غال بروخين مع طلابه في الطـّيرة (لقطة شاشة)
غال بروخين مع طلابه في الطـّيرة (لقطة شاشة)

يهودي يفتح مدرسة كابويرا ناجحة في المدن العربية

شاب إسرائيلي يطلق حملة دعائية لجمع الأموال من الجمهور وفتح مدرسة لتعليم "الكابويرا" في مدينة الطيرة العربية

شاهد الكثير من الإسرائيليين في الفيس بوك حملة دعائية لجمع الأموال من الجمهور، بادر إليها غال بروخين، وهو شاب إسرائيليّ يسعى لتجنيد المال وفتح مدرسة لتعليم “الكابويرا” في مدينة الطيرة العربية. وفق أقواله، ستكون هذه المدرسة الخاصة الأولى لتعليم هذا الفن القتالي في المجتمع العربي في إسرائيل.

يعمل بروخين، ابن 30 عاما، مرشدا للكابويرا منذ 12 عاما، بدءا من عام 2008، بدأ يدرس فن القتال البرازيلي في مدينة الطيبة العربية. في صفحة الحملة التسويقية الرسمية، يوضح بروخين أنه بدأ بتمرير دروس الكابويرا للجمهور العربي دون أن يعرف أية كلمة عربية، ويتحدث كيف أصبح يتقنها لاحقا. “كانت الطريق مثيرة للتحدي في البداية، لأني لم أتقن اللغة. استعنت بمترجمة لترجمة أقوالي للطلاب. ولكن أصبحت اليوم، بعد مرور 10 سنوات، ناطقا وملما بالعربية وأنقل دروسا بالعربية دون الحاجة إلى الاستعانة بمترجم”، كتب بروخين.

غال بروخين مع طلابه في الطـّيرة (لقطة شاشة)

بعد سنوات تعلم فيها بروخين كثيرا وتنقل بين استديوهات ومراكز دورات مختلفة، قرر أنه آن الآوان لفتح مركز مستقل للكابويرا في مدينة الطيرة، يتيح للطلاب أن يتعلموا، يتقدموا، ويصبحوا خبراء محترفين. يسعى بروخين إلى نقل رسالة تقارب، تعاون، ومساواة عبر افتتاح مدرسة كهذه، يتعلم فيها الطلاب العرب واليهود معا. “الكابويرا مفتاح التعاون بين العرب واليهود”، كتب بروخين.

لهذا فتح حملة تسويقية لجمع الأموال من الجمهور تحت عنوان “الكابويرا في ظل التعايش”، وهي تهدف إلى تجنيد المال من الجمهور الواسع لإقامة مدرسة كابويرا. يأمل بروخين أن يتمكن من استئجار موقع للتدريب وتجنيد الطلاب من المدن العربية الأخرى في المنطقة مستعينا بأموال التبرعات.

اقرأوا المزيد: 228 كلمة
عرض أقل
القرعة الكبيرة التي زرعها أحمد جلجولي من قرية الطيرة في إسرائيل
القرعة الكبيرة التي زرعها أحمد جلجولي من قرية الطيرة في إسرائيل

بالصور: أكبر قرعة في الشرق الأوسط

نجح فلاح عربي من قرية الطيرة في إسرائيل في زراعة قرعة كبيرة جدا مُستخدما تقنية زراعة، ري، وتسميد خاصة: "ازداد وزنها 20 كيلوغراما يوميا"

20 يوليو 2017 | 10:49

زرع أحمد جلجولي من قرية الطيرة في إسرائيل قرعة وصل وزنها إلى أكثر من 510 كيلوغرامات. في مقابلة معه لصحيفة “يديعوت أحرونوت” قال أحمد إن الحديث يدور عن أكبر قرعة في إسرائيل وربما في الشرق الأوسط كله. وتابع متحمسا: “ازداد وزنها بـ 20 كيلوغراما يوميا عندما كانت في ذروة نموها”.

ويحب أحمد الزراعة، واتخذ فكرة تربية قرعة كبيرة من الولايات المتحدة الأمريكية. “يدور الحديث عن قرعة من نوع أطلسي”، وفق أقواله. “شاهدتُ هذا النوع في الولايات المتحدة في المسابقات السنوية لتربية أكبر قرعة”. وفق أقواله. “لقد وصلت القرعة إلى هذا الحجم بفضل طريقة تربيتها. فهناك طرق لتربية النباتات وتقليم الأغصان، بحيث يمكن زيادة الجذور. وفق هذه الطريقة تمتد النبتة وجذورها أيضا على طول نحو 70 سنتمترا. ونتيجة لهذا يجب ري كل منطقة النبتة”.

القرعة الكبيرة التي زرعها أحمد جلجولي من قرية الطيرة في إسرائيل
القرعة الكبيرة التي زرعها أحمد جلجولي من قرية الطيرة في إسرائيل

وقد ازداد وزن النتبة أثناء الذروة بـ 20 كيلوغراما يوميا. “تكمن الصعوبة في تربية نبتة كهذه في الحفاظ عليها سليمة وقوية وذلك لكثرة الحشرات الضارة دون توقف. للنجاح في تربية القرع هناك حاجة إلى ثلاث نقاط: الكثير من المعرفة، السماد، والمياه.

اقرأوا المزيد: 162 كلمة
عرض أقل
جولات رمضانية في الطيرة (Noam Moskowitz)
جولات رمضانية في الطيرة (Noam Moskowitz)

بين المقلوبة والقطايف: الإسرائيليون يكتشفون ليالي رمضان

تنتشر في الطيرة في أمسيات شهر رمضان عشرات أكشاك الطعام في الشارع، التي تجذب الكثير من السيّاح اليهود من أجل معايشة تجربة رمضان والتعرف عن قرب على جيرانهم الصائمين

في وقت ما قبل الغروب. لا تزال الشمس تسلّط أشعّتها على رؤوس أهل المدينة وبعد ساعات قليلة سيأتي الغروب وتبدأ السماء الزرقاء بالاسوداد. تبرز حافلة ممتلئة بالمسافرين اليهود من ضواحي المدينة، ورويدا رويدا يبدأ الضيوف اليهود الذين جاؤوا خصّيصا إلى الطيرة بالنزول منها من أجل معايشة تجربة “ليالي رمضان”.

