القدس الغربية

سباق الدراجات الهوائية المرموق "Giro D'Italia" (AFP)
سباق الدراجات الهوائية المرموق "Giro D'Italia" (AFP)

إسرائيل قد تلغي سباقا دوليا للدراجات الهوائية لأنه قسّم القدس

هاجم وزراء الحكومة الإسرائيلية منظمي سباق الدراجات المرموق "Giro D'Italia" المزمع إقامته في القدس، لنشره إعلان عن السباق يصف المدينة على أنها مقسمة لشرق وغرب

بات سباق الدراجات الهوائية المرموق “جيرو دى إيطاليا” (Giro D’Italia)، الذي أعلِن أنه سيُجرى في إسرائيل، معرضا لخطر الإلغاء. والسبب؟ أعلن منظمو السباق أنه سينطلق من “القدس المقسّمة”.

قبل نحو شهر، ورد أن السباق الذي يعتبر ثاني أهم سباق في العالم بعد سباق “Tour De France”، سيُقام في 4 أيار 2018، لثلاثة أيام في البلاد بدءا من حيفا وصولا إلى إيلات، ومن هناك سيستمر إلى 18 مسار ركوب إضافي في جميع أنحاء أوروبا.

سباق الدراجات الهوائية المرموق “Giro D’Italia” (AFP)

سيكون اليوم الأول للسباق ضمن منافسة “السباق ضد الزمن” وتبلغ مسافته 10 كيلومترات حول مدينة القدس. ولكن كُتِب في موقع السباق أنه سيمر في القدس الغربية مع الإشارة إلى التقسيم وفق الخطّ الأخضر. وقد أثار هذا الموضوع غضب وزير السياحة، ياريف ليفين، ووزير الثقافة والرياضة، ميري ريغيف، اللذان قررا سحب تمويل السباق والتعاون معه. وأوضحا: “القدس هي عاصمة موحّدة لإسرائيل وليست هناك “قدس شرقية و “قدس غربية”. هناك قدس واحدة وموحدة. يشكّل هذا النشر خرقا للاتفاق مع الحكومة الإسرائيلية”.

وزيرة الثقافة والرياضة، ميري ريغيف (Flash90/Gershon Elinson)

سيُقام السباق العريق للمرة الـ 101 في أيار 2018، في إسرائيل وذلك خارج حدود أوروبا كما كان حتى الآن. سيشارك 176 راكب دراجة هوائية خبيرا في السباق في إسرائيل وسيتمتعون بالمناظر الجميلة في البلاد طيلة أيام السباق الثلاثة الأولى قبل أن يغادروها متجهين إلى إيطاليا لمتابعة السباق.‎ ‎

سينطلق السباق في 4 من أيار في القدس وستكون المحطة النهاية بتاريخ 27 أيار في الفاتيكان، الموقع الرمزي القديم في روما.

اقرأوا المزيد: 217 كلمة
عرض أقل
مقدسيون يلعبون لعبة الطاولة في السوق (Flash90/Yonatan Sindel)
مقدسيون يلعبون لعبة الطاولة في السوق (Flash90/Yonatan Sindel)

لعبة الطاولة من أجل السلام في القدس

مبادرة جديدة تجمع يهودا من القدس الغربية وعربا من القدس الشرقية حول لعبة الطاولة. يحتسي اللاعبون القهوة ويتحدثون عن رغبتهم في العيش حياة طبيعية

في السنوات الماضية، أدت موجة العنف التي أصبحت جزءا من الروتين، والعلاقة المتوترة بين القدس الشرقية والغربية إلى توسيع الشرخ بين السكان العرب في القدس الشرقية والسكان اليهود في القدس الغربية. ولكن هناك مَن لا يزال يؤمن أنه يمكن عيش حياة طبيعية رغم كل الظروف. السر: لعبة الطاولة.

منذ عام ونصف يُجرى مشروع “دابل مقدسي” (Jerusalem Double) ويتنقل بين القدس الشرقية والغربية جامعا بين اليهود والعرب للعب طاولة اللعب واحتساء القهوة.

