزارة الخارجية ومجموعة تدبير للتنمية الاقتصادية على طلبات التعليق لإعداد هذا الموضوع. وأصدرت سفارة إيران في دولة الإمارات العربية المتحدة بيانا وصفت فيه نتائج رويترز بأنها “مبعثرة ومتباينة” و”ليس لأي منها أي أساس”. ولم تذكر تفاصيل.

وقال حميد ويزي المدير العام للعلاقات العامة بمؤسسة ستاد في رسالة بالبريد الالكتروني إن ما ورد في تقارير رويترز بعيد عن الواقع وليس صحيحا لكنه لم يخض في التفاصيل. وفي رسالة لاحقة قال إن ستاد ترفض المزاعم الأمريكية وإنها بصدد التعاقد مع مستشار قانوني أمريكي للطعن في العقوبات.

ويتعذر حساب القيمة الإجمالية لستاد بسبب سرية حساباتها ولأن حصصها في الشركات تتغير باستمرار. لكن رويترز تمكنت من تحديد ممتلكات عقارية واستثمارات في الشركات وغيرها من الأصول تحت سيطرة ستاد قيمتها 95 مليار دولار تقريبا. ويستند هذا التقدير إلى تصريحات مسؤولي ستاد وبيانات من سوق طهران للأسهم ومواقع الشركات ومعلومات من وزارة الخزانة الأمريكية.

وقرابة 52 مليار دولار من هذا المبلغ في صورة عقارات إذ صرح رئيس إدارة العقارات في ستاد في مؤتمر صحفي في 2008 بأن الوحدة العقارية في الهيئة تساوي هذا المبلغ. ويحتمل أن يكون هذا الرقم زاد أو نقص منذ ذلك الحين لأن محتوى محفظة العقارات يتغير.

ووجدت رويترز أن لستاد أيضا ملكيات في الشركات تقدر بنحو 43 مليار دولار أو أكثر:

– قدرت وزارة الخزانة الأمريكية قيمة شركة ري للاستثمار التي تسيطر عليها ستاد بمبلغ 40 مليار دولار تقريبا في 2010 وهي السنة التي سيطرت ستاد فيها على الشركة. (لم تذكر وزارة الخزانة تقديرا لقيمة ستاد الإجمالية).

– اشترت ستاد من خلال شركة تابعة لها حصة نسبتها 19 في المئة من شركة الاتصالات الإيرانية وهي كبرى شركات الاتصالات في البلاد مقابل ثلاثة مليارات دولار تقريبا.

– حددت رويترز ما لا يقل عن 24 شركة مساهمة عامة أخرى لم ترد في قائمة عقوبات وزارة الخارجية الأمريكية الأخيرة تملك فيها ستاد أو شركات تستثمر فيها ستاد حصص أقلية. وتزيد قيمة هذه الاستثمارات بسعر الصرف الرسمي الحالي عن 400 مليون دولار وفقا لتقديرات من سوق طهران للأسهم وبيانات تم الحصول عليها من موقع السوق ومواقع الشركات على الأنترنت.

– حددت رويترز 14 شركة أخرى لستاد استثمارات فيها – من خلال شركات أخرى في أغلب الحالات – لم يتسن تقدير قيمتها لأنها ليست شركات مساهمة عامة وأسهمها غير متداولة.

وتقول وزارة الخارجية الأمريكية إن الحرس الثوري وهو قوة عسكرية كبيرة مكلفة بحماية إيران من التهديدات الداخلية والخارجية يقوم منذ أمد طويل بدور محوري في اقتصاد البلاد وله ممتلكات واسعة في صناعات الدفاع والتشييد والنفط.

وتتيح ستاد للزعيم الأعلى موردا ماليا مستقلا مهما وهو مورد يزيد قوته كثيرا.

وقال موظف سابق في ستاد إن خامنئي يعين مجلس إدارتها لكنه ينيب آخرين في إدارة الهيئة. وأضاف أن ما يهم الزعيم الأعلى في المقام الأول هو أرباحها السنوية التي يستخدمها في تمويل جهازه البيروقراطي.

وقال الموظف السابق “كل ما يهمه هو الرقم.”

ولم يرد مكتب الرئيس الإيراني ووزارة الخارجية ومسؤولي ستاد على الأسئلة التفصيلية التي قدمتها رويترز لإعداد هذا الموضوع.

“مثل موجة جارفة”

وتفاصيل الطريقة التي حصلت بها ستاد على هذا العدد الكبير من الحصص في الشركات العامة والخاصة غير واضحة. ويقول أشخاص مطلعون على أنشطة الهيئة إنها اشترت حصصا من السوق المفتوحة ومارست ضغوطا على بعض المستثمرين كي يبيعوها أسهما. وفي حالة واحدة على الأقل صودرت أسهم تسيطر عليها ستاد الآن من مالكيها الأصليين.

وأبلغت شيرين رقابي وهي مدرسة تقيم الآن في كاليفورنيا رويترز أنها كانت من كبار حملة الأسهم في شركة فارس وخوزستان للأسمنت التي تقول في موقعها على الإنترنت إنها كبرى شركات الأسمنت الإيرانية. وأضافت رقابي أن الأسهم التي كانت قد اشترتها قبل ثورة 1979 بعدة سنوات صودرت قبل ما يزيد على 20 عاما.

وقال زوجها المحامي روس كيه. رقابي إنه علم عندما بحث المسألة قبل بضع سنوات أن الأسهم صادرتها مؤسسة تدعى بونياد مستضعفان لكن ملكيتها نقلت بعد ذلك إلى شركة أخرى مرتبطة بستاد. ويقدر قيمة الأسهم الحالية بما يقرب من 100 مليون دولار.

وقال “إنها أشبه بموجة جارفة الآن. وهم يسيطرون على كل هذه الشركات.”

وخلص الزوجان إلى أنه لا سبيل يعينهما على الهيئة التابعة لآية الله. وقال الزوجة “سلمت”.

وفي عام 2000 خطت ستاد خطواتها الأولى نحو إضفاء الصبغة الرسمية على دخولها مجالات أخرى إضافة إلى العقارات فأقامت شركة لإدارة الاستثمارات أطلق عليها الاسم شركة تدبير للاستثمار. وستصبح هذه الشركة في نهاية الأمر من بين خمس أدوات رئيسية على الأقل تتملك من خلالها ستاد حصصا في الشركات.

