سباق الدراجات الهوائية المرموق "Giro D'Italia" (AFP)
سباق الدراجات الهوائية المرموق "Giro D'Italia" (AFP)

إسرائيل قد تلغي سباقا دوليا للدراجات الهوائية لأنه قسّم القدس

هاجم وزراء الحكومة الإسرائيلية منظمي سباق الدراجات المرموق "Giro D'Italia" المزمع إقامته في القدس، لنشره إعلان عن السباق يصف المدينة على أنها مقسمة لشرق وغرب

بات سباق الدراجات الهوائية المرموق “جيرو دى إيطاليا” (Giro D’Italia)، الذي أعلِن أنه سيُجرى في إسرائيل، معرضا لخطر الإلغاء. والسبب؟ أعلن منظمو السباق أنه سينطلق من “القدس المقسّمة”.

قبل نحو شهر، ورد أن السباق الذي يعتبر ثاني أهم سباق في العالم بعد سباق “Tour De France”، سيُقام في 4 أيار 2018، لثلاثة أيام في البلاد بدءا من حيفا وصولا إلى إيلات، ومن هناك سيستمر إلى 18 مسار ركوب إضافي في جميع أنحاء أوروبا.

سباق الدراجات الهوائية المرموق “Giro D’Italia” (AFP)

سيكون اليوم الأول للسباق ضمن منافسة “السباق ضد الزمن” وتبلغ مسافته 10 كيلومترات حول مدينة القدس. ولكن كُتِب في موقع السباق أنه سيمر في القدس الغربية مع الإشارة إلى التقسيم وفق الخطّ الأخضر. وقد أثار هذا الموضوع غضب وزير السياحة، ياريف ليفين، ووزير الثقافة والرياضة، ميري ريغيف، اللذان قررا سحب تمويل السباق والتعاون معه. وأوضحا: “القدس هي عاصمة موحّدة لإسرائيل وليست هناك “قدس شرقية و “قدس غربية”. هناك قدس واحدة وموحدة. يشكّل هذا النشر خرقا للاتفاق مع الحكومة الإسرائيلية”.

وزيرة الثقافة والرياضة، ميري ريغيف (Flash90/Gershon Elinson)

سيُقام السباق العريق للمرة الـ 101 في أيار 2018، في إسرائيل وذلك خارج حدود أوروبا كما كان حتى الآن. سيشارك 176 راكب دراجة هوائية خبيرا في السباق في إسرائيل وسيتمتعون بالمناظر الجميلة في البلاد طيلة أيام السباق الثلاثة الأولى قبل أن يغادروها متجهين إلى إيطاليا لمتابعة السباق.‎ ‎

سينطلق السباق في 4 من أيار في القدس وستكون المحطة النهاية بتاريخ 27 أيار في الفاتيكان، الموقع الرمزي القديم في روما.

اقرأوا المزيد: 217 كلمة
عرض أقل
قداسة البابا فرنسيس الأول أمام حائط المبكى مع حاخام حائط المبكى (Flash90/Kobi Gideon)
قداسة البابا فرنسيس الأول أمام حائط المبكى مع حاخام حائط المبكى (Flash90/Kobi Gideon)

الفاتيكان يلغي سياسة تحويل اليهود إلى المسيحية

بعد نحو 2000 عام عملت فيها الكنيسة الكاثوليكية على تحويل اليهود إلى المسيحية، الفاتيكان يلغي بشكل تاريخي سياسته هذه ويقرّر: "لم يلغ الله أبدا عهده مع الشعب اليهودي"

نشر الفاتيكان اليوم وثيقة تاريخية ألغى فيها بشكلٍ رسميّ السياسة التبشيرية في تحويل اليهود إلى الدين المسيحي. جاء في الوثيقة: “لا يحتاج المسيحيون بعدُ إلى محاولة تحويل دين اليهود إلى المسيحية. اليهودية والمسيحية متعلقان ببعضهما البعض، ولم يلغ الله أبدا عهده مع الشعب اليهودي”.

وهذه هي المرة الأولى التي يعلن فيها الفاتيكان ذلك بشكل رسمي. وجاء في الوثيقة الجديدة أنّ “الكنيسة ملزمة بعرض المعتقد اليهودي كمعتقد مؤمن بإله واحد، بشكل مختلف عن الناس الذين يؤمنون بأديان أخرى ووجهات نظر أخرى”. وتقرّ الوثيقة بأنّ اليهودية هي دين شرعي كالمسيحية تؤمن بإله واحد وتأمر بعبادته بطريقتها الخاصة. وقد اعتُبرت الوصية المسيحية في تحويل اليهودية إلى دينهم أساسا متينا للرؤى المعادية للسامية واضطهاد اليهود على مدى السنين.

ويعتبر خبراء إسرائيليون هذه الوثيقة محاولة صادقة لبناء جسر بين الديانتين بحيث يكفّر عن العداء الطويل بين اليهودية والمسيحية، مما جعل الكثير من اليهود على مدى السنين يحوّلون دينهم أو يموتون لأنهم لم يوافقوا على ذلك.