جولات رمضانية في الطيرة (Noam Moskowitz)
جولات رمضانية في الطيرة (Noam Moskowitz)

ماذا يعلم الإسرائيلي العادي في الواقع عن الصوم في رمضان؟ ربما يعلم الكثيرون أنّه بدأ قبل عدة أيام، وأنّه يستمر لشهر، وبأنّه يتمّ في ساعات النهار، وينتهي مساء كل ليلة. بل وحتى من يعلم أكثر، فهو لم يشهد بالضرورة الأجواء في شوارع البلدات العربية في إسرائيل في هذه الفترة.

في شهر رمضان، تخضع البلدات العربية إلى تحوّل في كلّ أمسية: من الصمت النموذجي في الشوارع، والتي تشير إلى قرب الإفطار، إلى الشوارع الحيوية بعده. وقد أدركت بعض البلدات العربية هذه الإمكانات الترفيهية، وحوّلت الشهر إلى تجربة سياحية.

تجري في البلدات العربية في جميع أرجاء البلاد جولات للجمهور اليهودي بهدف التعرف على الأماكن، العادات، السكان وتقاليدهم، وبالطبع نكهات المطبخ العربي خلال شهر رمضان.

جولات رمضانية في الطيرة (Noam Moskowitz)
جولات رمضانية في الطيرة (Noam Moskowitz)

تبدأ هذه الجولات المنظّمة في ساعات ما بعد الظهر، وتوفر لمحة عن البلدة التي هي في سياق الاستعدادات للإفطار وحتى ساعات ما بعد الإفطار، حيث تكون الشوارع نابضة بالحياة ومليئة بحركة الناس.

جزء كبير من هذه الجولات هو نتيجة لمشروع تابع لجمعية “سيكوي” – وهي جمعية يهودية – عربية تنشط لتعزيز المساواة والتعايش المشترك بين اليهود والعرب.

إيلانيت مركزة الجولات (Noam Moskowitz)
إيلانيت مركزة الجولات (Noam Moskowitz)

وقد قاد الجولة في شوارع الطيرة، ابن البلدة، المرشد أبو أيمن. وخلال المشي شرح عن الإفطار في رمضان ولماذا تعجّ شوارع المدينة بالحياة قبل ساعات قليلة من الإفطار قائلا: “يقوم المسلمون في هذه المرحلة بالاستعدادات والتسوق الأخير قبل وجبة الإفطار. الفلافل والحمص هما سلعتان مطلوبتان جدا على مائدة الإفطار وتقدم المحلات في الطيرة في هذه الفترة حملات اقتصادية لشراء سلع العيد”.

كان السوق مزدحما بالسيارات العائلية التي سعت وراء أكشاك المعجنات الحلوة، القطايف، العوّامة والكنافة. نزل الأولاد من سيارات أهلهم من أجل شراء الخبز وحمل آخرون معهم قناني المشروبات المحلاة من المحلات التجارية المزدحمة.

مرشد الجولات الرمضانية، أبو أيمن (Noam Mokowitz)
مرشد الجولات الرمضانية، أبو أيمن (Noam Mokowitz)

وفي محادثة لطيفة مع رعوت، المرشدة اليهودية التي رافقت إرشاد أبو أيمن، فهمت أهمية هذا المشروع الاجتماعي: “تخيّل الناس في الطيرة يعيشون على مسافة أقل من بضع دقائق من البلدات اليهودية المجاورة، ولم يجرِ في أية مرة بينهما لقاء حميمي أو علاقات جيرة حقيقية. في جولات ليلات رمضان، يكتشف السياح اليهود عالما جديدا لم يعايشوه أبدا”.

رعوت، المرشدة اليهودية التي ترافق الجولات الرمضانية (Noam Moskowitz)
رعوت، المرشدة اليهودية التي ترافق الجولات الرمضانية (Noam Moskowitz)

وتخبرني إيلانيت، مركزة المشروع، بأنّه من عام لآخر هناك زيادة مطّردة في عدد السياح الإسرائيليين – اليهود الذين يسعون إلى معايشة تجربة التجوّل في البلدات العربية وليس فقط في ليالي رمضان: “للأسف الشديد في رمضان الماضي حدثت هنا حرب ولم يأتِ السياح. وقد نشأ في هذه السنة طلب كبير على هذه الجولات. ومن خلال القصص التي يحكيها لي السياح يمكنني أن أقول إنّه يوجد هنا اهتمام كبير بالتعرّف عن قرب، بإيجاد لغة مشتركة وإدارة حياة مشتركة. قبل فترة قصيرة تلقّيت طلبًا خاصّا. توجّهت إلينا أسرة إسرائيلية يهودية وطلبت عدم المشاركة في هذه الجولات المصحوبة بمرشدين، وإنما أرادت التعرف على أسرة عربية محلية من إحدى القرى، الجمع بينهما، ودعوتهما إلى وجبات مشتركة. ستتم استضافة الأسرة اليهودية في منزل الأسرة العربية لوجبة الإفطار، وبعد ذلك ستجري زيارة متبادلة”.

جولات رمضانية في الطيرة (Noam Moskowitz)
جولات رمضانية في الطيرة (Noam Moskowitz)

المستفيدون المباشرون من حركة جولات رمضان هم أصحاب المصالح، المطاعم والاستراحات، المحلات التجارية والبسطات، التي تلامس السياح مباشرة. بحسب كلام رعوت: “تزيل هذه الجولات حواجز الخوف، حيث تسمح للمتجوّل الدخول إلى البلدات العربية حتى في وقت لاحق”.

وكان أبرز ما في الجولة هو زيارة قصيرة للمسجد القديم في الطيرة. طُلب من النساء في المجموعة ارتداء منديل على رؤوسهنّ وخلعَ الجميع أحذيتهم لدى دخولهم إلى المسجد، حيث مرّرَت هناك المرشدة رعوت، درسا قصيرا حول أركان الإسلام وأهمية الصلاة وطريقة الصلاة. في الجزء السفلي من المسجد بدأ شباب المدينة بإعداد كؤوس الماء البارد واللبن لتعزيز وصول الصائمين قبيل صلاة المغرب.