وفي عام 2005 انتخب محمود أحمدي نجاد وهو محافظ متشدد رئيسا لإيران محل الرئيس السابق الأكثر اعتدالا. وتجري إيران انتخابات رئاسية وبرلمانية منتظمة برغم إن السلطة الحقيقية تظل في يدي الزعيم الأعلى. وبعد ذلك بشهرين أعلنت طهران أنها استأنفت تخصيب اليورانيوم في إطار برنامج نووي. ويعتقد الغرب أن إيران تريد صنع أسلحة ذرية. لكن إيران تقول باستمرار إن غرض برنامجها هو التوليد السلمي للطاقة وهو موقف أكدته طهران من جديد في الأيام الأخيرة عندما أجرت هي والقوى الغربية محادثات مطولة تهدف لايجاد تسوية. وأخفقت تلك المحادثات في التوصل إلى اتفاق وستستأنف المفاوضات قريبا.

وفي ديسمبر كانون الأول 2006 فرض مجلس الأمن الدولي عقوبات على التجارة الإيرانية في المواد والتكنولوجيا ذات الصلة بالأنشطة النووية وجمد الأصول الخاصة بالشركات والأفراد الأساسيين الضالعين في البرنامج النووي.

بنك غير عادي

وفي ذلك الوقت كانت ستاد تخطو إلى القطاع المصرفي. وكان البنك الفارسي بدأ العمل في 2002 وكان مختلفا عن البنوك الإيرانية الأخرى. فكان يقدم أسعار فائدة أعلى قليلا من أسعار البنوك التي تديرها الحكومة. لكن خلافا للمؤسسات المالية الأخرى التي تحد عادة من حجم قروضها العقارية كان البنك الفارسي مستعدا لتمويل 80 في المئة من قيمة العقار الأمر الذي جعل التمويل خيارا حقيقيا لكثير من مشتري المنازل الجدد. وقال موظف سابق في البنك طلب عدم الإفصاح عن اسمه “أصبح بمقدور الناس فعلا شراء منازل.”

وكان البنك الفارسي غير مألوف بوجه خاص من نواح أخرى إذ كانت قواعد الملبس فيه تتسم باللين فكان الرجال يضعون ربطات العنق والنساء يستعملن مساحيق التجميل وهي أمور ينتقدها المحافظون دينيا في إيران قائلين إنها تساهم في نشر الثقافة الغربية.

وقال الموظف السابق “كان الناس يحبون أن يأتوا إلى البنك لمجرد مشاهدة العاملين فيه” مضيفا أن البنك كان عند تعيين الموظفين الجدد “يقيم الناس إلى حد بعيد على أساس قدراتهم العقلية والذهنية وليس على أساس صلاتهم.”

وبحلول عام 2006 كان البنك الفارسي قد فتح ما يزيد على 100 فرع وأضحى أكبر بنك غير مملوك للدولة في إيران. لكنه بدأ يتعرض لمشاكل.

فقد أفاد أشخاص مطلعون على المسألة بأن محمد شريعة مداري الذي كان عضوا في مجلس إدارة ستاد طلب في عام 2005 من العضو المنتدب للبنك الفارسي عبد الله طالبي قرضا قدره 44 مليون دولار لمؤسسة يديرها.

ولم يقدم شريعة مداري ضمانات للقرض فرفض طالبي. ومن ناحية أخرى انتقد الرئيس أحمدي نجاد علنا الممارسات التي تتبعها البنوك الخاصة في منح القروض متهما إياها بتقديم قروض ضخمة لعملاء مفضلين. وأفادت بعض وسائل الإعلام الإخبارية بأن أنظاره كانت مصوبة إلى البنك الفارسي. واستقال طالبي تحت الضغوط من منصب العضو المنتدب في عام 2006 وفي وقت لاحق ترك مجلس إدارة البنك بعد أن اعتبره البنك المركزي الإيراني غير مؤهل لمزاعم مخالفته لقواعده الخاصة بالقروض.

ولم يرد طالبي وشريعة مداري على طلبات التعليق.

وخلال تلك الفترة تملكت شركة تدبير للاستثمار التابعة لستاد حصة في البنك الفارسي. وكانت الحصة صغيرة – أشار مسؤول في ستاد لاحقا إلى أنها كانت 16 في المئة – ومع ذلك فقد شبه الموظف السابق مشاركة تدبير في ملكية البنك “بالتملك العدائي”.

ويقول الموظف السابق إن الأجواء في البنك الفارسي تغيرت تغيرا حادا. فحظر على الرجال وضع ربطات العنق وبدأ النساء يتلقين رسائل تسألهن “لماذا ترتدين الجينز؟ لماذا شفتاك حمراوان؟”

ووصل مديرون جدد. وقال الموظف السابق “حتى عملاء البنك تغيروا. فقد جاؤوا بزبائنهم وعملائهم.”

وتغير مجلس إدارة البنك أيضا. ويفيد موقع البنك الفارسي على الإنترنت بأن من بين أعضائه الآن عارف نوروزي الذي يقول الموقع إنه عضو أيضا في مجلس إدارة تدبير للاستثمار. وكان نوروزي كذلك رئيس إدارة العقارات في ستاد وهي إدارة ضخمة تدير العقارات المصادرة وتبيعها. وكان نوروزي هو الذي قدر في عام 2008 قيمة ممتلكات ستاد العقارية بنحو 52 مليار دولار.

العقوبات وقوة التحمل

برغم العقوبات نما الاقتصاد الإيراني بنسبة عفية تبلغ ستة في المئة في السنتين السابقتين على أزمة 2008 المالية. وبعد انخفاض حاد لمعدل النمو عاد إلى ما يقل قليلا عن ستة في المئة في 2010 وفقا لبيانات صندوق النقد الدولي. وحافظت صادرات النفط على تدفق المال. فقد صدرت إيران ما قيمته 70 مليار دولار من النفط في 2009 و90 مليار دولار في 2010 حسب بيانات الصندوق.

وكانت تلك سنوات توسع لستاد. ففي 2006 أو 2007 أجرت ستاد دراسة لاستكشاف أسباب تفوق بعض البلدان النامية على إيران في النمو. وورد وصف للمداولات التي جرت آنذاك في مقابلة أجرتها صحيفة الشرق الإصلاحية الإيرانية في إبريل نيسان هذا العام مع أفخمي الذي وصفته الصحيفة بأنه رئيس مجموعة تدبير للتنمية الاقتصادية وهي الوحدة التي تشرف على معظم استثمارات ستاد المالية.