وتَظهر هذه الوثيقة بعد سنوات طويلة من التقارب بين الكنيسة الكاثوليكية واليهود، والتي تضمّنت أيضا اعتراف الفاتيكان بدولة إسرائيل. لقد زار البابا بولس السادس، يوحنا بولس الثاني، وبندكت السادس عشر وفرنسيس جميعهم دولة إسرائيل. وقد فاق الجميع يوحنا بولس الثاني، الذي أعلن للمرة الأولى بأنّ الكنيسة لا تتّهم اليهود بصلب يسوع بل واعتذر باسم الكنيسة عن معاناة اليهود. كان يوحنا بولس الثاني أيضًا البابا الأول الذي زار الكنيست، بل وقد وصف اليهود بأنّهم “إخوتنا الكبار”.

اقرأوا المزيد: 222 كلمة
عرض أقل
لرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (AFP)
لرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (AFP)

البابا فرنسيس يستقبل الرئيس المصري الاثنين

هي الزيارة الاولى التي يقوم بها رئيس مصري الى الفاتيكان منذ ثماني سنوات. يسعى السيسي الى توثيق صلات بلاده بالكرسي الرسولي، كما قالت مصادر ديبلوماسية

اعلنت وكالة اي.ميديا التي تعنى بالشؤون الفاتيكانية الجمعة، ان البابا فرنسيس سيتسقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الاثنين المقبل للمرة الاولى في الفاتيكان.

وهي الزيارة الاولى التي يقوم بها رئيس مصري الى الفاتيكان منذ ثماني سنوات.

ويسعى السيسي الذي انتخب قبل ستة اشهر الى توثيق صلات بلاده بالكرسي الرسولي، كما قالت مصادر ديبلوماسية للوكالة.

واضافت ان الرئيس المصري سيؤكد للبابا “تصميمه على مواجهة الاسلاميين في مصر والمنطقة”.

قداسة البابا فرنسيس الأول (AFP)
قداسة البابا فرنسيس الأول (AFP)

وستطرح ايضا خلال اللقاء العلاقات المقطوعة منذ 2011 بين الكنيسة الكاثوليكية وجامعة الازهر المصرية.

ففي تلك الفترة، اصدر الازهر رد فعل قويا على موقف علني للبابا بنديكتوس السادس عشر بعد اعتداء على كنيسة قبطية ارثوذكسية في الاسكندرية اسفر عن 23 قتيلا.

ويشكل الاقباط، اكبر اقلية مسيحية في الشرق الاوسيط، حوالى 10% من 86 مليون نسمة في مصر. والقسم الاكبر من هذه الاقلية ارثوذكس، والباقي من الكاثوليك.

وقد اشتكى الاقباط العام الماضي من التمييز والتهديدات والهجمات وخصوصا على كنائسهم، ابان نظام الرئيس الاسلامي محمد مرسي الذي عزل في تموز/يوليو 2013. وهاجر بعضهم الى الخارج.

اقرأوا المزيد: 153 كلمة
عرض أقل
البابا فرنسيس الأول مترئسا اجتماع استثنائيا في الفاتيكان (AFP)
البابا فرنسيس الأول مترئسا اجتماع استثنائيا في الفاتيكان (AFP)

قمة للكرادلة حول النزاعات في الشرق الاوسط

البابا فرنسيس يرى بالوضع الراهن مثل "حرب عالمية ثالثة بالتقسيط"

اعلن الفاتيكان الأمس (الثلاثاء) ان كرادلة العالم اجمع، الذين سيعقدون مجمعا للكرادلة في 20 تشرين الاول/اكتوبر، سيناقشون النزاعات في الشرق الاوسط وخصوصا في العراق وسوريا حيث تواجه الاقليات المسيحية وسواها اضطهادا من قبل تنظيم الدولة الاسلامية.

ومجمع الكرادلة هو ارفع هيئة يمكن ان يدعوها البابا الى الانعقاد.

وكان من المقرر ان يناقش هذا المجمع العادي المداولات المقبلة لدعاوى التقديس، لكن البابا فرنسيس الذي يرى الوضع الراهن مثل “حرب عالمية ثالثة بالتقسيط”، حرص على توسيع جدول الاعمال الى مسألة الشرق الاوسط المشتعل.

وقد اعتقل كاهن فرنسيسكاني وعشرون آخرون من المسيحيين ليل الاحد الاثنين من قبل جبهة النصرة في قرية قنية السورية (شمال غرب).

واوضح المتحدث باسم البابا، ان الكرادلة سيستلهمون نتائج مناقشات السفراء البابويين في كل انحاء الشرق الاوسط الذين اجتمعوا اخيرا بطلب من البابا.

وكان هؤلاء السفراء اعربوا عن الامل في الا تبقى المجموعة الدولية “مكتوفة الايدي” حيال “قتل الاشخاص بسبب انتمائهم الديني والاثني فقط” و”نزوح الاف الاشخاص وتدمير اماكن العبادة”.

وبالاضافة الى “رد عسكري”، طلبوا معالجة “اسباب” الايديولوجيا المتطرفة من خلال تشجيع “الحوار والتعليم”.

وعقدت شبكة كاريتاس الخيرية التابعة للكنيسة والناشطة جدا على صعيد لاجئي الشرق الاوسط، اجتماعا عاجلا في الفترة الاخيرة في روما.

ويأمل اساقفة من المنطقة بمبادرات اكثر تشددا من الكرسي الرسولي، معتبرين ان تصريحات حسن النوايا باتت لا تكفي.