جولات رمضانية في الطيرة (Noam Moskowitz)
جولات رمضانية في الطيرة (Noam Moskowitz)

بدأ الضجيج والصخب يخليان طريقهما للصمت المسيطر عليه، لحظات قليلة قبل أذان المغرب. سارع أبو أيمن إلى جعل السياح يصعدون على سطح أحد المنازل المجاورة وطلب من الجميع أن يكونوا هادئين من أجل الإنصات إلى صوت المؤذن والانبهار من الهدوء المثالي للمدينة الكبيرة التي تنغلق على ذاتها أثناء الإفطار. “الضجيج الوحيد الذي ستسمعونه الآن وفي النصف ساعة القادمة هو قعقعة الشوك والسكاكين في الصحون الممتلئة بالطعام فوق طاقتها”.

الشيء الوحيد الذي بقي في الجولة هو الانضمام لأسرة محلية والاستضافة لديها لوجبة الإفطار. بنظام رائع تصعد مجموعة المتجوّلين في أعلى أحد شوارع المدينة الداخلية باتجاه منزل فتية وفتحي دعاس.

فتية دعاس (Noam Moskowitz)
فتية دعاس (Noam Moskowitz)

وتُعرف المستضيفة في الطيرة جيّدا كإحدى أفضل الطهاة. وقد استضافتنا جميعا على سطح منزلها. تنهار مائدة الطعام تحت الحِمل: أنواع السلطات والمخلّلات المنزلية، الحمص، حساء الملوخية، ورق العنب المحشوّ، المقلوبة، صينية كفتة، مفتول وجبال من الأرز مع اللوز.

يتصارع المتجوّلون الجائعون على الطعام المتبخّر ويتفرّغون ليتذوّقوا من المأكولات الكثيرة. في الجانب الآخر من السطح حرصت فتية أيضًا على إعداد الحلويات، القطايف، والعوامة والبطيخ البارد مع الجبنة المالحة.

رويدا رويدا يتوجّهون لإقامة العلاقات الاجتماعية والتعارف مع أبناء الأسرة. خارج المنزل، في الحيّ بالأسفل يعود الصخب. يلعب الأطفال بالألعاب النارية وفي كل زاوية يمكن أن نرى أشخاصا يجلسون في غرفة الجلوس ويشاهدون برامج رمضان.

جولات رمضانية في الطيرة (Noam Moskowitz)
جولات رمضانية في الطيرة (Noam Moskowitz)

تتفرّغ فتية لتخبر ضيوفها كيف بدأت مشروع الطبخ المنزلي. ربّة بيت بدأت قبل نحو 12 عاما ببيع أطباق تقليدية من مطبخ منزلها وهي تدير اليوم مطعما للحفلات للمناسبات الكبيرة والصغيرة.

لدى البلدة العربية في إسرائيل إمكانية سياحية كبيرة، والتي لم تُكتشف بعد. تعمل جمعية سيكوي ونشطاء اجتماعيون كثر بلا كلل من أجل التقريب بين السكان العرب واليهود من خلال الطعام، الروائح، الثقافة والموسيقى المشتركة والتي تشكّل فسيفساء الحياة المشتركة في إسرائيل.

اقرأوا المزيد: 845 كلمة
عرض أقل
طائرة في الجو (Thinkstock)
طائرة في الجو (Thinkstock)

تفسير الظواهر الغريبة في الطائرات

أمامكم بعض الحقائق حول الرحلات الجوية، تفسير التعليمات المختلفة في الطائرة وغيرها من التفاصيل حول عالم الطيران

رغم أنها معنا منذ 111 عام، وتجري كلّ يوم أكثر من 90000 رحلة جوية تجارية في العالم، فإنّ ظاهرة الطيران لا تزال غريبة بالنسبة لبعضنا. كم بالحري حين تكون هناك تعليمات غير واضحة نتلقّاها من الطاقم الجوّي (المضيفات والطيّارين) في كلّ رحلة جوّية نقوم بها. جمعنا لكم بعض الأسئلة الغريبة والشائعة وحاولنا الإجابة عليها

لماذا يتم إغلاق الأضواء عند الإقلاع؟

قُبيل الإقلاع تطفئ المضيفات الأضواء تمامًا في النهار، ويجعلنها خافتة ليلا ويتركّن أضواء الطوارئ. السبب: تعمل محرّكات الطائرة عند الإقلاع بكامل قوّتها، ولأنّ النظام الكهربائي في الطائرة يأخذ قوّته من المحرّكات، فيحاول الطاقم الحدّ من استهلاك الكهرباء في الطائرة عند الإقلاع حتى يسمح للمحرّكات بالعمل بكامل قوّتها.

إلى أين تذهب مياه الصرف الصحّي؟

ما يتركه المسافرون في المراحيض يذهب بالضبط إلى نفس المكان سوية مع مياه الصرف الصحّي إلى الأرض؛ حين تهبط الطائرة يتم إيصال أنبوب إلى الحاوية التي جمعت ما ينزل في دورات المياه والبالوعات إلى نظام الصرف الصحّي في المطار. تُبنى مواقف الطائرات مسبقًا مع توصيلات لنظام الصرف الصحّي، لهذا السبب تمامًا.

عند الهبوط الليلي تكون المقصورة مظلمة لتعويد الركّاب على الظلام في حال كانت هناك حاجة للإخلاء في حالات الطوارئ (Thinkstock)
عند الهبوط الليلي تكون المقصورة مظلمة لتعويد الركّاب على الظلام في حال كانت هناك حاجة للإخلاء في حالات الطوارئ (Thinkstock)

ما هو الدخان الذين يخرج من العجلات عند الهبوط؟

في الطائرات هناك بين 6 إلى 22 عجلة، لا تدور خلال الطيران. في الوقت الذي تلامس فيه الطائرة المسار تتسارع العجلات دفعة واحدة من صفر إلى 150 كيلومتر في الساعة، و”الدخان” الذي نراه من العجلات هو في الواقع غبار وبقايا مطّاط تطايرت من العجلات أثناء الهبوط. وهذا هو السبب أيضًا بأنّ هناك حاجة لتغيير عجلات الطائرات بوتيرة عالية جدّا ويجب تنظيف بقايا المطاط من مسارات الهبوط بشكل متكرّر.