وقال أفخمي “في كوريا الجنوبية كان لشركات مثل سامسونج وإل جي وهيونداي تأثير على التنمية. وفي الصين واليابان والبرازيل وألمانيا وأمريكا نفس الشيء. ورأينا أننا في إيران ليس عندنا هذه الشركات الكبيرة. ومع أخذ هذا في الاعتبار بدأنا داخل شركة تدبير للاستثمار بتمهل وروية نناقش استراتيجية دخول مجالات مختلفة.” وأضاف للصحيفة “وأقرت هذه الاستراتيجية من إدارة ستاد.”

وسرعان ما وضعت هذه الاستراتيجية موضع التنفيذ. ففي سبتمبر أيلول 2008 أعلن نوروزي الذي كان آنذاك مدير إدارة العقارات في ستاد إعادة هيكلة الهيئة بأكملها في حفل رسمي أقامته ستاد في مدينة بوشهر حسبما ورد في تفرير لوكالة فارس للأنباء. وقال إن ستاد تحولت “من منظمة تبيع العقارات إلى مؤسسة اقتصادية عملاقة متعددة الأنشطة” تملك استثمارات في شركات مساهمة عامة. وأضاف أنها استثمرت 833 مليون دولار حتى ذلك الحين بما في ذلك حصة نسبتها 16 في المئة في البنك الفارسي.

وأشار نوروزي إلى أن ستاد لها كذلك “فرع” آخر وهو مؤسسة بركة التي قال إنها “عليها واجب القضاء على الفقر وتمكين المجتمعات الفقيرة”.

وأبلغ شاهين أ. شايان الذي عمل لمدة عامين في جولدمان ساكس في نيويورك رويترز بأن مؤسسة بركة أنشئت قبل ست أو سبع سنوات وفقا لنموذج وضعه. وقضى شايان الذي ولد في الولايات المتحدة وتخرج في جامعة كولومبيا وكان لاعب كرة قدم بارزا في الجامعة معظم سنوات طفولته في إيران وعاد إليها في أواسط التسعينات.

وقال شايان إن بركة أنشئت كمؤسسة لا تسعى للربح بهدف إيجاد وظائف في المناطق الريفية في إيران. وأضاف أن المؤسسة جمعت رأس مالها من مصادر خاصة والحكومات المحلية وستاد وبدأت بنحو أربعة أو خمسة ملايين دولار. لكنه قال إن بركة ظلت “مستقلة تماما عن أي كيان”. وتابع أن المؤسسة كانت تقدم المساعدة في مجالات الزراعة والمشروعات الغذائية وعمليات التعدين الصغيرة فضلا عن بناء مدارس وطرق ومنازل. وقال “لم تكن مليارات الدولارات.”

وقال شايان إنه ترك بركة قبل نحو ثلاث سنوات ونصف السنة. وأضاف “أردت العودة لإجراء بحوث وإلقاء محاضرات وأشياء من هذا القبيل.” وتابع أنه لا يعرف ما آل إليه أمر المؤسسة بعد رحيله “لا تسألني ما وضعها الآن لأنني ليس عندي أي فكرة.”

وهي الآن جزء من إمبراطورية ستاد وفقا لموقع المؤسسة على الإنترنت.

وقال أفخمي رئيس مجموعة تدبير للتنمية الاقتصادية التابعة لستاد في مقابلته مع صحيفة الشرق في إبريل نيسان إن “100 في المئة تقريبا من دخل ستاد ومجموعة تدبير يوضع تحت تصرف” مؤسسة بركة. وأضاف أن المؤسسة أنفقت ما يزيد على 1.6 مليار دولار في السنوات الخمس الماضية على مشروعات التنمية فضلا عن بناء 200 مدرسة و400 منزل وعيادة صحية.

ويتعذر التحقق من مزاعم ستاد بخصوص إنفاقها على الأعمال الخيرية لأن حساباتها غير متاحة علنا. وفضلا عن ذلك ففي المقابلة نفسها التي زعم فيها أفخمي أن “100 في المئة تقريبا” من دخل ستاد يذهب إلى بركة قال في مكان لاحق “بطبيعة الحال أنفق جزء من الدخل على تطوير شركات في مجموعة تدبير.”

ولم يتسن الاتصال بمسؤولين في بركة للتعليق.

“قضايا قانونية حساسة”

تحققت واحدة من أكبر صفقات ستاد في 2009 عندما تملكت حصة أقلية كبيرة في كبرى شركات الاتصالات الإيرانية وهي شركة تحتكر خدمات خطوط الهاتف الأرضية في إيران احتكارا شبه كامل.

ووفقا لعرض تتابعي باستخدام الشرائح أعدته إحدى الشركات التابعة لستاد في 2010 تملكت ستاد في ذلك العام 38 في المئة من اتحاد شركات يسمى شركة توسعة اعتماد مبين. وكان ذلك الاتحاد تملك قبل عام 50 في المئة زائد سهم واحد من أسهم شركة الاتصالات الإيرانية مقابل 7.8 مليار دولار. وحصل المشترون على شروط تفضيلية إذ يقول العرض التتابعي إن اتحاد الشركات الفائز بالحصة – وأكبر حملة الأسهم فيه شركة يسيطر عليها الحرس الثوري – كان مطلوبا منه أن يدفع 20 في المئة على الفور والباقي على ثماني سنوات.

وفي عام 2010 نالت ستاد السيطرة على غنيمة أكبر وهي شركة ري للاستثمار التي قدرت وزارة الخزانة الأمريكية قيمتها في يونيو حزيران بنحو 40 مليار دولار حتى ديسمبر كانون الأول 2010. وتمثل ري مؤسسة ضخمة متنوعة الأنشطة داخل مؤسسة ستاد الضخمة المتنوعة الأنشطة ولها استثمارات من بينها شركة للنفط وشركة للتعدين ومزرعتان لتربية النعام. وتقول وزارة الخزانة الأمريكية إن ستاد سيطرت على شركة ري للاستثمار بعد أن أوقفت الحكومة الإيرانية تمويلها بسبب مزاعم سوء الإدارة.

ولم يرد أحد على الهاتف في ري للاستثمار برغم محاولات رويترز لطلب التعليق.