اقرأوا المزيد: 195 كلمة
عرض أقل
البابا فرنسيس (AFP)
البابا فرنسيس (AFP)

إسرائيل للبابا: “كن حذرًا، داعش تحاول اغتيالك”

نشرت صحيفة إيطالية أن المخابرات الإسرائيلية قد أرسلت تحذيرًا إلى الفاتيكان جاء فيه أن "الدولة الإسلامية" تخطط لإيذاء البابا

ذكرت الصحيفة الإيطالية “Iltempo” أنّ مصادر إسرائيلية قد حذرت الفاتيكان في الآونة الأخيرة من أنّ البابا فرانسيس قد أُدرج على يد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) كهدف من الدرجة الأولى للإيذاء.

التنظيم، الذي صدم العالم من خلال أعمال القتل وقطع الرؤوس الهمجية في جميع أنحاء العراق وسوريا قد وضع زعيم العالم المسيحي الكاثوليكي على قائمة أهدافه. مصادر المخابرات الإسرائيلية قالت: “إنهم يرون به أسمى مندوب للدين المسيحي، والذي برأيهم هو كفر”.

على الرغم من أن هذا التهديد لم تلاحظه المخابرات الإيطالية فقد أُعلنت من قبل السلطات حالة تأهب من الإرهاب في جميع أنحاء البلاد. أعلن المتحدث باسم الفاتيكان أنّه وحتّى اللحظة “ليس هناك قلق حقيقي على أمن وسلامة البابا”. وقد أكدوا في أصغر دولة في العالم أنهم ليسوا على علم بأية نية عينية لإلحاق الضرر بالبابا فرانسيس والذي كان قد تمّ تعيينه قبل عام ونصف.

حتى البابا نفسه قد تناول مؤخرًا موضوع ملاحقة المسيحيين في الشرق الأوسط من قبل المنظمة الإرهابية العالمية حين أعلن أنّ “استخدام القوة ضد داعش هو أمر مشروع لحماية الأقليات”.

وأضاف البابا “في مثل هذه الحالات، حيث يوجد عدوان غير مبرر لا يسعني إلّا أن أقول أنّ وقف عدوان غير مبرر هو أمر قانوني. وإنّي أُشدد على الفعل “وقف”. أنا لا أقول “قصف” أو “شن الحرب”، وإنّما مجرد “وقف”. يتوجب فحص وتقييم التدابير اللازمة التي سيتم استخدامها لوقفهم”.

اقرأوا المزيد: 207 كلمة
عرض أقل
شمعون بيريس ومحمود عباس (Mark Neyman/GPO)
شمعون بيريس ومحمود عباس (Mark Neyman/GPO)

بيريس وعباس في الفاتيكان اليوم “للتضرع من اجل السلام”

سيمضي عباس وبيريس اكثر من ساعتين في الفاتيكان بينها ساعة من المراسم

يقوم البابا فرنسيس بمبادرة تاريخية وغير مسبوقة بدعوته الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريس ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الى الفاتيكان لصلاة من اجل السلام اليوم الاحد وان كان من غير المتوقع ان تؤدي الى اطلاق عملية السلام بسرعة.

ويستقبل البابا الذي يتمتع بشعبية كبيرة في حدائق دولته الصغيرة عباس وبيريس يرافقهما وفدان غير سياسيين يضم كل منهما بين 15 وعشرين شخصا وكذلك بطريرك القسطنطينية للارثوذكس برتلماوس الذي رافقه في رحلته الى الاراضي المقدسة من 24 الى 26 ايار/مايو.

وقد اكد البابا فرنسيس الذي ينظر بواقعية الى التوتر الكبير بين الاسرائيليين والفلسطينيين، ان هذه الخطوة ليست “وساطة” على الاطلاق، معتبرا ان القيام بذلك سيكون “جنونا”.

ووصف الفاتيكان اللقاء بانه “تضرع من اجل السلام” لتجنب تشبيهه “بصلاة مشتركة بين الديانات” يمكن ان تؤدي الى مشاكل لديانات الثلاث. وقال الاب الفرنسيسكاني بيارباتيستا بيتسابالا “لا نصلي معا بل نلتقي للصلاة”.

وسيمضي عباس وبيريس اكثر من ساعتين في الفاتيكان بينها ساعة من المراسم.
وسيصل بيريس أولا يليه عباس قادما من مصر بعد حضوره تنصيب الرئيس عبد الفتاح السيسي. وسيكون في استقبالهما البابا فرنسيس في مقر سكنه وسيعقد لقاء قصيرا مع كل منهما.

وبعد ذلك سيتوجهون الى مرج بالقرب من موقع المتاحف. ووفق تسلسل يحترم التاريخ، سيقوم الممثلون اليهود ثم المسيحيون ثم المسلمون بالصلاة خلال فترة زمنية محددة لثلاثة مواضيع محددة ايضا هي “الخليقة” التي تجعلهم جميعا اخوة و”طلب الصفح” واخيرا “التضرع من اجل السلام”.

وسترافق مقطوعات موسيقية الصلوات التي ستجرى باللغات العبرية والانكليزية والايطالية والعربية.

وفي تغريدة على تويتر السبت، عبر البابا عما يرغب فيه فعلا. وقال ان “الصلاة تستطيع تحقيق كل شيء. لنستخدمها لإحلال السلام في الشرق الاوسط والعالم اجمع”. وسيجري الحدث بمشاركة الحاخام ابراهام سكوركا والبروفسور عمر عبود اللذين رافقا البابا في رحلته الى الاراضي المقدسة.

وبعد ذلك سيقوم البابا والرئيسان كل حدة “بالتضرع من اجل السلام”، قبل ان يقوما بزرع شجرة زيتون.

