القائمة الموحدة - العربية للتغيير

أيمن عودة يدفع ثمن التصدّعات في القائمة المشتركة (Miriam Alster/FLASH90)
أيمن عودة يدفع ثمن التصدّعات في القائمة المشتركة (Miriam Alster/FLASH90)

أيمن عودة يدفع ثمن التصدّعات في القائمة المشتركة

بعد عام من ترأسه القائمة العربية المشتركة للانتخابات الأولى في تاريخها، ما زال أيمن عودة يمسك بجميع الأطراف المنحلّة ويمنع الاتحاد من التفكك. هل سينجح في ذلك على الأمد الطويل؟

بعد عام من انتخابات الكنيست، كان أيمن عودة ولا يزال أحد السياسيين الأهم في النظام السياسي الإسرائيلي. نجح هذا السياسي الذي يقود حزب الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، والقائمة المشتركة بين حزبه وحزب التجمع الوطني الديمقراطي والقائمة الموحدة والعربية للتغيير في الكنيست، في الحفاظ على الاتحاد الهش وغير الطبيعي هذا، والذي فُرض على الأحزاب بهدف رفع نسبة الحسم في انتخابات الكنيست.

ولكن التوترات التي لا هوادة فيها بين الشيوعيين، الإسلاميين، العلمانيين والمتديّنين، المسيحيين والدروز، الشباب والكبار، لها تأثيرها.

أيمن عودة هو أول من يدفع ثمن هذه التصدّعات في قائمته

يعلم أعضاء الكنيست من الأحزاب الأخرى في الكنيست والذين يرغبون في تعزيز مشروع قانون أو خطوات أخرى مع القائمة المشتركة، أنّه ليس هناك عنوان واحد للقائمة، وإنما أربعة على الأقل: عليهم تنسيق المواقف مع كل من الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، القائمة الموحدة، العربية للتغيير، ومع التجمع الوطني الديمقراطي.

النائبان جمال زحالقة وحنين زعبي من حزب التجمع مع النائب أيمن عودة عضو حزب الجبهة وزعيم القائمة العربية المشتركة ( David Vaaknin/Flash90)
النائبان جمال زحالقة وحنين زعبي من حزب التجمع مع النائب أيمن عودة عضو حزب الجبهة وزعيم القائمة العربية المشتركة ( David Vaaknin/Flash90)

وأيمن عودة هو أول من يدفع ثمن هذه التصدّعات في قائمته. كتب عنه المحلل السياسي في صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، يوسي فرتر، مؤخرا: “اكتشف أيمن وليس الثانية أو الثالثة أنّ أصدقاءه لا يولون اهتماما له. إنهم يتعاملون معه معاملة من اللا مبالاة “.

تختلط الأيديولوجية وصراعات القوة ببعضها البعض. في الأشهر الأخيرة عصفت النفوس داخل القائمة حول عدة أحداث مختلفة. في إحداها كان ذلك التعامل مع الانتفاضة الفلسطينية، حيث رفض أعضاء التجمع الوطني الديمقراطي الانضمام إلى بيان إدانة من قبل القائمة لقتل اليهود في بئر السبع.

يبدو أن الحرس القديم والشيوعي للجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، والذي عارض منذ البداية الاتحاد مع الحركات الإسلامية، هو الذي يحاول إفشال أيمن

وبعد ذلك اشتدّ الصراع بين التجمع الوطني الديمقراطي والجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة حول هوية رئيس القائمة في الكنيست. ومؤخرا فقط وقعت ضجة أخرى عندما نشرت كل من الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة والتجمع الوطني الديمقراطي بيان إدانة لإعلان الجامعة العربية حول تعريف حزب الله كتنظيم إرهابي.

اعضاء القائمة العربية المشتركة
اعضاء القائمة العربية المشتركة

ربما تكون الفضيحة المتعلقة بالحرب في سوريا هي الأهم في كل ما يتعلق بمستقبل القائمة المشتركة. أحد الأسباب الرئيسية التي دفعت نحو الاتحاد، هو الرغبة في تجنّب الصراع الشرق أوسطي المرتكز في سوريا بين السنة والشيعة والعلويين. وربما لن تستطيع القائمة المشتركة في المستقبَل منع الخطاب الذي يحيط الحرب الأهلية السورية من التسرب إلى صفوفها.

وأيمن مصمم على الوفاء بوعوده لجمهور ناخبيه. وقد حاول التوصل إلى تفاهمات مع الحكومة الإسرائيلية والقائم على رأسها في سلسلة من القضايا الاقتصادية والاجتماعية ذات الصلة بالوسط العربي في إسرائيل، وعلى رأسها ظاهرة السلاح غير القانوني، السكن ومطالبة الحكومة بتجنيد المواطنين العرب في الخدمة المدنية. ولكن عندما ينظر إلى الوراء، يكشتف في بعض الأحيان أن لا أحد يطيعه.

