في اليهودية، يعدو المجمع (الكنيس) كونه مجرّد مبنى؛ فهو عنوان رئيسي ومؤسسة تعبّر عن الهوية والتقاليد اليهودية، التي تتجسّد في النسيج الاجتماعي للمجتمعات اليهودية.
كانت هذه المجامع في الماضي منتشرة في جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مشكّلة مقرًّا لمجتمعات يهوديّة مزدهرة، يعود تاريخ بعضها إلى الأزمنة القديمة. لكنّ هذه الأعداد أخذت في التناقص منذ إنشاء دولة إسرائيل عام 1948 وحرب الأيام الستة عام 1967 جرّاء الاضطهاد والهجرات المتلاحقة، مخلّفةً بضعة آلاف من اليهود فقط في العالم العربي. ولا يزال بالإمكان العثور على قلّة من اليهود في دوَل ذات أكثرية إسلامية، كمصر، لبنان، إيران، وتونس.
إلى جانب تلك الجاليات، تنتصب المجامع القليلة المتبقية كشاهدٍ على ما كان يومًا مجتمعاتٍ يهودية مزدهرة في البلدان الإسلامية، مزوّدةً إيّانا بلمحة عن الهوية العربية – اليهودية الفريدة في الشرق الأوسط.
أعددنا لكم لائحة ببعض أبهى المجامع والهياكل في الدول ذات الأكثرية الإسلامية في الشرق الأوسط، من إيران إلى المغرب:
إلياهو هنفي (إيليا النبي)، سفاردي، مصر
إلياهو هنفي (إيليا النبي)، سفاردي، مصر
هذا المجمع السفاردي (اليهود الشرقيون) ذو الأعوام المئة والخمسين في الإسكندرية، مصر، هو أحد أكبر المجامع اليهودية في الشرق الأوسط، متباهيًا بأعمدته الرخامية الإيطالية الشاهقة، ومتّسعًا لأكثر من 700 شخص، مقدّمًا لنا لمحة فريدة عمّا كان يومًا مجتمعًا يهوديًّا نابضًا بالحياة في ذروته.
المجمع الأشكنازي، تركيا
المجمع الأشكنازي، تركيا
دُشّن هذا المجمع الأشكنازي (يهود أوروبا)، الذي صمّمه المهندس المعماريّ الإيطالي جابرييل تيديشي، عام 1900 في إسطنبول، تركيا، للمهاجرين اليهود من بولندا ومقدونية. نُقشت على التابوت الخشبي الأسود، الذي أُحضر من كييف، حروف عبراية. هذا الكنيس هو المجمع الأشكنازي الوحيد في البلاد.
صلاة الفاسيين، المغرب
صلاة الفاسيين، المغرب
أُعيد أوائل العام الماضي افتتاح هذا المجمع الذي يعود تاريخه إلى القرن السابع عشر في مدينة فاس المغربية، إحدى أقدم مدن العصور الوسطى في العالم. وجاءت إعادة الافتتاح بعد عامَين من مشروع ترميم وتجديد. إنه دليل على “غنى وتنوّع المكوّنات الروحية والتراث الأصيل للمملكة المغربية”، على حدّ تعبير الملك المغربي محمد السادس.
شاعر هشمايم، مصر
شاعر هشمايم، مصر
أحد أكبر المعابد اليهودية في مصر هو مجمع “شاعر هشمايم”، الذي يعني اسمه “بوّابة السماء”. جرى بناؤه عام 1905، وهو معروف أيضًا بمعبد شارع عدلي و”معبد الإسماعيلية”. يشبه الفنّ المعماريّ لهذا المعبد ذاك الذي للمعابد المصرية القديمة، وتزيّن نقوش زهور اللوتس والنباتات جدرانه الخارجية.
معبد بيت إيل، المغرب
معبد بيت إيل، المغرب
معبد بيت إيل في الدار البيضاء، المغرب، هو أحد أكبر المجامع اليهودية في المملكة، وهو المركز الديني والاجتماعي لسكّان المدينة اليهود.
نيفي شالوم، تركيا
نيفي شالوم، تركيا
يعود تاريخ “نيفي شالوم”، الذي يعني اسمه “واحة السلام”، إلى ثلاثينات القرن العشرين، وهو أكبر معابد إسطنبول اليهودية. للأسف، استهدفت هذا المعبدَ هجماتٌ وحشية لمتطرفين معادين لليهودية في العقود الأخيرة.
ماجين أبراهام، لُبنان
ماجين أبراهام، لُبنان
هذا المبنى هو آخِر ما تبقّى من المعابد اليهوديّة في بيروت، لبنان. بعد مغادرة آخر رجل دين يهودي عام 1975، تعرّض الكنيس لأضرار بنيوية شديدة خلال الحرب الأهلية اللبنانية بين عامَي 1975 و1990. مع ذلك، بدأت أعمال الترميم عام 2009، وجرت إعادة الجزء الداخلي إلى حالته السابقة، مع جدران زرقاء سماويّة ونوافذ على شكل قناطر.
الغريبة، تونس
الغريبة، تونس
يُعتقَد أنّ معبد الغريبة في الجمهورية التونسية، على بُعد 500 كيلومتر عن تونس العاصمة، يعود تاريخه إلى ما قبل 1900 عام، ما يجعله أقدم المجامع اليهودية في إفريقيا. استضاف المعبد في العام الماضي مئات اليهود من أوروبا، إسرائيل، وإفريقيا في رحلة حجّ استغرقت ثلاثة أيّام، وتمّت برعاية الشرطة التونسية المسلَّحة.
كنيس جرجيس، تونس
كنيس جرجيس، تونس
هذا المجمع الجاثم في جرجيس، تونس، هو موطن جالية يهوديّة يُقدَّر عددها بمئة شخص. وكان قد سبق لهذا المعبد الذي بُني القرن الماضي أن كان مقرًّا لجالية يناهز عددها الألف. عام 1982، أُحرِق هذا الكنيس بُعَيد الاحتلال الإسرائيلي للبنان، وأُتلفت أدراج التوراة التابعة للجالية، قبل أن يجري ترميم المبنى.
كنيس بول الشوبي، إيران
كنيس بول الشوبي، إيران
يشمل سكّان إيران الخمسة والسبعون مليونًا عشرين ألف يهودي، يشكّلون أكبر جالية يهودية في الشرق الأوسط خارج إسرائيل. معبد بول الشوبي موجود في العاصمة الإيرانية طهران.
بن عزرا، مصر
بن عزرا، مصر
لم يكن معبد بن عزرا في القاهرة، مصر، مجرّد مركز هامّ للصلاة والاحتفال ليهود مصر منذ القرن العاشر. فقد كان المعبد، الذي غالبًا ما يُشار إليه باسم معبد الجنيزة، الموقع الذي اكتُشفت فيه في القرن التاسع عشر الجنيزة القاهريّة، المُعتبَرة “أهمّ مصدر لفهم الحياة اليوميّة الدينيّة، الاجتماعيّة، والثقافية في حوض البحر المتوسّط خلال القُرون الوُسطى”. وفق الأسطورة المحليّة، بُني المجمع في المكان نفسه الذي وُجد فيه موسى على ضفّة نهر النيل.
نُشرت المقالة أوّلًا في موقع Mic.com
المصدر الأقرب إلى الحدث الإسرائيليّ
تلقّوا نشرتنا اليوميّة إلى بريدكم الإلكتروني