لماذا يجب فتح النوافذ قبل الهبوط؟

عام 1989، تحطّمت طائرة تابعة لشركة الطيران “بريتيش ميدلاند” بعد أن اشتعل أحد محرّكاتها بالنيران، ولكنّ الطيّار أوقف تشغيل المحرّك الثاني بالذات عن طريق الخطأ، وكانت النتيجة أن كلا المحرّكين لم يعملا وتحطّمت الطائرة. منذ ذلك الحين، تم وضع تعليمات بأنّ تُفتح جميع النوافذ قبل الهبوط بحيث يتمكّن المسافرون من مشاهدة ما يحدث في الخارج ومن تحديث فريق الطائرة بالأمور التي يمكن رؤيتها من قمرة القيادة. بالإضافة إلى ذلك، ففي الهبوط الليلي تكون المقصورة مظلمة لتعويد الركّاب على الظلام في حال كانت هناك حاجة للإخلاء في حالات الطوارئ.

ما هو الجزء الأغلى ثمنًا في الطائرة؟

الجزء الأغلى في الطائرة هو المحرّكات، التي تمثّل ربع سعر طائرة جديدة وفي حالة طائرة مستخدمة مع محركات جديدة؛ فيمكن أن تصل إلى نصف سعر الطائرة الشامل.

كم من الطعام يوجد في الرحلة الجوّية؟

في الرحلة الجوّية الطويلة يجب إطعام أكثر من 400 راكب، على الأقل وجبتين لكل مسافر. وهذا يعني أنّه في الرحلات الجوية طويلة المدى، يوضع على متن الطائرة أكثر من ثلاثة أطنان من الطعام. لا توجد أفران ميكروويف في المطابخ، ويجب تسخين جميع الوجبات في أفران مخصّصة لتسخين مئات الوجبات في وقت واحد.

سيسنا 172، طائرة خفيفة بمحرّك واحد تُصنع منذ العام 1955، وهي الطائرة الأكثر شيوعًا في العالم (Thinkstock)
سيسنا 172، طائرة خفيفة بمحرّك واحد تُصنع منذ العام 1955، وهي الطائرة الأكثر شيوعًا في العالم (Thinkstock)

لماذا تكون الرحلة الجوّية إلى الغرب أطول من الرحلة الجوّية إلى الشرق؟

يسبّب دوران الكرة الأرضية إلى أنّ تكون في الجزء الشمالي من الأرض، الرياح من الغرب إلى الشرق. ولذلك، حين تطير الطائرة إلى الغرب فهي تطير بعكس اتجاه الريح ممّا يبطئ سرعتها، وحين تطير إلى الشرق تطير مع اتجاه الريح، ممّا يسرّعها. ولذلك، ففي الطيران نحو الشرق تطير الطائرة أسرع، بسرعة 70 حتى 100 كيلومتر في الساعة، وتكون الرحلة الجوّية أقصر. في الشتاء، حين تكون الرياح أقوى، فإنّ الفجوة بين الرحلات الجوية غربًا وشرقًا يمكن أن تكون أكبر.

ما هي الطائرة الأكثر شيوعًا في العالم؟

سيسنا 172، طائرة خفيفة بمحرّك واحد تُصنع منذ العام 1955، وهي الطائرة الأكثر شيوعًا في العالم، تم تصنيع ما لا يقلّ عن 43,000 طائرة منها. الطائرة التجارية الأكثر شيوعًا هي من طراز بوينج 737، والتي تتواجد نماذجها المختلفة في التصنيع منذ العام 1966، وتمّ تصنيع 8,000 طائرة منها وما زالت قائمة الطلب عليها طويلة.

اقرأوا المزيد: 562 كلمة
عرض أقل
غالب مجادلة (Olivier Fitoussi /Flash90)
غالب مجادلة (Olivier Fitoussi /Flash90)

غالب مجادلة – العربي الأوّل في الصندوق القوميّ اليهودي

مجادلة، الذي دخل التاريخ كأوّل وزير مُسلم في دولة إسرائيل، سيدعم برامج من أجل رفاه عرب إسرائيل. حسب تعبيره، "ما يجمعنا أكثر ممّا يفرّقنا"

عُيّنَ الوزير السابق غالب مجادلة مستشارًا خاصًّا للمجتمع العربي في الصندوق القوميّ اليهودي (كيرن كييمت ليسرائيل)، كما نشرت اليوم صحيفة “معاريف”. ويُعتبَر الأمر تطوّرًا مثيرًا للاهتمام، لأنه على مدى سنوات كان هدف الصندوق امتلاك أراضٍ لصالح الاستيطان اليهوديّ في إسرائيل، أمّا التعيين فيشهد على تغيُّر دوره في القرن الحادي والعشرين.

أُنشئ “الصندوق القوميّ اليهودي” عام 1901 في إطار “المؤتمر الصهيوني”، من أجل المساعدة على تقوية الاستيطان اليهودي في فلسطين. وكانت أوّل الأراضي التي اشتراها الصندوق عام 1904 في منطقة مدينة اللد في المركز، وفي طبريا شمالًا. وسكن في تلك الأراضي أوائل اليهود الذين قدِموا في مطلع القرن العشرين. واشترى الصندوق لاحقًا أراضي في جميع أنحاء البلاد.

مع إنشاء دولة إسرائيل، غيّر الصندوق أهدافه، وبدأ بغرس غابات في أرجاء البلاد. منذ سنوات، يدّعي كثيرون في إسرائيل أنّ الصندوق أضحى منظمة قديمة لا مبرّر بعد لوجودها. من جهته، يقول الصندوق القوميّ إنه غرس في السنوات المئة الأخيرة ما يقارب 240 مليون شجرة في جميع أرجاء البلاد – لكن يجري التشكيك في هذا الرقم. كذلك، صدرت اتّهامات قاسية حول الإدارة الاقتصادية التبذيرية للصندوق الذي يموّله المال العامّ.