وقال برتلماوس لصحيفة لا ريبوبليكا ان “هذه المبادرة تهدف الى احلال السلام في منطقة تجتاحها نزاعات ولم يؤد الجهد السياسي والدبلوماسي الى نتائج دائمة”. واضاف “نريد ان نعطي اشارة، في آسيا وفي اوروبا، بانه بعون الله يمكننا ان نصل الى نتائج”.

اما الاب بيتسابالا فقال ان الكرسي الرسولي يريد ان يعرض “توقفا في السياسة”. واضاف “لا احد لديه اوهام بان السلام سيحل اعتبارا من الاثنين. هذا التوقف مرغوب فيه ولا يجري كل شيء في ردهات السياسة”، مؤكدا انه “كان من الواضح ان السياسة ستبقى بعيدة”.

وهذا الحدث لا سابق له في الفاتيكان. ففي العام 2000 وخلال احتفالات الالفية الثانية، ادى المسلمون واليهود الصلاة في الفاتيكان لكن في مكانين منفصلين. وقال الفاتيكان “بمشاركة روحية” من البابا السابق بنديكتوس السادس عشر.

وواجه الفاتيكان بعض البطء في نشر لوائح الوفود في مؤشر على مدى حساسية تشكيلتها. وكان تحديد موعد هذا الحدث امرا معقدا ايضا. فالجمعة هو يوم عطلة للمسلمين والسبت لليهود، لذلك اختير احد العنصرة، الذي يحتفي فيه الكاثوليك “بالروح القدس”.

واخيرا كان يجب ايجاد مكان محايد. فقد رفضت كل القاعات التي تضم رسوما جدارية مسيحية، وتم تجنب ان تكون الصلاة موجهة الى الشرق، اي الى القبلة مكة المكرمة.

كما عمل الفاتيكان على التأكد من ان النصوص لا تتضمن اي مفاجآت او تصريحات جارحة. وقال المنظمون ان “كل وفد اختار نصوصه. هناك شفافية مطلقة حول الصلوات ولا مفاجآت متوقعة”.

وكان البابا صرح خلال جولته في الاراضي المقدسة “نريد ان نثبت ان للاديان التوحيدية الثلاث جذورا مشتركة وعليها العمل معا من اجل السلام”.

اقرأوا المزيد: 512 كلمة
عرض أقل
شمعون بيريس وللبابا خلال زيارته في إسرائيل (Yonatan Sindel/FLASH90)
شمعون بيريس وللبابا خلال زيارته في إسرائيل (Yonatan Sindel/FLASH90)

الحكومة توافق: بيريس سيقيم حفلا مع البابا وعباس

الحكومة الإسرائيلية توافق لرئيس الدولة على المشاركة في حفل خاصّ في حديقة الفاتيكان من أجل السلام. وزير إسرائيلي: "على بيريس أن يعبّر عن تحفّظه من انضمام عباس لحماس"

وافقت الحكومة الإسرائيلية اليوم على سفر شمعون بيريس إلى حفل خاصّ في الفاتيكان باشتراك رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس والبابا فرنسيس، وهو دعوة للسلام للمؤمنين اليهود، المسلمين والمسيحيين في أنحاء العالم.

ورغم أنّ موافقة الحكومة الإسرائيلية كانت متوقعة، فقد رافقها قلق من المسّ بصورة إسرائيل. وتعيش إسرائيل في هذه الأيام في ذروة الصراع حول شرعية الحكومة الفلسطينية والاعتراف العالمي بها، والظهور العلني الذي يربط بيريس بعباس من شأنه أن يمسّ بالصراع نفسه.

بيريس وعباس (Mark Neyman/GPO)
بيريس وعباس (Mark Neyman/GPO)

من جهة أخرى، علمت الحكومة الإسرائيلية أنّ إفشال وصول بيريس لحفل بدعوة من البابا، والذي عُرّف بأنّه “صلاة مشتركة من أجل السلام”، سيكون ضربة قاسية لصورة إسرائيل حول العالم وسيعرضها كرافضة للسلام.

بعد عدّة أيام من مناقشة الموضوع في غرف الاجتماعات، وافق اليوم وزراء الحكومة على السفر بتصويت هاتفي. أجرى وزير الاتّصالات الإسرائيلي، جلعاد أردان، الذي يعتبر صاحب موقف قوي في السياسة الإسرائيلية، مقابلة مع إذاعة الجيش وأوضح أنّه صوّت لصالح سفر بيريس احترامًا له وللبابا.

ومع ذلك، قال أردان إنّه يعتقد أنّ بيريس سيكون بحاجة إلى دراسة سفره من جديد، بسبب انضمام عباس لحماس، مؤكّدًا: “قبل الصلاة، على بيريس أن يعبّر عن تحفُّظه من الانضمام إلى تنظيم الإرهاب والقتل هذا”، وأضاف: “على بيريس أن يوضّح لماذا لا يمكّن هذا الانضمام من استمرار المفاوضات السياسية”. فربما فعلا تستطيع الصلاة فقط أن تقدّم عملية السلام”.

وزير الاتّصالات الإسرائيلي جلعاد أردان (Flash 90)
وزير الاتّصالات الإسرائيلي جلعاد أردان (Flash 90)

سيكون سفر بيريس إلى الفاتيكان هو اللقاء الثاني لشخصية إسرائيلية مسؤولة مع عباس بعد أن أعلنت إسرائيل أنّه لن تكون هناك محادثات مع السلطة الفلسطينية. فقد التقت تسيبي ليفني قبل ثلاثة أسابيع مع عباس في لندن، ولكن الحكومة الإسرائيلية سارعت في الإعلان بأنّ ليفني مثّلت نفسها فقط في ذلك اللقاء.