ومع توسع ستاد بدأت الهيئة تتطلع بأنظارها خارج إيران. ففي 2010 حاولت وحدة تابعة للهيئة اجتذاب مستثمرين أجانب. وكانت الخارطة الهيكلية المعنونة “ستاد في لمحة” والمكتوبة باللغة الإنجليزية جزءا من عرض أعدته شركة الكترونيك مبين ايران وهي شركة للإلكترونيات تملكها ستاد باستخدام برنامج باور بوينت. وكان هدف العرض اجتذاب شريك أجنبي.

وجاء في العرض “هدفنا الأساسي هو الوصول إلى تحقيق دخل أعلى كثيرا مع شريك دولي يتمتع بالخبرة مثل كيه بي إن.” و(كيه بي إن) هي أكبر شركة للاتصالات في هولندا.

وقال متحدث باسم (كيه بي إن) “طبيعي أن (كيه بي إن) تحترم حظر التجارة مع إيران. (كيه بي إن) لا تتعامل ولم تتعامل تجاريا مع هذه الشركة الإيرانية.”

وبحلول ذلك الوقت كانت ستاد قد اجتذبت الأنظار في الغرب. وتقول وزارة الخزانة الأمريكية إن ستاد استخدمت عدة شركات سيطرت عليها في عام 2010 في تجاوز العقوبات بما في ذلك تحويل أموال من إيران إلى أوروبا وأفريقيا.

وفي يوليو تموز 2010 أصدر الاتحاد الأوروبي قائمة تتألف من 12 صفحة بأسماء أفراد وكيانات إيرانية قرر إخضاعها للعقوبات. وتضم القائمة محمد مخبر رئيس ستاد التي وصفها الاتحاد الأوروبي بأنها “صندوق استثمار مرتبط بالزعيم الأعلى علي خامنئي”. وأشير إلى مخبر والآخرين على أن لهم صلات ببرنامج إيران النووي أو برنامجها الصاروخي لكن الاتحاد الأوروبي لم يذكر مزيدا من التفاصيل. ولم تستهدف هذه الخطوة ستاد نفسها.

وزادت شدة الجهود الأوسع نطاقا لمعاقبة إيران. ففي الشهر نفسه اتخذت واشنطن أشد إجراءاتها صرامة حتى الآن متمثلة في “قانون استيفاء العقوبات الإيرانية.. المحاسبة وتفكيك الاستثمارات” الذي استهدف قطاع النفط والغاز الإيراني. وكثف هذا القانون وسلسلة إجراءات عقابية اتخذها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة على مدى العامين التاليين الضغوط على إيران وخصوصا صادراتها من الطاقة وبنوكها.

وتباطأ معدل النمو إلى ثلاثة في المئة في 2011 وانكمش الاقتصاد بنسبة 1.9 في المئة في 2012. وانخفضت صادرات النفط قرابة 60 في المئة في السنتين الأخيرتين بعد أن خفض المشترون الأوروبيون ومعظم المشترين الآسيويين وارداتهم بسبب العقوبات الأمريكية والأوروبية. ويبلغ دخل إيران حاليا من مبيعات النفط قرابة 100 مليون دولار في اليوم انخفاضا من 250 مليون دولار قبل عامين.

لكن ستاد نفسها تمكنت من تفادي تأثير العقوبات. وفي أكتوبر تشرين الأول عام 2012 رفع الاتحاد الأوروبي اسم مخبر من قائمة المعاقبين.

وأفاد شخص مطلع على المسألة بأن الاتحاد الأوروبي رفع اسم مخبر من القائمة لمحاولة درء طعن قانوني إيراني أوسع في العقوبات المالية المفروضة على البنوك الإيرانية ومديريها. وكان الاتحاد الأوروبي أدرج مخبر في القائمة باعتباره رئيس ستاد ورئيس بنك سينا. وسينا من بين البنوك الإيرانية التي فازت في دعاوى قضائية أمام المحاكم الأوروبية تسعى لرفع العقوبات المفروضة عليها. وليس واضحا ما إذا كان مخبر قدم طعنا في إدراجه في قائمة العقوبات.

وامتنع متحدث باسم مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون عن التعليق قائلا “هذه كما أنا واثق أنكم تدركون قضايا قانونية حساسة ونفضل ألا نقول شيئا.”

اتساع رقعة النفوذ

امتنعت وزارة الخزانة الأمريكية عن تحديد تأثير العقوبات التي أعلنتها في يونيو حزيران على ستاد. ومن المحتمل أن تزيد الإجراءات الجديدة الضغوط على إمبراطورية خامنئي الاقتصادية. ولستاد بطبيعة الحال بعض الاستثمارات في قطاعات مثل القطاعين النفطي والمصرفي تأثرت بالعقوبات السابقة.

وقال متحدث باسم وزارة الخزانة “كان للعقوبات تأثير كبير على الحكومة الإيرانية ودفعت الإيرانيين إلى العودة إلى طاولة التفاوض.”

لكن ممتلكات ستاد واسعة النطاق ومن ثم ظلت بعض استثماراتها بعيدة نسبيا عن التأثر بالعقوبات. ومن بينها مثلا استثماراتها في قطاع الاتصالات الذي استثناه الغرب إلى حد بعيد من العقوبات.

وحققت شركة الاتصالات الإيرانية المرتبطة بستاد في عام 2010 – وهو آخر عام تتوفر بيانات له – ربحا صافيا قدره 1.54 مليار دولار. ويقرب نصيب ستاد من هذا الربح من 290 مليون دولار.

وبرغم أن ما تملكه ستاد في شركة الاتصالات الإيرانية هو حصة أقلية فيمكن ملاحظة نفوذها على أعلى المستويات داخل الشركة. ورئيس شركة الاتصالات الإيرانية هو مصطفى سيد هاشمي الذي كان من قبل رئيس شركة إلكترونيك مبين إيران وهي شركة الإلكترونيات المملوكة لستاد.

وعين مسؤولون آخرون في ستاد أو رشحوا لمناصب عليا في الحكومة والجيش والمواقع الاقتصادية في السنوات الأخيرة.

ويفيد التقرير السنوي الأخير لسوق طهران للأسهم بأن رئيس مجلس السوق حامد رضا رفيعي كشتلي عضو في تدبير للاستثمار التابعة لستاد.

ووزير النفط الأسبق غلام حسين نظري هو رئيس شركة تدبير لتنمية الطاقة وهي قسم من ستاد معني بممتلكات الهيئة في قطاع الطاقة وهو كذلك رئيس شركة فارس للنفط التي تملك ستاد حصة فيها حسبما ورد في موقعي الشركتين على الإنترنت. وتحاول إيران دون نجاح حتى الآن تعيين نظري في منصب الأمين العام لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك).