أحد الادّعاءات الأكثر شعبيّة هو أنّ الصندوق يمارس التمييز ضدّ المواطنين العرب، ويهتم بمصالح اليهود حصرًا. إذا كان الأمر كذلك، نأمل أن يكون تعيين مجادلة شاهدًا على اهتمام مستجدّ بالسكّان العرب. كما هو معلوم، سبق لمجادلة أن دخل صفحات التاريخ في الماضي حين عُيّنَ أول وزير عربي (غير درزيّ) في إسرائيل.

وسيكون مركز نشاط مجادلة في الصندوق إنشاء “غابة جماهيريّة” مجاورة لقرى وبلدات عربية إلى جانب الغابات القائمة، إعداد طرق للمشي وطرق للدراجات الهوائيّة، تطوير متنزهات على أطراف قريتَي الطيرة وعيلبون، وغير ذلك. “أنا واثق من أنه عبر العمل المشترك مع الصندوق، سيُدرك جميع مواطني الدولة أنّ ما يجمعنا أكثر ممّا يفرّقنا”، قال مجادلة لصحيفة “معاريف”، مُضيفًا أنّه “عبر هذا النشاط، سنتمكّن من تعزيز الحياة المشتركة لنا جميعًا، ونساهم في تحسين جودة الحياة والبيئة في البلدات العربيّة”.

اقرأوا المزيد: 297 كلمة
عرض أقل
سيد قشوع (تصوير: أفيرم ولدمن)
سيد قشوع (تصوير: أفيرم ولدمن)

سيد قشوع: أحد الكتاب الإسرائيليين الموهوبين

يبدأ هذا المساء الموسم الرابع من المسلسل "شغل عربي". نقدم لكم مقالا حول كاتب المسلسل، سيد قشوع

بدأ قبل أسبوعين بث الموسم الرابع من المسلسل “عفوداه عرفيت” (“شغل عرب”) في القناة الإسرائيلية الثانية. لقد تحول المسلسل الذي يصف الواقع الإسرائيلي من وجهة نظر عربية، إلى ظاهرة لم يسبق لها مثيل، حين تم وضع عائلة عربية في زمن البث الأكثر مشاهدة في إسرائيل، وحظيت بنجاح كبير. استعدادا لبدء عرض الموسم الرابع من المسلسل هذا المساء، نقدم لكم مقالا حول كاتب المسلسل، سيد قشوع، الذي توّجه كثيرون كأحد الكتاب الإسرائيليين الموهوبين وذوي التأثير الأكبر. 

يكتب الكاتب العربي الإسرائيلي الساخر سيد قشوع زاوية أسبوعية في صحيفة “هآرتس”، برنامج كوميدي واسع الانتشار في ساعات الذروة في التلفزيون الإسرائيلي، وثلاث روايات حظيت باستحسان النقاد. وكل ما يفعله، يفعله باللغة العبرية. إنه الغريب الذي شق طريقه إلى الحظيرة.

تقول دانا أولمرت، منظرة أدبية، محررة، وابنة رئيس الحكومة السابق إيهود أولمرت: “سيد قشوع يكتب ضمن كونه حقا كاتبا مهجرا حائرًا بين التقليد والهوية. فهو لم يعد جزءا من الثقافة العربية التقليدية، لأنه تلقى تعليمه باللغة العبرية وفي مدرسة يهودية. إنه إسرائيلي أكثر من أيّ شيء آخر”.

قشوع ابن السابعة والثلاثين معتاد على تعاطي الكحوليات وهو يدخن السيجارة تلو الأخرى، يتميز وجهه الطفولي بانتفاخات تحت عينيه، وغالبا ما ينتهي كلامه بتمتمة يتعذر فهمها. يكشف قشوع في زاويته الأسبوعية في صحيفة “هآرتس”، عن توعكه المستمر، شعوره المترسخ بعدم الأمان، وصراعاته المتعثرة مع الأبوة، الحياة الزوجية، والطموح المهني. ليس قشوع سوى قاصًا روائيا مركَّبًا.

نشأ في “الطيرة”، الواقعة في منطقة المثلث في إسرائيل، والمجاورة للخط الأخضر الذي يفصل إسرائيل عن الأراضي الفلسطينية. الأغلبية الساحقة من عرب إسرائيل – الذين يشكلون 20 في المئة من السكان، ويعرّفون أنفسهم كفلسطينيين – يعيشون في المثلث وفي الجليل.

في العام 1990، إذ بلغ 15 سنة، التحق قشوع بالأكاديمية الإسرائيلية للفنون والعلوم (IASA)، وهي مدرسة داخلية في القدس للمراهقين الموهوبين. وسرعان ما أدرك أن مجرد حضوره أثار الشبهات. “كرهتُ المدينة فور دخولها”، يكتب قشوع عن انتقاله إلى القدس. “في أول سفرة لي في الباص، دخل جندي وصنفني حالا كعربي: شاب يغادر قريته للمرة الأولى، بملابس عربية، شارب عربي خفيف، والأكثر تعبيرًا هو مظهر العربي الخائف. كانت هذه أول مرة أستقل فيها الباص ويتم تفتيشي فيها. هذا الأمر تطلب مني إخفاء هويتي الخارجية بعض الوقت”.

هذا الغوص في قلب المجتمع اليهودي – الإسرائيلي هو الذي خلّف التناقض الوجودي الذي يربك قشوع حتى اليوم. في الأكاديمية، تعلم كيف يبدو ويتصرف كإسرائيلي. تمرس هناك في اللغة العبرية وكل التشعبات الثقافية المشتقة عنها. منذ ذلك الحين، أصبح دون شك الكاتب العربي الأبرز في إسرائيل، وقد أصبح كذلك عن طريق الكتابة باللغة العبرية فقط.

سيد قشوع (تصوير: أفيرم ولدمن)
سيد قشوع (تصوير: أفيرم ولدمن)

يُقحم قشوع نفسه في كل ما يكتبه، وهو يفعل ذلك بطريقة لطيفة جدا. سخريته الذاتية خبيثة. عوضا عن تسمية أبطال رواياته “سيّد” يختار عدم تسميتهم إطلاقا؛ لكن المرء لا يحتاج إلى الكثير من التحليل ليفهم أنهم انعكاسات لشخصه.