في الدوري الأخير الذي جرى في بيت صفافا، تنافس بطلان أحدهما فلسطيني من القدس الشرقية والآخر إسرائيلي من القدس الغربية. في نهاية مباراة ساخنة، سُمعت فيها أصوات بالعبرية والعربية بعد كل إلقاء حجر زهر، فاز البطل الفلسطيني من شعفاط على خصمه اليهودي. للمرة الأولى يتوج بطلا عربيا في لعبة الطاولة.

ويوضح سكان القدس الشرقية أن رؤية مواطنين يهود في القدس الشرقية ليس أمرا مألوفا. العلاقة بين اليهود والعرب الفلسطينيين في المدينة هي علاقة سطحية تُجرى عادة في إطار العمل.

عُقِدت مباراة لعبة الطاولة “دابل مقدسي” للمرة الأولى في حي عربي قبل بضعة أشهر بعد مقتل الفتى محمد أبو خضير على يد يهودي.

مقدسيون يلعبون لعبة الطاولة في السوق (Flash90/Yonatan Sindel)
مقدسيون يلعبون لعبة الطاولة في السوق (Flash90/Yonatan Sindel)

جاءت مبادرة “دابل مقدسي” من قبل جمعية “كلنا مقدسيون” في أعقاب مبادرة أخرى تحت عنوان “ببساطة نغني” يلتقي في إطارها يهود وعرب في أمسيات غنائية بالعبرية والعربية. في أحد هذه اللقاءات نشأ حوار بين الشبان اليهود والعرب. أدرك الشبان من كلا الجانبين أن هناك حاجة إلى تغيير المواقف.

لاقى القرار المشترك لإجراء مباراة دورية في لعبة الطاولة ترحابا في كلا الجانبين. السبب: لعبة الطاولة هي اللعبة الشرق أوسطية الأقدم في العالم. هذه اللعبة معروفة جدا في الحضارة اليهودية والعربية على حد سواء. أكثر من ذلك، يشارك في اللعبة متنافسان وهما يجلسان الواحد مقابل الآخر، وينسيان القضايا السياسية.

أصل لعبة الطاولة

لعبة الطاولة (iStock)
لعبة الطاولة (iStock)

هناك خلاف في الرأي بين الباحثين حول مصدر هذه اللعبة. يعتقد جزء منهم أن اللعبة المصرية القديمة “سينيت” هي النسخة الأولى من اللعبة. فيما يدعي آخرون أن أصل لعبة الطاولة يعود إلى إيران: في عام 2004، عُثر في حفريات جرت في بلاد فارس، على لعبة طاولة عمرها نحو 5.000 سنة شبيهة بلعبة الطاولة المعروفة لنا.

في وقتنا هذا تُعرف هذه اللعبة بصفتها اللعبة الأقدم في العالم. هناك من يدعي أيضا أن مصدرها في العراق منذ عام 2.600 قبل الميلاد، كما وعُثر على لعبة شبيهة بلعبة الطاولة الشائعة في يومنا هذا في روما القديمة، ومن ثم في أوروبا، روسيا، وحتى في الولايات المتحدة.

اقرأوا المزيد: 366 كلمة
عرض أقل
الموسيقى العربية تنبض في قلب القدس (Flash90)
الموسيقى العربية تنبض في قلب القدس (Flash90)

الموسيقى العربية تنبض في قلب القدس

في إحدى الفترات الأكثر توترا مما عرفته القدس، ينمو فيها مشهد موسيقي لشباب سئموا من الاستماع إلى الأخبار وانتقلوا إلى الاستماع إلى الأنغام بلغة "العدو"

الأشخاص الذين يعيشون في جانبي الجدار الذي يحيط بالقدس، يعتبرون القدس مركزا للاشتباك بين الأديان، الثقافات والشعوب، ولكن بالنسبة للقدس فلا يعيق الأمر أن ينمو من داخلها مشهد موسيقي بديل، ليس مستعداُ للتصالح مع الفصل.