وفي أغسطس آب رشح الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني حسين دهقان وزيرا للدفاع. وكان دهقان رئيسا لمبين إيران. ورشح روحاني الشهر الماضي محمد شريعة مداري نائبا للرئيس للشؤون التنفيذية. وشريعة مداري الذي كان عضوا في مجلس إدارة ستاد هو الشخص الذي زعم أنه طلب قرضا من البنك الفارسي.

ولم يرد كشتلي ونظري ودهقان على طلبات إجراء مقابلات معهم.

نشاط خيري غير عادي

ويستمر توسع ستاد فيما يبدو. ففي مايو أيار أعلنت مؤسسة بركة الخيرية التابعة لها أنها ستدخل “مجالات صيدلية جديدة” من بينها التكنولوجيا الحيوية وتكنولوجيا النانو والعلاج بالجينات. وتدير المؤسسة الخيرية وحدة تدعى شركة بركة للأدوية. ويفيد موقع هذه الوحدة على الإنترنت بأن لها ما يربو على 20 شركة تابعة وحققت مبيعات تزيد على مليار دولار في 2011.

ومن بين الوحدات التابعة لشركة بركة للأدوية شركة إيه تي آي للمستحضرات الطبية. وتصف شركة بركة للأدوية إيه تي آي بأنها مشروع مشترك بينها وبين شركة سويسرية تدعى ستراجن فارما إس إيه لإنتاج موانع الحمل التي تؤخذ عن طريق الفم. ويعرض موقع إيه تي آي معلومات بخصوص عدد من منتجات ستراجن التي تقول الشركة الإيرانية إنها حصلت على ترخيص لإنتاجها في إيران. وليس واضحا ما إذا كان الإنتاج قد بدأ.

ولم يرد المسؤولون في ستراجن في مقرها في جنيف على طلبات التعليق. وتقول شركة بركة للأدوية إن ستراجن تملك 34 في المئة من إيه تي آي.

وكان خامنئي حذر في أكتوبر تشرين الأول من أن تنظيم الأسرة سيؤدي إلى زيادة نسبة المسنين بين السكان. وقال في خطاب “من بين الأخطاء التي وقعنا فيها وأنا أيضا مسؤول عن هذا الخطأ أن مسألة الحد من النمو السكاني كان يجب وقفها من عقد السبعينات (1991 بالتقويم الغربي) فصاعدا.”

وأضاف “الأسر والشباب يجب أن يزيدوا معدل المواليد أن يزيدوا السكان. هذا الحد من عدد الأطفال في البيوت بالطريقة المعمول بها اليوم خطأ.”

لقد تضخمت الإمبراطورية التجارية التي يسيطر عليها زعيم إيران الأعلى إلى الحد الذي صارت معه تملك شركات يعارض خامنئي منتجاتها. وكان ذلك التوسع النتيجة المباشرة لاستراتيجية قانونية جاءت من أعلى المستويات.

اقرأوا المزيد: 3645 كلمة
عرض أقل

انتهاء محادثات بين إيران والقوى الكبرى على مستوى الخبراء

لم يصدر على الفور أي بيان عما إذا كان المجتمعون قد حققوا تقدما ملموسا نحو التوصل إلى اتفاق ظل لفترة طويلة بعيد المنال

قال شهود إن إيران والقوى العالمية الست أنهت اليوم الخميس اجتماعا على مستوى الخبراء حول أنشطة طهران النووية لكن لم يصدر على الفور أي بيان عما إذا كان المجتمعون قد حققوا تقدما ملموسا نحو التوصل إلى اتفاق ظل لفترة طويلة بعيد المنال.

واستهدف الاجتماع الذي عقد يومي 30 و31 أكتوبر تشرين الأول الإعداد للجولة التالية من المفاوضات السياسية بين الجانبين يومي السابع والثامن من نوفمبر تشرين الثاني للبناء على أجواء الانفتاح الدبلوماسي الذي أتاحه انتخاب الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني.

وتولى روحاني – وهو زعيم معتدل وكان رئيس وفد إيران في المفاوضات النووية – السلطة في أغسطس آب الماضي واعدا بحل النزاع بعد سنوات من المواجهة وتخفيف العقوبات التي أضرت باقتصاد إيران المعتمد على النفط.

وقال دبلوماسيون غربيون إن المحادثات التي جرت في مجمع للأمم المتحدة في فيينا قد تساعد على تحديد ملامح أي اتفاق تمهيدي بشأن تقليص أنشطة إيران في مجال تخصيب اليورانيوم مقابل تخفيف العقوبات لكنهم حذروا قبل الاجتماع من أنه لم يتم التوصل بعد لمثل هذا الاتفاق.

وشوهد أعضاء وفدي خبراء الطاقة النووية وخبراء العقوبات وهم يغادرون في حوالي الثالثة بعد ظهر اليوم بتوقيت فيينا (1400 بتوقيت جرينتش) قاعة الاجتماع حيث بدأت المباحثات بعد ظهر الأربعاء. ورفض المشاركون التعليق على طبيعة المحادثات المغلقة.

وقال مايكل مان المتحدث باسم مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوربي كاثرين آشتون إن محادثات فيينا سعت إلى “معالجة مسائل فنية مختلفة وساهمت في الاستعداد للجولة التالية من المحادثات في جنيف.”

والمباحثات على مستوى الخبراء هي الأحدث في سلسلة اجتماعات على مدى الشهر الماضي حيث كثفت إيران والدول الست جهودها الدبلوماسية في محاولة لإنهاء النزاع المستمر منذ عشر سنوات والذي يهدد بدفع الشرق الأوسط إلى حرب جديدة.

وقال دبلوماسيون إن المفاوضين الإيرانيين في المباحثات مع الولايات المتحدة وفرنسا وروسيا والصين وبريطانيا وألمانيا في جنيف يومي 15 و16 أكتوبر أبدوا استعدادا لتبديد مخاوف القوى الكبرى لكنهم لم يردوا على كثير من التفاصيل المتعلقة بالتنازلات المحددة التي قد يكونوا مستعدين لتقديمها.