“أحب التعامل مع الشخصيات التي أعرفها بشكل أفضل”، يقول قشوع في مقابلتنا الأخيرة. ويضيف دون أن يتردد: “أنا أعشق نفسي”. يجلس قشوع في مكتب يملؤه الدخان في الستوديو الذي يتم فيه إنتاج البرنامج التلفزيوني الناجح “عفوداه عرافيت” (شغل عرب)، وهو متحفظ، ودي ولكن حذر، وغالبا ما يكون غير متحيز أيضًا. يقدم الكثير من السخرية والسخرية المرّة، ولكن القليل من الإجابات المباشرة ذات القيمة. يبدو وكأنه يقول إن عمله يجب أن يتحدث عن نفسه. وهو يفعل ذلك على عدة أصعدة.

الشخصية المركزية في كل من روايات قشوع الثلاث هي عربي إسرائيلي بائس، ليس بطلا، ودون اسم. عمله الأول،  “عرب راقصون”، هو الأكثر وضوحا كسيرة ذاتية. فالرواية تتحدث عن طفل فلسطيني من الطيرة يلتحق بمدرسة داخلية محترمة في القدس، وينتهي به الأمر حائرا بين هويتين منفصلتين. بدلا من تعريف نفسه بطريقة أو بأخرى، ينجرف دون اسم نحو سن البلوغ، حاملا على عاتقه هم قومية عائلته المفرغة، ومسحوبا إلى الأسفل بملل الحياة اليومية.

“بطل [قشوع] لا إله له. فهو لا يهدّد بالعنف، ولا يطلب الشفقة، ” تكتب البروفيسورة مريم شليزنغر، التي ترجمت أعمال عدد من الكتاب العبريين المحترمين أمثال إتغار كيريت، أ.ب. يهوشوع، وشاي عجنون. “حياته كناية عن حفلة تنكرية، ورغم أنه يخون نفسه، ينكر نفسه، ويسكب نفسه في شخصية جديدة في كل مرة، فإنه صادق دائمًا. ولا يمكن لأي قارئ، محليا كان أم أجنبيا، أن يبقى لا مباليا إزاء حقيقته”.

لكن الحقيقة، كالحضارة، فهي نسبية. قال يوسف حاييم برنر، أحد روّاد الأدب العبري الحديث، يوما: “ذرّة حقيقية واحدة أكثر قيمة بالنسبة لي من كل الشعر الممكن”.

الراوي المجهول لرواية “ليكن صباحٌ” هو – كقشوع نفسه – صحفي عربي يعمل في صحيفة إسرائيلية. لكن بخلاف قشوع، الذي انتقل قبل سنوات من منطقة بيت صفافا العربية في القدس الشرقية إلى القدس الغربية اليهودية، يقرر بطل الرواية نقل زوجته وطفلته إلى مسقط رأسه في بلدة عربية إسرائيلية مجاورة للضفة الغربية.

"ليكن صباح" لسيد قشوع
“ليكن صباح” لسيد قشوع

تجري أحداث الرواية إبان انتفاضة الأقصى في أواخر العام 2000. تتحفز الشخصية المركزية في رواية قشوع للعمل، كما يخبر القارئ، جراء يومَين من الشغب. كصحفي، يُكلّف بطل ليكن صباح بحضور مآتم ومقابلة العائلات الثكلى. خلال ذلك، ينكسر شيء داخله.

“غيّر هذان اليومان حياتي،” يكتب قشوع على لسان الراوي بضمير المتكلم. “فجأة، بدأت حياتي كغريب، والتي كانت لها حسناتها، بالتوغل في الطريق. كوني غريبا هو ما أهلني لعملي وموقعي، وأعطاني اللغة التي أحتاجها لأكون محترفا بما فيه الكفاية كصحفي. كوني غريبا كان البداية لوضع حياتي في دائرة الخطر”.

لذلك يعود إلى موطنه، دون أن يأخذ بالاعتبار، أنه في الوقت الذي لم تتغير قرية طفولته فيه، فقد تغيّر هو. فيما ترغي السياسة وتزبد خارج حدود القرية، ينتهي الأمر بالراوي إلى الوقوع في تخبطات دائمة، محكومًا عليه ألا يشعر بالانتماء إلى أي مكان.

قد يكون شريك قشوع الأقرب هو شاي كابون، مخرج إسرائيلي بارز يخرج  “عفوداه عرافيت”. والآن، بعد إنتاج الموسم الرابع،  عفوداه عرافيت هو أحد البرامج الكوميدية الإسرائيلية الخمسة الأولى في كل الأزمنة، وبرنامج رائد دون منازع بالنسبة للممثلين العرب الإسرائيليين.

باستثناء برامج التلفزيون الواقعي، فإن  عفوداه عرافيت هو البرنامج الوحيد في التلفزيون الإسرائيلي الذي يعرض شخصيات عربية رئيسية، والوحيد بالتأكيد الذي يدور جزء كبير من الحوار فيه بالعربية. تعترف المجموعة الإعلامية الإسرائيلية “كيشيت” أنها خاطرت مخاطرة كبيرة حين أطلقت البرنامج عام 2007، وكانت مستعدة لرد فعل عنيف في البداية. وقد أتى رد الفعل العنيف – من الإعلام العربي في إسرائيل. جرى اتهام قشوع بالبذاءة، التنميط، وحتى الخيانة. لكن الإسرائيليين اليهود، الذي خافت “كيشيت” من أن يهتاجوا، شاهدوا وضحكوا فقط في الغالب.

“عندما يكتب عربي بالعبرية، فهو يربك هذه الألفة لأنه يتبين فجأة أن بإمكانك أن تنطق وتكتب بالعبرية دون أن تكون صهيونيا … إنه يكتب للجمهور اليهودي، وعندما نقرأه نشعر بالارتباك. من جهة تتعاطف مع تجاربه، ومن جهة أخرى، فهي مرآة صعبة جدا للنظر من خلالها”

“لن يقبل سيّد أن أقول ذلك، لكنني أعتقد أن هذا البرنامج أحدث تغييرا كبيرا في المجتمع الإسرائيلي”، يقول كابون. “إنها المرة الأولى التي ترى فيها عربيا كإنسان عادي معرّضًا للهجوم على التلفزيون الإسرائيلي. ليس كإرهابي ولا كضحية. ليس كأي شيء، بل كإنسان عادي كأي واحد فينا”.