يُدعى أحد الأماكن التي تُقام فيها مؤخرا حفلات كهذه، “هميفعال”. إنه بيت مهجور، عاش فيه سكانه الأصليون حتى عام 1948 ومنذ ذلك الحين بقي مهجورًا. قررت مجموعة من الطلاب تسمي نفسها “بيتا فارغا”، تجديده، وجعله مركزا للحفلات، الورشات، عرض الأفلام واللقاءات بين الشباب من كل أنحاء القدس. “لدينا حياة مختلفة جدا جدا – رغم أن كلينا يعيش في القدس”، يقول الدي جي رام شبينوزا، الذي تعاون على المستوى الموسيقي كثيرا مع مغني راب فلسطينيين، ومن بين أمور أخرى، أيضًا مع فرقة راب في “همفعال”.

وليس أنهم يتجاهلون وجود الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني – بل على العكس. يعمل معظمهم انطلاقا من وعي سياسي عال، ويسعون إلى الاعتراف بوجود الرواية الأخرى، وكذلك من خلال اللقاء والوجود المشترك – والموسيقى. يغني مغنو راب فلسطينيون دون تردد عن تجاربهم في ظل الاحتلال.

وفي حانة “التحرير” المقدسية، على سبيل المثال، والتي تركّز على الموسيقى العربيّة والشرقية من جميع أنحاء العالَم العربي، كان النجاح كبيرا حتى تقرر أن يُفتتح في الصيف الحالي مركزا كاملا لعروض “التحرير”. يمكن أن نسمع هناك كل أسماء أنغام العود، آلة السمسمية، وإذا جئتم في الوقت الصحيح – ستستمعون أيضًا إلى أغان لفريد الأطرش أو أسمهان. تظهر فرق موسيقية مثل “فرقة النور” و “ديوان البنات”، وستجدون بين الجمهور بسهولة مستمعين من بيت لحم والخليل.

https://www.facebook.com/tahrirbar/videos/1193800797317352/

 

تقول إحدى منظمات تلك العروض إنّ الاشتغال بالموسيقى لا يتم بمعزل عن الواقع، وإنما كجزء لا يتجزأ منه. ليس ذلك هروبا من الواقع، وإنما مواجهة. “نحن بحاجة إلى الاهتمام بشؤون تصاريح الدخول والحواجز والجيش. ليس أن الصعوبات في هذه المدينة تختفي بسبب أننا مستمتعين بالموسيقى. وإنما تحديدا في هذه المدينة، التي يعيش فيها الكثير جدا من الناس من أنواع مختلفة، فإنّ هذا اللقاء ضروري”.

في الأماكن المختارة، سواء كانت بيوتا مهجورة أو في قلب المنطقة السياحية في القدس، يرقص الشباب ذوي بطاقات هوية مختلفة، وبموجب تصاريح دخول أو من دونها. وبالرغم من انه لن تسمعونهم ينشدون هناك كما يبدو أناشيد للقدس، فهم يحبون المدينة المقدسة كسائر الأفراد، حبا شديدا.

“هميفعال”:

https://www.facebook.com/hamiffal/videos/1136648823074994/

اقرأوا المزيد: 341 كلمة
عرض أقل
  • المقدسيون يغنون ويرقصون – ويسقطون الجدران (photos: By Bencho)
    المقدسيون يغنون ويرقصون – ويسقطون الجدران (photos: By Bencho)
  • المقدسيون يغنون ويرقصون – ويسقطون الجدران (photos: By Bencho)
    المقدسيون يغنون ويرقصون – ويسقطون الجدران (photos: By Bencho)
  • المقدسيون يغنون ويرقصون – ويسقطون الجدران (photos: By Bencho)
    المقدسيون يغنون ويرقصون – ويسقطون الجدران (photos: By Bencho)
  • المقدسيون يغنون ويرقصون – ويسقطون الجدران (photos: By Bencho)
    المقدسيون يغنون ويرقصون – ويسقطون الجدران (photos: By Bencho)

الحفلات التي تسقط الجدران

"ببساطة بنغني": تعرفوا على الحفلات المقدسية التي تجمع بين الشباب والموسيقى على الحدود بين القدس الشرقية والقدس الغربية ببساطة من أجل الاستمتاع

على النجيل الاخضر قرب المنصة الرئيسية، حيث أجرى الفنانون التدريبات الأخيرة قبيل الحفلة الليلة، التقيت برنان زغيّر، مركّزة حفلة “ببساطة بنغني” – وهي حفلات مشتركة تسمح للعرب واليهود التعرف على بعضهم البعض وجَسْر فجوات اللغة باستخدام الموسيقى. إلى جانبنا، بدأ الطلاب الجامعيون يتجمعون قبيل الحدث وينتظرون بداية العرض وبينما كانوا يدردشون، بعضهم بالعربية، وآخرون بالعبرية أو بالإنجليزية، ويبدو أنه من حين لآخر تحدثوا بلغات أكثر غرابة.