ومطالب القوى الست التي تحظى بأولوية هو أن توقف إيران أنشطتها لتخصيب اليورانيوم لنسبة 20 في المئة وأن ترسل إلى الخارج المخزونات الحالية من اليورانيوم المخصب وأن توقف عمليات التخصيب في منشأة فوردو المبنية تحت الأرض.

وأشارت إيران إلى أنها قد تكون مستعدة لبحث تعليق التخصيب إلى هذا المستوى الأعلى إذا رفع الغرب العقوبات التي فرضها على قطاعي النفط والبنوك وهو ما لا ترغب الحكومات الغربية في البدء به.

وكان دبلوماسيون قالوا إنهم سيتطرقون للتفاصيل المحددة في اجتماع الخبراء وفي محادثات أخرى للمتابعة بين مسؤولين كبار في وزارات الخارجية تعقد في جنيف الأسبوع القادم حول المدي الذي يمكن أن تذهب إليه إيران لتهدئة المخاوف الدولية من برنامجها النووي.

اقرأوا المزيد: 403 كلمة
عرض أقل
الكونغرس الأمريكي (Wikipedia)
الكونغرس الأمريكي (Wikipedia)

إشارة من مجلس النوّاب لأوباما: لتشديد العقوبات

الكونغرس الأمريكي يشير لإدارة أوباما أنه لا يعتزم تخفيف العقوبات المفروضة على إيران مقابل خطوات طهران لإبطاء برنامجها النووي

قسم من المشرّعين الأمريكيين يدعون لتشديد العقوبات، دون علاقة بالمحادثات النووية في جنيف.

أوضح رئيس لجنة الخارجية في مجلس الشيوخ، الديمقراطي روبرت مننديز، الجمهوري ليندسي غراهام، ومشرّعون آخرون أنهم لا يكتفون باستعداد إيران لتخصيب اليورانيوم لدرجة 3.5 بالمئة فقط، ما يكفي لنووي للاستخدام السلمي، بل يطالبون بالإيقاف المطلَق لتخصيب اليورانيوم. ويتحدث عضوا مجلس شيوخ جمهوريان آخران، ماركو روبيو ومارك كيرك، علنًا عن ضرورة تشديد العقوبات دون علاقة بما يجري في المحادثات في جنيف.

وعلى هامش المحادثات النووية التي تجري هذه الأيام في جنيف بين مندوبي إيران، الولايات المتحدة، والقوى العظمى، صرّح عدد من المسؤولون الأمريكيين، بمن فيهم الرئيس أوباما أنّ لإيران الحق في امتلاك الطاقة النووية لأهداف سلميّة. كذلك أوضحت طهران أنها لا تنوي في نهاية المحادثات التنازل عن حقّها في تخصيب اليورانيوم. مع ذلك، أوضحت مصادر في حكومة أوباما في الأيام الأخيرة أنه ليس في نيّتها التوقيع على اتّفاقات مرحلية مع إيران، ولذلك لن تكون خلال النقاشات تنازلات عن العقوبات الاقتصادية الشديدة في مجالات الطاقة والمصارف، بل بعض التسهيلات، مثل تخفيف القيود على تزويد منتجات طبية، رحلات جوية لإيران، وقِطَع تبديل لطائرات الركاب من إنتاج بوينج الأمريكية.

وعلى جدول أعمال الكونغرس قرار تشديد العقوبات، بطريقة توقف كليًّا تصدير النفط من إيران. تستورد أربع دول فقط النفطَ من إيران، بكمية مخفَّضة، وهي الصين، الهند، اليابان، كوريا الجنوبية، لكنّهم يذكرون في الكابيتول (مقرّ الكونغرس) أن لا مشكلة بإيجاد مصادر طاقة بديلة. وإن لم تتنازل إيران عن برنامجها النووي، ينوي الكونغرس دفع العقوبات الجديدة في القانون حتى نهاية العام.

في هذه الأثناء، ومع انتهاء جولة المحادثات النووية بين الدول العظمى وإيران، تبدي الأطراف تفاؤلًا. فقد قال المتحدث باسم البيت الأبيض جي كارني أمس (الأربعاء) في بيان موجز للصحفيين في لقاء القوى العظمى الست مع إيران: “عُرض للمرة الأولى اقتراح جديد، وجدي، بمضامين لم نرَها من قَبل”. مع ذلك، ذكر أن “لا أحد يتوقّع اختراقًا بين عشية وضُحاها، نظرًا إلى المواضيع التقنية المعقدة وتاريخ انعدام الثقة بين الجانبَين”. وأوضح المتحدث الأمريكي أنّ “على إيران أن تثبت أنّ البرنامج الإيراني هو لأهداف سلمية فقط”.

وكان موضوع الساعة في طهران أمس اللقاء الخاطف بين مراسِلة الصحيفة الإسرائيلية “يديعوت أحرونوت”، ليئور زلبرشتاين، ونائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي. وردًّا على سؤال إن كان يمكن أن يؤدي التقدُّم في المحادثات النووية إلى فتح آفاق جديدة في علاقات إيران وإسرائيل، أجاب وزير الخارجية الإيراني: “هذا أمر مختلف كليًّا؛ هذا غير مرتبط بهذه المفاوضات على الإطلاق. كل اختراق في الشأن النووي يفتح آفاقًا جديدة”.

وهرب المسؤول الإيراني بعد ذلك إلى المصعد، وبعد قليل نزل من جديد، آملًا ألّا يجد الصحفيين الكامنين له في البهو. ونجحت مراسلة “يديعوت أحرونوت” و ynet إلى جنيف في الوصول إلى عراقجي، تقديم نفسها له، والطلب منه أن يقول بضع كلمات للإعلام الإسرائيلي. أجابها نائب وزير الخارجية الإيراني بابتسامة عريضة قبيل أن يستقل سيارة الليموزين السوداء الخاصة به في طريقه للمحادثات، قائلًا: “أنت تعرفين أنه لا يمكنني فعلُ ذلك”.

اقرأوا المزيد: 448 كلمة
عرض أقل
المحادثات النووية في جنيف (AFP)
المحادثات النووية في جنيف (AFP)

المعركة على النووي، لا جديد في الاقتراح الإيراني

افتُتحت المحادثات في جنيف أمس. المستشار السابق لأوباما في الشؤون النووية: "للإيرانيين القدرة على التوصّل للقنبلة خلال شهرَين. بإمكاننا اكتشاف ذلك خلال أسبوع أو اثنَين".