بسبب القيود التي يفرضها التلفزيون، اضطر قشوع إلى تسمية الشخصية المركزية في البرنامج باسم محدد. فهو يُدعى أمجد، وهو (مرة أخرى) صحفي يكتب في جريدة عبرية. كقشوع نفسه، أمجد متزوج من عاملة اجتماعية عربية إسرائيلية؛ وهو كصانعه، يرسل أبناءه إلى مدارس عبرية. يجسّد أمجد نسخة مبالغًا فيها من هوية قشوع المضطربة. يُعتبر قشوع، في إسرائيل، وهي أمة مبتلاة برهاب الأجانب وبالعنصرية العرضية، نسخة محسنة عن العربي الجيد، العربي الذي يتجاوز الأمور، الذي لا يجرؤ على المهاجمة.

لكن ليس ثمة قطاع من المجتمع الإسرائيلي لا يمسه برنامج عفوداه عرافيت. من العلماني إلى الأرثوذكسي، مرورًا برفاقه العرب، يستخدم قشوع مهاراته الكوميدية البارعة والحوارات الثاقبة ليعرّي النفاق المنتشر في إسرائيل، بمحافظيها العنصريين، لبرالييها التبريريين، وعجز كل شخص في المركز. يمكنه أن يفعل ذلك، لأنه مهما كان المكان الذي يقف فيه، فقشوع يراقب من الخارج.

ممثلو "شغل عرب"
ممثلو “شغل عرب”

قشوع وكابون صديقان حميمان، يقضيان الكثير من الأمسيات بعد الإنتاج في السمر معًا. عملهما الإبداعي متضافر جدا بحيث يتقاسمان مكتبًا، جالسَين خلف طاولتَين متوازيتَين، مواجهَين أحدهما للآخر، بحيث يتمكنان من تمرير الأفكار، الإهانات، والسجائر أحدهما للآخر.

سألتُ كابون عن التشابهات بين حياة أمجد وحياة قشوع. “لا يمكنك أن ترسم شخصية بعيدة جدا عنك أنت،” يقول كابون. “لذلك نعم، أظن أنّ أمجد قريب جدا من سيّد. فهو يتلاعب بلون معين من شخصيته. بالطبع، أمجد هو أكثر تعقيدًا. فشخصيته متعددة الألوان. لكن هذا لون بارز، وهذا ما نراه في البرنامج”.

لذلك لا عجب أن مآزق قشوع الوجودية تتجلى بطريقة جديدة عبر أمجد. خلال الموسم الثالث من عفوداه عرافيت، يذهب أمجد إلى برنامج “الأخ الأكبر” الإسرائيلي ويتظاهر (ربما بقدرة شديدة على الإقناع) أنه إسرائيلي يهودي؛ يزعم أن لديه أختًا لبرالية، ذات فكر حر ليثبت تعاطفه مع النسوية؛ وبما أنه لا نباتيين عربًا، يقرر الامتناع عن أكل اللحوم ليصبح “متحضرا”.

لكن الحلقة الأخيرة في الموسم تتخذ دورا أكثر جديا. تدوي صفارة إنذار من غارة جوية في منتصف الليل، ما يؤدي إلى تدافع كل سكان شقة أمجد في القدس إلى الملجأ. يعلق يوسكي ويوكابد المسنان، العروسان الجديدان العربية واليهودي أمل ومئير، أمجد، وزوجته بشرى، وأولادهما خلف باب فولاذي. بفقدان الاتصال بالهواتف الخلوية وبانعدام أية وسيلة للتحقق مما يثير الرعب في الخارج، يبدأ الجيران بالتعبير عن مشاعرهم الحقيقية.

“كان يجب أن ندعهم يحصلون عليها” يقول أحد الجيران لجار آخر، فيما يراقب أمجد من الجانب الآخر من الملجأ. يقول أمجد، المتألم من إهماله، “إلى جانب واقع وجود حرب في الخارج، ثمة شيء ما بخصوص هذه الوحدة، أليس كذلك؟” يحدق الجميع بصمت. أخيرا، يتهجم ناتان، صديق جيد لأمجد خارج الملجأ، قائلا: “قل أمجد، لماذا تهاجمون القدس؟”.

يستمر التوتر حتى يندلع جدال سياسي حامٍ. يجد أحدهم زجاجة فودكا، ويقترح لعبة “حقيقة-أمر” المسلية. لكن اليهود في الغرفة يعودون مرارا وتكرارا إلى مسألة الولاء: أنت تعيش هنا، لكن إلى جانب مَن أنت؟ ربما يكون الإيرانيون هذه المرة، يقول أمجد، مذكّرا المجموعة أنّ الإيرانيين ليسوا عربا. “ربما هذه المرة”، يقول بمسحة من التفاؤل، “نحن هنا معا”.

لكن الزجاجة تستقر سريعا على أمجد، وهو دوره ليقول الحقيقة. يسأله يوسكي أين يختار العيش إذا خُيّر بين إسرائيل وأية دولة عربية. تركّز الكاميرا على أمجد، وأخيرا بعد ثلاثة مواسم طويلة، لا يحاول أن يكون غير ما هو عليه حقّا. فجأة، تتخذ “الغرفة الآمنة” معنى جديدا. إذا كان ذلك يعني تجنب الحياة على هامش المجتمع، يقول أمجد ليوسكي، فإنه يفضل أن يكون قد وُلد في مكان آخر. حتى لو كان “المكان الآخر” يعني العيش تحت حكم استبدادي في مصر أو سوريا.

يتردد قشوع حين أسأله إن كان يتماثل مع انعكاس ذاته. يقول “سيكون من الصعب جدا”، ويضيف، “لأنني أعرف واقعا آخر. لدي حرية التعبير”. لكن إذا كان ذلك يعني معرفة مكاني في المجتمع والانسجام فيه، فإنني حقا، “أفكر أحيانا مثل أمجد”.