بدأت فكرة “ببساطة بنغني” عندما جلست مجموعة من العرب واليهود في مقهى بعين كارم في القدس وفكر أعضاؤها في تنظيم لقاء صغير، ودعوة الأصدقاء إليه والجلوس معا للاستماع إلى الموسيقى. في البداية، لم يفكروا في دعوة مطربين، وإنما فقط شغّلوا أغان في مكان مرتجل وجدوه في عين كارم. تم نشر الحدث بين الناس، ولم يتوقعوا أن يحضر أكثر من بضع عشرات من الأشخاص، ولكن لدهشتهم حضر المئات.

https://www.facebook.com/308369695852363/videos/1103089859713672/

 

ومن هو الجمهور؟ تجاوب رنان، مركّزة القسم العربي في المشروع، إنّ معظم الجمهور هو من الشبان المقدسيين، سواء من القدس الشرقية أو من القدس الغربية. تُجرى الحفلات كل مرة في مكان مختلف في القدس، من أجل الوصول إلى أكبر عدد من الأشخاص الجدد، وغالبا يتم اختيار أماكن على خطّ التّماس الجغرافي بين شرق المدينة وغربها، انطلاقا من الرغبة في أن يشعر الجميع بالراحة عند المشاركة.

يقول خالد وهو أحد المشاركين الثابتين في الحفلات، أنه على الرغم من أن الخوف المتبادل بين العرب واليهود يردع بعض الناس عن المشاركة، فإن الذين يشاركون رغم المخاوف يتفاجؤون إيجابيا. تقول رنان، على سبيل المثال، إنّها عندما شاركت للمرة الأولى في حفلة “ببساطة بنغني” لم تكن تعرف العبرية مطلقا تقريبا ولكن ذلك لم يمنع استقبالها بالترحاب. “احكي بالعربي”، قالوا لها، “وإحنا رح نترجم”.

المقدسيون يغنون ويرقصون – ويسقطون الجدران (photos: By Bencho)
المقدسيون يغنون ويرقصون – ويسقطون الجدران (photos: By Bencho)

“من لا يتفاعل مع اليهود يوميا يظن أنّنا أعداء، بحيث لا توجد إمكانية للنظر إليهم نظرة مختلفة”، كما تقول رنان، “ولكن بعد التعارف، نفهم فجأة أن أوجه الشبه تفوق أوجه الاختلاف، وحتى أن الأشياء التي تُغضبنا جميعا هي ذاتها”.

كما أدركت رنان إضافة إلى مقدسيين آخرين، إنّ حياة الشعبين الواحد إلى جانب الآخر هي ضرورة يفرضها الواقع في القدس، وليست اختراعا مصطنعا. ولذلك تؤكد أيضًا أنّ هدف المشروع ليس إيجاد التطبيع مع الدولة، ولذلك يُنظم تنظيما شخصيا وليس بتمويل من دولة إسرائيل أو بلدية القدس.

المقدسيون يغنون ويرقصون – ويسقطون الجدران (photos: By Bencho)
المقدسيون يغنون ويرقصون – ويسقطون الجدران (photos: By Bencho)

“الحفلات مفتوحة أمام الجميع للمشاركة. لدينا صفحة فيس بوك وفي كل مرة ننشر دعوة باللغات الثلاث، ومن يرغب في الحصول على المزيد من المعلومات فهو مدعوّ أيضًا للاتصال بنا. نحن ندفع الأفكار الجديدة قدما، ويهمّنا جدا أيضًا دفع المواهب المحلية قدما وتوفير فرص أيضًا للفنانين الشباب وغير المعروفين لتقديم العروض”.