ابتدأ أمس اليوم الأول لمحادثات جنيف بين إيران، الولايات المتحدة، والدول العظمى بابتسامات، وللمرة الأولى التقى المندوبون الإيرانيون مع نظرائهم الأمريكيين. “لا يمكن تعريف المحادثة على أنها أحدثت خرقًا”، أوجزت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية جين ساكي اليوم الافتتاحي للمفاوضات بين الدول العظمى الست ووزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف.

وعرض ظريف صباح أمس البرنامج الإيراني. استخدم ظريف شريحة عرض افتُتحت بالعنوان: “لإنهاء أزمة غير ضرورية – لفتح أفق جديدة”. وحوى الاقتراح خطوات تبني الثقة ستنفّذها إيران لتهدئة المجتمع الدولي، وخطوات ستنفّذها الدول العظمى بالمقابل، مثل تخفيف العقوبات، إلى جانب خطوات أخرى تُنفَّذ في مرحلة متأخّرة أكثر.‎ ‎‏

بعد الظهر، جرت نقاشات بين المشاركين حول التفاصيل التقنية للمحادثات. وجرت محادثات بعد الظهر على مستوى أدنى. وذكر دبلوماسيون إيرانيون وأوروبيون أنّ الجلسة الثانية ركّزت على تفاصيل الاقتراح الإيراني. وطرح ممثّلو القوى العظمى عددًا من الأسئلة التقنية، فيما أجاب الإيرانيون وزوّدوا إيضاحات. بعد ثلاث ساعات، فُضّ الاجتماع، واتفقت الطواقم على اللقاء في جلسة إضافية صباح اليوم (الأربعاء). “لم تغيّر اللقاءات شيئًا في واقع أن لا أحد يتوقّع حدوث خرق بين عشيّة وضُحاها. “على الإيرانيين أن يترجموا أقوالهم أفعالًا”، ذكرت ساكي، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، موضحة أنّ “الكُرة في الملعب الإيراني”.

وفيما تجري المحادثات في جنيف، ثمة مَن يُطلق تحذيرات في الولايات المتحدة. فقد قال د. غاري سيمور، المكلّف بالشأن النووي الإيراني في البيت الأبيض في الولاية الأولى للرئيس باراك أوباما إنه لم يلحظ أمرًا استثنائيًّا في الاقتراح الجديد الذي عُرض على القوى العُظمى. وادّعى أنّ لدى الإيرانيين اليوم القدرةَ على أن يُحدثوا خرقًا خلال شهرَين للحصول على قنبلة ذرية واحدة، لكنّ وكالة الطاقة بإمكانها كشف ذلك خلال أسبوع أو أسبوعَين.

“يتابع مراقبو الوكالة الدولية للطاقة الذرية بدقة، ويزورون المواقع الهامة في إيران ثلاث أو أربع مرات في السنة، وبإمكانهم أن يعرفوا خلال وقت قصير إذا كان الإيرانيون سيعملون بسرعة على تخصيب اليورانيوم لدرجة 90 في المئة. أنا على قناعة أننا سنعرف خلال أسبوع أو اثنَين إذا كان الإيرانيون ينوون تحقيق اختراق كهذا. فهم تحت إشراف دولي، وستكون مخاطرة من جهتهم محاولةُ تحقيق اختراق يؤدي إلى هجوم عسكري أمريكي أو إسرائيلي”، أوضح د. سيمور، الذي يشغل اليوم منصب رئيس منظمة “موحّدون ضدّ إيران نوويّة”.

في هذه الأثناء، نُشرت أنباء في وكالات الأنباء الإيرانية عن أنّ ممثّلي روحاني في جنيف اعترفوا أنّ البرنامج الذي عُرض أمس على الدول العظمى سيشمل زيارات مفاجئة لمفتّشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

في إسرائيل، يجري تتبّع المحادثات في جنيف بحذر. وقال وزير شؤون العلاقات الدولية يوفال شتاينيتس في لجنة الخارجية والأمن في الكنيست إنّ إسرائيل تتابع محادثات إسرائيل مع الغرب في جنيف بأمل وقلق. وصرّح: “من جهتنا، يمكن لإيران الاحتفاظ بمُفاعِل لأغراض مدنيّة، وسنبارك اتفاقًا يجرّدها من السلاح”.

وتحدّث وزير آخر في حكومة نتنياهو، الوزير سيلفان شالوم، هذا الصباح بحدّة في هذا الشأن، قائلًا: “مجرّد التحدّث إليهم دون أن يقوموا بأية خطوة نحو إيقاف برنامجهم النووي يقول إنّ ثمة رغبة لدى الجانبَين في التوصّل إلى اتِّفاق. إن لم تعرب الولايات المتحدة عن الثبات سيكون هناك اتّفاق، لكنّ هذا الاتّفاق لن يساوي الورق المكتوب عليه”.

اقرأوا المزيد: 469 كلمة
عرض أقل

ظريف: ايران ترغب بعقد اجتماع وزاري مع مجموعة “5+1”

أى وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف انه من "الضروري" تنظيم اجتماع وزاري بين ايران والقوى الست بعد مفاوضات جنيف الثلاثاء والاربعاء وذلك لوضع اللمسات الاخيرة على اتفاق محتمل

14 أكتوبر 2013 | 10:43

تقرير صحفي يدخل وزير خارجية إيران المستشفى

دخل وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف المستشفى بعد أن شعر بآلام قال إنه أحس بها حين قرأ ما نشرته صحيفة متشددة نسبت إليه قوله إن المكالمة الهاتفية التي أجراها الرئيس الإيراني حسن روحاني مع نظيره الأمريكي باراك أوباما كانت خطأ.

وزيارة ظريف القصيرة للمستشفى مؤشر على قوة وسخونة الحديث داخل إيران عن المدى الذي ينبغي ألا تتجاوزه في محاولتها إصلاح ذات البين مع الغرب ومع الولايات المتحدة على وجه خاص.

وسيرأس ظريف وفد إيران التفاوضي في محادثات تجريها مع ست قوى عالمية كبرى في جنيف الأسبوع القادم في أول جولة مفاوضات منذ انتخاب روحاني في يونيو حزيران وما بعثته من آمال في إنعاش المحادثات المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني والمتعثرة منذ عشر سنوات.