الحاخامات يعارضون الصلاة: سينعقد الحفل في حديقة الفاتيكان

كما ذكرنا، فسيستضيف البابا بيريس وعباس في الفاتيكان مع بعثة من الحاخامات، رجال الدين المسيحيين والأئمة الكبار للمشاركة في حفل دعوة للسلام للمؤمنين من اليهود، المسلمين والمسيحيين في أنحاء العالم.

قداسة البابا فرنسيس الأول أمام حائط المبكى (Flash90/Kobi Gideon)
قداسة البابا فرنسيس الأول أمام حائط المبكى (Flash90/Kobi Gideon)

وأساسًا، كان من المفترض أن تقوم صلاة مشتركة، ولكن الحاخام الرئيسي في إسرائيل، يتسحاق يوسف، طلب عدم إقامة الصلاة، وإنما حفل دعوة للسلام في مكان لا يحوي رموزًا دينيّة مسيحيّة؛ لأنّ الديانة اليهودية تحظر ذلك. ولقد استُجيبَ لهذا الطلب، وسيُجرى الحفل في حديقة الفاتيكان، والتي لا تحوي رموزًا دينية ولا تستخدم كمدان للصلاة.

وسينعقد الحفل بنمط فريد، يجمع ويكرّم الديانات الثلاث. سيتضمّن دعوة خاصّة تُخصّص لكلّ دين على حدة، اليهودية والمسيحية والإسلام: سيقرأ الحاخامات آيات عن السلام في الكتاب المقدّس، والمسيحيّون من العهد الجديد، والمسلمون من القرآن.

اقرأوا المزيد: 372 كلمة
عرض أقل
شمعون بيريس ومحمود عباس (Mark Neyman/GPO)
شمعون بيريس ومحمود عباس (Mark Neyman/GPO)

عباس وبيريس يلتقيان في الفاتيكان في 6 حزيران

بعد أن وافق الرئيسان يوم أمس على دعوة البابا، قال الناطق باسم أبي مازن، إن التاريخ الذي حُدد للقاء في السادس من حزيران، يُصادف قبل شهر من انتهاء ولاية الرئيس بيريس

نشر الناطق باسم محمود عباس اليوم بيانًا، جاء فيه أنه من المتوقع أن يصل الرئيس الفلسطيني إلى الفاتيكان في السادس من حزيران، للقاء البابا والرئيس الإسرائيلي شمعون بيريس. نُشر الخبر بعد أن وافق الرئيسان، أمس، على دعوة البابا فرنسيس الأول أثناء زيارته إلى فلسطين وإسرائيل، لزيارة مشتركة والتشاور حول مفاوضات بين الجانبَين.

بيريس، من جهته، لم يُصادق على موعد اللقاء، ولم يصدر خبر رسميّ من الفاتيكان حتى الآن.

وفي مؤتمر صحفي مشترك عُقد أمس (الأحد) في بيت لرئيس السلطة الفلسطينية والبابا فرنسيس، قال رئيس السلطة إنه أطلع البابا على آخر تطورات عملية السلام مع إسرائيل داعيًا الحكومة الإسرائيلية إلى التوقف عن الأعمال التي تخالف القانون الدولي.

وتابع “قدمنا رؤيتنا لمدينة القدس التي تقوم على أنها مدينة مفتوحة للديانات الثلاث”، وأضاف عباس أنه يرحب بأي مبادرة سلام يقدّمها البابا.

ودعا البابا الرئيس الفلسطيني ونظيره الإسرائيلي، شمعون بيريس، إلى زيارة مشتركة في الفاتيكان لأداء صلاة مشتركة من أجل السلام. وقبل عباس وبيريس الدعوة معلنان أنهما سيزوران الفاتيكان الشهر المقبل.

ودعا البابا إلى إنهاء الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني قائلا: “بينما أعرب عن تعاطفي مع المعانين من تداعيات هذا الصراع، أود أن أقول من صميم قلبي إن الساعة حانت لوضع حد لهذا الوضع”.

ومع وصول البابا يوم أمس إلى إسرائيل، هنّأه الرئيس بيريس باسمه وباسم الشعب اليهودي كله وقال: “لن نسمح لأي أحد أن يمسّ حرية العبادة في إسرائيل”.

وأثنى رئيس الحكومة، نتنياهو، على البابا لاستعداده أن يضع بطاقة ورد على قبر مؤسس الحركة الصهيونية ثيودور هرتزل، وعلى زيارته متحف الهولكوكوست “ياد فاشيم”. قال نتنياهو: “إسرائيل الحقيقية هي دولة ديمقراطية، متقدمة، ومزدهرة”، مؤكدًا: “تشكل إسرائيل في المنطقة التي يطارد فيها المسيحيون، جزيرة التسامح”.

وقال البابا فرنسيس: “أشكركم على الترحاب في دولة إسرائيل، أنا ممتنٌّ لرئيس الدولة ولرئيس الحكومة”. وأضاف: “أصلُ اليوم بصفتي مصلّ للأرض المقدسة، التي  يمتد تاريخها عبر آلاف السنوات. القدس هي مدينة السلام- هذه إرادة الله، وكلنا نعرف ضرورة التعجيل بالسلام في إسرائيل وحتى في المنطقة بأسرها”. ودعا أيضًا إلى استثمار الجهود لتحقيق سلام عادل ومُستدام بين إسرائيل وبين جيرانها العرب. “علينا أن ننطلق في الطريق نحو السلام، فما من طريق غيرها”، قال البابا.