هذه هي عبقرية كتابة قشوع. في كل كتاب، زاوية صحافية وحلقة تلفزيونية، يسخر من العالم حوله، لكنه يسخر من نفسه أيضا. لا يمكن لأحد أن يقول إنه غير منصف.

وتقول أولمرت “هناك مبدأ في القومية أنه ثمة ألفة بين اللغة التي تنطق بها والمكان الذي تعيش فيه”. “عندما يكتب عربي بالعبرية، فهو يربك هذه الألفة لأنه يتبين فجأة أن بإمكانك أن تنطق وتكتب بالعبرية دون أن تكون صهيونيا … إنه يكتب للجمهور اليهودي، وعندما نقرأه نشعر بالارتباك. من جهة تتعاطف مع تجاربه، ومن جهة أخرى، فهي مرآة صعبة جدا للنظر من خلالها”.

سيد قشوع (تصوير: أفيرم ولدمن)
سيد قشوع (تصوير: أفيرم ولدمن)

لأنه جزء من الحضارة الإسرائيلية وغريب عنها في آن واحد، تظن أولمرت أن قشوع هو في الموقع المثالي ليقدم هذا الانعكاس. “إنه يظهر الحضارة الإسرائيلية كعنصرية، مليئة بالإجحاف ضد العرب، تفتقر إلى النقد الذاتي”، تتابع “لذلك فإن الشخصيات المركزية لديه هي دائما غير أبطال”.

في روايته الثالثة الأحدث، “ضمير المخاطب المفرد”، يعرض قشوع اثنين، لا واحدا، من اللا أبطال. أحدهما يُشار إليه بصفته المحامي، ويبقى دون اسم، فيما الآخر اسمه أمير. لكن السماح لأحد شخصياته بالتمتع باسم لا يشكل ذلك الانعطاف الذي قد يبدو للبعض. فأمير هو اسم شخصي شائع لدى العرب واليهود على حد سواء، وهو ما يشدد قشوع عليه لقرائه فيما يمضي الكاتب بعمق أكبر نحو سياسة الهوية وإغواء التمرير“.

لا يمضي وقت طويل حتى يفقد أمير، ليس اسمه فحسب، بل كامل هويته العربية. فهو يتبنى التاريخ الشخصي لشاب إسرائيلي يُدعى يوناتان، يتواجد في حالة نفسية نامية نتيجةً لمحاولة انتحار فاشلة. في قصتَين منفصلتَين لكن متضافرتَين، يباشر أمير/يوناتان والمحامي المجهول الاسم رحلة مليئة بالمصاعب للقبول والاندماج في القدس العصرية.

“العقدة هنا هي الوسيلة التي يفحص قشوع من خلالها مسائل الهوية والطبقة الاجتماعية” كتب سكوت مارتيل في مقالة نقدية في  لوس أنجلس تايمز. وبفعله ذلك، يعزف قشوع على الوتر الأهم في الحياة الإسرائيلية، كاتبًا روايات تتحدث عن العلاقات العرقية والتوتر الديني في هذه الدولة الأكثر تعقيدا بين الدول.

توقف قشوع عن الكتابة بالعربية منذ انخرط في الأكاديمية الإسرائيلية للفنون والعلوم. فيما لا يزال يتحدث العربية بطلاقة، ويستطيع أن يكتب حوارات بالعربية لبرنامج عفوداه عرافيت، فإن فهمه للعربية الفصحى ضعيف في أفضل الأحوال. في الموسم الثالث من البرنامج، يسخر قشوع من قدراته المحدودة بإظهار أمجد، محاولا الكتابة لصحيفة فلسطينية، يبذل جهده لطباعة بضع كلمات بسيطة بالعربية على حاسوبه.

“لغتي العبرية أفضل بكثير من العربية لأنني لم أمارس العربية منذ كنت في الخامسة عشرة” يقول قشوع. “لكنني أكذب إن أنكرت أنني كنتُ أرغب دائما أن أكون جزءا من الشعب الأقوى في إسرائيل. وقد كانت هذه الطريقة الوحيدة”.

إنجازات قشوع مثيرة للإعجاب بالطبع، لكن حملها، يقول كابون، ساحق أيضًا. “بطريقة ما، يحمل سيّد همّ كامل الشعب الفلسطيني على كاهله” يخبرني كابون. “أظن أنّ الضغط عليه أكثر من أي شخص آخر. من السهل إنتاج الأدب الساخر حينما تكون مرتاحا على مقعدك. لكن من الأصعب فعل ذلك حينما تكون في الشرق الأوسط الدموي، وحينما تكون عربيا”.

توضح أولمرت الأمر بطريقة مختلفة. قشوع، حسب رأيها، لا يعيش في عالمَين. فأبواب العالمَين موصدة أمامه. “فالعرب يعتبرونه يهوديا جدا، واليهود يعتبرونه عربيا جدا. إنه عالق في الوسط”.

حتى بعد ثلاث روايات عبرية ناجحة، يعترف قشوع أنه ما زال يحلم بكتابة كتاب بالعربية. فقد يمنحه ذلك، كما يقول، ذاك الإحساس المتملص بالانتماء. ويقول لي “اللغة مجرد أداة”. “مؤخرا، أفكر بممارسة العربية، القراءة أكثر بالعربية، وربما كتابة رواية بالعربية يومًا ما. لديّ إحساس غريب بأن روايتي الرابعة ستبدأ بالعبرية، تنتقل إلى مزيج بين العبرية والعربية، وتنتهي بالعربية”.

سألتُ قشوع إن كان هذا التنقل بين لغة وأخرى رمزيا. ضحك وغيّر الموضوع. كان هذا السؤال، كما بدا يحاول القول لي، مفرطًا في التبسيط. سألته لاحقا إن كان ثمة رسالة يريد إيصالها للشعب الإسرائيلي. فهو في النهاية، أمضى سنوات حياته كبالغ يعمل بالعبرية ويعيش بين اليهود.

“لا، لا، ليس لديّ أي نقطة” يقول. “أريد من الجميع أن يحبوني فقط”.

نشر على موقع The Tower Magazine  

اقرأوا المزيد: 2209 كلمة
عرض أقل