“لا تدعو تقسيم ‘نحن وهم’ يسيطر عليكم وتذكّروا أنّنا قبل كل شيء بشر” كما تقول رنان، “لا يمكن العيش طوال الوقت في حرب مستمرة. يجب علينا بناء حياة مشتركة ومقبولة”.

اقرأوا المزيد: 419 كلمة
عرض أقل
فلسطينيو القدس الشرقية (Flash90/Hadas Parush)
فلسطينيو القدس الشرقية (Flash90/Hadas Parush)

مُعدلات النمو السكاني في القدس تنعكس

المعدل السكاني للوسطين اليهودي والعربي معاكس - نسبة الولادات العربية آخذة بالانخفاض بينما نسبة الولادات اليهودية آخذة بالازدياد، ولكن نسبة العرب في المدينة تزداد

يظهر من المُعطيات الأخيرة التي نُشرت البارحة (الثلاثاء)، والتي تطرق إلى العام 2014، أن الوسط اليهودي والعربي يسيران في مسارين متعاكسين في السنوات الأخيرة. بلغ تعداد سكان القدس في عام 2014 ما معدله  849،800 نسمة، من بينهم 315،900 (37%) عرب. ويشهد الوسط العربي تراجعًا بنسبة الولادات – معدل الولادة 3. 3 أطفال للمرأة العربية. بينما طرأت زيادة في عدد الولادات، فيما يخص النساء اليهوديات، ومعدل الولادات الآن لكل امرأة يهودية هو 4.3 أطفال لكل امرأة. ووصلت نسبة الولادات العامة في القدس إلى 3.9 أطفال لكل امرأة، وهي نسبة عالية جدًا مقارنة بنسبة الولادات العامة في إسرائيل، 3.1.

وفي المقابل، فإن نسبة التكاثر الطبيعية أيضًا (التي تُقاس وفق عدد الولادات ناقص عدد حالات الوفاة بين كل 1000 شخص) تتغير. زادت، عام 2014، نسبة التكاثر الطبيعي في الوسط اليهودي، التي كانت قبل عامين 23.1، ووصلت إلى نسبة 23.7، بينما تراجعت في الوسط العربي من 23.7، عام 2012، إلى 23.4 عام 2014.

كثرة الأطفال (Kobi Gideon / FLASH90)
كثرة الأطفال (Kobi Gideon / FLASH90)

على ضوء ذلك، قد تتفاجؤون من المُعطى التالي: نسبة الزيادة السكانية في الوسط العربي في القدس، من بين مُجمل الأوساط في القدس، هي 2.7% بينما نسبة الزيادة السكانية في الوسط اليهودي، هي 2.2%. والسبب في أن الوسط اليهودي في المدينة لم ينمُ بنسبة تتلاءم ونسبة الولادات الكبيرة التي سبق وذكرناها، هو الهجرة السلبية لليهود من المدينة. فمنذ عام 1991 وحتى عام 2012 ترك القدس أكثر من 368،300 نسمة ودخلها 223،800 نسمة فقط. والسبب الأساسي لتلك الهجرة وفق الأبحاث العديدة والمُختلفة، هو ضائقة السكن وأسعار السكن الآخذة بالارتفاع تدريجيًا.

اقرأوا المزيد: 235 كلمة
عرض أقل
القدس إلى أين؟ (Flash90/Hadas Parush)
القدس إلى أين؟ (Flash90/Hadas Parush)

استطلاع: معظم الإسرائيليين يعتبرون القدس مُقسّمة

استطلاع جديد يفحص من هم أصحاب المناصب الهامة الذين يحظون بثقة الإسرائيليين، هل الشعب معني بهضبة الجولان ومن يُفضّل الإسرائيليون، ترامب أم كلينتون؟

ما هو رأي الجمهور الإسرائيلي في أداء الحكومة؟. أظهرت مُعطيات مؤشر السلام الشهرية التي تنشرها هذا الصباح (الاثنين) جامعة تل أبيب والمركز الإسرائيلي للديمقراطية أن أقل من نصف الجمهور ينظرون نظرة إيجابية إلى أداء حكومة نتنياهو.