رئيس القائمة العربية المشتركة، أيمن عودة، ونواب عن القائمة إلى جانبه وخلفه ( Yonatan Sindel/FLASH90)
رئيس القائمة العربية المشتركة، أيمن عودة، ونواب عن القائمة إلى جانبه وخلفه ( Yonatan Sindel/FLASH90)

وأحيانا هناك شعور من التمرد على أيمن داخل الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة حتى أكثر مما هو في إطار القائمة المشتركة. يبدو أن الحرس القديم والشيوعي للجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، والذي عارض منذ البداية الاتحاد مع الحركات الإسلامية، هو الذي يحاول إفشال أيمن. يبدو أن هؤلاء الأشخاص، الذين يقفون بقوة إلى جانب بشّار الأسد، هم الذين نشروا البيان حول حزب الله والذي أحرج القائمة المشتركة.

هذا ما حصل على سبيل المثال عندما ذهب أيمن إلى الولايات المتحدة في شهر كانون الأول في زيارة تاريخية. وهي المرة الأولى التي يذهب فيها زعيم عربي إسرائيلي لتمثيل جمهوره في الدولة الأكثر نفوذا في العالم. ولكن بالنسبة لحزب مثل الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، والتي تكتلت على مدى السنين حول تأييد الاتحاد السوفياتي وكراهية الولايات المتحدة و “إمبرياليّتها”، فإنّ زيارة أيمن إلى أمريكا تعتبر خطيئة لا تُغفر.

هل معنى ذلك أنّ القائمة ستصل إلى نهاية طريقها في الانتخابات القادمة؟ قال البروفسور مصطفى كبها، الذي كان من المبادرين إلى الاتحاد، قبل أشهر معدودة في مؤتمر أكاديمي أنّ كل انسحاب من القائمة المشتركة هو مثل الانتحار السياسي. ولكن من الممكن أنّ أيمن وحده، هو من سيدفع الثمن الأكبر مقابل الضغوط الداخلية والخارجية. ومن سيخسر من ذلك هم، كالعادة، جمهور ناخبي “القائمة المشتركة”.

اقرأوا المزيد: 582 كلمة
عرض أقل
أعضاء الكنيست من حزب القائمة الموحدة - العربية للتغييرمحمد بركة
(يمين) ومسعود غنايم (Miriam Alster/FLASH90)
أعضاء الكنيست من حزب القائمة الموحدة - العربية للتغييرمحمد بركة (يمين) ومسعود غنايم (Miriam Alster/FLASH90)

للمرة الأولى في تاريخ إسرائيل: الأحزاب العربية ستتحد

بعد رفع نسبة الحسم وبعد استطلاعات رأي أظهرت أن نسبة التصويت سترتفع مع التوحيد، قررت الأحزاب العربية الثلاثة في إسرائيل خوض الانتخابات معا في انتخابات 2015

بعد فترة غير قصيرة من المفاوضات الداخلية، أعلِن أمس مساء رسميا ونهائيا: الأحزاب العربية الكبرى الثلاثة ستخوض الانتخابات معا في انتخابات 2015 في قائمة مشتركة.

اتخذت الأحزاب العربية قرارها بخوض الانتخابات معا بعد أن ارتفعت نسبة الحسم في الانتخابات المقبلة من 2% من مجموع الأصوات إلى 3.5% والتي تشكل 3.9 مقاعد في الكنيست (من بين 120 مقعدًا). بعد رفع نسبة الحسم، خشيت الأحزاب أن كلا منها سيفشل في الحصول على 3.25% من الأصوات، مما سيحول بينها وبين الكنيست وسيؤدي عمليا لأن تذهب كل أصواتها سدى.

قصة الأحزاب العربية المثيرة في إسرائيل

سيتم التوحيد بين الأحزاب الثلاثة: التجمع الوطني الديمقراطي (لديه 3 مقاعد في الكنيست المنتهية ولايتها)، القائمة الموحدة – العربية للتغيير (4 مقاعد) والجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة (4 مقاعد). يعد حزب التجمع الوطني الديمقراطي حزبا يدعم الفلسطينيين في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني أكثر من غيره، ويحاول كذلك إثارة الأصوات المطالبة بإلغاء كون دولة إسرائيل صهيونية ويهودية. يشتهر من بين أعضائه مؤسس الحزب، عزمي بشارة، الذي اتُهم بالتجسس لصالح حزب الله وفر من إسرائيل، وكذلك حنين زعبي، المعروفة بتصرفاتها الاستفزازية.