اقرأوا المزيد: 322 كلمة
عرض أقل
البابا فرنسيس ولائيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (GPO)
البابا فرنسيس ولائيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (GPO)

الفاتيكان واليهود: التاريخ يتغيّر

لم تكن هناك علاقات جيّدة دائمًا بين إسرائيل والفاتيكان، على أقلّ تقدير. تكريمًا لزيارة البابا فرانسيس لإسرائيل: كلّ ما تريدون معرفته حول الكاثوليك واليهود

هناك أهمية خاصّة لحجّ البابا إلى فلسطين (أرض إسرائيل) ويعود جزء منها إلى المخزون التاريخي المشبع بالصدامات بين المسيحية عمومًا، والكاثوليكيّة خصوصًا، وبين اليهود. ثمة تاريخ طويل من الصراعات، الكراهية بل والاضطهاد وسفك الدماء بين اليهود والمسيحيين.

بعد ألفي عام من الكراهية الشديدة، بدأت مؤخرًا نقطة تحوّل مهمّة في العلاقات. في فترة يسوع المسيح، بعد صلبه فورًا، بدأت الاتهامات تجاه عدد من اليهود، الذين “خانوا” وأدوا إلى صلب المسيح الناصري. خلال مئات السنين، وبدعم علني من الفاتيكان، استمرّ التحريض والكراهية ضدّ اليهود، والاضطهاد، بدءًا بالحملات الصليبية للأراضي المقدّسة والتي قُتل خلالها آلاف اليهود في الطريق، وصولا إلى المذابح الفظيعة التي حدثت ليهود أوروبا في العصر الحديث.

استعدادات لزيارة البابا فرنسيس الأول في بيت لحم (Noam Moskowitz)
استعدادات لزيارة البابا فرنسيس الأول في بيت لحم (Noam Moskowitz)

ومثلما عارض الفاتيكان اليهودية، فقد عارض كذلك فكرة الدولة اليهودية. في أواخر القرن التاسع عشر، حين بدأت الفكرة الصهيونية بالانتشار في أوروبا، نشرت مجلّة كاثوليكية كبرى أنّ الكنيسة “لا يمكن أن تقبل قيام دولة يهودية في الأراضي المقدّسة، بحيث تكون عاصمتها القدس وتكون الأماكن المقدّسة خاضعة تحت سيّطرتها”. في عام 1904، التقى مؤسس الحركة الصهيونية، بنيامين زئيف هرتسل، مع البابا بيوس العاشر، أملا في كسب تأييده. رفض بيوس ذلك وقال إنّ الكنيسة لا يمكنها أن تعترف بالشعب اليهودي وطموحه في فلسطين (أرض إسرائيل) لأنّ اليهود لم يعترفوا بالمسيح.

وخلال العقود الأربعة التالية (والتي جرت خلالها أيضًا حربان عالميّتان) ظلّ موقف الفاتيكان متّسقًا ضدّ الحركة الصهيونية. في الحرب العالمية الثانية وخلال الهولوكوست، اختار الفاتيكان الصمت، رغم أنّ أدلة كثيرة تُظهر أنّ البابا بيوس الثاني عشر كان على علم بالتأكيد بإبادة اليهود، ولكنه اختار تجاهل ذلك، وقد أعطى في صمته موافقة الفاتيكان على ذلك.

بعد سنوات من ذلك، عام 1998، نشر البابا وثيقة تدعى “نحن نتذكّر: تأمّلات حول الهولوكوست”، وهي وثيقة اعتذارية، تعرب عن الأسف العميق إزاء موقف المؤمنين في كلّ العصور من اليهود، ولكنّه امتنع عن اتّخاذ أيّة مسؤولية في تمهيد الأرضية لمعاداة السامية النازية ولِما حدث في المحرقة.

البابا بنديكت السادس عشر في بازيليك البشارة في الناصرة (Abir SultanFLASH90)
البابا بنديكت السادس عشر في بازيليك البشارة في الناصرة (Abir SultanFLASH90)

ومع ذلك، فقد قال الأب بيير باتيستا بيتسابالا، الذي كان رئيس الرهبنة الفرنسيسكانية في الشرق الأوسط، عام 2006: “فشلت الكنيسة في تشكيل ضمائر المؤمنين لأنّ عددًا قليلا جدّا منهم اختار معارضة الأعمال الإجرامية للنازيين ضدّ اليهود”. وقد تحدّث عن الخطيئة والتي عرّفها بأنّها: “فشل أجزاء كبيرة من التقاليد المسيحية” في التعامل مع صورة اليهودية واليهود، وهو فشل – حسب تعبيره – أدى إلى تمهيد الأرضية لمعاداة السامية الحديثة.

ونستطيع اليوم أن نقول إنّه في الخمسين سنة الأخيرة حدث انقلاب كبير في علاقة الفاتيكان باليهود وإسرائيل. يمكننا أن نشير إلى نقطةُ التحوّل في عام 1965، في التصريح الشهير “‏Nostra Aetate‏” (باللاتينية: “في أيامنا الحاضرة”) والذي خرجت فيه الكنيسة الكاثوليكية ببرنامج جادّ ومستمرّ من الحوار بين الأديان مع ممثّلي الشعب اليهودي (وكذلك مع أديان أخرى، مثل الإسلام، البوذية والهندوسية).