العلامة العامة التي أعطاها الجمهور للحكومة هي 5 من 10. أما فيما يخص الأمن فإن الجمهور مُنقسم – 47% نظروا إلى أداء الحكومة في هذا المجال نظرة “جيدة” أو “جيدة جدًا”، واعتبرت نسبة مماثلة أن أداء الحكومة “ليس جيدًا كثيرًا” أو “ليس جيدًا أبدًا”. بينما نجد أن الناس راضون أكثر قليلاً في المجال الاقتصادي – 58% من الجمهور الإسرائيلي عبّروا عن الأداء الجيد للحكومة في هذا المجال.

نتنياهو في جولة أمنية على الحدود الإسرائيلية- السورية في هضبة الجولان (GPO)
نتنياهو في جولة أمنية على الحدود الإسرائيلية- السورية في هضبة الجولان (GPO)

سياسيا، يعتقد 52% من اليهود الذين طالهم الاستطلاع أن المحافظة على الأغلبية اليهودية في الدولة أهم من سيادة إسرائيل على كل المناطق. هذا على الرغم من أن 71.5% من الجمهور اليهودي اعترضوا على تسمية سيطرة إسرائيل على المناطق بـ “احتلال”.

أظهرت مُعطيات أُخرى تتعلق بالمجال الأمني أن 64% من الوسط اليهودي يخشون على سلامتهم الشخصية أو سلامة أقربائهم، وهذا تراجع بنسبة 5% مُقارنة بالشهر الماضي. وقد كان الوضع أسوأ بكثير فيما يتعلق بالعرب الذين طالهم الاستطلاع – 73% عبّروا عن خوفهم على أمنهم الشخصي. وقد قسّم تصريح نتنياهو، فيما يتعلق بمستقبل الجولان على ضوء التطورات في سوريا، الجمهور اليهودي والعربي: 51% من اليهود دعموا هذا التصريح، مقابل 62% من العرب الذين طالهم الاستطلاع قد عارضوا ذلك.

رئيس الأركان الإسرائيلي، غادي أيزنكوت (Miriam Alster/FLASH90)
رئيس الأركان الإسرائيلي، غادي أيزنكوت (Miriam Alster/FLASH90)

تعتقد غالبية من 59% من مجموع المشاركين في الاستطلاع أن عاصمة إسرائيل هي مدينة مُقسّمة بين القدس الغربية والشرقية. وأجابت من بينهم غالبية ساحقة من المُصوتين للأحزاب اليسارية (المعسكر الصهيوني وميرتس) 85% – 88% بالإيجاب عن هذا السؤال. وكذلك كانت المُعطيات مُلفتة جدًا أيضًا في أوساط الأحزاب اليمينية. وافق 52% من مؤيدي حزب البيت اليهودي على هذا الادعاء وكذلك 49% من مؤيدي الليكود.

حظي رؤساء الأذرع الأمنية في الدولة – رئيس الأركان، غادي أيزنكوت والمُفتش العام للشرطة الإسرائيلية، روني الشيخ، بنسبة ثقة عالية (71% و 56% حسب الترتيب). وحظي وزير الدفاع، موشيه يعلون، أيضًا بنسبة ثقة عالية، 58%. وحظي رئيس الحكومة، نتنياهو، بـ 40% من الدعم فقط، وجاء في آخر هذه القائمة رئيس المُعارضة حاييم هرتسوغ، بنسبة 15% من الدعم.

المرشحة هيلاري كلينتون (AFP)
المرشحة هيلاري كلينتون (AFP)

يعتقد 40% من اليهود أن هيلاري كلينتون أفضل لإسرائيل، مُقابل 31% يعتقدون أن دونالد ترامب أفضل من هذه الناحية. كشف سؤال طُرح في الاستطلاع عن أن 62% ممن طالهم الاستطلاع، من اليهود، يعتقدون أنه إذا انتُخب ترامب رئيس الولايات المُتحدة سيكون مُلتزمًا بحماية أمن إسرائيل. مُقارنة بـ 48% ممن يعتقدون أن كلينتون ستعمل على وقف أية محاولة لمهاجمة إسرائيل أو عزلها.