النواب جمال زحالقة، حنين زعبي وباسل غطاس في الكنيسيت (Yonatan Sindel/Flash90)
النواب جمال زحالقة، حنين زعبي وباسل غطاس في الكنيسيت (Yonatan Sindel/Flash90)

عمليا، القائمة الموحدة – العربية للتغيير هي توحيد لعدة حركات، وهي حزب يثابر على دفع مكانة عرب إسرائيل قدمًا، ومنح الدين الإسلامي مكانته. عضو الكنيست البارز والمعروف في الحزب هو أحمد الطيبي، الذي كان سابقا مستشار رئيس السلطة الفلسطينية، ياسر عرفات، والذي أثار كذلك غضب الكثير من الإسرائيليين في سلسلة من التصريحات والأفعال التي تعتبر ضد الإسرائيليين، ولكن من الناحية الأخرى، معروف عنه أنه ديمقراطي، وحظي خطابه في سنة 2010 ضد إنكار الهولوكوست بثناء عامةِ المؤسسة السياسية في إسرائيل.

أما حزب الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة عمليا ليس حزبا عربيا، بل جبهة يهودية عربية للتنظيمات اليسارية ذات رؤيا عالمية اجتماعية على حدود الشيوعية. تدعم الجبهة التوصل لاتفاق سلام والمطالبة بالعدل الاجتماعي بروح القيم الاشتراكية. لذلك، ترشح منها للانتخابات على التوالي مرشحون يهود وعرب أيضا، لكن الانطباع الرائج أن أغلب المصوّتين لها هم عرب إسرائيل، وتعد في أغلب أوساط الجماهير الإسرائيلية حزبا عربيا. يعد المرشح اليهودي للحزب، دوف حنين، وهو عضو كنيست منذ 2006، أحد أعضاء الكنيست الأكثر اجتماعية في إسرائيل.

عضو الكنيست دوف حنين من حزب الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة (Hadas Parush/Flash90)
عضو الكنيست دوف حنين من حزب الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة (Hadas Parush/Flash90)

بالطبع، رغم الفجوات الأيديولوجية بين الأحزاب الثلاثة، فستخوض الانتخابات معا بعد رفع نسبة الحسم، وطبعا بعد استطلاعات رأي تظهر أن هذا التوحيد يمكن له أن يرفع نسبة الحسم في الوسط العربي الإسرائيلي (66%) مقابل 56% فقط في الانتخابات الأخيرة. تتوقع الاستطلاعات الحالية أن تفوز القائمة الموحدة بنحو 11 مقعدا في الكنيست، لكن ينبغي انتظار استطلاعات أخرى من أجل معرفة إذا كان هذا ما يُتوقع. على أي حال، يُتوقع بعد الانتخابات أن تنفصل الأحزاب الثلاثة مجددا وأن يعمل كل منها على حدة في الكنيست.

أيمن عودة من حزب الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة (Facebook)
أيمن عودة من حزب الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة (Facebook)

يحتل أيمن عودة من حزب الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة المكان الأول في القائمة المشتركة، في المكان الثاني عضو الكنيست مسعود غنايم من القائمة الموحدة – العربية للتغيير، وفي المكان الثالث عضو الكنيست جمال زحالقة من حزب التجمّع الوطني الديمقراطي. لقد استغرقت المفاوضات لتوحيد الأحزاب زمنا طويلا بسبب اختلاف الآراء على المراتب 12-15، وتقرر أخيرا أن المراتب 12 و 15 سيتم التناوب عليها بين نواب داخليين من القائمة الموحّدة -العربية للتغيير، والمراتب 13 و 14 ستُبادل في تناوب بين مندوبي الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة وحزب التجمّع الوطني الديمقراطي.

القائمة الموحّدة:

1. أيمن عودة (الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة)

2. مسعود غنايم (القائمة الموحدة – العربية للتغيير)

3. جمال زحالقة (التجمع الوطني الديمقراطي)

4. أحمد الطيبي (القائمة الموحدة – العربية للتغيير)

5. عايدة توما (الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة)

6. عبد الحكيم حاج يحيى (القائمة الموحدة – العربية للتغيير)

7. حنين زعبي (التجمع الوطني الديمقراطي)

8. دوف حنين (الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة)

9. طالب أبو عرار (القائمة الموحدة – العربية للتغيير)

10. باسل غطاس (التجمع الوطني الديمقراطي)

11. يوسف جبارين (الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة)

12. تناوب داخل الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة

13. تناوب بين الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة والتجمع الوطني الديمقراطي

14‏. تناوب بين الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة والتجمع الوطني الديمقراطي

15‏. تناوب داخل الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة

اقرأوا المزيد: 591 كلمة
عرض أقل