وفي سلسلة من الوثائق المهمة التي اعتمدتها الكنيسة منذ سنوات الستينات وحتى اليوم، تخلّت قيادة الكنيسة الكاثوليكية عن “الازدراء” تجاه اليهود، وقرّرت أنّ اليهود لم يكونوا مسؤولين، كشعب، عن موت المسيح، واعترفت بهم كـ “أخ بالغ”. في تصريحات متكرّرة، عادت الكنيسة لنبذ معاداة السامية، بل وقد تخلّت عن أجزاء واسعة من تعاليمها التي من الممكن أن تثير معاداة اليهودية والسامية.

في عام 1993، بعد 30 عامًا من الحوار، وصلت المصالحة بين اليهود والكاثوليكيين إلى ذروتها، حيث تمّ تأسيس علاقات دبلوماسيّة بين إسرائيل والفاتيكان بشكلٍ رسميّ. في “اتفاق أساسي بين الكرسي الرسولي ودولة إسرائيل” والذي تمّ التوقيع عليه في نفس العام، اعترفت الكنيسة بحقّ الشعب اليهودي في دولة خاصّة به “في وطنه القديم أرض إسرائيل”. وفي الوقت نفسه، اعترفت دولة إسرائيل رسميًّا بالفاتيكان، وبدأت عملية التطبيع مع الكنيسة.

بابا يوحنا بولس الثاني في إسرائيل (AFP)
بابا يوحنا بولس الثاني في إسرائيل (AFP)

بعد خمس سنوات من ذلك، في آذار 1998، نشرت الكنيسة تلك الوثيقة الشهيرة بخصوص الهولوكوست. تمّ استقبال الوثيقة في العالم اليهودي بشكل عامّ وإسرائيل بشكل خاصّ بمشاعر مختلطة. رغم عدّة مشاكل، كانت الرسالة العامّة في الوثيقة إيجابية. كان عنوان الفصل النهائي فيها هو “نتأمل سويّة بمستقبل مشترك”، وخرجت فيها قيادة الكنيسة بصوت يدعو المؤمنين إلى اتباع طريق الأسف: “مع نهاية الألفية، تودّ الكنيسة الكاثوليكية أن تعرب عن أسفها العميق لفشل أبنائها وبناتها في جميع الأجيال. هذا عمل من التوبة: كرجال الكنيسة، يرتكب الخطايا جميعنا، بحق جميع أبنائنا. تتوجه الكنيسة ببالغ الاحترام وبرأفة كبيرة إلى قضية الإبادة، المحرقة التي مرّت على الشعب اليهودي في الحرب العالمية الثانية. وليست هذه مجرّد كلمات، وإنّما هو التزام عميق”.

اعتُبر البابا السابق، يوحنا بولس الثاني، صديقًا للشعب اليهودي، فقد قام بالكثير من أجل التقريب بين الأديان وزار هو شخصيًّا إسرائيل، الأماكن المقدّسة ومتحف ياد فاشيم لذكرى ضحايا المحرقة. كما أنّه دخل التاريخ إذ كان البابا الأول الذي يزور الكنيس اليهودي في روما، حينها أيضًا سمّى اليهود “أخوتنا الكبار والأحبّاء”.

تمثّل زيارة البابا الحالي لإسرائيل علامة بارزة أخرى في عملية “التوبة” التي تقوم بها الكنيسة الكاثوليكية فيما يتعلّق باليهود وإسرائيل. رغم أنّ الطريق للقضاء على معاداة السامية وكراهية اليهود في أوروبا والعالم المسيحي بشكل عام لا يزال طويلا، يبدو أنّ البابا وضع تحدّيا كبيرًا في هذا المجال، ولكن قد نسمع أيضًا من فم البابا فرانسيس تصريحات فاتحة للطريق في هذا المجال، ربّما حتّى في الزيارة الحالية.

اقرأوا المزيد: 767 كلمة
عرض أقل
بيت لحم تستعد لزيارة الحبر الأعظم قداسة البابا فرنسيس الأول (AFP)
بيت لحم تستعد لزيارة الحبر الأعظم قداسة البابا فرنسيس الأول (AFP)

بيت لحم تنتظر زيارة البابا

كنيسة المهد جُدّدت، تم دهن الأرصفة، ولكن على عكس الزيارات السابقة للكرسي الرسولي، هذه المرة هناك لا مبالاة نسبيًّا في السلطة الفلسطينية

يستعدّ الفلسطينيون لزيارة رأس الكنيسة الكاثوليكية: الشرق الأوسط في حالة تأهّب قبيل زيارة البابا فرنسيس الأول، والسلطة الفلسطينية تستعدّ أيضًا لزيارته. هبط ظهر اليوم البابا فرنسيس الأول، رأس الكنيسة الكاثوليكية، في زيارة من يوم واحد للأردن وفي أيام الأحد والإثنين من المرتقب أن يزور بيت لحم والقدس.

“نحن نتأهّب للزيارة التاريخية الأولى للبابا الحالي”، هذا ما قاله لي بائع في أحد محلات بيع التذاكر المتنشرة بالقرب من الكنيسة.