اقرأوا المزيد: 394 كلمة
عرض أقل
الشرطة الإسرائيلية تقيم حواجز لعزل الأحياء الفلسطينية في القدس عن الأحياء اليهودية (Flash90/Yonatan Sindel)
الشرطة الإسرائيلية تقيم حواجز لعزل الأحياء الفلسطينية في القدس عن الأحياء اليهودية (Flash90/Yonatan Sindel)

هل ستؤدي موجة العُنف المتصاعدة إلى تقسيم القدس فعليّا؟

"القدس الموحّدة"، هو لقب تم نسبه إلى عاصمة إسرائيل. ولكن في الواقع هل هي حقّا موحّدة، هل قرار المجلس الوزاري الإسرائيلي بقيادة نتنياهو، حول فرض حصار على الأحياء الفلسطينية، لا يقسّمها في الواقع؟

في هذه الأيام، التي تعود مدينة القدس مجدّدا لتتصدّر العناوين في أعقاب موجة شديدة من عمليات طعن ودهس المواطنين اليهود من قبل شبّان فلسطينيين، يتعالى الكثير من الأصوات التي تدعوا إلى الانفصال التامّ عن القدس الشرقية، “قدس الفلسطينيين”.

تُطرح في وسائل الإعلام ادعاءات عديدة حول كون الشعارات التي تبنّاها رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، منذ صعوده إلى الحكم عام 1996 “القدس موحدة لأبد الآبدين” و “بيريس سيقسّم القدس”، فارغة من مضمونها لأنّه في الواقع لم يكن شطرا القدس موحّدين (شرقي وغربي المدينة). رغم أنّ كلا هذين الشطرين قد أقاما منذ نهاية حرب الأيام الستة (1967) علاقات تجارية واختلاط سكاني بشكل أو بآخر، ولكن في الواقع فإنّ الأحياء الشرقية للمدينة بقيت بين أيدي الفلسطينيين، بينما بقيت الأحياء الغربية للمدينة بين أيدي الإسرائيليين.

إنّ مسألة توحيد أو تقسيم المدينة تُطرح مجددا على خلفية قرار حكومة نتنياهو بإقامة “تيجان التنفس” في الأيام الأخيرة عند مخارج الأحياء الفلسطينية في شرق المدينة، وذلك من أجل تقليل مخاطر خروج عمليات طعن أو دهس الى غرب المدينة. وهي عمليات قد أودت بحياة 7 إسرائيليين وعشرات الجرحى حتي الأن.

تأهب أمني في الأحياء الفلسطينية في القدس (Flash90/Hadas Parush)
تأهب أمني في الأحياء الفلسطينية في القدس (Flash90/Hadas Parush)

في مقال نقدي ثاقب في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، كتبت المحلّلة الكبيرة سيما كدمون مقالا تحت عنوان “خطّة التقسيم”. قالت في المقال إنّه “يجب أن نسمي الولد باسمه: نتنياهو يُقسّم القدس. والشعار الذي يرافق الحملات الانتخابية منذ 1996، الذي ورد تحذيرا بحسبه أن زعماء اليسار سيقسّمون القدس، أصبح هذا الأسبوع واقعا، فقط مع فارق صغير جدا: زعيم الليكود (نتنياهو) هو الذي يفعل ذلك”. وأوضحت كدمون أنّ حقيقة قرار المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغّر للشؤون السياسية والأمنية لإقامة “تيجان التنفس” شرق المدينة لفحص الداخلين والخارجين يشكل في الواقع إقامة “محطات حدودية تقسّم المدينة إلى شرق وغرب، إلى قدس الإسرائيليين وقدس الفلسطينيين”.

وتتساءل كدمون في المقال “كم من الإسرائيليين رأوا ذات مرة أمام أعينهم شعفاط، قلنديا، جبل المكبر أو صور باهر، وماذا يعرفون عن هذه الأماكن سوى أنه قد خرج منها في السنوات الأخيرة منفّذي العمليات الفرديين ؟”.