وكان روحاني المعتدل نسبيا وظريف الذي تلقى تعليمه في الولايات المتحدة قد قادا حملة دبلوماسية لتبديد القلق من نوايا إيران خلال دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الشهر الماضي. وخلال الزيارة جرى أول اتصال تليفوني بين رئيسي الولايات المتحدة وإيران منذ الثورة الإسلامية عام 1979.

وأيد الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي الذي يعتبر من صقور إيران مفاتحات روحاني الدبلوماسية وإن قال إن بعضها لم يكن “ملائما” ربما في إشارة إلى المحادثة الهاتفية مما أتاح لمنتقدي الرئيس فرصة للنيل من مبادرته.

ونقلت صحيفة كايهان المتشددة أمس الثلاثاء عن ظريف قوله في جلسة مغلقة للجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية التابعة للبرلمان إن محادثة روحاني وأوباما كانت خطأ وكذلك طول مدة اجتماع خاص بين ظريف ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري.

ونفى ظريف غاضبا صحة ما نسب إليه وقال إن ما نشرته الصحيفة أثر عليه صحيا.

وقال الوزير الإيراني على صفحته على موقع فيس بوك في ساعة متأخرة أمس الثلاثاء “شعرت صباح اليوم بعد أن رأيت عنوان إحدى الصحف بآلام حادة في الظهر والقدمين لدرجة أني لم أستطع المشي أو الجلوس.”

وألغى ظريف عدة ارتباطات وقرر أن يستريح بالوزارة وأن يعقد اجتماعات مع نوابه “وهو مستريح”.

وكتب يقول “وحين لم يفلح الاسترخاء لما بين أربع وخمس ساعات في حل المشكلة غادرت مكتبي في الخامسة عصرا … وذهبت إلى المستشفى. والحمد لله أظهرت الأشعة المقطعية أن المشكلة بسبب شد في الأعصاب والعضلات ويمكن حلها بالتمارين.”

وتابع “على أية حال تعلمت كثيرا من ذلك اليوم رغم مرارته. تعلمت أن أيا ما أريد أن أقوله .. علي أن أقوله على الملأ لأن سوق المفاسد نشطة جدا.”
ودون أن يذكر اسم صحيفة كايهان التي عين خامنئي رئيس تحريرها والتي تعكس آراءه عادة قال ظريف إنه لأمر مؤسف أن تتسرب وقائع اجتماع سري في البرلمان.

وأضاف “والأسوأ من هذا أن أفرادا يعتبرون أنفسهم أوصياء على أمانتي ويشيدون بها في عنوان صغير نشروا بأكبر خط ممكن اقتباسا منسوبا لي لا يتسق مع ما قلت.”

اقرأوا المزيد: 407 كلمة
عرض أقل

امريكا تفتح الباب امام مشاركة إيران في مؤتمر سلام سوريا

قالت الولايات المتحدة اليوم الاثنين انها ستكون اكثر استعدادا لمشاركة إيران في مؤتمر للسلام بشأن سوريا اذا ايدت طهران علانية بيان 2012 الذي يطالب بتشكيل حكومة انتقالية في سوريا.

وتتهم الولايات المتحدة إيران بدعم حكومة الرئيس السوري بشار الأسد في حرب تدور رحاها منذ اكثر من عامين وحصدت ارواح أكثر من 100 ألف شخص وحالت دون نجاح كل الجهود للتوصل إلى تسوية سلمية.

وسعى “بيان جنيف” الصادر في 30 يونيو حزيران 2012 إلى رسم طريق للتوصل إلى حل دبلوماسي للصراع. ووافقت عليه قوى كبرى مثل الولايات المتحدة وروسيا ودول الخليج والعراق وإيران ولكن لم توافق عليه إيران لعدم دعوتها لحضور المحادثات.

واتفقت روسيا والولايات المتحدة في مايو ايار على محاولة عقد مؤتمر “جنيف 2” لتنفيذ الاتفاق الذي يطالب بسلطة حاكمة انتقالية تتولى مهام الحكم في سوريا لكنهما لم تتطرقا إلى مسألة بقاء او رحيل الأسد عن السلطة.

وجاء في الاتفاق ان مثل هذه الحكومة الانتقالية يجب ان تختارها حكومة دمشق والمعارضة بالتراضي فيما بينهما وهو ما يستبعد فعليا كما تقول الولايات المتحدة بقاء الأسد في السلطة.

وتعطلت الجهود الرامية لعقد مؤتمر السلام الخاص بسوريا. وكان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري قال في بداية الامر انه قد يعقد بحلول نهاية مايو ايار لكن المساعي الدبلوماسية تركزت في الآونة الاخيرة على تدمير الاسلحة الكيماوية السورية في اعقاب هجوم وقع بغاز السارين السام في 21 أغسطس اب ويعتقد انه راح ضحيته اكثر من الف شخص.

واشارت ماري هارف المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية اليوم الاثنين إلى ان الولايات المتحدة قد تكون اكثر ميلا ازاء مشاركة إيران في مؤتمر جنيف 2 اذا ايدت طهران بيان مؤتمر جنيف 1.

وقالت “كنا واضحين في مرات عديدة بشأن دور إيران الهدام في الازمة السورية وننتظر من اي طرف يود ادراجه في مؤتمر جنيف 2 ان يقبل ويؤيد علانية بيان جنيف.”

وأضافت هارف “إذا كانت إيران مستعدة لتأييد بيان جنيف علانية فسنبحث امكانية مشاركتهم بشكل اكثر انفتاحا.” وقالت في وقت لاحق ان الولايات المتحدة ستنظر لمشاركة إيران بشكل اكثر “ايجابية”.

وبدأت الولايات المتحدة وإيران في الآونة الاخيرة نوعا من التقارب الدبلوماسي بالمحادثة الهاتفية التي جرت بين الرئيس الأمريكي باراك أوباما والرئيس الإيراني حسن روحاني في 27 سبتمبر ايلول في ارفع اتصال بين البلدين منذ عام 1979.

ومن المقرر ان تشارك الولايات المتحدة وبريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا في محادثات مع إيران يومي 15 و16 اكتوبر تشرين الاول في جنيف لبحث الازمة المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني.

اقرأوا المزيد: 367 كلمة
عرض أقل

إيران تطلب من القوى الكبرى مراجعة عرضها في المفاوضات النووية

طلبت إيران الأحد من القوى الكبرى اعادة النظر في اقتراحاتها في المفاوضات النووية، معتبرة أن عرضها السابق لم يعد قائما وذلك قبل أيام من استئناف المحادثات...