وفي حديث مع بعض الشبّان الذين كانوا يستريحون في ظلّ الشجر في الشارع الرئيسي للمدينة، شارع المهد، فهمت أنّ “هذه هي المرة الأولى التي يحدث فيها بشكل واسع وحدة وطنية في استقبال البابا”. “الجميع على الإطلاق يؤيدون الزيارة، بداية من رئيس السلطة وصولا إلى الأحزاب الأخرى”، هذا ما قاله لي محمد، وهو نادل في محل بيع الحلويات “القصر”. سألته ماذا يعني ذلك؟ أخبرني أنه رغم اتفاق المصالحة الفلسطيني فلم يُدع قادة حماس في الضفة الغربية للاستقبال الرسمي الذي سيجرى غدا للبابا لدى هبوطه في بيت لحم.

صعّبت السؤال عليه وسألته عن طبيعة العلاقة بين المسلمين والمسيحيين في المدينة. كان الجواب الصارخ سريعًا. “العلاقات مؤخرا باردة جدّا”، كما قال. هناك فجوة تتعاظم بين كلا الطائفتين اللتين تشكّلان سكّان بيت لحم وقرية بيت جالا، القريبة من المدينة.

قداس داخل كنيسة المهد في بيت لحم (AFP)
قداس داخل كنيسة المهد في بيت لحم (AFP)

من جهة فأنت ترى أنّ هناك تطرّف إسلامي في الشارع، المزيد والمزيد من رجال حماس يتولّون إدارة المساجد في المدينة ومن جهة أخرى فأنت ترى أن المجتمع المسيحي يتفرّق. الهجرة السلبية للمسيحيين، فالجيل الشاب لا يريد العيش في المدينة وهم يبحثون عن الهجرة إلى الولايات المتحدة، أستراليا أو كندا، يدّعون أنهم لن يعانوا هناك من اضطهاد الإسرائيليين أو العلاقات العكرة مع إخوانهم الفلسطينيين من أبناء الطائفة المسلمة.

في المرة الأولى لم تنس بيت لحم أن زيارة البابا يوحنا بولس الثاني عام 2000 قد جلبت معها المشاعر الكبيرة، وبعد ذلك أيضًا النموّ الاقتصادي. بعد تسع سنوات من ذلك وصل البابا بندكت السادس عشر، وارتدت المدينة ملابس العيد. واليوم، قبل ساعات قليلة من زيارة البابا فرنسيس، يبدو أنّ سكان المدينة الفلسطينية التي تتواجد فيها الجالية المسيحية الأكبر في أراضي السلطة لم يفعلوا كل ما بالإمكان فعله لاستقبال وصول الكرسي الرسولي.

استعدادات لزيارة البابا فرنسيس الأول في بيت لحم (Noam Moskowitz)
استعدادات لزيارة البابا فرنسيس الأول في بيت لحم (Noam Moskowitz)

تمرّ كنيسة المهد، التي سيكون فيها قمّة الزيارة، في الشهرين الأخيرين تجديدات واسعة والتي من المرتقب أن تستمر خلال زيارة الكرسي الرسولي. الشهادة الحيّة للاستعدادات المحمومة كانت المنصّة الضخمة التي بنيت في الساعات الأخيرة وعليها سوف يخطب البابا القدّاس الإلهي. لافتات في كلّ زاوية في الشارع. “السلطة الفلسطينية وأبو مازن يباركان قداسته على زيارته التاريخية”، هذا ما كتب على إحدى اللافتات. أعلام الفاتيكان إلى جانب أعلام فلسطين ترفرف في جميع الشوارع القريبة من الكنيسة وآلاف السائحين يتجمّعون حول الكنيسة والفنادق القريبة، والتي هي مزدحمة عن آخرها.

ستستمرّ زيارة فرنسيس في بيت لحم لسبع ساعات. سيصل فرقبلنسيس بطائرة مروحية من عمّان وسيُستقبل من قبل الرئيس الفلسطيني أبي مازن ومسؤولين في القيادة الفلسطينية. وسيزور أيضا كنيسة المهد.

بيت لحم تستعد لزيارة الحبر الأعظم قداسة البابا فرنسيس الأول (AFP)
بيت لحم تستعد لزيارة الحبر الأعظم قداسة البابا فرنسيس الأول (AFP)

وممّا رأيت، أنّ مرشدي السائحين، الذين يتحدّثون الإنجليزية بطلاقة، يؤكّدون عن ماضي الكنيسة الفلسطيني وفي كلّ حديث يشرحون للسائحين عن معاناة الفلسطينيين. فهمت من أحد مرشديهم، والذي طلب ألا يتمّ ذكر اسمه، بأنّ البابا سيلتقي ببعض الأسر المسيحية. الهدف: أن يؤكّدوا في حضوره على المعاناة الفلسطينية. ومن بينهم ستكون هناك أسرة واحدة تمّ طردها من منزلها عام 1948 وأسرة أخرى لديها أسير في السجون الإسرائيلية. وسيلتقي البابا كذلك بمائة طفل من مخيّم الدهيشة للاجئين.

في اليوم الثاني من المرتقب أن يزور البابا الأماكن المسيحية المقدّسة في القدس، ومن بين أمور أخرى سيلتقي مع مفتي القدس في المسجد الأقصى. لا شكّ أنّها زيارة رمزية، وهي زيارة سيتابعها الإسرائيليون والفلسطينيون بترقّب شديد عن قرب ليشاهدوا ما هي اللفتات الإنسانية التي سيمنحها البابا لكلا الشعبين.

اقرأوا المزيد: 559 كلمة
عرض أقل