صحيفة “هآرتس” أيضًا منشغلة في هذه الأيام بمسألة “خدعة: القدس مدينة موحّدة”. في تحليل اقتصادي عميق للنتائج التدميرية التي قد تعقب قرار المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغّر بإقامة “حواجز بين شطري المدينة” يتبين أن شعور الطوارئ والغضب الذي حلّق في الأجواء قد ألزم رئيس البلدية، (نير بركات) والوزراء بتوفير إجابات. لقد كانت الإجابة الأولى التي طرحت على جدول الأعمال، فيما يتعلق بفرض حصار على أحياء القدس الشرقية، ربّما الإجابة الأسوأ مما يمكن إيجاده. ليس فقط أنه لا يمكن الفصل بين شطري المدينة بضربة واحدة، وبالتأكيد ليس بالشكل الذي سيمنع الفلسطينيين الذين يريدون تنفيذ عملية من الانتقال من جانب إلى آخر، وليس فقط أن هذا قبول بوهم توحيد القدس؛ وإنما ستكون آثار تدميرية على شطري المدينة لخطوة كهذه”. وأضاف في تحليله أيضًا “يعمل نصف العمال في القدس الشرقية تقريبا في غرب المدينة أو في مناطق أخرى في إسرائيل. في غرب المدينة وحدها، يعمل 35 ألف فلسطيني من القدس الشرقية. أي أن 35 ألف أسرة فلسطينية تعتمد على العلاقات الاقتصادية بين شطري المدينة”.

هل يمكن تقسيم القدس بين شرقها وغربها ؟ (Flash90)
هل يمكن تقسيم القدس بين شرقها وغربها ؟ (Flash90)

“إنّ اعتماد القدس الشرقية في كسب الرزق على غرب المدينة واضح، ولكنّه ليس في اتجاه واحد. إنّ النسبة التقريبية للعمال في شرق المدينة في قطاعات اقتصادية معيّنة تجعل من غير الممكن الاستغناء عنهم، وبالتأكيد ليس على الفور. إنّ موظّفي القدس الشرقية هم 75% من موظّفي الفنادق في المدينة، 65% من العمال في قطاع البناء، 52% من الموظفين في المواصلات، 29% من العمّال في قطاع الصناعة و 20% من الموظفين في قطاعات الصحة والرفاه. وقد حدث في السنوات الماضية أيضًا ارتفاع في عدد الموظّفين في المبيعات والخدمات. وهكذا سيؤدي حصار القدس الشرقية إلى أزمة اقتصادية فورية وشديدة في كل المدينة”.

وتساءلت صحيفة “معاريف” أيضًا عن مستقبل “المدينة الموحّدة”. كتب المحلّل شالوم يروشالمي في مقالة تحليلية تحت عنوان “موجة الإرهاب ستؤدي إلى الانفصال عن القدس الفلسطينية؟”: “هذا الحصار، بالإضافة إلى أحداث أخرى، يسلّط الضوء على القدس، المدينة التي تم إهمالها من قبل الدولة والمجتمع الإسرائيلي منذ حرب الأيام الستة، حتى دخولها في طريق مسدود. فجأة نهض الجميع وكشفوا أنّه يعيش في هذه المدينة نحو 350 ألف فلسطيني، أي نحو 40% من سكان المدينة، وأدرك الجميع فجأة أنّ جدار الفصل قد دفعهم غربًا وإذا أرادوا فقط، فسوف يضعون البطاقات في صناديق الاقتراع بدلا من إلقاء الحجارة وسيأخذون رئاسة البلدية بسهولة، وكما أدرك الجميع فجأة أن هذه المدينة لم تتوحّد أبدا، وإنما خلطنا فيها فقط مجموعتين سكانيّتين، تعتمدان على بعضهما البعض ولا يمكنهما الانفصال”. يقول يروشالمي إنّه ينبغي الانفصال عن بعض الأحياء الفلسطينية في شرق المدينة وليست هناك لذلك، بحسب رأيه، معارضة في أوساط الشعب الإسرائيلي، وذلك بخلاف موقف السياسيين وحكومات اليمين في السنوات الأخيرة.

اقرأوا المزيد: 708 كلمة
عرض أقل